اذهبي الى المحتوى
نواس

ضمن غزوة البتار .. حمل كتاب .. بطولة الأمم الجهادية في العمليات الإستشهادية

المشاركات التي تم ترشيحها

gimfsilvergoldhe4.jpg

 

 

 

44565151546b201b14ed27.gif

 

 

للتحميل::

 

 

 

 

doc

 

http://www.zshare.net/download/295265461abd52/

http://www.zshare.net/download/2953306ec59bf8/

http://www.zshare.net/download/2953307cfcc3f1/

http://ia341237.us.archive.org/0/items/rerwww/1.rar

http://ia341237.us.archive.org/0/items/rerwww/2.rar

http://ia341237.us.archive.org/0/items/rerwww/3.rar

http://ia341237.us.archive.org/0/items/rerwww/4.rar

http://ia341237.us.archive.org/0/items/rerwww/5.rar

http://ia341237.us.archive.org/0/items/rerwww/6.rar

http://ia341237.us.archive.org/0/items/rerwww/7.rar

http://ia341237.us.archive.org/0/items/rerwww/8.rar

http://ia341237.us.archive.org/0/items/rerwww/9.rar

http://ia341237.us.archive.org/0/items/rerwww/10.rar

 

 

pdf

 

http://www.archive.org/download/rerwwwe/11.pdf

http://www.archive.org/download/rerwwwe/2.pdf

http://www.archive.org/download/rerwwwe/3.pdf

http://www.archive.org/download/rerwwwe/4.pdf

http://www.archive.org/download/rerwwwe/5.pdf

 

 

39464925646b20640c8a70.JPG

 

تنبيه خاص

 

أخي المسلم تذكر بأننا بنشر هذا الموضوع هنا نكون قد أقمنا الحجة عليك يوم القيامة

 

ماذا سوف تجيب الله عز وجل عندما يسألك عن سبب حذفك موضوع خاص لنصرة الجهاد و المجاهدين و إعلاء كلمة الدين ..

 

عليك بتحضير الجواب من الأن قبل الحذف

 

إخوانك المشفقين عليك بالجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله

أخياتي في الله من المعلوم أن النصيحة واجبة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم وهذا بنص الحديث المتفق عليه

ومن المعلوم أن غيرة المسلم على دين ربه |أكبر من غيرته على نفسه وعرضه

ومن المعلوم أن العالم الإسلامي اليوم شرقا وغربا يتهافت عليه الأكلة كالجسم المريض الذي لا يقوى على الدفاع عن نفسه لكن....ما الحل

لقد أرشدنا خالقنا وهو تبارك وتعالى أعلم منا بمصالحنا الى السبيل للنهوض بالأمة الإسلامية وهو تعالى أغير على دينه منا أليس كذلك

فقد أرشدنا تعالى على لسان نبيه بالرجوع الى الدين وما الدين هو الذي يلخصه لنا حديث جبريل التعرف على الإسلام الإيمان الإحسان القدر أشراط الساعة

قد تقوقون هي غبية نتحدث عن الواقع لكنها لا تفقه واقعنا

أقول الواقع نعيشه ونتذوق مرارته لكن قال من لا ينطق عن الهوى عليه السلام:"إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم"

وقال في آخر حديث جبريل:"هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" وقد جاء الحديث بذكر الجهاد في سياقه لكنه لم يجعل سببا في ارتفاع الذل بل السبب المباشر الرجوع الى الدين

فلو فرضنا أننا سنجاهد تحت أي راية السلفيين القطبيين الروافض الإخوان المسلمين الصوفية الخوارج الزيدية المعتزلة .... 73 فرقة ومنهم من يعتقد أن الله في كل مكان ومنهم من يجزم بأن الله في السماء ومنهم من له عدة آلهة فهل ينصر الله من كان مشركا هل ينصر من كذب وأعرض عن وحيه هل ينصر زنديقا مكذبا لله ولرسوله أين أنتن من قوله عليه السلام"أشعث أغبر يمد يده في السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنا يستجاب له" وقد أتى كبائر الذنوب التي قد تغتفر لا الشرك الذي لا يغفر وقد خالف بعض الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد في أمر دنيوي محض وهو جمع الغنائم فما كان المصير ؟ كسرت رباعيته وشج رأسه وقتل منهم 70 قال تعالى:﴿ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ﴾وأين الإمام الذي سنحارب وراءه وأين العدد والعدة ونحن بيننا لم نتفق على الله هل هو في السماء أم لا وهل يجوز التوسل والنذر لغيره ومظاهر الشرك في البلاد الإسلامية قد تعادل تلك التي في البلاد البوذية ولا حول ولا قوة إلا بالله

أخياتي أعيذكن أن تكن مفاتيح للشر

أعدي الجواب بين يدي الرحمن إذا سألك عن هذه الأفكار كتفجير النفس قال تعالى: من قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها

أعدي الجواب وقد قارب اللقاء كان السلف يمسكون ألسنتهم ونحن نطلق الألسن واليد قال صلى الله عليه وسلم: من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة

وكل الأحاديث التي أتيت بها صحيحة بحمد الله

وأحيلكن أخواتي على قراءة كتاب: بأي عقل ودين يكون التفجير دين وهذا الكتاب بصرني على فقه الواقع الذي تجهلنه الواقع الذي ينتظرنا الوقوف بين يدي الملك الجبار قال تعالى: ﴿ ما يلفظ من قول إلا كان لديه رقيب عتيد ﴾ والنصر بيد الله وما علينا الا أن نأخذ بالأسباب الحقيقية المشروعة لا أن نكون كلاب النار شر الخلق والخليقة الذين توعدهم رسول الله بنفس الألفاظ علينا أن نحضر العدة لذلك القبر الموحش أخواتي بيت الظلمة والحشرات والتعفن

ولا حول ولا قوة إلا بالله

أحبكن في الله

أرشدكن أيضا الى قراءة هذا المقال:عقيدة أهل السنة والجماعة : أن نصب الإمام فرضٌ واجبٌ على المسلمين، وهذا بالاتفاق.

وإجماعُ الصحابة بعد موتِ النبي صلى الله عليه وسلم على نصبِ الإمام قبل الاشتغالِ بدفنه لأكبرُ دليل وأعظمُ حجة على أن هذا الأمرَ من أهمِّ الواجبات .

وكان من المسائل التي خالف النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيها أهلَ الجاهلية، أنهم كانوا يرون الطاعة للأمير ذلاٍّ فجعلَها طاعةً لله وقربةً كما قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم".

ولا يشترط في الطاعةِ أن يكون الحاكمُ معيناً ممن كان قبله أو مبايعاً من الناس، بل لو غلب الحاكمُ الناسَ على الحكم وجبت طاعته وهذا بالإجماع قال ابن حجر رحمه الله : ( وقد أجمع الفقهاء على وجوبِ طاعةِ السلطانِ المتغلب والجهادِ معه، وأن طاعته خيرٌ من الخروج عليه، لما في ذلك من حقنِ الدماء وتسكين الدهماء).

ونصبُ الإمامِ من النعمِ التي يحمدُ اللهُ عليها؛ لأن الناس طُبعوا على الفوضى وحبِّ التملك والاستئثار، فلو لم يكن عليهم سلطانٌ يسوسُ أمورهم لكانوا كوحوش الغاب يأكل القويُّ الضعيف.

وإذا أردت أن تعرف كيف تنتشر الفوضى عند غياب الحاكم فتأمل في ( إشارات المرور) كيف تنظم السير، فإذا تعطلت رأيت فوضى عارمة وتناحراً شديداً، كلٌّ يريد المرور ويرى أن له حقا، ويحصل الاختناقُ الشديدُ في السيارات؛ وقد يرتقي الأمر إلى السبابِ والشتامِ والضرب حتى يجيء شرطي المرور فيحتاج إلى وقتٍ لتنظيم هذا السير وفك هذا الاشتباك.

فإذا كان هذا في إشارة المرور؟! فكيف ببلدٍ ينـزع فيها السلطان أو يضعفْ؛ فلا سلطانَ فيها يُحكِمُ أمرَها؛وينصفُ أصحابَ الحقوق؛ويمنعُ المظالم وينظمُ أحوالَ الناس في معاشهم؟!

