اذهبي الى المحتوى
أم عمر78

شرح الأذكار

المشاركات التي تم ترشيحها

21 – التَّشَهُّدُ

 

هو قوله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ ولأن هذا الجزء هو الأشرف من هذا الذكر سمي به.

 

52 - التَّحيَّاتُ لِلـَّهِ, والصَّلواتُ, والطِّيِّباتُ، السَّلامُ عَليْكَ أيُّها النَّبيُّ ورَحمةُ اللـهِ وبَركاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وعَلَى عِبَادِ اللـهِ الصَّالحينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، وأشْهَدُ أنَّ مُحمداً عَبْدُهُ ورَسُولُه.

 

- صحابي الحديث هو عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه -.

قوله: التحيات جمع تحية؛ ومعناها السلام، وقيل: البقاء، وقيل: العظمة، وقيل: الملك.

قال المحب الطبري – رحمه الله -: يحتمل أن يكون لفظ التحية مشتركاً بين هذه المعاني.

وقال الخطابي والبغوي – رحمهما الله -: =المراد بالتحيات لله أنواع التعظيم له.

قوله: الصلوات قيل: المراد الخمس، أو ما هو أعم من ذلك من الفرائض والنوافل، وقيل: العبادات كلها.

قوله: الطيبات أي: ما طاب من الكلام، وحسن أن يثنى به على الله – تعالى – دون ما لا يليق بصفاته، وقيل: الأقوال الصالحة كالدعاء والثناء، وقيل: الأعمال الصالحة، وهو أعم.

قوله: السلام عليك أيها النبي السلام بمعنى السلامة، والسلام من أسماء الله تعالى؛ والمعنى أنه سالم من كل عيب وآفة ونقص وفساد؛ ومعنى قولنا: السلام عليك... الدعاء؛ أي: سلمت من المكاره، وقيل: معناه اسم الله عليك.

وقد ورد في بعض طرق حديث ابن مسعود هذا ما يقتضي المغايرة بين زمان حياته صلى الله عليه و سلم، وزمان وفاته صلى الله عليه و سلم.

وهو قوله رضي الله عنه: وهو بين ظهرانينا، فلما قُبض قلنا: السلام على النبي.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: هذه الزيادة ظاهرها أنهم كانوا يقولون: السلام عليك أيها النبي بكاف الخطاب في حياة النبي صلى الله عليه و سلم، فلما مات النبي صلى الله عليه و سلم تركوا الخطاب، وذكروه بلفظ الغيبة؛ فصاروا يقولون: السلام على النبي صلى الله عليه و سلم .

وقال العلامة الألباني – رحمه الله – في الصفة: وقول ابن مسعود: قلنا: السلام على النبي؛ يعني: أن الصحابة – رضي الله عنهم – كانوا يقولون السلام عليك أيها النبي في التشهد والنبي صلى الله عليه و سلم حي، فلما مات عدلوا عن ذلك، وقالوا: السلام على النبي ولا بد أن يكون ذلك بتوقيف منه صلى الله عليه و سلم، ويؤيده أن عائشة رضي الله عنها كذلك كانت تعلمهم التشهد في الصلاة: السلام على النبي.

قلت: في ظاهر ما نقلته عن العالمين الفاضلين ما يدل على اتفاق الصحابة على ما ذكروه... ولكن فيما يظهر لي في هذه المسألة: أن أقل ما يقال فيها: أنها مسألة مختلف فيها، وأما الراجح:

فالراجح الأخذ بصفة التشهد الذي كان ينطق به النبي صلى الله عليه و سلم في حياته وفعله كثير من الصحابة بعد وفاته عليه الصلاة و السلام ؛ كمثل ما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يخطب على المنبر يعلم الناس التشهد، يقول: قولوا: … السلام عليك أيها النبي، وكلهم يسمع الخطبة ويتعلم من عمر – رضي الله عنه – صفة التشهد ولا ينكر عليه أحد، والصحابة متوافرون في زمنه – رضي الله عنه – وأيضاً ما جاء عن عائشة رضي الله عنها، وعن عبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر، وأبي موسى الأشعري – رضي الله عنهم أجمعين -

وقال الطيبي – رحمه الله -: نحن نتبع لفظ الرسول الذي كان علَّمه الصحابة، والله أعلم.

[قال المصحح: وهذا هو الصواب وهو أن المصلي يقول في التشهد: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته بلفظ المخاطب الحاضر: السلام عليك أيها النبي قال العلامة البسام رحمه الله: لم يقصد بهذه الكاف عليك المخاطب الحاضر، وإنما قصد بها مجرد السلام: سواء كان حاضراً أو غائباً، بعيداً أو قريباً، حياً أو ميتاً؛ ولذا فإنها تُقال سراً، وإنما اختص النبي صلى الله عليه و سلم بهذا الخطاب، لقوة استحضار المرء هذا السلام الذي كأن صاحبه حاضراً، واختص صلى الله عليه و سلم بكاف الخطاب بالصلاة، وكل هذا من علو شأنه، ومن رفع ذكره واسمه].

قوله: ورحمة الله إحسانه ورأفته.

[قال المصحح: وهذا تأويل فاسد، والصواب أن الرحمة هنا: صفةٌ لله تعالى تليق بجلاله يرحم بها عباده، وينعم عليهم] .

قوله: وبركاته أي: زيادته من كل خير.

قوله: السلام علينا استدل به على استحباب البداءة بالنفس في الدعاء.

قوله: وعلى عباد الله الصالحين الأشهر في تفسير الصالح؛ أنه القائم بما يجب عليه من حقوق الله وحقوق عباده, وتتفاوت درجاته.

قال الحكيم الترمذي – رحمه الله - : من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلمه الخلق في الصلاة فليكن عبداً صالحاً، وإلا حُرِمَ هذا الفضل العظيم.

تم تعديل بواسطة أم عمر78

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

22 – الصَّلاةُ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و سلم بَعْدَ التَّشهُّدِ

 

53 – اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُـحمَّدٍ وعلَى آلِ مُـحمَّدٍ، كَمَـا صَلَّيتَ عَلَى إبْرَاهِيْمَ وعَلَى آلِ إبراهِيْمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلى آلِ مُحمَّدٍ، كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبراهِيْمَ وعَلَى آلِ إبْراهيمَ، إنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ.

