اذهبي الى المحتوى
  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة سُندس واستبرق
      مّقاصد الشريعة

       
       
      أنَّ هذا الدِّين له مقاصد، وأنَّ ربنا -سبحانه وتعالى- ما أنزل هذه الشَّريعة عبثًا، وإنما أنزلها لحكمةٍ وغايةٍ، وبيَّن هذه الغاية في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ونتحدث في هذا الأسبوع -بإذن الله تبارك وتعالى- عن المقصد الأول من مقاصد هذا الدين، وهو: جلب المصلحة ودَرْء المفسدة، وعبَّر عنه ابنُ عاشور -رحمه الله- بحفظ نظام الأمَّة، واستِدَامة صلاحه بصلاح المُهَيمِن عليه، وهو الإنسان، أي أنَّ هذا النظام في هذا الكون لا يصلح إلا بصلاح الإنسان، فنقف إذن مع المصلحة.


      إذا رجعت إلى المعاجم وجدت أصحابها يقولون: المصلحة ضدّ المفسدة، والمفسدة ضدّ المصلحة، والمصلحة هي: النَّفع، وهي الخير، وهي ما يُحبه الإنسانُ ويلتذُّ به، فكلُّ إنسانٍ في هذا الكون إنما يتحرَّك بناءً على تحقيق مصالحه، المنافقون فيما حكاه لنا ربُّنا -سبحانه وتعالى- ماذا يقولون؟ {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة: 11]، فالمُفسِد والمنافق يعتبر نفسَه مُصلِحًا، فكلُّ إنسانٍ في هذا الكون يتحرَّك بناءً على المصلحة.
       
      لكن هل كلُّ مصلحةٍ هي مصلحة؟ لا، المصلحة المُعتَبرة هي ما بيَّنها ووضَّحها ربُّنا -سبحانه وتعالى، لهذا عندما تحدَّث عن الخمر والميسر قال: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} [البقرة: 219]، هذا معناه أنَّ الخمر فيها منفعة، فيها مصلحة، والقمار فيه مصلحة، لكن هل هذه المصلحة مُعتَبرة عند ربنا؟ لا، ولهذا فإنَّ الله -سبحانه وتعالى- بعد ذلك بيَّن أنَّ الخمر رغم ما فيها من مصلحةٍ، ورغم ما فيها من منفعةٍ إلا أنَّها في شرع الله حرام، مَفسدة ينبغي تجنُّبها، لماذا؟ لأنَّ العبرة بالغالب، فالعمل إذا امتزجت فيه المصلحة مع المفسدة فالعبرة كما قال الشَّاطبي بالغالب، فننظر إلى الجانب الغالب؛ وقد قال الشَّاطبي: "قلَّ أن تجد في هذه الدنيا مصلحةً محضةً" أي مصلحة خالصة ليس فيها مفسدة، حتى إذا جئنا للأكل؛ مصلحة أم ليس مصلحة؟ مصلحة، ولكن فيه شيءٌ من المفسدة، فأنت حتى تأتي بالأكل يلزمك أن تتعب حتى تأتي مثلا بالخبز والخضار، وتحضر، وتصنع، وتتعب، ففيه نوعٌ من المفسدة، ولكن الغالب عليه المصلحة، ولهذا قال الله -سبحانه وتعالى-: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} [الأعراف: 31]، لماذا لا تسرفوا؟ لأنَّ الإسراف فيه مفسدة، سيدنا -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، وَإِنْ كَانَ وَلَابُدَّ فَاعِلًا فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ».
       
