اذهبي الى المحتوى
شموع السلفية

أغاثة اللهفان من مصائد الشيطان

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواتى العزيزات

أحب القراءة جدا وأستمتع بها وخصوصا قراءة كل ما يتعلق بأمر دينى وعندى مكتبة لا بأس بها فأحببت أن تشاركونى قراءتى فنويت هنا وضع كتاب

أغاثة اللهفان من مصائد الشيطان

لأبن قيم الجوزية

وهو كتاب قيم لعالم جليل

وسأقوم بكتابة جزء منه كل أسبوع أن شاء الرحمن

أحبكن فى الله

تم تعديل بواسطة شموع السلفية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

yalla okhti e7na mestaneyin w metchawa9ine bi sor3aaa :- baraka llaho fiki :icon16:

post-24562-1169587322_thumb.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

46.gif

 

أغاثة اللهفان من مصائد الشيطان

لشمس الدين أبى عبد الله محمد

ابن قيم الجوزية

تحقيق

طه عبد الرءوف سعد

من علماء الأزهر الشريف

4.gif

مقدمة التحقيق

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبى الأمين وأله وصحبه الطيبين ، ومن تبعهم بأحسان إلى يوم الدين، وبعد

فهذا كتاب إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان للأمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى.

وهو كتاب عمد فيه المؤلف رحمه الله إلى بيان كيد الشيطان وتلبيسه وتلاعبه بالأنسان ، وذلك فى هدفين رئيسين :

الهدف الأول : هو التحذير والتنبيه من كيده كى يحذرهالإنسان ويجتنب الوقوع فيه .

الهدف الثانى: هو معرفة حال من لبس عليهم الشيطان وأغواهم وأضلهم فلا يلتفت إليهم ولا يغتر بهم وبما هم عليه ، ولا بما زعموا لأنفسهم من الألقاب والمقامات والأحوال .فلا يعترف لهم بصوابها ولا يتابعون عليها .

*

عملنا فى الكتاب

1- نسبة الأحاديث الصحيحة التى أخرجها البخارى ومسلم أو أحدهما فى صحيحيهما إلى المواضع التى أخرجها فيها كتابيهما .

2- نسبة الأحاديث التى أخرجها أصحاب السنن الأربعة أو غيرهم إلى موضعها فى كتبهم والحكم عليها بما يليق بحالها صحة أو ضعفا مع أيراد ما حكم به العلامة الألبانى رحمه الله على تلك الأحاديث إذا وقفنا عليه .

3-ذكر معانى بعض الكلمات التى قد تشكل على القارئ فى معناها أو بيان مقصود ابن القيم رحمه الله فى بعض المواضع .

هذا ونسأل الله عز وجل أن يتقبل منا عملنا هذا ن ويجعله عملا صالحا ، وأن عملا صالحا وأن يجعله يوم القيامة فى ميزان حسناتنا وأن ينفع به الأسلام والمسلمين إنه نعم المولى ونعم النصير . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدوعلى آله وصحبه أجمعين . والحمد لله رب العالمين

4.gif

ترجمة المؤلف

ابن قيم الجوزية

المولود7صفر 691هـــ -1292 م

المتوفى 13 رجب 751هـ -1350م

أسمه ولقبه
: هو محمد بن أبى بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعى الدمشقى أبو عبد الله شمس الدين ابن القيم الجوزية _رحمه الله _

* سبب التسمية
: أطلق على الشيخ محمد ين أبى بكر بن أيوب ( ابن القيم ) وعرف بذلك وأشتهر به وكذلك (أبن قيم الجوزية ) وذلك أن أباه كان قيما على الجوزية ومديرا لشئونها والجوزية هى مدرسة بناها محى الدين بن الحافظ بسوق القمح بدمشق وكان والد ابن القيم قيما عليها فأطلق عليه لذلك ابن قيم الجوزية _أى أبن ناظر المدرسة ومديرها _

وفيما بعد أصبح ابن القيم إماما بالمدرسة الجوزية وقد صارت مدرسة الجوزية فيما بعد محكمة ثم أغلقت فترة ثم فتحت مدرسة للأطفال وقد احترقت فى الثورة السورية .

* ملحوظة هامة ومما يجدر الأشارة إليه أن كثير من الناس يظنون أن (ابن قيم الجوزية ) هو (ابن الجوزى ) والبعض الأخر لا يفرق بينهما لكن الحقيقة أن ابن الجوزى رحمه الله سبق (ابن قيم الجوزية ) بحوالى مائتى عام وكان عالما فقيها ثبتاًََ وأسمه عبد الرحمن أبو الفرج ين الجوزى الحنبلى المتوفى فى بغداد عام 597هــ وله مؤلفات عظيمة منها : تلبيس أبليس والذى يتفق مع كتابنا هذا فى أصل موضوعه وهو بيان كيد الشيطان وأن أختلفت طريقته .