 

- صحابي الحديث هو كعب بن عُجرة – رضي الله عنه

 

54 - اللهمَّ صَلِّ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى أزواجِهِ وذُرِّيتهِ، كمَا صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْراهيمَ، وبَارِكْ عَلى مُحمَّدٍ، وَعَلَى أزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتـِهِ، كمَا بَاركْتَ عَلَى آلِ إبْرَاهِيْمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.

 

- صحابي الحديث هو أبو حميد الساعدي المنذر بن سعد بن المنذر – رضي الله عنه -.

قوله: اللهم صلِّ على محمد قال ابن الأثير – رحمه الله – في النهاية: معناه: عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته+، وقيل: المعنى لما أمر الله – تعالى – بالصلاة عليه، ولم نبلغ قدر الواجب من ذلك أحلناه على الله، وقلنا: اللهم صل أنت على محمد لأنك أعلم بما يليق به.

وقيل: صلاة الله – سبحانه – على محمد رسوله وعبده؛ هي ذكره في الملأ الأعلى.

قال الخطابي – رحمه الله -: الصلاة التي بمعنى التعظيم والتكريم لا تقال لغيره، والتي بمعنى الدعاء والتبرك تقال لغيره؛ ومنه الحديث: اللهم صلِّ على آل أبي أوفى أي: ترحم وبرك.

قوله: على آل محمد قال ابن الأثير – رحمه الله – في النهاية: اختلف في آل النبي صلى الله عليه و سلم فالأكثر على أنهم أهل بيته، قال الشافعي: دل هذا الحديث – يعني حديث: لا تحل الصدقة لمحمد وآل محمد، أن آل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة، وعُوِّضوا منها الخمس، وهم صليبة بني هاشم وبني المطلب، و قيل: آله أصحابه ومن آمن به، وفي اللغة يقع على الجميع.

[قال المصحح: والصواب: أن آله صلى الله عليه وسلم إذا ذكرت وحدها أو مع أصحابه، فإنها تكون بمعنى أتباعه على دينه منذ بُعث إلى يوم القيامة، أما إذا قرنت بالأتباع، فقيل: آله وأتباعه فالآل: هم المؤمنون من آل بيت النبي صلى الله عليه و سلم].

قوله: وعلى أزواجه وذريته أي: نسله؛ وهم هنا أولاد فاطمة رضي الله عنها، وكذا غيرها من البنات، ولكن بعضهن لم يعقب وبعضهن انقطع عقبه.

قوله: كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم اشتهر الخلاف والتساؤل بين العلماء عن وجه التشبيه في قوله: كما صليت؛ لأن المقرر أن المشبه دون المشبه به, والواقع هنا عكسه؛ إذ أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل من إبراهيم عليه السلام، وقضية كونه أفضل؛ أن تكون الصلاة المطلوبة أفضل من كل صلاة حصلت أو تحصل.

واستحسن كثير من العلماء قول من قال: إن آل إبراهيم فيهم الأنبياء الذين ليس في آل محمد مثلهم، فإذا طُلب للنبي صلى الله عليه و سلم ولآله من الصلاة عليه مثل ما لإبراهيم وآله وفيهم الأنبياء؛ حصل لآل محمد من ذلك ما يليق بهم؛ فإنهم لا يبلغون مراتب الأنبياء، وتبقى الزيادة التي للأنبياء – وفيهم إبراهيم – لمحمد صلى الله عليه وسلم، فيحصل له من المزية ما لا يحصل لغيره.

قال العلامة ابن القيم – رحمه الله – معلقاً على هذا القول: وهذا أحسن ما قيل، وأحسن منه أن يقال: محمد صلى الله عليه و سلم هو من آل إبراهيم، بل هو خير آل إبراهيم، كما روى علي بن طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ " سورة آل عمران الآية 33 ؛ قال ابن عباس: محمد من آل إبراهيم، وهذا نص فإنه إذا دخل غيره من الأنبياء الذين هم من ذرية إبراهيم في آله؛ فدخول رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى؛ فيكون قولنا: كما صليت على آل إبراهيم متناولاً للصلاة عليه وعلى سائر النبيين من ذرية إبراهيم، ثم قد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليه وعلى آله خصوصاً؛ بقدر ما صلينا عليه مع سائر آل إبراهيم عموماً وهو فيهم، ويحصل لآله من ذلك ما يليق بهم، ويبقى الباقي كله له صلى الله عليه وسلم.

قال: ولا ريب أن الصلاة الحاصلة لآل إبراهيم ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم أكمل من الصلاة الحاصلة له دونهم، فيطلب له من الصلاة هذا الأمر العظيم الذي هو أفضل مما لإبراهيم قطعاً، ويظهر حينئذ فائدة التشبيه وجريه على أصله، وأن المطلوب له من الصلاة بهذا اللفظ أعظم من المطلوب له بغيره؛ فإنه إذا كان المطلوب بالدعاء إنما هو مثل المشبه به، وله أوفر نصيب منه؛ صار له من المشبه المطلوب أكثر مما لإبراهيم وغيره، وانضاف إلى ذلك مما له من المشبه به من الحصة التي لم تحصل لغيره، فظهر بهذا من فضله وشرفه على إبراهيم، وعلى كلٍّ من آله – وفيهم النبيون – ما هو اللائق به، وصارت هذه الصلاة دالة على هذا التفضيل وتابعة له، وهي من موجباته ومقتضياته.

قوله: بارك من البركة؛ وهي الزيادة والثبوت والدوام؛ أي: أدم شرفه وكرامته وتعظيمه وزد له في ذلك.

قوله: إنك حميد أي: محمود الأفعال والصفات، مستحق لجميع المحامد، مجيد أي: عظيم كريم

تم تعديل بواسطة أم عمر78

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

23 – الدُّعَاءُ بَعْدَ التَّشَهُّدِ الأَخِيْرِ قَبْلَ السَّلامِ

 

55 – اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، ومِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْـمَحيَا والـمَمَـاتِ, وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الـمَسيحِ الدَّجَّالِ.

