اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

تغريدات د. إياد_قنيبي

المشاركات التي تم ترشيحها

27072308_545037305849560_134934309808049

أصبحت ابنته مكلفة مر على ذلك سنوات بلا حجاب -أين أنت من ابنتك؟
هل لو رأيت ابنتك تسير نحو نار في الدنيا ستتركها!
هل لو أصيبت ابنتك بمرض يستفحل كنت ستتركها سنة وسنتين على أمل أن تتعالج بقناعتها؟!
أم أن الآثام التي تجمعها يوماً بعد يوم أهون عليك من أمراض الدنيا؟
هل هذه الأمراض أخطر أم نارٌ قال الله فيها:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6]
.دعني أصارحك: هان عليك أمر الله فهان على ابنتك!



ظاهرة غير صحية كلما ترك أحد الإسلام أن ننشغل بالحديث عنه..
اقرأوا سورة (عبس) لتتعلموا منها عزة الحق:
(أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) )...
ما لك وما له إذا كان معرضاً؟
(وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10) )
الناس الذين جاؤوا يسألونك عن الحق خوفاً من الله وطمعاً في فضله يجب ألا يلهيك شيء عنهم...هؤلاء استثمارك للدار الآخرة..فلا تسمح للمستغنين عن رحمة الله أن يأخذوا من اهتمامك ونفسيتك على حساب هؤلاء الـمُقبِلين.



كم من أناس بدأ بهم الأمر قهراً من المجرمين، وحزنا على المظلومين لكن بدلا من توجيه سخطهم على الظالمين والاستعانة بالله في مدافعتهم أساؤوا الظن بالله!فأصبحوا عبئاً جديداً على الأمة، يبثون فيها الهزيمة والشك فأضعفوها فوق ضعفها ونخروا في جسدها المنهك وزادوا تمكن المجرمين منها !


سألتني ابنتي:
ما دام أمر الدجال معلوما بينه لنا نبينا فكيف يتبعه أناس من المسلمين عند خروجه؟
فقلت لها:
من عقوبة المعاصي نسيان العلم النافع،
واستحضرتُ قول ابن تيمية في مجموع الفتاوى:
(من الذنوب ما يكون سببا لخفاء العلم النافع أو بعضه،بل يكون سببا لنسيان ما علم ولاشتباه الحق بالباطل).
رأينا "علماء" وقعوا في عين ما كانوا يحذرون الناس منه ولبَّسوا على الناس في قضايا الأمة الفاصلة، حتى كأنهم أُنسوا ما كانوا يقولون تماما.
ربنا نجنا من الفتن.



عندما تقرأ في القرآن
(الأرض لله)، و(أرض الله)...
فهي عبارات تذكرك أن الوحيد الذي له الحق أن يمن عليك بالعيش على هذه الأرض
هو خالقها سبحانه وتعالى.
تذكر ذلك عندما يمن عليك البعض بأنهم سمحوا لك بالعيش على "أرض الوطن"...
وكأنهم هم مَن بسط أرجاءها وخلق هواءها وأنزل ماءها وأخرج خضراءها!



هنيئا للمخلصين، وإن قل عملهم فإن سحابة (والله يضاعف لمن يشاء)
تظلهم ومساكين أهل الرياء، مهما أكثروا من عمل فإن سحابة (لن يتقبل منكم) تطاردهم



عندا ترى ظالماً يفعل فعلة غبية يحفر بها قبره بيده فتذكر فرعون وجنوده حين مشوا بغباوة وراء موسى عليه السلام بين جبلَي ماء! وكأن الله تعالى سيخرق لهم سنن الطبيعة هم أيضاً!
إنه جنون العظمة حين يعمي البصيرة وصدق الله إذ قال:
(سنستدرجهم من حيث لا يعلمون (182) وأُملي لهم إن كيدي متين)


عندما يعود إليكِ ابنكِ في المرحلة الابتدائية من المدرسة "الإسلامية" ليقول: (ماما اليوم بنت جابت سي دي وشغلت عليه في غياب المعلمة وطلعت صورة امرأة شبه عارية) !!
عندما يأتيكَ ابنكَ بعد درس التربية الوطنية ليسألك: (بابا مين أكبر؟ الله ولَّا الملك؟)!!!
عندما تعود إليكِ ابنتكِ لتقولِ: (ماما، في معلمة بطلت تلبس جلباب)
عندها...لا تظل تضحك على حالك وتضحكي على حالك
وتقولوا: (أرسلت اولادي لمدرسة إسلامية، وعملت الي بقدر عليه) !!
وتلتهوا بالواتس والفيس والعلاقات الاجتماعية عمَّن استأمنكم الله عليهم!أبناءنا يهاجَمون على كل الصُّعد، في كل مكان، في هويتهم وأخلاقهم وعقيدتهم وفكرهم...
كثير، وكثير جدا من الدور أصبح عليكَ أيها الأب وعليكِ أيتها الأم...
إما أن تؤدوا الأمانة، وإلا فلا تنجبوا !!

27336530_545038265849464_561779114583005
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نقل طيّب ونافع اللهم بارك . 

بورك فيك ونفع بكِ .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
تذكر أن القصة لم تنتهِ
فالزرع هنا وفي الآخرة الحصاد
وإنما توفون أجوركم يوم القيامة
تذكر حتى تنطلق في حياتك بيقين
تحزن من الظلم، لكن تحول حزنك عملاً
يصيبك الهم، لكن تحوله همة
مؤمناً بأن من يسقط منا في المعركة، فإنه في ضيافة رب رحيم
بينما يقال للآخَرين:( وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ)

المسافة الفاصلة بين الخلود في الجنة والخلود في النار
تمثل المسافة الفاصلة بين التوحيد والشرك
ودعوات الضلال مدارها على ردم الهوة بينهما
وإشعارك بأن التوحيد ليس بالأهمية التي تظن
والشرك ليس بالخطورة الذي تظن!
كلما ضعف الفرق بينهما في نفسك
فاعلم أن انزلاقك من الجنة للنار أصبح أسهل!

"مش لاقي أحد يساعدني في الثبات على ديني"
السؤال: هل ستبقى تنتظره؟
لماذا لا تكون أنت من يصنع بيئتك الداعمة؟
محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه:
(كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه)
علم أصحابه وقواهم وقووه
قد تقول: لا أقدر لست رسولاً
بل: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)


كثيرون عندما يرون المآسي  يتساءلون: لماذا يا رب؟!
بينما د. عبد الرحمن السميط سأل: ماذا تحب لي أن أفعل يا رب؟
فالمآسي التي بسببها يكفر البعض هي نفسها التي دفعت السميط إلى أن ينزل إلى الميدان، يعالج المساكين بطبه، يدعوهم إلى الإسلام، يرويهم، يطعمهم..
فاختر لنفسك:السخط أو العمل!

