اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ} [الأنعام : 44]

يقول الله عز وجل (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ) أي : فلما أعرضوا عن ما ذكرهم الله به في كتابه وتناسوه وتركوا العمل به حصلت العقوبة .

فماهي العقوبة ؟ ، هي قوله تعالى : (فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ) ،

ولنتأمل قوله : (فَتَحْنَا) ، فقد سمى الله عز وجل العقوبة ( فتحا)، والفتح غالبا ما يكون في النعمة ..فيقول الله تعالى : ( فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ) من الأرزاق والخيرات ، والمتاع ، والصحة ، والجاه ،وبدلنا مكان البأساء الرخاء والسعة في العيش، ومكان الضراء الصحة والسلامة في الأبدان والأجسام، استدراجًا منَّا لهم،

﴿ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا ﴾، فَهَذَا فَرَحُ بَطَرٍ ، مِثْلُ فَرَحِ قَارُونَ بِمَا أَصَابَ مِنَ الدُّنْيَا،

(حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا) ، أي : حتى إذا فرحوا بالأموال والأولاد ، وفرحوا بالخيرات والأرزاق المتدفقة ،واستغرقوا في الاستمتاع بها ،وخلت قلوبهم من ذكر المنعم ، ومن خشيته وتقواه ؛ وانحصرت اهتماماتهم في لذائذ الدنيا ،جاء موعد القانون الإلهي الذي لا يتبدل ولا يتغير ، ﴿ أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً ﴾، أي فَجْأَةً آمَنَ مَا كَانُوا وَأَعْجَبَ مَا كَانَتِ الدُّنْيَا إِلَيْهِمْ، فقد فاجأهم العذاب وهم على غرة ؛ و في سهوة وغفلة . وهم غارُّون لا يشعرون أن ذلك كائن، ولا هو بهم حالٌّ

( فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ) أي : فإذا هم آيسون من كل خير ، وهالكون, ومنقطعة حججهم, ونادمون على ما سلف منهم من تكذيبهم لرسلَهم

وروى عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مَا يُحِبُّ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، فَإِنَّمَا ذَلِكَ اسْتِدْرَاجٌ» ، ثُمَّ تَلَا: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ الْآيَةَ.

 

(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ) الأنعام 44 .

إنه مشهد عجيب ، يصور لنا أحوال الكثير من الناس اليوم ، وما هم فيه من غفلة ، وما ينتظرهم من عقاب ، فالآية تبين لنا عاقبة المستكبرين عن هدي رب العالمين، والمعرضين عن دعوة المرسلين ، وأن الذين يتركون ما جاءهم من النور والهدى، فإن الله سبحانه يفتح لهم من الرخاء والبسط في الدنيا؛ استدراجاً لهم، ثم إنه سبحانه يأخذهم على حين غرة أخذ عزيز مقتدر، جزاء بما كسبت أيديهم.

وهذه الآية على علاقة وثيقة بسابق لها، وهو قوله سبحانه:

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ }(الأنعام:42)   



الدنيا بلا دين استدراج يتلوه عقوبه . يقول الله تعالى(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) مالنا وقد نسينا العباده واتبعنا هوانا وابتعدنا عن الله خالقنا !! ...
فتح أبواب الدنيا على الناس قد تكون مقدمة لعقوبة سماوية !...

ماشعورك  عندما يتابع الله عليك نعمه ويوسع عليك من فضله ، وأنت مقيم على مايكره .. تقابل فضله بالذنوب وتتجرأ عليه بالمعاصي !.. ألم تقرأ قول الله تعالى (فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء ...) تنزل العقوبة بغتة على الناس حين تتم وجوه النعم وتستحكم الغفلة والجحود ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة )

قد يحرم بعض الناس الرزق بسبب ذنوبهم فإذا أصلحوا مابينهم وبين الله غمرهم بالنعم ... وقد يفتح الله على آخرين استدراجا ، وخيرهم من يعطيه الله عطاء الرضا ... اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين ولا تجعلنا من الغافلين ..اللهم عمرا في رضاك وحسن ختام .

 

156854125_791791774756979_460433350119840499_n.thumb.jpg.9a60db39477ba50bd647701dd1793e4a.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 43]

 

آية في كتاب الله تعالى استوقفتني وهي تصف حال الذين كذبوا رسل الله تعالى وأصروا على ذلك الضلال المبين رغم الإنذارات الكثيرة التي أنذرهم الله تعالى بها ليعودوا إلى الحق ويؤبوا عن كفرهم وعنادهم , وهي قوله تعالى في سورة الأنعام : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } الأنعام/42-43

 

قال ابن كثير رحمه الله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ } يعني : الفقر والضيق في العيش { وَالضَّرَّاءِ } وهي الأمراض والأسقام والآلام { لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ أي: يدعون الله ويتضرعون إليه ويخشعون ... قال الله تعالى : { فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا } أي : فهلا إذ ابتليناهم بذلك تضرعوا إلينا وتمسكنوا إلينا { وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ } أي : ما رقت ولا خشعت { وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أي : من الشرك والمعاصي . تفسير ابن كثير 3/256

 

وقال القرطبي رحمه الله : (فَلَوْلا) تَحْضِيضٌ، وَهِيَ الَّتِي تَلِّي الْفِعْلَ بِمَعْنَى هَلَّا، وَهَذَا عِتَابٌ عَلَى تَرْكِ الدُّعَاءِ ، وَإِخْبَارٌ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَضَرَّعُوا حِينَ نُزُولِ الْعَذَابِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونُوا تَضَرَّعُوا تَضَرُّعَ مَنْ لَمْ يُخْلِصْ ، أَوْ تَضَرَّعُوا حِينَ لَابَسَهُمُ الْعَذَابُ ، وَالتَّضَرُّعُ عَلَى هَذِهِ الْوُجُوهِ غَيْرُ نَافِعٍ (وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ) أَيْ صَلُبَتْ وَغَلُظَتْ ، وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنِ الْكُفْرِ وَالْإِصْرَارِ عَلَى الْمَعْصِيَةِ ، نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ . (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ مَا كانُوا يَعْمَلُونَ) أَيْ أَغْوَاهُمْ بِالْمَعَاصِي وحملهم عليها . الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 6/425

 

وإذا كانت هذه الآية الكريمة تتحدث عن أقوام كذبوا رسلهم وأصروا على كفرهم حسب ما هو منصوص عليه في كتب التفسير , فإنها نبهتني إلى شدة حاجة المسلمين اليوم إلى تدبرها والاتعاظ بها , فالبأس والكرب والابتلاء الذي نزل بساحة المسلمين في هذه الأيام , لا نرى ما يقابله من التضرع والتذلل والانكسار المطلوب إلى الله تعالى في مثل هذه الظروف والأحوال العصيبة التي تمر بها الأمة .

 

نعم ....قد تكون هناك فئة قليلة المسلمين يتضرعون إلى الله تعالى بالليل والنهار , ويتذللون بين يديه بالدعاء طالبين منه سبحانه أن يرفع المحنة ويكشف الغمة عن الأمة , إلا أن العدد الأكبر من المسلمين غافلين عن هذه الوسيلة الناجعة في رفع البلاء والنصر على الأعداء .

 

إن حقيقة الابتلاء - إن تعامل العباد معه بما أمر الله تعالى - منحة وعطاء , فالله تعالى يبتلي عبده ليسمع تضرعه , وهو سبحانه يحب صوت الملحين في الدعاء ، وأنين المتضرعين إليه في الضراء .

 

قال ابن القيم رحمه الله : " فالله يبتلي عبده ليسمع تضرعه ودعاءه والشكوى إليه , ولا يحب التجلد عليه , وأحب ما إليه انكسار قلب عبده بين يديه , وتذلله له وإظهار ضعفه وفاقته وعجزه وقلة صبره , فاحذر كل الحذر من إظهار التجلد عليه , وعليك بالتضرع والتمسكن وإبداء العجز والفاقة والذل والضعف , فرحمته اقرب إلى هذا القلب من اليد للفم " . من كتاب الروح 1/259

 

ومن هنا كان تضرع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام والتجاؤهم إلى الله سمة بارزة في سيرتهم العطرة حين نزل بهم البلاء واشتد عليهم الكرب , فكان نداء نوح عليه السلام ربه أن ينجيه وأهله من الكرب العظيم , كما كان التجاء ابراهيم عليه السلام إلى الله وحده أن يجعل أفئدة من الناس تهوي إلى زوجه وولده , وافتقار أيوب عليه السلام أن يكشف الله ما نزل به من ضر , و استغاثة يونس عليه السلام في ظلمة جوف الحوت وقاع البحر أن ينجيه من الغم , كما كانت شكوى يعقوب عليه السلام لله وحده : { قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } يوسف/86 .

 

ويكفي أن يطالع أحدنا سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح من أمته , حتى يتأكد له التزامهم في البأساء والضراء و زمن المحن والابتلاءات بالتضرع وشدة الإلتجاء إلى الله سبحانه وتعالى .

 

فمع تضرع والتجاء الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى في كل أحواله , إلا أن شدة تضرعه وانكساره وإلحاحه على ربه باستجابة دعائه كانت في وقت الحروب والأزمات , ففي غزوة بدر الكبرى أكثر الرسول الكريم من التضرع إلى الله والإلحاح بالدعاء إليه سبحانه , ففي الحديث الصحيح عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاَثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَاسْتَقْبَلَ نَبِىُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ « اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِى مَا وَعَدْتَنِى اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِى اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ لاَ تُعْبَدْ فِى الأَرْضِ ». فَمَازَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ. وَقَالَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ كَذَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّى مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ) فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلاَئِكَةِ . صحيح مسلم برقم/4687

 

لم يكن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وحده من يتضرع إلى الله تعالى في وقت الشدة والمحنة والنوازل , بل كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم يتضرعون إلى الله تعالى أيضا ويستغيثون به ، ويسألونه النصر والتأييد , وكتاب الله تعالى يؤكد ذلك ويؤيده : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِين } الأنفال/9 , قال الطبري رحمه الله : ومعنى قوله : { تستغيثون ربكم } : تستجيرون به من عدوكم ، وتدعونه للنصر عليهم . تفسير الطبري 13/409

 

وإذا استعرضنا سيرة خلفاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , وجدنا أن التضرع إلى الله تعالى كانت السمة البارزة في خلواتهم في الشدائد والنوازل , ويكفي أن نذكر في هذا المقام حال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام الرمادة , فمع اتخاذه كافة التدابير الكفيلة بإنهاء المجاعة واحتوائها , من خلال استنفار عماله في الأمصار والكتابة إليهم ليرسلوا إلى المدينة الطعام والميرة , والإشراف بنفسه على إطعام الناس ومواساتهم ..... أضاف إلى هذه الأسباب المادية الضرورية شدة تضرعه إلى الله أن يكشف ما نزل بالمسلمين من محنة في ليله وخلوته .

 

فقد ورد أنه رضي الله عنه كان يتضرع إلى الله تعالى في كل ليلة أن يرفع البلاء ويكشف بأس المسلمين وكربهم , وقد ذكر ذلك عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ذلك بقوله : "كان عمر بن الخطاب أحدث في عام الرمادة أمراً ما كان يفعله ، لقد كان يصلي بالناس العشاء ، ثم يخرج حتى يدخل بيته ، فلا يزال يصلي حتى يكون آخر الليل ، ثم يخرج فيأتي الأنقاب ، فيطوف عليها ، وإني لأسمعه ليلة في السحر وهو يقول : اللهم لا تجعل هلاك أمة محمد على يدي" .

 

هذا هو حال السلف الصالح في أيام الشدة والكرب والمحنة , تضرع إلى الله تعالى والتجاء , وانكسار و تذلل بين يديه سبحانه , بعد الأخذ بكامل الأسباب بطبيعة الحال .

 

فهل حال المسلمين اليوم مع ما نزل بهم من بلاء و ضراء فيه اقتداء بما كان عليه الأنبياء والمرسلون عليهم السلام من تضرع وشدة التجاء إلى الله تعالى ؟! وهل نحن متأسون بالسلف الصالح من أمة خاتم الأنبياء ؟! أم إن التقصير في هذا الجانب شديد وظاهر رغم عِظم البلاء ؟!

 

د. عامر الهوشان

 

>>>>>>>>>>>>>>

 

{فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 43]

الآية الكريمة تدعوا إلى ( التضرع ) ليرفع البأس ويلين القلب ... التضرع هو إلحاح وبكاء ، ذل وانكسار ، خشوع وخضوع ، إخبات واستغفار ، توسل وتوبه لله تعالى سبحانه .. حتى تخرج أمراض القلوب كلها ( فتلين )

غفلة العبد عن ربه من أسباب نزول البلاء فيصيبه به ليعود إليه ويتضرع بالدعاء فيلين قلبه وتلك علامة سعادة العبد ... هناك قلوب لاتلين إلا بالتأنيب !.. إذا حرمت من الإفتقار والتضرع لله فاعلم أن قلبك فيه قسوة . يقسو القلب بقدر انصرافه عن الضراعة ( ولكن قست قلوبهم) من لم تقربه الشدائد من الله فقلما تعيده النعم إليه .. وإذا لم يجعلك الابتلاء تخضع للمسأله والمسكنه إلى ربك  ، فما انتفعت بالدرس !! .

تتابع المحن ينبغي أن يحفز الأمة لتوبة عامة وعودة لله تعالى وصراطه المستقيم ، كلمة (يارب) تختصر الدروب و تفرج الكروب .. فهنا السلامة والاطمئنان والنجاة ..وإلا فهي علامة على قسوة القلب ..

نحن بين حاليين تضرع أو قسوة ... تعرف عواقب الأمم من موقفها أمام الخطوب والمحن ، فإن تضرعت ولجأت لربها أفلحت فنجت وإن تمادت قست فهلكت . اللهم سلم سلم

 

156928939_791792041423619_8443804300149602745_n.thumb.jpg.98820f658b97c745b58a4c858afc7ad1.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ○ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ} [الأنعام:63 -64]

 

عجيب أمر هذه المخلوق الضعيف ما دام في الأمن والاطمئنان فهو قليل الشكر قليل الذكر لا يتفكر فيما هو فيه و يحسب عواقبه بل يرتع ويلهو وكأنه أخذ ضمانات على استمرار هذه الحال وعدم تغيرها عليه، ولكن انظر إلى هذه المخلوق نفسه حين يمرض أو يفتقر أو يصيبه ما يكدر عليه صفوه.

هنا يتنبه من غفلته ويندم على ماضيه وكيف قصر في حق خالقه الذي جعله يتقلب في هذه النعم وهكذا يعظم الندم وتقوى الحسرة حينما يكون الابتلاء عظيماً والصدمة كبيرة.

ومن أجل ذلك نقول إن في المحن منحاً، فكم ربت من أقوام وكم غيرت من أجيال وكم نبهت من غافلين وأيقظت من راقدين وجمعت متفرقين وأصلحت من بطالين.


كم يكون في الحرمان عطاء وكم يكون في الابتلاء عطاء وكم يكون في الظلمة معرفة قدر النور. لو لم يكن في المحن إلا التذكير بالرجوع إلى المولى الرحيم والخالق العظيم وإحسان الظن به والوقوف بين يديه والالتجاء إليه في خضوع وذله وانطراح صادق يقطع العبد العلائق إلا مع الله ويتجاوز المعوقات ويصدق في دعائه وخضوعه ورجائه ويسأل ربه أن يبدل الله العسر يسراً والكرب فرجاً والضيق مخرجاً وصدق الله إذ يقول (أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) فالغافل يتذكر والشارد يتدبر والجاحد يتبصر والمؤمن الصادق يتفكر فيدفعه ذلك للعمل بجد وإخلاص وصبر.

قال أحد التابعين -وهو يبين اللجوء إلى الله في الشدائد-: ألم تركب البحر؟ قال: بلى فقال: فهل هاجت بكم ريح عاصف؟ قال :نعم، قال: ألم يتقطع أملك من كل أحد حتى الملاحين ووسائل النجاة الأخرى؟ قال: بلى، قال: هل خطر ببالك أن ينجيك أحد غير الله؟ قال: لا، قال: فالزم طاعته وأكثر من عبادته واصدق في لجؤوك إليه وصدق الله إذ يقول (قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعاً وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون) .
 

 

{قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ○ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ} [الأنعام:63 -64]

 

أفضل الدعاء أخفاه وأخشاه .. يحب الله دعاء الخفاء لانه لايناجيه منفردا إلا من هو موقن بقربه سبحانه.

(تدعونه تضرعا) لنستثمر أوقاتا بالتضرع إلى الله الكريم والتوسل إليه بأسمائه وصفاته بأن يجيب مادعوناه خاصة في هذه الأيام والعالم بأثره يتضرع إلى الله ..

 

قال الله للمشركين (قل من ينجيكم منها ..) من ينجيكم ؟؟ هل تسمعني  ؟ كشف الله كربتهم مع علمه أنهم سيشركون !. فكيف مع كربة من قال[ لا إله إلا الله] ؟! عجبا لبعض المؤمنين كيف يعبث اليأس بقلوبهم !. أين اليقين بالله ؟! لاتزلزل قلبك المصاعب ، لايتسلل لروحك اليأس ، ستمضي المحن برحمة الله ، سينجيك ربك كما نجاك دوما ..

