كلمة للركن بخصوص استبيان "هل أنت متفائلة بمستقبل المسلمين؟"
"إِذَا جَاء نَصْرُاللَّه وَالْفَتْحُ (1)وَرَأَيْت النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا(3)" [سورة النصر]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار, ولا يترك الله بيتٍ مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل, عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر». [مسند أحمد]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

ليس ثمة ما يسيء ويحزن إلا أن ترى الواقع المؤسف للمسلمين والآلام تتقاذفهم يوماً بعد يوم، وحين الخوض في مثل هذه المَعْمَعَات ينتاب الإنسان المحب لدينه وأمته حزن يكاد يفيض كلما تراءت له الأحداث؛ ومع ذلك فلا يزال هناك أمل يطل من بعيد يعلن وفي وضح من النهار أن النصر للإسلام وأن المستقبل لهذا الدين مهما ادْلَهَمَّت خطوب واسْتَأْسَدت فئران.
كم من فِطَرٍ انتكست، وكم من أمَم ذلَّت لمصادمتها مع الدين الحق والفطرة الحقيقية؛ وإلا كيف أغرق فرعون وهو من هو في ادعاء الألوهية، وكيف خسف بقارون والمال والجاه تحت سيطرته وسيادته؛ فهل فكّر عاقل أين هم من زمننا هذا؟! وهكذا مضت سنة من الله في الأرض أن الدين لله، وأن العاقبة للمتقين.
وتمضي السنة الربانية، ويخلف الرسول عدول ثقات حملوا هم الرسالة، وبلّغوا الأمانة؛ فليس لها ثمّ إلا الصحب الكرام، وتتوالى تباشير النصر؛ ويريد الله لدينه أن يمضي، ولِحَمَلة الرسالة أن يُمْتحنوا. ومن هنا يعكس المسلم دوره ورسالته الحقيقية، وأما اللاَّهي والسادِر في ملذات الشهوة ووحْل الغَيّ فلا أقل من أن يعيش صغيراً ويموت حقيراً.
وهانحن نرى اليوم ما يؤكّد أن الإسلام هو الرسالة العالمية، فأعداد الذين يدخلون في دين الله أفواجاً من الأديان الأخرى يفوق الوصف، ويَذْهَل له أهل الديانات أنفسهم... فما السر العجيب في هذا الدين يا ترى؟! ليس هناك ثمة سر؛ ولكن صِدْق هذه الرسالة لأنها من عند الله يؤهلها لأن تبقى وتمضي إلى قيام الساعة؛ ولو كره الكافرون؛ وأَزْبَد الملحدون.
الإسلام دين ودنيا، ومنهج حياة، وتواصل أخروي، فهل جمعت أفكار وأطروحات ما جمعته رسالة السماء؟ أجزم بأن لا والله والحق أوضح مما أؤكد، فهل يعِي المسلم دوره في الحياة، ويعِي رسالته، والأمانة التي تبرأت منها السماوات والأرض والجبال وحملها هذا الظالم لنفسه؟ فليس من فِكَاك بغير عمل واتباع. (1)
لقد كانت هذه الخصائص في هذا الدين.. خصائص الشمول والواقعية والهيمنة.. هي التي تعبت منها الصليبية العالمية في هجومها على (الأمة المسلمة) في (الوطن الإسلامي). كما أنها هي التي تعبت منها الصهيونية العالمية كذلك، منذ عهد بعيد!
وبعد أن أفلحت تلك الجهود الجبارة؛ ونالت انتصارها الحاسم على يد (أتاتورك)-البطل!!!- في إلغاء الخلافة الإسلامية؛ وفصل الدين عن الدولة؛ وإعلانها دولة (علمانية) خالصة. عقب محاولات ضخمة بذلت في شتى أقطار (الأمة المسلمة) في (الوطن الإسلامي) التي وقعت في قبضة الاستعمار قبل ذلك، لزحزحة الشريعة الإسلامية عن أن تكون هي (المصدر الوحيد) للتشريع؛ والاستمداد من التشريع الأوروبي؛ وحصر الشريعة في ذلك الركن الضيق المسدود: ركن ما سموه (الأحوال الشخصية)! بعد أن أفلحت تلك الجهود الضخمة، ونالت انتصارها الحاسم على يد (البطل!!!) أتاتورك.. تحولت إذن إلى الخطوة التالية - أو الموقعة التالية- ممثلة في الجهود النهائية، التي تبذل الآن في شتى أنحاء (الوطن الإسلامي) - او بتعبير أدق الذي كان إسلامياً- لكف هذا الدين عن الوجود أصلاً؛ وتنحيته حتى عن مكان العقيدة، وإحلال تصورات وضعية أخرى مكانه؛ تنبثق منها مفاهيم وقيم، وأنظمة وأوضاع، تملأ فراغ (العقيدة)! وتسمى مثلها.. عقيدة..
ولكننا نعلم كذلك أن هذا الدين أضخم حقيقة، وأصلب عوداً، وأعمق جذوراً، من أن تفلح في معالجته تلك الجهود كلها، ولا هذه الضربات الوحشية كذلك. كما أننا نعلم أن حاجة البشرية إلى هذا المنهج أكبر من حقد الحاقدين على هذا الدين؛ وهي تتردى بسرعة مخيفة في هاوية الدمار السحيقة؛ ويتنادى الواعون منها بصيحة الخطر، ويتلمسون لها طريق النجاة.. ولا نجاة إلا بالرجوع إلى الله.. وإلى منهجه القويم للحياة. (2)
إننا نميل إلى شيء يعفينا من العمل, والتفكير في المشكلات خاصة: إذا ادلهمت الأحداث واحلولك الظلام، وحينئذ يحس الإنسان أنه يجب أن ينتظر وافداً من خارجه يجلو الله تعالى به عنه المحنة والغمة. وهذه لاشك: آية العجز، والفتور، وضعف الهمة؛ فنحن لسنا مطالبين بأن نجلس ننتظر مجيء المهدي، أو مجيء عيسى ابن مريم عليه السلام. لاشك أننا نؤمن بنزول عيسى، والأحاديث فيه متواترة، ودلالة القرآن عليه ظاهرة. وكذلك نؤمن بخروج المهدي في آخر الزمان والأحاديث فيه كثيرة، صرح جماعة من العلماء أيضاً بأنها: متواترة، لكن ليس في النصوص الشرعية ما يدل على أننا نتعبد بانتظار هذا أو ذاك؛ بل هذا مهرب نفسي لطيف نلوذ به، ونلبي به رغبة في نفوسنا تدعو إلى تجنب دراسة المشكلات والتفكير في حلها, وتعليقها على أمر من الخارج. نحن متعبدون بدراسة أمورنا دراسة صحيحة، والنظر في واقعنا نظراً سليماً، والبحث عن مخرج، وبذل الوسع، وترك ماسوى ذلك لله عز وجل, فهو الذي يحكم في أمر الغيب بما يشاء... بل أقول:حتى هؤلاء الموعود بهم: كالمسيح عيسى بن مريم عليه السلام والمهدي ليسوا ينزلون على أمة منهكة, متهالكة, متآكلة؛ بل ينزلون على أمة يجدر بها أن يقودها مثلهم... وكما أن الله عز وجل ذكر في كتابه أنه: يولي بعض الظالمين بعضاً؛ فكذلك هو يولي بعض الصالحين بعضاً؛ فمتى كانت الأمة فيها صلاح وخير، وقوة وجدارة؛ قيض الله لها من يحكمها ممن يكون مهدياً، ولو لم يكن هو المهدي المنصوص عليه في الأحاديث, لكن يكون مهتدياً بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
سؤال يطرح نفسه: هل يدرس المسلمون أحوال الماضي؛ لأن المستقبل يولد من رحم الماضي؛ فهل نحن ندرس أحداث الماضي دراسة صحيحة؟ العقد الماضي مثلاً: أين الدراسات التي تحدثت عن مكتسبات الإسلام فيه، أو خسائر الأمة الإسلامية… عن الخطأ والصواب… عن الصحيح من غيره؟ أين الدراسات التي تقوّم أعمال المسلمين خلال العقود الماضية، وتحاول أن تضع النقاط على الحروف؛ لتبين ما هو خطأ يجب أن يصحح، وما هو صواب يجب أن يستمر؟ في الواقع لا يزال المسلمون تسيرهم عواطف تحركهم نحو أحداث الحاضر بدون وعي؛ فهم يغرقون بمشكلات الحاضر؛ فلا يفكرون في جذورها لإزالتها، ولا يفكرون في حلولها المستقبلية، وهذا مثال: إنسان يصيبه مرض فيبحث عما يسكنه, ولايفكر في أسباب هذا المرض, إنما يفكر في لحظته الحاضرة.
مما يزيد من الاضطراب في نظرة المسلمين إلى مستقبلهم، وواقعهم، وماضيهم أمور:
أولاً: عدم تحديد الأهداف بدقة: وهذه مشكلة يعانيها المسلم على المستوى الفردي, و الجماعي؛ ففي تصور كثير من الدعاة إلى الله عز وجل أن الهدف يتلخص فيما يسمونه: بالحل العسكري، حركة جهاد تقوم هنا، أو هناك لمجاهدة الكافرين، ثم بعد ذلك تقوم دولة الإسلام، وتبدأ ببسط سلطانها وهيمنتها على الأرض. ولاشك أن الجهاد: ذروة سنام الإسلام، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ] (رواه البخاري، وأحمد). ولا شك أيضاً: أن الجهاد شريعة ماضية إلى قيام الساعة، لا يمنعه فجور الفجار، ولا ظلم الظالمين… لكن الإسلام دين مهيمن على كل شيء، والجهاد يجب أن يكون في جميع الاتجاهات, وفي كل ميدان… في مجال التخصصات العلمية: يجب أن يكون هناك جهاد التخصصات الشرعية، فالعلماء والفقهاء الشرعيون هم الكواكب الذين تسير الأمة على هديهم، وتقتبس من نورهم, ويوم تغيب هذه النجوم؛ فإن الأمة تتيه في صحراء لا هادي لها، ولا دليل فيها؛ ولذلك فإن التخصص في مجال الدراسات الشرعية من ضمن الأهداف التي يجب أن تضعها الأمة في قائمة الأولويات؛ فينبعث من بين شباب الأمة، والصحوة طائفة: (لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (122 سورة التوبة)...
التخصصات العلمية الأخرى: الطب, الهندسة، العلوم، الاقتصاد؛ كل هذه تحتاجها الأمة, وتحتاج إلى متخصصين فيها.. تحتاج الدعوة إلى كوكبة من المتخصصين يصدقون ما يقوله العالم الشرعي؛ فإذا قال العالم الشرعي: الكلام والحكم كذا وكذا؛ قال له الطبيب: صدقت، وقال له المهندس: صدقت، وقال له الاقتصادي: صدقت، وقال له المتخصص في كل مجال: صدقت... حتى ليقول العلماني, عدو الإسلام حين يرى أن الأصوات تنادت عليه من كل مكان تؤيد، وتصدق ما قاله عالم الشرع ـ كما قال أبوجهل ـ : هذا أمر قضي بليل... ومن خلال وجود هؤلاء المتخصصين الذين نذروا أنفسهم في كل ميدان، واعتبروا أنفسهم مصدقين لكلمة الشرع؛ نستطيع أن نغير هذا الواقع تغييراً عملياً، فإذا قال عالم الشرع كلمته في تحريم الاختلاط مثلاً، أو تحريم التبرج، السفور؛ وجدنا أنه ينبري كوكبة من الأطباء ـ مثلاً ـ ليقوموا عملياً بفصل تطبيب الرجال عن تطبيب النساء، فهذه كوكبة من الأطباء أفلحت ونجحت في إقامة مستشفى خاص بالنساء، طاقم المستشفى من ألفه إلى يائه: طاقم نسائي، ويثبت للناس عملياً أن هذا ممكن، وليس مستحيلاً... قل مثل ذلك في مجال الاقتصاد مثلاً: كم يتحدث العالم عن الربا وخطره، وضرر إقامه الاقتصاد عليه، وخطر التفاوت الكبير بين الطبقات في توزيع الثروة، ووجوب العدل، وتحريم الظلم... إلى غير ذلك, لكن يبقى الواقع في بعض الأحيان، أو في بعض المجالات بعيداً عن ذلك. فيبقى دور المتخصص في الاقتصاد، وأن يبين من خلال الدراسات، والتقارير الواقعية المبنية على أوضاع العالم الغربي، والبنوك الألاعيب الاقتصادية. فيؤكد صدق ما قاله هذا العالم في واقع الناس، وأنه لابد أن نقيم اقتصادنا على الأسس الإسلامية، وأن نخلصه من لوثة الربا التي ما كانت في شيء إلا أفسدته.