حتى وأنى رأيت أحد المؤلفات على غلافه اسم هذا وعلى أوله اسم الأخر .

مولده:
تحكى لنا المصادر التاريخية أن الإمام ابن القيم رحمه الله ولد فى صفر سنة 691هــ،1292م

*

أستاذته
: تتلمذ الإمام ابن القيم الجوزية على علماء كبار وأستاذة عظماء ومحدثين حفاظ منهم:

أبو بكر بن عبد الله الدايم ، وعيسى المطعم ، وابن الشيرازى ، وإسماعيل بن مكتوم ، والشهاب النابلسى ، والقاضى تقى الدين سليمان ، وفاطمة بنت جوهر .

وتحكى كتب التاريخ أنه قرأ العربية على ابن أبى الفتح والمجد التونسى وقرأ الفقه على المجد الحرانى وابن تيميه وقد ترك ابن تيميه فى نفسه أثرا بالغا وأتخذه مثلا أعلى ولازمه منذ سنة 712هــ وأخذ عنه الكثير من الأراء وعدم التقيد بأراء السابقين ونهج نهجه فى محاربة المخالفين لعقيدة السلف .

تلاميذه
: كما كان لابن القيم أساتذه فقهاء محدثون ولغويون حتى أطلق عليه تلميذ شيخ الأسلام ابن تيمية كان له تلاميذ أيضا منهم : الحافظ زين الدين أبو الفتوح عبد الرحمن بن رجب الحنبلى وتتلمذ عليه أيضا شمس الدين محمد بن عبد القادر النابسلى ومنهم أيضا ولده عبد الله والذى تولى منصب التدريس بالمدرسة المستنصرية بعد وفاة والده ومدرسة المسنصرية كانت بدرب الريحان بدمشق وممن تتلمذ على بن قيم الجوزيةرحمه الله : الأمام المفسر الحافظ ابن كثير وابن عبد الهادى .

يقول ابن رجب الحنبلى : أخذ عنه العلم خلق كثير وكان الفضلاء يعظمونه ويتتلمذون عليه .

يتبع

تم تعديل بواسطة شموع السلفية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أحبك الله :)

 

وجزاك الله خيراً عظيماً

 

أنا أحبك في الله أيضاً ياغاليتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

46.gif

 

مقدمة المؤلف

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي ظهر لأوليائه بنعوت جلاله وأنار قلوبهم بمشاهدة صفات كماله وتعرف إليهم بما أسداه إليهم من إنعامه وإفضاله فعلموا أنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله بل هو كما وصف به نفسه وفوق ما يصفه به أحد من خلقه في إكثاره وإقلاله لا يحصي أحد ثناء عليه بل هو كما أثنى على نفسه على لسان من أكرمهم بإرساله الأول الذي ليس قبله شيء والآخر الذي ليس بعده شيء والباطن الذي ليس دونه شيء ولا يحجب المخلوق عنه تستره بسر باله الحي القيوم الواحد الأحد الفرد الصمد المنفرد بالبقاء وكل مخلوق منتهى إلى زواله السميع الذي يسمع ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات فلا يشغله سمع عن سمع ولا تغلطه المسائل ولا يتبرم بإلحاح الملحين في سؤاله البصير الذي يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء حيث كانت من سهله أو جباله وألطف من ذلك رؤيته لتقلب قلب عبده ومشاهدته لاختلاف أحواله فإن أقبل إليه تلقاه وإنما إقبال العبد عليه من إقباله وإن أعرض عنه لم يكله إلى عدوه ولم يدعه في إهماله بل يكون أرحم به من الوالدة بولدها الرفيقة به في حمله ورضاعه وفصاله فإن تاب فهو أفرح بتوبته من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض الدوية المهلكة إذا وجدها وقد تهيأ لموته وانقطاع أوصاله وإن أصر على الإعراض ولم يتعرض لأسباب الرحمة بل أصر على العصيان في إدباره وإقباله

 

