صِـفات أهل الكتاب والشرك من ذِكر العزيز الوهاب

[سُندس واستبرق 4685]

السلام عليكم ورحمة ورحمة الله وبركاته 

 

صِـفات أهل الكتاب والكفر من ذِكر العزيز الوهاب

 

باسم الله والحمدلله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله أمّا بعد؛ 

اختص الله عز وجلّ في كتابه ذكرُ لأهل الكتاب وصِفاتهم، وأهل الشِرك وضلالتهم، وعبدة الطاغوت وانحرافاتهم، ليُحذرنا منهم ومن اتّباعهم واتخاذ مسالكهم. 

كما قال الله تعالى في كتابه العزيز : 

- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ

إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ [الممتحنة:1]

هُنا في مُصفحي سنذكر صفاتهم كما بيّنها الله عز وجلّ في كِتابه،  لـنتبيّن منهم ونحذرهم، مع ما أمرنا الله عز وجلّ به من حُسن خُلق وتعامل معهم، بتفصيل وبيّنة واتخاذ فُرقان العقيدة عليهم . 

 

هذا وأسأل الله أن يوفقني وأن يجعل به القبول والنفع 

يتّبع بإذن الله تعالى . 

 

 

 

 

 

[سُندس واستبرق 4685]

1\~

الذين هَادوا 

 

ذُكرت كلمة [اليَهود] في القُرآن الكريم عشرُ مرات. 

وَذُكِرَت كلمة [هادوا] في القُرآن الكريم  عشر مرات.

وتعني كلمة هادوا لُغة: هَادَ الضَّالُّ : تَابَ ، رَجَعَ ، عَادَ إِلَى الْحَقِّ [تفسير المعاني] 

[من موضوع المتصهينون]

 

أخبرنا الله عزّ وجلّ في كِتابه العزيز صِفات لليهود تُميّزهم عن غيرهم،  وقد ظهرتّ بعضُها في قصص أنبياء بني اسرائيل، وظهرت جُلّها في قِصص موسى وعيسى عليهما السلام،

 

صِفــات اليَهود : 

تَحريف كلام الله عز وجلّ : من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه [النساء:46]. 

 يحرفون : أى يميلها ويجعلها على حرف، أى جانب وطرف. وأصله من الحرف يقال: حرف الشيء عن وجهه، صرفه عنه، ، ويفسرونه تفسيرا سقيما بعيدا عن الحق والصواب.[تفسير الطنطاوي].

 سمعُ بعدم طّاعة :  ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع [النساء:46].

ويقولون للنبي صلى الله عليه وسلم إذا ما أمرهم بشيء: سمعنا قولك وعصينا أمرك فنحن مع فهمنا لما تقول لا نطيعك لأننا متمسكون باليهودية.

 

ليّ اللسان، وتحريف الكلام وتشويهه: وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ [النساء:46]. 

ومعني ليًا: الانحراف والالتفات والانعطاف.

والمراد أنهم كانوا يلوون ألسنتهم بالكلمة أو بالكلام ليكون اللفظ في السمع مشبها لفظا آخر هم يريدونه لأنه يدل على معنى ذميم.
أى أنهم كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التهكم والاستهزاء [تفسير الطنطاوي]. 

 

سمّاعون للكذب: وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ [المائدة:41]. 

سَمَّاعُونَ للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك صفتان أخريان لأولئك الذين يقعون في الكفر بسرعة ورغبة.
وقوله: سَمَّاعُونَ جمع سماع. وهو صيغة مبالغة جيء بها لإفادة أنهم كثير والسماع للكذب، وأنهم لفساد نفوسهم يجدون لذة في الاستماع إليه من رؤسائهم وأحبارهم، ومن هم على شاكلتهم في العناد والضلال.
واللام في قوله: لِلْكَذِبِ للتقوية أى: أنهم يسمعون الكذب كثيرا سماع قبول وتلذذ، ويأخذونه ممن يقوله من أعداء الإسلام على أنه حقائق ثابتة لا مجال للريب فيها.

