اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

زواج التجربة الصورة والحكم

المشاركات التي تم ترشيحها


لا يتوفر وصف للصورة.

 قال تعالى:" وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (21)". 

 

 
يقول سيدنا عمر بن عبد العزيز: " يحدث للناس من أقضية على قدر ما أحدثوا من فجور".

 

 

 من مصر يظهر على الساحة الاجتماعية نوع جديد من أنواع الزواج الذي يربط بين الذكر والأنثى، ويتخذ عدة اسامي متباينة في ألفاظها، متحدة غالبا في مقاصدها، مغلفة بستار شرعي في ظاهرها مثل (الزواج: المؤقت، المسيار، الليلي، النهاري، الصوري، الأبيض، فراند،... ثم ظهر هذا النوع الجديد المسمى بزواج (التجربة).

 

 



لا يتوفر وصف للصورة.

 

جذور التسمية:

 

 

 بدأت المبادرة في بداية شهر ديسمبر الماضي، مع إطلاق المحامي المصري، أحمد مهران، هذه المبادرة "للعمل على الحد من نسب الطلاق". وأوضح مهران لوسائل الإعلام أن عقد الزواج وفقاً لمبادرة "زواج التجربة" يكون عقدا شرعيا على كتاب الله وسنة ورسوله، ويقوم الطرفان بتوقيع بجانب عقد الزواج عقدا يتضمن الشروط التي يحددها الطرفان، والمشكلات التي يمكن أن تواجههما في المستقبل، مثل عمل الزوجة، أو رفض الزوجة للتعدد.

 

وأوضح المحامي مهران أن هذه الشروط الغرض منها تقييد الحق في الطلاق بشكل قانوني، حيث تمثل بنود العقد الآثار المترتبة على الإخلال بالشروط، وأن يلتزم المخالف لها بتحمل الخسائر، فمن خلال هذا العقد سيكون الزوج ملزما بتطليق الزوجة وإعطائها حقوقها كاملة حالة إخلاله بالعقد، والزوجة كذلك" انتهى

 

 هذه هي خلاصة هذا النوع الجديد من العقد كما دعى له هذا المحامي وروجت له وسائل الإعلام. 

 

 


لا يتوفر وصف للصورة.

تكييف المسألة:

 

 

يمكن أن نوجز صورة المسألة وما يشتبه بها من صور النكاح الأخرى المعروفة، فنقول: 

 

 #أولا: كل نكاح لا تتوفر فيه الأركان والشروط، المقررة شرعا والمتفق عليها بين جمهور علماء أهل السنة، فهو نكاح باطل إذا تعلق بغياب ركن، أو ناقص يحتاج إلى تصحيح إذا تعلق بشرط فاسد.

 

 #ثانيا: سمي ما شئت هذه الأنواع والصور من الزواج إذا ما توفرت فيه الأركان والشروط. فإن اختلاف الأسماء شرطه الا يقدح في جوهر وأصل العقد، كما قال حجة الإسلام أبي حامد الغزالي (لا مشاحة في الإصطلاح إذا فهمت المعاني). كما أن في المقابل، الإتفاق في الأسماء لا يقتضي الإتفاق في المسميات. 

 

 #ثالثا: يجب أن نفرق بين الزواج المؤقت الذي هو مستوفي لجميع الأركان والشروط، ولكن تخلف فيه فقط إضمار الزوج في نفسه عدم الاستمرار في هذا الزواج.

 

ووقع فيه خلاف بين الفقهاء حيث أجازه بعض الحنابلة وحرمه بعض المالكية. والخلاصة أنها يتنافى مع مقصد الوفاء والصدق الذي يجب أن يتحلى به المسلم، وهذا ما نص عليه العلامة الأمين الشنقيطي في كتابه الرحلة الى مكة، وافتى ببطلانه العلامة الزرقا في فتاويه. 

 

 #رابعا: نكاح المتعة وهو أن يتفق الطرفان الزوج والزوجة، على نكاح لمدة معينة مهما كان قصرها أو طولها، وهو حرام عند جمهور الفقهاء ماعدا الشيعة.

 

 #خامسا: هذه الصورة المعروضة تحتى مسمى (زواج التجربة) ليست لا من النكاح المؤقت ولا من نكاح المتعة الصريح. 

 

 و عليه فهو أقرب إلى النكاح المؤقت باعتبار وجود نية التأقيت، و بنكاح المتعة باعتبار استفائه لجميع الأركان والشروط، والذي تخلف فيه هو اتفاق الطرفين على أن هذا الزواج هو محل اختبار للطرفين وعلى ضوء الأوضاع والعلاقة سوف يقرر الطرفان إما بالاستمرار وإما بالافتراق.

 

 وعليه فهو من جهة محدد بزمن معين ثلاث سنوات أو خمس سنوات، ومن جهة هو قابل الإستمرار بنفس العقد إذا قرر الطرفان الإستمرار دون اللجوء إلى عقد جديد.