أول أبواب الفرج [اليقين] برحمة الله .. الله لايكتفي بأن ينجيكم مما تدعونه فقط بل (ومن كل كرب) فقد ينجيك من كرب لاتعلم أنك ستلاقيه بطريقك فيزيله ويبعده عنك وأنت لاتدري .. إنه الرحمن الرحيم

 

156971240_791792264756930_6187337604555010172_n.thumb.jpg.9bf45c0b081cc90ead034432875d7665.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ○ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ○ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ○ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} [الأنعام : ٧٥ - ٧٦ - ٧٧ - ٧٨]
 

كان ابراهيم فتي في بيئة كافرة ولما بلغ الحلم أنكر علي أبيه وقومه اتخادهم الأصنام آلهة

والسؤال المتبادر مباشرة بعد انكار ألوهية الأصنام هو عمن يكون الاله الحق؛

والبيئة ليس فيها علم ليستدل به وليس فيها هدي وليس فيها كتاب منير؛

فليستدل بالكون والمخلوقات والآيات الكونية

وبالتالي فإن استدلاله كان لطلب اليقين لنفسه

أنكر الباطل الذي عليه قومه؛فهذه أولي الخطوات في طريق الهداية ويقابلها أن ينير الله بصيرته ليريه ملكوت السموات والأرض ليستدل بها علي أنهن مفطورات؛ ويوجه وجهه للذي فطرهن ولا يشرك به شيئا

 

هل جربت الخروج في الليل لترى ملكوت السموات والأرض؟إنه سيزيد يقينك بربك{وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين}/ محمد الربيعة

 

( فَلَمَّا رَءَا ٱلشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّى هَٰذَآ أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يَٰقَوْمِ ... ) الشمس بعد شروقها  تغيب وتأفل ، والعسر لن يدوم سوف يزول ويرحل، كلاهما سنة ربانية ، ثق بربك عزَّ وجلّ ./ عايض المطيري


(لا أحب الآفلين) لفتة جميلة معبرة ، فهو يشير إلى أن العلاقة بالإله علاقة حب قبل أن تكون التزام فحسب ، ومن يغيب عنك وقت حاجتك بدون عذر لايستحق محبتك .

 

 

(لئن لم يهدني ربي ..) لاتظن أن إمكاناتك العقلية أو ذكاءك الفطري سيهديك إلى الله .. لايهدي إلى الله سوى الله سبحانه .


في البداية استخدم النبي مصطلحاتهم في حال نقاشهم ليلفت انتباههم ، ثم أنكرها كلها وركز في الحقيقة الثابتة (إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض) الله ربي أعبده وأسير في الطريق إليه ..


(وحاجه قومه...) أخبرهم إبراهيم عليه السلام أنه اختار الكوكب ثم القمر ثم الشمس ربا يعبده ، ولم يجادله أحد .. ولما صدع بالتوحيد والإيمان بالله .. جادلوه !!..

الله ربي .. إنه الشعور بأن تمضي في طريقك لاتريد إلا وجه الله .. قرار عزيز ، من نفس عزيزة تعاهد ربا عزيزا أن لايكون السعي إلا إليه .. فكل الدروب مظلمة إلا دربك ياهادي ... يا الله

 

161680262_798301500772673_2195244440977868165_n.thumb.jpg.fc11d17d42157081746bd528eb1a9bed.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ○ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام : ٨٢ - ٨٣]

 

قول الله تعالى : ﴿ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )
----------------
﴿ الذين آمنوا ﴾ أي : وحدوا الله ، وأخلصوا له العبادة ، وآمنوا أن إلههم الحق . ﴿ ولم يلبسوا ﴾ لم يخلطوا ، ولبس الشيء بالشيء : تغطيته به ، وإحاطته به من جميع جهاته . ﴿ إيمانهم ﴾ توحيدهم . ﴿ بظلم ﴾ الظلم هنا المقصود به الشرك . ولذلك روى البخاري عن عبد الله بن مسعود قال : ( لما نزلت هذه الآية ﴿ ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ﴾ قلنا يا رسول الله ، أينا لا يظلم نفسـه ، فقال : " ليس الأمر كما تظنون ، إنما المراد به الشرك ، ألم تسمعوا إلى قول الرجل الصالح : إن الشرك لظلم عظيم " ) . ﴿ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ﴾ قيل : ﴿ لهم الأمن ﴾ أي في الآخرة ، ﴿ وهم مهتدون ﴾ أي في الدنيا . وقيل : ﴿ لهم الأمن ﴾ أي الأمن الكامل إذا لم يأتوا بكبيرة ، ﴿ وهم مهتدون ﴾ أي في الدنيا إلى شرع الله بالعلم والعمل ، وفي الآخرة إلى الجنة .

 

كثيرٌ من النَّاس -اليومَ- يعيشون صُوَرًا مِن الرُّعب، والخوف.. والإرهاب.. والتَّرقُّب.. ولا يَعرِفون (سببًا) ظاهرًا لذلك كلِّه، وإنَّما هو شعورٌ داخليٌّ يُراوِدُهم، سواءٌ في طريقِهم وسُلوكِهم، أم في بيوتِهم و(بُروجِهم)، أم في حياتِهم ورَواحِهم ومجيئِهم!!
 

ولو نظرَ هؤلاء نظرةً عُلويَّة فاحِصةً؛ لَعَلِموا أنَّ السَّبب الرَّئيسَ في بُعدِهم عن الأمن وإغراقِهم في نقيضِه هو: تَنكُّبُهم سبيلَ الهداية، وتجنُّبهم طريقَ الالتزام بأحكامِ اللهِ -جلَّ شأنُه-:
يقولُ اللهُ -سبحانهُ-: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}.
فالأمنُ والهدايةُ قرينانِ لا يفترقان، إذا زال أحدُهما زال الآخرُ.. بل إذا رقَّ أحدُهما رقَّ الآخَر.

 

فالأمنُ الحقيقيُّ ليس بكثرةِ الجيوشِ والعساكر، وليس بوفرةِ الحرَسِ والسِّلاح.. إنَّما هو الأمنُ المنبعِثُ من الرُّوح المطمَئنَّة التي رضيتْ بالله ربًّا، وبالإسلامِ دِينًا، وبمحمَّد -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- نبيًّا ورسولًا.
فالأمن الحقيقيُّ -إذَن- هو «الأمنُ مِن المخاوِف والعذابِ والشَّقاءِ، والهدايةُ إلى الصِّراط المستقيم.
فإن كانوا لم يَلبِسوا إيمانَهم بِظُلمٍ مُطلَقًا -لا بِشركٍ، ولا بِمعاصٍ-؛ حصل لهم الأمنُ التَّامُّ، والهدايةُ التَّامَّة.

 


إحساس المؤمن أن الله يحفظه ويدافع عنه .. هو شعور لايقدر بثمن ! .

الأمن من أكبر نعم الله على عباده ، ونعمة الأمن خاصة بمن آمن .. الأمن في قلبه وحياته ودنياه وآخرته ... كلما زاد إيمانك زاد أمانك .


(نرفع درجات من نشاء) عندما أراد الله أن يرفع يوسف عليه السلام على عرش الملك ، بدأ به من قعر البئر ... فتأمل !! درجات الدنيا والآخرة هي بيد الله ، يرفع ويخفض . إن أردت رفعة  فاسأله من فضله ، ولا تمد عينيك لما أعطى غيرك .

(وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم) ونحن نعلم أن إبراهيم عليه السلام (كان أمة) ... فلايملك الحجة والبرهان في نصرة الحق ودحض الباطل ، إلا من رفع الله درجاته إكراما وتوفيقا ، فمن أوتي القوة في المحاجة بالأدلة ، فقد بلغ مرتبة رفيعة من العلم .

(إن ربك حكيم عليم) عند الله تعالى كمال العلم وحسن الفعل والتدبير .. لم يخلق شيئا عبثا .. كل شيء عنده بمقدار وحكمة ، أوامره ونواهيه كلها حكمة ... لنغذ قلوبنا بالعلم والإيمان فإن رفع الدرجات والأقدار ، على قدر معاملة القلوب بتغذيتها الصحيحة والإيمان بالله الحكيم العليم ..

 

168128945_807442739858549_4799509508976133672_n.thumb.jpg.5167cdce48c2a584efece24635eefc93.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام : 125]

 

لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَرْحِ الصَّدْرِ، قال: «نُورٌ يَقْذِفُهُ اللَّهُ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ فَيَنْشَرِحُ لَهُ وَيَنْفَسِحُ»، قِيلَ: فَهَلْ لِذَلِكَ أَمَارَةٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ، الْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ وَالتَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَالِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِ الْمَوْتِ»
 

نجد من يقول إن ربنا حين يريد لإنسان أن يشرح صدره للإسلام فذلك من إرادة الله وما ذنب المكلف إذن؟.
 
وللرد على هذا نقول: لقد عرفنا من قبل أن الهداية لها معنيان: المعنى الأول: الدلالة وهي أمر وارد وواجب حتى للكافر. فإن هُدى الله للكافر أن يدلّه إلى طريق الخير، ولكن هناك هداية من نوع آخر وهي للذي آمن، ويصبح أهلاً لمعونة الله بأن يخفف عنه أعباء التكاليف وييسرها له ويجعله يعشق كل الأوامر ويعشق البغض والتجافي عن كل النواهي.
هكذا عرفنا أن الهداية قسمان: هداية بمعنى الدلالة، وهداية بمعنى المعونة.

 

{فَمَن يُرِدِ الله أَن يَهْدِيَهُ} أي يدلّه سبحانه كما دل كل العباد إلى المنهج، لكن الذي اقتنع بالدلالة وآمن يسهل عليه تبعات التكليف مصداقاً لقوله الحق: {وَيَزِيدُ الله الذين اهتدوا هُدًى والباقيات الصالحات خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً} [مريم: 76].

 

من تفسير الشيخ الشعراوي

 

 

{فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام : 125]

علامة الهداية انشراح الصدر ...وانشراحك يكون بقدر إيمانك بالله وحسن إسلامك . في كل أمر تريد الهداية فيه - بعد استخارة ربك - انظر ماينشرح له صدرك .

هناك أمور تساعد على دفع الضيقة ، وانشراح الصدر : التوحيد ( يشرح صدره للإسلام) وذكر الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) والدعاء (رب اشرح لي صدري)


من انشرح صدره للإسلام اتسع فاستنار بنور الإيمان واطمأنت نفسه بذلك .. وأحب الخير وتلذذ بفعله غير مستثقل ... لو صار قلبك مرتعا للقلق ، وغشته سحابة من هموم .. فالذكر روضة حانية تخرج منها مطمئنا ، فلا ألذ للقلوب ولا أشهى ، ولا أحلى من محبة خالقها والأنس به ومعرفته .

(ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا ..) امنح الأمان لقلبك الخائف .. هذا طريق الهداية واضح و مفتوح ... وهو أمان للقلوب الضيقة ، ونجاة للنفوس الحائرة ، وثبات في وجه عواصف الفتن ... تطمئن القلوب بالصلة بالله ، والأنس بجواره ، والأمن في حماه .... اللهم املأ حياتنا ذكرا وشكرا وحمدا ...

 

168896458_807991169803706_5238485948066870528_n.thumb.jpg.67d0332fdadda4067a412d88b4ec006c.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 122]

 

الإسلامُ أحيَا موتَ البشرية وبعثَ فيها الرُّوحَ من جديد، أنقَذَنا الله بالإسلام من موتِ الرُّوح الذي هو أشدُّ من موتِ الجسَد، والعبدُ ما لم تُشرِق في قلبِه شمسُ الرِّسالة وينالُ من حياتها ورُوحِها، فهو في ظُلمةٍ، وهو من الأموات، قال الله تعالى: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا) [الأنعام: 122]. فهذا وصفُ المؤمن؛ كان ميِّتًا في ظُلمة الجهَالَة، فأحيَاه الله برُوح الرسالة، ونور الإيمان، وجعلَ له نورًا يمشِي به في الناس. وأما الكافِرُ فميِّتُ القلبِ في الظُّلُمات.

من صُور الموت: موتُ القلوبِ بضعفِ الإيمان؛ فالقلبُ الميِّتُ لا يعرِفُ ربَّه ولا يهتدِي بنُورِه، والحياةُ الحقيقيةُ هي حياةُ القلب، وعُمر الإنسان مُدَّة حياته هي حياتُه بالله، هي ساعات عُمره في البرِّ والتقوى والطاعة، ولا عُمر له سِواها.

وإذا أعرضَ العبدُ عن الله، واشتغلَ بالمعاصِي ضاعَت عليه أيامُ حياتِه الحقيقية، وبعد إضاعتِها يقولُ: (يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) [الفجر: 24].

 

قال الله تعالى: (فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ) [الروم: 52]، شبَّهَهم في موتِ قلوبِهم بأهل القُبُور؛ فإنهم قد ماتت أرواحُهم، وصارَت أجسامُهم قبورًا لها، فكما أنه لا يسمعُ أصحابُ القبور، كذلك لا يسمعُ هؤلاء.

 

قد تموتُ الحواسُّ، قال الله تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا) [الأعراف: 179].
 

ملتقى الخطباء

 

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 

{أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 122]

 

من فوائد الآية الكريمة:

1- إن هذا النور الذي يحصل عليه المؤمن إنما هو نور الإيمان والطاعة، قال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ﴾ [الزمر: 22] وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28].

 

2- إن هذا النور يُحرَم منه المنافق والكافر لكفرهم وإجرامهم، قال تعالى: ﴿ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ [الأنعام: 122]. وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40]. وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا ﴾ [الحديد: 13].

 

3- إن هذا النور الذي يعطيه الله للمؤمن ليس خاصًّا بالدنيا، بل هو في الدنيا، وفي قبره، ويوم القيامة، قال تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ﴾ [الأنعام: 122].

 

روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ - تبارك وتعالى - يُنَوِّرُهَا بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ"[3]. قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [الحديد: 12].

 

روى الطبراني في معجمه الكبير من حديث عبدالله ابن مسعود- رضي الله عنه - أن النبي- صلى الله عليه وسلم - عندما ذكر حال المؤمنين يوم القيامة قال: "فَيُعْطِيهِمْ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورًا مِثْلَ النَّخْلَةِ بِيَمِينِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورًا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، حَتَّى يَكُونَ رَجُلًا يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ يُضِيءُ مَرَّةً وَيَفِيءُ مَرَّةً، فَإِذَا أَضَاءَ قَدَّمَ قَدَمَهُ فَمَشَى، وَإِذَا طَفِئَ قَامَ، قَالَ: وَالرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ أَمَامَهُمْ حَتَّى يَمُرَّ فِي النَّارِ فَيَبْقَى أَثَرُهُ كَحَدِّ السَّيْفِ دَحْضُ مَزِلَّةٍ، قَالَ: وَيَقُولُ: مُرُّوا، فَيَمُرُّونَ عَلَى قَدْرِ نُورِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَطَرْفِ الْعَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالْبَرْقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالسَّحَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَانْقِضَاضِ الْكَوْكَبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الفَرَسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الرَّجُلِ، حَتَّى يَمُرَّ الَّذِي أُعْطِيَ نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمَيْهِ يَحْبُو عَلَى وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، تَخِرُّ رِجْلٌ، وَتَعْلَقُ رِجْلٌ، وَيُصِيبُ جَوَانِبَهُ النَّارُ، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْلُصَ..." 

 

4- أن القرآن نور، والسنة نور، والصلاة نور، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 174]. وقال تعالى: ﴿ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157].

 

روى مسلم في صحيحه من حديث أبي مالك الأشعري- رضي الله عنه - أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال: "الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ، أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا"

 

5- إن الله تعالى هو نور السماوات والأرض وما فيها، ويهب نوره لمن يشاء، قال تعالى: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [النور: 35]. وقال تعالى: ﴿ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [النور: 35].

 

وقال تعالى: ﴿ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ﴾ [الزمر: 69]. فإذا جاء تبارك وتعالى يوم القيامة للفصل بين عباده أشرقت بنوره الأرض، وليس إشراقها يومئذ بشمس ولا قمر، فإن الشمس تُكَوَّرُ، والقمر يُخسَفُ، ويذهب نورهما

 

قال ابن القيم - رحمه الله -:

"وهذه الظلمات ضد الأنوار التي يتقلب فيها المؤمن، فإن نور الإيمان في قلبه، ومدخله نور، ومخرجه نور، وعلمه نور، ومشيته في الناس نور، وكلامه نور، ومصيره إلى نور، والكافر بالضد، ولما كان النور من أسمائه الحسنى وصفاته كان دينه نوراً، ورسوله نوراً، وكلامه نوراً، وداره نوراً يتلألأ، والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين ويجري على ألسنتهم، ويظهر على وجوههم، وكذلك لما كان الإيمان واسمه المؤمن لم يعطه إلا أحب خلقه إليه، وكذلك الإحسان صفته وهو يحب المحسنين وهو الذي جعل من يحبه من خلقه كذلك، وأعطاه من هذه الصفات ما شاء وأمسكها عمن يبغضه وجعله على أضدادها، فهذا عدله وذلك فضله والله ذو الفضل العظيم"

 

وفي الصحيحين من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي- صلى الله عليه وسلم -: إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"

 

6- أن المؤمن كلما ازداد من الأعمال الصالحة والطاعات والقربات كان نوره أعظم، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي- صلى الله عليه وسلم - كان يدعو في صلاته بالليل فيقول: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا وَاجْعَلْ لِي نُورًا". وفي رواية لمسلم: "وأَعْطِنِي نُورًا"

 

7- أن النور صفة من صفات الله تعالى، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي موسى الأشعري أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال: "حِجَابُهُ النُّورُ"

 

"وهذا النور لا يمكن التعبير عنه إلا بمثل هذه العبارة النبوية المؤدية للمعنى العظيم، وأنه لا تُطيقُ المخلوقات كلها الثبوت لنور وجهه لو تَبَدَّى لها، ولولا أن أهل دار القرار يعطيهم الرب حياة كاملة ويعينهم على ذلك لما تمكنوا من رؤية الرب العظيم، وجميع الأنوار في السماوات العلوية كلها من نوره، بل نور جنات النعيم - التي عرضها السماوات والأرض وسعتها لا يعلمه إلا الله - من نوره، فنور العرش، والكرسي، والجنات من نوره، فضلاً عن نور الشمس، والقمر، والكواكب"


شبكة الالوكة

 

,,,,,,,,,,,,,,,

 

{أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 122]

 

إن لم تشرق في قلب العبد شمس الرسالة ويناله من حياتها وروحها ، فهو في ظلمة .. حين تفقد أرواحنا وحي الحق .. تموت وتتعفن

الجاهل ميت القلب ولو كان حي البدن ، و هداية الله للمرء حياة بعد موت ، ونور يمشي به المهتدي ليضيء طريقه ، كأنه قام يمشي بعدما كان ميتا ... صورة مهيبه لمن أحياه الله بالهداية !!..