وقيل إن اللام للتعليل أى أنهم كثير والسماع لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ولأخباره من أجل الكذب عليه، عن طريق تغيير وتبديل ما سمعوه على حسب ما تهواه نفوسهم المريضة.
وقوله: سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ بيان لمسلك آخر من مسالكهم الخبيثة بعد بيان احتفالهم بالأخبار الكاذبة، وتقبلها بفرح وسرور [تفسير الطنطاوي]. 

 

كراهية الموت بسبب ظُلمهم وما كسبته أيديهم: 

وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ() قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الجمعة:7-8]. 

 

تأويل صفات الله عز وجلّ وابخاس حقه في العبودية:  وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ  [المائدة:64]. 

 

أشدّ عدواة للمؤمنين والمتربصين بهم في كل حين : لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ [المائدة:82]. 

 

عدم رضاهم عن الرسول وكثرة أذيتهم له : وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120]. 

 

 آكلوا الحرام، والربا، والرشوة: وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [المائدة:62]. 

 

ومعنى السحت:  هو المال الحرام كالربا والرشوة. سمى سحتا من سحته إذا استأصله لأنه مسحوت البركة أى مقطوعها. أو لأنه يذهب فضيلة الإنسان ويستأصلها.
واليهود أرغب الناس في المال الحرام وأحرصهم عليه.

هاتين الرذيلتين وهما قول الإثم وأكل السُحت  هما جماع الرذائل، إذ القول الباطل الكاذب إذا ما تعود عليه الإنسان هانت عليه الفضائل، وقال في الناس ما ليس فيهم بدون تحرج أو حياء. وأكل السحت يقتل في نفسه المروءة والشرف، ويجعله يستهين بحقوق الناس وأموالهم.

 

ونسأل الله العفو والعافية . 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[سُندس واستبرق 4685]

2\~ 

النصارى 

 

النَصارى في اللّغة : 

نَصَارَى : جمع نَّصْرَانيَّةُ
نَصارَى: (اسم)
جمع نَصْرَانِيٌّ ، التوبة آية 30 وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ( قرآن ) : مَنْ هُمْ عَلَى دِينِ السَّيِّدِ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. 

مَنْسُوبٌ إِلَى مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ. 

 

ذُكرت النَصارى في القرآن الكريم تسع مرات، ولم تُذكر كلمة [النَصارى] إلا وهي مُقتَرِنة مع اليهود أو مع المُشركين بالله. 

 

صِفــات النَصارى في القُرآن : 

 

عدم رضاهم عن الرسول وكثرة أذيتهم له : وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120].

 

 كثرة عَذاب الله لهم بسبب ذنوبهم: وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل انتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والارض وما بينهما واليه المصير [المائدة:18]. 

 

الكذب على الله والافتراء عليه: وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يضاهؤون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون [التوبة:30]. 

 

الله يحكم بينهم ويفصل فيهم : ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شيء شهيد [الحج:17]. 

 

 

[سُندس واستبرق 4685]

3\~

أهل الكِتاب

 

أهل الكِتاب هم من أنزل الله على نبيهم كتاب من عنده؛ كالأنجيل على عيسى عليه السّلام، والتوارة على موسى عليه السّلام. 

وذكر [أهل الكِتاب] في القرآن [31 ]مرّة. 

 

صِفــات أهل الكِتاب في القرآن الكريم: 

 

عدم حُبّ الخير  النازِل من الله لغيرهم : ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم [البقرة:105]. 

 

الحَسّد وإضلال المؤمنين : ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى ياتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير [البقرة:109]. 

 

كثرة الجِدال والاختلاف والشرك بالله : قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون [آل عمران:6]. 

 

تمويه وتشويه الحقّ وإلباسه بالباطل مع كتمان العلم : يا اهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون [آل عمران:71]. 

 

البخل والشّح وعدم الأمانة: ومن اهل الكتاب من ان تامنه بقنطار يؤده اليك ومنهم من ان تامنه بدينار لا يؤده اليك الا ما دمت عليه قائما ذلك بانهم قالوا ليس علينا في الاميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون [آل عمران:75]. 

