أما آن لوقت التوبة أن يحين؟
أختي المؤمنة بالله وباليوم الآخر:
كل بني آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون....
أختي بارك الله فيك:
تخيلي أنك قد ملكت كل ماتريدين من مال وأحلام ووصلتِ إلى كل ما تريدين من أمنيات، ثم فجأة على بغتة ضاع منك كل شيء بغير فائدة. حتماً ستبكين وتتوجعين وتتحسرين بحسرة وندامة على ما ضاع منك....
فما بالك بعمرك الذي يضيع منـــــــك وأنت لاتشعرين؟؟؟

إن عمرك جوهرة نفيسة لا تقدر بأي شيء مادي، وهذا العمر في حقيقته عبارة عن أنفاس وكل نفس يخرج هو رأس مالك في الدنيا تستطعين أن تشتري به ماتشاءين من نعيم الجنة، فكيف تضيعين ذلك العمر بلا توبـة؟؟؟
أخــــتي:
إن ملك الموت إذا ظهر أمامك عند سكرات الموت سيظهر على وجهك من الأسف والحسرة ما تودين معه الرحيل وما أنت بقادرة..
قال تعالى: "وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أ جل قريب فأصّدق وأكن من الصالحيــن ولن  يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون"
فيا أختـــــاه:
المبادرة المبــــــادرة.... والمسارعه المسارعــــــة... ولا تكوني كبعض المسلمات لايعدن إلى الله بتوبة نصوح إلا بعد مرور عمر طويل... واعلمي -وفقك الله- أن التوبة ليست كلمة تقال أو عبارة تتردد على اللسان فقط، ولكنها تتحقق بعد عدة أمور، منهــــــــــــا:- 
        1- أن تشعري بالندم على ارتكاب الخطأ.
        2- أن تتركي المعصية التي ندمت عليها.
        3- أن تعزمي على أن لاترجعي إلى تلك المعصية.
        4- أن تؤدي الأعمال الصالحة التي كانت سبباً في محو السيئات.
        5- أن تخرجي من عهدة حق الآدمي فإن قلت في أختك المسلمة الغيبة والنميمة أو أخذت منها شيئاً لاينبغي أخذه منها أن تردي ذلك         وتتحللي منها (بالنسبة لكفارة الغيبة، فعليك طلب السماح من الأخت التي اغتبتيها؛ إلا إذا أدى ذلك إلى مشكلة أكبر، ففي تلك الحالة         لا تخبريها لكن اذكري ما فيها من خير في نفس المجالس التي اغتبتيها فيها، وتعزمي على ألا ترجعي إلى الغيبة وتوبي واندمي على         ذلك)
 
يـــــــا أخيــــــة:
هلا سمعت تفجع وتحسر بعض المحتضرين الذين أساءوا في دنياهم وماتوا على غير توبة؟ ماذا يقولون وهم يفارقون الدنيا؟؟
أحدهم يلطم وجهه وهو يقول "ياحسرتى على ما فرطت في جنب الله"
والآخر يبكي ويقول "سخرت بي الدنيا حتى ذهبت أيامي"
"وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون"
فاجتهدي يا أختي الكريمة، واستيقظي من رقدة الغافلين عسى أن تنتهي من الإصرار وتتخلصي من الأوزار، لقد دعاك مولاك إلى التوبة والإنابة وفتح لك باب الإجابة ثم وضح لك طريق الهداية، فهلا أقبلـــــــتِ على المغفرة من ربك ورضوانه وجنات ذات أنهار وعيش مع الأبرار؟
وا أسفاه عليك إذا جاءك الموت وما أنبتِ..
واحسرتاه عليك إذا دعيت الى التوبة فما أجبت..
كيف تصنعين إذا نودي بالرحيل وما تأهبتِ؟؟
ياصاحبة الخطايا.. أين دموعك الجارية؟
يا أسيرة المعاصي ابكي على الذنوب الماضية؟
أختي... أختي..
اكتبي قصة الرجوع بقلم النزوع بمداد الدموع، واسعي بها على قدم الخضوع إلى باب الخشوع، أين بكائك على زلة قدمك؟ أين حذرك من أليم العقاب؟؟ أين قلقك من خوف العقاب؟
وأين توبتك قبل أن يغلق الباب؟




أتى هذا المقال من أخوات طريق الإسلام
http://akhawat.islamway.com

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://akhawat.islamway.com/modules.php?name=Sections&op=viewarticle&artid=40