 

- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.

قوله: المحيا بمعنى الحياة، والممات بمعنى الموت، وفتنة الحياة التي تعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا، والشهوات، والجهالات، وأشدها وأعظمها – والعياذ بالله – أمر الخاتمة عند الموت، واختلفوا في فتنة الممات، قيل: فتنة القبر، وقيل: يحتمل أن يراد به الفتنة عند الاحتضار؛ أضاف الفتنة إلى الموت لقربها منه.

وإذا كان المراد من قوله: وفتنة الممات فتنة القبر فيفهم منه التكرار؛ لأن قوله: من عذاب القبر يدل على هذا.

والظاهر أن ليس فيه تكرار؛ لأن العذاب يزيد على الفتنة، والفتنة سبب له.

قوله: المسيح الدجال أما تسميته بالمسيح؛ فلأن الخير مُسِحَ منه، فهو مسيح الضلالة، وقيل: سمي به؛ لأن عينه الواحدة ممسوحة، ويقال: رجل ممسوح الوجه ومسيح، وهو أن لا يبقى على أحد شِقَّي وَجْهِهِ عينٌ، ولا حاجب إلا استوى، وقيل: لأنه يمسح الأرض؛ أي: يقطعها.

وقيل: إنه الذي مُسح خَلْقهُ؛ أي: شُوهَ، فكأنه هرب من الالتباس بالمسيح ابن مريم – عليهما السلام – ولا التباس؛ لأن عيسى – عليه السلام – إنما سمي مسيحاً؛ لأنه كان لا يمسح بيده المباركة ذا عاهة إلا برأ، وقيل: لأنه خرج من بطن أمه ممسوحاً بدهن، وقيل: المسيح الصديق.

وأما تسميته بالدجال؛ فلأنه خدَّاع، ملبِّس.

والدجل: الخلط، ويقال: الطلي والتغطية، ودجلة نهر بغداد، سميت بذلك؛ لأنها تغطي الأرض بمائها، وهذا المعنى – أيضاً – في الدجال؛ لأنه يغطي الأرض بكثرة أتباعه، وقيل: لأنه مطموس العين من قولهم: دجل الأثر، إذا عفى ودرس، وقيل: من دجل؛ أي: كذب؛ والدجال: الكذاب.

وفائدة التعوذ من شر الدجال في ذلك الوقت، مع علمه ^ بأن الدجال متأخر عن ذلك الزمان بكثير؛ أن ينتشر الخبر، ويشيع بين الأمة من جيل إلى جيل، وجماعة إلى جماعة بأنه كذاب، مبطل، مفتري، ساعٍ على وجه الأرض بالفساد، ومموه ساحر، حتى لا يلتبس على المؤمنين أمره عند خروجه، ويتحقق أمره، ويعرفوا أنه على الباطل، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم.

 

56 – اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الـمَسيحِ الدَّجَّالِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الـمَحْيَا والـمَمَـاتِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الـمَأثَمِ والـمَغْرَمِ.

 

- صحابية الحديث هي عائشة رضي الله عنها.

وجاء فيه؛ أنه قال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول الله، فقال: =إن الرجل إذا غرم، حدث فكذب، ووعد فأخلف+.

قوله: المأثم معناه: الإثم.

وقوله: المغرم هو الغُرم، وهو الدَّين، وقيل: الغرم والمغرم ما ينوب الإنسان في ماله من ضرر لغير جناية منه.

قوله: قال له قائل... وإنما سأل هذا عن وجه الحكمة في كثرة استعاذته صلى الله عليه و سلم من المغرم؛ فأجاب رسول الله بأن الرجل إذا غرم، أي: إذا لحقه دين حدَّث فكذب، بأن يتعلل لصاحب الدَّين بعلل شتَّى، وهو كاذب فيها، وغرضه الدفع، ووعد فأخلف، بأن يقول: أوفي حقك اليوم الفلاني، والساعة الفلانية، ولم يوفه، فيقترف من أجل الدين الكذب، والخلف في الوعد، وهذا من صفات المنافقين – نعوذ بالله من ذلك -.

وكلمة ما في قوله: ما أكثر ما تستعيذ للتعجب؛ أي: ما أكثر استعاذتك من المغرم

تم تعديل بواسطة أم عمر78

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

57 – اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثيراً، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنْتَ، فاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وارْحَمْنِي إنَّك أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

- صحابي الحديث هو عبدالله بن عمرو – رضي الله عنهما.

أقول: ظلماً كثيراً بالثاء المثلثة في معظم الروايات، وفي بعض روايات مسلم كبيراً بالباء الموحدة، وكلاهما حسن، وقال النووي – رحمه الله – في الأذكار: ينبغي أن يجمع بينهما، فيقال: ظلماً كثيراً كبيراً.

أو يأتي بهذه أحياناً وبالأخرى أحياناً.

وفي هذا دليل على أن الإنسان لا يعرى من ذنب وتقصير؛ كما قال صلى الله عليه و سلم: استقيموا ولن تحصوا، وفي الحديث: =كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.

قوله: لا يغفر الذنوب إلا أنت إقرار بوحدانية الله تعالى، واستجلاب لمغفرته بهذا الإقرار، كما قال تعالى في الحديث القدسي: عَلِمَ أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. وفي هذا امتثال لما أثنى الله عليه في قوله: " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ " سورة آل عمران 135.

فقوله صلى الله عليه و سلم : ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ كقوله تعالى: " فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ " .

قوله: فاغفر لي مغفرة إشارة إلى طلب مغفرة متفضل بها من عند الله تعالى، لا يقتضيها سبب من العبد من عمل حسن ولا غيره، فهي رحمة من عنده سبحانه.

قوله: إنك أنت الغفور الرحيم من باب المقابلة، والختم للكلام، فالغفور مقابل لقوله: اغفر لي، والرحيم مقابل لقوله: ارحمني.

 

58 – اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، ومَا أخَّرْتُ، ومَا أسْرَرْتُ، ومَا أعْلَنْتُ، ومَا أسْرَفْتُ، ومَا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أنْتَ الـمُقَدِّمُ، وأنْتَ الـمُؤَخِّرُ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ.

