السؤال:
أعاني من اكتئاب شديد وأنا حامل في الشهر الثاني، وأشعر بملل من
الحياة، رغم أنني أعمل في البيت وفي الدوام. أرشدوني ماذا أفعل؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
بالسلامة إن شاء الله..
- هل كنت تعانين من حالات اكتئاب، قبل الحمل؟
- هل هذا هو حملك الأول، أم هل حملت قبلا؟
- هل أنت سعيدة في زواجك، وهل جاء الحمل برغبة منك، أم لم تكوني على
استعداد لهذا الحمل؟
- هل تخافين التغيرات الجسدية الطارئة، وبالتالي تخافين على
قوامك؟
- هل تخافين الآلام التي تعاني منه الحامل عند الولادة؟
- هل تحبين الأولاد أم تخافين تحمل المسؤوليه؟
إن الإجابة على كل سؤال من هذه الأسئلة تأخذنا لطرح مغاير عن غيره من
الطروحات.
* إن كانت لديك مشاعر اكتئاب قبل الحمل، فمن الممكن أنك كنت تعانين من
هذا الاضطراب قبلا، وعندما حملت ظهرت العوارض أكثر وضوحا، وعليه فإن استشارة نفسية
قد تساعد في تخطي ما تعانين منه..
* إن كان هذا حملك الأول، وكنت غير مهيئة للمشاعر والعوارض التي تنتاب
الحامل، من الممكن قراءة بعض الكتب لتتعرفي على التغيرات الجسدية والنفسية خلال
الحمل..
* إن كنت غير سعيدة في زواجك، وتشوب العلاقة بينك وبين زوجك بعض
الشوائب، عليك العمل على حلها، حتى لا تنعكس على استقبال المولود فيما بعد،
وبالتالي على علاقتك به وبتربيته..
* إن كنت تخافين على قوامك، يمكن استشارة اختصاصي حركي (مدرب رياضة)
لتعلم بعض التمارين للمحافظة على الرشاقة، وهذه التمارين قد تساعد أيضا في تسهيل
عملية الولادة، حتى إن بعض المستوصفات والمستشفيات تقدم دورات تدريبية للحوامل
لتسهيل عملية الولادة.. ويمكن الالتحاق بها..
* إن كنت تخافين الآلام فيمكن مراجعة الطبيبة المختصة؛ لتستعلمي عن
الأساليب المعتمدة للتخفيف من الآلام، والحمد لله التطورات الطبية متقدمة
جدا...
* إن كنت تخافين المسؤولية والعناية بالأطفال، عليك بقراءة عدد من
الكتيبات والمراجع التي تساعد في تحضيرك نفسيا وتربويا لاستقبال الوليد، ومن المؤكد
أنك تستطيعين التواصل مع والدتك أو والدة زوجك، أو إحدى المقربات إليك لتساعدك
بإسداء النصائح..
* إن كان سبب الاكتئاب غير الأسباب التي ذكرت، فابحثي عنها، حدديها
بوضوح واعملي على معالجتها، اليوم قبل الغد....
_ راجعي نفسك، وحددي الأسباب التي تقلقك، وحاولي إيجاد الحلول العملية
لها، لا تستسلمي لهذه المشاعر، حتى لا تؤثر على الجنين وهو في رحمك، فقد أصبح من
المؤكد بأن الجنين يتأثر تأثيرًا مباشرًا بالحالة النفسية والصحية التي تعاني منها
الحامل، ويحمل تبعات هذه التأثيرات بعد الولادة... لذا ننصح بأن تبادري إلى مراجعة
نفسك مراجعة صريحة، والعمل على حل المشكل الأساس الذي تعانين منه. عزيزتي المعرفة
أساس، وتساهم مساهمة مباشرة في التخفيف من كل العوارض النفسية التي تعانين منه، لذا
بادري إلى الاستشارة، وبادري إلى القراءة..
- الاهتمام بالغذاء السليم المتوازن ضروري جدا، ويساعد في التخفيف من
المعاناة النفسية للحامل، وهو ضروري لنمو الجنين وسلامته..
- الملل هو نتيجة الشعور بالاكتئاب، لكنه أيضا واحد من مسببات
الاكتئاب... مازلت في الشهور الأولى، وهنالك الكثير للقيام به من تحضيرات، لكن أهم
هذه التحضيرات هي التهيئة النفسية، أتمنى أن تختاري طبيبة نسائية جيدة، تحدثينها عن
مخاوفك، وتطلبين مساعدتها، وتأخذين مشورتها... وأن تختاري عددًا من الكتب والمراجع
عن الحمل وعوارضه، وكيفية التعامل معها لتساعدك على التعرف وبالتالي على التأقلم مع
وضعك الجديد..
- اقرئي واستمعي لآيات من القرآن الكريم يوميا، بسم الله الرحمن
الرحيم: "الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ
بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".
فالقراءة والاستماع علاج لك من المشاعر السلبية، وهو أيضا من المؤثرات
الإيجابية على الجنين، وله فوائد عظيمة في نموه في الرحم وبعد
الولادة...
بالسلامة إن شاء الله.
عبلة بساط جمعة
موقع الإسلام
اليوم