كلمة للركن بخصوص استبيان "هــل وضـعـت خــطـة دراسية للعام الجديد؟"
هــل وضـعـت خــطـة دعوية للعام الدراسي الجديد؟

نعم 31 % 31.21 % (299)
لا 29 % 29.12 % (279)
لم أفكر بالموضوع 39 % 39.67 % (380)

عدد الاستطلاعات : 958
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
إنه مما يثلج الصدر أن نجد فتيات في عمر الزهور، يحملن همّ هذا الدين.. نرى صور مشرقة من الفتيات الداعيات اللواتي تركن زينة الدنيا الزائفة، واتجهن إلى دورهن الحقيقي في هذه الحياة، مستغلات فترة شبابهن وحيويتهن في أعظم وأشرف وظيفة على الإطلاق؛ وظيفة الرسل من قبلهن؛ الدعوة إلى الله.
يقول تعالى: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" [فصلت:33]
فلا أملك إلا أن نحييهن تحية ملئها التقدير والفخر، والدعاء بالتوفيق والسداد.
همسة
إلى أخواتي اللواتي يحببن هذا الدين، لكن لا يدرين ما يقدمن له.. أقول أكرمني الله وإياكن بالدعوة إليه:
لا بد أن نخرج من دائرة السلبية ونقدم شيئاً لهذا الدين. كلّ منا على ثغر.. الأم في بيتها.. الزوجة مع زوجها.. الفتاة مع أهلها.. المدرسة مع طالباتها.. كل واحدة منا مع جيرانها وقريباتها ومع كل من تعرف ومن لا تعرف..
وأترككن مع كلام جميل لفضلية الشيخ سلمان بن فهد العودة حيث سُئل:

فضيلة الشيخ: سلمان العودة أرجو التكرم بذكر خمس أو ست من المجالات التي أستطيع من خلالها خدمة هذا الدين ،والله يرعاكم ويحفظكم.
الجواب:
مجالات خدمة الدين كثيرة، لا تتحدد في خمس، ولا خمسين، ولا خمس مائة، أنت فقط من يحدّد المجالات التي تلائم قدراته وميوله.
ومبدئياً، فأن يكون المرء قدوة حسنة للآخرين في عبادته، وسلوكه، وأخلاقه، وأدائه لحقوق الآخرين، وتخليه عن حظ نفسه، فهذه أهم مسألة في الباب.
ثم هناك التواصل مع الأقربين بالبر والإحسان، ومن البر والإحسان: دعوتهم إلى الله، وتحبيبهم في الخير، بدءاً بالوالدين، فالزوجة، فالإخوة والأخوات.
والحظ الآخر: التواصل مع زملاء الدراسة أو العمل، بتقديم الخدمات الممكنة لهم، وكسب محبتهم وثقتهم، وربطهم بالأعمال والمشاريع الخيرية من خلال دورية، أو توزيع كتاب، أو شريط، أو دعوة إلى محاضرة، أو ندوة.
والحظ الثالث: التواصل مع الجيران، وسكان الحي، ورواد المسجد، بأداء حقوق الجيرة، وترتيب لقاء ودي دوري، وجلسة في المسجد -ولو قلت- وتيسير أسباب الهداية لهم، كباراً كانوا أو صغاراً، رجالاً أم نساء.
ثم احمل – ولو واحداً – من هموم المسلمين العامة، ليكن جهداً إعلامياً في نشر قضية إسلامية، ليكن حشداً للعواطف النبيلة حول معاناة شعب مقهور، ليكن حثاً للواجدين والموسرين على المشاركة والمواساة، ليكن ترويجاً لمطبوعة إسلامية.

