اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

تدبر سورة التحريم (وقفات أسرية مع سورة التحريم )

المشاركات التي تم ترشيحها

مقصد السورة:
إعداد وتربية البيت النبوي وتكميله ليكون أسوة وقدوة للمسلمين ولبيوت الأمة كلها.
د. محمد الربيعة
 
 
وقفات أسرية مع سورة التحريم 
 

 

هناك سورة من القرآن الكريم تناولت شؤون خير بيتٍ على الأرض، وهو بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي سورة التحريم، وجَّهت رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يدير بيته، ووجَّهت المسلمين في كيفية التعامل مع أسرهم، فلنقف مع هذه السورة الكريمة بعض الوقفات:

الوقفة الأولى: أن هذه السورة سُمِّيت بسورة التحريم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حرَّم على نفسه شيئًا لم يكن له أن يحرِّمه، ولم يأذن الله له في تحريمه، فعاتب الله رسوله صلى الله عليه وسلم في بداية السورة، وقال له جل وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ﴾ [التحريم: 1، 2]، فتبيَّن أن سبب التحريم هو إرضاء أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا قد يقع المسلم في مخالفة أمر الله بسبب أزواجه وأولاده، فلنكن حذرين من أن نقع فيما حرَّم الله بسبب رغبات الأهل، فقد بيَّن لنا القرآن أن تلك عداوة لله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ ﴾ [التغابن: 14]، فأمر الله مقدَّم رضي الأهل أم لم يرضوا


 

الوقفة الثانية: أن سبب التحريم في السورة هو الغيرة بين نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، والغيرة فطرة في النساء غالبًا، وقد تصل إلى المعصية والجريمة، وإذا كان خير نساء الدنيا أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقعت بينهنَّ الغيرة، فغيرهنَّ من النساء من باب أولى، وقد روى أنس رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم، فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: (غارت أُمُّكم)، ثم حبس الخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كُسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت.

وواجب الزوج هنا التعامل الذكي مع الغيرة، بحيث يخفِّفها ولا يسمح لها بالتجاوز الشرعي.

 

الوقفة الثالثة: يجب على الزوجين حفظ أسرار بعضهما، فإنها من الأمانة، وقد أمر الله تعالى بحفظ الأسرار، خصوصًا أسرار الزوجين أمرًا عامًّا وخاصًّا، فقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27]، وقال عز وجل: ﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هو مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ﴾ [التحريم: 3، 4]، فأوجب الله تعالى على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم التوبة من إفشاء سر النبي صلى الله عليه وسلم، وأكَّد النبي ذلك بقوله: (إن من أشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة: الرجل يفضي إلى المرأة، والمرأة تفضي إلى الرجل، ثم ينشر سرَّها)؛ رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

فالله اللهَ في حفظ سر الزوجة أن يذاع بلا إذنها لأمك أو أختك أو قريبك، فإن ذلك قد يدمِّر بيوتًا


 

الوقفة الرابعة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدنيا متاع، وخيرُ متاعها المرأة الصالحة)؛ رواه مسلم.

وقد ذكر الله تعالى صفات المرأة الصالحة في هذه السورة، وهي المرأة المسلمة في الظاهر، المؤمنة في الباطن، القانتة الخاشعة المتذللة لله ولزوجها، المجددة التوبة، العابدة لله في كل أمرها، السائحة المكثرة من الصيام.

 

الوقفة الخامسة: يحرص المسلم على وقاية نفسه وأهله من النار والمعاصي، فقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

والوقاية تكون بإبعادهم عن وسائل الحرام، وسد ذرائع الفساد في البيت، فإن المسلم المتقي لله لا يترك الحبل على الغارب للأولاد والبنات يسرحون ويمرحون بلا رقيب ولا حسيب، يشاهدون الأفلام الهابطة، ويصاحبون رفقاء السوء، ويشترون ما هب ودبَّ، لا أحد يعرف شيئًا عن خصوصياتهم وربما عمومياتهم، يظن الأب أنه بذلك يُشعرهم بالمسؤولية، ويُورثهم الثقة، وذلك عين الإهمال والتخلي عن المسؤولية؛ قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، الرجل راعٍ في أهل بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها)؛ متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفِظ أم ضيَّع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته)؛ رواه النسائي وابن حبان.