أي فتور عن الدعاء، وأي ظنٍّ أن الله لا يستجيب، إنما هو من ناحية الشيطان!
 أغراك بالمعاصي، ثم قنَّطك من رحمة الله لينقطع ما بينك وبين الله فيستفرد بك!
 ومن أوسع مداخله إلى ذلك باب لوم النفس، فيتجاوز المحاسبة النافعة إلى القنوط المهلك!

كثيرون ينجبون دون هدف أعلى من الإنجاب
فيصبح الأبناء عبئا يتعارض مع مشاريع الوالدين، ومنها التسلية وإثبات الشخصية على مواقع التواصل!
فيترك الأبناء للثقافة الغالبة والغزو الفكري الأخلاقي
أبناؤك مشروعك الأكبر، وإثبات حقيقي لشخصيتك، وصدقتك بعد مماتك
إهمالهم يحولهم لمعاول هدم لهذا كله

الله سبحانه جعل في الرجل نقصاً لا يتممه إلا المرأة،
وفي المرأة نقصاً لا يتممه إلا الرجل.
 فالعلاقة تكاملية لا تنافسية، كما القلب والرئتان للجسد الواحد.
وحين أعطى الإسلام لكل منهما حقوقاً وواجبات فإنما كان ذلك بما يضمن تكامل العمل.

الأوصاف السلبية التعميمية التي قد نطلقها أحيانا على الناس كثيرا ما تكون تعبيرا عن فشل منا نحن في رفع الهمم وبلورة القضايا الواضحة المقنعة وضرب المثل الحسن لهم بأفعالنا...
فنبحث حينئذ عن شماعة نعلق عليها إخفاقنا في هذا كله!

الإسلام الذي يشوهونه لك هو الذي لا قيمة لك إلا به
عمر:إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله


لاتقم بتضحية حتى تخلص النية لله
حتى إذا جاء دورتحمل النتائج
سهل الصبروانقلب الألم لذة
وإذا كان في نيتك غير الله، فيالمرارة الندم ولن ينفعوك!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
من أنفع الأشياء للعبد أن ينسب مشاكله إلى نفسه
فإذا أساء إليه أحد قال: (إنما هذه ذنوبي سلطها الله علي)،
فإن أساءت إليه زوجته قال: (لعل هذا جزاء نظرة إلى امرأة متبرجة أو ممازحة موظفة في العمل، استجلبتُ أنس القلب بحرام فحُرمته من بابه الحلال. ولو أني كففت عن الحرام لألقى في قلب زوجتي محبتي وطاعتي).
إن أساء إليه الناس وظلموه قال: (لعل هذا جزاء أني مُدحتُ بما ليس فيَّ فسكتُّ وأعجبني، أو لم أنصف غيري فسلط الله عليَّ من لم ينصفني).
إن قال قولا صحيحا ففهمه الناس على غير مراده وآذوه لذلك فوجد في صدره غُمة قال: (لعلي قصرت في قيام الليل والاستعانة بالله فوكلني الله إلى نفسي لأعلم حقارتها دون عون مولاها، وأنها مهما أوتيَتْ من فهم أو حسن بيان فإنها مخذولة إن لم يجعل الله لها قبولا).




أيها الحريص على هداية الناس:
اعرض الإسلام كما هو..
دون بهرجة ولا زينة مصطنعة..
دون أن تَعِدهم بجزاءٍ دنيوي لم يَعِدهم الله به..
دون أن تعدِّل فيه ليناسب أهواءهم..
أبقِه برونقه وسموه ونقائه..
قد لا تجدهم بعد ذلك مزدحمين على أبواب هذا الإسلام اليوم كما كنت تتمنى..
لأنه لا يناسب سكراتهم وشهواتهم..
لكن سيأتي عليهم اليوم الذي تجدب فيه حياتهم من كل معنى.. وتخلو من كل قيمة..وتتحرق بنكد الجاهلية..
وستهجم عليهم فطرتهم بسؤال: إلى أين المصير؟!
وحينها..سيكون الإسلام الحق الذي عرضتَه لهم واحة الأمان الوحيدة.. هناك في علوها شامخة متمايزةً عن كل زيف وسرابٍ جرَّبوه..
وستعود إليه نفوس الجادين منهم.. وتلتحم به أرواحهم.. ويروي ظمأهم.. و يفعل بالواحد منهم من العجائب ما لا يفعله الإسلام المبهرج المحرف بآلاف الغثائيين..
فاعرض دين الله كما هو.. ولا يحزنك قلة المُقبلين اليوم..(وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)
وإن غدا لناظره قريب..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
ليس عذرا أن تقطب حاجبيك لأنك "تحمل هم الدين"، فإنك بهذا تصبح هما جديدا على الدين! بتكريس الصورة النمطية السيئة في نفوس من يشاهدونك.
ما كان أحد أشد ابتلاء ولا أكثر اهتماما بدين الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مع ذلك من أكثر الناس تبسما، وهو القائل: (تبسمك في وجه أخيك صدقة).


(حسبي الله)
ليس معناها الوحيد أنّ الله يكفيك شرّ النّاس ؛ بل من معانيها اللطيفة :الإكتفاء بإرضاء الله عزّ وجلّ عن إرضاء النّاس، يعني : يكفيني أن يرضى الله !

والإكتفاء بمعيّة الله عن معيّة النّاس : يكفيني أن يؤنسنِي الله إن هجرني النّاس!
تذكّر هذا وأنت تردد في الأذكار ( حسبي الله )


سلامة الصدر للمسلمين
نعمة من الله عظيمة هي من نعم الجنة:
(ونزعنا ما في صدورهم من غل)
فمن حازها عاش في الدنيا في شيء من نعيم الآخرة.



أتعلمون ؟
فيما مضى من حياتي ..
تؤكد لي التجارب كلها أمرا واحدًا:
أن أزمة أمتنا أخلاقية قبل أن تكون فكرية؛ وأن أصل أزمتنا الأخلاقية أمراض القلوب؛ وأخطر أمراض قلوبنا (الكِبرُ) .. فهو يمنع من التجرد في البحث عن الحق والتواضع له عند معرفته؛ فيقع الاختلاف والتنافر والتنازع؛ وتكثر الشُبهات ويُرفَع التوفيق!
ومع ذلك؛ تجد من يتساءل مستغربًا:
(لماذا كرر الله تعالى قصة إبليس في القرآن مرارا؟ أما كانت تكفي مرة؟ ) !
وكأن القرآن كتاب علوم يقرر الحقيقة مرة واحدة ويمضي إلى ما بعدها!
القرآن شفاء يتكرر فيه العلاج بجُرعات كافية
وليس أخطر من داء الكبر الذي نقل إبليس من الملأ الأعلى إلى الشقاء الأبدي واللعن السرمدي؛ والله يذكرك بهذا المرة تلو الأخرى !
(فاعتبروا يا أولي الابصار)



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(الحياءُ والإيمانُ قرناءُ جميعًا فإذا رُفِع أحدُهما رُفِع الآخرُ) (صححه الألباني).
وبهذا تفهم خطورة أن يُنتزع الحياء من المسلمين والمسلمات..من قلوبهم ثم من سلوكهم ومظهرهم...إذا ضاع الحياء ضاع معه الإيمان.


