اذهبي الى المحتوى

ام خطاب 79

العضوات
  • عدد المشاركات

    2236
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ آخر زيارة

  • الأيام التي فازت فيها

    4

مشاركات المكتوبهة بواسطة ام خطاب 79


  1. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد

    5.gif

    عدم صرف الحب والخوف لغير الله

    أعظم الدلائل على اليقين بالله عز وجل

     

    إن اليقين بالله له دلائل، وهذه الدلائل تجدها في نفسك، وتجدها في قلبك، ومن أعظمها: أنك لا تمسي ولا وتصبح وفي قلبك أحد أحب إليك من الله فإذا أمسيت وأصبحت وأخوف ما يكون في قلبك هو الله، وأحب ما يكون في قلبك هو الله فاعلم أن الله قد أعطاك اليقين، فلا تمسي ولا تصبح وفي قلبك حب لغير الله أكثر من حبك لله، وتمسي وتصبح وليس في قلبك خوف من أحد إلا الله جل وعلا.

     

    لذلك ما انصرفت شعبة من شعب المحبة والخوف إلى أحد غير الله إلا نقص يقين الإنسان، ولذلك قد يصيبك الله عز وجل ببلية لا قدَّر الله، فتصاب في نفسك، فتضيق عليك الأرض بما رحبت، حتى إذا بلغ بك الأمر غايته فاعلم أن اليقين عند الضيق، ولذلك كان يقول بعض العلماء: (كلما اشتد البلاء كان اليقين أكمل في الإنسان، وكان الفرج قريباً).

     

    قد ذكر الله في ذلك قصتين، القصة الأولى: الثلاثة الذين خلفوا، فقال سبحانه وتعالى: [ وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ] ][التوبة:118] وهذا من بلاغة القرآن: [ ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ ][التوبة:118] ؛ لأن الإنسان قد تكون نفسه ضيقة ولكن الأرض واسعة عليه، وقد تكون الأرض ضيقة عليه ولكن نفسه واسعة، فقد تجد أعداءه كثيرين، أو تجد البلايا تحيط به في أمواله وأهله وأولاده، ولكن نفسه منشرحة وقلبه متسع ويقينه بالله عظيم فهذا ضيق الخارج، ولكنه منشرح الداخل، وقد يكون ضيقاً في داخله موسّعاً في خارجه، فتجده من أغنى الناس ولكن في داخل قلبه من الأمراض النفسية والضيق والكبت والهم ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، نسأل الله السلامة والعافية، إذاً الضيق إما من الخارج وإما من الداخل، فالله أشار إلى هؤلاء الثلاثة جاءهم الضيق من الناحيتين: [ ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ][التوبة:118] لكن: [ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ][التوبة:118] لا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه،فجاءهم الفرج

     

    فكلما اشتدت عليك المصائب وأحاطت بك الديون والغموم والهموم فاعلم أن الله قريب منك، ولذلك انظر إلى الكفار عبدة الأصنام يعبدون غير الله عز وجل ويستغيثون ويستجيرون بغيره، فإذا أصابهم الضر قالوا: لا إله إلا الله فكشف عنهم وفرَّج الله كربهم

     

    فكلما قوي يقين الإنسان واشتدت عليه المصائب والمصاعب والمتاعب فليعلم أن الفرج قريب .. فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعمر قلوبنا وقلوبكم باليقين به، وأن يجعلنا وإياكم من أهل اليقين الذين أوجب لهم درجات النعيم.

     

    الشيخ محمد مختار الشنقيطي

    ***************************

    • معجبة 3

  2. يقول الشيخ الحويني حفظه الله :

    في قوله تعالى:هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا [الكهف: 66].

    على جملة من الآداب،برغم أنها عدة كلمات:

     

    الأدب الأول:قال هَلْ أَتَّبِعُكَ ولم يقل سأتبعك، إنما غلَّف حاجته بالسؤال؛ حتى يترك الفرصة لأستاذه أن يقول نعم أم لا، بخلاف ما أن يقول: أنا قادم لك لتعلمني، سيفرض نفسه، لا، هذا ليس من الأدب.

     

    الأدب الثاني: قال: أتبعك، فجعل نفسه تابعًا، وجعل الخضر متبوعًا، وهذا وضع لنفسه، ورفع للخضر.

     

    الأدب الثالث: قال:هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ وهذا أيضًا أدب، كأنما قال: إنني ليس عندي شيء من العلم، وجئت أقتبس من بحر علمك، فهذا هضم لنفسه ورفع للخضر.

     

    الأدب الرابع:هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا كأنما قال: أنت بحر، وأنا أريد بعضًا مما عندك، أريد شيئًا، مما يذخر به عبابك، فرفع شيخه، ووضع نفسه،

     

    الأدب الخامس:مِمَّا عُلِّمْتَ; فأشار إلى أن الذي علمه هو الله -تبارك وتعالى-، وأن المرء يولد جاهلاً فيُعلَّم.

     

    الأدب السادس:ثم ختمها بقوله; أي: أنا ليس عندي علم، وأنا ائتمنتك، فلا تعطيني إلا الرشاد؛ لأنك إن أعطيتني الفساد قبلته لثقتي بك، وأنا لا أعلم شيئًا، كالمريض عندما يذهب للطبيب، والطبيب بدل من أن يكتب له دواءً لمرضه كتب له سم، فالمريض لا يسأل الصيدلي: هل هذا سم أم علاج؟ فمباشرة يفتح الزجاجة ويشرب.


  3. قال ابن الجوزي :

    "إذا أردت أن تغير ما بك من الكروب ،

    فغيّر ما أنت فيه من الذنوب"

    ..اذا ضاق صدرك تدبر قوله تعالى:

    (ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون

    فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين)

    لا تقارن حياتك بحياة الآخرين ..

    بل قارن دينك بدين الصالحين

    ففي الاولى ستخسر راحة بالك

    وفي الثانيه تكسب دينك ودنياك.

    احسنوا الظن بالله ..

    فالله اذا اراد شيئا هيأ له اسبابه...

    ومن عصى الله .. سلّط الله عليه جنديان

    لاينفكان عن قلبه حتى يتوب

    وهما : الهمّ ، والغم

     

    قال ابن القيم :

    حاجة العبد للمعوذات أشد من حاجته للطعام

    والشراب واللباس !

    داوم على اذكارك لتُدرك معنى

    ' احفظ الله يحفظك '

    لذة المناجاة والمنحة في المحنة

     

    قال ابن القيم عن بعض العباد :

    "إنه لتكون لي حاجة إلى الله فأسأله إياها فيفتح علي من مناجاته ومعرفته والتذلل له والتملق بين يديه، ما أحب معه أن يؤخر عني قضاءها وتدوم لي تلك الحال."

     

    يقول أحد السلف:

    "بلغنا أن الأعمال كلها توزن إلا الدمعة..تخرج من عين العبد من خشية الله..فإنه ليس لها وزن ولا قدر..وإنه ليُطفَأ بالدمعة البحور من النار"

     

    وقال بعض الصالحين.

    " إذا أحبك الله ، فلن يحبك أحد أكثر منه .. و إذا أعطاك ، فلن يعطيك أحد عطية أكرم منه .. و إذا غضب عليك ، فلن ينجيك أحد منه . فمن لك غير الله ؟ "

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×