وصالح عدو الله وقاطع سيده فقد استحق الهلاك ولا يهلك على الله إلا الشقى الهالك لعظيم رحمته وسعة إفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا فردا صمدا جل عن الأشباه والأمثال وتقدس عن الأضداد والأنداد والشركاء والأشكال لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا راد لحكمه ولا معقب لأمره : وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ومالهم من دونه من وال [ الرعد : ] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله القائم له بحقه وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه أرسله رحمة للعالمين إماما للمتقين وحسرة على الكافرين وحجة على العباد أجمعين بعثه على حين فترة من الرسل فهدى به إلى أقوم الطرق وأوضح السبل وافترض على العباد طاعته ومحبته وتعظيمه وتوقيره والقيام بحقوقه وسد إلى جنته جميع الطرق فلم يفتح لأحد إلا من طريقه فشرح له صدره ووضع عنه وزره ورفع له ذكره وجعل الذل والصغار على من خالف أمره وأقسم بحياته في كتابه المبين وقرن اسمه باسمه فلا يذكر إلا ذكر معه كما في التشهد والخطب والتأذين فلم يزل صلى الله عليه و سلم قائما بأمر الله لا يرده عنه راد مشمرا في مرضاة الله لا يصده عن ذلك صاد إلى أن أشرقت الدنيا برسالته ضياء وابتهاجا ودخل الناس في دين الله أفواجا أفواجا وسارت دعوته مسير الشمس في الأقطار وبلغ دينه القيم ما بلغ الليل والنهار ثم استأثر الله به لينجز له ما وعده به في كتابه المبين بعد أن بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد وأقام الدين وترك أمته على البيضاء الواضحة البينة للسالكين وقال : هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين [ يوسف : 108 ]

أما بعد : فإن الله سبحانه لم يخلق خلقه سدى هملا بل جعلهم موردا للتكليف ومحلا للأمر والنهي وألزمهم فهم ما أرشدهم إليه مجملا ومفصلا وقسمهم إلى شقي وسعيد وجعل لكل واحد من الفريقين منزلا وأعطاهم مواد العلم والعمل : من القلب والسمع والبصر والجوارح نعمة منه وتفضيلا فمن استعمل ذلك في طاعته وسلك به طريق معرفته على ما أرشد إليه ولم يبغ عنه عدولا فقد قام بشكر ما أوتيه من ذلك وسلك به إلى مرضاة الله سبيلا ومن استعمله في إرادته وشهواته ولم يرع حق خالقه فيه يخسر إذا سئل عن ذلك ويحزن حزنا طويلا فإنه لابد من الحساب على حق هذه الأعضاء لقوله تعالى : إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا [ الاسراء : 36 ]

ولما كان القلب لهذه الأعضاء كالملك المتصرف في الجنود الذي تصدر كلها عن أمره ويستعملها فيما شاء فكلها تحت عبوديته وقهره وتكتسب منه الاستقامة والزيغ وتتبعه فيما يعقده من العزم أو يحله قال النبيA : ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله فهو ملكها وهي المنفذة لما يأمرها به القابلة لما يأتيها من هديته ولا يستقيم لها شيء من أعمالها حتى تصدر عن قصده ونيته وهو المسئول عنها كلها لأن كل راع مسئول عن رعيته : كان الاهتمام بتصحيحه وتسديده أولى ما اعتمد عليه السالكون والنظر في أمراضه وعلاجها أهم ما تنسك به الناسكون ولما علم عدو الله إبليس أن المدار على القلب والاعتماد عليه أجلب عليه بالوساوس وأقبل بوجوه الشهوات إليه وزين له من الأحوال والأعمال ما يصده به عن الطريق وأمده من أسباب الغى بما يقطعه عن أسباب التوفيق ونصب له من المصايد والحبائل ما إن سلم من الوقوع فيها لم يسلم من أن يحصل له بها التعويق فلا نجاة من مصايده ومكايده إلا بدوام الاستعانة بالله تعالى والتعرض لأسباب مرضاته والتجاء القلب إليه وإقباله عليه في حركاته وسكناته والتحقق بذل العبودية الذي هو أولى ما تلبس به الإنسان ليحصل له الدخول ضمان إن عبادي ليس لك عليهم سلطان [ الحجر : 42 ] فهذه الإضافة هي القاطعة بين العبد وبين الشياطين وحصولها سبب تحقيق مقام العبودية لرب العالمين وإشعار القلب إخلاص العمل ودوام اليقين فإذا أشرب القلب العبودية والإخلاص صار عند الله من المقربين وشمله استثناء إلا عبادك منهم المخلصين [ الحجر : 40 ]

ولما من الله الكريم بلطفه بالاطلاع على ما اطلع عليه من أمراض القلوب وأدوائها وما يعرض لها من وساوس الشياطين أعدائها وما تثمر تلك الوساوس من الأعمال وما يكتسب القلب بعدها من الأحوال فإن العمل السيىء مصدره عن فساد قصد القلب ثم يعرض للقلب من فساد العمل قسوة فيزداد مرضا على مرضه حتى يموت ويبقى لا حياة فيه ولا نور له وكل ذلك من انفعاله بوسوسة الشيطان وركونه إلى عدوه الذي لا يفلح إلا من جاهره بالعصيان : أردت أن أقيد ذلك في هذا الكتاب لأستذكره معترفا فيه لله بالفضل والإحسان ولينتفع به من نظر فيه داعيا لمؤلفه بالمغفرة والرحمة والرضوان وسميته : إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ورتبته على ثلاثة عشر بابا :

