اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57402
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180533
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8247
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30256
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53000
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40679
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97009
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31794
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. إن من البيان لسحرًا

    1. قلمٌ نابضٌ

      ساحة لصاحبات الأقلام المبدعة المتذوقة للشعر العربي وأدبه

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      50492
      مشاركات
  11. مملكتكِ الجميلة

    1. 41313
      مشاركات
    2. 33893
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  12. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32199
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13117
      مشاركات
    3. 34854
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  13. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  14. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37241 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  15. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • ما الحل لأصحو لصلاة الفجر كل يوم وأصليها في وقتها؟ الدواء:   ❶ اترك السهر المحرَّم:   سواء كان سهرا في معصية أو سهرا مفرطا أدّى إلى عدم الاستيقاظ فجرا، وبهذا تعلم لماذا كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يزجر الناس بعد صلاة العشاء بِدِرَّته قائلا لهم: أسَمَرٌ أول الليل ونومٌ آخره؟! ولا شك أن النوم أفضل من سهر على المباحات، فضلاً عن السهر مع التخليط ومقارفة السيئات، وإن نومك في هذه الحالة هو طوق نجاة، وصفعةٌ على وجه إبليس إذ لن ينال مُناه.   ❷ توضَّأ قبل نومك:   إن حسنة تبذلها قبل نومك هي أفضل ما يعينك على حسنة صلاة الفجر. في الحديث: «من بات طاهرا بات في شِعارِه ملَك؛ لا يستيقظ ساعة من الليل إلا قال الملَك: اللهم اغفر لعبدك فلانا، فإنه بات طاهرا». قال ابن حجر: «إن الأمر فيه للندب، وفيه فوائد منها: أن يبيت على طهارة لئلا يبغته الموت فيكون على هيئة كاملة، ويؤخذ منه الندب إلى الاستعداد للموت بطهارة القلب؛ لأنه أولى من طهارة البدن».   ❸ حافظ على أذكار النوم:   اجعل آخر ما تنطق به في يومك: آية الكرسي والمعوذتين، وتأكَّد أنها ستحفظك من الشيطان حتى تستيقظ على صوت أذان الفجر بإذن الله.   ❹ لا تنم على معصية:   احفظ جوارحك عما لا يحل لها، فاصرف نظرك -سائر النهار وأثناء الليل- عن الحرام، وتحفَّظ من الغيبة والنميمة والسباب نطقا بلسانك، أو سماعا بأذنك، فقد سئل الحسن البصري: لم لا نستطيع قيام الليل؟ فقال: «قيَّدتكم خطاياكم».   ❺ اثأر من عدوك:   إن فاتتك صلاة الفجر فانتقم من شيطانك انتقامًا يؤلمه، وخطة انتقامك هي في صوم اليوم الذي أضعت الصلاة فيه، أو قراءة جزء من القرآن زائدًا عن وِردك، أو صدقة خفية، وكل هذا من باب إتباع السيئة بالحسنة، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وليست الأحلام ولا الأحزان ولا الأمنيات.   ❻ آثر الأجر العظيم على الحقير!   يحافظ العبد على الخير إما رغبة أو رهبة، وقد ذكر النبي ﷺ إيثار المنافقين لمتاع الدنيا على روائع الأجر، فقال: «والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم، أنه يجد عَرْقًا سمينا، أو مرماتين حسنتين، لشهد العشاء». فإذا استشعرت ما ينتظرك في صلاة الفجر مع الجماعة من عظيم أجرٍ ورحمة ورضوان؛ أعانك ذلك على ترك الفراش والمبادرة إلى الصلاة. والعَرْق هو العظم بما عليه من لحم، والمرماة هي ظِلْف الشاة، أو السهم الصغير الذي يُتَعلم به الرمي، وهو أحقر السهام وأرذلها، وبالجملة هو شيءٌ حقير لا قيمة له، أي: لو علم المنافق أنه يدرك الشيء الحقير والنزر اليسير من متاع الدنيا لبادر إلى حضور الجماعة إيثارًا لذلك على ما أعده الله له من الثواب العظيم؛ وهذا دلالة على سفالة همته وقصورها على دنياه. والحديث أريد به المنافقون، وقيل بل المراد به المؤمنون، ولم يوبِّخ الله المنافقين، ولا عُنيَ بإخراجهم إلى الصلاة، بل أعرض عنهم لعلمه سوء طويتهم، كما لم يتعرَّضْ لهم حين تخلفوا عن الغزو، ولا عاتَبهم عليه كما عاتب كعب بن مالك وأصحابه من المؤمنين.   ❼ تفقد أحبابك عند الغياب:   رواد النوادي والمقاهي لا يهدأ لهم بال إذا غاب أحدهم حتى يستعلموا عن سر غيابه، ونحن أولى بذاك منهم، فقد كان رسولنا ﷺ يتفقد أصحابه في صلاة الصبح إن غاب أحدهم، ونحن على نفس الدرب نسير.   