ولنقرأ سوية ما كتبته د. سارة بنت عبدالمحسن بمجلة الشقائق تحت عنوان "هذا ما فعلوه هم .. فماذا فعلنا نحن؟؟"
وفق جدول زمني دقيق.. حددت أولوياته، ورسمت ملامحه بوضوح وعمق، تسير خطوات هيئة الأمم المتحدة، ومنظمة اليونسكو، ومنظمة حقوق الإنسان في طريق فرض طروحاتها عبر المؤتمرات الدولية وإلزام الآخرين بها، وفي كل مؤتمر تطرح مجموعة من القضايا التي يراد تطبيقها إلزامياً على شعوب الدول ومجتمعاتها في عملية تبديل خطيرة لأنظمة الدول وقوانينها..
وقد شهدت السنوات الخمس الماضية تفعيلاً غير عادي لقضايا المرأة والأسرة بأبعادها المختلفة.
وها نحن أولاء نشهد في هذا العام أن أولئك الذين خططوا لهذه المؤتمرات يجتمعون ليرصدوا ما حققوه من إنجازات خلال السنوات الخمس الماضية.. جلسوا على مائدة الاجتماع وبين أيديهم العديد من الملفات والتقارير والدراسات والإحصائيات التي تحدد لهم وبدقة ما استطاعوا تحقيقه من إنجازات في عملية التغيير للواقع الاجتماعي والقانوني في كثير من دول العالم وفي مقدمتها الدول الإسلامية
وليرعوا نتاج غرسهم قبل سنوات خمس- والذي أثمر تحولات خطيرة في قلب العالم الإسلامي-.
وقد جاءت تلك التقارير لتؤكد لهم نجاحاتهم في عملية التغيير وتفعيل ما سبق أن قرروه في مؤتمراتهم السابقة.. العملية محسوبة عندهم بدقة:
تخطيط؟ مؤتمر، توصيات، متابعات، تفعيل.. إحصائيات رقميه دقيقة، نتائج واضحة محددة، تحدد مواطن القوة، ونقاط الضعف، ووسائل التفعيل، لتبدأ دورة جديدة بخطط جديدة وأساليب أكثر مناسبة وفعالية، طروحات عملية، خدمت أهدافهم بقوة وفجرت مجتمعات إسلامية بكاملها. لقد تمت بنجاح خطة العمل التي تبنتها هيئة الأمم قبل مؤتمر بكين 95 وبعده. يقول الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة كوفي أنان: (إن الإعلان وخطة العمل اللذين تم تبنيهما في ختام أعمال المؤتمر الرابع حول أوضاع النساء في بكين 1995 م شكلا خطوة متقدمة للنساء، وخصوصا في البلدان النامية عبر إقرار مبادئ وأهداف واستراتيجيات حازت إعجاب نساء العالم أجمع في نضالهن اليومي، ومن ضروري أن تحافظ الوثيقة الختامية لمؤتمر بكين على كل الالتزامات التي ضمنت في الإعلان وخطة العمل في بكين..) مطالبا الدول الأعضاء في الملنظمة الدولية بضرورة العمل بروح الفريق الواحد للتمكن من تطوير وضمان المكتسبات كلها التي حققتها النساء في بكين.
هذا ما فعلوه ويفعلونه..
ولكن ماذا فعلنا نحن.؟!
نختار من الحلول أيسرها، ومن الطرق أقصرها ومن الأساليب أضعفها،،لا تعنينا النتائج، ولا تشغل بالنا الوسائل، ولا نفكر بالآليات، سنوات خمس مضت على مؤتمر بكين بتوصياته التدميريه، ولم يزد دورنا عن المناقشة، والاحتجاج السلبي، ومقالات التظلم، والهجوم الانفعالي.. نذهب إلى كل مؤتمر بالاحتجاج، والتظلم والرفض ونعود بالبضاعة نفسها نجترها، ونستمر في الشجب، والرفض، والاستنكار إلى ا لمؤتمر الذي يليه.. وهكذا نحن جهود مبعثرة، وعمل عشوائي، لا تنظيم، ولا تخطيط، لا إعداد ولا استعداد، لا دراسات تجرى، ولا إحصائيات تعد، ولا هيئات تنشأ للمتابعة والرصد والتفعيل، ماذا قدمنا للمرأة المسلمة المضطهدة في كوسوفا، والشيشان، وفلسطين، وموريتانيا، وتشاد، والنيجر، والصومال، وكشمير وغيرها؟ ماذا فعلنا لنرفع الظلم عن النساء ونعطي الحقوق لأصحابها؟
ما هي جهودنا لحماية الأطفال، وتحصين الناشئة؟ والمحافظة على الأسرة..؟ كلام.. وكلام.. وهل يجدي الكلام في زمن التخطيط العلمي الدقيق والعمل المنظم المدروس، المنفق عليه بسخاء والمدعوم بقوة السياسة، والاقتصاد، والعلم، والإعلام..؟
قبل أن نتهم غيرنا ونهاجمه.. علينا أن نحاسب أنفسنا ونصلحها حتى نعرف ماذا فعلوا هم، وماذا فعلنا نحن..؟
آخر الكلام..
إلى متى ونحن لا ننتبه لقضايانا ونهتم بها إلا بعد أن تطرحها علينا الهيئات العالمية وتتبناها المنظمات الدولية.. ويفرضها الإعلام العالمي الذي يرتب لنا أولوياتنا وفق أجندته المعدة مسبقا.؟؟؟

فإلى من استشعرت همّ هذا الدين، ووهبت حياتها لخدمته، أقدم لكم هذه الأفكار الدعوية القيمة:
سائلة الله عز وجل أن يجعلكن مفاتيح خير، مغاليق شر، وأن يجعلكلكن هاديات مهديات..
وصلى الله وسلم وبارك على إمامنا ونبينا محمد القائل "بلغوا عني ولو آية" وعلى آله وصحبه أجمعين..




أتى هذا المقال من أخوات طريق الإسلام
http://akhawat.islamway.com

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://akhawat.islamway.com/modules.php?name=Sections&op=viewarticle&artid=134