الباب الأول : في انقسام القلوب إلى صحيح وسقيم وميت

الباب الثاني : في ذكر حقيقة مرض القلب

الباب الثالث : في انقسام أدوية أمراض القلب إلى طبيعية وشرعية

الباب الرابع : في أن حياة القلب وإشراقه مادة كل خير فيه وموته وظلمته كل شر وفتنة فيه

الباب الخامس : في أن حياة القلب وصحته لا تحصل إلا بأن يكون مدركا للحق مريدا له مؤثرا له على غيره

الباب السادس : في أنه لا سعادة للقلب ولا نعيم ولا صلاح إلا بأن يكون إلهه وفاطره وحده هو معبوده وغاية مطلوبه وأحب إليه من كل ما سواه

الباب السابع : في أن القرا ن الكريم متضمن لأدوية القلب وعلاجه من جميع أمراضه

الباب الثامن : في زكاة القلب

الباب التاسع : في طهارة القلب من أدرانه وأنجاسه

الباب العاشر : في علامات مرض القلب وصحته

الباب الحادي عشر : في علاج مرض القلب من استيلاء النفس عليه

الباب الثاني عشر : في علاج مرض القلب بالشيطان

الباب الثالث عشر : في مكايد الشيطان التي يكيد بها ابن ا دم وهو الباب الذي لأجله وضع الكتاب وفيه فصول جمة الفوائد حسنة المقاصد

والله تعالى يجعله خالصا لوجهه مؤمنا من الكرة الخاسرة وينفع به مصنفه وكاتبه والناظر فيه في الدنيا والا خرة إنه سميع عليم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الباب الأول

في انقسام القلوب إلى صحيح وسقيم وميت

لما كان القلب يوصف بالحياة وضدها انقسم بحسب ذلك إلى هذه الأحوال الثلاثة:

فالقلب الصحيح
: هو القلب السليم الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به كما قال تعالى : يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم [ الشعراء : 88 ]

والسليم هو السالم وجاء على هذا المثال لأنه للصفات كالطويل والقصير والظريف فالسليم القلب الذي قد صارت السلامة صفة ثابتة له كالعليم والقدير وأيضا فإنه ضد المريض والسقيم والعليل

وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم والأمر الجامع لذلك : أنه الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره فسلم من عبودية ما سواه وسلم من تحكيم غير رسوله فسلم في محبة الله مع تحكيمه لرسوله في خوفه ورجائه والتوكل عليه والإنابة إليه والذل له وإيثار مرضاته في كل حال والتباعد من سخطه بكل طريق وهذا هو حقيقة العبودية التي لا تصلح إلا لله وحده قالقلب السليم : هو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما بل قد خلصت عبوديته لله تعالى : إرادة ومحبة وتوكلا وإنابة وإخباتا وخشية ورجاء وخلص عمله لله فإن أحب أحب في الله وإن أبغض أبغض في الله وإن أعطى أعطى لله وإن منع منع لله ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكيم لكل من عدا رسوله صلىالله عليه وسلم فيعقد قلبه معه عقدا محكما على الائتمام والاقتداء به وحده دون كل أحد في الأقوال والأعمال من أقوال القلب وهي العقائد وأقوال اللسان وهي الخبر عما في القلب وأعمال القلب وهي الإرادة والمحبة والكراهة وتوابعها وأعمال الجوارح فيكون الحاكم عليه في ذلك كله دقعه وجله هو ما جاء به الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فلا يتقدم بين يديه بعقيدة ولا قول ولا عمل كما قال تعالى : يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله [ الحجرات : 1 ] أي لا تقولوا حتى يقول ولا تفعلوا حتى يأمر قال بعض السلف : ما من فعلة وإن صغرت إلا ينشر لها ديوانان : لم وكيف أى لم فعلت وكيف فعلت فالأول سؤال عن علة الفعل وباعثه وداعيه : هل هو حظ عاجل من حظوظ العامل وغرض من أغراض الدنيا في محبة المدح من الناس أو خوف ذمهم أو استجلاب محبوب عاجل أو دفع مكروه عاجل أم الباعث على الفعل القيام بحق العبودية وطلب التودد والتقرب إلى الرب سبحانه وتعالى وابتغاء الوسيلة إليه

ومحل هذا السؤال : أنه هل كان عليك أن تفعل هذا الفعل لمولاك أم فعلته لحظك وهواك

والثاني : سؤال عن متابعة الرسول عليه الصلاة و السلام في ذلك التعبد أي هل كان ذلك العمل مما شرعته لك على لسان رسولي أم كان عملا لم أشرعه ولم أرضه

