رسالة إلى مشاهدي المسلسلات الرمضانية ((شهر مبارك عليكم))
الحمد لله الذي جعل شهر رمضان من أفضل شهور العام، ومنَّ علينا بإدراك شهر الصيام والقيام، وفضَّل أيامه على سائر الأيام، وعمَّر نهاره بالصيام، ونوَّر ليله بالقيام. والصلاة والسلام على أفضل من صلى وصام، وأتقى من تهجد وقام، وعلى آله وصحبه صلاة دائمة تتعاقب بتعاقب الضياء والظلام. أما بعـــــد:-
إن لله تعالى في أيام الدهر نفحات... هذه النفحات تبعث في نفس المسلم همّة عظيمة لاغتنام الأجر واقتناص الخير...
أيها الإخوة والأخوات في الله:
إن أول نفحة إيمانية نتحدث عنها هي نفحة الصيام التي يقول المولى جل ذكره عنها: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) إن الله عز وجل شرع الصوم إيقاظاً للروح، وتصحيحاً للجسد، وتقوية للإرادة، وتعويداً على الصبر، وتعريفاً بالنعمة وتربية لمشاعر الرحمة وتدريباً على كمال التسليم لله رب العالمين... فالصوم مرتبط بالإيمان الحق بالله جل وعلا، ولذلك جاء أن الصوم عبادة السر... والصوم يربي العبد على التطلع إلى الدار الآخرة حيث يتخلى عن بعض الأمور الدنيوية تطلعاًً إلى ما عند الله تعالى من الأجر والثواب، فهو يترك الأكل والشرب والملذات في نهار رمضان انتظاراً للجزاء الحسن يوم القيامة.
فينبغي لنا إخوتي في الله أن نطيع الله ليس في الامتناع عن الأكل والشرب فقط بل بالابتعاد عن كل ما يعكر علينا صوم هذا الشهر الكريم.
 
ومن الأمور التي ابتليت بها هذه الأمة نسأل الله العافية كثرة ما يعرض على جهاز التلفاز من مسلسلات تفسد علينا صومنا مسلسلات تخلو من الحياء تعرت من أخلاقيات المسلم فيها من التبرج والسفور ما الله به عليم؛ يعرض فيه الفتيات الفاتنات الساقطات التي يخجل من في قلبه ذرة من حياء النظر إليها وهم برفقة حثالة من المجتمع يصورون لنا موضوعات سخيفة ينتهكون بها أعراض الناس ويستهزئون بالدين الذي شرعه الله جل وعلا. تارةً يصورون للناس بأن التمسك بالحجاب من الرجعيات، والتقيد بتعاليم الإسلام من التخلف وهذا نجده جلياً واضحاً في مسلسل ((العولمة))، وتارةً أخرى تشاهد حلقات تتحدث عن الحب والغزل ويشمل ذلك كلمات الحب المتبادلة بينهم، وبعض الحركات  المخجلة وكل ذلك على مرأى ومسمع من بناتنا وأبنائنا، ويناقشون أحياناً مواضيع تكون من صلب عاداتنا وأخلاقنا.
 