ستبدأ الأيام العشر من ذي الحجة.
أيام عظمها الله فمن تعظيمنا لله نعظمها، لِنُدَلِّل لله تعالى على تعظيمه:
(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
أقسم رب العزة بها: (والفجر (1) وليالٍ عشرٍ (2))...وهي ليالي العشر من ذي الحجة. فلا ينبغي أبداً أن تمر مثل أية أيام أخرى.
صح عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنّ أحبُّ إلى اللهِ من هذهِ الأيامِ العشرِ)، فقالوا: يا رسولَ اللهِ ، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ فقال: (ولا الجِهادُ في سبيلِ اللهِ، إلا رجلٌ خرجَ بنفسه ومالِهِ، فلم يرجعْ من ذلكَ بشيء).
أيها الكرام، لو أن تاجراً حريصا على الربح تراكمت عليه الديون جاءه موسم تجارته فنام فيه، هل يكون عاقلا؟!
هذا موسمنا لنربح فيه ونكسب القربى عند رب العزة الرحيم، ولِنَسُدَّ ديون السيئات.
فالهمة الهمة يا محبي الله ورسوله:
أكثروا من الصلوات وقراءة القرآن والصيام والتفنن في بر الوالدين (كالهدايا والعطايا للأمهات) وصلة الأرحام وتفقُّد المساكين ودعوة الغافلين ونُصرة الدين.
أكثروا من التكبير والتهليل والتحميد في بيوتكم والطرقات وذهابكم وإيابكم.
بارك الله لنا ولكم في هذه الأيام وجمعنا بكم في جنات النعيم.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
‏▪ الدعوة تحولك :
من إنسان يرى في أهل المعاصي خصوماً يريد أن ينجو من شرهم !
إلى إنسان يراهم رأس ماله ومزرعة بذوره، فبهدايتهم يتقرب إلى الله 
‏▪ الدعوة تحولك :
من إنسان يرّكز على التمايز عن الغافلين والاستعلاء الإيماني عنهم !
إلى إنسان يريدهم أن ينجو معه
ويعلو بهم -لا عنهم- إلى رضوان الله 
‏▪ الدعوة تحولك :
من إنسان تحبطه مظاهر المعصية في الناس !
إلى إنسان يكتشف ينابيع الخير العظيمة في نفوسهم !
حياة بلا دعوة هي : حياة بلا حياة !


. بعض الأزواج ينجب الأطفال لأنه
(هيك لازم)، (لا بد أن يكون لك أولاد)...
جزء من إثبات "إنسان كامل" و"حياة زوجية سوية"...لا أكثر...
ليس لأنه يريد أن يدخل بهم الجنة، ولا ليكثر أمة محمد صلى الله عليه وسلم كثرة نوعية، ولا ليستمتع بتربيتهم على الأسس الصحيحة. 
هذا النوع من "الآباء" و"الأمهات" سيجد نفسه يصطدم بأولاده، سيراهم عقبة في طريق طموحاته أو متعاته وهواياته...
لأن أولاده هؤلاء ليسوا جزءا من طموحاته...
سينفعل ويتأفف عندما يأخذون من وقته لأنهم يعيقونه عن تحقيق أحلامه وطموحاته ومشاريعه التي ليسوا هُمْ جزءا منها.
هؤلاء الآباء والأمهات بحاجة إلى إعادة النظر جذريا في فهمهم لمعنى الأبوة والأمومة...وبحاجة إلى تأمل الإشارات النبوية التي تضع أبناءنا في بؤرة تركيزنا كبوابة واسعة إلى الجنة
(أو ولد صالح يدعو له)، (كُنَّ له حجابا من النار).


{وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّك لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} 
عندما أقرأ هذه الآية أتصور الذين يمضون أعمارهم في الصد عن سبيل الله.
قد يكون أحدهم كتب الكتب ونشر المقالات في الدعوة إلى الإلحاد؛ إلقاء الشبهات؛ الاستهزاء بالدين؛ كتابة الروايات والسيناريوهات في تشويه معالم الشريعة.
أدمغة محشوة بزبالات الباطل ولعشرات السنوات .. مع أوّل مَسٍّ من عذاب الله؛ لعلها لسعة سريعة من النار التي سيخلدون فيها بعد ذلك أبدا .. سيتطاير هذا الباطل كله من عقولهم وقلوبهم فورا !! .. فورا !! 
ستُمرغ أنوفهم التي لطالما إستعلت على الدين؛ سينكسر كبريائهم؛ سينسون ضحكات السخرية من عباد الله الصالحين ؛ ويقولون عبارة واحدة : 
{ يا ويلنا إنا كنا ظالمين}
اللهم عافنا.


عندما تجد نفسك مُعَظِّماً لرموز الإلحاد الذين وظفوا ما أنعم الله به عليهم من عِلم في الدجل على الناس وتكفيرهم بالله فــ"بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار (28) جهنم يصلونها وبئس القرار (29)"
وتجد نفسك في الوقت ذاته تحتقر من يُفترض أنهم إخوانك في الله! فتسبهم وتصفهم بالتخلف واللاإنسانية وضيق الأفق لأنهم ينهونك عن تعظيم الملحدين..
عند ذلك، تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوةَ الإيمانِ:
1. من كان اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه ممَّا سواهُما.
2. وأنْ يحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلَّا للهِ.
3. وأنْ يكرهَ أنْ يعودَ في الكفرِ بعد أنْ أنقذَه اللهُ منه، كما يكرهُ أنْ يُقذَفَ في النَّارِ) (رواه البخاري ومسلم).
وانظر في نفسك: 
هل تحقق فيك أيٌّ من هذه الصفات الثلاثة؟!
هل حبك لله ورسوله هو القيمة العليا المطلقة التي عليها تحاكم كل شيء؟
وهل تحب لله وتبغض لله؟ هل تحب من تعظمهم من المشركين في الله؟!
وهل أمر الكفر عندك شنيع مستبشعٌ جداً لدرجة أنك تفضل أن تُقذف في النار على أن تكفر؟ وهل لو كان كذلك لأحببت الكفار وأبغضت المسلمين؟! 
تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: 
(أوثقُ عُرَى الإيمانِ : الموالاةُ في اللهِ ، و المُعاداةُ في اللهِ ، و الحبُّ في اللهِ ، و البُغضُ في اللهِ عزَّ وجلَّ) (صححه الألباني).
وانظر في نفسك: هل تمسكت من الإسلام بهذه العُروة الوُثقى حتى لا تقع في المهالك؟!
واسأل نفسك بعد ذلك: هل تذوق حلاوة الإيمان؟ هل تقرأ القرآن فتجد لقراءته حلاوة وأنت بهذه النفسية؟! هل تقوم الليل فتجد للقيام حلاوة؟ بل هل لو كنت تتعاهد القرآن وتقوم الليل لكانت عندك هذه النفسية؟! 
واسأل نفسك حين تحتقر المسلمين لعيون الملحدين: هل أنت بحقٍّ منتسب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فلا تسوؤه في أبناء أمته؟!
يا فُلان! لا تلتفت، ولا تجهز نفسك للرد والمجادلات! أنا لا أتكلم عنك! أنا أُكلمك أنت...فاتَّقِ الله في نفسك وعالج أمراض قلبك استعدادا ليوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون (إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ)...
والسلام.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
أيها المبتلى...
تذكر أنك إن صبرت
فسيأتي يوم يتمنى الناس لو كانوا مكانك
إن كنت مريضا
فسيتمنى المعافى لو كان مريضا مثلك
إن كنت فاقدا للأمن
فسيتمنى الآمنون لو خافوا مثلك
إن حُبست في سبيل الله
فسيتمنى الطلقاء لو حبسوا مثلك
ما الدليل؟
قال نبينا صلى الله عليه وسلم:
(ليودَنَّ أهلُ العافيةِ يومَ القيامةِ أنَّ جلودَهم قُرضت بالمقاريضِ، مما يروْنَ من ثوابِ أهلِ البلاءِ) (حسنه الألباني وقال المناوي: إسناده حسن وضعفه آخرون).
ذكرت هذا الحديث لأبي رحمه الله ونحن في طريقنا إلى المستشفى بعد خمسة عشر عاما من معاناته من مرض الباركنسون (الشلل الرعاشي)،
فقال: (هذا عزاؤنا الوحيد).