د. عصام بن عبدالمحسن الحميدان
شبكة الالوكة

 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


تدبر سورة التحريم 

 

﴿وإذ أسرالنبي إلى بعض أزواجه حديثا﴾ ليكن للزوجين وقت يبث كل واحد للآخر مايختلج صدره من هموم وأسرار؛وليكونا حافظين لها


{تبتغي مرضات أزواجك} لو قيل لرجل أمام الحضور أنه يبحث عن رضى زوجته لوجد حرجاً كبيرا فتأمل ماذا يبتغي نبينا ﷺ؟!!


(عرف بعضه وأعرض عن بعض) التغاضي عن بعض الأخطاء من أسرار نجاح الحياة الزوجية.


المواصفات القرآنية للمرأة الصالحة:مسلمات، مؤمناتٍ قانتات تائبات عابدات سائحات


بغض الكفار للمؤمنين يفوق كل وصف، عذب فرعون زوجته عذابا شديدا ولم يشفع لها طول عشرتها له. ﴿.. ونجني من فرعون وعمله﴾


(ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا )التوبة النصوح أن تبغض الذنب كما أحببته،وأن تستغفر ﷲ كلماذكرته الحسن البصري


مسؤولية المؤمن لا تتوقف عند حدود نفسه، بل تتعداها إلى أهله. ﴿يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا …﴾


(ضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون…) درس في الصبر والثبات والإيمان لكل زوجة ابتليت بزوج ظالم ، فأسوأ زوج مسلم لن يكون كفرعون.


من حسن خلقه ﷺ مع زوجاته أنه كان لا يتوسع في العتاب، بل يعرض عن بعض الأخطاء إبقاءً على المودة.


{ كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين } إياك أن تعتمد على صلاح من حولك وتنسى نفسك !!! بل : {قُواْ أَنفُسَكُمْ}


من علامات صلاح المؤمن .. نصرته لرسوله ﷺ ( فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ..)


(فلما نبأها به) فلا بد من المكاشفة والمناصحة لعلاج اﻷخطاء .. ولكن دون سرف وإنما بقدر الحاجة ( عرف بعضه)


﴿إذ قالت رب ابن لى عندك بيتافى الجنة﴾ كانت في قصر لكن لـما أبصر قلبها نعيم الآخرة تحطمت في عينها قصور الدنيا الزائلة

 

(امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا )

خيانة امرأة لوط وامرأة نوح لم تكن خيانة عرض ولكن كانت خيانة دين وهذا أعظم عند الله.
قال السعدي *فَخَانَتَاهُمَا*في الدين، بأن كانتا على غير دين زوجيهماوهذا هو المراد بالخيانة لاخيانة النسب والفراش

في حياةالعظماء مواقف يخفونهاعن الناس أما حياةالنبي فهي كتاب مفتوح للناس ليس فيها ما يخجل من إظهاره ولا ما يحجبه عنهم


(عرّف بعضه وأعرض عن بعض) ما أحوج بيوتنا لسنّة التغافل! لو تعلمنا هذا الخُلُق النبوي لعمرت بيوتنا بالود وحسن العشرة

 

﴿مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا﴾ لا يجتمع في امرأة واحدة وصف [ ثيبات وأبكرا] لهذا جاء بالواو بينهما


لاتقل[المجتمع ما يساعد]انظر إلى امرأة فرعون كانت مؤمنة وهي تحت الطاغية فرعون﴿ وضرب الله مثلا للذين آمنوا …﴾ ولم يصرّح باسمها


“يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم” وحتى المؤمن المقصر والله لن يجد عذرا يعتذر به لربه مع كل وسائل المعرفة.


﴿ رب ابن لي عندك بيتا في الجنه﴾ طلبت المنزله قبل المنزل


﴿كانتا تحت عبدين﴾ لم يقلها عند الحديث عن امرأة فرعون لانه لا ولاية لكافر على مسلمة ..؟!


﴿وقودها الناس والحجارة﴾ فى المساواة بين الناس والحجارة هنا دليل على الإهانة والذلة لاصحاب النار


(ربِّ ابن لي عندك بيتًا في الجنة) عندما دخل الإيمان في قلبها ايقنت أن الراحة ليست في قصر فرعون وانما بالقرب من الله

 

* ما الحكمة من قرن الناس بالحجارة ؟

الجواب:

لأنهم قرنوا بها أنفسهم في الدنيا حيث نحتوها أصنامًا وجعلوها لله أندادا وعبدوها من دونه قال تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98]

ولما اعتقد الكفار في حجارتهم المعبودة من دون الله أنها الشفعاء والشهداء التي يستشفعون بها ويستدفعون المضار بها جعلها الله عذابهم فقرنهم بها محماة في نار جهنم إبلاغًا وإغرابًا في تحسرهم.