ولأجل كل هذا.. تجدُ أنه حين ينتشرُ الرعبُ في بلادٍ لا سلطانَ لها، ترى أن أهل تلك البلادِ يتمنون أن يحكمهم حاكمٌ أيا كان.. ولو كان طاغية على أن يأمنِّهم في مساكنهم وينظم حياتهم .

فإذا تَحَقَقَّتْ ذلك أيها المسلم.. علمت شمولية الإسلام ورحمته ودقته؛فحمدت الله عليه0

إن وجود الحاكم نعمةٌ عظمى للناس ؛فإن كان براً مطيعاً فهو السعادة التامة ، وإن كان فاجراً ؛فلما يصلح الله به أكثر مما يفسد- ويكفي أنه يحقن دماء المسلمين)-0

ولذلك قال عمرو بن العاص رضي الله عنه:

"سلطانٌ عادلٌ خير من مطر وابل، وسلطانٌ غشوم خيرٌ من فتنة تدوم".

وتأمل في فقه الصحابة الأطهار وسلف الأمة الأبرار الذين أوتوا العلم والزكاة كيف عرفوا الأمر حق المعرفة فقدروا له قدره.

قال علي رضي الله عنه:

( لا يُصلِحُ الناسَ إلا أميرٌ برٌّ كان أو فاجر ؛قالوا يا أمير المؤمنين: هذا البر فكيف بالفاجر؟!

قال: إن الفاجر يُؤمِّنُ اللهُ عز وجل به السبل، ويجاهَد به العدو، ويجيء به الفيء، وتقام به الحدود، ويُحج به البيت، ويعبد اللهَ فيه المسلمُ آمنا حتى يأتيه أجله).

وقال عبد الله بن المبارك:

لولا الأئمةُ لم تأمن لنا سبلٌ

وكان أضعفنا نهباً لأقوانا

لله درهم ما أفقههم.

وقال الطرطوشي في قوله تعالى: ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)

قال:" لولا أن الله تعالى أقام السلطان في الأرض يدفع القوي عن الضعيف؛وينصف المظلوم من ظالمه لتواثب الناس يعضهم على بعض".

ومن تأمل هذه النصوص علم فقه السلف؛وعلم حكمة الله العظيمة في أن جعل للناس إماماً يسوسهم وأوجب عليهم طاعته، فكل ذلك يعود عليهم بالمصلحة وحفظ الأنفس والأموال والأعراض؛ولولا ذلك لم ينتظم لهم حال، ولم يستقر لهم قرار؛فتفسد الأرض ومن عليها.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (السلطان ظل في الأرض، من أكرمه أكرمه الله؛ومن أهانه أهانه الله ).

قال أهل العلم: كما أن الظل يلجأ إليه من الحر والشدة، فكذلك السلطان يأوي إليه الضعيف وبه ينتصر المظلوم، فإن الظلم له وهج وحر يحرق الأجواف ويظمئ الأكباد، فإذا أوى إلى سلطان سكنت نفسه، وارتاحت في ظل عدله، ومن أكرم سلطان الله في الدنيا، أكرمه الله يوم القيامة.

وقال الحسن -رحمه الله – في الأمراء:

(هم يلون من أمورنا خمساً: الجمعة الجماعة والعيد، والثغور، والحدود، والله ما يستقيم الأمر إلا بهم وإن جاروا أو ظلموا، والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون).

ولذا فإن من الواجب على الرعية توقير حاكمهم المسلم طاعة لله ورسوله واعترافاً بفضله عليهم في تأمين سبلهم ومعايشهم.

قال صلى الله عليه وسلم: ( من أهان سلطان الله أهانه الله)

ولما خرج أبو ذر إلى الربذة، لقيه ركب من أهل الفتن، فقالوا: يا أباذر، قد بلغنا الذي صنع بك، فاعقد لواءً يأتك رجال ما شئت ؛قال: مهلاً مهلاً يا أهل الإسلام فإني سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول: " سيكون بعدي سلطان فأعزوه، من التمس ذله ثغر ثغرة في الإسلام، ولم يقبل من توبة حتى يعيدها كما كانت".

رضي الله عنه .. ما أراد دنيا ولا زاحم عليها كما يفعل الخوارج، الذين لو عرض عليهم هذا العرض لتسابقوا إليه واغتروا به ورأوه فرصة لتحقيق دنياهم بدمار دنيا غيرهم ودينة.

ولذلك.. كلما تجرأ الناس على الحاكم اختل الأمن وتزعزع الهدوء وقديماً قيل: (الملك هيبة ).

كما أنه من تمام توقيره عدم غيبته، لأن ذلك مما يحط من قدره ويجرئ الناس عليه فتذهب هيبته من قلوب الرعية، فتتحرك الفتن، ويهيج الشر ؛وربما أدى ذلك إلى خروج الرعية عليه وتخريب البلاد وإفساد معايش العباد.

وإن مما يفعله بعض الجهال لقلة ورعهم ودينهم، إن أبغضوا حاكماً ألصقوا به التهم فجعلوه فاسقاً خماراً؛ ماجناً زنديقاً؛ دون بينة واضحة ولا سلطان بين.

وهؤلاء لو راقبوا الله لما نطقوا بهذا الكلام ؛ وقد قال الله تعالى: " ستكتب شهادتهم ويسألون".

وقد حدثت في العصور الأولى قصة شبيهة بما يفعله بعض الناس من الطعن في الحكام؛أو عمال للحكام- ربما كان بعضهم أكثر ديانة وحراسة لثغور الإسلام من هؤلاء المتكلمين-؛ وذلك أنه لما رجع أهل المدينة من عند يزيد بن معاوية، مشى بعضهم إلى محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما فأرادوه على خلع يزيد؛ فأبى عليهم.

فقال بعضهم: إن يزيد يشرب الخمر، ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب.

فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون؛ وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير، يسأل عن الفقه ملازماً للسنة.

قالوا: فإن ذلك كان منه تصنعاً لك0

( وهذه الشبهة التي تطلق دائما حتى في أزماننا هذه من قبل خوارج العصر).

فقال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع.

أفاطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟! فلئن أطلعكم على ذلك، إنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم؛ فما يحل لكم أن تشهدوا بمالم تعلموا .

قالوا: إنه عندنا لحق ؛ وإن لم نكن رأيناه0

قال: أبى الله ذلك على أهل الشهادة فقال: ( إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) ولست من أمركم في شيء.

واعلم أنه مما ينبغي للسلطان على رعيته الدعاء له؛ وهذا من علامات السني المتبع لهدي نبيه صلوات ربي وسلامه عليه؛ قال الإمام البربهاري رحمه الله : ( إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان ، فاعلم أنه صاحب هوى ، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله).

وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: ( لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام)0

قيل: وكيف ذلك يا أبا علي؟!

قال: متى صيرتها في نفسي لم تجزني، ومتى صيرتها في الإمام عمت، فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد .

فقبّل ابن المبارك جبهته وقال: ( يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك ) فيا لله ما أعظم فقههم.

ولا يدعى عليهم لما في ذلك من الشر المستطير؛ وقد جيء للنبي صلى الله عليه وسلم برجل يشرب الخمر فلعنه أحد الصحابة فنهاه قائلاً : ( لا تعن الشيطان على أخيك) 0

والدعاء على الحاكم إعانة للشيطان عليه؛ قال أبو عثمان الزاهد:

( فانصح للسلطان وأكثر له من الدعاء بالصلاح والرشاد بالقول والعمل والحكم، فإنهم إذا صلحوا صلح العباد بصلاحهم، وإياك أن تدعو عليهم باللعنة فيزدادوا شراً ويزداد البلاء على المسلمين؛ ولكن ادع لهم بالتوبة فيتركوا الشر فيرتفع البلاء عن المسلمين ).

وقال معروف الكرخي : ( من لعن إمامه حرم عدله)

كما ينبغي إقامة العذر للسلطان فيما لا يطلع عليه إلا هو ؛ فهذا أعظم الفقه وغايته؛ وثق أنه مبتلى بعظائم الأمور وإن رآه الناس في عافية.