      فكلُّ إنسانٍ إذن يتحرَّك في إطار هذه المصلحة، لكن ربنا -سبحانه وتعالى- بيَّن أنَّه ليس كلُّ مصلحةٍ مصلحةً، وإلا فالرِّبا فيه مصلحة أم ليس فيه؟ نعم فيه مصلحة، أعطيك مئة دينار وترجع لي مئة وعشرون، ولكن هل الله -سبحانه وتعالى- اعتبر هذه المصلحة مصلحة أم اعتبرها حربًا على الله؟ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ} [البقرة: 278، 279]، إعلان الحرب -والعياذ بالله، يقول شيخُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله: "ليس العاقلُ مَن يعرف الخيرَ من الشر، وإنما العاقلُ مَن يعرف خيرَ الخيرين وشرَّ الشَّرين" يعني: مسألة الخير والشَّر هذه يعرفها أيُّ إنسانٍ، حتى القطة تعرف المصلحة من المفسدة، فحين تضع طعامك ويأتي القط ويأخذ لحمًا من غير أن تُعطيه، ماذا يفعل؟ يهرب فورًا، لماذا؟ لأنَّه يعرف أنَّه عمل خطأ، لكن حين تُعطِيه أنت لحمًا ماذا يفعل؟ يقعد بجانبك ويأكل، معنى هذا أنَّ القط يعرف أنَّه عمل مصلحة أو عمل مفسدةً، ولهذا قال شيخ الإسلام: "العاقل هو الذي يعرف خيرَ الخيرين وشرَّ الشَّرين" فإذا كانت هناك خيارات كثيرة ومصالح كثيرة فاختر الأحسن، كما قال ربي -سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [الزمر: 18]، فأنت أيها المُستمع دورك ومسئوليتك أن تختار ما فيه الحُسنى، بل ما هو أحسن وأفضل، وهكذا في حياتنا على المسلم أن يختار، وهذا الاختيار حتى نعرف المصلحة من المفسدة كما يقول ابنُ القيِّم الجوزية -رحمه الله: "هو مذلَّة أقدام، ومضلَّة أفهام".أي قد تزل القدمُ فينحرف عن المصلحة، أو يضل عقله؛ فلا يختار الأصوبَ والأصلح، أو لا يختار المصلحة، فمن توفيق الله -سبحانه وتعالى- أن يختار المسلم المصلحة دون غيرها.
       
      لكن قد يُخطئ الإنسان، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»، فكلُّ إنسانٍ يُخطئ، فبعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في غزوة أُحُدٍ أخطؤوا عندما أمر الرُّماة ألَّا يُغادروا المكان -الجبل- مهما كانت الظُّروف ولو تخطَّفتهم الطير، لكن لما انتصر المسلمون وبدأ المسلمون المجاهدون في جمع الغنائم إذ بإخواننا الذين كانوا في أعلى الجبل بعيدين عن متاع الدنيا وحُطام الدنيا، وبعيدين عن الغنيمة؛ يخافون أن تضيع منهم، فما كان منهم إلا أن نزلوا وغادروا المكانَ ظنًّا منهم أنَّ ذلك الفعل هو مصلحة، وإلا لو كانوا يعلمون الغيبَ لما نزلوا مهما كانت الظروف، ولكنَّهم لما نزلوا ولما لم يستجيبوا لله -سبحانه وتعالى- ولرسوله حصل ما حصل في تلك الغزوة، وأُصيب فيها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي- وكذلك استشهد فيها حمزةُ وغيره من الشُّهداء -رضي الله عنهم أجمعين، فالله -سبحانه وتعالى- ليُبيِّن لعباده المصلحة بيَّنها لنا في كتابه أو في سنَّة نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم-.
       
      لكن قد تكون في زماننا مصالح لا نجد لها ذِكرًا في كتاب الله ولا في سُنَّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنجتهد، فواجب المسلم اليوم أن يجتهد ليعلم المصلحة من المفسدة، وأن يتثبَّت ويتروى في المسألة كما قال الله -سبحانه وتعالى: {فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} [الحجرات: 6]، الشاهد: قوله {فَتَبَيَّنُوا} وفي آيةٍ أخرى قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6]، وفي قراءة: {فَتَثَبَّتُوا}، فلا بد من التَّروي والتَّثبت، ثم الأمر الآخر: الحذر من الوَهْم، فالإنسان أحيانًا قد يتوهم أنَّ هذا الفعل مصلحةٌ، ولهذا ربنا -سبحانه وتعالى- في كتابه عندما تحدَّث عن مثل هذه المسألة قال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [النور: 39] والأمر الثالث: الحذر من الهوى، فحتى نتبين أنَّ هذا الفعل وهذا الأمر مصلحة أو ليس بمصلحةٍ فلابُد من الحذر من الهوى، والهوى ما ذُكِر في كتاب الله إلا مقرونًا بالذَّم، فربي لا يُحِب الهوى، فالهوى مذموم، والإنسان أحيانًا كما قيل: "النفس طمَّاعة فعوِّدها القناعة"، فالنفس تميل إلى الشَّهوات، فمن الممكن أن يلعب الهوى في النفس، فينحرف الإنسانُ عن الحقِّ، وينحرف عن المصلحة -والعياذ بالله، فلابُد من الحذر من الهوى، والشريعة إنما أُنزِلت لإخراج الناس عن دواعي أهوائهم.