(يومئذٍ يود الذين كفروا وعصوُا الرسول لو تُسوى بهم الأرضُ) (سورة النساء-آية 42)
بينما كان أحدهم في الدنيا أحرص ما يكون على الظهور والعلو، وهناك لا يريد أن يُرى أصلا!
في المقابل يقول المؤمن: (هاؤم اقرأوا كتابيه) مسرورا به على رؤوس الأشهاد.




بقَدْر ما تخالط المستهينين بدين الله وتجاملهم وترى منكراتهم فتسكت عنها ولا تنكرها...بقَدْر ما ينقص مِن تعظيم الله في قلبك.
فليتذكر ذلك كل صاحب دعوة و"تَدَيُّن" يجامل من أعرضوا عن شريعة الله، بل حاربوها، وفتحوا لأعدائها بلاد المسلمين...وهو مع ذلك يجاملهم، ويخالطهم، ويضفي عليهم شرعية في عيون الناس بحجة "مصلحة الدعوة"!
وأي مصلحة للدعوة، وتعظيم الله يُنتقص من قلبك يوماً بعد يوم، فينزع الله هيبتك من قلوب الناس بقدر ما انتُزعت هيبة دينه تعالى من قلبك!
ألم تسمع قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26))
هكذا هي الخطوات: الحرص على رضا الذين كرهوا ما نزل الله، ثم طاعتهم في (بعض الأمر)، ثم تسويل الشيطان وتزيينه، ثم الارتداد والانتكاس إلى الخلف، مع أن الهدى كان لهم بيِّناً واضحاً...لكنه الحرص على رضا كارهي الشريعة، يُميت القلوب.
وَلْيتذكر ذلك أيضا كل من يخالط أصدقاءه-زملاءه في العمل-أقرباءه...ممن لا هَمَّ لهم إلا الترفيه وإضحاك الآخرين، ولا حدود عندهم يحترمونها، فيسخرون من شعائر الدين بشكل مبطن...فيبتسم هذا ويجاملهم بدل أن يحمر وجهه ويغضب! خوفاً من أن يُنَفِّرهم!
#تعظيم_الله تعالى جوهرة قلبك، لا تسمح لأحد أن يُفسدها عليك.


قال ابن الجوزي: (إياك والذنوب، فلو لم يكن فيها إلا كراهة اللقاء كفى عقوبة)
أي كفى عقوبة أنك تكون كالمستوحش من لقاء الله لأنك تحس بأنه غير راضٍ عنك، بدل أن تأنس به وتشتاق إلى لقائه راضيا عنك.
لذلك أقول:
لو لم يكن إلا الثقة في المعية كفى بها مثوبة. كفى مثوبة على الطاعات أنها سبب في ثقتك بأن الله معك ينجيك، يدبر لك، يحفظك، ينصرك، ويجعل لك في بطن المحن منحا.
. . .



آية استوقفتني في سورة الأنعام: (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون (19) )
الذي استوقفني: (أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى)؟!
هكذا يُلقَّن المؤمن أن يعلن الحق الذي يعتقده باعتزاز، ويُسَخِّف باطل المبطلين وكأنه كلام مجانين!
فهذا الشيء –دعوى أن مع الله آلهة أخرى- يؤمَر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُسَخفه ويُشعِر قومه أنْ لا عاقل يقول به، مع أنه في الواقع عقيدة رسخت في قومه أجمعين، بل في جزيرة العرب..
بل وكان الشرك عموماً عقيدة في العالم كله آنذاك! وكبر عليها الصغير وهرم عليها الكبير، وماتت أجيال على الاعتقاد بها وتشربتها قلوبهم، وكانت عند الناس آنذاك بمثابة "الحقيقة الكبرى"!
ومع ذلك يُلقَّن النبي أن يسألهم عن هذا الاعتقاد الباطل كأنه هذيان لعلهم لم يقصدوه، أو كأنه جنون يشفق على صاحبه، أو يُرجى له أن يرجع عنه إذا أوقف على معناه!
ذلك أن هذا الواقع لا يعني للمؤمن أي شيء ما دام باطلا في ميزان الله...يقين ما بعده يقين، وعزة ما بعدها عزة!
وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن في كل عصر إذا اعترض عليه أهل الباطل بأن قوله "مصادم للواقع" الذي زوروه وحرفوه عن الصراط المستقيم.


