قال الرسول صلى الله عليه وسلم؛
«
من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)
»
رواه البخاري ( 1901 ) ، ومسلم (760)
Block
عدد المتصلات حالياً
توجد حاليًا 1001 ضيفة/ضيفات
Block
صندوق البحث
story
ذكاء عاطفي
Test
استوقفني في مراجعة صحيح البخاري حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتاجه الأزواج ، ولاغنى للزوجات عنه ، إذ فيه مراعاة كل منهما لمشاعر الآخر في حال الغضب ، فكيف بحال الرضا ، أخرج البخاري في صحيحه في كتاب النكاح، باب: غيرة النساء ووجدهن عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى" قالت: فقلت: ومن أين تعرف ذلك؟ قال: " أما إذا كنت عني راضية، فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى. قلت: لا ورب إبراهيم" قالت: أجل، والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك" .
Test
إن من فطنة الرجل، ورِقّة عاطفته، ويقظة إحساسه، استقراؤه لحال زوجته، من فعلها، وقولها، وحركاتها، فيما يتعلق بالميل إليه وعدمه، والحكم بما تقتضيه القرائن؛ لأنه صلى الله عليه وسلم جزم برضا عائشة وغضبها بمجرد ذكرها لاسمه وسكوتها.. ..! فبنى على تغير الحالتين من الذكر والترك، تغير الحالين من الرضا والغضب ، فهل لدى الأزواج استقراء لتغير الألفاظ المنبأ عن تغير الحال ؟
و في هذا تأصيل للمنهج العلمي الصحيح القائم على الملاحظة، والتتبع، ثم استنتاج الحقيقة، والتحقق منها، وليس المنهج القائم على الظن والشك المفضي للخلاف والشقاق.
· كما أن فيه من الحكمة إشعار الحبيب بما ينوب خاطره من الوداد والعتاب، والعناية بمعرفة دلائل الرضا والأسى.. والفرح والحزن.. لحسن التصرف مع أسبابها.. وما يورثه ذلك من علاج للخلافات الزوجية، والمشكلات الأسرية، ليهنأ الزوجان بحياة آمنة.. هادئة.. سعيدة.
· إن غضب عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ على النبي صلى الله عليه وسلم كان لفرط غيرتها عليه، أو لعوارض الحياة اليومية، ومكابدة متاعبها وأعبائها ونحو ذلك، مما لا حرج في التأثر به مع بقاء أصل المحبة، ولولا ذلك لكان غضبها معصية، وهجره كبيرة، إذ ليس كهجر أحد من الناس.
وعندما تأمل قولها: أجل -وهي تقال في التصديق- والله يا رسول الله ما اهجر إلا اسمك، حصر لطيف جدًا.. .. أخبرت أنها في حال الغضب الذي يسلب العاقل اختياره. ورأيه، لا تنفك عن المحبة العظيمة المستقرة في قلبها، الممتزجة بروحها، الصادقة في عواطفها، وإن كانت تترك التسمية اللفظية، وتعبر عنها بالهجران؛ لتدل على أنها تتألم من هذا الصدود الذي لا اختيار لها فيه، فقلبها معلق بذاته الكريمة صلى الله عليه وسلم، ممتلئ مودة ومحبة .
يقول الشاعر :
إني لأمنحك الصدود وإنني ............ قسما إليك مع الصدود أميل
* وفي اختيارها -رضي الله عنه- ذكر إبراهيم عليه السلام دون غيره من الأنبياء دلالة على مزيد فطنتها، وحدّة ذكائها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس به، كما نص عليه القرآن الكريم، فلما لم يكن لها بد من هجر الاسم الشريف أبدلته بما هو منه بسبيل حتى لا تخرج عن دائرة التعلق في الجملة .
* يقول ابن بطال: فيه الصبر على النساء، وما يبدو منهن من الجفاء، والحرج عند الغيرة، لما جبلن عليه منها، وأنهن لا يملكنها، فعفي عن عقوبتهن على ذلك .. .. وعذرهن الله فيه .
إن علينا أن نقرأ السيرة النبوية لنستقي منهج حياة يقوم على التكامل المفضي للمودة ، فالرجل يستقرأ أحوال أهل بيته ، والمرأة راقية اللفظ ظاهرة الأدب في حال الغضب ، فكيف بحال الرضا ؟ فهل سنعي هذه الرسالة الحضارية الراقية التي عاشاها رسول الله لنعيشها نحن .
المعلومات الواردة في هذه الصفحة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبتها أو قائلتها
جميع الحقوق محفوظة لموقع طريق الإسلام يحق لك أختي المسلمة الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري