قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: "حاسبوا أنفسكم
قبل أن تُحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن
تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر؛ يومئذ تُعرضون لا تخفى منكم
خافية".
وقال الحسن رحمه الله: "إن العبد لا يزال بخير ما كان
له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همته".
فهل لنا من وقفة مع أنفسنا، نحاسبها -قبل أن نُحاسب-
عما فعلت في عامنا المنصرم؟ وهل لنا من وقفة جادة مع هذه النفس لنحثها على بداية
عمر جديد واستدراك ما مضى؟
لتعرضي أختي الكريمة نفسك على كتاب الله، وانظري ماذا
تطبقين منه، واستعيني بالرفقة الصالحة التي تعينك على الخير، ولا تنسي أن تدعي الله
عز وجل الكريم المنان "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
أنا العبد الذي كســـــب
الذنوبا وصـــدته الأمانـــــــــي أن
يتوبا
أنا العبد الذي أضحى
حـــــزيناً على زلاتــــه قلقــــــلاً
كئيــــبا
أنا العبد المسيء عصيت
سراً فما لــــي الآن لا أبدي
النحيبا
أنا العبد المفرط ضاع
عمــــري فلم أرع الشــــبيبة
والمشــيبا
أنا العبد الغـــــــــــريق بلج بحر
أصيح لربــما ألقى مجيبـــــــــا
أنا العبد
السقيم مــن الخطايا وقـــد أقبلت ألتمـــــس
الطبيبا
أنا العبد المخلف عــن
أنـــاس حــــووا من كل معـــروف
نصيبا
أنا الغدار كـــم عاهـدت
عـهوداً وكنـــت على الوفـــاء به
كذوبا
أنا المقطوع فارحمني
وصِلني ويسر منــك لي فـــــرجاً
قريباً
أنا المضطر أرجو منــــــك
عفواً ومــــن يرجو رضاـك فلن
يخيبا
فيا أسفــي على عمر
تقضى ولــم أكســب به إلا
الذنــــــوبا
وأحـــذر أن يعاجـــلني
مـــمات يحيــر هـــول مصرعــه
اللـبيبا
ويا حزناه من حشري
ونـشري بيــوم يجــــعل الولــدان
شيبا
تفطرت الســــماء به
ومــــارت وأصبحـــت الجـــــبال به
كثـيبا
إذا ما قمت حيراناً
ظمــــــــيئاً حسير الطـــرف عرياناً
ســـليبا
ويا خجلاه من قبح
اكتسابـي إذا مــــا أبدت الصــحف
العيوبا
وذلة موقــف وحســاب
عـــدل أكون به على نفسي
حسيبا
ويا حــــذراه مـــن نار
تلــــظى إذا زفرت وأقلقت
القــــــــــلوبا
تكاد إذا بدت تنــــــشق
غيظاً على من كـــــــان ظلاماً
مريبا
فيا من مدّ في كسب
الخطايا خطاه أما آن لأن
تتـــــــــــــوبا؟