قال الطرطوشي رحمه الله: ( كان العلماء يقولون: أقيموا عذر السلطان لانتشار الأمور عليه ؛ وكثرة ما يكابده من ضبط جوانب المملكة ، واستئلاف الأعداء، وإرضاء الأولياء؛ وقلة الناصح؛ وكثرة التدليس والطمع ).

ومما يخطئ به البعض- بسبب الأفكار المنحرفة- ظنه أنه لمجرد كون الحاكم حاكماً أن هذا يبيح عرضه وسبه والكلام عليه بما لا يجوز ولا يستحسن.

وكم من الحكام من له فضائل على بلده وأمته أكثر ممن يخاصمونه من أجل الملك والدنيا من أولئك الخوارج الذين تزيوا بزي النساك؛ فيكف الله بالسلطان الدم وتقام الشعائر وتقام الجماعات والجمع ؛ويأمن السبيل ؛ أليس هذا حريٌّ بأن يشكر له؟!.

ومن تأمل بعين البصيرة علم أنه لربما انفتحت بذهاب هذا الحاكم الذي يسوس أمره أبواب الفتن ؛ فأورثه ذلك الرضا بسلطانه0

قال عمار بن ليث الواسطي:

( قال الفضيل بن عياض : ما من نفس تموت أشد علي موتا من أمير المؤمنين هارون؛ ولوددت أن الله زاد من عمري في عمره ، فكبر ذلك علينا ، فلما مات هارون وظهرت الفتن ، قلنا: الشيخ كان أعلم بما تكلم ).

والفضيل-رحمه الله- قال ذلك ديانةً لله ، لم يقل ذلك طمعاً في دنيا؛ بل إنه كان من العباد الزهاد؛ وكان يعطيه هارون -رحمه الله – العطاء والمال فيرفضه ولا يأخذ منه شيئاً؛ وإنما كان قوله هذا دليلاً على فقهه وديانته ؛ فلا نامت أعين الخوارج.

فيا أيها المسلمون..

تحسسوا هذه النعم حيث تسيرون آمنين في الطريق؛ محفوظة أعراضكم، مأمنة سبلكم؛ موفرة معايشكم؛ وغيركم محروم من ذلك ؛ فاشكروا لمن ولاه الله أمركم، ولا تغتروا بالخوارج الذين ينافسون على الحكم من أجل دنياهم، ولو تَوَلّوْكُم لأفسدوا دينكم ومنعوكم الدنيا0

وتأملوا في كثير من البلاد الإسلامية - التي أفسدها الخوارج بزرع القلاقل والفتن- لا زالت تأن من الحسرات؛ وفسدت معايش الناس ؛ وحل الخوف والرعب في كل طريق؛ فلا يهنأ الناس في عبادة ولا يستمتعون بعيش ؛ وزعماء الخوارج الذين أحدثوا كل هذا الفساد ؛ يعيشون بين أظهر الكفار؛ ويكتفون بتوجيه الأغبياء لتدمير بلادهم المسلمة.

فأين زعماء خوارج العصر من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنا بريء ممن سكن بين أظهر المشركين) ؟!!

ويا طالب الحق00 يا من تريد اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في سنته وسيرته..

اعلم أن الكلام في هذا الموضوع الذي يتعلق بجانب السلطان حساس جداً ؛ ولكن الكلام فيه ديانة لله ، وقد كان أجلة أئمة الإسلام يتكلمون فيه ، ويؤلفون فيه الكتب بعيدا عن الأعراض الدنيوية ، وما ألفوا إلا ديانة لله ؛ وخوفا على الأمة من الاختلاف المؤدي إلى الهرج والمرج- وهو الخلاف على السلطان-0

ولا تغتر بكلام أولئك الخوارج الخونة الذين يشهّرون بمن تكلم في هذا الموضوع ويرجفون به بأنه ما قال ذلك إلا مداهنة ورياء ؛ بل هو دين وشرع ، والنوايا عند عالمها سبحانه وتعالى ؛" وإنما لكل امرئ ما نوى "0

كما أن الكلام في هذا وبيان فضل السلطان من المروءة ومن شكر المعروف؛ ولا يرضى المسلم أن يكون له مثل السوء ؛ فيسب حاكمه الذي يأكل في صحنه؛ ويعيش في ظله؛ فيكون كالكلب الذي يأكل في الصحن ثم يبول فيه0

والعجب العجاب أن أكثر من يسب الحكام ويهينهم؛ هو أكثر الناس استفادة من خيرهم وأكلا في صحونهم ؛ فلا تعجب 00إنا في زمن المتناقضات0

والأمر المحير : أن بعض هؤلاء قبل أن تتوحد البلاد على السلطان كان مستضعفا في الأرض؛ لا يقدر على حماية نفسه وأمواله وبساتينه ، فإذا به لما منّ الله عليه بالأمن والنعمة في ظل حاكم يرعى له ذلك فإذا به يهدر كما يهدر الجمل الحاقد ؛ ويرغي ويزبد ؛ ويصيح ويندد ، نسي هذا الأحمق أنه لو حصل تفكك وضعف في السلطان أن المتضرر الأكبر من هذا الانفلات هو وأمثاله الذين لا يستطيعون عيشا بين أفواج الأمم المتناحرة؛ والوحوش الكاسرة .

فليت هذا وأمثاله ينظر إلى ماضيه وحاضره ؛ فيشكر نعمة الله عليه أن صار موقرا بعد ذلته؛ وغنيا بعد فاقته ؛ بسبب أمن السلطان الذي أنعم الله به عليه0

 

 

إن إنكار المنكر من محاسن دين الإسلام ؛ وقد امتدح الله -سبحانه وتعالى- هذه الأمة به؛ فقال تعالى : " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ..."ولكن ليس الحاكم كغيره في هذا الباب 0

ومما وفق له أهل السنة ، وضل عنه الخوارج طريقة الإنكار على الحاكم -مما لا يفتح باب فتنة وشر على المسلمين -وذلك أن ينصح الحاكم سرا فيما صدر عنه من المنكرات ؛ ولا يكون ذلك على رؤوس المنابر ؛ وفي مجامع الناس لما ينتج عن ذلك من تأليب العامة وإثارة الرعاع ، وإشعال فتيل الفتنة0

والإنكار العلني على الحاكم ليس دأب أهل السنة والجماعة؛ بل سبيلهم ومنهجهم جمع قلوب الناس على ولاتهم؛ والعمل على نشر المحبة بين الراعي والرعية ؛ والأمر بالصبر على ما يصدر من الولاة من استئثار بالمال؛ أو ظلم للعباد؛والتحذيرمن المنكرات عموما أمام الناس دون تخصيصِ فاعل؛ كالتحذير من الزنا والربى والظلم – ونحو ذلك – بالعموم0

وقد بينت لنا السنة الغراء كيفية الإنكار على الحاكم؛ وأن يكون ذلك سرا دفعا للمفسدة؛ ومن ذلك ما جاء في الحديث : ( أن عياض بن غنم جلد صاحب (دارا ) حين فتحت فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض؛ ثم مكث ليالي فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه ثم قال هشام لعياض : ألم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن من أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس ) . فقال عياض بن غنم : يا هشام بن حكيم: قد سمعنا ما سمعت؛ ورأينا ما رأيت؛ أولم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية؛ ولكن ليأخذ بيده فيخلو به ؛ فإن قبل منه فذاك ؛ وإلا كان قد أدى الذي عليه " ؛ وإنك يا هشام لأنت الجريء ؛ إذ تجترئ على سلطان الله؛ فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله تبارك وتعالى "0

ولو أن الدعاة المخلصين أخذوا بهذا الأصل في النصيحة سرا للولاة ؛ لأصلح الله لهم الحكام؛ وكان أدعى لإخلاصهم؛ وأنت ترى أن عامة الناس يغضبون إذا نصحوا علنا؛ فكيف بالحاكم00؟!