خالد ابو شادي ////////////////   أفطرت رمضان بسبب الحمل وأخرجت مالا فهل علي القضاء؟ الحامل إذا أفطرت خوفا على نفسها أو على نفسها وولدها فعليها القضاء فقط عند الأئمة الأربعة، وإذا أفطرت خوفا على ولدها فقط فعليها القضاء عند الأئمة الأربعة كذلك، وعليها مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم أفطرته في مذهب الحنابلة والشافعية. والحاصل أن القضاء واجب في قول الأئمة الأربعة ولا تجزئ الفدية عنه خلافا لبعض السلف، ووجوب القضاء كالمقطوع به في نظري لأنها في معنى المريض الذي يرجى برؤه وقد قال الله: ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر.   ومن ثم فعليك أن تقضي ما أفطرته من أيام ولا تجزئك الفدية.   محمود مداد
      باحث شرعي ومفتي.. موقع الشبكة الإسلامية   /////////////////////   هل يمكن أن أبيع شَبكتي بدون علم زوجي، لأني أريد مساعدة أحد أقاربي ولا أحب أن يعلم زوجي لأنه يمكن أن يرفض؟   الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛   اختلف العلماء في جواز تصرف المرأة في مالها بغير إذن زوجها، فأجازه المالكية فيما دون الثلث ومنعوا تصرفها بما زاد على الثلث من مالها إلا بإذنه، وأجاز ذلك الجمهور مطلقا.   وقول الجمهور هو الصحيح لأدلة كثيرة، فقد تصدقت النساء بحليهن وجعلن يلقين في حجر بلال حين حثهن النبي -صلى الله عليه وسلم- على الصدقة ولم يستأذنن أزواجهن، في وقائع أخرى كثيرة ثابتة في الصحيحين وغيرهما، والحديث الوارد في المنع إن سلمنا صحته فيحمل على المرأة السفيهة جمعا بين الأدلة.   وعليه فلا حرج عليك إن شاء الله في التصرف المذكور، وليس له منعك إن استأذنته لأن المهر من حقك وهو ملك لك فتتصرفين فيه كيفما شئت.   تنبيه: إن كان الذهب قد وثق استلام الزوج له بحيث يطالب بدفعه عند الفراق كما في حالة القائمة فليس للزوجة التصرف حتى تبرأ ذمة زوجها من هذا الذهب بكتابة وثيقة تقر فيها بتسلمها إياه، ثم تتصرف فيه كيف شاءت بعدها ولا يملك منعها إذا فعلت هذا.   والله أعلم. محمود مداد
      باحث شرعي ومفتي.. موقع الشبكة الإسلامية ////////////////// هل صحيح أن من بكر إلى الجمعة له في كل خطوة أجر سنة صيام وقيام؟ حديث أوس بن أوس عن النبي ﷺ: "مَن غسَلَ يوم الجمعة واغتَسل، وبَكَّر وابتَكر، ومشَى ولم يركب، ودنا مِن الإمام، واستَمَع ولَم يَلْغُ، كان له بكل خطوة عمل سَنَة: أَجر صيامها وقيامها". رواه أحمد وأصحاب السنن، وحسَّنَه غير واحد من أهل العلم. والمعنى: مَن غَسَل رأسه يوم الجمعة، واغتسل، وبكَّر إلى الجامع، وأدرك أولَ الخطبة، ومشى إليها ولَمْ يركب، واقترب من الإمام، واستمع إلى الخطبة، ولم يشتغل بغيرها، كان له ذلك الأجر العظيم المذكور في الحدي   القاسم نبيل الأزهري
      مدرس مساعد بكلية أصول الدين - الأزهر //////////     هل يجوز رفع النقاب أمام الغير مسلمات؟ الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، أمَّا بعد؛   نعم، يجوزُ رفعُ النقابِ أمامَ الكافرات الكتابيَّات كاليهوديَّة والنصرانيَّة.   وعورة المرأة المسلمة مع المرأة الكافرة = كلُّ بدنِها إلا ما يظهَرُ منها حالَ المهنة، كالوجه والشعرِ والرقبة والذراعين إلى المرفقين والرِّجل إلى الركبة.   وهذا بخلافِ عورة المسلمة مع المرأة المسلمة، فإنَّ عورة المسلمة مع المسلمة ما ما بين السرة والركبة.   ولا يعني ذلك التساهلُ في هذا الأمر، ولكن إنما يحتاج إليه عند الحاجة، كاحتياج النساء إلى إرضاعِ صغارهنَّ بينهنَّ ونحوِ ذلك من الحاجات.   ودليلُ التفريق بين المسلمة والكافرة في النظر إلى المرأة المسلمة قولُ الله سبحانه وتعالى: {ولا يُبْدِينَ زينتَهُنَّ إلا لبُعُولَتِهِنَّ أو آبائِهِنَّ أو آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أو أبنائِهنَّ أو أبناءِ بُعُولتهنَّ أو إخوَانِهِنَّ أو بني إخوَانِهِنَّ أو بني أَخْوَاتِهِنَّ أو نسائهنَّ}.   فدلَّ ذلك على اختصاصِ الحكمِ المذكورِ بالآية بنسائهنِّ، أي: النساء المسلمات.   وعلى ذلك نصَّ أصحابُنا الشافعيَّة؛ كما صرَّح به الرافعيُّ والنوويُّ الشرح والروضة.   والله أعلم.   محمد سالم بحيري
      فقه شافعي.. تحقيق التراث   ///////////////////////     هل يجوز للمرأة مصافحة خال الأم؟   الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛   خال الأم، وخال الأب، وعم الأم، وعم الأب..   هؤلاء محارم مؤبدون بمنزلة الأعمام والأخوال، فيجوز السلام عليهم بلا شك.   وعمومًا، ففروع الأجداد والجدات من الطبقة الأولى محارم. الطبقة الأولى: يعني أولاد الجد المباشرين.   أما من الطبقة الثانية فلا، مثل ابن خال الأم، أو ابن عم الأم ليسوا بمحارم لا للأم ولا لكم.   والله أعلم.   سالار حسو