طاقات مهدرة: ومما يتعلق أيضاً بقضية التخصص: نجد أن كثيراً من الشباب المتدين أرادوا أن يحطموا خرافة الصراع بين العلم والدين التي كانت موجودة في أوروبا؛ فدخلوا كليات: الطب, الهندسة, التكنولوجيا، الحاسب الآلي... ولكننا بعد ذلك نتساءل: هل نجحنا فعلاً في إقناع الناس بالقضاء على هذه الأسطورة أم فشلنا؟ فوجدنا أننا بعد ذلك نهرب من بعض المجالات، تحت عقدة الخوف من الفشل، أو الشعور بأننا نسير في طريق مسدود، أو أننا يجب أن نتجه اتجاهاً آخر؟ والسؤال الذي يطرح نفسه: هذه التخصصات الكثيرة في بلاد المسلمين ماذا فعلوا لأمة الإسلام؟ ماذا فعلوا للدعوة؟ من المؤسف أن تجد كثيراً من هؤلاء كالأطباء مثلاً - كما تقول الإحصائيات: أنه ما بين ثلاثين إلى خمسين بالمائة (30 – 50 % ) من هؤلاء يعيشون في بلاد الغرب، ومعنى ذلك: أن جهودهم، وتخصصاتهم وإبداعهم يصب في خدمة:حفظ صحة وعافية الكفار، وأن الأمة الإسلامية قد خسرت هذه الطاقات الهائلة الجبارة المتخصصة هذا جانب فيما يتعلق بالتخصصات العلمية. كذلك مما يدخل في هذا الجانب: أن بعض الدول تحتفل منذ سنوات بمرور عشرات السنين على نهاية آخر أمي في تلك الدولة، وفي بعض الدول الإسلامية لا تزال نسبة الأمية فيها تصل أحيانا إلى ثمانين بالمائة( 80% ) و نحن ماذا فعلنا لمحو أمية المسلمين: أمية الحرف يعني: القراءة والكتابة، أو أمية الفكر, والعلم... محو أمية الناس في عقائدهم بحيث يتعلمون مبادئ العقيدة الإسلامية الصحيحة... أمية الناس في معرفة الأحكام الشرعية التي لابد لهم منها... أمية الناس في تعليمهم مبادئ التفكير الصحيح. ماالذي يمنع أن ينبري مجموعة من الدعاة, فيذهبوا لتعليم المسلمين مبادئ القراءة، والكتابة, وقصار السور... مبادئ العقيدة الإسلامية في أي مكان من الأرض، ونعتبر أننا بذلك قدمنا خدمة جليلة للدعوة الإسلامية؟
وفي جميع التخصصات: لابد من الإحسان، والنجاح حتى نضمن للإسلام أرضية خصبة تسير الأحداث بقوة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:[ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَملَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أنْ يتقنه] (رواه البيهقي، وغيره، وسنده حسن) يتقنه ليس فقط من أجل الصنعة،بل يتقنه لوجه الله، وليس فقط من أجل أن يأخذ الناس عنه انطباعاً خيّراً، أو حتى لا ينفض من حوله المشترون، أو الرواد بل هذا الهدف يأتي تبعاً لأنه المؤمن الداعية يتعامل مع الله تعالى حين يقوم بصناعة، أو تخصص أياً كان هذا التخصص حتى لو كان تخصصاً دنيوياً... ونحن نتداول كلمة منقولة عن مالك رضي الله عنه تقول: "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها" ولابد هذه القناعة إلى برنامج علمي، وعملي مفصل من خلال الجهود، والتخصصات السابقة.
كيف ننصر الله عز وجل؟ ليس معنى نصر الله هو فقط: أن ننصر الله في معركة حربية لا، ننصر الله؛ بأن نحقق الإسلام في جميع نواحي الحياة: في المجال الفردي، وعلى مستوى الأمة. فإذا فعلنا ذلك كله، وحققنا الإسلام أخيراً في مجال الحرب، فخضنا الحر؛ ينصرنا الله؛ لأننا نصرناه في كافة المجالات, فهذا المجال الأخير، وهو مجال القتال نحتاج فيه إلى عون الله، و نصره؛ لأننا مهما بذلنا لن نكون على مستوى قوة عدونا، فحينئذً ينصرنا الله عز وجل ولذلك قال: [ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) ] (سورة الحج).

لقد تثبت الأحداث أحياناً: أن الله تعالى لو منحنا نصراً رخيصاً بسبب حرب، أو قتال ما استطعنا أن نقوم بتكاليف هذا النصر، و تبعاته, و ننصر الله عز وجل بعد ما مكننا، فنقيم الصلاة، ونؤتي الزكاة، ونأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر. وألا نتوقع أننا سنحصل للإسلام على نصر هين، رخيص يتحقق من خلاله معركة نخوضها، ثم نستلم الراية، ونبدأ الفتح, فهذا تصور فيه قرب، و بساطة، و لا يتناسب مع خط سير الأحداث. (3)
(1) "المستقبل لهذا الدين" للشيخ الحارثي
(2) "المستقبل لهذا الدين" لسيد قطب رحمه الله
(3) "نظرة في مستقبل الدعوة الإسلامية" للشيخ سلمان العودة


قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلَانِ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ.. ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ فَقِيلَ لِي انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ فَقِيلَ هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ وَمَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [رواه البخاري، ومسلم، والترمذي، وأحمد]
* * * * * * * *
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمْ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ) [رواه أبو داود، و أحمد]
* * * * * * * *

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « تكون النبوّة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوّة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً جبرته فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوّة»[مسند أحمد]




أتى هذا المقال من أخوات طريق الإسلام
http://akhawat.islamway.com

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://akhawat.islamway.com/modules.php?name=Sections&op=viewarticle&artid=132