وما سد الشارع باب الإنكار العلني على السلطان؛ إلا لما ينتجه ذلك من الفتن والفساد ؛ وقد جاء في البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قيل له ألا تدخل على عثمان لتكلمه ؟ فقال :" أترون أني لا أكلِّمه إلا أسمعكم ؛والله لقد كلمته بيني وبينه ما دون أن أفتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه "0

قال أهل العلم : مراد أسامة أنه لا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الإمام لما يخشى من عاقبة ذلك ؛ بل يتلطف به وينصحه سرا فذلك أجدر بالقبول؛ ولما فتحوا الشر في زمن عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عليه جهرة؛ نشأ عن ذلك قتله؛ ونمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم0

ومن تأمل هذه النصوص علم أن الإنكار العلني على السلطان مقدمة للخروج عليه وباب من أبواب الفتنة العمياء الصماء0

وقد خالف بعض الوعاظ والقصاص -من مروجي فكر الخوارج- في هذا العصر؛والمتصدرون للدعوات السياسية هذا الأصل في إسرار النصيحة للسلطان؛ فباتوا يهيجون الشباب على الخروج ويزينونه لهم ويحيكون لذلك القصص الملفقة ويلتمسون الروايات الضعيفة لنصرة مذهبهم الخارجي الغالي المتشدد 0

قال ابن عثيمين رحمه الله : " مخالفة السلطان فيما ليس من ضروريات الدين علنا وإنكار ذلك عليه في المحافل والمساجد والصحف ومواضع الوعظ-وغير ذلك- ليس من باب النصيحة في شيء ؛ فلا تغتر بمن يفعل ذلك وإن كان عن حسن نية فإنه خلاف ما عليه السلف الصالح المقتدى بهم"0

هذا واعلموا أيها الفضلاء أن الله سبحانه وتعالى أوجب عليكم طاعة من ولي أمركم؛ فإياكم وتتبع فكر الخوارج؛ والانحراف عما جاء في نصوص السنة النيرة؛ التي تهدي إلى أقوم طريق وأوضح سبيل وأنجاه بين يدي الله تعالى 0

وخذوا العلم في هذا الباب الخطير عن أهله فها هي آثار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديكم فتأملوا بها، ولا تحيدوا عنها؛ فقد كانوا رضي الله عنهم يرون طاعة السلطان طاعة لله ولرسوله؛ لم يروا ذلك ذلاً ولا ضعفاً ؛ومن أجل ذلك سلم لهم دينهم وطابت لهم معايشهم0

" لما قدم أبو ذر رضي الله عنه على عثمان من الشام-وقد بلغه عنه شيء- وقف على الباب؛ وقال: يا أمير المؤمنين: افتح الباب حتى يدخل الناس، أتحسبني من قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم- أي الخوارج- يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه ، حتى يعود السهم على فوقه هم شر الخلق والخليقة.

والذي نفسي بيده ؛لو أمرتني أن أقعد لما قمت؛ ولو أمرتني أن أكون قائماً لقمت ما أمكنتني رجلاي؛ ولو ربطتني على بعير لم أطلق نفسي حتى تكون أنت الذي تطلقني؛ ثم استأذنه أن يأتي الربذة، فأذن له، فأتاها،فإذا عبد يؤمهم فقالوا: أبو ذر؛ فنكص العبد، فقيل له: تقدم؛ فقال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم : أن أسمع وأطيع ولو لعبد حبشي مجدع الأطراف"0

واحذروا أن يلبس عليكم الخوارج ويقولون لكم أن هذه الأحاديث إنما هي في الولاة و السلاطين العادلين0!!

لا .. بل إنها تشمل الحاكم المسلم؛ البرَّ والفاجرَ الظالم ؛ ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :" يكون بعدي أئمة، لا يهتدون بهداي ، ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس"؛ قال حذيفة رضي الله عنه ؛ قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع"0

فهذا الحديث يبين مع أن كون السلطان ظالما جائرا ؛ فقد أمر المسلم بالسمع والطاعة له0

وليس معنى هذا أن يطاع الحاكم في معصية الله؛ فلو أمر الناس بمعصية فلا طاعة له لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إنما الطاعة بالمعروف)؛ وقوله : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)0

فلو أمر الناس بأمر محرم فلا يطاع في ذلك كما يجب عليهم بغض ما ارتكبه من المعاصي.

وتعجب من أناس تمر بهم هذه النصوص فلا يسمعون ولا يفقهون؛ قد أعماهم ما في نفوسهم من البدع والهوى عن فقه النصوص الشرعية؛ وتأملِ هذه الآداب المرعية0

وكيف يوفق مبتدع00؟؟!! أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل فلن تجد له سبيلا0

فما فتئوا يألبون الناس على حكامهم حتى أفسدوا القلوب وملؤوها بالحقد والضغينة والغل والحسد، والمصيبة أن بعض هؤلاء أصبح رأسا لفكر الخوارج في هذا الزمان وهو قليل البضاعة في العلم نفخت به القنوات الفضائية- حتى ظن نفسه عالما- وهو خليط من الجهل، وما أجدر هذا وأمثاله بقول الراغب الأصفهاني رحمه الله حين قال:

"ولما ترشح قوم للزعامة في العلم بغير استحقاق، وأحدثوا بجهلهم بدعاً استغروا بها العامة؛ واستجلبوا بها منفعة ورياسة، فوجدوا من العامة مساعدة لمشاكلتهم لهم؛ وقرب جوهرهم منهم، وفتحوا بذلك طرقا منسدة، ورفعوا ستورا مسبلة، وطلبوا منزلة الخاصة فوصلوا إليها بالوقاحة وبما فيهم من الشرة ، فبدعوا العلماء وجهلوهم اغتصابا لسلطانهم ، ومنازعة لمكانهم، فأغروا بهم أتباعهم حتى وطئوهم بأظلافهم وأخفافهم ، فتولد بذلك البوار والجور العام والعار".

ومن تأمل كلام الراغب وأنزله على خوارج عصرنا رأى أنه لم يغادر منهم موضع إبرة0

فهاهم يتزعمون رئاسة العلم بلا علم، ويحدثون البدع، ويتصنعون للحكام حتى يصلوا إلى ما يريدون من الجاه ، ويستعينون بالفساق من أجل تشويه صورة أهل الحق، ويحيكون عليهم القصص الكاذبة والأراجيف الباطلة لتنفير الناس منهم لأنهم يحذرون من فكرهم الباطل.

هذا واعلموا أيها المسلمون00 أن غالب من خرج على الحكام؛ وهيج عليهم العوام وأهاج عليهم الفتن؛ ما فعل ذلك إلا من أجل الجاه أو المال؛وقد يتلبس بلباس الدين للاستخفاف بعقول أتباعه من الجهال الذين والَوا كل مبتدع؛ وأبغضوا كل صاحب سنة0

ولو تأملت في خوارج العصر؛ لرأيت أن ولاءهم للحاكم مرتبط بالجاه والمال والدنيا؛ "فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون)0

ومن كان هذا حاله فهو مخذول ؛متوعد بما يسوؤه على لسان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث قال : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل؛ ورجل بايع رجلاً بسلعة بعد العصر فحلف بالله لأخذها بكذا وكذا ؛فصدقه؛ وهو على غير ذلك؛ ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها وفـى؛وإن لم يعطه منها لم يف" 0

قال ابن تيمية رحمه الله : " فطاعة الله ورسوله واجبة على كل أحد ، وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعتهم، فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر ، فأجره على الله؛ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال فإن أعطوه أطاعهم وإن منعوه عصاهم ، فما له في الآخرة من خلاق"0

والعجيب أن بعض زعماء الخوارج في عصرنا؛ لما أعطي من الدنيا بدا يتكلم بكلام الأخيار؛بل وصل كلامه في مدح الحكام حدا لم يتكلم به من يحبهم أشد الحب، وبعضهم بدأ ينكر أفعال أتباعه الذين يقومون بعمل التفجيرات؛وترويع الآمنين؛ وسفك الدماء، وأشرطته مليئة بالحث على الهيجان والخروج.