      معهد الفتح الإسلامي بدمشق - فقه حنفي ///////////////////////////////// هل فعل الامور المكروهة في الدين عمدا كالاكل بالشمال مثلا يأثم صاحبها ام لا؟ وما رد حضراتكم على البعض الذي يهون من شأن بعض السنن ويقول انها مجرد سنة لا يأثم تاركها لذلك ليست من الامر الكبير وما يميز المسلم هو تركه للمحرمات لا قيامه بالسنن؟ وجزاكم الله خيرا   اعلم أولا أن الأكل بالشمال مختلف فيه، فقيل بكراهته وهو قول الجمهور وقيل بتحريمه وهو قول بعض الحنابلة وهو الذي أفتي به، ثم اعلم كذلك أن كثيرا من المكروهات يختلف في حكمها فيرى البعض تحريمها، ولو لم يكن في تركها إلا مصلحة الخروج من الخلاف والاحتياط للدين لكان حريا بالعاقل هذا.   ثم إن المكروهات حريم الحرام، والتساهل فيها بريد للتساهل في الحرام، كما أن التساهل في ترك المستحبات سبيل للتساهل في ترك الواجبات وذريعة إليه، والمؤمن العاقل يتقي الشبهات كما قال صلى الله عليه وسلم: "فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه".   ومن هوان الدين على كثير من الناس أنهم صاروا يسألون عن الشيء هل هو سنة ليتركوه وهل هو مكروه ليفعلوه لا العكس، والشأن أن يترك المكروه وإن لم يكن فاعله آثما ولكن الله يحب منه ترك هذا الشيء، وأن يفعل المستحب وإن لم يكن تاركه آثما لكن الله يحب منك فعل هذا الأمر.   وأنت تجد الناس يحتاطون لدنياهم غاية الحيطة، فيتركون ما يحتمل أن يضرهم من مأكول أو معاملة أو غير ذلك، ويفعلون ما يرجون به أدنى مصلحة ولو من التحسينيات التي يستغنى عنها بسهولة، وهذا دليل على اختلال الميزان واضطراب النظرة، والذي ينبغي هو تقديم ما يحبه الله ورسوله فعلا واجتناب ما يكرهه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، هذا هو اللائق بالحريص على دينه.   وأما من حيث الحكم الشرعي فتارك المستحب لا يأثم وفاعل المكروه لا يأثم وإن كان مختلفا فيه مثلا فقلد من يرى الكراهة لم يأثم كذلك لكنه يعرض نفسه لاقتحام ما لا يجوز اقتحامه والتجاسر على ما لا يجوز التجاسر عليه، فليكن الأصل فعل المستحبات لا العكس، وترك المكروهات لا العكس، والله الهادي. محمود مداد
      باحث شرعي ومفتي.. موقع الشبكة الإسلامية /////////////// هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم على مذهب الإمام ابن تيمية؟   الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ؛   • ابن تيمية -كعامة الفقهاء من المذاهب الأربعة- يفرِّق بين تهنئتهم بأعيادهم الدينية فيُحرِّمها تحريما قاطعا ونقل اتفاق العلماء عليه، وفي تهنئتهم في المناسبات الدنيوية فيرى جوازها..   - فقال في [اقتضاء الصراط ٢/١٢]: (وكما لا نتشبه بهم في الأعياد، فلا يُعان المسلم المتشبه بهم في ذلك، بل ينهى عن ذلك فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته، ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد، مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد، لم تقبل هديته، خصوصا إن كانت الهدية مما يُستعان بها على التشبه بهم، مثل: إهداء الشمع ونحوه في الميلاد، أو إهداء البيض واللبن والغنم في الخميس الصغير الذي في آخر صومهم، وكذلك أيضا لا يهدى لأحد من المسلمين في هذه الأعياد هدية لأجل العيد، لا سيما إذا كان مما يُستعان بها على التشبه).   - وقال أيضا [١/ ٥٢٨]: (الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك، التي قال الله سبحانه وتعالى عنها: {لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه}، كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد، موافقة في الكُفر، والموافقة في بعض فروعه: موافقة في بعض شعب الكفر، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر، وأظهر شعائره ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه).   - وقال كما في [المستدرك ٣/١٣٠] : (وليس للمسلمين أن يعينوهم على أعيادهم، لا ببيع ما يستعينون به على عيدهم، ولا بإجارة دوابهم ليركبوها في عيدهم، لأن أعيادهم مما حرمه الله تعالى ورسوله ﷺ لما فيها من الكفر والفسوق والعصيان.. وأما إذا فعل المسلمون معهم أعيادهم مثل صبغ البيض وبخور وتوسيع النفقات وعمل طعام فهذا أظهر من أن يحتاج إلى سؤال، بل قد نص طائفة من العلماء من أصحاب أبي حنيفة ومالك على كفر من يفعل ذلك).   - وقال البلقيني الشافعي في فتوى له كما في [مواهب الجليل على مختصر خليل ٦/ ٢٨٩]: (مسألة: مسلم قال لذمي في عيد من أعيادهم، عيد مبارك! هل يكفر، أم لا؟ فأجاب : إن قال المسلم للذمي ذلك على قصد تعظيم دينهم وعيدهم حقيقة فإنه يكفر.. وإن لم يقصد ذلك وإنما جرى على لسانه، فلا يكفر بما قال من غير قصد).   - وقال الرملي الشافعي في [حاشيته ٤/ ١٦٢] والدميري الشافعي في [النجم الوهاج شرح المنهاج ٩/ ٢٤٤] والشربيني الشافعي في [مغني المحتاج ٥/ ٥٢٦]: (يعزر من وافق الكفار في أعيادهم، ومن قال لذمي: يا حاج، ومن هنأه بعيد، ومن سمى زائر قبور الصالحين حاجا)!.   - وقد نص ابن القيم على الفرق بين التهنئة في أعيادهم الدينية، وغيرها من أفراحهم، فقال في أحكام أهل الذمة: (فصل في تهنئتهم: بزوجة أو ولد أو قدوم غائب أو عافية أو سلامة من مكروه ونحو ذلك، وقد اختلفت الرواية في ذلك عن أحمد فأباحها مرة ومنعها أخرى، والكلام فيها كالكلام في التعزية والعيادة ولا فرق بينهما.. وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد، ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات).   ولا خلاف بين عامة الفقهاء في هذا من حيث الجملة.   • أما تهنئتهم في أفراحهم الدنيوية ففيها عن أحمد روايتان، قال ابن تيمية الجد في [المحرر ٢/ ١٨٥]: (وفي جواز تهنئتهم وتعزيتهم وعيادتهم روايتان، ويدعى لهم إذا أجزناها بالبقاء وكثرة المال والولد).   وقال المرداوي في [الإنصاف ٤/ ٢٣٤]: (وفي تهنئتهم وتعزيتهم وعيادتهم: روايتان.. وعنه يجوز لمصلحة راجحة، واختاره الشيخ تقي الدين ابن تيمية).   فالذي أجازه ابن تيمية تهنئتهم في غير عيدهم.   والله أعلم.   أ.د. حاكم المطيري
      أستاذ التفسير والحديث - جامعة الكويت   موقع قطوف من الآسك    
    • وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8) 1-  العافية بعد المصيبة فتنة، يختبر الله الشاكر من الكافر (فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة) / عبد العزيز الطريفي 2-  (ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل)احتفظ بذاكرة قوية للمحن التي فرجها الله عنك.لتحمد الله ولتتعلم أن المحن لا تدوم.. / اشراقة آية 3-  كيف يهنأ الكافر بمتعة وعيش حين يسمع هذه الآية{ قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار }/ محمد الربيعة 4-  النسيان يطلق على الترك المبالغ فيه، كأنه من شدة تركه ذهل عنه ” نسي ما كان يدعو إليه من قبل “\مها العنزي 5-  البحث عن المتعة العاجلة سبب كل كفر وكل معصية، الشبهات تنبت على أرض الشهوات (قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار)/عبد العزيز الطريفي 6-  (وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أوقاعدا أوقائ ما فلما كشفناعنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه) مر كأنه لم يعرف ربه يوما،ولم ينكسر قلبه لله! / سلمان العودة 7- ‏﴿وَإِذا مَسَّ الإِنسانَ ضُر دَعا رَبَّهُ مُنيبًا إِلَيهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعمَةً مِنهُ نَسِيَ ما كانَ يَدعو إِلَيهِ مِن قَبل﴾ في الآية تقريع لمن يهمل الدعاء في الرخاء ويفزع إليه في الشدة وليس ذلك من أخلاق المؤمنين إذ من أخلاقهم إكثار الدعاء في الرخاء عدة للشدة / القصاب ,,,,,,,,,,,, تفسير الشيخ الشعراوي (وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ) ٨-الزمر (الضُّر) هو ما يُخرِج الإنسان عن سلامته في نفسه، أو فيمَنْ يعول أو فيما يملك، والإنسان حينما يصيبه الضُّر يُفقِده ركيزة التعالي، و (العنطزة)؛ لأنه لا يسلِّم نفسه بلا ثمن، ويعرف أنه لا أحدَ يرفع عنه ضُرَّه إلا الله، فيتوجه إليه وحده ولا يغشَّ نفسه.
        وقد أوضحنا هذه المسألة بحلاق الصحة زمان، وكان يقوم بدور الطبيب في البلدة، فلما انتشر التعليم وتخرَّج بعض الأطباء من كلية الطب خاف صاحبنا على (أكل عيشه)، وخاف أنْ يسحب هؤلاء البساطَ من تحت قدميه؛ فراح الحلاق يُهوِّن من شأن الطبيب الجديد الذي عُيِّن في البلدة يقول: إنه لا يعرف شيئاً وو، يريد أنْ يصرف الناسَ عنه، لكن لما مرض ولده ماذا فعل؟ هل غَشّ نفسه؟
      لا بل (لفَّ) الولد بالليل، وأخذه إلى الطبيب الذي طالما تكلم في حقه وقلَّل من قدراته أمام الناس، أما الآن والمريض ولده فإنه يعود إلى الحق ولا يخدع نفسه.
      كذلك الإنسان إذا مسَّه الضر وعزَّتْ عليه أسبابه لا يلجأ إلا إلى ربه بعد أنْ انهدَّتْ فيه حيثية { { كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ } [العلق: 6-7] وبعد أنْ سقط عنه قناع التعالي والغطرسة.
      وقلنا: إن هذه القضية يستطيع كلٌّ منّا أن يلمسها في نفسه فأنت مثلاً تعطي ولدك مصروفه كل يوم عندما يذهب إلى المدرسة، وفي يوم ما نسيت تعطيه المصروف، ماذا يفعل؟ يتعرَّض هو لك ويحاول أنْ يمر من أمامك وكأنه يُذكِّرك بما نسيته، فيسلم عليك أو يقول: أنا رايح المدرسة يا بابا، ولو أنك تعطيه مصروفه كل شهر ما فعل ذلك طوال التسعة وعشرين يوماً، نعم { { كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ } [العلق: 6-7].
        فالإنسان ساعةَ يصيبه الضر، وهو يعلم أن الضر لا يرفعه إلا الله، ولا يصرفه إلا خالق السماوات والأرض، فإنه لا يتوجه إلا إليه، لمن تعتقد مواجيده أنه قادر على رَفْع هذا الضر، حتى لو كان كافراً بالله، غيرَ مؤمن به فإنه إذا مسَّه الضر يقول: يا رب، والعجيب أن الله يقبله ويغيثه ولا يرده { { أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوۤءَ } [النمل: 62].