القرآن حياة للقلوب الميته ، ونور يضيء ظلام دروبها .. ومن أضاء الله حياته بنور الإيمان ، وأمده بزاد التقوى ، فلا يضل ولا يشقى ! ... هنيئا لمن ملأ الله قلوبهم بالنور الذي يذكرهم بالله دائما ، ويدلهم على طريقه ، وعجبا لمن يجتهد في اختيار غذاء جسده ، ويتجاهل غذاء روحه وقلبه !! ..

إذا عرف المرء طريق الهداية ثم سلك طريقا غيره ، ملأ الله قلبه خزلانا وضلالا ، وما أكثرهم أولئك الذين يعرفون الحق ويحيدون عنه !..
من يريد نور الطريق وحياة القلب وراحة النفس ، فليتق الله ويدعوه أن يريه الحق حقا ويرزقه اتباعه ، ويريه الباطل باطلا ويرزقه اجتنابه .. وأن يجعل فتيلة ضوء في قلب كل من يقابله ليزداد نوره نورا

 

حصاد التدبر

 

169594607_808542639748559_1711946091585399171_n.thumb.jpg.07ff4dc0c14c710da9b23007a2382960.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأنعام : 152]

علم أن اليتيم هو من فقد أباه، ولم يبلغ مبلغ الرجال، هذا في الإنسان، أما اليتيم في الحيوان فهو من فقد أمه. وقوله الحق: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ اليتيم إِلاَّ بالتي هِيَ أَحْسَنُ حتى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ..} [الأنعام: 152].
هنا يفرض سبحانه أن اليتيم له مال، فلم يقل: لا تأكل مال اليتيم. بل أمرك ألا تقترب منه ولو بالخاطر، ولو بالتفكير، وعليك أن تبتعد عن هذه المسألة. وإذا كان قد قال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ اليتيم} فهل هذا الأمر على إطلاقه؟. لا؛ لأنه اضاف وقال بعد ذلك: {إِلاَّ بالتي هِيَ أَحْسَنُ} أي بأن نُثَمِّرَ له ماله تثمراً يسع عيشه، ويبقى له الأصل وزيادة، ولذلك قال في موضع آخر: {وارزقوهم فِيهَا...} [النساء: 5].
فلا يأخذ أحد مال اليتيم ويدخره، ثم يعطيه منه كل شهر جزءاً حتى إذا بلغ الرشد يجد المال قد نقص أو ضاع، لذلك لم يقل: ارزقوهم منها، بل قال: {وارزقوهم فِيهَا} أي ارزقوهم رزقاً ناشئاً منها. 


وحينما يجد اليتيم من يرعاه، وحين يتعاطف المجتمع مع كل يتيم فيه، ويتولى أمور اليتامى أناس أمناء قادرون على إدارة أمورهم فسوف يقل جزع الإنسان من أن يموت ويترك صغاره؛ لأنه سيجد كرامة ورعاية لليتيم، فالناس تخاف من الموت لأن لهم عيالاً صغارا، ويرون أن المجتمع لا يقوم برعاية اليتامى، لكن الإنسان إن وجد اليتيم مكرما، ووجده آباء من الأمة الإسلامية متعددين، فإن جاءه الموت فسوف يطمئن على أولاده لأنهم في رعاية المجتمع، ولكن لا تنتظر حتى يصلح شأن المجتمع بل أصلح من نفسك وعملك تجاه أي يتيم، ويمكنك بذلك أن تطمئن على أولادك فستجد من يرعاهم بعد مماتك


و من لا يقدر على قرب مال اليتيم بالتي هي أحسن فليبتعد عنه.
هذا إن كان له مال، فماذا عن اليتيم الذي لا مال له؟.

هنا تكون الوصية أقوى، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بالسّبابة والوسطى وفرّج بينهما.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل».
وخذوا بالكم واجعلوا مسح رأس اليتيم لله، فمن الجائز أن تكون لليتيم أم جميلة، ويريد الولي أن يتقرب منها عن طريق الولد، احذروا ذلك، فإنه فضلا على أنه يسخط الله ويغضبه فهو خسة ولؤم ونذالة. {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ اليتيم إِلاَّ بالتي هِيَ أَحْسَنُ حتى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} [الأنعام: 152].
لم يقل الله سبحانه بالتي هي حسنة ولكنه قال: {بالتي هِيَ أَحْسَنُ} لتشديد الحرص على مال اليتيم حتى يبلغ أشده لأن بلوغ الأشد، يعني أن اليتيم صارت له ذاتية مستقلة، وما المعيار في الذاتية المستقلة؟؛ أن يصبح قادراً على إنجاب مثله، وهذا معيار النضج، مثله مثل الثمرة حين تنضج؛ أي صارت البذرة التي فيها صالحة لأن نضعها في الأرض لتكون شجرة. وأنت إن قطفت الثمرة قبل أن تنضج لا تجد طعمها حلوا، ولا تستسيغ مذاقها إلا حين تستوي البذرة وتنضج.

 

و(الأشد) أي أن الإِنسان يصير قادراً على إنجاب مثله وهو ما نسميه البلوغ، ويصبح أيضاً قادراً على حسن التصرف في المال وفي كل شيء.

 

ويتابع سبحانه: {وَأَوْفُواْ الكيل والميزان بالقسط} [الأنعام: 152].
والكيل هي المعايير لما يكال حجماً، والموازين هي المعايير لما يُقَدِّر كثافة، فهناك معيار للحجم ومعيار للكثافة. معيار الحجم الكيل، ومعيار الكثافة هو الوزن، وهناك أيضاً التقديرات العادلة في القياس، للأقمشة مثلاً، المقياس فيها هو المتر، إذن كل شيء بحسبه، وإذا أردت الموزون فلابد أن يكن بالقسط، أي بالعدل.

 

وهذه المسألة من الصعب تحقيقها، ولذلك تختلف الموازين باختلاف نفاسة الأشياء، فحين نزن الفول أو العدس أو البطاطس أو القلقاس، فنحن نزنه بميزان كبير؛ لأن فرق الميزان يكون حول الكيلو جرام، فالأمر حينئذ يكون مقبولاً. وحين نزن أشياء أثمن قليلاً، نأتي بالميزان الدقيق. فإن كان الشيء الموزون ذهباً نحيط الميزان بجدران زجاجية لأن لفحة الهواء قد تقلل أو تزيد الوزن.
إننا نحاول أن نمنع تأثير تيارات الهواء عليها. وحين نزن المواد الكيماوية نأتي بميزان يعمل بالذرة.
إذن موزون يأخذ درجة ميزانه بمقدار نفاسته وتأثيره؛ لأن تحقيق العدالة في الميزان مسألة صعبة، وكذلك الأمر في الكيل. فحين يكيل الإنسان كيلاً يمسك إناء الكيلة ويهزه؛ حتى يأتي الميكال دقيقاً محرراً، وإن أراد أن يلغي ضميره ويأخذ أكثر من حقه فهو يملأ المكيال بأكثر مما يحتمل ويسند الزيادة بيده حتى لاتقع. وربنا يقول: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الذين إِذَا اكتالوا عَلَى الناس يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} [المطففين: 1-3].
فحين يكتال يستوفى ويطفف أي يزيد ما سوف يأخذه شراء، وحين يبيع يقلل الكيل أو الوزن ليأخذ ثمناً أكثر من ثمن ما يزن أو يكيل. وأصل المبادلات غالباً بين طرفين، وبعض المتنطعين يقول: كيف يقول الحق: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ} والتطفيف في أي مسألة يكون بالزيادة، لا بالنقص. ونقول: انتبه إلى أن المتحدث هو الله، والتطفيف يزيد طرفاً وينقص من طرف، وكل صفقة بين اثنين فيها بيع وشراء. فإن أراد واحد أن يجعل الخسران على طرف وأن يستوفي لنفسه فهو مطفف.
ولذلك تأتي دقة الأداء القرآني من ربنا:
{وَأَوْفُواْ الكيل والميزان بالقسط لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..} [الأنعام: 152].
 

وقال الحق ذلك لأنه يعلم أن الكيل والميزان بالعدل أمر متعذر؛ لأن الحق سبحانه وتعالى لواسع رحمته في التشريع لنا لم يجعل مجتال الاستطاعة أمراً يمكن أن تتحكم فيه أشياء لا تدخل في الاستطاعة؛ ففي ضبط المكيال والميزان قال: {لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} لأن المكيال والميزان أداتان تتحكم فيهما ظروف لا تدخل في نطاق الإنسان. ولذلك قلنا: إن وزن الأشياء التي نعلمها إن كانت من الأشياء التي ليست فيها نفاسة فوزنها له آلة. وإن كانت في المتوسط فوزنها له آلة، وإن كان في الأشياء النفيسة الدقيقة التي للقدر الصغير فيها قيمة مؤثرة، فإن لها آلة مضبوطة مصونة من عوامل الجو حتى لا تتأثر بهبّة الهواء، فقول الحق: {لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} إباحة للأشياء الزائدة او الناقصة التي لا تدخل في الاستطاعة، ثم قال سبحانه: {وَإِذَا قُلْتُمْ فاعدلوا وَلَوْ كَانَ ذَا قربى..} [الأنعام: 152].
نعلم أن القول نسبة كلامية ينطق بها المتكلم ليسمعها مخاطب، ينفعل للمطلوب فيها خبراً أو إنشاءً، والقول مقابله الفعل، وكلاهما عمل، فالقول عمل والفعل عمل؛ قل أو افعل، فافهم أن القول متعلق بجارحة اللسان، والفعل متعلق بكل الجوارح ما عدا اللسان، فإذا رأيت، وإذا سمعت، وإذا شممت، وإذا لمست كل ذلك يطلق عليه أنه فعل، ولكن إذا ما تحرك اللسان فذلك قول:
{وَإِذَا قُلْتُمْ فاعدلوا وَلَوْ كَانَ ذَا قربى}.
وهل العدل مقصور على القول؟ أو العدل أيضاً يكون في الفعل؟ إن العدل قد يكون في خلاف بين اثنين، وهذا لا يتأتى بفعلك، وإنما يتأتى الحكم والفصل فيه بقولك، وإذا ما تعودت العدل في قولك، ألفته وأنست به وأحببته حتى في أعمالك الخاصة الأخرى.
 

والقول منه الإقرار، وإن تقر على شيء في نفسك فقله بالعدل وبالحق، والشهادة. قلها بالحق، والحكم. قله بالحق. والوصية. قلها بالحق. والفتوى. قلها بالحق. إذن فالحق في القول أمر دائر في كثير من التصرفات؛ لأنك إذا قلت بالحق أمكنك أن تعدل ميزان حركة الحياة؛ فميزان حركة الحياة لا يختل إلا إن رجح باطل على حق؛ لأنك إذا حكمت لواحد بشيء لا يستحقه فقد أعطيته ما ليس له، وإنك بعملك هذا تجعل المتحرك في الحياة يزهد في الحركة لكن إذا ما حافظت على حركة كل متحرك، وأخذ كل واحد حظه من الحياة بقدر ما يعمل اتزنت كل الأمور، ولم يعد هناك قوم يعيشون على جهد غيرهم وعرق سواهم، إذن فقول العدل هو مناط حركة الحياة الثابتة المستقيمة الرتيبة الرشيدة: {وَإِذَا قُلْتُمْ فاعدلوا وَلَوْ كَانَ ذَا قربى}.
والذي يؤثر في العدل هو الهوى، وحين يوجد الهوى فهو يحاول أن أن يميلك إلى ناحية ليس فيها الحق، وأولى النواحي أن يكون الأمر متعلقاً بك أو بقرابة لك، وقد تريد إن حكمت- والعياذ بالله- باطلاً، أن تسعد ذا قرباك، وأنت بذلك لم تؤد حق القرابة؛ لأن حق القرابة كان يقتضي أن تمنع عنه كل شيء محرّم وتحمي عرضه، وتحمي دينه قبل أن تحمي مصلحته في النفعية الزائلة. ولذلك يأمرك الحق بأن تقول الكلمة بالعدل ولو كان المحكوم له أو عليه ذا قربى؛ لأنك حين تحكم بالباطل فأنت في الواقع حكمت عليه لا له.
{وَبِعَهْدِ الله أَوْفُواْ} [الأنعام: 152].
 

ونحن نعلم أن عهد الله هو ما عاهدنا الله عليه، وأول عهد وقمة العهود هو الإيمان به سبحانه، وترتب على ذلك أن نتلقى منه التكليف، فكل تكليف من تكاليف الله لخلقه يُعتبر عهداً داخلاً في إطار الإِيمان؛ لأن الله لا يحكم حكماً أو يبينه لمكلَّف إلا بعد أن يقول: {يَا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ...} [المائدة: 1].
أي يا من آمنت بالعهد الأصيل في القيم وهو العقيدة، وآمنت بي إلهاً: خذ التكليف مني؛ لأنك قد دخلت معي في عهد هو الإِيمان.
ولذلك لا يكلف الله بالأحكام كافراً به، إنما يقول: {يَا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ} ولذلك يجب أن نأخذ كل حكم بدليله من الإِيمان بمن حكم به، فلا تبحث عن في كل حكم، وإنما علة كل حكم أن تؤمن بالذي أمرك ان تفعل كذا، فَعِلَّة كل هي الحكم.

 

ويذيل الحق الآية الكريمة بقوله تعالى: {ذلكم وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأنعام: 152].
و(ذلكم) إشارة إلى ما تقدم، من أول قوله سبحانه: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 151].
إلى أن انتهينا إلى قوله سبحانه: {وَبِعَهْدِ الله أَوْفُواْ} [الأنعام: 152].
والتوصية تخصيص للتشريع؛ لأن التشريع يعم احكاماً كثيرة جدَّا، ولكن الوصية التي يوصي الله بها تكون هي عيون التشريع.
ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنه عن هذه الآيات: (إنها محكمات لم ينسخهن شيء من جميع الكتب، وقيل إنهن أم الكتاب من عمل بهن دخل الجنة، ومن تركهن دخل النار).
ولم يوجد شرع جاء لينسخ واحدة من هذه الوصايا، ولذلك يقول اليهودي الذي أسلم وهو كعب الأحبار: والذي نفس كعب بيده إنّ هذه الآيات لأول شيء في التوراة: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ}. ثم نجد أن هذه الوصية الأخيرة هي جامعة لكل شيء؛ نجد تسع وصايا قد مرّت؛ خمسا منها قال فيها: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، وأربعاً قال فيها: {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، والعاشرة يقول: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وهذه الوصية العاشرة هي الجامعة لكل أنواع الفضائل التكليفية إنّها قوله الحق: {وَأَنَّ هذا صِرَاطِي...}.

تفسير الشعراوى

.....................................


{وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأنعام : 152]


الإحسان واجب ، فكيف مع اليتامى والضعفاء !..

في قلب اليتيم جراح غائرة بسبب اليتم ، فلا تزد آلامه بأخذ ماله ، فالجراح تحتاج لمن يضمدها ويواسي أصحابها لا أن نزيد من آلامها (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) إذا كان الأمر بالنهي عن الإقتراب من مال اليتيم ، إلا لمن ابتغى تنميته وصلاحه حتى يبلغ اليتيم أشده .. فما بالك بمن سرق مال اليتيم وأكله !! ألم يقرأ (إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) ؟

 

وأوفوا الكيل أيها التجار .. واحذر يامن ترش الماء على البضاعه لتكون ثقيلة في ميزانك .. شعار الميزان هو العدل .. كن عادلا حتى في أقوالك ، حتى ولو كان هذا القول ضد مصلحتك ..كن على الحق

(لانكلف نفسا إلا وسعها) كم من الناس يقول : لا استطيع أن أتحمل !. تأكد ياعزيزي أنك قادر على تحمل كل مايصيبك ... فالله لايضعك في مواقف لاتستطيع التغلب عليها ، الله يعلم أنك تملك القدرة على تجاوزها وتحملها ... اطمئن لأن الله لايكلف نفسا إلا وسعها ..

 

169908796_809081276361362_553492920042115288_n.thumb.jpg.3214cec2c44c371fc8df40acb174b28e.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) [المائدة : 2]

 

{...وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} 

 
{لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ المسجد الحرام أَن تَعْتَدُواْ} أي لا يصح أن يحملكم الغضب على قوم أن تعتدوا عليهم لأنهم صدوكم عن المسجد الحرام عام الحديبية. وعندما يسمع الكافر أن الله سبحانه وتعالى يوصي من آمن به على من كفر به ماذا يكون موقفه؟ إنّه يلمس رحمة الرب. وفي ذلك لذع للكافر لأنه لم يؤمن، لكن لو اعتدى المؤمن على الكافر رداً على العدوان السابق، لقال الكافر لنفسه: لقد رد العدوان.
 
أما حين يرى الكافر أن المؤمن لم يعتد امتثالاً لأمر الله بذلك، عندئذ يرى أن الإسلام أعاد صياغة أهله بما يحقق لهم السمو النفسي الذي يتعالى عن الضغن والحقد والعصبية، ويعبر الأداء القرآني عن ذلك بدقة، فلم يأت الدين ليكبت عواطف أو غرائز ولا يجعل الإنسان أفلاطونياً كما يدعون. ولم يقل: اكتموا بغضكم، ولكنه أوضح لنا أي: لا يحملكم كرههم وبغضهم على أن تعتدوا عليهم. فسبحانه لا يمنع الشنآن، وهو البغض، لأنه مسألة عاطفية.
فسبحانه يعلم أن منع ذلك إنما يكبت المؤمنين وكأنه يطلب منهم الأمر المحال. لذلك فالبغض من حرية الإنسان. ولكن إياك أن يحملك البغض أو الكره على أن تعتدي عليهم.
 
ونرى سيدنا عمر يمر عليه قاتل أخيه زيد بن الخطاب، يقول له أحدهم: هذا قاتل زيد، فيقول عمر: وماذا أصنع به وقد هداه الله إلى الإسلام، فإذا كان الإسلام جبّ الكفر ألا يجب دم أخٍ لعمر؟ ولكن عمر- رضي الله عنه- يقول لقاتل أخيه: عندما تراني نحّ وجهك عني. قال ذلك لأنه يعرف دور العاطفة ويعرف أنه لا يحب قاتل أخيه، فقال قاتل أخي عمر: وهل عدم حبك لي يمنعني حقاً من حقوقي؟ فقال غمر: لا. بل تأخذ حقوقك كلها. فقال قاتل أخي عمر: لا ضير؛ إنما يبكي على الحب النساء. فالإيمان هو الذي منع عمر من أن ينتقم من قاتل أخيه.
 
{وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ المسجد الحرام أَن تَعْتَدُواْ} اي أنه سبحانه لا يمنع مواجيد المؤمنين ووجدانهم وضمائرهم وقلوبهم التي تنفعل بالبغض والكره؛ لأنه يعلم أن ذلك لا يطيقه الإنسان؛ لأنها أمور عاطفية. والعواطف لا يقنن لها بتشريع. ولكن اعلموا أن هذه العواطف لا تبيح لكم الاعتداء.
 
وهكذا يتدخل الإسلام في الحركة الإنسانية ليفعل الإنسان أمراً أو يتجنب فعل أمر ما؛ فالإسلام لا يتدخل إلا في النزوع وهي تعبير عن مرحلة لاحقة للإدراك الذي يسبب للإنسان العاطفة محبة أو كراهية، ثم يعبر الإنسان عن هذه العاطفة بالنزوع؛ لأن مظاهر الشعور ثلاثة: إدراك، ووجدان، ونزوع، فحين يمشي إنسان في بستان فيه أزهار ويرى الوردة فهذا إدراك، ولا يمنع الإسلام هذا الإدراك. وعندما يعجب الإنسان بالوردة ويحبها فهذه حرية، لكن أن تمتد اليد لتقطف الوردة فهذا ممنوع.
 

 

تفسير الشيخ الشعراوى

.............................

 

{...وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} 


نحن نظلم من نحب ، فكيف سنعدل مع من لانحب ! .. احذر الظلم واستعمل العدل مع كل أحد صديقا كان أو عدوا

الشنآن أعظم عوائق العدالة ، دع إصدار أحكامك على من لاتحبهم فمن النادر أن تنصفهم .. لاتجعل خلافك مع غيرك يخرجك عن العدل ، فلا دخل للمشاعر الشخصية التي تدفع للمجاملة أو التشفي .. إخلاص النية مطلب .. وإن كنت لاتستطيع إلغاء الخلاف ، فلا بد أنك تستطيع أن تهذبه بالعلم والأدب ..

(وتعاونوا على البر والتقوى) ما أجملها من نصيحة ، انصح بها من حولك ... واحذر أن تعاون من يفسد نفسا ، أو يهدم أسرة ، أو يتسبب في قطيعة ، فإن ذلك يبني جدارا من البغض تصعب إزالته .
في التقوى رضا الله ، وفي البر رضا الناس .. وهنيئا لمن جمع بينهما ففاز برضا الله وبر الناس ...

 

169486296_809415956327894_3658392200663285525_n.thumb.jpg.fcbe16cb7838ded3baa3fd0543aaf815.jpg

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [المائدة : 31]

 

نعرف السوءة وهي ما تَتَكرّهه النفس، وسمينا (العَورة) سَوْءَة؛ لأنها تتكره.
{فَبَعَثَ الله غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأرض}. هل بعث الله حتى يُرِي قابيل كيف يواري سوءة هابيل، أم أن الغراب هو الذي سيقول له؟ كلا الأمرين متساوٍ؛ لأن ربنا هو الذي بعث، فإن كنت ستنظر للوسيلة القريبة فيكون الغُراب، وإن كنت ستنظر لوسيلة الباعث يكون هو الله؛ فالمسألة كلها واصلة لله، وأنت حين تنسب الأسباب تجدها كلها من الله.

 

ها هوذا قابيل يقول: {يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذا الغراب} كأن عملية الغراب أظهرت لقابيل أنه لم يعرف شيئاً يفعله الطائر الذي أمامه، فها هي ذي مسألة يفعلها غراب ولا تفعلها أنت يا قابيل، لقد امتلكت قدرة لتقتل بها أخاك، لكنك عاجز أن تفعل مثل هذا الغراب. فقابيل لا يقولها- إذن- إلا بعد أن مرّ بمعنى نفسيّ شديد قاسٍ على وجدانه.
لقد قدر على أخيه وقتله وهو لم يعرف كيف يواريه، بينما عرف الغراب كيف يواري جثة غراب آخر. وهكذا أصبح قابيل من النادمين {فَأَصْبَحَ مِنَ النادمين}.


إن علينا أن ننتبه إلى الفارق بين (نَدِمٍ) و(نَدَمٍ). وعلى سبيل المثال: هناك إنسان قد جرؤ على حدود الله وشرب الخمر بالنقود التي كان عليه أن يشتري بها طعام الأسرة. وعندما عاد إلى منزله ووجد أهله في انتظار الطعام، ندم لأنه شرب الخمر، فهل كان ندم الرجل على أنه عصى الله، أو ندم لأنه لم يشتر الطعام لأهله؟. لقد ندم على عدم شراء الطعام وذلك ندم مرفوض، ليس من التوبة.


وقد يكون هذا الشارب للخمر قد ارتدى أفخر ثيابه وخرج فشرب الخمر ووقع على الأرض، وهنا ندم لأن شُرب الخمر أوصله إلى هذا الحال؛ فهل ندم لأنه عصى ربه؟. أو ندم لأنه صار هُزْأة بين الناس؟. وكذلك كان ندم قابيل، لقد ندم على خيبته؛ لأنه لم يعرف ما عرفه الغراب.

 

من تفسير الشعراوى

 

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 

{فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [المائدة : 31]

لم يحتمل الغراب منظر أخيه ميتا ، فدفنه ليستره.. شكرا أيها الغراب منك تعلمنا الدرس ..
أ

مهما بلغت من علم ومعرفة فهو قليل ، وليس شرطا أن تتعلم من الأستاذ دائما ، وليس مهما من أين تأتي المعرفة النافعة ، فقد نتعلم من الغراب مايصلح أخلاقنا .


(فأصبح من النادمين) أكثر شيء يمزق القلب كل ممزق ، ويحرق العين بالدمع هو الندم .. تأمل ابن آدم لما قتل أخيه كيف أصبح من النادمين !! شعر بالندم ، ولم يبرر لنفسه القتل !.. ليته استدرك ذلك قبل قتل أخيه ..

(إنما يتقبل الله من المتقين) هو قول ابن آدم المتقي لأخيه الحاسد .. أسلم الناس من الحسد هم المتقون ، فالتقوى مفتاح القبول والفلاح في كل عمل وهي الحماية من كل سوء .. أما الحاسد فلا ينال إلا الخسارة والندامة .. تأمل حال ابن آدم كيف أوصله الحسد وعدم الرضى إلى قتل أخيه !! تزين بالتقوى ، واحذر الحسد وعواقبه السيئة ..

 

169899630_809980912938065_4768350108898953832_n.thumb.jpg.d21f3521c926472830b98fe283eda571.jpg

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ..... } [المائدة : 54]
 

اعلم أيها المبارك أن المحبة بين الله وعباده محبة متبادلة ؛ لقوله ﷻ { يحبهم ويحبونه } ، والمحبة الصادقة توجب التعلق بالمحبوب والسعي لإرضائه ، أما زعم المحبة دون بذل الأسباب التي تستدعي تحقيق محبة المحبوب فهو مجرد كلام قلما يصدق صاحبه ؛ لقوله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } ؛ فمحبه الله توجب طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى الله عنه وزجر والاتباع لسنه رسوله وأمينه على وحيه محمد ﷺ .

وقال الشافعي رحمه الله :

تعصي الإله و أنت تزعم حبه - هذا لعمري في القياس شنيع

لو كان حبك صادقًا لأطعته - إن المحب لمن يحب مطيع

 

وإن تحققت محبة الله للعبد تحققت ولايته له وحفظه ورعايته للحديث القدسي : " من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه " . وهذا كمال محبة الله للعبد الناتج عن تقرب العبد لربه بما يرضيه .
 
أما في الآية { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا ... } فالند هو الشبيه والنظير ، وتعالى الله أن يكون له ذلك ؛ { فليس كمثله شيء وهو السميع البصير } . واتخاذ الأنداد يكون ببذل المحبة المذكورة سابقًا إليهم ، بالتعلق والحرص على الإرضاء ، وقد فعلها المشركون مع أوثانهم بزعم { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } .
فصرفوا ما يجب أن يُصرف لله وحده إلى أوثانهم المزعومة ، أما مشركو زماننا فقد كانت لهم أوثان من بشر أو عقائد أو مبادئ باطلة ما أنزل الله بها من سلطان ، فصرفوا أسباب المحبة والتعلق والبذل والتضحيات لغيره تعالى، وصرفوا أشكال المحبة من توكل وخوف ورجاء بالمخلوقين دون الخالق، فضلوا وأضلوا ! نسأل الله السلامة والعافية
 
 
طريق الاسلام
 
_____________________________
 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ..... } [المائدة : 54]

 

سنة الله في خلقه إذا انتكس مؤمن واحد أتى الله بقوم !!..

الإسلام يزيد ولا ينقص ..

عبوديتك تقتضي محبة الله تعالى ، ومحبته تقتضي طاعته ، فعلق قلبك به تنال محبته ومعونته .. وتأمل (يحبهم ويحبونه) أنقى وأطهر حب ... بالحب ساروا ... فهانت عليهم التكاليف ، ولا يمكن لمن يحب أن يرتد عن دينه ... ومن علامات حب الله للعبد ، تواضعه للمؤمنين ، فلا ينزل الله محبته على قلب متكبر .. (أذلة على المؤمنين) يا للعز في تلك الذلة !!.. أنت إنسان عظيم بحق عندما يشعر كل من حولك أنك شخص عادي بسيط .. هي جرعة ذل تلين بها لإخوانك وتنال بها محبة ربك ..

ليس الشرف أن تحب الله بل الشرف والفوز العظيم أن يحبك الله .. وتأمل كيف قدم محبته لهم على محبتهم له .. والله لو تأملت وتدبرت الآية (يحبهم ويحبونه) في الضحى والنهار وعشيته وفي الليل ، لما اكتفيت ولا ارتويت من جمالها ...

اللهم اجعلنا منهم

 

170647016_810525502883606_2094088420855220280_n.thumb.jpg.67b97e5318cc3b257481767f7da8277c.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} [المائدة : 91]

 

 تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ﴾، أما العداوة فِي الْخَمْرِ فَإِنَّ الشَّارِبِينَ إِذَا سَكِرُوا عَرْبَدُوا وَتَشَاجَرُوا، كَمَا فَعَلَ الْأَنْصَارِيُّ الَّذِي شَجَّ سَعْدَ بْنَ أبي وقاص بلحي الجمل، وأمّا الْعَدَاوَةُ فِي الْمَيْسِرِ، قَالَ قَتَادَةُ: كَانَ الرَّجُلُ يُقَامِرُ عَلَى الْأَهْلِ وَالْمَالِ ثُمَّ يَبْقَى حَزِينًا مَسْلُوبَ الأهل والمال مغتاظا على خرقائه، ﴿ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ ﴾، وَذَلِكَ أَنَّ مَنِ اشْتَغَلَ بشرب الخمر والقمار أَلْهَاهُ ذَلِكَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَشَوَّشَ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ كَمَا فَعَلَ بِأَضْيَافِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، تَقَدَّمَ رَجُلٌ لِيُصَلِّيَ بِهِمْ صَلَاةَ المغرب بعد ما شَرِبُوا فَقَرَأَ ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، أعبد، بِحَذْفٍ لَا، فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ؟ أي: انتهوا لفظة اسْتِفْهَامٌ وَمَعْنَاهُ أَمْرٌ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ ﴾؟ [الأنبياء: 80].

 

{إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} [المائدة : 91]
 

هذه الآية تدل على مقويات ومضعفات الشيطان، فالمقويات للشيطان -أخزاه الله- هي: العداوة، والبغضاء، والحزن.
وأما المضعفات لأثر الشيطان في حياة الانسان فهي: المحفافظة على الأذكار والصلاة. ـ

 

ابحث عن شيء يشغلك عن ذكر الله و عن الصلاة، واتركه لله، لعل الله يعوضك خيراً منه

 

حرم الله الخمر والميسر لما فيها من صد عن ذكر الله ، وعن الصلاة .. ينبغي الحذر أن لاتتحول كلماتنا إلى جرار من الخمور نسكبها في صفحاتنا .. فنبتعد عن ذكر الله وطاعته .

من عقوبات المعاصي أنها تمحق بركة العمر ، وبركة الرزق ، وبركة العلم ، وبركة العمل ، وبركة الطاعة .. وبالجملة فإنها تمحق بركة الدنيا والدين ... فالمعاصي نذير شؤم للفرقة والتباغض (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء) ونحن نعصي الله ولا نبالي!! .. أما آن لنا أن ننتهي عن التهاون في المعاصي ؟؟...

الصلاة أم الطاعات (تنهى عن الفحشاء والمنكر) ، والخمر أم المعاصي وفيها قال الله تعالى (يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة)
 

عندما نزلت الآية (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر .....رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) النداء للمؤمنين ، وبكلمة واحدة (فاجتنبوه) الجميع أطاعوا ... ورموا الخمر حتى جرى في الطرقات .الأنفس الزاكية يكفيها قليل الكلام لتقول لربها سمعنا وأطعنا .. اللهم عمرا في رضاك وحسن ختام .

 

170541770_810819619520861_90374229322783

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة : 94]
 
من معاني البلاء الاختبار بدنو المعصية وسهولة اقترافها وقدرة الإنسان على انتهاك حرمتها..! {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ} [المائدة الآية:97].. فحين ترى اقتراب سُبل المعصية ويُسر ارتكاب الخطايا فلا تُنسِينَّك متعتها حقيقتها ولا تُغفِلنَّك شهوتها عن عاقبتها.. وتذكَّر دومًا أنها ما قرُبت وسهُلت إلا.. {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة من الآية:94].


الجوال بين يديك ، وبلمسة زر تنال كل شيء ..أليس هو ابتلاء ؟؟.. انتبه لهذه المقاطع المحرمة بين يديك ، فأنت على طاولة الإمتحان .. والله ناظرك ، وعليك أن تقيس مدى خوفك من الله أمام كل ماهو حرام .. ويجب أن تنجح في اختبارك .. واعلم أنه كلما كان الوصول للذنب أسهل ، يجب أن تكون مخافة الله أجلى وأكبر... وتذكر أن ذنوب الخلوات ، لاختبار إيمانك .. فاجعل الإيمان عميقا يملأ قلبك وروحك نورا وطهرا
 
{لِيَعْلَمَ الله مَن يَخَافُهُ بالغيب فَمَنِ اعتدى بَعْدَ ذلك فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. وقد علمنا من قبل قوله الحق: {تِلْكَ حُدُودُ الله فَلاَ تَعْتَدُوهَا} [البقرة: 229].
فإن كانت المسائل مأمورات فعلينا أن ننفذها. وإن كانت نواهي فيجب ألا نقربها حتى لا نقع فيها فتكون حجة علينا؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتّقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كراعٍ يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه. ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله في أرضه محارمه»

ذنوب الجهل هي زلل .. قد يشملها عفو الله ، إنما الخوف من الذنب الذي عملناه ، وعدنا إليه مرارا وبإصرار ، ومن أعظم مايهلك أهل المعاصي هو تكرارها ، فإن الله ينتقم من المصر على الذنب ، مالا ينتقم من الفاعل أول مرة (عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه) اللهم سلم
 
 
 
172176051_811619202774236_5218364919186876362_n.thumb.jpg.e6296b71f8ce5a1eb17e63c1f98f22b1.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
(إِن تُعَذِّبۡهُمۡ فَإِنَّهُمۡ عِبَادُكَۖ وَإِن تَغۡفِرۡ لَهُمۡ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ ○ قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا یَوۡمُ یَنفَعُ ٱلصَّـٰدِقِینَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّـٰات تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَداۖ رَّضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ)
[المائدة ١١٨-١١٩]
 
عن النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنه قام بآيةٍ يرددُها حتى الصباحِ ، وهي قولُه : { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
الراوي : - | المحدث : ابن القيم | المصدر : مفتاح دار السعادة | الصفحة أو الرقم : 1/554 | خلاصة حكم المحدث : ثابت
 
قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بآيةٍ حتى أصبحَ يُرددُها والآيةُ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 1118 | خلاصة حكم المحدث : حسن
التخريج : أخرجه النسائي (1010) باختلاف يسير، وابن ماجه (1350) واللفظ له، وأحمد (21328) مطولاً
 

كان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُحِبًّا لأُمَّتِه، وكان يَدْعو اللهَ لها بالهدايةِ والرَّشادِ وعدَمِ العذابِ في الدُّنيا والآخرةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ رضِيَ اللهُ عنه: "قام النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بآيةٍ حتَّى أصبَحَ يُردِّدُها"، أي: صَلَّى طوالَ اللَّيلِ، حتَّى بدا وقْتُ صَلاةِ الفجْرِ وهو يقرَأُ ويُردِّدُ بين يديِ اللهِ بآيةٍ واحدةٍ، وكأنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخَذَ يقْرَؤها من لَدُنْ قِيامِه، يتفكَّرُ في معانيها مرَّةً بعدَ أُخرى، "والآيةُ {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ} [المائدة: 118]"، أي: إنْ تُعذِّبْ أُمَّةَ الإجابةِ على مَعاصيهم، "{فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ}" وتحت تَصرُّفِك ويَستحِقُّون ما تُجازيهم به، ولا يُتصوَّرُ منك الظُّلمُ، وفيه استعطافٌ لطيفٌ كما فيه قَرينةُ استعفاءٍ شَريفٍ، "{وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ}"، أي: الغالِبُ على ما تُريدُ، أو المُرادُ بالعزيزِ المُنتقِمُ لمُخالِفيه، "{الْحَكِيمُ}"، أي: الحاكمُ الَّذي لا مُعقِّبَ لحُكْمِه، أو الحكيمُ الَّذي يضَعُ الأشياءَ في مواضعِها، المُلاطِفُ لمُوافقيه.
وهذا من بابِ التَّضرُّعِ في حَضرةِ اللهِ سُبحانَه في الصَّلاةِ، وإظهارِ فقْرِ الخَلْقِ إليه، ويتضمَّنُ رَدَّ المشيئةِ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ؛ فإنَّه الفعَّالُ لِما يشاءُ الَّذي لا يُسأَلُ عمَّا يفعَلُ وهم يُسْألون.
وفي الحديثِ: بَيانُ كَمالِ شَفقةِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أُمَّتِه.
وفيه: بَيانُ مَشروعيَّةِ الصَّلاةِ والقيامِ بآيةٍ واحدةٍ مع تدبُّرِها.