السخرية من المسلمين من أفعال المنافقين
(فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم)
التقي إن رأى مسلما على ضلال
فإنه يبين بالأدلة الشرعية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
الرضا بالقضاء والقدر- تصحيح مفاهيم
د. إياد قنيبي

أيها الكرام نحتاج لتصحيح مفاهيم فيما يتعلق بالرضا بالقضاء والقدر.
أحياناً تتعرض لبلاء، هو من قضاء الله عليك، لكن للبشر فيه دخل. فيقال لك: اصبر، ارض..وأنت تجد في نفسك أنك غير راضي ولا صابر. هل أنت مؤاخذ بذلك؟

خذوا بالكم يا إخواننا...في القضاء الواحد أنت ترضى عن الله سبحانه، لكنك تسخط على الظالمين الذين جاء هذا البلاء على أيديهم.
- أصبت بالفقر ، فقدت وظيفتك. ومن أسباب ذلك أن هناك أشخاصاً فاسدين يسرقون ثروات الأمة وينفقونها بسفاهة ويدَعون الناس يتجرعون مرارة الفقر وذل الحاجة بعد عز الاستغناء.
- أصبت بالمرض أنت أو من يعز عليك، لكنه لم يتلق علاجاً مناسباً للأسباب نفسها. ثروات تُسرق من أعداء الخارج وظالمي الداخل، وأناس يتركون دون خدمات كافية.
من الذي قضا عليك أن تعيش في هذا الزمن وأن يقع عليك هذا الظلم؟ القضاء قضاء الله.
طيب هل تصبر على ذلك أم لا تصبر؟ ترضى أم لا ترضى؟

أنت ترضى عن الله وقضائه، لكنك في الوقت ذاته تسخط على هؤلاء الظالمين، وتستعين بالله عليهم لمدافعة ظلمهم واسترداد حقك بالطرق الشرعية.

خذوا بالكم إخواني، الذي لايفهم هذا جيدا قد يقع في أحد انحرافين كبيرين:
1. إما أن يخلط الرضا بالله بالرضا بالظالمين وظلمهم...وحينئذ فإن الدين سيُستخدم لتخدير الناس عن المطالبة بحقهم والسعي في رفع الظلم عن أنفسهم. وهذا خطير ويلبس الدين حلة الذل والمهانة وهو منها بريء.
2. والانحراف الثاني ألا ترضى، بل تسخط وتثور، لكن على ربك سبحانه والعياذ بالله! وبعض الناس حصل معهم هذا...ارضَ بقضاء الله...لأ مش راضي....وهو في نفسه أن الرضا يعني السكوت والاستسلام والقبول بالأمر الواقع.
- لا، بل أنت ترضى عن الله، وعن حكمته في أن ابتلاك بهؤلاء الظالمين، (ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض)، (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا)...
- لكن في الوقت ذاته لا ترضى عن الظالم أبداً، بل تدافع هذا الظلم وتستعين بالله في مدافعته: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين).
- تدافع الظلم بالطرق الشرعية...ما هي تفاصيل هذه الطرق الشرعية؟ ليس موضوع كلمتي، لكن أردت يا أحبة تصحيح هذه المفاهيم حتى لا نقع في انحرافات مهلكة لعقيدتنا.
- والله تعالى أعلم والسلام عليكم ورحمة الله.


حرية العبيد

قد لا يمانع "السيد" من أن يرقص "عبيده" ويغنوا ويسكروا، طالما أن هذا يلهيهم عن مجرد التفكير في طلب حريتهم أو التمرد عليه وهم يرونه يغتصب إنسانيتهم وكرامتهم !
هذه هي (حرية العبيد)...حريتهم في ممارسة متعةٍ تبقيهم مستعبَدين!
في زماننا، عندما يقدم "السيد" ثروات الأمة المسلمة لأعدائها لتعود عليها صواريخ تمزق أجسادها!
وعندما ينفق "السيد" وحاشيته الفاسدة المليارات على ترفياتهم بمنتهى السفاهة!
وعندما يصاب الاقتصاد بالشلل، ويَذل من كان بالأمس عزيزا!
فإن أسهل "منحة" يمكن أن يقدمها "السيد" لعبيده هي: زيادة مساحة (حرية العبيد):
ارقصوا، غنوا، اسكروا، حششوا، تعروا، افجروا، انتهكوا كل المقدسات، ثوروا على دينكم...
فينتزع السيد من العبيد أكبر محرك لطلب الكرامة والثورة على الظلم: الدين، فيبقى العبيد عبيداً..
اللهم انتقم ممن يدنس طاهر البقاع واشف صدور قوم مؤمنين.



إياد_قنيبي, تغريدات, د.
 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
الإصابة بالهم بعد الطاعة !

أحياناً نترك معصية اعتدناها..نتركها طاعةً لله، ونتوقع أن تطمئن قلوبنا بعدها وتسعدَ...
لكننا نصاب بالـهَمِّ، فنستغرب !
1. من أسباب ذلك أننا -وإنْ تركنا المعصية- لكننا لم نستغفر الله منها..افترضنا أن تركها هو كل ما علينا فِعله..
ولو كنا نقدُر الله حق قدره لحرصنا على الاستغفار منها ونحن خائفون ألا يُقبل استغفارنا هذا إذا كان فاتراً لا مبالياً..
2. بل وإن الهم بعد ترك المعصية قد يكون ذا دلالة جيدة أن الله رآنا مقبلين عليه فأحبَّ أن يطهرنا من ذنوبنا أولاً بأول..لم نتطهر باستغفار يليق بجلال الرب سبحانه، فطهَّرنا بالـهَمِّ والغم...بينما يترك آخرين في طغيانهم يعمهون ليحسابهم على ذنوبهم يوم القيامة.
في الحديث الصحيح، قال أبو بَكْرٍ: يا رسولَ اللهِ، كيف الصَّلاحُ بعدَ هذه الآيةِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]؟! فكلُّ سُوءٍ عَمِلْنا جُزِينا به؟! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
(غفَرَ اللهُ لك يا أبا بَكْرٍ! ألستَ تَمرَضُ؟ ألستَ تَنصَبُ؟ (يعني تتعب وتصيبك المشقة) ألستَ تَحزَنُ؟ ألستَ تُصيبُك اللَّأْواءُ؟ (يعني الشدة وضيق المعيشة))
قال أبو بكر: بلى.
قال رسول الله: (فهو ما تُجزَوْنَ به).
فهذا تطهير من الله لعبده المؤمن لعله يلقاه وما عليه خطيئة.
فإياك أن يمنعك هذا الحزن والهم من أن تستمر في طريق الطاعة وهجران المعاصي... والله يحب المحسنين.



دكتور في إحدى الجامعات يقول لطلابه المسلمين:
(البزنس لا دين له. فالكل يعمل في البزنس. المسلم والمسيحي والبوذي وغيرهم. الذي يحكم البزنس هو الأخلاق).
أحد نماذج التعامل مع دين الله كأنه رأي واحد من البشر ، وأمام مَن؟ أمام جمهور مسلم!!
وكأن الله تعالى حين أنزل آيات البيوع لم يكن المسلمون يتعاملون مع المشركين وأهل الكتاب من يهود ونصارى!
وكأن الله لم ينزل آيات كتابة الدَّين والرهن والوفاء بالعقود والزكاة وإنظار المعسر وتحريم الربا والحلف كذبا في البيع وغيرها..
وكأن سنة النبي صلى الله عليه وسلم لم تمتلئ بتفاصيل التفاصيل في مسائل البيع والشراء والشراكة وأحكامها، حتى أن البخاري في كتاب البيوع من صحيحه ذكر 113 باباً تحت كل منها عدد من الأحاديث الصحيحة.
- أية أخلاق سيتعامل بها المتعاملون مالياً؟ أخلاق الرأسمالية التي تجعل الناس مستعبَدين لفئة من الأغنياء؟ أم الاشتراكية التي تلغي الملكية الفردية ظلماً وعدواناً؟
- أما المسلم فما له إلا قول الله تعالى:
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36))
وقوله تعالى:
(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)).