      ويكفيك أنك لم تجد إلا أنا ولا تقول إلا يا رب. لذلك قال سبحانه: { { وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِي ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ } [الإسراء: 67] يعني: إنْ دعوتَ غير الله لا يستطيع الوصول، ويضل الطريق إليك، ولا يجيبك إلا الله.
        ومعنى { مُنِيباً إِلَيْهِ } [الزمر: 8] راجعاً إليه (ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ) [الزمر: 8] يعني: أعطاه { نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ} [الزمر: 8] أثار العلماءُ ضجة ومعركة حول الاسم الموصول (ما) هنا وقالوا: لماذا لم يقل نسي مَنْ لأن مَنْ تدل على العاقل، أما (مَا) فلغير العاقل، على معنى أن (مَا) هنا تعود إلى الله تعالى.
      ونقول: القرآن يسير على غير هذا، واقرأ: { { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ * لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ } [الكافرون: 1-3] فـ (ما) أطلقت على الله تعالى. إذن: (ما) هنا في معناها الصحيح، وإنْ غابت عنكم حكمة ذلك، نعم مَنْ للعاقل، وما لغير العاقل، لكن الحق سبحانه لم يصف نفسه بالعقل؛ لأن العقل صفتك أنت، فجاء بالصفة التي لا تمنع عدم وجود العقل، ولو قال مَنْ لأدخل الحق سبحانه فيمن يعقل، وهو سبحانه لم يصِف نفسه بأنه عاقل، إنما عالم وعلاَّم.
        ويمكن تفادي هذا الإشكال لو وجَّهنا (ما) توجيهاً آخر، فيكون المعنى: نسي الضر الذي كان سبباً في رجوعه إلى الله، لا نسي مَنْ أنقذه، وكشف عنه ضُرَّه، وتكون مَا بمعناها اللغوي لغير العاقل.
      وقوله: { وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ } [الزمر: 8] أنداد: جمع ند، وهو الشبيه أو المثيل والنظير، وهؤلاء الكفار رجعوا لله تعالى أنداداً مع علمهم أنه الإله الحق سبحانه، ومع علمهم أنه ضَلَّ مَنْ تدعون إلا إياه، ليرضوا في أنفسهم مواجيد الفطرة الإيمانية، فالواحد منهم يريد أنْ يكون له إله يعبده، لكن إله على هواه، إله ليس له تكاليف، وليس في عبادته مشقة على النفس، إله بلا منهج: لا افعل، ولا لا تفعل.
      وقوله { لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ } [الزمر: 8] البعض قرأها بالفتح (ليَضل) ونقول: هو لم يفعل ذلك إلا لأنه ضَالٌّ في نفسه، فالأقرب بالضم (ليُضل) أي: يُضل غيره.
        ثم يقول سبحانه (قُل) أي: رُدَّ يا محمد. وقُلْ: { تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ } [الزمر: 8] لكن ما وجه التمتُّع بالكفر؟ قلنا: أن يعبدَ إلهاً بلا منهج وبلا تكاليف، إلهاً لا يمنعه من شُرْب الخمر ولا يقيد شهوات نفسه إلهاً لا يأمره بالصدق ولا بالأمانة .. إلخ بل يتركه يربع في الكون يتمتع به كما يشاء.
      وقال: { قَلِيلاً } [الزمر: 8] لأن التمتُّع هنا موقوت بالدنيا ومدة بقائه فيها، وقلنا: إن الدنيا بالنسبة للإنسان هي مدة بقائه فيها لا مدتها منذ خَلْق آدم إلى قيام الساعة.
      وكلمة { مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ } [الزمر: 8] الصحبة هنا تدل على التعارف والمودة الحميمة بين النار وأهلها؛ لذلك يقول تعالى في خطاب النار: { { يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمْتَلأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } [ق: 30] يعني: هاتوا أحبابي وأصحابي، وإليَّ بالمزيد منهم.   التفاسير العظيمة  
    • تمهيد: إن من أجَلِّ النِّعم على الإنسان أن يدرك تمام الإدراك قدرة الله وعظمته، وأنه سبحانه لا إله غيره ولا رب سواه، مالك الملك المتصرف في كونه وكل ما فيه؛ عُلويِّه، وسُفْليِّه، وما بينهما تحت قدرته ومشيئته، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، جل جلاله، ومن أنعم الله عليه بهذه النعمة، ووقرت في صميم قلبه، وأعماق وجدانه، فقد نال خيرًا كثيرًا في الدنيا والآخرة، وكانت سبيلًا ومرشدًا لعبادة الله تعالى باتباع شرعه، والالتزام به أمرًا ونهيًا.   توجد في القرآن الكريم سبع عشرة آية مشابهة للآية موضوع المقال، جاءت في سياقات مختلفة، ومضامينَ متنوعة، ولتحقيق الفائدة للقارئ الكريم، سأعرضها للعلم بها؛ وهي: الأولى: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 107].   الثانية: ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 189].   الثالثة: ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة: 17].   الرابعة: ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [المائدة: 18].   الخامسة: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة: 40].   السادسة: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾ [الأعراف: 158].   السابعة: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [التوبة: 116].   الثامنة: ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [النور: 42].   التاسعة: ﴿ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ [الفرقان: 2].   العاشرة: ﴿ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [الزمر: 44].   