 
 
(إِن تُعَذِّبۡهُمۡ فَإِنَّهُمۡ عِبَادُكَۖ وَإِن تَغۡفِرۡ لَهُمۡ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ ○ قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا یَوۡمُ یَنفَعُ ٱلصَّـٰدِقِینَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣱ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۖ رَّضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ)

هنا يجب أن نتوقف ونتأمل الآية جيدا قبل أن نتخطى حدودنا ...
 
صلوا على من تلا قول الله { إن تعذبهم فإنهم عبادك ... } فقال : يارب أمتي أمتي .. وبكى .. حتى قال له الله : إنا سنرضيك في أمتك .. ولا نسوؤك !! / نايف الفيصل
 
﴿ قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ﴾ . قال ابن عباس رضي الله عنهما: " يوم ينفع الموحدين توحيدهم" . / ابن كثير

(هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم) قد تتهم في الدنيا بالكذب ، وقد يشك بنيتك !.. لكن تأكد أن صدقك مع الله لن يذهب أدراج الرياح ... ستتبخر كل الألقاب وكل كلمات وحروف الإطراء ، ولن يبقى في ذلك اليوم سوى ( الصدق )

(رضي الله عنهم ورضوا عنه) آية تشعرنا بالراحة والاطمئنان والسعادة .. فالرضى أن تفرغ قلبك من كل الشوائب وتجعله خالصا لله تعالى ، والسخط يفرغ القلب من الله ... والعياذ بالله ، وشتان مابين القلبين ..
(.. ذلك الفوز العظيم) رضى الله ليس كأي رضا ، ولا كأي فوز ، إنه الفوز العظيم ... هل وصل معناها لقلبك ؟؟ ... رتب أمانيك واطمئن
 
 
 
181215266_823210248281798_6934484804009578626_n.thumb.jpg.16c9813a61df9defbf11378863ea387d.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ عَلَیۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡۖ لَا یَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَیۡتُمۡۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِیعࣰا فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُون) [المائدة 105]

 

ورد قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يكون في قومه يعمل فيهم بالمعاصى، ويقدرون على أن يغيروا عليه ولا يغيرون، إلا أصابهم الله منه بعقاب قبل أن يموتوا (رواه الترمذي وابن ماجة) .

وإذا كان هناك من لا يأمر بمعروف، ولا ينهي عن منكر مستنداً إلى قول الله تبارك وتعالى: عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم . . (سورة المائدة الآية 105) . فإليه هذا الحديث: عن أبي أمية الشعباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أيّ آية؟ قال: قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال: أما والله لقد سألت عنها خبيراً . . سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر . . حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوى متبعاً، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه . . فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العوام . . فإن من ورائكم أيام الصبر . . الصابر فيهن مثل القابض على الجمر . . للعامل فيهن أجر خمسين رجلا منكم (رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم) .

.............................

 

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [المائدة:105].

 

يتعلق بهذه الآيةِ الكريمةِ فوائد:

 

الفائدةُ الأولى: يأمر الله تعالى في هذه الآية المؤمنين بالحرص على هداية أنفسهم وصلاحها، فقوله تعالى: {عَلَيْكُمْ} اسم فعل أمر بمعنى: اِلزَموا، ويبيِّن لهم أنهم إذا اهتدوا فإنه لا يضرهم زيغ الآخرين وضلالهم، ولا ينبغي لهم أن يحزنوا لأجل ذلك، مع أنهم مأمورون بهدايتهم وإرشادهم للطريق المستقيم بدعوتهم إلى الله تعالى وأمرِهم بالمعروف ونهيِهِم عن المنكر؛ فإن ذلك مِن الواجبات الشرعية المتقرِّرَةِ بالأدلة الكثيرة، وهو مِن لازم الهداية؛ إذ لا يكون المسلمُ مهتديًا الاهتداءَ التامَّ معَ إعراضه عن الدعوةِ إلى الله والأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر. ولَمَّا كان هذا الفَهمُ الخاطئ قد يدخل إلى بعض النفوس الضعيفة أو الجاهلة فقد بادَرَ أكابرُ الصحابةِ رضي الله عنهم إلى التنبيه على غَلَطِهِ، وأشهر ذلك ما ثَبَتَ عن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه أَنَّهُ خَطَبَ فَقالَ: "يا أَيُّهَا الناسُ، إِنَّكُمْ تقرؤون هذه الآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وَضَعَهَا الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة من الآية:105]، سمعتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ الناسَ إذا رَأَوُا الْمُنْكَرَ بَيْنَهُمْ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ؛ يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ الله بِعِقَابِهِ»" (رواه أحمد وأهل السنن، وإسناده صحيح)[1].

 

الفائدةُ الثانيةُ: أخطأ وضلَّ في فَهم هذه الآية الكريمة صِنفان مِنَ الناس: الصِّنفُ الأولُ: الكُسالى والمتقاعسون عن الدعوة إلى الله تعالى والأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر، فقد توهَّموا أن في هذه الآية حجةً لهم في تقصيرهم، فما داموا مهتدين في ظنهم فمَا لَهم وللآخرين. الصِّنفُ الثاني: بعضُ أصحاب الفُجور والفسوق والمعاصي، حيث استعملوا هذه الآية في مواجهةِ الداعين إلى الله تعالى الآمرينَ بالمعروف الناهينَ عن المنكر، وقالوا لهم: ما يضركم عملُنا إذا كنتم مهتدين، فما لكم ولنا، دعونا في ضلالنا وغوايتنا حتى يهدينا الله. ولو كان ما فهمه هؤلاء مِن الآية الكريمة صحيحًا لبطلت الشرائعُ وتُرك الدِّين، ولَمَا صحَّ لأحدٍ أن يدعوَ إلى الله أو يأمرَ بمعروفٍ أو يَنهى عن منكرٍ، وهؤلاء يَنسبون إلى الله تعالى ما تستنكف الآذان عن سماعِهِ مِنَ الباطل والضلالِ المبين، فأين النصوص التي لا تُحصر في الأمر بالبلاغ والبيان والدعوة إلى الله تعالى؟ بل أين ما عُلم بالضرورةِ مِن دِينِ الأنبياءِ جميعًا عليهم السلام مِن الإنكار على الضالين المشركين والعاصين والمفسدين؟ فكل شرائع أنبياء الله تعالى مِن نوحٍ عليه السلام إلى محمدٍ صلى الله عليه وسلم قائمةٌ على الدعوة إلى الله تعالى والأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ، وإلا فإلى أي شيءٍ دَعَا الأنبياءُ عليهم السلام؟! ولماذا أُرسِلوا؟![2].

 

الفائدةُ الثالثةُ: لا تتم هدايةُ المسلم حتى يعمل بشريعة الله تعالى، ومِن أعظم شرائع الدين: "الدعوةُ إلى الله تعالى والأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر"، فمَن تَرَكَ ذلك فهو غير مهتدٍ الاهتداءَ التامَّ، وكيف يكون مُهتديًا وهو يترك سبيل الأنبياء عليهم السلام، وسبيلَ المصلحين جميعًا؟! كيف وقد قال الله تعالى: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108]؟! فأَتْبَاعُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على الحقيقية هم الذين يَدْعون إلى الله على بصيرة وهو العلم والهدى واليقين، وكيف يكون المسلم مهتديا وقد ترك الدعوةَ إلى الله والأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر مع قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، قُلْنَا: "لِمَنْ؟"، قال: «لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، ولأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ» (رواه مسلم)[3].

 

قال شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّةَ رحمه الله: "وإنما يتمُّ الاهتداء إذا أُطيع الله و أدِّيَ الواجب مِن الأمر والنهي وغيرِهما،

 

وفي الآية فوائد عظيمة منها: أن لا يخاف المؤمنُ مِن الكفَّار و المنافقين فإنهم لن يضرُّوه إذا كانَ مهتدِيًا، ومنها: أن لا يحزَنَ عليهم و لا يجزعَ عليهم فإن معاصِيهم لا تضرُّه إذا اهتدى، والحزنُ على مَا لاَ يضرُّ عبثٌ.. قال: وفي الآية معنى آخر وهو: إقبال المرء على مصلحة نفسه عِلمًا و عَمَلاً، وإعراضُهُ عمَّا لا يعنيه، كما قال صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم: «من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه»، ولاسيما كثرة الفضول فيما ليس بالمرء إليه حاجة مِن أمر دِينِ غيرِه ودُنياه، لاسيَّما إن كان التكلُّم لحسدٍ أو رئاسةٍ".اهـ [4].  

 

  الشيخ عبد الرحمن بن فهد الودعان الدوسري

 

——————————–

 

[1] (رواه أحمد [1/9،2،5،7]، وأبو داود في (كتاب الملاحم)، باب الأمر والنهي [4/122] [4338]، والترمذي في (كتاب الفتن)، بَاب ما جاء في نُزُولِ الْعَذَابِ إذا لم يُغَيَّر الْمُنْكَرُ [4/467] [2168]، وابن ماجه في (كتاب الفتن)، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [2/1327] [4005]، والنسائي في (السنن الكبرى) [6/338] [11157]، وصححه الترمذي، وابن حبان [1/539] [304] [305]، والضياء في الأحاديث المختارة [1/143-149]، والنووي في رياض الصالحين ص [70]، والألباني في السلسلة الصحيحة [1564]). [2] (للاستزادة في توضيح الآية الكريمة والرد على المغالطين فيها انظر: آيات مظلومة بين جهل المسلمين وحقد المستشرقين، للدكتور عمر قريشي ص [138]، وتصويبات في فهم بعض الآيات، للدكتور صلاح الخالدي ص [77 ]، وشبهات حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، للدكتور فضل إلهي ص [13]). [3] (رواه مسلم في (كتاب الإيمان)، باب بَيانِ أَنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ برقم [55]). [4] (مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميَّة [14/480-482] مختصرًا). المصدر: الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن فهد الودعان الدوسري

 

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
 

 

(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ عَلَیۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡۖ لَا یَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَیۡتُمۡۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِیعࣰا فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُون) [المائدة 105]

لايعلم مافي القلوب إلا الله سبحانه ... ولن تفيدك مظاهر الإنسان الخارجيه في تحديد قيمته عند ربه !...

لماذا نسمح لألسنتنا أن تتكلم على هواها في شؤون الآخرين ؟!.. وليست وظيفتنا في الحياة أن نحدد من المهتدي ومن الضال ... حتى الرسل ماعليهم إلا تبليغ الرساله (وما على الرسول إلا البلاغ) ثم الأمر كله والحساب على الله ... عليك بنفسك فقط وتذكر (لايضركم من ضل إذا اهتديتم) فلا تجتهد وتخوض في مصير الآخرين . ولا تحتقر شخصا حتى لو رأيته يعصي الله ، فأنت لاتدري من سيختم حياته بالتقوى ويكون أقرب إلى الله يوم القيامة .. أنت أو هو !!..

كلما امتدت عروق الشجرة أرضا ، كلما صمدت أمام الريح .. فكذلك المؤمن كلما زاد إيمانه زاد ثباتا في المحن ...
ليكن شعارك : قل عني ماشئت فلسانك أنت من يملكه ... لكنني أجزم بأنك لن تملك قلبي ... (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم)

 

 

قد تكون صورة لـ ‏نص‏

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

(یَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡس مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَیۡر مُّحۡضَرا وَمَا عَمِلَتۡ مِن سُوۤء تَوَدُّ لَوۡ أَنَّ بَیۡنَهَا وَبَیۡنَهُۥۤ أَمَدَۢا بَعِیداۗ وَیُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ)[آل عمران 30]

 

من حسن التربية الجمع بين..
الترغيب الموجب للرجاء والعمل..
والترهيب الموجب للخوف والترك..
"ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد"

 

افعل الخير ولا تنتظر شكرًا او ثناء من احد وتذكر انك ستجده عند اللهﷻ يوم القيامة ﴿يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا﴾ 

 

إذا تيسرت أسباب المعاصي وعظمت دواعيها لم يكن لقلب العبد أنفع من خوف الله عز وجل ومراقبته:
﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفسَهُ وَاللَّهُ رَءوفٌ بِالعِبادِ﴾
﴿وَإِيّايَ فَارهَبونِ﴾
﴿وَلِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ﴾

 

﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾
إنمـا هـى أعمــالك ستلـقـاهـا حاضـرةً
أمامك بغير زخارفَ ولا تزوير، فقدَّم
لنفسـك اليـوم ما يسـرُّك أن تـراه غـداً.



آية توقظ القلب المستنير ، وتنبه الضمير الحي ، وتشحذ الهمم ، وتأخذ بمجامع العبد المنيب فيبصر ذلك الطريق المستقيم .

كم من عمل أو حتى كلمة ، يود صاحبها غدا .. لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً .. إنه الندم والحسرة على مافات ، فلنصحح أخطاءنا بالإستغفار والتوبه ، ولنحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسب ..

(ويحذركم الله نفسه) تأملوا رحمة الله تعالى ولطفه بنا .. حتى عند التحذير تظهر رحمته الواسعة .. ينبهنا ويحذرنا عندما نتعثر ، لئلا يطول علينا الأمد فتقسو قلوبنا .

(والله رؤوف بالعباد) تشعر بالقلق ؟! أنت واحد من هؤلاء الذين يرأف الله بهم ، والرأفة أعظم الرحمة وأبلغها .. ربك رؤوف فلا تقنط ، رؤوف فلا تعجل يضيق الرزق أحيانا ليسعدك بالسعة حين تأتي ، يؤرقك الألم ليبهجك بما يشفي نفسك .. إنه الله سبحانه ، ينقيك ليدخلك الجنة ...

 

 

(یَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡس مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَیۡر مُّحۡضَرا وَمَا عَمِلَتۡ مِن سُوۤء تَوَدُّ لَوۡ أَنَّ بَیۡنَهَا وَبَیۡنَهُۥۤ أَمَدَۢا بَعِیداۗ وَیُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ)[آل عمران 30]

 

(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ)
* الفرق بين الرأفة والرحمة:

الرأفة أخصّ من الرحمة فهي مخصوصة بدفع المكروه وإزالة الضرر تقول أنا أرأف به إذا كان متوقعاً أن يقع عليه شيء.
الرحمة عامة ليست مخصوصة بدفع مكروه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، عندما نقول في الدعاء يا رحمن ارحمنا هذه عامة أي ينزل علينا من الخير ما يشاء ويرفع عنا من الضر ما يشاء وييسر لنا سبل الخير عامة.


* أفردت الرأفة عن الرحمة في موطنين فقط في القرآن كله في سورة البقرة (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) وفي سورة آل عمران (وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ) ما قال تعالى رؤوف رحيم.
لو لاحظنا السياق الذي وردت فيه الآيتان:
في سورة البقرة قال تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (٢٠٦) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ (٢٠٧)) لما يقول (فحسبه جهنم) السياق لا يناسب ذكر الرحمة.
في آل عمران (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ (٢٨)) مقام تحذير والتحذير يعني التهديد ولا يتناسب التحذير مع الرحمة.

* (وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ) العباد أفاد الاستغراق فرأفة الله تعالى شاملة لكل الناس مسلمهم وكافرهم فلو قلت والله رؤوف بعباده فالمعنى سيكون قاصراً على فئة من العباد دون غيرها. ـ

 

في سورة آل عمران (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا (30)) ما الفرق بين الأمد والمدى؟(د.فاضل السامرائي)
الأمد هو الغاية قريبة أو بعيدة، أمد بعيد. الأمد هو منتهى الشيء، منتهى الغاية، منتهى الأجل. أما المدى فقد يكون قريباً أو بعيداً (تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا (30) آل عمران). المدى هو النهاية غاية الشيء، الأمد قد يكون قريباً أو بعيداً.
* هل أفردت الرأفة عن الرحمة في القرآن؟ (د.فاضل السامرائى)
فقط في موطنين في القرآن كله قال (والله رؤوف بالعباد) في موطنين: في سورة البقرة (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) البقرة) وفي سورة آل عمران (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ (30)) ما قال تعالى رؤوف رحيم. فلماذا؟
لو لاحظنا السياق الذي وردت فيه الآيتان يتوضح الأمر. في سورة البقرة قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) البقرة) السياق لا يحتمل رحمة لما يقول (فحسبه جهنم) كيف يناسب الرحمة؟ لا يناسب ذكر الرحمة. في الآية الثانية قال تعالى (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ (28) آل عمران) مقام تحذير وليس مقام رحمة ولا يتناسب التحذير مع الرحمة لأن التحذير يعني التهديد. فقط في هذين الموضعين والسياق اقتضاهم أفردت الرأفة عن الرحمة.
*(وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ (30) آل عمران) ما دلالة تعريف العباد ؟ (ورتل القرآن ترتيلاً)
لاحظ لو قلت والله رؤوف بعباده ألا تجد أن المعنى سيكون قاصراً على فئة من العباد دون غيرها إن التعريف في كلمة (العباد) بـ (أل) أفاد الاستغراق فرأفة الله تعالى شاملة لكل الناس مسلمهم وكافرهم. ــ

 

﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ مع ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾
• ما السر في اختلاف التعقيب، مع الاتحاد في الأول: ﴿ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ مع ﴿ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ ؟

• قال الغرناطي : " لما تقدم من التذكير والوعظ والبيان والتحذير المبني على واضح الأمر والتبيان، وذلك إنعام منه سبحانه وإحسان، يستجر خوف المؤمنين العابدين؛ فناسبه التعقيب بذكر رأفته بعباده؛ رفقًا بهم، وإنعامًا وتلطفًا، فقال: ﴿ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾، ولم يتقدم قبل الأولى ما تقدم قبل هذه متصلاً بها، وإنما تقدمها النهي عن موالاة الكفار والتبرّي من مواليهم بالكلية "

 

موقع تدارس القرآن الكريم

 

203574093_850968632172626_5408796415091236358_n.thumb.jpg.794a859dcc2d6e5a1ff854c02bed3cca.jpg

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  (قُل لَّا يَسْتَوِى ٱلْخَبِيثُ وَٱلطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ ٱلْخَبِيثِ ۚ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَٰٓأُوْلِى ٱلْأَلْبَٰبِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [سورة المائدة 100]

في كل موقف تبهرك فيه الأرقام الحسابية التي وعدت بها عند اكتتاب ربوي ... فتذكر آيتين .. ( يمحق الله الربا ) و (قل لايستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث) للخبيث كثرة لاينجو من الإعجاب بها إلا التقي النقي ... كم من الناس تتزاحم في طريق الربح الحرام ، والمهم عندها زيادة الدخل بأي شكل ، غير مكترثة سواء كان ذلك حلالا أم حراما ...ولكن اعلم ياعزيزي أن المال الخبيث فاسد نتن يمحقه الله ولن تنال في الأكل منه إلا الهلاك ..