والمصيبة أن بعض الحمقى لا زال يمجد هؤلاء ويقدمهم؛ وقد انكشف حالهم لكل مبصر؛ وقد افتضح أمرهم من كثرة خروجهم في القنوات الفضائية ؛وبان جهلهم للناس وتخبطهم؛ لأنهم تقحموا باباً لا قدرة لهم بدخوله؛ وليتهم يصدقون فيما يتكلمون به ، بل إن لكلامهم ألف وجه وألف معنى ؛ وبدأوا يستعملون التقيّة 0

ولا أعجب من رجل يستنكر أفعال التفجير في بلاد التوحيد- في بيان أصدره- وفي نفس البيان يطالب بمزيد من الحريات 0

فأي حريات يطالب بها هذا وأمثاله من مثيري الفتن ؟؟!! ؛ وما دخل هذه التفجيرات بالحريات..؟!0

إذن هل كانت التفجيرات لدنيا ؛ أم أن عقول هؤلاء الشباب تلوثت ورأوا أن ذلك دين فسارعوا إلى تطبيقه؟؟

ولماذا يستغل هذا المتلون مثل هذا الظرف السيئ ويدخل مدخل السوء فيطالب بالحريات؛ في وقت يطالب فيه أهل الفساد والفسق بالحريات المزعومة!!

فهل هو تأييد لمطالبهم ؟!!

وإن كنت متعجبا!!.. فاعجب من أناس يريدون أن يليهم أمثال عمر بن عبد العزيز وهم قد تركوا أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وسارعوا إلى المحرمات وتركوا الواجبات ؛ وقد قيل : " مثلما تكونوا يولى عليكم " ؛ وقال تعالى:

"وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون "0

فإذا ابتلي الناس بحاكم ظالم ؛ فليعلموا أن ذلك من كسب أيديهم ؛ ولا يرفعه عنهم إلا التوبة لله رب العالمين0

قال الحسن البصري رحمه الله : اعلم- عافاك الله- : أن جور الملوك نقمة من نقم الله تعالى؛ ونقم الله لا تلاقى بالسيوف ، وإنما تتقى وتستدفع بالدعاء والتوبة والإنابة والإقلاع عن الذنوب0

إن نقم الله متى لقيت بالسيف كانت هي أقطع؛ ولقد حدثني مالك بن دينار أن الحجاج كان يقول :اعلموا أنكم كلما أحدثتم ذنبا أحـدث الله في سلطانكم عقوبة ؛ ولقد حُدثت أن قائلاً قال للحجاج : إنك تفعل بأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيت وكيت!! ؛ فقال: أجل ؛ إنما أنا نقمة على أهل العراق لما أحدثوا في دينهم ما أحدثوا ، وتركوا من شرائع نبيهم عليه الصلاة والسلام ما تركوا0

وقيل: إن الحسن سمع رجلا يدعو على الحجاج فقال : لا تفعل- رحمك الله- إنكم من أنفسكم أُتيتم ، إنما أخاف إن عزل الحجاج أو مات؛ أن تليكم القردة والخنازير0

وقال رحمه الله: ( والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا؛ ما لبثوا أن يرفع الله عز وجل ذلك عنهم- وذلك أنهم يفزعون إلى السيف فيُوكلُون إليه ؛ووالله ماجاؤوا بيوم خير قط ؛ ثم تلا قوله تعالى: ( وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون)0

هذا واعلموا أنه لم يُعهد في تاريخ الأمة الإسلامية ؛ أن طائفة خرجت على السلطان فنصروا عليه0

ومن تأمل في قوله صلى الله عليه وسلم: " السلطان ظل الله في الأرض من أكرمه أكرمه الله ؛ ومن أهانه أهانه الله ) ؛ علم السر في ذلك0

 

نسأل الله ان يقينا شر الفتن ؛وان يرزقنا الإخلاص والقبول؛وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه لا بطراً ولا رياءً ولا سمعةً0

 

أسأل الله لي ولكن الثبات وحسن الخاتمة

والسلام عليكم ورحمة الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم الى نواس أخيتي بارك الله فيك إقرئي المقال:

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على من اصطفى وبعد، فيقول الله تعالى (ولا تكن للخائنين خصيماً ) (النساء : آية 105) ويقول تعالى (ولاتجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً ) (النساء : 107) ويقول تعالى (هاأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أمن يكون عليهم وكيلاً) (النساء: آية 109) .

 

إن مما لا شك فيه ، ولا ريب يعتريه : أن قضية الإرهاب أصبحت في عصرنا هذا من أهم القضايا التي دوخت الأوساط الدولية، والدول الإسلامية كغيرها نالها نصيب من الإرهاب على تفاوت بينها ، ونال بلاد الحرمين من ذلك شيء كثير !فما معنى الإرهاب ياترى، وما هي البواعث والأسباب التي تؤدي إليه ، وما حجم الأضرار التي تنتج عن تلكم الممارسات الإرهابية الظالم أهلها.

 

إن الإرهاب كلمة لها معنى ذو صور متعددة ، يجمعها : الإخافة والترويع للآمنين بدون حق ، وإزهاق الأنفس البريئة وإتلاف الأموال المعصومة ، وهتك الأعراض المصونة، وشق عصا المسلمين وتفريق جماعتهم والخروج على إمامهم وتهييج الشباب ضد بلادهم والزج بهم في مواجهات ومصادمات مع ولاة الأمر والعلماء في صور من الإرهاب الفكري مخزية.

 

فيعقب ذلك الإرهاب : تغيير النعم لتحل محلها الفتن والنقم ويظهر الفساد في الأرض، وما أحداث الجزائر عنا ببعيد، فقد قتل فيها باسم الجهاد والدعوة أكثر من مائة ألف مسلم ، نعم ، إنها والله ثمرة أشرطة التهييج والهمز واللمز والطعن في العلماء والأمراء وهي ثمرة وشاهد على فساد الجماعات الإسلامية الحركية المحدثة ، والتي أولها أناشيد وتمثيل يسمونه إسلاميا وتهييج ، وآخرها تكفير وتفجير ، فأفسدوا الدين والدنيا، وخربوا البلاد روعوا العباد ، وكل هذا باسم الجهاد والدعوة إلى تحكيم الشريعة ! فليتهم يحكمون الشريعة في أنفسهم فينبذون جماعاتهم وأحزابهم البدعية وفكر الخوارج الضلال ويعودون إلى الدعوة السلفية المباركة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويكفون عن دماء المعصومين من المسلمين وغيرهم. ويشتغلون بالعلم والتعليم وتفقيه الأمة والإصلاح بالطرق المشروعة.

 

واذا كان الامر كذلك :

1- فما الاختطاف للبشر في المراكب الجوية وغيرها، وما اغتيال الزعماء والتفجير في منشآت الدول بدون حق إلا صورة من صور الإرهاب المنتنة الفاتنة .

2- وما التخطيط الرهيب للانقلابات وقتل رجال الأمن إلا من الإرهاب الآثم.