فالأول سؤال عن الإخلاص والثاني عن المتابعة فإن الله سبحانه لا يقبل عملا إلا بهما

فطريق التخلص من السؤال الأول : بتجريد الإخلاص وطريق التخلص من السؤال الثاني : بتحقيق المتابعة وسلامة القلب من إرادة تعارض الإخلاص وهوى يعارض الاتباع فهذا حقيقة سلامة القلب الذي ضمنت له النجاة والسعادة

 

فصل في القلب الميت

والقلب الثاني : ضد هذا وهو القلب الميت الذي لا حياة به فهو لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه بل هو واقف مع شهواته ولذاته ولو كان فيها سخط ربه وغضبه فهو لا يبالي إذا فاز بشهوته وحظه رضى ربه أم سخط فهو متعبد لغير الله : حبا وخوفا ورجاء ورضا وسخطا وتعظيما وذلا إن أحب أحب لهواه وإن أبغض أبغض لهواه وإن أعطى أعطى لهواه وإن منع منع لهواه فهواه ا ثر عنده وأحب إليه من رضا مولاه فالهوى إمامه والشهوة قائده والجهل سائقه والغفلة مركبه فهو بالفكر في تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور وبسكرة الهوى وحب العاجلة مخمور ينادى إلى الله وإلى الدار الا خرة من مكان بعيد ولا يستجيب للناصح ويتبع كل شيطان مريد الدنيا تسخطه وترضيه والهوى يصمه عما سوى الباطل ويعميه فهو في الدنيا كما قيل في ليلى :

عدو لمن عادت وسلم لأهلها ... ومن قربت ليلى أحب وأقربا فمخالطة صاحب هذا القلب سقم ومعاشرته سم ومجالسته هلاك

فصل في القلب المريض

والقلب الثالث : قلب له حياة وبه علة فله مادتان تمده هذه مرة وهذه أخرى وهو لما غلب عليه منهما ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه : ما هو مادة حياته وفيه من محبة الشهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها والحسد والكبر والعجب وحب العلو والفساد في الأرض بالرياسة : ما هو مادة هلاكه وعطبه وهو ممتحن بين داعبيين : داع يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة وداع يدعوه إلى العاجلة وهو إنما يجيب أقربهما منه بابا وأدناهما إليه جوارا قالقلب الأول حى مخبت لين واع والثاني يابس ميت والثالث مريض فإما إلى السلامة أدنى وإما إلى العطب أدنى

وقد جمع الله سبحانه بين هذه القلوب الثلاثة في قوله : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم [ الحج : 52 54 ]

فجعل الله سبحانه وتعالى القلوب في هذه الا يات ثلاثة : قلبين مفتونين وقلبا ناجيا فالمفتونان : القلب الذي فيه مرض والقلب القاسي والناجي : القلب المؤمن المخبت إلى ربه وهو المطمئن إليه الخاضع له المستسلم المنقاد

وذلك : أن القلب وغيره من الأعضاء يراد منه أن يكون صحيحا سليما لا ا فة به يتأتى منه ما هيىء له وخلق لأجله وخروجه عن الاستقامة إما ليبسه وقساوته وعدم التأتي لما يراد منه كاليد الشلاء واللسان الأخرس والأنف الأخشم وذكر العنين والعين التي لا تبصر شيئا وإما بمرض وآفة فيه تمنعه من كمال هذه الأفعال ووقوعها على السداد فلذلك انقسمت القلوب إلى هذه الأقسام الثلاثة

فالقلب الصحيح السليم : ليس بينه وبين قبول الحق ومحبته وإيثاره سوى إدراكه فهو صحيح الإدراك للحق تام الانقياد والقبول له

والقلب الميت القاسي : لا يقبله ولا ينقاد له

والقلب المريض : إن غلب عليه مرضه التحق بالميت القاسي وإن غلبت عليه صحته التحق بالسليم

فما يلقيه الشيطان في الأسماع من الألفاظ وفي القلوب من الشبه والشكوك : فتنة لهذين القلبين وقوة للقلب الحي السليم لأنه يرد ذلك ويكرهه ويبغضه ويعلم أن الحق في خلافه فيخبت للحق ويطمئن وينقاد ويعلم بطلان ما ألقاه الشيطان فيزداد إيمانا بالحق ومحبة له وكفرا بالباطل وكراهة له فلا يزال القلب المفتون في مرية من إلقاء الشيطان وأما القلب الصحيح السليم فلا يضره ما يلقيه الشيطان أبدا

قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وا له وسلم تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب على قلبين : قلب أسود مربادزا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه وقلب أبيض فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض فشبه عرض الفتن على القلوب شيئا فشيئا كعرض عيدان الحصير وهي طاقاتها شيئا فشيئا وقسم القلوب عند عرضها عليها إلى قسمين : قلب إذا عرضت عليه فتنة أشربها كما يشرب السفنج الماء فتنكت فيه نكتة سوداء فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس وهو معنى قوله كالكوز مجخيا أي مكبوبا منكوسا فإذا اسود وانتكس عرض له من هاتين الا فتين مرضان خطران متراميان به إلى الهلاك : أحدهما : اشتباه المعروف عليه بالمنكر فلا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكرا والمنكر معروفا والسنة بدعة والبدعة سنة والحق باطلا والباطل حقا الثاني : تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وانقياده للهوى واتباعه له

وقلب أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان وأزهر فيه مصباحه فإذا عرضت عليه الفتنة أنكرها وردها فازداد نوره وإشراقه وقوته والفتن التي تعرض على القلوب هي أسباب مرضها وهي فتن الشهوات وفتن الشبهات فتن الغي والضلال فتن المعاصي والبدع فتن الظلم والجهل فالأولى توجب فساد القصد والإرادة والثانية توجب فساد العلم والاعتقاد

وقد قسم الصحابة رضي الله تعالى عنهم القلوب إلى أربعة كما صح عن حذيفة بن اليمان : القلوب أربعة : قلب أجرد فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن وقلب أغلف فذلك قلب الكافر وقلب منكوس فذلك قلب المنافق عرف ثم أنكر وأبصر ثم عمى وقلب تمده مادتان : مادة إيمان ومادة نفاق وهو لما غلب عليه منهما 1

فقوله : قلب أجرد أي متجرد مما سوى الله ورسوله فقد تجرد وسلم مما سوى الحق و فيه سراج يزهر وهو مصباح الإيمان : فأشار بتجرده إلى سلامته من شبهات الباطل وشهوات الغى وبحصول السراج فيه إلى إشراقه واستنارته بنور العلم والإيمان وأشار بالقلب الأغلف إلى قلب الكافر لأنه داخل في غلافه وغشائه فلا يصل إليه نور العلم والإيمان كما قال تعالى حاكيا عن اليهود : وقالوا قلوبنا غلف [ البقره : 88 ] وهو جمع أغلف وهو الداخل في غلافه كقلف وأقلف وهذه الغشاوة هي الأكنة التي ضربها الله على قلوبهم عقوبة له على رد الحق والتكبر عن قبوله فهي أكنة على القلوب ووقر في الأسماع وعمى في الأبصار وهي الحجاب المستور عن العيون في قوله تعالى : وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا [ الأنعام : 25 ] فإذا ذكر لهذه القلوب تجريد التوحيد وتجريد المتابعة ولى أصحابها على أدبارهم نفورا

وأشار بالقلب المنكوس وهو المكبوب إلى قلب المنافق كما قال تعالى : فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا [ النساء : 88 ] أي نكسهم وردهم في الباطل الذي كانوا فيه بسبب كسبهم وأعمالهم الباطلة وهذا شر القلوب وأخبثها فإنه يعتقد الباطل حقا ويوالي أصحابه والحق باطلا ويعادى أهله فالله المستعان

وأشار بالقلب الذي له مادتان إلى القلب الذي لم يتمكن فيه الإيمان ولم يزهر فيه سراجه حيث لم يتجرد للحق المحض الذي بعث الله به رسوله بل فيه مادة منه ومادة من خلافه فتارة يكون للكفر أقرب منه للإيمان وتارة يكون للإيمان أقرب منه للكفر والحكم للغالب وإليه يرجع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الباب الثاني

في ذكر حقيقة مرض القلب

قال الله تعالى عن المنافقين : في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا [ البقره : 10 ]

وقال تعالى : ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض [ الحج : 53 ]

وقال تعالى : يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض [ الأحزاب : 32 ] أمرهن أن لا يلن في كلامهن كما تلين المرأة المعطية الليان في منطقها فيطمع الذي في قلبه مرض الشهوة ومع ذلك فلا يخشن في القول بحيث يلتحق بالفحش بل يقلن قولا معروفا (1)

وقال تعالى : لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغر ينك بهم [ الأحزاب : 60 ] وقال تعالى : وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا [ المدثر : 31 ]

أخبر الله سبحانه عن الحكمة التي جعل لأجلها عدة الملائكة الموكلين بالنار تسعة عشر

* فذكر سبحانه خمس حكم :

* فتنة الكافرين فيكون ذلك زيادة في كفرهم وضلالهم

*وقوة يقين أهل الكتاب فيقوى يقينهم بموافقة الخبر بذلك لما عندهم عن أنبيائهم من غير تلق من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنهم فتقوم الحجة على معاندهم وينقاد للإيمان من يرد الله أن يهديه