إن هؤلاء الحثالة يستهزئون بعاداتنا وتقاليدنا ونحن نضحك ملء الأفواه أما تتحرك الغيرة لدينا، ولنضرب على سبيل المثال ((كيف استطعت مشاهدة مسلسل طاش ماطاش حلقة ((الفياغرا)) كما رواها لي أحد الشباب الثقات كيف تشاهد برفقة ابنتك البكر وهي في سن المراهقة وهي تشاهد موضوعاً يخاطب فطرة غريزة الجنس ويتحدث عن هذا المنتج بكل صراحة ووقاحة؟ كيف تسمح لابنتك مشاهدة الشباب المتميع وبعض الحركات التي يمنعني حيائي من ذكرها؟
ولو أردت سرد الكثير من المغالطات التي يعرضونها في مسلسلاتهم لما استطعنا ذكرها جميعها لكثرتها، هل سألت نفسك يا أخي ماذا  تجني من عناء يومك في الإمساك عن الأكل والشرب ثم تفطر على معصية الله، ثم تعود للعبادة؟ ما ظنكم برب العالمين؟؟؟!!! أتظنون أن الله غافل عنكم؟؟!!!!! تعالى الله عن ذلك والذي نفسي بيده لن يبرح أحد منا عن جزاءه... وإننا سنندم على كل لحظة قضيناها أمام هذه المسلسلات إلا من تاب وأصلح فإن الله غفور رحيم، ولو دققنا في أوقات عرض هذه المسلسلات لوجدناها في فترة يكون فيها 95% من سكان هذه الأرض المقدسة خلف جهاز التلفاز!!!!!
مسلسل ((طاش ماطاش)) ومسلسل ((العولمة)) ومسلسل ((الديرة نت)) ومسلسل ((أبو رويشد))... جميعها مسلسلات حكم الشرع واضح فيها لاتحتاج إلى جدال لعدة أمور منها:
1-   اشتمالها على آلات اللهو والطرب.
2-   وضوح الاختلاط فيها جلياً بين الرجال والنساء.
3-   التبرج والسفور الذي يبدو واضحاً جلياً على النساء.
4-   موضوعات تلك المسلسلات التي يتبرأ منها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
5-   الاستهزاء بالدين والقدح في علمائنا حفظهم الله تصريحاً لا تلميحاً.
6-   الاستهزاء بفئات من الناس سواء من أهل الدين أو غيرهم فهم يمثلون شريحة من مجتمعنا.
انظر إن شئت فتوى هيئة كبار العلماء بخصوص ((طاش ماطاش)) .
سئل يرحمه الله الشيخ (بن باز ) عن بعض الصائمين يقضون معظم نهار رمضان في مشاهدة الأفلام والمسلسلات من الفيديو والتلفاز ولعب الورق فما رأي الدين في ذلك؟ فأجاب رحمه الله ..
الواجب على الصائم وغيره من المسلمين أن يتقي الله سبحانه فيما يأتي ويذر في جميع الأوقات، وأن يحذر ما حرم الله عليه من مشاهدة الأفلام الخليعة، التي يظهر فيها ما حرم الله، من الصور العارية وشبه العارية، ومن المقالات المنكرة، وهكذا ما يظهر في التلفاز مما يخالف  شرع الله من الصور والأغاني وآلات الملاهي والدعوات المضللة. كما يجب على كل مسلم صائما كان أو غيره أن يحذر اللعب بآلات اللهو من الورق وغيرها من آلات اللهو، لما في ذلك من مشاهدة المنكر وفعل المنكر، ولما في ذلك من التسبب في قسوة القلوب ومرضها واستخفافها بشرع الله، والتثاقل عما أوجب الله من الصلاة في الجماعة أو غير ذل من ترك الواجبات، والوقوع في كثير من المحرمات، والله سبحانه يقول (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين * وإذا تتلى عليه آياتنا ولّى مستكبراً كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقراً فبشره بعذاب أليم) سورة لقمان الآية 7،6.
وأخيراً.....
أما تستحي من الله وأنت تشاهد هذه المسلسلات وما فيها من نساء فاتنات؟
أما يختلجك الحياء وأنت تشاهدها برفقة أبناءك وبناتك؟
 
ألا هل بلغت اللهم فاشهد...
 
هذا رمضان شهر الخيرات والنفحات... كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يكثر في هذا الشهر من العبادة، وكان من هديه في شهر رمضان أن يخصه بكثير العبادة والجود والعطاء... ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة" فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بني آدم وكان جوده يجمع أنواع الجود، من بذل العلم والمال، وبذل نفسه لله تعالى في إظهار دينه، وهداية عباده، وإيصال النفع إليهم بكل طريق، من إطعام جائعهم، ووعظ جاهلهم، وقضاء حوائجهم، وتحمل أثقالهم. ولقد كان السلف رحمهم الله تعالى يستبشرون بمقدم رمضان بتجهيز أنفسهم وإصلاح بواطنهم... وليس بملء مخازن الأطعمة في بيوتهم أيها الإخوة والأخوات الكرام.
ها هو شهر الخير والبركة أقبل.. فهل من مقبل تائب نادم على ما فات؟ فمن أدركه رمضان ولم يغفر له فمتى سيغفر له؟!
أذكرك أخي بقوله تعالى ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم))
نسأل الله أن نكون ممن يحبون الله و يحبهم الله...
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن استقبل شهر رمضان بالخير والعافية وطلب المغفرة وأن يرزقنا صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنا.

[الشهاب اللامع]




أتى هذا المقال من أخوات طريق الإسلام
http://akhawat.islamway.com

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://akhawat.islamway.com/modules.php?name=Sections&op=viewarticle&artid=79