       
       
       


       
       
       
      إذن حديثنا إلى الآن كان عن ما هي المصالح؟ ومَن الذي يُحدد المصالح؟ ووصل بنا الحديثُ إلى وجوب ضبط النَّاظر في تحديد المصالح، وأنَّ الذي يريد أن يُحدد هذا الفعل مصلحة أو ليس بمصلحةٍ لا بُد أن تتوافر فيه جملةٌ من الشُّروط، ذكرنا منها:
      - الاجتهاد: أن يكون على علمٍ.
      - إطالة التَّأمُّل والتَّثبت والتَّروي.
      - الحذر من الوهم، والحذر من الهوى.
      بقي لنا في هذه النقطة كذلك: أنَّه إذا التبس الأمرُ على الإنسان ولم يَسْتَبِنْ هل هذه مصلحة أو ليس بمصلحةٍ؛ فالواجب عليه في هذه الحالة الاستشارة.
      وتعلمون أنَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ومن قبله أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- كانا إذا نزلت بهما نازلةٌ نظرا في كتاب الله، فإن وجدا فالحمد لله قضيا به، وإن لم يجدا نظرا في سُنَّة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فإن وجدا عملا به، وإلا سألا الناسَ: هل منكم أحدٌ سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذه المسألة شيئًا؟
      فليس بالضَّرورة أنَّ كلَّ صحابيٍّ يحفظ الحديثَ، وقد كان أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعضهم يحفظ بعضَ الأحاديث، والآخر يحفظ أحاديثَ أُخرى، حتى إذا جُمِعت الأحاديثُ ودُوِّنت كانت لنا رحمة من الله ونعمة أن نجد أحاديثَ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- اليوم مُدوَّنةً جميعًا، ويكفي بضغطة زرٍّ أو بكلمةٍ تكتبها على الشبكة العنكبوتيَّة لتعطيك جميع الأحاديث التي وردت فيها تلك الكلمة، وهذا فضلٌ من الله عظيم ونعمة، ونُقابلها بشكر الله -سبحانه وتعالى- وأن نستفيد من هذه الأحاديث ونعمل بها.
      فكانا يسألان، فإذا بلغهما حديثُ الرسول -صلى الله عليه وسلم- عملا به، وإلا اجتهدا وجمعا الناس، فكان أبو بكر يجمع الناس وكذلك عمر للاستشارة.
      الشاهد: أنَّ الطريق الآخر من طرق معرفة المصلحة هي: المشاورة.
       