"روح يا ولد اشتري لي باكيت دخان"
. .
كم يؤلمني هذا المنظر لولد يشتري لأبيه باكيت الدخان!! وكم يؤلمني منظر البائع وهو يسلمه الباكيت دون تردُّدٍ وعينه على النقود!
أخي المدخن، اسمح لي أن أهمس في أُذُنك بكلمة، وأرجو أن تقبلها:
دعنا نبتعد الآن عن الدخول في حكم التدخين..
ودعنا نتجاوزك نصحك أنت بترك التدخين..
هل تفكرت بالكم الهائل من الرسائل المدمرة التي توصلها لابنك حين تقول له: "روح يا ولد اشتري لي باكيت دخان"؟!
إنك تقول له ضمنياً معها:
1. يا بُني، تعلم ألَّا تنكر المنكر وألا تقول لمن يأمرك بالمعصية (لا..لن أفعل)، بل وتعلم أن تشارك في المنكر. تعلم طاعة المخلوق في معصية الخالق..فإذا أتاك غداً أي صاحب سلطة عليك يأمرك بأي شيء يسخط الله فاستجب، حتى لو كان يأمرك بما فيه خيانة لأمتك.
2. يا بُني، تعلم ألا تَسْتر نفسك، بل أن تجاهر بخطئك، وتُشرك فيه الآخرين معك..
3. يا بُني، أنا أبوك، قدوتك...آمرك بالمعروف ثم أفعل المنكر وأُشركك فيه...أغضب منك إن عمِلْتَ شيئا يؤذيك أو يؤذي الآخرين ثم آمرك أن تحضر لي الدخان لأُسَمِّمَ به نفسي وأُسَمِّمَك وأمك وإخوانك به. فتعلم مني النفاق وتَعَلَّمْ مني الفعل المقيت الذي قال الله فيه: (يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون (2) كَبُرَ مَقْتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون (3)) (الصف).
4. يا بُني، أنا ضعيف مسلوب الإرادة أمام الدخان، وأحب أن أُوَرِّثك ضعفي وانعدام إرادتي وعدم الصبر عن المعصية..
أخي المدخن...هذه الرسائل المدمرة ترسلها لابنك يوماً بعد يوم، وتتكرس في نفسه...
وحتى إن تُبتَ يوماً من التدخين...حتى إن خرج النيكوتين ومركبات القطران من جسمك، فإن هذه التربية السيئة ستبقى آثارها في نفس ولدك للأسف الشديد !

هل هذا ما نحتاج أن نربي أبناءنا عليه؟! هل هذا ما نورثه لهم ليستعيدوا مجدهم وعزتهم؟! هل كذا نُعِدُّهم لمستقبلهم؟!
بالله عليك!! هل هذا ما تحتاجه أمتك؟! نفوسٌ عديمة الإرادة مطواعة لمن يأمرها بمعصية!!
أخي المدخن...أرجوك..إذا دخنت فاستَتِر من أولادك، ولا تقل لأيٍّ منهم (روح يا ولد اشتري لي باكيت)..بل اسأَلْ الله أن يجعلهم خيراً منك طاعة وعزيمة، لعلهم يحققون ما لم نحققه، ويستغفرون لك فيغفر الله لك.
اسأل الله أن يعينك على طاعته.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
"مش متدين، لكنه طيب"
د .‍ اياد ‍قنيبي

من المفاهيم التي تحتاج تصحيحاً -وبشدة!-:
(فلان أو فلانة مش متدين لكنه طيب، محترم، "جنتل"، مستقيم، مُتقن لعمله)..
وكأنَّ هذه الصفات كلها ليست جزءاً من التدين !
وهذا ناتج عن تصور "التَّدَيُّن" وكأنه محصور في شعائر معينة كالحجاب واللحية، واجتناب العلاقات غير المنضبطة بين الجنسين وما إلى ذلك.
- والصحيح أن علينا أن نوسع دائرة التدين في حِسِّنا وتَصَوُّرنا لتشمل كل خُلق جميل وكل معنىً من المعاني السامية كالخيرية والطيبة وحسن التعامل ومعونة الناس وإتقان العمل.
- ألم تسمع قول الله تعالى:
- (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يَعِظُكم لعلكم تذكَّرون)..
- ورسولُنا صلى الله عليه وسلم وسَّع الدائرة في الحديث الذي صححه الألباني:
- مر على النبي رجلٌ فرأى أصحابُ النبي من جَلَده ونشاطه ما أعجبهم، فقالوا: (يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله)!
- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله، وإن خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياء وتفاخراً فهو في سبيل الشيطان).
- المسلم والمسلمة، الذي لم يفعل ما يخرجه من دائرة الإسلام، والذي يعظم الله ويحب الله ورسوله ويُقر بأن المرجعية هي لشرع الله عز وجل، ويعترف لله بأخطائه وذنوبه ولا يبررها، ويقوم بأركان الإسلام لا يهدمها، فهو أو هي يصلي ويصوم ويزكي و إن استطاع حجَّ...فإن كل خُلق طيب لديه وكل عمل صالح يعمله هو "تَدَيُّن"، حتى وإن كان عاصياً مذنباً في جانب من الجوانب.

- في المقابل، من العبارات الخطيرة: (فلان متدين لكنه جلف في التعامل مع والديه/مهمل لأبنائه/"عواطلي" أو اتكالي لا يسعى على رزق عياله/يستدين من الآخرين ولا يهتم بسداد الدَّين/حقود...إلخ)
- (فلانة متدينة لكنها تغتاب زميلاتها، تحسدهن...إلخ)..
- وكأن هذه الذنوب لا تقدح في وصف "التدين" !
- كما أن كبائر الجوارح تقدح في "التدَيُّن" فكذلك كبائر القلوب تقدح فيه، بل كثيراً ما تكون أسوأ من كبائر الجوارح كما نص ابن القيم...فكم من شخص يوصف بأنه "متدين" وعنده حسد/سوء ظن بالمسلمين/عُجب/كبر...
- وكم من شخص لا يصنف –بالتعريف الضيق- ضمن دائرة المتدينين وعنده من خيرية القلب وسلامة الصدر وحسن الخلق ما يجعله يسبق "المتدين" في عرف الناس، ففي الحديث الصحيح قال نبينا صلى الله عليه وسلم:
( إنَّ اللهَ لَيبلغُ العبدَ بحُسنِ خُلُقِه درجةَ الصومِ والصلاةِ)، ولا يُقصد به طبعاً أنه يكفيه حسن الخلق ولو هَدَم ركنين من أركان الإسلام (الصوم والصلاة)! بل فيه التأكيد على أهمية شمول حسن الخلق في دائرة الطاعة و "التدين".