الحادية عشرة: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴾ [الشورى: 49].   الثانية عشرة: ﴿ وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [الزخرف: 85].   الثالثة عشرة: ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ ﴾ [الجاثية: 27].   الرابعة عشرة: ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفتح: 14].   الخامسة عشرة: ﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الحديد: 2].   السادسة عشرة: ﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾ [الحديد: 5].   السابعة عشرة: ﴿ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [البروج: 9].   وهذه الآيات الكريمات في مجملها جاءت مؤكِّدة عظمة الله تعالى وقدرته، وأن كل شيء في الكون تحت قهره وسلطانه، لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض، ولا في السماء، ولا أصغر من ذلك؛ وصدق الله العظيم: ﴿ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [سبأ: 3]؛ قال القاسمي رحمه الله: "أي: لا يغيب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين؛ أي: فالجميع مندرج تحت علمه، فلا يخفى عليه شيء، وإن تناهى في الصغر، فالعظام وأجزاء البدن، وإن تلاشت وتفرَّقت وتمزَّقت، فهو عالِمٌ أين ذهبت وأين تفرقت، ثم يُعيدها كما بدأها أول مرة، لسَعَةِ علمه، وعظم قدرته، جل شأنه".   أقوال العلماء في تفسير الآية موضوع المقال: قال ابن كثير رحمه الله: "وقوله: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة: 120]؛ أي: هو الخالق للأشياء، المالك لها، المتصرف فيها القادر عليها، فالجميع ملكه وتحت قهره وقدرته، وفي مشيئته، فلا نظير له ولا وزير، ولا عديل، ولا والد ولا ولد ولا صاحبة، فلا إله غيره ولا رب سواه".   وقال الطنطاوي رحمه الله في تفسيره الوسيط: "لله تعالى وحده دون أحد سواه الملك الكامل للسماوات وللأرض، ولِما فيهن من كل كائن، وهو سبحانه على كل شيء قدير، لا يُعجزه أمر أراده، ومن زعم أن له شريكًا، سواء أكان هذا الشريك عيسى، أم أمه، أم غيرهما، فقد أعظم الفِرْيَةَ، وكان مستحقًّا لخزي الدنيا، وعذاب الآخرة".   الملامح التربوية المستنبطة من الآية موضوع المقال: أولًا: تنبِّه الآية الكريمة في مبدأيها إلى تعظيم الله تعالى لنفسه سبحانه: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ﴾ [المائدة: 120]، وهو تعظيم مستحَقٌّ له عز وجل، فهو الواحد الأحد، الفرد الصمد، القادر المتصرف وحده دون سواه في السماوات والأرض وما بينهما، فلا يعجزه شيء فيها وما بينهما ألبتة، فإظهار التعظيم من الخالق لنفسه سبحانه أمر طبيعي، ومستحق له كامل الاستحقاق، فالواجب على العبد أن يعتني بتعظيم الله تعالى وتقديره، وإذا كان القرآن الكريم حكى تعظيم شعائر الله: ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، أوليس الذي أوجب هذه الشعائر أولى بالتعظيم والتقدير؟ بل يكون ذلك من أعظم الأولويات، وأوجب الواجبات.   ثانيًا: لما أظهر الله تعالى لنفسه التعظيمَ، جاء القرآن الكريم منوِّهًا إلى غفلة أكثر الناس عنه؛ قال تعالى: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13]؛ قال البغوي رحمه الله: "قال سعيد بن جبير رحمه الله: ما لكم لا تُعظِّمون الله حقَّ عظمته، وقال الحسن البصري رحمه الله: لا تعرفون لله حقًّا، ولا تشكرون لله نعمة"، وقال تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُ‍‍هُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر:67]؛ قال ابن باز رحمه الله: "الآية عامة، تعُمُّ قريشًا وغيرهم، كل من قال هذه المقالة: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 91]، تعم جميع الكفرة الذين قالوا هذه المقالة من قريش وغيرهم، ما عظَّموا الله حق تعظيمه، وما قدروه حق قدره؛ إذ اتهموه بأنه أهمل الناس، وترك الناس على ضلالهم وعماهم، من غير رُسُلٍ ولا كُتُبٍ، بل هذا من ظن السوء"؛ [انظر بتوسع حول هذا الموضوع: مقال: ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ للكاتب على موقع الألوكة].   ثالثًا: إن تعظيم الله تعالى من صميم توحيده، والإخلاص له، ولكن لا ينسحب هذا التعظيم على المخلوق، فليس للمخلوق أن يُعظِّم نفسه، وقد نهت الشريعة عن ذلك؛ قال تعالى: ﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾ [النجم: 32]؛ قال الشوكاني رحمه الله: "أي: لا تمدحوها، ولا تبرِّئوها عن الآثام، ولا تُثنوا عليها، فإن ترك تزكية النفس أبعدُ من الرياء، وأقرب إلى الخشوع"؛ [فتح القدير (5/ 136)].   رابعًا: هناك تفصيل مهم حول تزكية النفس، بين مذموم ومحبوب؛ قاله النووي رحمه الله: "‌اعلم ‌أن ‌ذكر ‌محاسن ‌النفس ‌ضربان: مذموم، ومحبوب؛ فالمذموم أن يذكره للافتخار وإظهار الارتفاع والتميز على الأقران وشبه ذلك، والمحبوب أن يكون فيه مصلحة دينية، وذلك بأن يكون آمرًا بمعروف، أو ناهيًا عن منكر، أو ناصحًا، أو مشيرًا بمصلحة، أو معلمًا، أو مؤدبًا، أو واعظًا، أو مذكِّرًا، أو مصلحًا بين اثنين، أو يدفع عن نفسه شرًّا، أو نحو ذلك، فيذكر محاسنه ناويًا بذلك أن يكون هذا أقرب إلى قبول قوله، واعتماد ما يذكره"؛ [الأذكار، ‌‌باب مدح الإنسان نفسه وذكر محاسنه، ص: 279].   