اذهبي الى المحتوى
الوفاء و الإخلاص

الكناية في القرآن الكريم

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

تعريف الكناية:

هي لفظ أريد به لازم معناه.. ولازم معناه أي النتيجة المباشرة لهذا المعنى.

· الكناية مأخوذة من كنيت الشيء إذا سترته, أو من الكنية التي يقال فيها عن الشخص – بدلاً من ذكر اسمه الحقيقي - أبو فلان, وهي بهذا أو ذاك تلاءم الدلالة على تلك الصورة البلاغية التي يستتر فيها المعنى المراد أو الفرع المستنبط من المعنى الأصلي.

 

· يقول ابن الأثير في المثل السائر: (إن الكناية يتجاذبها جانبان حقيقة ومجاز ويجوز حملها على كليهما معاً أما التشبيه فليس كذلك.. ألا ترى أن اللمس في قوله تعالى: (أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء), يجوز حمله على الحقيقة كما ذهب إلى ذلك الإمام الشافعي فأوجب الوضوء على الرجل إذا لمس المرأة وذلك هو الحقيقة في اللمس وذهب غيره أن المراد باللمس هو الجماع).

· يقسم البلاغيون الكناية إلى ثلاثة أنواع..

 

1. كناية عن صفة: وهي تتمثل في كل تعبير يراد به إلحاق صفة بموصوف ما, ثم لا نذكر تلك الصفة صراحة إنما يذكر بينه وبينها تلازم ومناسبة..أمثلة: كثرة الرماد كناية عن صفة الكرم,

. كناية عن موصوف: وهي تتمثل في كل تعبير يراد فيه الحديث عن موصوف ما فلا يصرح بذكره فيه ولكن يذكر من الصفات ما يدل عليه ويكتنى بها عنه لاختصاصها به.. أمثلة: قال تعالى: (وحملناهُ على ذاتِ ألواحٍ ودُسُر* تجري بأعيننا جزاءً لمن كان كُفِر), فالآية الأولى كناية عن موصوف وهو السفينة متمثلة في ذات ألواح من الخشب ودُسُر وهي المسامير فيها أهم مادتين في وضع السفينة..

. كناية عن نسبة: وهي تتحقق في كل تعبير يراد به نسبه صفة إلى موصوف ثم لا يذكر تلك النسبة صراحة بل تنسب الصفة إلى ما له بالموصوف وثيق الصلة

شروط الكناية:

· الشرط الأول للكناية خلو د العلاقة..

 

· إن العرف الاجتماعي الذي ترتكز عليه العلاقة أو الدلالة في صورة الكناية يتفرع إلى لو نين متمايزين لكلٍ منهما أثره في طبيعة الكنايات المنبثقة عنه وهما:

 

· أولاً العرف الخاص: وهو مجموعة العادات أو التقاليد الخاصة التي تسود في بيئة اجتماعية بعينها أو في عصر بعينه..إن الأساليب الكنائية التي تنشأ في العرف الخاص لا تدل على معانيها إلا في حدود هذا العرف الخاص الزمانية والمكانية.