- حصر التدين في شعائر معينة خلل فكري كبير يكرس للعلمانية. وصحيح أن علينا الحذر من التهوين من شأن المعاصي وإجراء المقارنات التي لا معنى لها (فلانة متبرجة وأحسن من كثير من المتحجبات)..فهي مقارنات تُذكر في سياق التهوين من شأن هذه المعاصي.

- لكن في الوقت ذاته، علينا الحذر من تضييق دائرة "التدين"...فكل خير يجب أن يكون مشمولاً فيها، وكل صفة سيئة فإنها تنتقص منها وإن تمسك المسلم أو المسلم ببعض شعائر الدين:
(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ (47)) (سورة الأنبياء).

 


 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
يغتاظ المنحرفون من وجود الطاهرين والطاهرات
لأن الطاهرين هم المسطرة التي تُظهر عوج المنحرفين
هم النموذج الفطري الجميل الذي يصرخ بكيان المنحرفين
فيريد المنحرفون لأنفسهم وللناس أن ينسوه ولا يقتدوا به
لذا، فحتى لو سكت عنهم الطاهرون،فسيبقى شعارهم:
(أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون)
لكن: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون).

 
إن عجزتم أو تعاجزتم عن أخذ حقكم، فعلموا أبناءكم أن الأرض لله، وحق المسلمين فيها هو من خالقها الذي يملكها ملكاً حقيقياً..
وأن حقهم لا تبطله صفقات يبيع فيها الأرضَ من لا يملكها !
علموهم أن الديمقراطية صنمٌ تُلهى به الشعوب ثم يداس عند قضاياها المصيرية، فلا يؤخذ رأي الشعوب عند بيع أرضهم وتشويه مستقبل أولادهم !
علموهم.. فالحق سيعود، لكن احرصوا أن يكون لكم في ذلك نصيب..
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

 
والله إن الإيمان لنعمة !
نعمة في الدنيا قبل الآخرة.
ومن أعظم النعم: إيمانك بأن الرزق بيد الله....إيمانٌ يملأ قلبك عزة وقوةً في الحق، وينزع من قلبك هيبة الباطل وأهله....
- ستدرك بهذا الإيمان بالرزق أن البشر مهما فعلوا بك فلن يتمكنوا من أن يُصدروا في يوم من الأيام حكماً بــ(قطع رزقك) !
- ستدرك به أنه (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها)...فإن شاء الله أن يوصل إليك ولعيالك رزقاً، فإن من يحاولون منع وصوله هم تماماً كمن يحاول حجب نور الشمس بغربال !
- ستضحك ممن يظنون أنهم يستطيعون شراء ذمتك بمالهم! وتنظر إلى أموالهم هذه كلعبة بيد أطفال لا تعني لك الكثير..
- ستدرك أن الذي يحسب الرزق بالأرقام، غير ناظرٍ إلى بركة الله فيها وشؤم نزع البركة عنها، فإنما هو إنسان مغفلٌ سطحي !
- نعم، المؤمن يحسب العواقب، وقد يقع تحت الإكراه ويأخذ بالرخصة أحياناً...لكنه في هذا كله لا يُقدِم على حرام خوفاً على الرزق ولا طمعاً فيه، فإنه يدرك أن أهل الأرض أجمعين لا يملكون أن يصعدوا ليغيروا ما قدره الله في السماء:
- (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) ) (سورة الذاريات).
 
 
راعوا شعورهم !
- وأنت تَمُرُّ عن صاحب احتياجات خاصة أو كبيرِ سِنٍّ...راعِ شعوره وقلل من سرعتك وخِفَّتك التي منحك الله إياها. فقد يقارن خفتك بثقله، وإن ذلك يحزنه.
- قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يحزنه) (رواه مسلم)..
- قمة الرقي في إرهاف الحس ومراعاة المشاعر يُعَلِّمنا إياها نبي الأخلاق صلى الله عليه وسلم، تحت قاعدة عريضة: (فإن ذلك يحزنه)، فلا تفعل ما يحزن أخاك.
- وأنت تتكلم مع شخص لا يجد عملاً، يطرق الأبواب ويعود لبيته منتكساً...راعِ شعوره وقلل من عبارات: (أنا الآن في الطريق لمكتبي...عندما أعود من جامعتي/محلي، أكلمك بعد أن أرد على زميلي في العمل...)...حتى وإن أحب الخير لك، سيقارن انشغالك بعملك بانشغاله بهمه وضيق حاله، وإن ذلك يحزنه !
- عندما يُنعم الله عليكِ بالارتباط بابن الحلال، راعِ شعور صديقاتِك اللواتي لم يُخطَبْنَ، وقللي من تعبيرك أمامهن عن فرحك بطلعاتك وروحاتك وجياتك واللحظات السعيدة معه وهداياه الجميلة...فمهما تمنين لك من خير فلا بد من مقارنة، وإن ذلك يحزنهن.
- أهِمُّ أحياناً بأن أنشر تفاصيل عن علاقتي بأولادي –مثلاً- وفرحتي بهم، لكن أتذكر أن لي إخوة وأخوات أفسد عيشَهم وفرق شملهم الحروب أو الأسر أو التهجير...فأمتنع، لأن ذلك يحزنهم..
- نعم، (وأما بنعمة ربك فحدث)، حديثاً عن النعم الدينية (الهداية) قبل كل شيء، وعن الدنيوية، حديثاً عاماً تعترف فيه لله بالفضل، وفي الوقت ذاته لا تُحزن إخوانك، ولا تحزنين أخواتك.
- لذلك كله: راعوا شعورهم.
 
 
(فلانة تسيء إلى الحجاب بسلوكها)، (فلان يسيء إلى اللحية/الالتزام...إلخ)
لا أحد يسيء إلى شعائر الإسلام..الذي يسيء فهو إنما يسيء إلى نفسه: (من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى) (سورة الإسراء).
(من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها) (سورة فُصِّلت).
لا تقل لي: (مش مهم الألفاظ، المهم المعنى)..فالمعنى الذي يراد من هذه التعبيرات كثيراً ما يكون فاسداً.
أحياناً يقولها المقصرون كتبرير لتقصيرهم، يعني ما دام فُلان (أو حتى فَلالين !) أساؤوا إلى الشعيرة فأنا لن أقوم بها !:
"ما دام هناك محجبات "أو منقبات" عملوا كذا وكذا فأنا مش حأتجب" !
"ما دام هناك "شيوخ" يقولون قال الله وقال رسوله ثم يسيئون في سلوكهم فأنا لن يكون مرجعي في نقاشاتي وأحكامي قال الله وقال رسوله" !
لو كان هناك من يسيء إلى الدين وشعائره بالفعل، لكان جديراً بك كمسلم ومسلمة أن تمسح أثر هذه الإساءة بإحسان، أن تقوم بالشعيرة نفسها وتحسن في سلوكك لتُنَظِّف آثار "المسيئين". لكن، مرة أخرى، الذي يسيء لا يسيء إلا إلى نفسه. قال الله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسَكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم). إذا اهتديت وقمت بشعائر ديني فلا يضرني أَنَّ آخر أقامها وضل...هذا حكم الله: (لا يضركم من ضل)، وحكم الله هو وحده المعتبر عند من يؤمن بالله.
(كل نفس بما كسبت رهينة)..بما كسبت هي، لا بما كسب غيرها...والله تعالى أعلم.
 