خامسًا: هناك فائدة مهمة نبَّه إليها ابن عثيمين رحمه الله؛ وهي: "عدم جواز قول عبارة: (إنه على ما يشاء قدير)؛ وذلك لعموم قدرة الله عز وجل على كل شيء؛ لقوله تعالى: ﴿ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة: 120]، وهذه الصفة مطلقة، وهل هو قدير على ما لا يشاء؟ نعم، قدير على ما لا يشاؤه، فإذا شاءه وقع، وبهذا نعرف خطأ من يعبر من الناس، يقول: (إنه على ما يشاء قدير)، لا يجوز هذا؛ لأنك إذا قلت: إنه على ما يشاء، وقدمت أيضًا المعمول، خصَّصت قدرته بما يشاء دون ما لا يشاء، وهذا غلط، فهو قادر على ما يشاء وما لا يشاء".   سادسًا: تؤكد الآية موضوع المقال، والآيات المشابهة المشار إليها سابقًا، على ترسيخ مفهوم توحيد الله تعالى، فهو أساس الدين ولُبُّ شرائعه، من أجله قامت السماوات والأرض، وأُرسلت الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأُنزلت الكتب، فمن وحَّد الله تعالى حقَّ توحيده بالتزام شرعه أمرًا ونهيًا، فقد عاش حياة آمنة مستقرة في الدنيا والآخرة؛ وصدق الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]؛ قال ابن كثير رحمه الله: "هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له، ولم يشركوا به شيئًا هم الآمنون يوم القيامة، المهتدون في الدنيا والآخرة".   سابعًا: ينتشر في أوساط بعض الناس، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي المعاصرة الاعتقادُ بأن لبعض الناس قدرات في معرفة الغيب، وأيضًا نجد هذا الاعتقاد شائعًا عند بعض المذاهب المنحرفة، التي تبالغ في تقديس مشايخهم وعلمائهم، نسأل الله السلامة والعافية، ولا شك أن هذا اعتقاد خاطئ، ومخالف لنصوص القرآن الكريم المؤكِّدة على أن الله تعالى وحده عالم الغيب والشهادة؛ قال تعالى: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ﴾ [الجن: 26، 27]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾ [النمل: 65]؛ قال ابن كثير رحمه الله: "يقول تعالى آمرًا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول معلمًا لجميع الخلق: أنه لا يعلم أحد من أهل السماوات والأرض الغيبَ، وقوله: ﴿ إِلَّا اللَّهُ ﴾ استثناء منقطع؛ أي: لا يعلم أحد ذلك إلا الله عز وجل، فإنه المنفرد بذلك وحده، لا شريك له".   ثامنًا: المؤمن عندما يتدبر الآية الكريمة موضوع المقال، ويستشعر بعقله ووجدانه وكافة مشاعره أن لله تعالى وحده ملك ومالك السماوات والأرض، وما بينهما، وهو على كل شيء قدير، فحينها يمتلئ قلبه ثقة بالله، وتوكلًا عليه في شؤون حياته كلها، دِقِّها وجُلِّها، حاضرًا ومستقبلًا؛ ولذلك جاءت آيات كثيرة تحض على تدبر القرآن الكريم؛ منها: ﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]؛ قال السعدي رحمه الله: "﴿ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ﴾؛ أي: هذه الحكمة من إنزاله، ليتدبر الناس آياته، فيستخرجوا علمها، ويتأملوا أسرارها وحكمها، فإنه بالتدبر فيه، والتأمل لمعانيه، وإعادة الفكر فيها مرة بعد مرة، تُدرَك بركته وخيره، وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن، وأنه من أفضل الأعمال، وأن القراءة المشتملة على التدبر أفضل من سرعة التلاوة التي لا يحصل بها هذا المقصود، ﴿ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾؛ أي: أولو العقول الصحيحة، يتذكرون بتدبرهم لها كل علم ومطلوب، فدلَّ هذا على أنه بحسب لبِّ الإنسان وعقله يحصل له التذكر والانتفاع بهذا الكتاب".   تاسعًا: هناك تكامل وتوافق بين الآية موضوع المقال، وبين التوجيه النبوي الوارد في كتب السنة النبوية المطهرة، بتأكيد توحيد الله تعالى؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من قال في يوم مائة مرة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير - كان له عِدل عشر رقاب، وكُتبت له مائة حسنة، ومُحِيَ عنه مائة سيئة، وكنَّ له حِرزًا من الشيطان، سائر يومه إلى الليل، ولم يأتِ أحد بأفضلَ مما أتى به، إلا من قال أكثر))؛ [صحيح البخاري، حديث رقم: 3293، صحيح مسلم، حديث رقم: 2691]؛ قال ابن رجب رحمه الله: "تحقيق كلمة التوحيد يُوجِب عتق الرقاب، وعتق الرقاب يُوجِب العتق من النار"؛ [لطائف المعارف، ص: 283]، وقال ابن عثيمين رحمه الله: "ينبغي للإنسان أن يداوم عليها، وينبغي أن يقولها في أول النهار لتكون حرزًا له من الشيطان"؛ [شرح رياض الصالحين، ج: 5، ص: 488]، هذا الذكر المبارك كنز من كنوز السنة النبوية، وهو متاح ويسير لمن يسره الله، فالمسلم الموفَّق ينبغي أن يحرص على الإكثار منه؛ لينال ما ترتَّب عليه من أجور عظيمة، نسأل الله من فضله.   هذا ما تيسر إيراده، والله أسأل بمنِّه وكرمه أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين   د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي   شبكة الالوكة  