 

 وهذا الذي جعله شبيه بالمؤقت من جهة الاستمرار بنفس العقد.

 

 وجعله شبيها بالمتعة من جهة علم الطرفين بمدة هذا الزواج. 

 

 


لا يتوفر وصف للصورة.

المخالفات الشرعية:

 

 

 وحاولت أن أرصد بعض المخالفات الشرعية لصورة العقد الشرعي الصحيح، في هذه العشرية. 

 

 #أولا: التلاعب بالميثاق الغليظ، والخروج عن مقاصد الزواج التي رسمها الشرع، سيجها بأركان وشروط. 

 

 #ثانيا: تأقيت الزواج بمدة معينة، باتفاق الطرفين يتنافى مع الأصل العام وهو ديمومة الزواج، إلا إذا استحالت العشرة الزوجية، وفقد معنى السكينة والمودة. 

 

 #ثالثا: وضع شروط مسبقة لتحصين الطلاق، عبارة عن ورقة تهديدية، تجعل من استمراره مصلحيا، لا إقناعيا. 

 

 #رابعا: وضع شروط لا تتنافى مع جوهر العقد ومقتضياته، جائز شرعا مالم تفضي مستقبلا إلى تشنج الحياة الزوجية، وتعود على أصل العلاقة بالهدم. 

 

 #خامسا: أن حظر الطلاق لمدة معينة كثلاث سنوات أو خمس سنوات، يتنافى مع حق الزوج في الطلاق وحق المرأة في الخلع، وهذا ما ينجم عنه من البقاء على علاقة زوجية صورية، كما هو الحال في أروبا حيث لما كان الزواج عندهم أبديا في الكنيسة، وإنعدام الطلاق أفضى انتشار الخيانة الزوجية من جهة، ومن جهة ثانية التعارف المسبق قبل الزواج كصداقة وبعده بمدة يقرر الطرفان اما الاستمرار في هذه العلاقة عن طريق ترسيمها بعقد، واما باتفاقهما على حرية المعاشرة ما امكنت الفرصة دون تقييد حرية الطرف الثاني.

 

 #سادسا: اتفاق الطرفين بعدم الإنجاب لمدة معينة، كمرحلة اختبارية للحياة الزوجية، يسبب في خلل مجتمعي والتنصل من الالتزامات الأسرية التي تقوم على أساس التعاون المادي والتكامل العاطفي، وعمارة الأرض عن طريق الإنجاب، والذي يعتبر النسل مقصد من المقاصد الست الكلية الضرورية.

 

 #سابعا: دعوى أن هذا الزواج يقلل من نسبة الطلاق التي انتشرت في المجتمعات العربية والاسلامية، دعوى فارغة وبعيدة عن الحقيقة، وهي عبارة عن تغطية للتنصلات الأسرية، وجعل العلاقة إدارية مادية أكثر من كونها إنسانية روحية.

 

 #ثامنا: هي تمهيد إلى ما تدعو اليه المنظمات(النساوية)، في عدم وجود فرق بين الذكر والأنثى وأن كلاهما يستويان في الحقوق والواجبات على جميع المستويات وبنفس الميزان، دون مراعاة الفوارق الجنسية أو الفزيولوجية، التي لها تأثير واضح في الحياة اليومية.

 

 #تاسعا: علمنة (العلمانية) الزواج و تمييع عقده، وجعله عقدا ماديا خالصا، بعيدا عن كل تأثير ديني مهما كان توجهه.

 

 #عاشرا: الخاسر الأكبر في هذا النوع من الزواج هي المرأة، لأنها سوف تفقد فيه أنوثتها في تجربة اختيارية، وفي هذه الحالة الزوج او بالتعبير الأدق (الذكر) لن يخسر إلا الجانب المادي القابل للتدارك.

 

 وعليه فعلى الأنثى أن تدرك جيدا مآلات هذا النوع من الزواج، و انها ليست سلعة معروضة للتجربة والإختبار.

 

 

و أخيرا:

 

 الزواج ميثاق غليظ، ممدود من الأرض إلى السماء بحبل من كتاب الله وسنة رسول الله.

 

 والذي شرع النكاح الحلال هو من رسم معالم نجاحه وفق اركانه وشروطه، ومقاصده ومآلاته (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).

 

 

 و الذي أراه بالصورة المعروضة أن هذا الزواج فاسد، وليس بصحيح لأنه يقدح في مقصد الزواج الذي الأصل فيه الاستمرارية الا اذا تعذر فيكون الطلاق.

 

 فهذه وصية وتحذير نبيكم عليه الصلاة والسلام. 

 

 فعن أبي سعيد رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُم شِبْرًا بشبْر، وذراعًا بذراع، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْر ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ))؛ قلنا: يا رسول الله؛ اليهودُ والنَّصارى؟ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((فَمَن؟!))؛رواه الشيخان.

 

 

بلخير طاهري الإدريسي الحسني الجزائري

رابطة العلماء المسلمين

 


لا يتوفر وصف للصورة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×