3- وما عمل الجماعات المسلحة في بعض الأقطار، والتي تصول وتجول باسم الجهاد والدعوة إلى توحيد الحاكمية زعموا ، فتقتل هذا ، وتأخذ مال هذا ، وتروع الأسر والدول ، وتنسف المصالح والمنشآت وتغتال رجال الدولة ونواب ولي الأمر ظلماً وعدوانا وتجد من أدعياء العلم الذين سموهم دعاة ومشايخ صحوة ومفكرين إسلاميين، تجد منهم من يؤيد ويبرر ويرجع تلك الجرائم المروعة إلى تقصير الولاة والعلماء! ، بل قد يصدرون الفتاوى في إباحة دماء الحكام وأتباعهم.فلم يسلم من شرهم أحد من الناس في أوطانهم إلا من كان متقيداً بخطط التنظيم الحزبي الحركي. الله أكبر ، كم من عالم سلفي عاقل ناصح ، قد ناداهم وحذرهم من هذه الطرق المهلكة والمناهج الفاسدة فلم يقبلوا نصحه بل وقعوا في عرضه ، وقالوا في حقه : عميل مداهن ، لا يفقه الواقع ولا يحمل هم الإسلام، ولا يلتف حول الشباب ، ولا يتفهم قضايا الأمة، إلى آخر ما ورد في قاموس الجماعات الحركيات في باب:" سب علماء والسنة والتوحيد وإبعاد الشباب عنهم وربطهم برموز الحركة وقيادتها" وأما ما أوردوه في باب: "تهميش دعوة الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب لتحل محلها الدعوات الحزبية الوافدة الحركية إلى بلاد الحرمين "، فشيء عجيب، والله لو علمت بما عندهم في هذا الباب لفزعت وذهلت ، ولا تعجل فهذه ثمراتهم ومن ثمارهم تعرفونهم: ألا يوجد في شبابنا من يطعن في علمائنا ثم يوقر رموز الجماعات الحركية ويصف قادتها بالشهداء والمنظرين والمصلحين والمجددين والمجاهدين! فإذا ما بين له علماؤنا ما عندهم من بدع وشركيات وخرافات صوفية وضلالات وجهالات، قال أنتم تحسدونهم ويملى عليكم بكرة وأصيلا. ألا يوجد من شبابنا من يكفر بلادنا ويتقرب إلى الله بالتفجير فيها؟ فبمن تأثر ومن قدوته في ذلك؟ أهو ابن باز والألباني وابن عثيمين وهيئة كبار العلماء ، لا لا وألف لا ، وإنما تأثر أولئك الشباب بكتب من يسمون بالمفكرين الاسلاميين، ومن سار على طريقهم (الثورة والتهيج) من الدعاة الحركيين من بني جلدتنا تحت غطاء : سلفية المنهج وعصرية المواجهة وان اردتم برهاناً على سعي أولئك في تهميش دعوتنا السلفية . فاختبروا بعض شبابنا، اختبروهم في دعوة الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب والجماعات الوافدة تكفيرية وصوفية وقطبية وسرورية محترقة، وانظروا لمن ولائهم ، وعمن يدافعون واسألوا عمن يتلقف شبابنا إذا خرجوا من بلادنا ، وإلى مراكز من يتجهون، وفي مساجد من يعتكفون، وفي معسكرات من على التكفير والتفجير يتدربون، وعلى منهج من إذا خرجوا للدعوة أياما معدودات يسيرون، ولمن على الجهاد لتحرير الحرمين يبايعون زعموا. من الذي غرر بشبابنا منذ حرب الخليج ونفرهم من العلماء: بعد فتوى ابن باز وابن عثيمين ومن معهما من هيئة كبار العلماء بجواز الاستعانة حتى زعم إفكا وزوراً أنه لا توجد عندنا مرجعية علمية موثوقة! ، إذا كان ابن باز وابن عثيمين وهيئة كبار العلماء غير موثوق بهم فمن الذي يوثق به .. إلى آخر ما جنته أيدي الحزبيين من إفساد لشبابنا ، ثم يزعمون أن سبب التفجير هو بُعْدُ العلماء عن الشباب ، وأن العلماء في أبراج عاجية وأنهم لا يسمعون للشباب وأنهم وأنهم.. الخ ، حتى صارت هذه الأحداث والتفجيرات الأخيرة فرصة لأولئك الجهال لتصفية حسابات قديمة مع العلماء ! ألا فاعلموا وبلغوا أن السبب هم أولئك الذين أبعدوا ونفروا الشباب من العلماء، وشوهوا صور مشايخنا في أذهان بعض شبابنا وصرفوهم إلى من لا علم عنده ولا بصيرة من دعاة التهريج والتهييج! فصدروا شيخ الصحوة زعموا والمفكر الجاهل بالكتاب والسنة، بل والمهرج. الله أكبر ، أهذا جزاء ابن باز وابن عثيمين والألباني وبقية علمائنا ، هل جزاؤهم وشكرهم أن يحملوا هذا الجرم الفظيع ؟ اللهم إنا نعوذ بك أن نظلم أو نظلم ، ونبرأ اليك ممن يطعنون في علمائنا، اللهم انا نبرأ اليك من أولئك: الذين يغررون ويغشون أمة محمد صلى الله عليه وسلم. ثم نقول لمن يطعنون في علمائنا بعد تلك التفجيرات: ما بالكم تذكرون سيئاتهم ولا تذكرون حسناتهم؟ أين منهج الموازانات يا أصحاب الموازنات الحركية التي تكيل بمكيالين وتزن بعشرين ميزاناً إلا الميزان السلفي.

4- ومن الحركات الإرهابية البشعة المخيفة ما قامت به عصابة شر غالية متطرفة ، أصحاب منامات وأماني كاذبات، وكان من خبر هذه الزمرة أنهم دخلوا بيت الحرام في مطلع هذا القرن الهجري ومعهم مهديهم المزعوم فطالبوا حجاج بيت الله الحرام والعاكفين والركع السجود عند بيت الله بمبايعة المهدي المزعوم تحت وطأة السلاح والقتل وطلقات البنادق والرشاشات وترويع الآمنين، فلا اله إلا الله كم سفكوا من الدماء ظلماً وعدواناً ، فأخافوا أهل البيت الحرام، وأفزعوا أهل الإسلام، حتى عطلت الجمع والجماعات في المسجد الحرام أياما عديدة، وتناثرت الجثث والأشلاء عند الكعبة والصفا وزمزم فناداهم العلماء لينزلوا على حكم شريعة الله ويتوبوا إلى ربهم . فأبوا إلا مواصلة السير في طريق الفساد والإرهاب والعصيان والعناد، فاستعان أهل الإسلام بربهم ولجأوا إليه وتضرعوا . فاستجاب الله دعاءهم ومكن جنود الإسلام منهم وطهر بيت الله الحرام، وقبض عليهم فلقوا جزاءهم ، وصدرت فتاوى العلماء في استنكار هذا الإرهاب الآثم. ولقد كان وزير الداخلية صريحاً واضحاً حين ذكر في حديث له في رمضان الماضي أن من أسباب هذه الفعلة تأثر اولئك الشباب بأفكار جماعتي التبليغ والإخوان المسلمين. وإنك لتعجب من بعض الناس ، لما دافع الوزير عن الهيئة -وقد أحسن- أبرزوا كلامه وشكروه وأعادوه، وأما كلامه المتقدم في التحذير من الجماعات الدعوية الوافدة وبيانه لآثارها فيطوي عند أولئك ولا يروى : و{لا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون} .

5- ومن صور الإرهاب ما قامت به شرذمة ضالة ، وعصابة ملحدة استهدفت حرم الآمن، وقامت بزرع المتفجرات المدمرة في حج سنة تسع وأربعمائة وألف للهجرة وتم التفجير بالفعل عند بيت الله الحرام يوم السابع من شهر ذي الحجة من السنة المذكورة، فقتل وأصيب عدد من حجاج بيت الله الحرام، فكانت العاقبة حميدة ، فقبض على أولئك المجرمين ونفذ فيهم حكم رب العالمين.

6- ومن صور الإرهاب ما قام به صدام حسين وحزبه الهالك من غزو للكويت وحشد لقواته على حدود بلاد الحرمين ، وإرساله الصواريخ إلى قلب الرياض، فلا إله إلا الله كم من دم معصوم سفك ، وكم من عرض انتهك ، وكم من مال معصوم خرب واهلك، ولكن كانت العاقبة حميدة، فرد الله هذا الظلم على عقبيه وانتقم للمظلومين ، وسلم بلاد الحرمين.

7- ومن صور الإرهاب : ذلك التفجير الآثم الذي وقع بمدينة الرياض بحي العليا سنة ست عشرة وأربعمائة وألف، والذي أخاف وأفزع وروع الآمنين، ثم تفتت قلوب أهل هذه البلاد أسى وكمداً حينما علموا ان الجناة من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، لكنهم تتلمذوا على أشرطة ألهبت مشاعرهم وأوغرت صدورهم ضد بلادهم وعلمائهم وحكامهم ثم كانت العاقبة حميدة ومكن الله منهم.