      والمشاورة في شرعنا أمرٌ مهمٌّ، يقول الله -سبحانه وتعالى- بالنسبة للمسلمين: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38].
      وكذلك في آيةٍ أخرى قال لنبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو المعصوم الذي يتنزل عليه الوحي: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159].
      حتى في المسائل العائليَّة، وفي مسائل الحلِّ والرَّبط، ففي مسألة الطلاق ماذا قال ربي -سبحانه وتعالى؟
      {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا} [النساء: 35].
      وفي آيةٍ أخرى للتَّشاور: {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ} [البقرة: 233] يعني المسألة كلها تحتاج إلى تشاورٍ، فحياتنا مبنية على الشُّورى، والاستبداد في شرع الله مرفوضٌ.
      ولهذا قالوا في الأمثال: "ما خاب مَن استخار، وما ندم مَن استشار".
      ما معنى استخار؟
      معناه: يستخير الله -سبحانه وتعالى.
      والطريق الآخر كذلك في هذه المسألة من طرق الكشف عن المصالح هو الطريق الأول والطريق الأخير، وهو: الاستعانة بالله -سبحانه وتعالى: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ} [هود: 88].
      فالتَّوفيق بيد الله، والله -سبحانه وتعالى- يُعين مَن استعان به: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]، فالله -سبحانه وتعالى- يهديك السَّبيل إن توكَّلتَ عليه واستعنتَ به: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3] توكَّل على الله وقل: يا ربِّ، إن شاء الله هذا خير أو كذا، فالله -سبحانه وتعالى- كما أخبر فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الأنفال: 29].
      فالشَّاهد: {يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا}، هذا الفُرقان الذي تستطيعون أن تُفرِّقوا به بين الحقِّ والباطل، بين المصلحة والمفسدة، فاتَّقِ الله، والله -سبحانه وتعالى- يُنير لك السَّبيل.
       
      هذه تقريبًا جملةٌ من الضَّوابط لمَن أراد أن ينظر في الفعل أمصلحة هو أم لا، وهذا لا يكفي كذلك؛ بل لا بُد من النظر إلى هذا الفعل، حتى إذا كان مصلحةً فقد يكون مصلحةً آنيَّةً، ولكن في عاقبة أمره قد يكون مفسدةً ويجر الويلَ على الأمة، وقد يجرُّ الدَّمار على الأمة، فإذا بنا اليوم نستدين، ونستدين، ونستدين؛ فهو مصلحة، لكن بعد هذا الدَّين تتراكم عليَّ ديونٌ أخرى؛ فتكون مفسدةً.
      فلا بُد من النظر كما قال الإمام الشَّاطبي: "لا بُد من النظر في مآلات ذلك الفعل"، النظر في مآلات الأفعال، ما معنى مآلات الأفعال؟
      أي ما ستئول إليه هذه الأفعال من مصلحةٍ أو مفسدةٍ، فيمكن أن يكون هو في ظاهره مصلحة، ولكنَّه يجرُّ مفسدةً.
      مثال على ذلك، يقول الحقُّ -تبارك وتعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108]
      هذه الأصنام التي يدعونها من دون الله ليست لها قيمة، لو سببتها لا مشكلة، لكن هذا السَّب إلى ماذا سيؤول؟
      أنَّك إن سببت آلهتهم فإنَّهم سيسُبُّون الله -سبحانه وتعالى.
      ولهذا قال الله: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108].
      كذلك عندما قال الله -سبحانه وتعالى- لعباده: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا} [البقرة: 104] هذا توجيهٌ من الله -سبحانه وتعالى- لعباده، لماذا؟
      لأنَّ اليهود كانوا يستعملون هذه الكلمة "راعنا" من الرُّعونة، راعنا يا محمد، أي أنت أرعن -حاشاه صلى الله عليه وسلم- ومعناه: أحمق.
      فكانوا يستعملونها كسُبَّةٍ يسبُّون بها النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فلمَّا علم الله -سبحانه وتعالى- مكرَهم وخُبثَهم نهى عبادَه أن يقولوا هذه الكلمة؛ حتى لا يُسب الرسول -صلى الله عليه وسلم- من اليهود ومن المنافقين، فمَن يقولها معروفٌ بكفره؛ لأنَّه لا يلتزم شرعَ الله -سبحانه وتعالى: {لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا} [البقرة: 104].
      وكذلك من المآلات عندما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، أي المآل، أي أنَّ هذا الصيام يؤول بكم إلى التَّقوى.
      وكذلك الصلاة: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت: 45] فإذا صلاتك لم تنهك عن المنكر؛ فراجع حساباتك، فمعنى ذلك أنَّ صلاتك فيها مرضٌ، وأنَّها غير كاملةٍ، وأنَّها صلاة ناقصة.
       