 

- صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

أقول: هذا أيضاً لتعليم الأمة، ولتعظيم الله سبحانه وتعالى، حيث لم يقطع سؤاله منه.

قوله: ما قدمت أي: من الذنوب.

قوله: وما أخرت، أي: من الطاعات، [وقيل: إن وقع مني ذنب فاغفره لي] .

قوله: وما أسرفت أي: وما أكثرت من الذنوب والخطايا، والأوزار والآثام.

قوله: أنت المقدِّم وأنت المؤخر معنى التقديم والتأخير فيهما هو تنزل الأشياء منازلها، وترتيبها في التكوين والتفضيل، وغير ذلك على ما تقتضيه الحكمة.

 

59 – اللَّهُمَّ أعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسْنِ عِبَادَتِكَ.

 

- صحابي الحديث هو معاذ بن جبل رضي الله عنه.

قوله: ذكرك يشتمل جميع أنواع الثناء حتى قراءة القرآن، والاشتغال بالعلم الديني.

وإنما قدم الذكر على الشكر؛ لأن العبد إذا لم يكن ذاكراً لم يكن شاكراً، كما قدم في قوله تعالى: " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ " سورة البقرة 152.

قوله: وحسن عبادتك قيد بالحسن؛ لأن العبادة الحسنة هي العبادة الخالصة، فالعبادة إذا لم تكن خالصة [صواباً على السنة] لا تقبل، ولا تنفع صاحبها.

تم تعديل بواسطة أم عمر78

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

60 – اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمْرِ، وأعُوْذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا, وَأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ.

 

- صحابي الحديث هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

قوله: البخل أي: منع إنفاق المال، بعد الحصول عليه، وحبه وإمساكه.

قوله: الجبن أي: تَهَيُّب الإقدام على ما لا ينبغي أن يُخاف.

قوله: أن أردَّ إلى أرذلِ العمرهو البلوغ إلى حد في الهرم، يعود معه كالطفل؛ في سخف العقل، وقلة الفهم، وضعف القوة.

والأرذل: هو الرَّديء من كل شيء.

قوله: فتنة الدنيا ومعنى الفتنة الاختبار، قال شعبة رحمه الله: يعني: فتنة الدَّجَّال، وفي إطلاق الدنيا على الدجال، إشارة إلى أن فتنته أعظم الفتن الكائنة في الدنيا، وقد ورد ذلك صريحاً في قوله صلى الله عليه وسلم : إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم، أعظم من فتنة الدجال.

ومعنى ذرأ خلق.

قوله: عذاب القبر فيه إثبات لعذاب القبر؛ فأهل السنة والجماعة يؤمنون بفتنة القبر وعذابه ونعيمه؛ فأما الفتنة: فإن الناس يفتنون في قبورهم، فيقال للرجل: من ربك؟ ومَا دينك؟ ومَن نبيك؟ " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ " فيقول المؤمن: ربي الله، والإسلام ديني، ومحمد نبيي، وأما المرتاب فيقول: هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، فيضرب بمرزبةٍ من حديد، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين – الإنس والجن – ولو سمعوا لصعقوا، ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب!!

 

61 - اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الجَنَّةَ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ.

 

- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.

أي: اللهم إني أطلب منك الفوز بالجنة، وأن تجيرني من عذاب النار.

ويتضمن هذا الدعاء طلب التوفيق والهداية إلى الأعمال الصالحة المبتغى بها وجه الله تعالى، التي هي سبب للفوز بالجنة، وطلب البعد عن الأعمال السيئة، التي هي سبب لعذاب النار.

 

62 – اللَّهُمَّ بعِلْمِكَ الغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الخَلْقِ أحْيِني مَا عَلِمْتَ الحَيَاةَ خَيْراً لِي، وتَوَفَّنِي إذَا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْراً لي، اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ خَشْيَتَكَ فِي الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، وأسْألُكَ كَلِمَةَ الحَقِّ فِي الرِّضَا والغَضَبِ، وأسْألُكَ القَصْدَ فِي الغِنَى والفَقْرِ، وأسْألُكَ نَعِيماً لا يَنْفَدُ، وأسْألُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لا تَنْقَطِعُ، وأسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ القَضَاءِ، وأسْألُكَ بَرْدَ العَيْشِ بَعْدَ الـمَوْتِ، وأسْألُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، ولاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِيْنَةِ الإيْمَانِ، واجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ.

 

- صحابي الحديث هو عمار بن ياسر رضي الله عنه.

قوله: ما علمت الحياة خيراً لي أي: إذا كانت الحياة خيراً لي في علمك للغيب، وكذلك التقدير في قوله: وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي أي: إذا كانت الوفاة خيراً لي في علمك.

قوله: خشيتك في الغيب والشهادة أي: فيما غاب عني وفيما أشاهده، والمراد منه: الخشية في جميع الأحوال.

قوله: كلمة الحق أي: التكلم بالحق؛ والمراد: العون والتوفيق على التكلم بالحق.

قوله: في الرضا والغضب أي: في حالة الرضا وحالة الغضب، أو المعنى: عند رضاء الراضي، وعند غضب الغاضب.

قوله: القصد القصد من الأمور؛ أي: المعتدل الذي لا يميل على أحد طرفي التفريط والإفراط؛ يعني: أسألك الاعتدال والوسط في الفقر والغنى، لا فقراً بالتفريط، ولا غنىً بالإفراط؛ لأن الفقر جداً يستدعي ترك الصبر، المؤدي إلى ارتكاب الطعن في التقدير، والتكلم بأنواع البشاعة، والغنى جداً يؤدي إلى الطغيان والفساد، وخير الأمور أوساطها.

قوله: نعيماً لا ينفد أي: لا يفرغ، وهو نعيم الجنة.

قوله: قرة عين لا تنقطع كناية عن السرور والفرح، يقال: قرَّتْ عيناه؛ أي: سر بذلك وفرح، وقيل معناه: بلوغ الأمنية حتى ترضى النفس، وتسكن العين، ولا تستشرف إلى غيره.

قوله: وأسألك الرضا بعد القضاء أي: بعد قضائك عليَّ بشيء من الخير والشر؛ أما في الخير فيرضى به ويقنع به، ولا يتكلف في طلب الزيادة، ويشكر على ما أوتي به، وأما في الشر فيصبر عليه ولا يكفر.