*وزيادة إيمان الذين آمنوا بكمال تصديقهم بذلك والإقرار به

*وانتفاء الريب عن أهل الكتاب لجزمهم بذلك وعن المؤمنين لكمال تصديقهم به فهذه أربعة حكم : فتنة الكفار ويقين أهل الكتاب وزيادة إيمان المؤمنين وانتفاء الريب عن المؤمنين وأهل الكتاب

*والخامسة : حيرة الكافر ومن في قلبه مرض وعمى قلبه عن المراد بذلك فيقول : ماذا أراد الله بهذا مثلا [ البقره : 26 ]

وهذا حال القلوب عند ورود الحق المنزل عليها : قلب يفتتن به كفرا وجحودا وقلب يزداد به إيمانا وتصديقا وقلب يتيقنه فتقوم عليه به الحجة وقلب يوجب له حيرة وعمى فلا يدري ما يراد به واليقين وعدم الريب في هذا الموضع إن رجعا إلى شيء واحد كان ذكر عدم الريب مقررا لليقين ومؤكدا له ونافيا عنه ما يضاده بوجه من الوجوه وإن رجعا إلى شيئين بأن يكون اليقين راجعا إلى الخبر المذكور عن عدة الملائكة وعدم الريب عائدا إلى عموم ما أخبر الرسول به لدلالة هذا الخبر الذي لا يعلم إلا من جهة الرسل على صدقه فلا يرتاب من قد عرف صحة هذا الخبر بعد صدق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ظهرت فائدة ذكره (2)

والمقصود : ذكر مرض القلب وحقيقته وقال تعالى : يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين [ يونس : 57 ] فهو شفاء لما في الصدور من مرض الجهل والغى

فإ ن الجهل مرض شفاؤه العلم والهدى والغي مرض شفاؤه الرشد وقد نزه الله سبحانه نبيه عن هذين الداءين فقال : والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى [ النجم : 1 ]

ووصف رسوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم خلفاءه بضدهما فقال : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي(3)

وجعل كلامه سبحانه موعظة للناس عامة وهدى ورحمة لمن آمن به خاصة وشفاء تاما لما في الصدور فمن استشفى به صح وبرىء من مرضه ومن لم يستشف به فهو كما قيل :

إذا بل من داء به ظن أنه ... نجا وبه الداء الذي هو قاتله

وقال تعالى : وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنن ولا يزيد الظالمين إلا خسارا [ الإسراء : 82 ]

والأظهر أن من ههنا لبيان الجنس(4) فالقرآن جميعه شفاء ورحمة للمؤمنين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ما تعارف الناس من أمثالهن

(2) والمقصود هنا ليس الكم فقط أى العدد ولكن من هم ؟ إنهم الملائكة الشداد الغلاظ الذين لا يعصون لله أمرا

(3) صحيح سنن أبى داود (4607) ومسند احمد (4/126) وسنن أبن ماجة (42) وصححه الألبانى رحمه الله فى صحيح الجامع (2549)

(4) أى وليست للتبعيض كما هو أحد معانيها

تم تعديل بواسطة شموع السلفية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيك وجزاك خيرا وجعله في ميزان حسناتك

فالقلب الصحيح السليم : ليس بينه وبين قبول الحق ومحبته وإيثاره سوى إدراكه فهو صحيح الإدراك للحق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

 

جزاكى الله خيرا اختى الحبيبة شموع السلفية

 

سلمت يمينك وجعل الله ما كتبتى فى ميزان حسناتك

 

بارك الله فيكى

 

متابعين معكى ان شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إغاثة اللهفان !

 

نعم ما انتقيتِ أختى الفاضلة .. سلمت يمينكِ .

 

معكِ على الطريق ؛ فتابعى ..

 

لا حرمنا الله عطر أنملك ..

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرا أختى المهاجرة بنت الأسلام على مرورك العطر والرد جعله الله فى ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرا اختى المهاجرة بنت الإسلام تأخرت قليلا بسب مرض أبنتى

أن شاء الله أكمل فى اقرب وقت

تم تعديل بواسطة شموع السلفية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فصل في أسباب ومشخصات مرض البدن والقلب

ولما كان مرض البدن خلاف صحته وصلاحه وهو خروجه عن اعتداله الطبيعي لفساد يعرض له يفسد به إدراكه وحركته الطبيعية فإما أن يذهب إدراكه بالكلية كالعمى والصمم والشلل وإما أن ينقص إداركه لضعف في آلات الإدراك مع استقامة إدراكه وإما أن يدرك الأشياء على خلاف ما هي عليه كما يدرك الحلو مرا والخبيث طيبا والطيب خبيثا

وأما فساد حركته الطبيعية فمثل أن تضعف قوته الهاضمة أو الماسكة أو الدافعة أو الجاذبة فيحصل له من الألم بحسب خروجه عن الاعتدال ولكن مع ذلك لم يصل إلى حد الموت والهلاك بل فيه نوع قوة على الإدراك والحركة

