اذهبي الى المحتوى
ام الخلو

البشاشه قيمه إسلاميه غائبه

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

 

 

اختص الله الإنسان من بين الكائنات كلها بميزات وخصائص ينفرد بها، وتشكل عنصرا أساسيا في حياته وتعاملاته مع الآخرين، وعلى الرغم من أن الله قد خلق الناس مختلفين وجعلهم شعوبا وأمما لكل منها خصائصها فإنه قد زود الإنسان بقدرات تساعده على التفاهم مع الآخرين من أجل بناء مجتمع إنساني ينعم فيه أفراده بالتعايش الإيجابي والأمن والاستقرار. وتشير إلى ذلك الآية الكريمة: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”.

 

لكن هذا التعارف لا يمكن أن يحدث إلا إذا كان هناك استعداد لذلك لدى الأطراف المعنية، ولا شك في أن قسمات الوجه تعبر عن مدى استعداد أي فرد لتقبل الآخر أو رفضه. والبشاشة أو الابتسامة التي ترتسم على الوجه من شأنها أن تفتح الباب إلى هذا التعارف المأمول والتجاوب المنشود. أما إذا حل العبوس والتجهم محل الابتسام فإن ذلك يعد إغلاقا لباب التعارف وسدا لفرص التجاوب. والتعارف من شأنه أن يؤدي إلى التفاهم، فالأرواح كما جاء في الحديث الشريف: “جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف”.

 

أهمية بالغة

 

ومن هنا وجدنا النبي صلى الله عليه وسلم يحثنا على الابتسام والبشاشة في وجوه الآخرين لما لذلك من أثر بالغ الأهمية في النفوس، وغرس لأواصر الألفة في القلوب ولذلك يقول: “تبسمك في وجه أخيك صدقة” كما يقول: “لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق” أي: بوجه بشوش.

 

إن البشاشة في وجوه الآخرين تعني الانفتاح عليهم واحترام آدميتهم، فضلا عن أن صاحبها له أجره على ذلك عند الله سبحانه وتعالى..

 

إن الابتسامة في وجوه الآخرين والتي لا تكلف شيئا لها وزن كبير وأهمية بالغة لما يترتب عليها من آثار. ومن خبراتنا البشرية اليومية أننا عندما نبدأ يومنا ونجد البشر على الوجوه فإن ذلك يكون له مردود إيجابي على أعمالنا، إذ يجعلنا نقبل على العمل بهمة ونشاط، وننجز مصالح الناس بسرور، وبذلك نسهم في دفع عجلة الحياة وتقدم المجتمع.

 

أما الوجه الآخر فإنه يتمثل في العبوس والتجهم وتصنع الجدية، والبعض يفعل ذلك ظنا منه أنه من قبيل تقوى الله والوقار المصاحب لذلك. والواقع أنه بهذا التجهم والعبوس يسيء إلى نفسه لأنه بذلك يتسبب في نفور الناس منه. ويسيء إلى الآخرين لأن مجرد رؤيتهم للوجه العابس المتجهم تصيبهم بشيء من الكآبة يعكر عليهم صفو يومهم ويصدهم عن العمل ويصرفهم عنه. وربما تسري عدوى هذا العبوس إليهم فيتعاملون مع الآخرين على هذا النحو السلبي الذي يقطع أوصال العلاقات بين الناس ويؤثر سلبا على المجتمع بأسره.

 

الرسول القدوة

 

ولم يعرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان عابسا متجهما، بل على العكس من ذلك. فالأحاديث التي يرويها أصحابه عنه صلى الله عليه وسلم تؤكد أنه كان يمازح أصحابه ويخالطهم ويحادثهم، وكان لا يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه، وكان دائم البشر سهل الخلق، لين الجانب. ويروي أنس بن مالك أنه خدم النبي عشر سنين فما عبس النبي في وجهه أبدا. وتروي السيدة عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيته ألين الناس، بساما ضحاكا. وكان يحنو على الكبير والصغير، وقد رآه أحد الصحابة (الأقرع بين حابس) يقبل الحسين فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: “من لا يرحم لا يرحم”. ويروى عن أبي الدرداء أنه لم يكن يحدّث حديثا إلا تبسم. ويقول أبو أمامة رضي الله عنه إنه صلى الله عليه وسلم كان من أضحك الناس وأطيبهم نفسا. ويطول بنا الحديث لو تتبعنا سيرته عليه الصلاة والسلام مع كل من تعامل معه من أصحابه أو أهل بيته.

 

ومما سبق يتضح لنا أن الإسلام يكره العبوس والتجهم وتصنع الجدية. فالحياة مهما امتلأت بالصعوبات والمشقات فإن الأمل والبشر والابتسام تساعد على تجاوز العقبات وتخطي الصعاب وإيجاد الحلول للمشكلات.

 

 

تحياتي لكم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×