قوله: وأسألك برد العيش بعد الموت كناية عن الراحة بعد الموت.

قوله: وأسألك لذة النظر إلى وجهك إنما سأل هنا لذة النظر ولم يكتف بسؤال النظر، مبالغة في الرؤية وكثرتها؛ لأنه فرق بين رؤية ورؤية.

قوله: والشوق أي: أسألك لذة الشوق إلى لقائك؛ والشوق هو تعلق النفس بالشيء.

قوله: في غير ضراء متعلق بقوله: أحيني إذا علمت الحياة خيراً لي أي: أحيني إذا أردت حياتي في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، وتوفني إذا أردت وفاتي في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة عند الموت.

والضراء: الحالة التي تضر، وهي نقيض السراء.

ووصف الضراء بالمضرة، والفتنة بالمضلة للتأكيد والمبالغة.

قوله: اللهم زينا بزينة الإيمان أي: بشرائعه؛ لأن الشرائع زينة الإيمان؛ يعني: وفقنا لأداء طاعتك وإقامة شرائعك، حتى تكون لنا زينة في الدنيا والآخرة.

قوله: هداة جمع هادي؛ أي: اجمع لنا فينا بين الهدى والاهتداء.

 

63 – اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ يَا أللهُ بأنَّكَ الوَاحِدُ الأحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَـمْ يَلِدْ وَلَـمْ يُولَدْ، ولَـمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ, أنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

- صحابي الحديث هو مِحْجَن بن الأرْدَع رضي الله عنه.

قوله: بأنك الباء سببية؛ أي: بسبب أنك الواحد.

قوله: الواحد الأحد لا فرق بين الواحد والأحد؛ أي: الفرد الذي لا نظير له، ولا يطلق هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله تعالى؛ لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله.

قوله: الصمد هو الذي يُصمد إليه في الحاجات؛ أي: يقصد لكونه قادراً على قضائها، قال الزجاج رحمه الله: الصمد السيد الذي انتهى إليه السؤدد، فلا سيد فوقه، وقيل: هو المستغني عن كل أحد، والمحتاج إليه كل أحد، وقيل: هو الذي لا جوف له؛ قال الشعبي رحمه الله: هو الذي لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب.

قوله: الذي لم يلد ولم يولد أي: ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة.

قوله: كفواً أي: مثلاً ونداً ونظيراً.

 

64 – اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بأنَّ لَكَ الحَـمْدَ، لَا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، وَحْدَكَ لا شَرِيْكَ لَكَ، الـمَنَّانُ، يَا بَدِيْعَ السَّمَـاواتِ والأرْضِ، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إنِّي أسْألُكَ الجَنَّةَ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ.

 

- صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.

قوله: المنان أي: كثير العطاء، من المنة بمعنى النعمة، والمنة مذمومة من الخلق؛ لأنهم لا يملكون شيئاً، قال صاحب =الصحاح+: =مَن عليه هنا؛ أي: أنعم، والمنان من أسماء الله تعالى.

قوله: يا بديع السماوات والأرض أي: مبدعها ومخترعها لا على مثال سبق.

قوله: يا ذا الجلال والإكرام أي: صاحب العظمة والسلطان والإنعام والإحسان.

وجاء في نهاية الحديث؛ قوله صلى الله عليه و سلم : لقد دعا الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعْطَى.

قال الطيبي رحمه الله: فيه دلالة على أن لله تعالى اسماً أعظم إذا دعي به أجاب.

قال الشوكاني رحمه الله: قد اختلف في تعيين الاسم الأعظم على نحو أربعين قولاً.

قال ابن حجر رحمه الله: وأرجحها من حيث السند: الله لا إله إلا هو الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.

وقال الجزري رحمه الله: وعندي أن الاسم الأعظم: لا إله إلا هو الحي القيوم.

ورجح ذلك ابن القيم وغيره، والله أعلم.

تم تعديل بواسطة أم عمر78

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

65 – اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بأَنِّي أشْهَدُ أنَّكَ أنْتَ اللهُ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَـمْ يَلِدْ وَلَـمْ يُوْلَدْ، ولَـمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ.

 

- صحابي الحديث هو بريدة بن الحُصَيْب الأسلمي رضي الله عنه.

قد تقدم شرحه قريباً ، شرح حديث رقم 63 .

 

 

24 – الأذْكَارُ بَعْدَ السَّلاَمِ مِنَ الصَّلاَةِ

 

66 – أسْتَغْفِرُ اللهَ – ثَلاثاً – اللَّهُمَّ أنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ.

 

- صحابي الحديث هو ثَوبان الهاشمي رضي الله عنه.

قوله: أستغفر الله ثلاثاً أي: ثلاث مرات؛ قيل للأوزاعي – وهو أحد رواة الحديث -: كيف الاستغفار؟ قال: يقول: أستغفر الله، أستغفر الله.

قوله: أنت السلام أي: السالم من المعايب والحوادث، والتغير والآفات، وهو اسم من أسماء الله تعالى؛ فالله هو السلام، وصف به نفسه في كونه سليماً من النقائص، أو في إعطائه السلامة.

قوله: ومنك السلام أي: السلامة، والمعنى: أنه منك يرجى ويستوهب ويستفاد.

قوله: تباركت أي: تعاليت وتعاظمت، وأصل المعنى: كثرت خيراتك واتسعت، وقيل معناه: البقاء والدوام.

قوله: يا ذا الجلال والإكرام أي: المستحق لأن يهاب لسلطانه وجلاله، ويثنى عليه بما يليق بعلو شأنه، والجلال مصدر الجليل، يقال: جليل بيِّنُ الجلالة؛ والجلال: عِظَم القدر؛ فالمعنى: أن الله تعالى مستحق أن يُجَلَّ ويكرم، فلا يجحد، ولا يكفر به، وهو الرب الذي يستحق على عباده الإجلال والإكرام.

 

67 – لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ ولَهُ الـحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِـمَا أعْطَيْتَ، ولا مُعْطِيَ لِـمَا مَنَعْتَ، ولاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ.