وسبب هذا الخروج عن الاعتدال : إما فساد في الكمية أو في الكيفية

فالأول : إما لنقص في المادة فيحتاج إلى زيادتها وإما لزيادة فيها فيحتاج إلى نقصانها

والثاني : إما بزيادة الحرارة أو البرودة أو الرطوبة أو اليبوسة أو نقصانها عن القدر الطبيعي فيداوي بمقتضى ذلك ومدار الصحة على حفظ القوة والحمية (1)عن المؤذى واستفراغ المواد الفاسدة ونظر الطبيب دائر على هذه الأصول الثلاثة وقد تضمنها الكتاب العزيز وأرشد إليها من أنزله شفاء ورحمة

فأما حفظ القوة : فإنه سبحانه أمر المسافر والمريض أن يفطرا في رمضان ويقضي المسافر إذا قدم والمريض إذا برىء حفظا لقوتهما عليهما فإن الصوم يزيد المريض ضعفا والمسافر يحتاج إلى توفير قوته عليه لمشقة السفر والصوم يضعفها

وأما الحمية عن المؤذي : فإنه سبحانه حمى المريض عن استعمال الماء البارد في الوضوء والغسل إذا كان يضره(2) وأمره بالعدول إلى التيمم حمية له عن ورود المؤذي عليه من ظاهر بدنه فكيف بالمؤذي له في باطنه

وأما استفراغ المادة الفاسدة : فإنه سبحانه أباح للمحرم الذي به أذى من رأسه أن يحلقه فيستفرغ بالحلق الأبخرة المؤذية له وهذا من أسهل أنواع الاستفراغ وأخفها فنبه به على ما هو أحوج إليه منه (3)

وذاكرت مرة بعض رؤساء الطب بمصر بهذا فقال : والله لو سافرت إلى الغرب في معرفة هذه الفائدة لكان سفرا قليلا أو كما قال

وإذا عرف هذا فالقلب محتاج إلى ما يحفظ عليه قوته وهو الإيمان وأوراد الطاعات وإلى حمية عن المؤذي الضار وذلك باجتناب الا ثام والمعاصي وأنواع المخالفات وإلى استفراغه من كل مادة فاسدة تعرض له وذلك بالتوبة النصوح واستغفار غافر الخطيئات

ومرضه هو نوع فساد يحصل له يفسد به تصوره للحق وإرادته له فلا يرى الحق حقا أو يراه على خلاف ما هو عليه أو ينقص إدراكه له وتفسد به إرادته له فيبغض الحق النافع أو يحب الباطل الضار أو يجتمعان له وهو الغالب

ولهذا يفسر المرض الذي يعرض له تارة بالشك والريب كما قال مجاهد وقتادة في قوله تعالى في قلوبهم مرض [ البقره : 10 ] أي شك

وتارة بشهوة الزنا كما فسر به قوله تعالى : فيطمع الذي في قلبه مرض [الأحزاب32 ]

فالأول مرض الشبهة والثاني مرض الشهوة

والصحة تحفظ بالمثل(4) والشبه والمرض يدفع بالضد والخلاف وهو يقوى بمثل سببه ويزول بضده والصحة تحفظ بمثل سببها وتضعف أو تزول بضده

ولما كان البدن المريض يؤذيه ما لا يؤذي الصحيح : من يسير الحر والبرد والحركة ونحو ذلك فكذلك القلب إذا كان فيه مرض ا ذاه أدنى شيء : من الشبهة أو الشهوة حيث لا يقوى على دفعهما إذا وردا عليه والقلب الصحيح القوي يطرقه أضعاف ذلك وهو يدفعه بقوته وصحته وبالجملة فإذا حصل للمريض مثل سبب مرضه زاد مرضه وضعفت قوته وترامى إلى التلف ما لم يتدارك ذلك بأن يحصل له ما يقوى قوته ويزيل مرضه .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)الحمية : الإقلال من كل ما يؤذى

(2)أى ما بم يستطيع نسخينه

(3) ولكن تجب عليه الفدية

(4) أى : بمثل سببها

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-26472-1172334697.gif

 

 

جزاك الله خيرا فنعم الإختيار كتاب

جميل جدا

 

ما زادني إلا لهفة و شوقا لقرائته

فسلمت يداك

 

و أفيضي علينا من خيراته

وأسأل الله أن يشفي ابنتك

 

وإن شاء الله متابعة معكن

 

 

post-26472-1172335336.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

...........تأخرت قليلا بسب مرض أبنتى

أن شاء الله أكمل فى اقرب وقت

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

شفاها الله وعافاها لا بأس طهور إن شاء الله

 

في إنتظارك أكملي بارك الله فيكِ

 

:wub:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×