اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

مصائب الكفَّارِ ردعٌ وقصمٌ لكن مصائب المؤمنين دفعٌ ورفعٌ

المشاركات التي تم ترشيحها

 

BiyEE64.png

 
 
سؤال هام عن المصائب:
سائل يقول: تذكر في أحاديثك أن هناك مرضاً عُضالاً يُعَدُّ عقوبةً من الله ؟
الجواب:
أيها الأخوة إن كلامي دقيق جداً، المرض نفسه، مرض عضال يصيب إنساناً غير مؤمن فيكون عقاباً، ويصيب إنساناً مؤمناً فيكون ترقيةً إلى الله عزَّ وجل، هذا الشي ثابت، المؤمنون لهم مصائب، والكفَّار لهم مصائب، مصائب الكفَّارِ ردعٌ وقصمٌ، لكن مصائب المؤمنين دفعٌ ورفعٌ.
حدَّثنا أخ طبيب كان بمستشفى، جاء مريض مصاب بورم خبيث يُشهدُ الله أنه مؤمن، قال لي: شيء يحيِّر العقول، كلما دخل إنسان لعيادته الكلمة الأولى له: أشهد أنني راضٍ عن الله، يا ربِّ لك الحمد .
أقسم هذا الطبيب وهو من أخواننا الكرام وهو حيٌ يرزق: أنك إذا دخلت إلى غرفته وجدت وجهه كالنور، روائح طيِّبة، إذا قرع الجرس، يتهافت كل من الأطبَّاء والممرضين على خدمته، وبعد أربعة أو خمسة أيام توفّي بأجمل حالة، بطيب ورضى، ولحكمةٍ بالغةٍ بالغة أرادها الله، عَقب هذا المريض جاء مريضٌ آخر مصاب بنفس المرض، لم يترك نبياً إلا وسبَّه، طباع شرسة، روائح نتنة، ثم مات .
إذا قلت لكم: مرض، فإني أقصد إنساناً متفَلِّتاً، عاصياً، يبيح الزنا والخمر، أنا أقصد هذا المرض لهذا الإنسان عقاب، والله لا تجد ولا شخصاً منا وعنده ضمانة أن لا يصاب بهذا المرض، قد يصاب ويكون بأعلى درجة عند الله عزَّ وجل، لي صديق أصيب بنفس المرض، تقول زوجته عنه: سنتان ولم تسمع منه إلا كلمة " الحمد لله "، اشتهت أن تسمع كلمة أنين منه، فلعل هذا المرض يكون سبباً لدخول الجنة.
 
1461839263_210763.jpg

المصائب أنواع:
المصائب أيها الأخوة أنواع ؛ مصيبة ردع، مصيبة قصم، هذا لغير المؤمن أما المؤمن رفع ودفع، فبعض الصحابة فقدوا أبصارهم، وبعض الصحابة جُرِحوا، النبي شُجَّت وجنته، كُسرت ثناياه، فإذا حكيت لكم عن مرض ـ والله هذا السؤال مهم جداً ـ فأنا ما قصدت أن المرض وحده مشكلة، لا، بل المشكلة أن يكون الإنسان شارداً عن الله، شارداً، غارقاً.
تحدَّثت مرة عن إنسان يملك محلاً ضخماً جداً، يمارس الفحشاء فيه، ويعلق لافتة على باب المحل كتب فيها: نحن في الصلاة، احترق المحل، جدده، وعاد إلى معصيته ووقاحته، احترق مرة ثانية ؛ إذا احترق محل المؤمن فليست هناك أي مشكلة أبداً، فهناك حكمة بالغة من ذلك، هناك صحابي سُرِقَ ماله، فقال: " يا رب إن كان هذا الذي أخذه عن حاجة فبارك له فيه، وإن كان أخذه بطراً فاجعله آخر ذنوبه ".
هل من الممكن أن يسرق مال المؤمن ويحترق محلّه ؟ ممكن، فهناك حكمة نحن لا نعرفها، يمرض مرضاً شديداً، والله هناك أمراض تصيب المؤمنين يرقون بها إلى أعلى عليين، أعرف أُناساً والله لا تؤثِّر فيه ولا مليون خطبة، أصابه مرض عضال وكان سبباً لعودته إلى الله عزَّ وجل، فأنا عندما أقول: مرض عضال، فلا أقصد أن كل واحد أصيب بمرض عضال معاقب، لا والله، فلا أحد منا يخلو من مرض، لا يوجد ضمانة عند إنسان أن لا يصاب بمرض، والمرض صار مشكلة كبيرة هذه الأيام، فأتمنى عليكم أن تنتبهوا للطعام، فهناك مواد بلاستيكيَّة، ومواد مسرطنة، ومبيدات، وأشياء كثيرة، فانتبه للطعام، نسبة المرض مرتفعة عشرين ضعفاً عن السابق، لا تمر جمعة إلا وأسمع عن عدة أشخاص ممن حولي أصيبوا بالأمراض.
أنا لا أقصد أن كل إنسان أصيب بهذا المرض إذاً فهو معاقب، لا، فأنا أتحدَّث عن إنسان متفلِّت، ليس له منهج، يفعل الزنا جهاراً، يشرب الخمر، يتحدِّى الإله، هذا الإنسان مرضه بالطبع عقاب، أما إنسان مؤمن ؛ اسمعوا هذه الآية وهي خاصة بالمؤمنين :
﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) ﴾(سورة البقرة)
 
FB_IMG_1485355275726.jpg

أشد الناس بلاءً الأنبياء :
النبي سيد الخلق قال:
(( لقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أوذيت في الله وما يؤذي أحد ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة ومالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال.))[حماد بن سلمة عن أنس]
دائماً أيها الأخوة الكلام له سياق ولِحاق وسِباق، ذكرت مرة قصة عن امرأة اعتدت على أخيها، اشترى معها بيتاً بالتمام والكمال والتساوي، ودفع كامل المبلغ، وكانت قويةً جداً، فأخرجته من البيت ظلماً وعدواناً، ولديه من الأولاد أربعة عشر ولداً، نصفهم يبيتون في بيت جدهم، والنصف الآخر عند بيت جدتهم، قال لي ابن أخيها: أصيبت عمتي بمرض خبيث، فقلت: والله هذا عقاب إلهي، وتوفيت بعد شهر، وورثها أخوها الوحيد، وعاد إلى البيت مع أولاده.
هناك حالات واضحة، فهذه الحالة عقاب إلهي مثل الشمس، فهل كل مؤمن صار معه مرض كان عقاباً ؟ أعوذ بالله أن أقول هذا الكلام، فلا يوجد إنسان خال من مشكلة في حياته، الحديث الشريف :
(( إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلاءً الأَنْبِيَاءَ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ))
[أحمد مسلم عن أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ عَنْ عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ ]
أنا حينما أذكر إنساناً يعصي الله جهاراً، ينتهك حرمات الله، يتحدَّى الإله ويأتيه مرضٌ عضال هذا المرض في الأعم الأغلب هو عقاب من الله، أما المؤمن له حساب آخر، وهذان المريضان اللذان دخلا المستشفى بنفس المرض، واحد ارتقى بمرضه إلى أن أصبح في أعلى عليين ؛ والثاني هوى به إلى أسفل السافلين، فالعبرة حالتك مع الله عزَّ وجل.


راتب النابلسى

موسوعة النابلسى للعلوم الشرعية

14980578517_5639af6226_b.jpg
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×