 
دعاء (اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرج المسلمين من بينهم سالمين)
لم يرِدْ عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه الكرام.
والإسلام يُعَلم أهله أن يعتمدوا على أنفسهم، ويسنتصروا بربهم، ولا ينتظروا أن يُهلِك الله الظالمين بالظالمين.
والواقع المشاهَد أن الظالمين إذا ضُربوا بالظالمين لم يَخرج المسلمون من بينهم سالمين! بل تكون بلادهم ساحة لتناطُح الظالمين فيُطحن فيها المسلمون، أو يُستعملون في حروب بالوكالة.
والواقع المشاهَد أن الظالمين مهما تناطحوا واختلفت أجنداتهم وتضاربت مصالحهم، فإن أهل السنة هدف مشترك لهم جميعاً...فهم أهل العقيدة التي ترفض العبودية لغير الله، فإذا دبَّت في نفوس أهلها من جديد مسحت كل الأوباش عن الساحة.
لو شاء الله لأهلك الظالمين بكلمة منه، بل لما خلقهم أصلاً، لكنه سبحانه بين حكمته فقال:
(ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوَ بعضكم ببعض)..
افرحوا بهلاك الظالمين...لكن لا تنتظروا العزة بغير عمل...(وَقُل اعملوا).
 


 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
حين تكون صلاة الجمعة هي الشعيرة الوحيدة التي يقيمها كثيرون
وهي التجمع الإسلامي الوحيد الذي يشعرهم ببقية انتماء لدينهم
ومناهج التعليم تشوه باستمرار
والخمارات والنوادي الليلية مفتوحة لاستقبال "الزبائن"
والفسوق والعصيان محمي ومشجع عليه
فالمسألة أبعد من الجمعة
والضرر أكبر مما يُظن
 
 
"لا تهتم بالناس"
صحيح أن عليك أن تفعل الحق وتقول الحق و"لا تهتم بالناس" و"لا تأخذك في الله لومة لائم"
لكن بعض الشباب تتحول عنده المسألة مع الوقت إلى عدم اهتمام بالناس ولا بمشاعرهم عموماً! يعني يسهل عليهم جرح شعورهم وكسر خاطرهم
والنتيجة: عُجب واعتداد بالنفس
 
 
ينتحر الملحدون.
فتنادي الفطرة مَن حولهم أن: (اعتبروا وانظروا عاقبة من جحد ربّه) .
فيأتي شياطين الإنس ليجعلوا من المنتحر والمنتحرة أبطالاً وينسجوا القصص ويُخرسوا صوت الفطرة.
وفي غبارهم تضيع العبرة ويقع المزيد في الهاوية.
(كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال اني بريء منك)
 
 
أصابك غمٌّ؟ نظرت في حالك مؤخراً فلم تجدْ أنك فعلت معصية "جديدة"؟ فتساءلت: (من أين جاءني هذا الغم؟).
اعلم أخي في التعامل مع الله:
1. أنك قد تغتم بذنب قديم...مرت عليه أيام وشهور، ومُنحْتَ الفرص لتتوب منه فلم تتبْ، فأمِنْتَ من عاقبته ونسيت أن الله يمهل ولا يهمل ! ولهذا كان من جميل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ) (مسلم)..دِقه: يعني ما دق منه وصغر، ولاحظ: وأوله (القديم) وآخره (الجديد).
وكان ايضاً من دعائه عليه الصلاة والسلام فيما يرويه الإمام مسلم:
(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرَافِي في أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ).
2. أننا نعصي الله كثيراً ويومياً، ومعاصي مكررة، بعضها "فعل" وبعضها (وهو الأخفى) "ترك"، ترك واجبات أجلناها وماطلنا فيها. لكن إحساسنا بالمعصية تبلد فما عدنا نراها! بل أصبحت جزءاً من الخلفية الباهتة لحياتنا اليومية.
3. أنَّ لدينا أحياناً "لؤماً" في التعامل مع الله ! فنستهين بالذنب، ثم ننظر: فإذا لم يعاجلنا الله بعقوبة أمِنَّا وضممنا هذا الذنب إلى دائرة (مكتسباتنا) وما نستمرئه ونعتاده من معاصينا ! على اعتبار أن الله أمرَّها لنا (مشَّالنا إياها)، ناسين في ذلك الحياء من الله وترك المعصية حباً له وتعظيماً.
4. أننا أُمَّة مرحومة. فالغمُّ الذي يصيبك بذنبك ليس عقوبةً محضةً، بل قد يكون تطهيراً وتزكية، يرحمك الله به ليصرف عنك عذاباً أكبر يوم القيامة. قال أبو بَكْرٍ: (يا رسولَ اللهِ، كيف الصَّلاحُ بعدَ هذه الآيةِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]؟!) فكلُّ سُوءٍ عَمِلْنا جُزِينا به؟!
- فقال رسولُ اللهِ: (غفَرَ اللهُ لك يا أبا بَكْرٍ، ألستَ تَمرَضُ؟ ألستَ تَنصَبُ (يعني تتعب وتصيبك المشقة)؟ ألستَ تَحزَنُ؟ ألستَ تُصيبُك اللَّأْواءُ (يعني المشقة وضيق العيش) ؟ قال: بلى. قال: (فهو ما تُجزَوْنَ به). فالغم والحزن مطهرات مكفرات ذنوب.
- تذكر هذا كله، حتى إذا أصابك غمٌّ، فإياك أن تقول: (لماذا يا رب؟)!! بل تستكين وتتوب وتعود قائلاً: (اغفر لي يا رب).
- اللهم ردنا إليك رداً جميلاً واكشف عنا وعن المسلمين كل غم وهم وحزن.
*************
ملاحظة: لا نحصر أسباب الحزن بالمعاصي القديمة وإنما نقول هي من أسبابه.
 
 
125286567_3504262562983775_6706449684372897723_o.jpg?_nc_cat=110&ccb=2&_nc_sid=730e14&_nc_ohc=JkGtlbYDMfsAX84TOhP&_nc_ht=scontent.fcai2-2.fna&oh=4d20d435a8b2cee1e4a8c8db7ac9b72e&oe=5FD2BB69

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×