 

- صحابي الحديث هو المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.

قوله: لا مانع لما أعطيت أي: لا أحد يقدر على منع ما أعطيت أحداً من عبادك، فإذا أراد الله تعالى أن يعطي أحداً شيئاً، واجتمع الإنس والجن على منعه، لعجزوا عن ذلك.

قوله: ولا معطي لما منعت أي: ولا أحد يقدر على إعطاء ما منعت.

قوله: ولا ينفع ذا الجد منك الجد أي: لا يمنع ذا الغنى غناؤه من عذابك.

 

68 – لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ, وَلَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللَّـهِ، لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ، وَلا نَعْبُدُ إلاَّ إيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ ولَهُ الفَضْلُ ولَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ مُخلِصِينَ لَهُ الدِّيْنَ ولَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ.

 

- صحابي الحديث هو عبدالله بن الزبير رضي الله عنه.

قوله: ولا نعبد إلا إياه أي: عبادتنا مقصورة على الله تعالى، غير متجاوز عنه.

قوله: له النعمة أي: النعمة الظاهرة والباطنة، وهي بكسر النون، ما أنعم به من رزق ومال وغيره، وأما بفتحها: فهي المسَرَّة والفرح وطيب العيش.

قوله: وله الفضل أي: في كل شيء، قال تعالى " مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَلاَ المُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ " سورة البقرة 105 .

قوله: وله الثناء الحسن والثناء يشمل أنواع الحمد والمدح والشكر.

والثناء على الله تعالى كله حسن، وإن لم يوصف بالحسن.

والمراد بـالدين: التوحيد.

قوله: ولو كره الكافرون أي: وإن كره الكافرون كوننا مخلصين الدين لله، وكوننا عابدين.

 

69 – سُبْحَانَ اللـهِ، والحَمْدُ للـهِ، واللهُ أكْبَرُ (ثَلاثاً وثَلاثِينَ) لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.

 

- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.

وجاء فيه: فتلك تسعة وتسعون، وتمام المئة: لا إله إلا الله....

وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه في فضل هذا الذكر وصفته: أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا، والنعيم المقيم؛ يصلّون كما نصلّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون؟ فقال صلى الله عليه و سلم: ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم؛ إلا من صنع مثل ما صنعتم؟، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تسبحون، وتحمدون، وتكبرون، خلف كلِّ صلاة ثلاثاً وثلاثين.

قال أبو صالح: يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين.

قوله: الدثور جمع دثر؛ وهو المال الكثير، ويقع على: الواحد، والإثنين، والجمع.

قوله: بالدرجات العلا أي: إنهم حصَّلُوا الدرجات العلا، والنعيم المقيم وهو الجنة، بسبب حجهم وعمرتهم وجهادهم وصدقاتهم، وذلك كله بسبب قدرتهم على الدنيا، ونحن ما لنا دنيا!! فكيف نعمل حتى ندركهم؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم: ألا أعلمكم... إلى آخره؛ يعني: متى قلتم هذا القول تدركونهم وتشاركونهم فيما أوتوا به، وتسبقون به من بعدكم.

قوله: كما نصلي أي: كصلاتنا بشرائطها مع الجماعة؛ والمعنى: إنهم شاركونا فيما نعمل من الصلاة والصوم، ولهم مزية علينا بأموالهم، حيث يحجون، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون بفضول أموالهم.

قوله: ألا أعلمكم ألا كلمة تنبيه، تنبه المخاطب على أن الأمر عظيم الشأن.

قوله: تدركون أي: بذلك الشيء وبسببه.

قوله: من سبقكم والمراد السبق المعنوي؛ وهو السبق في الفضيلة.

قوله: من بعدكم أي: من بعدكم في الفضيلة ممن لا يعمل هذا العمل.

قوله: ولا يكون أحد أفضل منكم يدل على ترجيح هذه الأذكار على غيرها من الأعمال.

قوله: قال أبو صالح يعني: لما سُئل أبو صالح ذكوان السمان الزيات الراوي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن كيفية ذكرها؟ قال: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين؛ وهذا يقتضي أن يكون العدد في الجميع ثلاثاً وثلاثين مرة، بأن يقول: =سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر+، هذه مرة، وهكذا حتى يصل إلى ثلاثٍ وثلاثين مرة.

وذكر في حديث أبي هريرة رضي الله عنه من طريق آخر غير طريق أبي صالح: يسبح ثلاثاً وثلاثين – مستقلة – ويكبر ثلاثاً وثلاثين – مستقلة – ويحمد ثلاثاً وثلاثين – مستقلة -، وهذا يقتضي أن يكون الجميع تسعة وتسعين.

وحديث أبي صالح محمول على هذا؛ ولأجل هذا قال القاضي عياض رحمه الله: هذا أولى من تأويل أبي صالح.

وجاء في رواية: تسبحون في دبر كل صلاة عشراً، وتحمدون عشراً، وتكبرون عشراً، وهذه الرواية لا تنافي رواية الأكثر.

وفي رواية أن تمام المئة: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.

وفي رواية: أن التكبيرات أربع وثلاثون.

وكلها صحيحة ويجب قبولها، فينبغي على الإنسان أن يجمع بين الروايات من حيث العمل؛ فيعمل بهذه تارة وبهذه تارة وهكذا...

[قال المصحح: التسبيح، والتحميد، والتكبير أدبار الصلوات جاء على أنواع ستة على النحو الآتي:

النوع الأول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر (ثلاثاً وثلاثين) ويختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

النوع الثاني: سبحان الله (ثلاثاً وثلاثين) الحمد لله (ثلاثاً وثلاثين) الله أكبر (أربعاً وثلاثين) .

النوع الثالث: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر (ثلاثاً وثلاثين) .

النوع الرابع: سبحان الله (عشراً) والحمد لله (عشراً) والله أكبر (عشراً) .

النوع الخامس: سبحان الله (إحدى عشرة)، والحمد لله (إحدى عشرة) والله أكبر (إحدى عشرة) .

النوع السادس: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر (خمساً وعشرين) . والأفضل أن يقول هذا تارة، وهذا تارة، فينوِّع بين هذه التسبيحات] .