الحاوي في التفسير

 

* (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا )

* من شروط التوبة تدارك ما يمكن تداركه مما وقع التفريط فيه مثل المظالم للقادر على ردّها .

روي عن علي رضي الله عنه : يجمع التوبة ستة أشياء :

- الندامة على الماضي من الذنوب.

- وإعادة الفرائض.

- واستحلال الخصوم.

- وأن تذيب نفسك في طاعة الله كما ربيتها في المعصية.

- وأن تذيقها مرارة الطاعات كما أذقتها حلاوة المعاصي.

- ورد المظالم.

التحرير والتنوير

 

 

* في ختام سورة التحريم ذكر 3أصناف من النساء :

فالأولى: لا تنفعها صلتها وسببها.

والثانية: لا تضرها صلتها وسببها.

والثالثة: لا يضرها عدم الصلة شيئا.

ثم في هذه الأمثال من الأسرار البديعة ما يناسب سياق السورة. فإنها سيقت في

ذكر أزواج النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وتحذيرهن من التظاهر عليه، وأنهن إن لم يطعن اللّه ورسوله، ويردن الدار الآخرة:

لم ينفعهن اتصالهن برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كما لم ينفع امرأة نوح وامرأة لوط اتصالهما بهما.

قال يحيى بن سلام: ضرب اللّه المثل الأول يحذر عائشة وحفصة، ثم ضرب لهما

المثل الثاني يحرضهما على التمسك بالطاعة.

(ابن القيم )

 

* في سورة الأنبياء لم يذكر اسم مريم عليها السلام بينما ذكره في سورة التحريم. والسبب في ذلك هو أنه أولاً في سورة الأنبياء كان السياق في ذكر الأنبياء (إبراهيم، لوط، موسى، وزكريا ويحيى) ثم قال (والتي أحصنت فرجها) ولم يُصرّح القرآن باسمها في سورة الأنبياء لأن السياق في ذكر الأنبياء وهي ليست نبية

أما في سورة التحريم فذكر اسمها لأن السياق كان في ذكر النساء ومنهم (امرأة فرعون، امرأة لوط وامرأة نوح) فناسب ذكر اسمها حيث ذكر النساء.

ونلاحظ في سورة التحريم أنها من أعلى المذكورات في سياق النساء ولهذا ذكر اسمها من باب المدح. أما في سورة الأنبياء فهي أقلّ المذكورين في السورة منزلة أي الأنبياء فلم يذكر اسمها .

د/ فاضل السامرائي

 

المصدر مجالس التدبر وصيد الفوائد

 

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 

 
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَا تَعْتَذِرُوا۟ ٱلْيَوْمَ ۖ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [ سورة التحريم آية:﴿٧﴾ ] ولما كان النبي ﷺ أعظم من أريد بأمر الأمة بالتأدب معه، فكان تعمد الإخلال بالأدب معه كفرا، علم أن هذه النار لأولئك، فعلم أن التقدير: يقولون: (يا أيها الذين كفروا) أي بالإخلال بالأدب في النبي صلى الله عليه وسلم، فأداهم ذلك إلى الإخلال بالأدب مع الله وبالأدب مع سائر خلقه. البقاعي: 20/199.
 
 
﴿ نَارًا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [ سورة التحريم آية:﴿٦﴾ ] وصف الله النار بهذه الأوصاف ليزجر عباده عن التهاون بأمره. السعدي: 874.
 
 
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ قُوٓا۟ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [ سورة التحريم آية:﴿٦﴾ ] عن ابن عباس رضي الله عنهما: أي بالانتهاء عما نهاكم الله تعالى عنه، والعمل بطاعته ... يعني: مروهم بالخير، وانهوهم عن الشر وعلموهم وأدبوهم. البغوي: 4/430.
 
 
﴿ وَأَعْرَضَ عَنۢ بَعْضٍ ﴾ [ سورة التحريم آية:﴿٣﴾ ] وإعراض الرسول ﷺ عن تعريف زوجه ببعض الحديث الذي أفشته من كرم خلقه؛ قال سفيان: ما زَال التغافل من فعل الكرام ، وقال الحسن: ما استقصى كريمٌ قط ، وما زاد على المقصود يَقْلِب العتاب من عتاب إلى تقريع. ابن عاشور: 28/353.
 
