اذهبي الى المحتوى
***ام محمد***

القابضون على الجمر

المشاركات التي تم ترشيحها

ويقف الغرباء القابضون على الجمر على أطلال أمة محى الظالمون منهجها الذي نهضت به أول مرة، وطمسوا معالم طريق عزتها الذي سلكه جيل القدوة الأول وقرن الأسوة الأمثل: محمد والذين معه حذراً من أن يكون نبراساً يهدي من اتبع رضوانه للتي هي أقوم.

 

يقف هؤلاء النفر ممن هدى اللَّه؛ فيحس بوجوب السعي لانتشال أمته من تيهها الذي تهيم فيه سعياً وراء السراب الذي يظنه المستغربون المخدوعون من أبنائها ماءً حتى إذا بلغوه، وابتلعوه، وجدوا مرارة كدره، ولكنهم لم يستطيعوا أن يتقيؤوه.

 

وتدرك هذه الطائفة القائمة على أمر اللَّه أن لا مناص لها من التقدم للأخذ بقيادها وإن أبت، ولكنهم يجدون أنهم يعالجون أمراً لا يعين عليه إلا اللَّه: قد فني فيه الكبير، وكبر عليه الصغير، وفصح عليه الأعجمي، وهاجر عليه الأعرابي حتى حسبوه ديناً لا يرون الحق غيره، حيث خدعهم بريق الأسماء التي ما زال صداها مسموعاً عبر الأجيال.

 

ولكن الحق عند القابضين على الجمر واحد، وهو الوحي، وما عداه؛ فهو هوى من الأهواء المذمومة التي لا تمدح في شيء ولا تلتحق بالحقّ، ولا يجوز لمسلم جعل هجرته للَّه ورسوله أن يحتكم إليه، أو يعول عليه، فماذا يفعلون: أيتركون الأمور تجري إلى أجل غير مسمى؟! أم يؤجلون أم يستعجلون؟!.

 

كلا؛ فهم سائرون قد هجم بهم العلم على حقيقة الأمر؛ فاستلانوا ما استوعر المترفون، وأنسوا مما استوحش منه الجاهلون، فهم على بيضاء نقية ليلها كنهارها، وآية كمالهم هؤلاء الغرباء الذين رفضوا حمأة الشهوة، وتحرروا من أوهاق الطين، وقليل ما هم، ولكن القليل يؤدي إلى الكثير، والصبر الفاتح لما أغلق... فلا بد من الانطلاق؛ ليدركوا قصب السبق: «وفي كل قرن من أمتي سابقون»( 1).

 

وهم يدركون أن انفرادهم في طريق طلبهم دليل على صدق طلبهم، فهم كما قيل:

 

مت بداء الهوى وإلا فخاطر

 

واطرق الحي والعيون نواظر

 

لا تخف وحشة الطريق إذا سرت

 

وكن في خفارة الحق سائر

 

ويكون المنكر يرقب تحركاتهم وسكناتهم، فهو لا يعيش إلا في غفلة منهم، ولا يصول إلا في نومهم.. وتبدأ محاولات الخداع، والمساومة والإقناع تحت أسماء زائفة من الحرية والديمقراطية، ويأبى الداعي إلى اللَّه أن ينصاع، ويستعلي أن تمر خطة الكيد؛ فيقف يؤذّن في الناس.. ولكن أكثرهم نيام.

 

إن وجود العصبة المؤمنة في الأرض، الكاملة العبودية للَّه، التي لم تتلوث بانحراف عن منهج اللَّه، ولا توانٍ عن قصده، هي من سنن اللَّه الجارية التي أكمل بها اللَّه -سبحانه- ميزان الخلق.

 

فأصحاب الدعوة إلى اللَّه وحده، وتطهير الأرض من الفساد الذي ملأها طُرّاً هم صِمَامُ الأمان للأمم والشعوب، وهذا يُبرز قيمة صبر القابضين على الجمر؛ ليكون الدين كله للَّه... إنهم لا يؤدون واجبهم لربهم ولدينهم فحسب، وإنما يَحُولُون بهذا دون أممهم وغضب اللَّه.

 

ولذلك فوجود الطائفة الربانية في هذه الأرض حَتْمٌ مقضيٌّ؛ لن تزول لكمامة أعدها طاغية، أو سوط رفعه زبانية، أو خطة ترويض نسج خيوطها داهية.

 

وهذا هو مصدر إصرار المسلم على المضي في الطريق المملوء بالجمر، يتعرض لأصناف العذاب؛ فيتضاعف له الأجر، ويتساقط من حوله الخاذلون -ولن يضروه- فيكون قائده الصبر، وإنه لموكب لن ينقطع -أبداً- حتى يتم اللَّه نوره، ويكبت الباطل وشروره، مضى به القول على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، ولتعلمن نبأه بعد حين.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاك الله خيرا اختى ام محمد بارك الله فيك اسال الله ان يستعملنا لخدمة دينه وان يجمعنا فى الفردوس الاعلى وان يمكن للاسلام امين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×