 

من كان صادقا مع الله رزقه لبا وبصيرة يميز بها الخبيث من الطيب .

(فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون) قالوا في أولي الألباب .. هم الذين يبتعدون عن الخبيث ، لأنهم يدركون معنى التقوى ، ويتوجهون إليها ، وينتفعون بزادها الطيب المبارك ... هل أنت منهم ؟!.

..

لقد عدَّ العلماء -رحمهم الله- هذه الآية الكريمة من سورة المائدة قاعدةً جامعةً في أحكام الشريعة، وأصلًا عظيمًا في باب الأدب، وتهذيب النفوس، وأطرها على الحق، ومباعدتها عن الباطل؛ لأن ربنا -جل في علاه- لا يستوي عنده الطيب والخبيث، وهذا يتناول الأشخاص والعقائد والأقوال والأعمال والصفات؛ فكل ذلك لا يستوي فيه عند الله الطيب والخبيث؛ فلا يستوي عنده الطيب من الأشخاص والخبيث، ولا يستوي عنده الطيب من العقائد والخبيث، ولا يستوي عنده الطيب من الأقوال والخبيث، ولا يستوي عنده الطيب من الأعمال والخبيث، ولا يستوي عنده الطيب من المال والخبيث، فكل ذلك لا يستوي عند الله -عز وجل-، بل بينهما فُرقانٌ كبير وبونٌ شاسع.

 

ويجب على المسلم أن يعي هذا الأمر جيدا ليكون طيبًا في قلبه ولسانه وعمله وجميع شئونه؛ ليفوز بالفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، ولهذا قال جل في علاه في تمام هذه الآية: (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) أي اتقوا الله ربكم بمجانبة الخبائث، والبُعد عنها، وإيثار الطيبات ولزومها، فإن في ذلك فلاحكم وسعادتكم في الدنيا والآخرة.

 

وتأمل في هذه الآية الكريمة: (وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ) أي انتبه وكُن على حذرٍ تام من الخبائث بكافة صورها وجميع صفاتها وأشكالها، فلا تغتر بشيء منها وإن كثُرت في الناس وتعدَّدت أو كثُر الفاعلون لها وتعدَّدوا، فإياك أن تغتر ولو أعجبك -أيها الإنسان- كثرة الخبيث، فالخبيث لا يُغني صاحبه شيئا ولا ينفعه في دنياه ولا أخراه، بل يضره مضرةً عظيمة.

 

 و من الآفات العظيمة التي أهلكت كثيرًا من الناس في قديم الزمان وحديثه: الاغترار بالكثرة؛ فكم وكم هلك أناس بسببها، فتجد كثيرا من الناس يحاكي الآخرين في أعمالهم وأفعالهم وصفاتهم لا لشيءٍ إلا لأنَّ ذلك الأمر هو الأكثر الغالب؛ وهذه مهلكة عظيمة أهلكت كثيرًا من الناس، ولهذا جاء في الأثر عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رَضي الله عنه- قال: "لَا يَكُونُ أَحَدُكُمْ إِمَّعَةً" قَالُوا: وَمَا الْإِمَّعَةُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: "يَقُولُ إِنَّمَا أَنَا مَعَ النَّاسِ؛ إِنِ اهْتَدَوُا اهْتَدَيْتُ، وَإِنْ ضَلُّوا ضَلَلْتُ".

 

فهذه حال كثير من الناس يجاري الآخرين، ولهذا ترى كثيرًا من الأعمال السيئة والصفات الرديئة تجري في الناس وتسري فيهم بسبب هذه الآفة، ولهذا يجب على المرء أن يزمَّ نفسه بزمام الشرع، وأن يكون ناصحًا لنفسه، متقيًا لربه -جل في علاه-، وأن يكون حذِرًا أشد الحذر من أن يجاري الناس في أعمالهم وصفاتهم التي لا توافق شرع الله -جل في علاه-.


اللهم إنا نسألك التقى والعفاف ، والغنى عن كل مالايرضيك اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك ..واجعلنا من المفلحين

 

image.thumb.png.e5e94689d83a26aeec96d28b00d132ce.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)سورة آل عمران

إن محبة الله سبحانه تظهر على جوارح المؤمن الصادق حين يُقدِّم براهين صادقة على تلك المحبة التي يكنُّها في قلبه لهذا الرب العظيم، ون أعظم تلك البراهين: اتباعه لنبيه صلى اللهعليه وسلم، ولهذا قال الحسن البصرى رحمه الله: "ادعى قوم أنهم يحبون الله فأنزل الله هذه الآية: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[آل عمران: 31] محنة لهم، وقد بيَّن الله فيها أن من اتبع الرسول فإن الله يحبه، ومن ادعى محبة الله ولم يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فليس من أولياء الله

لتعلم أن صدق محبتك لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم يكون باتباع الأمر واجتناب النهي.. وإلا فادعاء المحبة سهل جداً ولا يحتاج أكثر من حروف يطلقها الإنسان وكفى.. لكن المحبة الحقيقية هي: الاتباع والطاعة

ألا تريد أن تكون ممن قال فيهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم « كل أمتي يدخلون الجنة » ؟!

أعلم أنك تريد.. وبصدق أيضاً، ولكن لنقرأ الحديث من أوله.. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى !! قالوا يا رسول الله : ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى » [رواه البخاري]

سهل جداً.. فالجنة لمن أطاع واتبع.. ويأبى الجنة من عصى وأدبر!!

فهل من الطاعة سماع الأمر بغض البصر.. ثم تطلق سهام بصرك فيما حرم الله؟! وهل من الطاعة سماع الأمر بترك الغيبة... ثم تسلط لسانك على إخوانك المسلمين؟! وهل من الطاعة سماع الأمر ببر الوالدين... وأنت تتفنن وتبتكر طرقاًَ للعقوق؟! وهل من الطاعة سماع الأمر بالدعوة إلى الله.. وأنت تبادر إلى التخذيل والإرجاف؟! والكثير الكثير من الأوامر والنواهي التي تطرق أسماعنا...فما نصيبنا من الامتثال والطاعة والاتباع؟؟

اعرض نفسك  على الحديث المتقدم، وانظر هل أنت ممن أطاع الرسول أو ممن عصاه؟ عندها ستكون أنت حكماً على نفسك.. { اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً } [الإسراء: 14].

قال ابن القيم: (كان عمر رضي الله عنه يهم بالأمر ويعزم عليه فإذا قيل له: لم يفعله رسول الله انتهى) ونحن وللأسف نتسابق في معصية الله والرسول.. فكيف نريد أن نكون من أهل السنة ونحن لم نفعل شيئاً منها؟ كيف نريد الابتعاد عن أهل الضلال ونحن سائرون في ركبهم؟

قال ابن عباس في قوله تعالى: { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } [آل عمران:106]، فأما الذين ابيضت وجوههم فأهل السنة والجماعة وأولوا العلم، وأما الذين اسودت وجوههم فأهل البدع والضلالة.

 

 

(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)سورة آل عمران

1- يردد أفراد ومجتمعات عدم مساومتهم على دينهم،في حين إن بعض أفعالهم تكذب ما رددوه!(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) /سعود الشريم

2- أقرب الناس إلى محبة الله ونيل مغفرته أكثرهم اتباعاً لرسوله ﷺ (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)/عبد العزيز الطريفي

3- *علامة صدق حبك لربك اتباع نبيك صلى الله عليه وسلم ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني)) / أبرار فهد القاسم

4- بقدر اتباعك للنبي ﷺ تكون منزلتك عند الله. ﴿ فاتبعوني يُحببكم الله ﴾ / نايف الفيصل

5- ﴿ قُلْ إِنْ كُنتم تُحِبُّونَ الله فَاتبعوني يُحْبِبْكُمُ الله ﴾ الحب الحقيقي الصادق ، ليس بالأقوال فقط ؛ بل بصدق الافعال / .روائع القرآن


6- ﴿ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺤﺒﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﺗﺒﻌﻮﻧﻲ﴾ الحب " طاعة واتباع " فإن كنت تحبه ، فأطعه واتبعه ! / روائع القرآن .

7- " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " وهي تسمى آية المحبة مدارج_ السالكين ابن _القيم/ ابو حمزة الكناني

8- "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني (يحببكم الله)" نحب خلقا كثيرا لا يبادلوننا الحب لكن مع الله بقدر حبك له سبحانه، ينالك النصيب من محبته / د.عبدالله بلقاسم

9- " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " على قدر الاتباع تكون المحبة .ﷺالسُنة / أبو حمزة الكناني

10- المحنة بالاتباع وليس بالابتداع فمن أحب الله فليثبت تلك المحبة بالثبات على الاتباع (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني). / إبتسام الجابري

11- الولي حقا هو من يعمل بالسنة "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" كلما اقتربت من السنة وعملت بها ازدادت ولاية الله لك والعكس بالعكس. . / ابو حمزة الكناني

12- الاتباع والطاعة هما أعظم حقوق المصطفى ﷺ ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله﴾ ﴿وإن تطيعوه تهتدوا﴾/ روائع القرآن

14- ‏"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني" هذه الآية هي الميزان التي يعرف بها من أحب الله حقيقة،ومن ادعى ذلك دعوى مجردة، فعلامة محبة الله اتباع محمدﷺ /تفسير السعدى

 

اللهم  ارزقنا حبك واغننا بفضلك عمن سواك
 

المصدر

طريق الاسلام و

حصاد التدبر  

 

 

image.thumb.png.26e3b52be4f895d9f97a0a2b89df218d.png

 

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ) [سورة آل عمران 38]

الدعاء عبادة ، بل هو مخ العبادة ، ففي سنن الترمذي :(عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ ». والدعاء سلاح المؤمن ، وهو سلاح قوي  يصيب ولا يخطئ ولا يخيب ، فبه نجى الله نوحًا عليه السلام فأغرق قومه بالطوفان, ونجى الله به موسى عليه السلام من الطاغية فرعون, ونجى الله به صالحًا, وأهلك ثمود, وأذل عادًا وأظهر هودَ عليه السلام, وأعز به رسوله  محمدًا  صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة. فالدعاء سلاح حارب به رسول الله وأصحابه أعتى قوتين في ذلك الوقت: قوة الفرس, وقوة الروم, فانقلبوا صاغرين مبهورين، ولا يزال ذلكم السلاح هو سيف الصالحين المخبتين مع تعاقب الأزمان وتغير الأحوال. فهل شفي أيوب عليه السلام بعد بلاء لبث به ثمانية عشر عاماً حتى رفضه القريب و البعيد … هل شفي إلا بدعاء ،قال تعالى :” وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (83) سورة الأنبياء،وقال تعالى ” وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ) (41) :ص .وهل سخرت الريح لسليمان عليه السلام إلا لما دعا ربه ،قال تعالى :” قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) (35) ص ،وهل رزق زكريا عليه الصلاة و السلام بيحيى بعد أن بلغ زكريا من الكبر عتيا إلا بدعاء ؟ “قال تعالى : ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ) (38) ” آل عمران وقال تعالى على لسانه ( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ) (6)  مريم ، فالدعاء شأنه عظيم .. فكم من عقيم حملت بسبب الدعاء , وكم من مريض شفي بسبب الدعاء ، وكم من مظلوم انتصر بسبب الدعاء ،والله عز وجل أمر عباده بدعائه، وأخبر أن الذين يستكبرون عن دعائه   سيدخلون جهنم، وحث الله عز وجل عباده على دعائه   فقال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) (البقرة186) والدعاء من أعظم العبادات, وفيه يتجلى الإخلاص والخشوع, ويظهر صدق الإيمان, وتتمحص القلوب, وهو المقياس الحقيقي للتوحيد ،ففي كلامٍ لشيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: ( إذا أردت أن تعرف صدق توحيدك فانظر في دعائك ) .

 

 

(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ) [سورة آل عمران 38]

 

لم يسأل زكريا ربه الذرية إلا عندما قالت مريم (إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) بعض ماتراه وتسمعه يشجعك لدعاء ربك ، فاسأل ربك فورا رزقا مثله فإنه موطن إجابة

عندما ترى أثر فضل الله على بعض عباده تعلم أن خزائن الله الكريم لم تقتصر على أحد فتسأله من فيض جوده وكلك يقين أنه لن يخيبك .. والصالحون يفرحون عند رؤية النعم على غيرهم ويتفاءلون بها لإجابة دعائهم ، بينما يتألم الحاسدون !! ..


لاتكتفي بطلبك البسيط ، زين دعاءك وادعمه بالتفاصيل (ذرية طيبة) لاتطلب بقدر حاجتك ، بل اطلب بقدر سعة خزائن ربك

لا تنتظروا - يامعشر الآباء - حتى يكبروا أولادكم لتدعوا بصلاحهم ، بل ادعوا قبل قدومهم وبعد أن يولدوا .. فذكريا عليه السلام دعا بالذرية الطيبة الصالحة حتى قبل حمل زوجته (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة) اللهم أصلح لنا ذرياتنا واجعلهم هداة مهتدين

 

image.thumb.png.2f1be820caaed9900e363d1ff0e11596.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{ فَنَادَتْهُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ وَهُوَ قَآئِمٌ يُصَلِّى فِى ٱلْمِحْرَابِ أَنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًۢا بِكَلِمَةٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ } [آل عمران39]

حين بشرت الملائكة مريم عليها السلام بقولها: {يَا مَرْ‌يَمُ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَ‌كِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران:41]. أرشدتها إلى شكر هذه النعمة العظيمة، فقال: {يَا مَرْ‌يَمُ اقْنُتِي لِرَ‌بِّكِ وَاسْجُدِي وَارْ‌كَعِي مَعَ الرَّ‌اكِعِينَ} [آل عمران:42]. فلما خصت الملائكة الصلاة من بين سائر العبادات دل ذلك على أهميتها حيث أنها لو عملت عملًا آخر يقوم مقام الشكر أفضل من الصلاة لنبهت عليه، وإذا أردت أن تعرف مدى محبة الملائكة للصلاة، فاقرأ قوله تعالى عن زكريا عليه السلام وقد سأل ربه أن يرزقه الولد: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران:39]. وافتتح الله بها صفاتِ المؤمنين: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون:1، 2].

وأمرسبحانه وتعالى بالمحافظة عليها، فقال: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ . فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}) [البقرة: 238، 239]. وأمر سبحانه بإقامة الصلاة، فقال: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود:114]. وقال سبحانه: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة:43].

ولأهمية الصلاة فإن المولى سبحانه وتعالى يناديك إليها خمس مرات عندما ترفع المآذن بأصوات المؤذنين في ربوع الأرض وأصقاع المعمورة حي على الصلاة.. حي الصلاة.. ومن ناداه مولاه فليستجب وليسارع، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة:9].

 

ولنحذر أن نكون ممن قال الحق تبارك وتعالى فيهم: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوٰتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيًّا} [مريم:59]. ولنكثر من الدعاء الذي وصى به النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ: «يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ» فَقَالَ: «أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ: لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ» (صححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب). هذا وقد أمركم ربكم فقال قولًا كريمًا: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56].

 

رعاية الطلاب المتفوقين بمدرسة أسامة بن زيد

 

{ فَنَادَتْهُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ وَهُوَ قَآئِمٌ يُصَلِّى فِى ٱلْمِحْرَابِ أَنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًۢا بِكَلِمَةٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ } [آل عمران39]

 


اجتمع لزكريا عليه السلام لذة العبادة ولذة البشارة ، وهي أعلى أنواع العطايا الربانية .. كلما اقتربت من الله اقتربت منك البشائر

الصلاة سبب من أسباب الفرج .. تأمل كلام الله : (فخرج على قومه من المحراب) (كلما دخل عليها زكريا المحراب) (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب) هل عرفت مكان العطاء ؟؟ في صلاتك تحل عليك البركات ، وتقضى الحاجات ، وتجاب الدعوات ...

وجد عند مريم رزقا وهي في (المحراب) وزكريا بشرته الملائكة وهو في (المحراب) من خشع وخضع لله في صلاته أجاب الله طلباته ..