ثانياً العرف العام: وهو مجموعة من العادات التي يتعارف عليها أبناء الجنس البشري في عمومه في كل زمان ومكان, وبالتالي تظل دلالة الصورة الكنائية على معانيها موجودة على اختلاف البيئات وتتابع العصور لأنها لا يستأثر لها مجتمع دون غيره ولا يختص بها عصر دون عصر.. ومن أمثلة تلك الصور الكنائية التي تظل دلالتها عبر العصور وفي كل الأمصار الكناية عن الندم في قوله تعالى: (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً), وذلك أن البشرية جمعاء قد تعارفت على أن تقليب الأيدي يدل على الندم, وكقولهم فلانة تمشى وتلتفت يميناً ولا يساراً كناية عن عفتها وعدم تطلعها إلى الرجال, إلى غير ذلك.. من الكنايات التي ظفرت دلالاتها على معانيها بالبقاء لارتكازها في تلك الدلالات على تقاليد العرف الإنساني العام.. وفي ضوء هذا الفارق بين لوني العرف الاجتماعي تتبلور لدينا إحدى السمات التي تنفرد بها الصورة الكنائية في القرآن الكريم, وهي خلو د العلاقة بين النص الأصلي والكتابة المطلوبة.. ومن أمثلة خلود العلاقة في القرآن الكريم أنه قد كنى البيان القرآني ببسط اليد عن معنى الكرم, وبغلها أو قبضها عن معنى البخل كما في قوله تعالى: (وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً), وفي قوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ), أو في قوله تعالى: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ), فرمز اليد بسطها أو قبضها الذي آثره القرآن الخالد في الدلالة على الكرم والبخل ليس من قبيل العلاقة الآنية الزائلة بل هو مما جرى به عرف الاستعمال اللغوي في كل حين وعلى كل لسان فاليد هي دائماً وسيلة العطاء والمنع ومن ثم كان الإيماء ببسطها إلى الكرم وبغلها وقبضها إلى البخل أبقى الرموز الكنائية الدالة عليها.. ومن الكنايات ذات العلاقة الخالدة قوله تعالى: (خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ), وقوله تعالى: (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ* أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ), أو بنكس الرأس كما في قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ), لقد تعارف الجنس البشري على أن انكسار الطرف وطأطأة الرأس هما من أبرز القرائن أو الهيئات المحسوسة الدالة على الذل والهوان ومن ثم كان خلو د تلك الصور القرآنية ببقاء دلالتها على هذا المعنى في الوقت الذي اندثرت فيه صور أخرى كانت تدل عليه أيضاً عند نزول هذا الكتاب الخالد.

 

وقد كنى البيان القرآني عن معنى الخوف بعدة صور منها على سبيل المثال قوله جل شأنه: (إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا), والخوف حالة نفسية تعتري الإنسان عند وقوع أذى أو مكروه.. تنعكس آثارها تلقائياً فيما يطرأ على بعض أعضاء جسده من تغييرات.. كشخوص البصر أو زيغه أو ارتجاف القلب واضطراب خفقانه وارتعاد الفرائص أو دوران العين في الحدقة أو ما إلى ذلك من تغيرات فكل هذه العلاقات أزلية دائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

 

وقد كنى القرآن عن المرأة بقوله تعالى: (أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ), إن الكناية القرآنية عن المرأة بالتنشئة في الحلية وعدم الإباتة في مواقف الخصومة والجدل ليست من قبيل الكنايات الآنية التي تمضي بمضي عصرها وتفقد دلالتها بزوال المجتمع والعرف الذي نشأت في ظلاله بل هي من قبيل ما جرت به العادة واستقر عليه العرف في كل المجتمعات وعلى توالى العصور.. فإن التحلي بالحلي ما زال وسيظل من شأن المرأة وأبرز ملامح زينتها وأظهر الخصوصيات المائزة بينها وبين الرجل.

منقول

اخواتي الحبيبات حاولت ان انقل اليكم تعريفا للكناية وبعض الايات القرانية التي اشتملت عليها وساتمم بعضا منها

امل ان اكون قد وفقت في هذا النقل

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
أم منو نه مشاركة بتاريخ أمس, 05:44 AM

جزاكِ الله خيراً

 

نقل طيب

 

هلا ذكرت المصدر ، فضلا لا أمراً ؟

بارك الله فيك مشرفتي الحبيبة

هذا الموضوع صادفته قي احد المواقع الجماعة الاسلامية دراسات ادبية ونقد عندما كنت ابحث عن موضوع الصور البلاغية في القران لانني سبق ان قمت بهذا الموضوع اتناء دراستي فاحببت ان اعرف المزيد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
ام روتى مشاركة بتاريخ أمس, 11:48 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

 

ما شاء الله

 

جزاكى الله كل خير

ولك مثل الجزاء حبيبتي ام روني

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×