وجاء عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يعقدها بيمينه – وفي رواية: يعقد التسبيح بيمينه -.

وفيه صفة التسبيح؛ وهو أن يكون باليد اليمنى فقط، وبطريقة العقد؛ أي: شد الإصبع إلى باطن الكف.

تم تعديل بواسطة أم عمر78

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه

أخواتي الغاليات بعد توقف دام عاما كاملا

أريد أن أواصل هذا الموضوع

لما فيه من الفائدة العظيمة

و أعتذر من كل من كانت تتابع الموضوع

لأني توقفت دون أن أقدم أي تبرير.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

حيّاكِ الله أم عمر الحبيبة ، وعودًا حميدًا :)

في انتظارك ِبإذن الله .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

70 - بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}، بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ} بَعْدَ كلِّ صلاةٍ( ).

 

- صحابي الحديث هو عقبة بن عامر رضي الله عنه.

والحديث بلفظ: أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أقرأ بالمعوذات دُبُرَ كل صلاة.

وقوله: المعوذات قد فسرها المصنف بذكر السور الثلاث كاملة.

والحكمة في هذا أن الشيطان لم يزل يوسوس به وهو في الصلاة، ويسعى لقطعه عن الصلاة، ثم عندما يفرغ منها يقبل إليه إقبالاً كليًّا؛ فأمر صلى الله عليه و سلم عند ذلك أن يستعيذ بالمعوذات من الشيطان حتى لا يظفر عليه، ولا يتمكن منه.

وقد مر توضيح كلمات سورة الإخلاص؛ انظر شرح حديث رقم (63).

وهي سورة مشتملة على توحيد الله عز وجل.

قوله: قل أمر؛ أي: آمرك أن تقول:....

قوله: " أعوذ " أي: ألجأ وأعتصم وألوذ.

قوله: " من شر ما خلق " وهذا يشمل جميع ما خلق الله عز وجل، من إنس وجن وحيوانات.

قوله: " و من شر غاسق إذا وقب " وهذا تخصيص بعد تعميم؛ أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس النعاس، وتنتشر فيه الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية.

والغاسق الليل إذا أقبل بظلمته.

والوقب الدخول؛ وهو دخول الليل بغروب الشمس.

قوله: " و من شر النفاثات في العقد " أي: من شر السواحر اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في عقد الخيط، التي يعقدنها على السحر.

قوله: " و من شر حاسد إذا حسد " والحاسد هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود، فيسعى في زوالها، بما يقدر عليه من الأسباب.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: =الحسد كراهة نعمة الله على الغير.

إذاً فالحسد يشمل التمني لزوال النعمة، أو السعي في إزالتها، أو الكراهة لها على الغير.

أما لو تمنى أن يرزقه الله تعالى مثل ما أنعم على الآخرين، فهذا ليس من الحسد بل هو من الغبطة.

ويدخل في الحاسد العائن؛ [لأن العين] لا تصدر إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس.

وقوله: "من شر الوسواس الخناس " قال الزجاج رحمه الله: يعني: الشيطان ذا الوسواس، الخناس الرجاع؛ وهو الشيطان جاثم على قلب الإنسان، فإذا ذكر الله تعالى خنس، وإذا غفل وسوس.

قوله: " الذي يوسوس في صدور الناس " ظاهر قوله: الناس أنه يختص ببني آدم، ولكن قوله: " من الجنة والناس " يرجح دخول الجنة فيهم.

ووسوسة الشيطان تكون بكلام خفي يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع.

 

 

71- {اللَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} عَقِبَ كلِّ صلاةٍ( ).

 

- صحابي الحديث هو أبو أمامة الباهلي، صُدَيُّ بن عجلان رضي الله عنه.

والحديث هو قوله صلى الله عليه و سلم : من قرأ آية الكرسي دُبُر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت+.

وهذه الآية هي أعظم آية في كتاب الله تعالى؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا أبا المنذر – أُي: أبي بن كعب – أيُّ آية في كتاب الله أعظم؟ قال: قال أُبي: الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال أبي: فضرب في صدري، ثم قال: =ليهنك العلم، ثم قال: والذي نفس محمد بيده، إن لهذه الآية لساناً وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش( ).

وقوله: ليهنك أي: ليكن العلم هنيئاً لك؛ فتُسرّ به وتَسعد.

قوله: " سنة " أي: النعاس؛ وهو النوم الخفيف.

قوله: " يعلم ما بين أيديهم " أي: ما مضى، " و ما خلفهم " ما يكون بعدهم.

قوله: " وسع كرسيه السماوات و الأرض " أي: سعته مثل سعة السموات والأرض.

قوله: " لا يؤوده " أي: لا يثقله ولا يشق عليه، " حفظهما " أي: السماوات والأرض.

قوله: "العلي " أي: الرفيع فوق خلقه، والمتعالي عن الأشباه والأنداد.

والعلو وصف من صفات الله تعالى الذاتية، فله العلو المطلق: علو الذات، وأنه تعالى مستوٍ على عرشه استواء يليق بجلاله، وله علو القدر، وله علو القهر .

قوله: "العظيم " أي: الكبير الذي لا شيء أكبر منه.

 

 

72- ”لا إلهَ إلاّ اللهُ وحْدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحَمْدُ يُحيي وَيُميتُ وهُوَ على كُلِّ شيءٍ قدير“ عَشْرَ مَرّاتٍ بَعْدَ المَغْرِبِ وَالصّبْحِ( ).

 

- صحابي الحديث هو أبو ذر الغفاري، جُندب بن جُنادة وغيره – رضي الله عنهم أجمعين -.

وجاء فيه: قوله صلى الله عليه و سلم : من قال في دبر صلاة الصبح، وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلم:...، عشر مرات كتب له عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورُفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه، وحُرس من الشيطان، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله تعالى+.

قوله: حرز الحرز هو المكان الذي يحفظ فيه؛ والمراد أنه في وقاية وحفظ.

وقوله: بعد صلاة المغرب قد جاءت في طرق أخرى للحديث.

 

 

73- ”اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْماً نافِعاً، وَرِزْقاً طَيِّباً، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً“ بَعْدَ السّلامِ من صَلاةِ الفَجْرِ( ).