8- ومن صور الإرهاب ذلك التفجير المروع في مدينة الخبر سنة سبع عشرة وأربعمائة وألف، فهو والله صورة مخيفة من صور الإرهاب الظالم أهله، وكان أشد ضرراً من سابقه الذي كان بمدينة الرياض لكثرة ما نتج عنه من قتل وإصابات في المسلمين والمستأمنين. وستكون العاقبة حميدة بإذن الله وسيعثر عليهم ويلقون جزاءهم ، لأن الله لا يصلح عمل المفسدين .

9- ومن صور الإرهاب والتطرف هذا التفجير الأخير بمدينة الرياض عاصمة بلاد التوحيد حرسها الله من كل سوء في يوم الاثنين الحادي عشر من شهر ربيع الأول سنة أربع وعشرين وأربعمائة وألف ، فسفكت فيه دماء المعصومين من المسلمين والمستأمنين ، الله أكبر، ما ذنب أبنائنا الذين ازهقت أرواحهم في هذا التفجير الإرهابي الآثم، وبأي حق ترمل نسائهم ويفقدهم الولد والوالد، الله أكبر كم من أم مكلومة فقدت ابنها في هذا الحادث تدعو الله بالليل والنهار أن ينتقم لها من هؤلاء الظلمة، والله أعلم بما في قلب ذاك الأب من حسرات وهو يستلم جثة ابنه وقد تفحم واحترق، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " ويقول صلى الله عليه وسلم : " لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً " فاللهم انتقم لهؤلاء المؤمنين المظلومين ، اللهم اشف صدورهم ، اللهم أعظم اجورهم واغفر لموتاهم، واخلف لهم خيراً ، اللهم واكتب لموتانا أجر الشهداء واخلفهم في عقبهم وأصلح ذرياتهم من بعدهم، اللهم مكن جنود الاسلام ممن يسعى بالافساد وفي الارض اللهم افضحه واخذله وخذ بحق المظلومين منه ياذا الجلال والاكرام.

 

وإنك لتعجب كيف يقدم أولئك الشباب على هذه الجرائم المحرمة شرعاً ، وكيف يستبيحون دماءهم ودماء غيرهم ؟، ثم حلت المصيبة الأخرى وضاقت الصدور وازداد الناس غماً على غم لما ظهر أن من قام بهذه التفجيرات في بلاد الاسلام لا في بلاد الكفار هم من شبابنا ، فكيف يقع ذلك وصار حديث الناس في أسباب هذه الفعلة الشنيعة وكثر والله التلبيس والتضليل وتجهيل الأمة، بل والتبرير المغلف لهذه الأعمال الإرهابية الآثمة : فهل السبب المناهج الدراسية كلا ليست هي السبب ، لأن هؤلاء لا علاقة لهم بمناهجنا فإنهم ينفرون من التعليم النظامي وينفرون أتباعهم منه، ومناهجنا هي التي خرجت العالم والطبيب والسياسي الناصح. هل السبب البطالة كلا والله فهؤلاء يشككون في العمل في وظائف الدولة ويشتغلون بالتجارة ، وانك والله لتعجب من بعضهم كان يحث الشباب على ترك وظائف الدولة والاشتغال بالتجارة ليبقي حراً بزعمه ويقول دلوني على سوق المدينة. واليوم يزعم ان سبب التفجير فقدان أصحاب سوق المدينة للوظائف ؟ فأي تناقض هذا. وأي تلاعب بعقول الأتباع ؟ !

 

وهل السبب العلماء : هل السبب ابن باز وابن عثيمين والألباني وهيئة كبار العلماء ؟ لا أظن أن عاقلاً يحترم نفسه يقول ذلك ، ومن تفوه به فاكتبوه في سجل الأفاكين ، واحذروه فانه رجل سوء ولو كان فيه خير لشكر واعترف بفضل من علمه وفقهه، الله أكبر: سلم منك اليهود والنصارى ولم يسلم منك علماء السنة والتوحيد ، نعوذ بالله من الخذلان . ثم إن كان عندك رأي فاذهب إلى العلماء ليبينوا لك ويعلموك، أما أن تجرم علمائنا أمام العامة فهذا والله جناية على الشريعة وعلى العوام لأنهم إذا فقدوا الثقة بعلمائنا الربانيين فإلى أين يتجهون ومن يستفتون بعد ذلك وهل يرضى أولئك أن يتكلم في فقهاء الواقع ومشايخ الصحوة ورموز الإخوان المسلمين والتبليغ بهذه الطريقة أمام العامة مع ما فيها من تهكم واستعداء ومحاولة إسقاط لا أظنهم يرضون . وهل السبب كتب ابن تيمية لا والله فهو شيخ الاسلام حقاً والمجدد للدعوة السلفية وكتبه تعلن براءته من خوارج العصر الذين يتمسحون به ويحرفون كلامه ليوافق أهوائهم. وهل السبب دعوه الإمام المجدد (محمد بن عبدالوهاب) ومن معه من أئمة الدعوة السلفية بنجد، لا والله ، فإن آثارهم في البلاد والعباد حميدة . فدعوتهم سلفية نقية فيها العلم والحلم والسمع والطاعة ولزوم الجماعة ، ومن قرأ فتاويهم فيمن افتاتوا على الملك عبدالعزيز وأرادوا الجهاد دون إذنه يعلم أنهم في واد وجماعة التكفير في واد آخر، ولكنه التلبيس والتضليل. وهل السبب الدعوة السلفية المباركة، التي وصلت إلى الدنيا كلها، دعوة على منهاج النبوة وماكان عليه السلف الصالح . كلا والله ليست هي السبب لأنها تحذر من فكر هؤلاء الخوارج وتعلن البراءة منهم ويدل على ذلك عداء أصحاب هذا الفكر المتطرف للدعوة السلفية ومشايخها ، ووصفهم بالأوصاف المختلف للتنفير والتشويه: بازية ، عثيمينية، ألبانية، مرجفون في المدينة، إلى غير ذلك مما يطلقه الثوار على الدعوة السلفية دعوة الامام المجدد رحمه الله وغفر له. ومن تحايل هؤلاء الإرهابيين انهم قد يسمون أنفسهم بالجماعة السلفية للجهاد والهجرة ونحوذلك من الألقاب ، بقصد التضليل وتشويه صورة الدعوة السلفية . ولكن إذا رأيت أفعالهم وإرهابهم علمت براءة الدعوة السلفية منهم. وهل السبب الحكم بغير ما أنزل الله ، لا والله كذبوا ، فإن بلادنا ولله الحمد والمنة خير بلاد الدنيا في تطبيق شرع الله والحكم بما أنزل ، وتحقيق التوحيد ومحاربة الشرك والقبور التي تعبد من دون الله فلله الحمد والمنة ، ونعوذ به من كفران النعمة.

 

وهل السبب التضييق على الدعوة كما زعم بعض الحركيين في مقابلة له مع إحدى القنوات الفضائية : لا والله ، لقد كذب وافترى ، فإن الدعوة في بلادنا قائمة على قدم وساق ومكاتب الدعوة والجاليات ، والمحاضرات والندوات ، والدروس العلمية في كل مكان فماذا نريد بعد ذلك ؟ أما إيقاف من فيه شر وإفساد حماية للمجتمع من أفكاره فهذا من حق ولي الأمر كما يقول العلامة ابن باز ، بل قد يجب على ولي الأمر ذلك إن لم يندفع شره نصحاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ‍‍!والعجب أن هؤلاء أصبحوا ينادون بعد التفجيرات بالحوار ، فيقال أهلا وسهلا ، تعالوا نتحاور في فكر سيد قطب التكفيري الثوري وأثره على شباب بلاد الحرمين، ولنتحاور في فكر الخوارج الذين سرى إلى شبابنا، من الذين مهد له منذ حرب الخليج وما صاحبها من أشرطة استعداء للشباب على الدولة وتهييج . ولنتحاور في فكر الإخوان المسلمين الذي يصدق عليه أنه( لا يرد لامس بدعي) وفكر جماعة التبليغ الصوفي المفسد . هكذا فلنتحاور إن كنتم تريدون الحوار حقاً للوصول إلى الحق .