      فإذن لابُد عندما ننظر في الفعل أمصلحة هو أم لا؟ لا يكفي أن ننظر إليه نظرةً آنيَّةً؛ وإنما لابُد أن ننظر إليه نظرةً مآليَّةً، أي ما سيئول إليه هذا الفعل من بعد.
      وقد فعل هذا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- كذلك في سنَّته عندما أراد أن يهدم الكعبةَ ويبنيها على قواعدَ إبراهيم، ولكنَّه لم يفعل، لماذا؟
      لأنَّهم كانوا حديثي عهدٍ بإسلامٍ، وما زال إسلامُهم ضعيفًا، فخاف أن يرتدوا فترك ذلك.
      وطُلِب منه -صلى الله عليه وسلم- أن يقتل المنافقين، فأبى -صلى الله عليه وسلم- لماذا؟
      قال: «حَتَّى لَا يُقَالَ إِنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ».
      وبهذا نكون قد انتهينا من ضوابط النَّظر في المصلحة ولله الحمد.

       
       
       
      لمن أحبت متابعة الدروس كاملا فلتتفضل هنا:

       

      https://akhawat.islamway.net/forum/index.php?showtopic=350629
    • بواسطة سُندس واستبرق
      تعريف التشريع لغة واصطلاحاً.



      تعريف التشريع لغة: الشَرْعُ والشريعة والتشريع معناها واحد في اللغة، فهي مصدر من شَرَعَ بمعنى سنَّ الأحكام والقواعد للناس.


       

      والشريعة: هي ما شرع الله لعباده من أحكام الدين، ومنه قوله تعالى: ] شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ [ [ الشورى: 13 ].



      والشريعة مشترك لغوي ورد فيها عدة معان في اللغة. فقد وضعت اسماً على مورد الماء العذب للشارب، ووضعت أيضاً اسماً للطريق المستقيم ومنه قوله تعالى: ] ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا [ [ الجاثية: 18 ] كما ترد كلمة الشريعة بمعنى ثالث وهو المشروع، بمعنى الأحكام والقواعد الشرعية نفسها([1])، فيقال الشريعة الإسلامية.



      والشريعة: الطريقة الظاهرة في الدين([2]).


       

      تعريف الشريعة اصطلاحاً: هي ما سنه الله تعالى لعباده من الأحكام والقواعد على لسان رسول من الرسل، لتنظيم حياة الناس الدينية والدنيوية فيقال: شريعة موسى وعيسى، وشريعة محمد.


       

      وقد استعمل القرآن كلمة التشريع بمعنى يشمل كل الأحكام من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق وغير ذلك.



      والخلاصة: إن الشريعة والشرع الإسلامي بالمعنى الاصطلاحي: هو جملة الأحكام والقواعد التي سنها الله تعالى لعباده، والتي أنزلها على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، مما يتعلق بأحكام العقيدة، والعبادات، والمعاملات والأخلاق. وهذا المعنى يطابق ويوافق معنى كلمة الدين الوارد في قول الله تعالى: ]الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا[ [ المائدة: 3 ].


       
       

      (1) انظر مختار الصحاح مادة شرع ص 318.



      والمصباح المنير ج 1 ص 310.


       

      (2) المغرب للمطرزي ج 1 ص 439 مادة شرع.



      والكليات لأبي البقاء 524. جامعة المدينة العالمية


    • بواسطة سُندس واستبرق
      بسم الله، والحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد


       

      يسرنا نحن فريق "



      أخوات طريق الاسلام "



      أن نقدم لكنّ



      حملة بعنوان "



      تحكيم الشريعة



      "، التي كانت بادرة صغيرة



      فحولناها لشجرة يانعة وفاءًا للحبيبة الراحلة



      أم جويرية


       

      في هذه الحملة سنُقدم لكن أجمل وأزكى الدعاء واتصالا بالسماء



      ترفع لرب البريات، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم :



      "



      إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية



      وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له "



      .



      نسأله تعالى أن يتقبل جهودنا، طامعين بقبوله



      راجين من المولى الانتفاع به



      وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .


    • بواسطة سُندس واستبرق
      وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية


       

      جمال الدين


       

      إن قضية تحكيم الشريعة الإسلامية من أهم القضايا التي تواجه العالم الإسلامي؛ ومن أجلها اندلعت الحرب الأهلية ،وقتل فيها نصف مليون و(منع التحقيق)ليمسح السكين في الفائزين في الإنتخاب من أجل تطبيق الكتاب .لأن مصير العرب والمسلمين بل البشرية مرتبط بتحكيم الشريعة الإسلامية فإذا احتكم الناس للمنهج الإسلامي في جميع جوانب حياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية سُعدوا في الدنيا والآخرة.



      والتاريخ البشري يشهد أن أسعد فترات البشرية في حياتها عندما قامت الخلافة الإسلامية، حيث تحقق الأمن والسلام وساد العدل والرخاء والحضارة حياة الناس.



      وكانت أكثر فترات الحياة البشرية شقاءً ونكداً عندما حَكَمَ الناس بفلسفات ساقطة مستوردة من الشرق أو الغرب، ودخلت شبهات المستشرقين والمبشرين عالمنا الإسلامي للتشكيك في تطبيق الشريعة الإسلامية، وإبعاد المسلمين عن عقيدتهم التي هي مصدر قوتهم وبها انتصرنا ألف عام، وبغيرها هُزمنا



      إن قضية تحكيم الشريعة الإسلامية واجب شرعي، وهي جزءٌ لا يتجزأ عن عقيدة المسلمين، وإذا حدثت الزحزحة في حياة الأمة عن تحكيم الشريعة الإسلامية والاحتكام إلى المناهج الأرضية الهابطة المستوردة من الشرق أو الغرب، فهذا يعني الكفر والفسوق والظلم وضياع لمقدرات الأمة ومصدر قوتها وازدهار حضارتها.



      ولقد اهتم القرآن الكريم بتطبيق الشريعة واعتنى بها عناية فائقة فجاء ذكرها في أكثر من مائتي آية في حوالي خمسين سورة من القرآن الكريم.



      وهذا الاهتمام يرجع إلى أن مصير الإنسانية مرتبط بتحكيم الشريعة، فإذا احتكم الناس إليها في جميع جوانب حياتهم سعدوا في الدنيا والآخرة، واطمأنت نفوسهم لتطبيقها؛ لأنها توافق الفطرة التي فطر الله الناس عليها.



      والتاريخ البشري يشهد أن أسعد فترات البشرية في حياتها، كانت حينما احتكم الناس إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في عهد الخلافة الإسلامية حيث نعمت بالأمن والإيمان والسلامة والاستقرار وساد العدل والرخاء المجتمع الإسلامي بأسره، بينما كانت أكثر فترات البشرية شقاءً حينما عطل طواغيت الأرض الحاكمية لله، وحكموا الناس بفلسفاتهم الساقطة التي لم تحقق إلا النكد والكراهية والشقاء للبشرية.



      قال تعالى:{ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ{49} أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ{50}المائدة.



      وقال{ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ - إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً } (الجاثية: 18-19).



      …يتضح من ذلك أن توحيد الله في الحاكمية وإفراده بها أمرٌ لازم لكل مسلم لزوم نطقه بالشهادتين التي تعني توحيد الربوبية والألوهية فلا يكفي من الإنسان أن يؤمن بوحدانية الله في الخلق والأجل والرزق، ولا يوحده في الربوبية، قال تعالى: { أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } (الأعراف: 54).



      وقال تعالى: { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } (التوبة:31)، فقد شنع الله سبحانه على اليهود والنصارى عندما قبلوا أن يكون الآمر والناهي فيهم رهبانهم وأحبارهم واعتبر ذلك شركاً ليس فقط من الأحبار والرهبان، بل ومن الذين اتبعوا الأحبار والرهبان فأطاعوهم فيما حللوا لهم وحرموا عليهم



      إن مسألة الحكم بما أنزل الله من المسائل الخطيرة في حياة الأمة المسلمة لأنها ترتبط بمسألة العقيدة حيث إنها تمثل الجانب الأهم من عقيدتنا الإسلامية، وهي تمثل القالب العملي لعقيدة التوحيد المتمثلة في الشهادتين والتي تعني الرفض لكل الآلهة المصطنعة من دون الله عز وجل، والحكم بما جاء عن الله وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال تعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } (النحل: 36).