كم هي رحمة الله عظيمة ! .. تأمل لطف الله بزكريا (إن الله يبشرك بيحيى) مع أنه بلغ من الكبر عتيا وامرأته عاقر !!.. حين تقف لأداء الصلاة لاتتوقف الحياة من حولك ، فالله جل جلاله يدبر أمرك حين تنشغل بصلاتك وطاعته والإخلاص إليه

 

image.thumb.png.c44d65a82b5d89e357da09ef824bcdfb.png


 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{۞ وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين} [آل عمرانَ 133]

 

(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ )

فالمسارعة هي المبادرة والاستباق إلى ما يوجب المغفرة . وهي الطاعة . ويندرج تحتها أمور كثيرة كأداء الفرائض ، والإخلاص في التوجه ، والتوبة إلى الله ، والبعد عن المعاصي ، والثبات على الطاعة .  وأيضا قوله تعالى : { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ } من السرعة بمعنى المبادرة إلى الشيء بدون تأخير أو تردد . وقال العلماء : الكلام على حذف مضاف : أي سارعوا وبادروا إلى ما يوصلكم إلى ما به تظفرون بمغفرة ربكم ورحمته ورضوانه وجنته ، بأن تقوموا بأداء ما كلفكم به من واجبات ، وتنتهوا عما نهاكم عنه من محظورات

.ووصف – سبحانه – الجنة بأن عرضها السموات والأرض وذلك على طريقة التشبيه البليغ ،   قال الفخر الرازي ما ملخصه : وفى معنى أن عرض الجنة مثل عرض السموات والأرض   فالمقصود المبالغة في وصف السعة للجنة ، وذلك لأنه لا شيء عندنا أعرض منهما  ،وروى ابن حبان في صحيحه  وصححه الألباني : ( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَرَأَيْتَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ فَأَيْنَ النَّارُ؟  فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم:(أرأيتَ هذا الليل [الذي]  قد كان [أَلْبَسَ عليك كل شيءٌ]؛ أَيْنَ جُعِل؟! ) قَالَ: اللهُ أَعْلَمُ! قَالَ:(فإن الله يفعل ما يشاء) وقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة في المسارعة إلى فعل الخيرات ، ومنها المسارعة والتبكير إلى المسجد في يوم الجمعة ، فقد روى مسلم في صحيحه : (أن أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلاَئِكَةٌ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِى يُهْدِى الْبَدَنَةَ ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِى بَقَرَةً ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِى الْكَبْشَ ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِى الدَّجَاجَةَ ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِى الْبَيْضَةَ ». وفي سنن البيهقي والدار قطني : (أن أَبَا مَحْذُورَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« أَوَّلُ الْوَقْتِ رِضْوَانُ اللَّهِ ، وَأَوْسَطُ الْوَقْتِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَآخِرُ الْوَقْتِ عَفْوُ اللَّهِ ».  فقال أبو بكر رضي الله عنه : رضوان الله أحب إلينا من عفوه . فإن رضوانه عن المحسنين ، وعفوه عن المقصّرين . وقد أمرنا الله تعالى بالمسارعة إلى مغفرته وإدراك جنته التي عرضها السماوات والأرض، فكيف بطولها،

 

image.png.384c31b3ddfb20d408a7b532a41147f6.png

 

{۞ وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين} [آل عمرانَ 133]

 

ليست كل مسارعة محمودة
فهناك مسارعة توصلك الجنة
ومسارعة تدخلك النار
فلننتبه أي طريق نسارع فيه...
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ(١٣٣)
وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(١٧٦)

 

على قدر الهدف تكون سرعة الإنطلاق ..
ففي طلب الرزق :
قال سبحانه ( فامشوا )
وللصلاة قال ( فاسعوا )
وللجنة قال ( وسارعوا )
وأما إليه فقال : ( ففروا إلى الله )
فما أجمله من كلام رب عليم خبير ..
فسبحان من ب
يده الأمر كله .

 

أخذ أحد الصالحين يبكي لما قرأ قوله تعالى:
( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) فقيل له : لقد أبكتك آية ما مثلها يبكي !
إنها جنة عريضة واسعة ؛
فقال : يا ابن أخي ؛ وما ينفعني عرضها إن لم يكن لي فيها موضع قدم؟!!..
هكذا عاشوا مع القران ـ

 

يقول الله عن الرزق:
(فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا )
وعن المغفرة :
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ )
ويقول في
الإقبال عليه سبحانه:
(فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ)
رتب.. حياتك! ــ



من أعظم الغبن والحسرة ، أن يخبرنا الله تعالى في كتابه بأن الجنة التي أعدها لعباده المتقين (عرضها السموات والأرض) ثم لايجد أحدنا فيها موضع قدم !! هل تخيلت ذلك ؟.. تعلم ، استفد ، أنجز ، أبدع فالقرآن يقول (وسارعوا) (وسابقوا) (فليتنافس المتنافسون) (فليعمل العاملون) الحياة قصيرة يا أعزاء ولا تحتمل التأجيل والتسويف
 

(وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة..) التأنّي في كل شيء حسن إلا ما زادك في الآخرة قال ﷺ (التُّؤَدَةُ في كل شيءٍ إلا في عملِ الآخرةِ)

 

لما رغَّب الله تعالى في الجنة قال: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ)،(وسابقوا) ولما أباح طلب الدنيا قال: (فامشوا في مناكبها)، فلا يصلح أن يكون العكس؛ فيكون الإسراع والمسابقة للدنيا، ومشي الهوينا للآخرة! والحزم كلُّه في قوله تعالى:(ففروا إلى الله) (الذاريات: ٥٠)، 

 

 

(أعدت للمتقين)
كل شيء جاهز
قصورك والحدائق والأنهار والفرش والأواني ومراسم الاستقبال
لم يعد غير حضورك.
اللهم بلغنا بلا سابق حساب ولا عذاب

 

 

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

image.png.5efe3fd5d1006dd16f706ad4fdb033a3.png

 

 (جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلْكَعْبَةَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ قِيَٰمًا لِّلنَّاسِ وَٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَٱلْهَدْىَ وَٱلْقَلَٰٓئِدَ ۚ ذَٰلِكَ لِتَعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ وَأَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ )[المائدة ٩٧ - ٩٨]

البيت الحرام .. سمي البيت الحرام لأن الذنب فيه أعظم ، والحسنة فيه أعظم .. الصلاة فيه ب مئة الف صلاة ... والذنب فيه مضاعف كذلك .. اللهم سلم .. لذلك يجب أن نحترم حرمته ونعظمه بالإبتعاد عن المعاصي فيه ، فهذا المكان عظيم عند الله

(قياما للناس) يقوم الناس في صلاتهم متجهين إلى الكعبة قبلة المسلمين .. الصلاة هي عمود الدين ، فمن أقامها بحق رفع الله مقامه في الآخرة .. والكعبة المشرفة مركزا للأرض تهفو إليها القلوب ويقصدها الحجيج من جميع البلاد .. لإقامة ركن من أركان الإسلام وهو الحج ، فحق على المسلمين تعظيمها وإقامة حقها .. و لو أتيت ياعزيزي بكل كلمة لتضعها مكان (قياما للناس) لن تجد مايقوم مقامها !.

(اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم) آية جمعت بين الخوف والرجاء .. أعصيه .. فأخافه .. ثم ألوذ وألتجئ إليه ، كيف لا !! وقد جمع رحمته وعذابه في آية واحدة .
الله جل جلاله شديد العقاب لمن خالف أمره ، وغفور رحيم لمن تاب وعمل صالحا ... اللهم ألهمنا نعمل أعمالا صالحة ترضى بها عنا وترفع منزلتنا عندك ، واجعلنا ممن أقام صلاته فقبلتها يارب العالمين

 

image.png.2c3f095390d56d39ffe137eea080998e.png

 

 (جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلْكَعْبَةَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ قِيَٰمًا لِّلنَّاسِ وَٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَٱلْهَدْىَ وَٱلْقَلَٰٓئِدَ ۚ ذَٰلِكَ لِتَعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ وَأَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ )[المائدة ٩٧ - ٩٨]


{جَعَلَ الله الكعبة البيت الحرام قِيَاماً لِّلنَّاسِ} وكلمة {البيت الحرام} تدل على أن له حرمات كثيرة. وجعل الله الكعبة بيتاً حراماً لكل المسلمين قياماً. والقيام هو الوقوف، والوقوف هو القيام على الأمر. والقائم على أمرٍ ما يحفظ له قوام حياته ووجوده.

لقد جعل الحق سبحانه وتعالى الكعبة البيت الحرام قياماً للناس.. أي قواماً لحياتهم سواءً الحياة الدنيا او حياة الآخرة، الحياة المادية التي تنتهي بالموت، والحياة التي تبدأ بالآخرة. والحق سبحانه يقول عن ذلك: {ياأيها الذين آمَنُواْ استجيبوا للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24].


هكذا يكون الإيمان بالله وصلاً لحياتين: الحياة المادية في الدنيا، وحياة الآخرة. وأراد الحق بذلك دفع الأذى وجلب النفع والجاه والسيطرة للمؤمنين، ونعرف أن البيت الحرام هو أول بيت وضع للناس: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} [آل عمران: 96].
كذلك نعرف أن إبراهيم عليه السلام هو الذي أقام القواعد من البيت، أما البيت نفسه فقد أقيم من قبل ذلك. وما دام الحق سبحانه قد قال: {وُضِعَ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 96].
فمعنى ذلك أن الله لم يحرم الناس من قبل إبراهيم أن يكون لهم بيت. فالناس معناها البشر من آدم إلى أن تقوم الساعة، وأقام إبراهيم خليل الرحمن البُعْد الثالث وهو رفع القواعد للبيت الحرام. والحق سبحانه وتعالى يقول: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ البيت} [الحج: 26].


أي أن الحق سبحانه وتعالى أظهر مكان البيت لإبراهيم عليه السلام، ونعرف أن إبراهيم أشرك ابنه إسماعيل في إقامة القواعد من البيت، ونعلم أن إسماعيل قد جاء إلى هذا المكان رضيعاً مع أمه، وقال إبراهيم بعد أن رفع القواعد متوجها إلى ربه بالدعاء: {رَّبَّنَآ إني أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المحرم} [إبراهيم: 37].


لقد عرف إبراهيم مكان البيت وأنه بوادٍ غير ذي زرع، لا ماء فيه ولا نبات. وجاء الحق بهذه الكنابة لنعرف أنه لا حياة بدون زرع، والماء لازم للزرع. وبذلك يكون إبراهيم عليه السلام قد لبى نداء الله بأن يأتي إلى مكان ليس به أي نعمة تقيم الحياة، ولا يوجد فيه إلا المنعم، ولذلك نرى سيدتنا هاجر عليها السلام عندما تتلقى الأمر من إبراهيم بالسكن مع ابنها في ذلك المكان تناديه: يا إبراهيم إلى من تتركنا؟ فيقول لها: إلى الله تقول: رضيت بالله. هنا تركته سيدتنا هاجر ليمشي كما أراد، فالله لن يضيعها لا هي ولا ابنها؛ لأنها قالت: رضيت بالله.
 

وقص الرسول الله صلى الله عليه وسلم علينا قصتها، والسعي الذي قامت به بين الصفا والمروة، وكيف كانت ثقتها في أن الخالق الأكرم لن يضيعها لا هي ولا ابنها، بل سيرزقهما، فتسعى بين الصفا والمروة لعلها تجد طيراً يدلها على موقع للماء، وتعود إلى المروة لعلها تجد قافلة تسير. إنها تأخذ بالأسباب مع علمها أنها في صحبة المسبب الأعظم. وسعت سبعة أشواط. وهي الأنثى وفي تلك السن، وذلك من لهفتها على توفير شربة ماء لطفلها.
السعي- كما نعرفه- عملية شاقة. ولو أن الله أعطاها الماء على الصفا أو على المروة لما أثبت كلمتها: (إن الله لا يضيعنا). ولكن الحق يعطيها الماء عند قدمي طفلها الرضيع. وبذلك لها يكون سبحانه قد نبهنا وأرشدنا إلى قضيتين: أمّا الأولى فإن الإنسان يلزمه أن يسعى على قدر جهده، وأما الثانية فهي أن السعي لا يعطي بمفرده الثمرة، ولكن الثمرة يعطيها الله. وجعل الله من السعي بين الصفا والمروة تعليماً لنا بدرس عملي تطبيقي أن نأخذ بالأسباب ولا ننسى المسبب؛ لأن فتنة الناس تأتي من الغرور بالأسباب. {كَلاَّ إِنَّ الإنسان ليطغى أَن رَّآهُ استغنى} [العلق: 6-7].

 

إنه لا يصح أبداً أن تعزلك الأسباب عن المسبب، ولا تقل سأبقى مع المسبب إلى أن تأتيني الأسباب؛ لا، كُنْ دائماً مع الأسباب، وتذكر دائماً المسبب. ولذلك نقول: إن الجوارح تعمل، ولكن القلوب تتوكل. وهذا هو المغزى من عطاء الحق سبحانه الماء لهاجر عند قدمي ابنها، وبذلك تستجاب دعوة إبراهيم التي دعا بها الله: {رَّبَّنَآ إني أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المحرم رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصلاة فاجعل أَفْئِدَةً مِّنَ الناس تهوي إِلَيْهِمْ وارزقهم مِّنَ الثمرات لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم: 37].
لقد دعا إبراهيم عليه السلام بالرزق من الثمرات، لأن الوادي غير ذي زرع. ولذلك جعل الحق أفئدة الناس تهوي إلى الكعبة وإلى البيت الحرام. يقول- سبحانه-: {أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يجبى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا} [القصص: 57].

 

وكلمة (يُجبى) تدلنا على أن الناس لا تأتي بهذه الثمرات اختياراً إلى البيت الحرام الذي جعله الله قياماً لحياة من يوجد فيه، بل يأتون بالثمرات قهراً.
وهناك أناس لهم مزارع كبيرة وحدائق وفيرة الثمار في الطائف وفي غيرها من البلاد، وعندما يريد إنسان الشراء من نِتاج مزارعهم يقولون له: إنه مخصص لمكة فإن أردت شراءه فاذهب إلى مكة.

 

لقد استجاب الحق لدعاء إبراهيم: {فاجعل أَفْئِدَةً مِّنَ الناس تهوي إِلَيْهِمْ}. و(تهوي)- بكسر الواو- تدل على السقوط من حالق.. أي من مكان مرتفع شاهق. وكأن الشوق إلى الكعبة يجعل الإنسان مقذوفاً إليها. ولذلك نجد الكَلِف بالحج- المحب له والمتعلق به- تشتاق روحه إلى الحج.
وعلينا أن نفرق بين (يَهْوَى).. أي يحب الذهاب، و(يَهوى) بكسر الواو أي يذهب بالاندفاع، فالإنسان إن سقط من مكان عالٍ لا يستطيع أن يقول: سأتوقف عند نقطةٍ ما في منتصف مسافة السقوط؛ لأن الذي يقع من مكان لا يقدر على أن يمسك نفسه. ولذلك قال الحق: {فاجعل أَفْئِدَةً مِّنَ الناس تهوي إِلَيْهِمْ وارزقهم مِّنَ الثمرات} [إبراهيم: 37].
وهذا دليل على أن الهْوُي ليس من صنعة الجسم، ولكنه من صنعة الأفئدة.
والأفئدة بيد الله سبحانه هو الذي جعلها تهوِي، والكعبة هي البيت الحرام وهي قوام لحياة الناس، وسبحانه القائل: {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} [آل عمران: 97].

 

فالداخل إلى الكعبة آمن حتى ولو كان قاتلاً. وكان الرجل يلتقي بقاتل أبيه في الكعبة فلا يتعرض له، إذن فقد أعطى الحق لهم من مقومات الحياة الشيء النافع وحجب عن الموجود منهم الضر.
 

وأما السيادة والجاه فقد عرفنا ان قريشاً سادت العرب وكان رجالها سدنة وخدماً لبيت الله، والكل يأتي إليهم فلا أحد يتعرض لقوافلهم الذاهبة إلى الشام أو اليمن. وإلا فمن يتعرض لقوافل قريش فإن قريشاً تستطيع الانتقام منه عندما يأتي إليها. وكان ذلك قمة السيادة. إذن فمقوم الحياة إما أن يأتي بنافع كالرزق، وأما أن يمنع الضار؛ وذلك بالأمن الذي يصيب كل داخل إليها، وكذلك بالسيادة التي أخذتها قريش على العرب جميعاً. وأعطى الله المثل لقريش على حمايته للكعبة، عندما جاء أبرهة ليهدم الكعبة: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفيل} [الفيل: 1].
ورد سبحانه كيد أصحاب الفيل؛ لأنهم لو هدموا الكعبة لضاعت السيادة من قريش، ولذلك قال الحق وصفاً لذلك: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ} [الفيل: 5]. {لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشتآء والصيف} [قريش: 1-2].
جعل الحق أصحاب الفيل كعصف مأكول أي كتبن أو نحوه أكلته الدواب وألقتهُ رَوْثا، فعل سبحانه ذلك حتى تألف قريش وتطمئن إلى أن الكعبة لن يمسها سوء، وإلى أن رحلات الشتاء والصيف مصونة بحكم حاجة كل القبائل إلى الحج. وقال سبحانه: {فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هذا البيت الذي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} [قريش: 3-4].

 

أي أسبغ عليهم النعمة بالطعام وسلبهم المضرة بالخوف، وأبقى لهم السيادة والجاه بخدمة الكعبة التي جعلها الله للناس جميعاً قياما وامناً؛ لأن الذين يذهبون إلى حج البيت يُكفر عنهم سبحانه سيئاتهم ويخرجون من الذنوب كيوم ولدتهم أمهاتهم، وهذا قيام لحياتهم الأخروية أيضاً.
إذن جعل الله البيت الحرام قياماً لكل ألوان الحياة، والبيت الحرام مكان كما نعلم. وجعل الحق الشهر الحرام أيضاً قياماً للحياة، والشهر الحرام هو زمان كما نعلم. والشهر الحرام هو أحد الأشهر الحرم الأربعة: شهر منها فرد أي غير متصل بغيره من الأشهر الحرم وهو رجب- ولذلك يسمى رجب الفرد- وثلاثة سرد أي متتابعة يلي بعضها بعضاً وهي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم. والمراد بالشهر الحرام هو الجنس لكل شهر من الأشهر الحرم.

 

ونعلم أن كل حدث من الأحداث يحتاج إلى فاعل. والفاعل يحتاج إلى زمن ليفعل فيه الفعل، وإلى مكان يفعل فيه، وإلى سبب يدعو إلى الفعل، وإلى قدرة تبرز هذا الفعل. ولذلك نذكر جميعاً قول الحق سبحانه: {وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذلك غَداً إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله} [الكهف: 23-24].
فإياك أن تقول: إني فاعل ذلك غداً إلا بعد أن تتبعها بقولك: (إن شاء الله). ولا يمنعنا هذا أن نخطط لمستقبلنا. فمادمنا قد استعنا بالمشيئة، فلنا أن نخطط لحياتنا. ونقول: (إن شاء الله) لأن عناصر الفعل: فاعل، ومفعول يقع عليه الفعل، وزمان، ومكان، وسبب، وقدرة تبرز الفعل. ولا أحد منا يملك واحداً من هذه العناصر، فأنت أيها الإنسان لا تملك وجود ذاتك غداً، ولا تملك وجود المفعول غداً، ولا تملك الزمان، ولا تملك المكان، ولا تملك السبب؛ لأنه من الجائز أن يتغير، ولا تملك القدرة على العمل، فقد تسلب منك القدرة قبل أن تفعل الفعل.
إذن، فأنت لا تملك من عناصر الفعل شيئاً. فلا تجازف وتقول: أنا أفعل ذلك غداً. بل أسندها إلى من يملك كل العناصر، وقل: (إن شاء الله)، وبذلك لا تكون كاذباً.