 
﴿ وَإِذْ أَسَرَّ ٱلنَّبِىُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَٰجِهِۦ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِۦ وَأَظْهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُۥ وَأَعْرَضَ عَنۢ بَعْضٍ ﴾ [ سورة التحريم آية:﴿٣﴾ ] الكف عن بعض العتب أبعث على حياء المعتوب، وأعون على توبته وعدم عودته إلى فعل مثله، (وأعرض عن بعض) وهو أمر السرية والعسل؛ تكرما منه أن يستقصي في العتاب، وحياء وحسن عشرة، قال الحسن: ما استقصى كريم قط. وقال سفيان الثوري: ما زال التغافل من فعل الكبراء. البقاعي: 20/186.
 
 
﴿ وَإِذْ أَسَرَّ ٱلنَّبِىُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَٰجِهِۦ حَدِيثًا ﴾ [ سورة التحريم آية:﴿٣﴾ ] واستدل بالآية على أنه لا بأس بإسرار بعض الحديث إلى من يركن إليه من زوجة أو صديق، وأنه يلزمه كتمه. الألوسي: 14/346.
 
 
﴿ قَدْ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَٰنِكُمْ ۚ وَٱللَّهُ مَوْلَىٰكُمْ ۖ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ ﴾ [ سورة التحريم آية:﴿٢﴾ ] (الْعَلِيمُ) فيعلم ما يصلحكم، فيشرعه سبحانه لكم، (الْحَكِيمُ) المتقن أفعاله وأحكامه؛ فلا يأمركم ولا ينهاكم إلا حسبما تقتضيه الحكمة. الألوسي: 14/345.
 
 
﴿ وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِى مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [ سورة التحريم آية:﴿١١﴾ ] في الآية دليل على أن الاستعاذة بالله تعالى، والالتجاء إليه عز وجل، ومسألة الخلاص منه تعالى عند المحن والنوازل من سير الصالحين وسنن الأنبياء، وهو في القرآن كثير. الألوسي: 14/358.
 
 
﴿ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ٱبْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى ٱلْجَنَّةِ ﴾ [ سورة التحريم آية:﴿١١﴾ ] قال العلماء: اختارت الجار قبل الدار. ابن كثير: 4/394.
 
 
﴿ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ٱبْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى ٱلْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِى مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [ سورة التحريم آية:﴿١١﴾ ] ووجه المثل: أن اتصال المؤمن بالكافر لا يضره شيئاً إذا فارقه في كفره وعمله، فمعصية الغير لا تضر المؤمن المطيع شيئاً في الآخرة، وإن تضرر بها في الدنيا بسبب العقوبة التي تحل بأهل الأرض إذا أضاعوا أمر الله، فتأتي عامة، فلم يضر امرأة فرعون اتصالها به وهو من أكفر الكافرين. ابن القيم: 3/170.
 
 
﴿ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا۟ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَٰلِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْـًٔا وَقِيلَ ٱدْخُلَا ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّٰخِلِينَ ﴾ [ سورة التحريم آية:﴿١٠﴾ ] ضرب هذا المثل تنبيهاً على أنه لا يغني أحد في الآخرة عن قريب ولا نسيب إذا فرق بينهما الدين. القرطبي: 21/102.
 
 
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ جَٰهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَٰفِقِينَ ﴾ [ سورة التحريم آية:﴿٩﴾ ] ومعلوم أن المنافقين كافرون، فكان جهاده ﷺ للكفار بالسيف، ومع المنافقين بالقرآن، كما جاء عنه ﷺ في عدم قتلهم: (لئلا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه)، ولكن كان جهادهم بالقرآن لا يقل شدة عليهم من السيف؛ لأنهم أصبحوا في خوف وذعر؛ يحسبون كل صيحة عليهم، وأصبحت قلوبهم خاوية كأنهم خشب مسندة، وهذا أشد عليهم من الملاقاة بالسيف، والعلم عند الله تعالى. الشنقيطي: 8/223.
 
 
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ جَٰهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَٰفِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾ [ سورة التحريم آية:﴿٩﴾ ] فإن الغلظة عليهم من اللين لله، كما أن اللين لأهل الله من خشية الله، وقد أمره سبحانه باللين لهم في أول الأمر لإزالة أعذارهم وبيان إصرارهم، فلما بلغ الرفق أقصى مداه جازه إلى الغلظة وتعداه. البقاعي: 20/206.
 
 
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ تُوبُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا ﴾ [ سورة التحريم آية:﴿٨﴾ ] قال القرظي: يجمعها أربعة أشياء: الاستغفار باللسان، والإقلاع بالأبدان، وإضمار ترك العود بالجنان، ومهاجرة سيء الإخوان. البغوي: 4/430-431.
 
المصدر الكلم الطيب
 
 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×