 

- صحابية الحديث هي أم سلمة – رضي الله عنها –

قوله: علماً نافعاً أي: أنتفع به وأنفع غيري.

قوله: ورزقاً طيباً أي: حلالاً.

قوله: وعملاً متقبلاً أي: عندك؛ فتُثيبني وتأجرني عليه أجراً حسناً.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

25 - دعاء صلاة الإستخارة

 

74 – قالَ جَابِرُ بنُ عبدِ الله – رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - : كانَ رَسولُ الله ^ يُعَلِّمُنا الاسْتِخَارَةَ في الأمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: =إذا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَينِ مِنْ غَيْر الفَريْضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللهُمَّ إنِّي أسْتَخيرُكَ بعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسْألُكَ مِنْ فضلِكَ العَظِيم، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيوبِ، اللهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هذَا الأمرَ – ويُسمِّي حَاجَتَه – خَيرٌ لي في دِيني ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمْري – أو قالَ: عَاجِلهِ وآجِلِهِ – فاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمري – أوْ قالَ: عَاجِلِهِ وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدُرْ لِيَ الـخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ.

 

ومَا نَدِمَ مَنْ اسْتَخَارَ الـخَالِقَ، وَشَاوَرَ الـمَخْلُوْقينَ الـمُؤمِنينَ، وتَثَبَّتَ في أمْرِهِ،

﴿ فقد قال سبحانه : و شاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله ﴾

آل عمران 159 .

قوله: في الأمور كلها أي: أمور الدنيا؛ لأن أمور الآخرة لا يحتاج فيها إلى الاستخارة؛ لأن الرجل إذا أراد أن يصلي، أو يصوم، أو يتصدق، لا حاجة [له] إلى الاستخارة، ولكن يحتاج إلى الاستخارة في أمور الدنيا، مثل: السفر، والنكاح، وشراء المركب، وبيعه، وبناء الدار، والانتقال إلى وطن آخر...، ونحو ذلك.

قوله: كما يعلمنا السورة من القرآن يدل على شدة اعتنائه صلى الله عليه و سلم بتعليم الاستخارة.

قوله: إذا هم بالأمر أي: إذا عزم على القيام بعمل ولم يفعله.

قوله: فليركع ركعتين أي: ليصلي ركعتين، وقد يُذكر الركوع ويُراد به الصلاة، كما يُذكر السجود ويُراد به الصلاة، من قبيل ذكر الجزء وإرادة الكل.

قوله: من غير الفريضة أي: الصلوات الخمس المكتوبة؛ والمراد النوافل؛ بأن تكون تلك الركعتان من النافلة؛ قال النووي – رحمه الله -: الظاهر أنها تحصل بركعتين من السنن الرواتب، وتحية المسجد...، وغيرها من النوافل.

قوله: أستخيرك أي: أطلب الخير أن تختار لي أصلح الأمرين؛ لأنك عالم به وأنا جاهل.

قوله: وأستقدرك أي: أطلب أن تُقْدِرَني على أصلح الأمرين، إذ أطلب منك القدرة على ما نويته، فإنك قادر على إقداري عليه، أو أن تقدرَ لي الخير بسبب قدرتك عليه.

قوله: ويسمي حاجته أي: يسمي أمره الذي قصده؛ مثلاً يقول: اللهم إن كنت تعلم أن هذا السفر خير لي...، أو هذا النكاح...، أو هذا البيع...، ونحو ذلك.

قوله: في ديني... أي: إن كان فيه خير يرجع لديني، ولمعاشي، وعاقبة أمري، وإنما ذكر عاقبة الأمر؛ لأنه رُبَّ شيء يقصد فعله الإنسان يكون فيه خير في ذلك الحال، ولكن لا يكون خيراً في آخر الأمر، بل ينقلب إلى عكسه.

قوله: معاشي أي: العيش والحياة.

قوله: فاقدُرْهُ أي: اقضِ لي به وهيئه.

قوله: فاصرفه عني أي: لا تقضِ لي به، ولا ترزقني إياه.

قوله: واصرفني عنه أي: لا تيسر لي أن أفعله، وأقلعه من خاطري.

قوله: حيث كان أي: الخير؛ والمعنى: اقضِ لي بالخير حيث كان الخير.

قوله: ثم أرضني به أي: اجعلني راضياً بخيرك المقدور، أو بِشرِّك المصروف.

قوله: نَدِمَ أي: فعل الشيء ثم كرهه.

والاستخارة تكون مع الله تعالى بطلب الخير منه، والمشاورة تكون مع أهل الرأي والفطنة والصلاح والأمانة بطلب آرائهم في أمره، وليست مع جميع المخلوقين.

والتثبت في الأمر يكون ببذل الجهد، في تحري الأمر الذي يهم بفعله، من حيث صلاحه أو عدم صلاحه.

قوله: " و شاورهم .... " الآية؛ أمرٌ من الله تعالى لمحمد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يستعرض آراء أصحابه؛ فيُشرك الجميع في الأمر الذي يَهِم بفعله، ثم يختار ما أشار إليه أكثرهم وأعقلهم، متوكلاً على الله تعالى بهمةٍ عالية.

تم تعديل بواسطة أم عمر78

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا أم عمر الحبيبة على هذه الفوائـد القيّمة .

بارك الله فيكِ ولا حرمكِ الأجر .

 

نُتابع معكِ إن شاء الله .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رآآئع جدًا أم عُمر

الله يجعله في ميزان حسناتك

 

لي عودة لقراءة المزيد من الشرح

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 

جزاكـِ الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

في انتظاركِ إن شاء الله ياحبيبة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،، اختي ام عمر لقد حملت الكتاب بارك الله فيك ولاكن لاحضت انه كان الكتايب ناقص جزء بمعنى ان الفهرس يمتد الى ما بعد 300 صفحة بينما اخر الصفحات كانت تزيد على 200صفحة بقليل

 

اقصد انا كنت ابحت عن ذكر معين وهو ذكر الطعام فلم اجده في الصفحة المذكورة في الفهرس فهل هو ناقص؟؟؟ وبوركتي اختي على هذا العمل الطيب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×