 

وهنا في هذه الآية يوجد عنصران: المكان، والزمان، المكان هو البيت الحرام، والزمان هو الشهر الحرام، والذي يحدث الفعل فيه نسميه: المفعول فيه، وهو إما ظرف مكان وإما ظرف زمان. وأراد الحق سبحانه بذلك أن يؤكد ما فيه قيام الناس زمانا ومكانا، فلو أنه سبحانه لم يفعل ذلك بالنسبة للزمان وهو الأشهر الحرم، والمكان وهو الحرم، لاستمرت الحرب بين قبائل العرب إلى ما لا نهاية. ولذلك أراد بالأشهر الحرم أن يعطي للعقل فرصة للتأمل في أسباب الحرب، ويعطي كل إنسان من العرب الراحة من القتال. وكان كل عربي في ذلك الزمن يهتم بالاستعداد للقتال اهتمامه بالطعام والشراب، فكل منهم تربى على الفروسية والقتال والضرب بالرمح والمبارزة بالسيف.
 

وحينما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لينساح بالدعوة في أرض الله صحب معه الكثير من الرجال الذين لم يكونوا في حاجة إلى التدريب على أعمال الحرب، فقد كان كل الناس تقريباً جاهزين للقتال. وكأن الله سبحانه أراد للإسلام أن ينهي الثأر بين القبائل، وأن يستفيد الإسلام من استعداد كل عربي للقتال. واستفاد الإسلام أيضاً من أن أمة العرب كانت- غالباً- متبدية؛ بيت كل إنسان منهم على ظهر البعير، يشد رحاله، وينصب خيمته وينام؛ لأن الناس إنما ارتبطوا بالأوطان عندما بنوا المنازل، فمن بنى لنفسه بيتاً في مكان ما فهو يشتاق إلى ما بناه.
وكأن الحق قد أعدهم للانسياح بكلمة الله في الأرض فلا يحزن لترك مكان إلى مكان آخر، بل إن الشخص منهم كان يذهب إلى البلاد ويتوطن فيها ليؤصل الوجود الإسلامي. فكان كل واحد منهم نواة الخير للأمم التي انساحوا إليها؛ فمن ذهب منهم إلى الشام توطن فيها ولم يصعب عليه فراق الجزيرة. وكذلك من ذهب إلى مصر وغيرها من البلدان.
إذن فقد أراد الحق بحرمة الأشهر الحرم والبيت الحرام أن يرتاح العرب من القتال بدلاً من أن تهلك الحربُ الحرثَ والنسلَ، وأراد الحق ذلك قياماً للناس، واستبقاء للنوع.
وكذلك حرم الله: {والهدي والقلائد} والهدي هو الذي يُهْدَى للحرم فيأكله الناس هناك، ذلك لأن الحرم موجود بوادٍ غير ذي زرع. والهدي هو البهيمة التي يتطوع بها أي إنسان ويضع حول عنقها قلادة من لحِاء وقشر الشجر أو غير ذلك، وعندما يرى الناس القلادة يعرفون أن تلك البهيمة مهداة للحرم فلا يقربها أحد حتى صاحبها وإن قرصه وعضه الجوع، وفي ذلك قيام للناس.

 

وتتابع الآية: {ذلك لتعلموا أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض} أي أنه مدبر لهم ما يحفظ حياتهم في كل حالٍ من أغيار الحياة؛ فقد رتب سبحانه لهم حفظ الأرواح، وحفظهم من الجوع، وآمنهم، وحفظ لهم السيادة، كل ذلك بتدبيره وهو الحكيم. لقد دبر كل شيء أزلاً، وأتت الأمور على وَفْق ما دبر من خير ومصلحة، فإذا كان كل ذلك قد فعله سبحانه وتعالى فلأنه الأعلم والأحكم.
 

وقد حدث كل ذلك بعلمه وحكمته، ونؤمن أن ما لا نعرفه قد فعله وصنعه- أيضاً- بهذه الحكمة المطلقة وذلك العلم المطلق. {ذلك لتعلموا أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض وَأَنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} لقد رتب حياة الناس في الجزيرة وحول البيت الحرام على الرغم من انهم قبل الرسالة كانوا يعبدون الأصنام، ولكنه هداهم بالرسالة المحمدية. ولذلك قال: {اعلموا أَنَّ الله شَدِيدُ العقاب وَأَنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} فسبحانه جعل البيت أمنا وأماناً، وهذا إخبار شرعي لا إخبار كوني.
والفرق بين الإخبار الكوني والإخبار الشرعي أن الإخبار الكوني لابد أن يحدث لأنه لا دخل للناس به، أما الإخبار الشرعي فهو أمر يجب أن يقوم الناس بتنفيذه، فإن أطاع الناس الخبر القادم من الله جعلوا البيت آمنا، وإن أساءوا جعلوه غير آمن.

 

تفسير الشعراوي

 

image.thumb.png.6e005659a1dfa5ba28e791203da215f2.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قال تعالى: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}.. [النساء : 32].

 

نعرف أن الإنسان ينقسم إلى نوعين: الذكورة والأنوثة وفيهما عمل مشترك وخاصية مشتركة. وأن كلا منهما إنسان له كرامة الإنسان وله حرية العقيدة فلا يوجد رجل يرغم امرأة على عقيدة، وضربنا المثل بامرأة نوح وامرأة لوط وامرأة فرعون.

كل واحد منهما له مهمة. والنجاح يكون على قدر هذه المهمة. ولذلك يقول الحق: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ} فساعة ترى جنساً أخذ شيئاً وجنساً آخر أخذ شيئاً، إياك تشغل بالك وتتمنى وتقول: (أريد هذه)، ولكن اسأل الله من فضله؛ لأن كلمة (ولا تتمنوا) هي نهي عن أن تتمنى ما فضل الله به بعضا على بعض، ولذلك يقول: {واسألوا الله مِن فَضْلِهِ}. وما دمت تسأل الله من فضله؛ فهنا أمل أن يعطيك.

وقد يرى البعض هنا مشكلة فيتساءل: كيف ينهانا الله عن أن نتمنى ما فضل الله به بعضنا على بعض فقال: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ} مع أن فضل الله من شأنه أن يفضل بعضنا على بعض بدليل قوله: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} فضلاً على أنني أطمع في أن أسأل الله ليعطيني؛ لأنه سبحانه ما أمرنا بالسؤال إلاّ ليعطينا.

ونقول: لا، التمني عادة أن تطلب شيئاً يستحيل أو لم تجر به العادة، إنما السؤال والدعاء هو مجال أن تأتي إلى شيء تستطيع الحصول عليه، فأوضح: لا تذهب إلى منطقة التمني، ولذلك ضربوا المثل للتمني ببيت الشاعر:

ألا ليت الشباب يعود يوماً *** فأخبره بما فعل المشيب

تمنىّ الشاعر أن يعود الشباب يوماً فهل هذا يتأتى؟ إنه لا يتأتى. أو أن يقول قائل: ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها، هل يمكن أن يحدث ذلك؟ لا. ولكن هذا القول يدل على أن هذا الشيء محبوب وإن كان لم تجر به العادة، أو هو مستحيل، إذن فالسؤال يجب أن يكون في حدود الممكن بالنسبة لك. والحق يوضح: لا تنظروا إلى ما فضل الله به بعضكم على بعض. وما دام الله قد فضل بعضاً على بعض فليسأل الإنسان لا في منطقة ما فضل الله غيره عليه ويطلبه لنفسه ويسلبه من سواه، ولكن في منطقة أن توفق في إبراز ما فضلك الله به؛ ولذلك نجد الحق في آيات التفضيل يقول: {والله فَضَّلَ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ فِي الرزق}.. [النحل: 71].

وما هو الرزق؟ هل هو نقود فقط. لا. بل الرزق هو كل ما ينتفع به، فالحلم رزق، والعلم رزق، والشجاعة رزق، كل هذا رزق، وقوله الحق: {مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ} يجعلنا نتساءل: من هو المفضل ومن هو المفضل عليه؟ لأنه قال: (بعضكم). لم يبينها لنا، إذن فبعض مفضل وبعض مفضل عليه.

وسؤال آخر: وأي بعض مفضل وأي بعض مفضل عليه؟ إن كل إنسان هو فاضل في شيء ومفضول عليه في شيء آخر، فإنسان يأخذ درجة الكمال في ناحية، وإنسان يفتقد أدنى درجة في تلك الناحية، لكنه يملك موهبة أخرى قد تكون كامنة ومكتومة. وهذا يعني التكامل في المواهب، وهذا التكامل هو أسنان الحركة في المجتمع.

لننتبه إلى التروس، نحن نجد الترس الزائد يدخل في الترس الأقل، فتدور الحركة، لكن إذا وضعنا ترساً زائدا مقابل ترس زائد مثله فلن تحدث الحركة. إذن فلابد أن يكون متميزا في شيء والآخر متميزاً في شيء آخر فيحدث التكامل بينهما، ومثل ذلك قلنا: الليل والنهار، الليل يعينني على حركة النهار، وقلنا: إن السيف في يد الفارس يضرب به ويقتل، ولو لم يسنّه خبير في الحدادة ويشحذه ويصقله لما أدى السيف مهمته، وقد لا يستطيع هذا الخبير في صقل السيوف الذهاب للمعركة، وقد يخاف أن يضرب بالسيف، لكن له فضل مثل فضل المحارب بالسيف.

إن كل واحد له مهمة يؤديها، والأقدار تعطي الناس مواهبهم المتكاملة وليست المتكررة المتعاندة، وما دامت المواهب متكاملة فلا أحسد من تفوّق عليّ في مجال ما؛ لأنني أحتاج إليه، وهو لا يحسدني إن تفوقت عليه في موهبة أو عمل لأنه يحتاج إلى، إذن فأنا أريده أن يتفوق، وهو يريدني أن أتفوق، وذلك مما يحبب الناس في نعم ومواهب الناس، فأنا أحب النعمة التي وهبها الله للآخر، وهو يحب النعمة والموهبة التي عندي.

مثال ذلك عندما نجد رجلا موهوبا في تفصيل الملابس ويحيك أجود الجلابيب فالكل يفرح به، وهذا الرجل يحتاج إلى نجار موهوب ليصنع له باباً جيداً لدكانه، ومن مصلحة الاثنين أن تكون كل نعمة عند واحد محمودة، ولذلك سمانا الله (بعضا) و(بعضا) ويتكون الكل من بعض وبعض، فأنت موهوب في بعض الأمور ولا تؤدي كل الأمور أبداً، ولكن بضميمة البعض الآخر نملك جميعاً مواهب بعضنا بعضا.

ويتابع الحق: {لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكتسبوا وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكتسبن} فمهمة النجاح للرجل أو المرأة هو أن يكون كل منهما صالحاً ومؤديا للمهمة التي خُلق من أجلها، بعد ذلك يكون حساب الثواب والعقاب وكل واحد على قدر تكليفه.

فالثواب والعقاب يأتي على مقدار ما يقوم كل مخلوق مما كلف به.

والمثال على اختلاف مهمة الرجل عن مهمة المرأة، يتجلى في أننا نجد الرجل عندما تغضب امرأته أو تمرض، ويكون عنده ولد رضيع، فهل يستطيع هو أن يرضع الطفل؟ طبعاً لا؛ لأن لكل واحد مهمة؛ فالعاقل هو من يحترم قدر الله في خلقه، ويحترم مواهب الله حين أعطاها، وهو يسأل الله من فضله، أي مما فضله به ليعطي له البركة في مقامه. وحين يقول الحق: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكتسبوا وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكتسبن} نلحظ أن هذه تساوي تلك تماماً.

{واسألوا الله مِن فَضْلِهِ إِنَّ الله كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} ومن واسع علمه سبحانه أنه وزع المواهب في خلقه حتى يتكامل المجتمع ولا يتكرر؛ لأن تكرار المجتمع هو الذي يولد الشقاق، أما تكامله فيولد الوفاق، وسبب نزول الآية {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ} أن النساء قلن: إننا لم يكتب علينا الجهاد وأعطانا ربنا نصف الرجل من الميراث، وقد أوضح الحق من قبل للمرأة أنها أخذت نصف الرجل لأنها محسوبة على غيرها ولن تصرف وتنفق من دخلها على نفسها، بل سيصرف الرجل وينفق عليها، والمسألة بذلك تكون عادلة. وكذلك قال الرجال: ما دام الله قد فضلنا في الميراث، وأعطانا ضعف نصيب المرأة فلعله يفضلنا في الآخرة ويعطينا ضعف ثوابها، فيصنع الرجل العمل الواحد ويريد الضِّعف!.

وانظر لذكاء المرأة، حينما قالت: ما دام ربنا أعطانا نصف ميراثكم فلماذا لا يعطينا نصف العقوبة إذن؟ فأوضح لهم الله: اهدأوا {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ} أي أن على كل واحد أن يرضي بما قسمه الله له.

 

من تفسير الشعراوى

المصدر: موقع نداء الإيمان

<<<<<<<<<<<<<<<<<<

 

وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) [النساء 32]


آية ترسخ القناعة ، وتجلب الرضا وراحة النفس ، وطهارة القلب ، وتفتح لك باب الله الواسع لتسأله من فضله

( ولا تتمنوا مافضل الله به بعضكم .. ) نهى الله جل جلاله عن مجرد الأمنية .. فكيف بما هو أعلى منها ؟! ... تفضيل بعض الناس على بعض منحة وحكمة إلهية ، فلا يسخط المفضول ، ولا يفخر الفاضل . لذلك عندما ترى نعمة تحبها على غيرك .. ادفع الحسد ، وادع ربك من فضله فإنها فرصة إجابة .

 

(واسألوا الله من فضله) لايقول كريم لأحد .. اسألني . ثم لايعطيه شيئا ، فكيف بأكرم الأكرمين القائل (واسألوا الله) فما أمرنا بالمسأله إلا ليعطي .. وعطاء الله واسع .. فالله سبحانه يحقق ماوعد ، ممكن اليوم ، أو غدا ، قد يكون عاجلا ، أو يطول المدى .. المهم سيستجيب ...
فلماذا نتراخى عن السؤال ؟؟!!! ... ادع الله وأنت في مصلاك في الثلث الأخير من الليل ، اطلب منه بإلحاح ، وتذلل بين يديه ... وسيدهشك سبحانه بعطاياه وكرمه ..

لا تقارن دنياك بدنيا غيرك، إن غلبته تكبرت وإن غلبك حسدت
 

 

قد تكون صورة لـ ‏نص‏

 

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

    وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا

النساء1-2

 

 " إن الله كان عليكم رقيبا " رؤيته لك ..... أسرع من رؤيتك للحرام ! . / نايف الفيصل


 واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام " ... وصلة الرحم واجبة وإن كانت لكافر ، فله دينه وللواصل دينه .. ابن القيم أحكام أهل الذمة / أبو حمزة الكناني


"إن الله كان عليكم رقيباً" كل عمل هو مطلع عليه كل عمل نحن محاسبون عليه كيف نغفل؟ كيف ننغمس في ذنوبنا وننسى؟ رب رحمتك


)يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ( خلقك جزءًا منه ، لتكوني سكنًا له ، لا لتستعلي عليه. /أبتسام الجابري


( وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ والأرحامَ ( قرن الله الأمر بتقواه بالأمر ببر الأرحام والنهي عن قطيعتها ليؤكد هذا الحق وأنه كما يلزم القيام بحق الله، كذلك يجب القيام بحقوق الخلق، خصوصًا الأقربين منهم بل القيام بحقوقهم هو من حق الله الذي أمر به. /السعدي


جاء الإسلام ليرفع شعار المساواة بين البشر في الإنسانية والكرامة رغم اختلاف مكوناتهم فهم مشتركون في وحدة الأصل لإرساء قيم التعايش وتحقيق السلم والوئام . ﴿ خلقكم من نفس واحدة ﴾ ﴿ ولقد كرمنا بني آدم ﴾ . / نايف الفيصل


قال "ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم"       عدّى فعل"أكل" ب"إلى" لتضمين معنى الضم؛ أي : لا تضموا أموال اليتامى وتأكلوها/ د.عبدالمحسن المطيري.


من السبع الطوال في القرآن ، وثاني آية منها ( وآتوا اليتامى أموالهم ) ! في ظل الإسلام لا خوف على حقوقك ؛ وإن كنت ضعيفًا ./ ماجد الغامدي


 ﴿وﻻ تتبدلوا الخبيث بالطيب﴾ قال سفيان الثوري عن أبي صالح لا تعجل بالرزق الحرام قبل أن يأتيك الرزق الحلال الذي قدر لك./


 }وآتوا اليتامى أموالهم{ابتدأت السورة بحق اليتامى لأنهم أضعف فئة في المجتمع فإذا حُفظ حق الأضعف كان ذلك أدعى لحفظ من فوقه. / د.محمد الربيعة


    }ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا{ خلط الخبيث بالطيِّب لا يُطيِّب الخبيث. [أ. د. ابتسام الجابري

 

لابد للزوجة أن تكون في ظل زوجها ، وتحت كنفه وولايته . وقد أوصى بها الله ورسوله ، فاتقوا الله في النساء
:
صباحكم مراقبة ... (إن الله كان عليكم رقيبا) حياتك في الدنيا امتحان ، والله تعالى هو من يراقبك في كل عمل وفي كل الأوقات .. كل عمل نحن محاسبون عليه فكيف نغفل و ننغمس في ذنوبنا وننسى أننا مراقبون ؟!!!

اتقوا الله في اليتامى (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم) لاتضموا أموال اليتامى وتبخسوا حقهم ، ذلك رزق حرام فلا تخلطوا الخبيث بالطيب ، واحذروا أن تأكلوا منها (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا ..) ابتدأت السورة بحق اليتامى لأنهم أضعف فئة في المجتمع ، و إن حفظ حق الأضعف أدعى لحفظ من فوقه .. ففي ظل الإسلام لاخوف على حقوقك ، وإن كنت ضعيفا

 

قد تكون صورة لـ ‏نص‏

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×