 

الصّدّ عن سبيل الله، وتصعيب السُبل : قل يا اهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من امن تبغونها عوجا وانتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون [آل عمران:99]

 

 الغلوّ في الدين بغير حقّ : يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم انما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد له ما في السماوات وما في الارض وكفى بالله وكيلا [النساء:171]. 

 

اخفاء آيات الله عن النّاس : يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين [المائدة:15]. 

 

السّخط وكره المؤمنين : قل يا اهل الكتاب هل تنقمون منا الا ان امنا بالله وما انزل الينا وما انزل من قبل وان اكثركم فاسقون [المائدة:59]. 

 

 

 

 

 

[سُندس واستبرق 4685]

4\~

المجوس . 

 

ذُكر المجوس في القرآن مرّة واحدة وهم عبّدة النار . 

    ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شيء شهيد [الحج:17]. 

 

[سُندس واستبرق 4685]

5\~ 

الطاغوت 

 

ذُكِر الطاغوت في القُرآن [8] مرّات. 

الطاغوت في اللّغة : 

كلُّ رأُس في الضلال يصرف عن طريق الخير

كل ما عُبِدَ من دون الله ، من الجن والإنس والأصنام في التنزيل العزيز : البقرة آية 256 فَمَنْ يَكْفُرْ بالطاغوتِ ويُؤْمِنْ باللهِ فَقَدِ استمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى) . 

 

صِــــفات عَبَدة الطــاغوت في القُرآن الكريم : 

 

 مُدخِلٌ لظلمات الكُفر والمعاصي : والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون [البقرة:257]. 

 

القِتــال في سبيل الشيطان وإعلاء كلمته : والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا اولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا [النساء:76]. 

 

أكثر الناس ضلالا وأكثرهم شرًا عند الله عز وجلّ : قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت اولئك شر مكانا واضل عن سواء السبيل [المائدة:60]. 

 

الاحتكام لغير الله عز وجلّ، بغير ما أنزل،والايمان بالكفر :     
الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا [النساء:51]. 

معنى الجِبت والطاغوت : وهو الإيمان بكل عبادة لغير الله، أو حكم بغير شرع الله. فدخل في ذلك السحر والكهانة، وعباده غير الله، وطاعة الشيطان، كل هذا من الجبت والطاغوت، وكذلك حَمَلهم الكفر والحسد على أن فضلوا طريقة الكافرين بالله -عبدة الأصنام- على طريق المؤمنين [تفسير السعدي]. 

[سُندس واستبرق 4685]

6\~

الصابئين

 

ذُكر الصابئون في القرآن الكريم مرتين في سورتي البقرة والحجّ : 

ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون [البقرة:62]

ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شيء شهيد ]الحج:17].

 

الصابئون في اللّغة : 

الصابئون من مصدر صبأ :  الرَّجُلُ ترك دينَه ودَان بدين آخر  [المعجم الوسيط] 

الصابِئون : قوم يَزعُمون أَنهم على دين نوح ، عليه السلام ، بكذبهم . 
وفي الصحاح : جنسٌ من أَهل الكتاب وقِبْلَتُهم من مَهَبِّ الشَّمال عند مُنْتَصَف النهار . 
التهذيب ، الليث : الصابِئون قوم يُشْبِه دِينُهم دِينَ النَّصارى إِلاَّ أَنَّ قِبْلَتَهم نحو مَهَبِّ الجَنُوبِ ، يَزْعُمون أَنهم على دِين نوحٍ ، وهم كاذبون . [لسان العرب].

 

 

[سُندس واستبرق 4685]

7\~

عَبّاد الشمس

 

ذكر الله عزّ وجل في كتابه العزيز عُبّاد للشمس يسجدون لها من دون الله في سورة النمل:

وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون [24].

[سُندس واستبرق 4685]

[سُندس واستبرق 4685]

بطاقات || ~