      …فالطاغوت هو كل ما يعبد من دون الله سواء من الشجر والحجر والبشر أو الشعارات الجوفاء .



      …ونجد أن الله سبحانه قد اختص نفسه بالتشريع ووضع الأحكام التشريعية للمجتمع، قال تعالى: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } (الشورى: 21).



      ولم يكتف سبحانه بطلب الالتزام بتطبيق شرعه في الأرض، بل حرص على حصول الرضا والاطمئنان لحكمه، وأنه لن يتم الإيمان إلا إذا احتكم المجتمع لهذه الشريعة، قال تعالى: { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً } (النساء:65)، فهو سبحانه يُقسم بربوبيته قسماً مؤكداً أنه لا يصلح الإيمان إلا بالتحاكم في كل نزاع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن تنشرح الصدور بحكمه، ولا يكون في النفوس حرج وضيق منه، وأن يحصل التسليم التام بقبول ما حكم به وأنزل في كتابه الكريم .



      …وبناءً على ما سبق فإن الحاكم واحد هو الله، والمشرع للقوانين واحد هو الله سبحانه وهو الخالق للكون والإنسان والحياة، لذلك أنزل هذه الشريعة لتلبي حاجات الأجيال إلى يوم الدين، وأن على الدولة الإسلامية التطبيق الكامل لكل ما شرعه الله في كتابه أو جاء على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فحيث يوجد نص رباني يجب اتباعه، ولا يكون لرجال التشريع حينئذ إلا التطبيق والعمل بما جاء عن الله سبحانه، وإذا لم يوجد نص في هذا القانون الرباني كان لرجال التشريع الإسلامي مجال للاجتهاد والاستنباط وفق روح الشريعة الإسلامية، فيشرعون الأحكام فيما لا نص فيه بواسطة القياس


       




      الأدلة على وجوب الحكم بما أنزل الله:



      إن تحكيم الشريعة الإسلامية ثابت بالقرآن والسنة والإجماع، والآيات الدالة على وجوب تحكيم شرع الله والتحاكم إليه، والمحذرة من التحاكم إلى غيره كثيرة في كتاب الله تعالى وكلام العلماء في تفسيرها معروف حتى أضحى ذلك عِلماً ضرورياً عند المسلمين، حيث قال العلامة ابن باز - رحمه الله - ومعنى هذا أن العبد يجب عليه الانقياد التام لقول الله تعالى وقول رسوله وتقديمهما على قول كل أحد، وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة



      أولاً: القرآن الكريم:



      جاءت آيات كثيرة توجب الحكم بما أنزل الله والتحاكم إليه، وبيان التحذير من التحاكم إلى الطاغوت:



      قال تعالى: { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ } (البقرة: 213)، وقال تعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ } (النساء: 105). أوضح الحق سبحانه أن الغاية من إنزال الكتاب هو الحكم بين الناس بالعدل، قال ابن تيمية - رحمه الله -: "إن الله سبحانه هو الحَكَم الذي يحكم بين عباده والحكم له وحده، وقد أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ليحكم بينهم فمن أطاع الرسول كان من أوليائه المتقين، وكانت له سعادة الدنيا والآخرة، ومن عصى الرسول كان من أهل الشقاء والعذاب



      قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ } (النساء: 58)، حيث أمر الحق سبحانه بالمحافظة على أمانات الناس وإرجاعها إلى أصحابها غير منقوصة وأمر أيضاً بتحقيق العدالة في الحكم بين الناس.



      وحذر سبحانه من الركون إلى أحكام وأعراف الجاهلية، وقد أنزل لنا خير كتاب وأفضل منهج عرفته البشرية في تاريخها الطويل، قال تعالى: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } (المائدة:50).


منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×