اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

الصلوات خمس في كتاب الله تعالى

المشاركات التي تم ترشيحها

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أمَّا بعدُ:
فقد ذكر الله تعالى الصلوات الخمس في القرآن؛ إما تصريحًا، أو إشارةً وتلميحًا؛ قال تعالى: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238]؛ وبتتَبُّع الآيات في ذلك، والرجوع إلى أقوال السلف من الصحابة والتابعين، يتَّضِح لنا أن الصلوات خمس في القرآن، كما بيَّنت ذلك السنةُ النبويةُ القولية والفعلية، وفي ذلك ردٌّ على الجَهَلة والطاعنين الذين يرفُضون السُّنة والحديث، ويتشدَّقُون بأن الدين لا يُؤخَذ إلا من القرآن وحدَه!
 
أولًا: ذكر صلاتي الفجر والعشاء:
وذلك في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [النور: 58].
 
ثانيًا: صلوات الفجر والعصر والمغرب:
قال تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ... ﴾ [ق: 39، 40].
 
قال ابن الجوزي في "زاد المسير" (4 /165): ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ﴾؛ أي: صلِّ بالثناء على ربِّك، والتنزيه له مما يقول المبطلون قبلَ طلوع الشمس، وهي صلاة الفجر، وقبل الغروب، فيها قولان:
أحدهما: صلاة الظهر والعصر؛ قاله ابن عباس.
والثاني: صلاة العصر؛ قاله قتادة.
 
وروى البخاري ومسلم في «الصحيحين» من حديث جرير بن عبدالله، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ البدر، فقال: ((إنكم ستَرُون ربَّكم عِيانًا كما ترون هذا القمر، لا تُضامُونَ في رؤيته، فإنِ استطعتُم ألَّا تُغْلَبُوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس وقبل الغروب، فافْعَلُوا))، وقرأ: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾.
 
قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ ﴾ فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها صلاة الليل كلِّه، أيَّ وقتٍ صلَّى منه؛ قاله مجاهد.
والثاني: صلاة العشاء؛ قاله ابن زيد.
والثالث: صلاة المغرب والعشاء؛ قاله مقاتل؛ انتهى.
 
وقال القرطبي في تفسيره (17 /24): قوله تعالى: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ [ق: 39] قيل: إنه أراد به الصلوات الخمس؛ قال أبو صالح: قبل طلوع الشمس: صلاة الصبح، وقبل الغروب: صلاة العصر؛ انتهى.
 
ثالثًا: ذكر صلوات الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء.
قال تعالى: ﴿ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴾ [الروم: 17، 18].
 
قال ابن الجوزي في "زاد المسير" (3 /419):
المعنى: فصَلُّوا لله عز وجل ﴿ حِينَ تُمْسُونَ ﴾؛ أي: حين تدخلون في المساء، ﴿ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴾؛ أي: تدخلون في الصباح، و﴿ تُظْهِرُون ﴾: تدخلون في الظهيرة، وهي وقت الزوال، ﴿ وعَشِيًّا ﴾؛ أي: وسبِّحوه عشيًّا، وهذه الآية قد جمَعت الصلوات الخمس، فقوله تعالى: ﴿ حِينَ تُمْسُونَ ﴾؛ يعني به: صلاة المغرب والعشاء، ﴿ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴾؛ يعني به: صلاة الفجر، ﴿ وَعَشِيًّا ﴾: العصر، و﴿ وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴾: الظهر؛ انتهى.
 
ومما ذُكِر في الصلوات الخمس أيضًا، وبيَّن ذلك المفسِّرون - قولُه سبحانه وتعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114].
 
قال ابن الجوزي في "زاد المسير" (2 /406): ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ﴾؛ أي: أَتِمَّ ركوعَها وسجودَها، فأمَّا طَرَفا النهار، ففي الطرف الأول قولان:
أحدهما: أنه صلاة الفجر؛ قاله الجمهور.
والثاني: أنه الظهر؛ حكاه ابن جرير.
 
وفي الطرف الثاني ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه صلاة المغرب؛ قاله ابن عباس، وابن زيد.
والثاني: العصر؛ قاله قتادة، وعن الحسن كالقولين.
والثالث: الظهر، والعصر؛ قاله مجاهد، والقرظي، وعن الضحاك كالأقوال الثلاثة.
 
قوله تعالى: ﴿ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ﴾، وقرأ أبو جعفر وشيبة: ﴿ وزُلُفًا ﴾ بضمِّ اللام.
قال أبو عبيدة: الزُّلف: الساعات، واحدُها: زُلفة؛ أي: ساعة ومنزلة وقربة، ومنه سُمِّيت المزدلفة، قال العجاج:
ناجٍ طَوَاه الأيْنُ مِمَّا أوْجَفا *** طَيَّ الليالي زُلَفًا فَزُلَفَا
سماوةَ الهلالِ حتى احْقوْقَفَا
 
قال ابن قتيبة: ومنه يقال: أزلَفني كذا عندك؛ أي: أدناني، والمزالف: المنازل والدرج، وكذلك الزلف، وفيها للمفسرين قولان:
أحدهما: أنها صلاة العتمة؛ رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وعوف عن الحسن، وابن أبي نجيح عن مجاهد، وبه قال ابن زيد.
 
والثاني: أنها صلاة المغرب والعشاء؛ رُوِيَ عن ابن عباس أيضًا، ورواه يونس عن الحسن، ومنصور عن مجاهد، وبه قال قتادة، ومقاتل، والزجاج.
 
رابعًا: ذكر صلاتي الظهر والمغرب:
ومما ذكر من أوقات الصلاة قوله تعالى: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ ﴾ [الإسراء: 78]، ذكر مجاهد عن ابن عباس: ﴿ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ﴾، قال: "إذا زالت الشمس عن بطن السماء لصلاة الظهر" ﴿ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ﴾ قال: "بُدُوُّ الليل لصلاة المغرب"؛ راجع: تفسير يحيى بن سلام (2/ 849).
والله من وراء القصد.
 
 

أبو عاصم البركاتي المصري

شيكة الالوكة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×