 

وهل السبب وجود المنكرات: والجواب أن يقال : إن المنكرات كانت في الدول الإسلامية من قبل : الأموية والعباسية وغيرهما ، فلم يكن ذلك مبرراً للإفساد وسفك الدماء والخروج على ولاة الأمر، بل الواجب الإصلاح والنصيحة بالتي هي أحسن، بل لقد وجد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم رجل زنا فرجم وهو ما عز رضي الله عنه، ثم الغامدية ورجمت رضي الله عنه ، وسرقت امرأة مخزومية فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها، وجيئ برجل قد شرب الخمر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بجلده وفي زمن النبي صلى الله عليه وسلم قتل رجل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وصلى عليه بقية الناس ، فعل ذلك زجراً وتأديباً فماذا تقولون بعد ذلك ؟.

 

وهل السبب أن العلماء أغلقوا أبوابهم في وجوه الشباب ولم تتسع صدورهم لهم لا وربي ما كان ذلك وما يكون إن شاء الله ، وبرهان ذلك بين لكل ذي عقل وعينين فبيوت العلماء ومجالسهم مفتوحة للصغير والكبير ، وطالب العلم وغيره ، ودار الإفتاء ولله الحمد تستقبل من أراد العلم والفتيا والرأي السديد ، وتأدب مع العلماء ، وأما الغوغائية فلا مكان لها عندهم ، وينبغي أن يكرم أهل العلم عن ذلك .

 

ألا فأعلموا أن دار الإفتاء : كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نصرة الدين وبيان الحق للخلق ، ومن يطعن في الأولى سلفه وشيخه من يطعن في الثانية ، فاحذروهم بارك الله فيكم ولا تفتحوا الباب للعلمانيين والجهال ، واحذروا أن يؤتى الإسلام من قبلكم ، فإن العلمانيين يفرحون بطعن الأغرار في علماء الإسلام , واعملوا أن الإمام أحمد يقول : لحوم العلماء مسمومة من شمها مرض ومن أكلها مات . وقال الناصحون : من تعدى على العلماء بالثلب ابتلاه الله بموت القلب .

 

ومن تحايل بعض الحزبيين الطاعنين في العلماء عبر القنوات الفضائية : زعمه أن ذلك من باب الصراحة والنقد والنصيحة فيقال له : نحن ننتظر منك إذاً : النصيحة والنقد لفقهاء الواقع ومشايخ الصحوة ودعاة الحزبية ورموز الإخوان المسلمين والتبليغ وصاحبهم محمد سرور ...إلخ حتى نعلم هل ذلك منك نصيحة للعلماء أم فضيحة . وزعم بعضهم أن السبب فقدان الشورى وليس هذا بشيء ، فإن الشورى عندنا لها مجلس يخصها يضم نخبة من أهل العلم والخبرة والمشورة .

 

وليعلم أن ولي الأمر له أن يفعل الأمر أحيانا دون مشورة فلا يجب عليه أن يشاور في كل أمر فإن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة عام الفتح ولم يخبر أحدا بوجهته سوى ابي بكر رضي الله عنه حتى يفاجأ كفار مكة ولم يستشر أحدا في ذلك ، صلوات الله وسلامه عليه ، ثم إذا شاور ولي الأمر فلا يلزمه قبول المشورة إن رأى الأصلح في غيرها . ففي غزوة بدر استشار النبي صلى الله عليه وسلم عمر في أسارى بدر فأشار عليه بقتلهم ، فلم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمشورته ، ولما عزم أبو بكر على قتال المرتدين أشار عليه عمر بترك قتالهم لهم فلم يأخذ أبو بكر بمشورة عمر الفاروق وقاتلهم وحصل من ذلك خير عظيم ودحر لأهل الباطل . وهل السبب أن هؤلاء الشباب اجتهدوا فأخطأوا ، هكذا .. أخطأوا ؟ فيقال : وهل هم من أهل الاجتهاد حتى يجتهدوا ، بل الواجب أن يتورعوا وأن يحذروا القول على الله بلا علم ، والجرأة على الفتيا في هذه الأمور العظام ، ثم يقال : وهل سفك الدم الحرام ( دماء المعصومين من المسلمين والمعاهدين ) هل هو محل اجتهاد ، وهل قتل رجال الأمن الموحدين في البلد الحرام مكة : هو أيضاً اجتهاد ؟ نعم .. إنه اجتهاد الجهال وفتوى المضللين! وأما الاعتذار لهم بصغر السن فيقال:إن النصوص دلت على أن القلم مرفوع عن الصبي حتى يبلغ وهؤلاء كلهم بالغون مكلفون ، ثم لو أنهم فعلوها وفجروا الأسواق والعمارات في مكة وغيرها لقال عنهم المفتونون إنهم أبطال كأسامة بن زيد الذي قاد الجيوش وهو دون العشرين.

 

فالحذر الحذر معاشر الإخوان ، فإن هذه الأسباب المدعاة تفتح الباب لدعاة الفتنة ، وتعطيهم المبرر لتكرار هذه الجرائم المروعة ، ولننظر في هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج لقد أمر بقتلهم وأخبر أنهم شر قتلى تحت أديم السماء ووصفهم بأنهم كلاب النار مع شدة عبادتهم وزهدهم وبكائهم تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وقراءتكم عند قراءتهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، وقاتلهم علي رضي الله عنه ومن معه من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ، فقتلوهم شر قتلة يوم النهروان فهذا حكم الله فيهم لعظيم شرهم وذلك أنهم يكفرون المسلمين بالكبائر ، ويردون السنة بظاهر القرآن ، ويستبيحون دماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم . فيا شباب الإسلام : اتقوا الله في أنفسكم واحذروا دعاة الباطل ، فها هم بعض شبابنا لما أصغوا اليهم أوردوهم المهالك ، فالنجاء النجاء .. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين أن أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، إلا واحدة فقط جعلنا الله منها ، وهؤلاء هم أهل السنة السلفيون ، المتمسكون بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأخيار .

 

فاحذروا دعاة الحزبية والفتنة ، الذين يصرفون الشباب عن العلم والعلماء إلى طريقة الحرورية السفهاء : باسم الفكر الإسلامي والدعوة والجهاد وإنكار المنكر ، فإلى متى إلى متى يا أخي ؟؟

 

إن الله جل وعلا ، باعثك ، وسائلك عن شبابك وعمرك فيم أفنيته ، وإن من خير ما تأتي به يوم القيامة التمسك بالسنة في زمن كثرت فيه الأهواء والفتن وعظمت فيه غربة المنهج السلفي ، قال رسول الله عليه وسلم : "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء " والغرباء حقاً : هم أهل السنة ، الذين يصلحون إ ذا فسد الناس ويصلحون ما أفسد الناس من السنة .

 

فلا تغتر بهذه الدعوات المضللة ، ولو كثر أتباعها ، والزم أهل السنة وعلمائهم ، وتفقه في منهج السلف واعرف طرق الحزبيين الضلال حتى لا تقع في حفرهم وتهلك كما هلك أولئك . الحلم الحلم يا شباب الإسلام ، والعقل العقل ، عليكم بالعلم فإن الله يرفع به العبد وينجيه به من الفتن ، فخذوا العلم ممن عرف بسلامة المعتقد وصحة المنهج والبعد عن طرق المفتونين , وخذوا بقول العبد الصالح محمد بن سيرين : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم .

 

كم من شاب غرته فتاوى الظلام والعنف والتكفير فترك علماء المسلمين وجماعتهم إلى من لا يعرف ما علمه ولا يدري من هو ، واذا وقعت الواقعة قال إنه بريء منهم ، فعليكم بتصحيح المنهج والرجوع إلى العلماء والالتفاف حول ولاة الأمر وأهل العلم لأن هذه هي طريقة شباب السنة السلفيين الأخيار وشيبهم . وأما أسباب هذه التفجيرات وغيرها من عمليات الإرهاب فقد ألمحت إليها ، ولها وقفة أخرى اسأل الله أن ييسرها وينفع بها.إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب . ومن أراد الاستزادة في هذا الموضوع فعليه بكتاب " الإرهاب " للشيخ : زيد المدخلي ، حفظه الله ورعاه ، فإنه من خير ما ألف في هذا الباب ، ومنه اقتبست وأفدت .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×