    • {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ○ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [الملك :١٣ -١٤] في الآية دليل على أنه ينبغي للإنسان أن ينوي في قلبه كل خير ، وأن يحرص أن يكون مخلصًا لله -عزّ وجلّ- في جميع أعماله ، وأن يحذر كل الحذر أن يخفي الرياء والسمعة، أو الحسد والبغض، وغيرها من الصفات القلبية الذميمة، فإنه -سبحانه وتعالى- مطلع عليها ، و على الإنسان أن يصلح قلبه؛ لأن في صلاح القلب صلاح للجسد كما في الحديث: (ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ)   (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) كم لهذا الذكر من أثرٍ عظيم على العبد في سلوكه وعبادته وأحواله كلها؛ فإذا حدَّثته نفسه بريبة أو معصية أو مخالفة لأمر الله تذكَّر أن ربَّه -جل في علاه- مطَّلع عليه، وأنه لا تخفى عليه من العباد خافية، فيستحي من ربه، ويحذر من الوقوع في مساخطه وما يغضبه -جل في علاه-. (بِذَاتِ الصُّدُورِ) قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: " ذات الصدور كلمة لما يشتمل عليه الصدر من الاعتقادات والإرادات، والحب والبغض، أي: صاحبة الصدور، فإنها لما كانت فيها قائمة بها نسبت إليها نسبة الصحبة والملازمة" ــــ   {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ○ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [الملك :١٣ -١٤] رسالة ربانية تقنعك بالسكوت عن إفصاح مشاعرك للناس حيث يكفينا أن الله يعلم بما في صدورنا جميعا .. استعن بالله عن الناس وهو سيعينك   (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)وسع علمه الآفاق ، حتى أصغر مخلوقاته قد أحاط بها علما.. كل ماتخفيه في نفسك حتى الخاطرة.. الله يعلمها ، ولا يخفى على الله الخبير حاجتك إلى لطفه الخفي ونستشعر ذلك عند الإبتلاء ، فالأقدار التي تصيبنا لاتخرج عن لطف الله لكننا لاندرك ذلك بسبب طبيعتنا.. سبحانه يلطف بعباده فيدفع عنهم السوء ويكفيهم الهموم ويسوق لهم أسباب الخير من حيث لايحتسبوا   {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
      كن عبد الله ووليه ليشملك لطفه ، هو العليم بحالك والقادر أن يغمرك بالبر والإحسان ، يعلم بضعفك واحتياجاتك فاقرع بدعائك باب رضاه يهبك فرحا يمحو كل هم وحزن ... حسبك لترضى بأقداره وتستسلم لأحكامه    
    • كيف نجمع بين قول الله ﷻ: {وليحملن أثقالهم وأثقالًا مع أثقالهم}، وقوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}؟   الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، أمَّا بعدُ؛   - {ولا تزر وازرة وزر أخرى} مقتضاها أن الإنسان لا يُحاسَب إلا بما فعل.   - أما الآية الأخرى فهذه يفسرها قول الله سبحانه وتعالى: {ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم}.   فهم يحملون أوزار ذنوبهم الشخصية، وكذلك يحملون من أوزار الذين أضلوهم لأنهم هم المتسببون في هذا الضلال وهذا الإثم لأنهم هم من دعوا إليه وزينوه في أعين الناس..   وبالتالي هو يستحق هذا الوِزر لأنه مرتبط بفعله هو، وهو الإضلال والدعوة إلى الباطل وتشويه الحق.   مثال: شخص يفعل فعلًا محرمًا، ودعا صديقه إلى مشاركته.. فهو يأثم لفعله الحرام، ويأثم إثمًا زائدًا لتسببه في وقوع صديقه في هذا المحرم، فهو يحمل إثمه الشخصي كاملًا ويشارك صاحبه في الإثم.   فلا تَعارض بين الآيات.   والله أعلم.   موقع قطوف   >>>>>>>>>>>>>   الحمد لله. أولًا : لا شك أن كل إنسان يوم القيامة يحاسب على ذنبه هو ، ولا يظلم ربك أحدًا ، ولا يحمل إنسان تبعة إنسان آخر ، كما في قوله تعالى :  وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى  الأنعام/164 . ولا شك أيضا في تمام عدل جل جلاله، وتنزهه عن ظلم أحد من عباده ، أدنى شيء من الظلم:  وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا  الكهف/49 ؛  إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ  يونس/44 . وقد وعد الله جل جلاله عباده : أن كل إنسان إنما يحاسب بعمل نفسه، لا بعمل غيره، فإما أن يوبقه عمله، أو يعتقه من النار ؛ قال الله تعالى :  كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ  الطور/21، وقال تعالى:  كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ  المدثر/38. وما استشكله السائل من النصوص على هذا الأصل فلا إشكال فيها بحمد الله تعالى. فمن ذلك: أئمة الكفر والضلال، الذين دعوا الناس إلى الكفر، أو الضلال ، أو المعاصي، فتأثروا بهم ، وعملوا بأعمال السوء التي تعلموها من سادتهم وكبرائهم ؛ سوف يتحمل هؤلاء السادة والكبراء وزر من تبعهم على هذه الأعمال. وليس ذلك لأنهم يتحملون ذنب غيرهم ، ولا أنهم يزرون أوزار الناس؛ لا ، بل هم يتحملون وزر أنفسهم هم ، ووزر عمل الدعوة إلى الضلال، وسنن السوء التي سنوها للناس ، ويبقى إثم أتباعهم على السوء والمعاصي عليهم ؛ فلكل منهم حظه ونصيبه من عمله، وما اقترفت يداه. قال الله تعالى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ العنكبوت/ 12 - 13 .   قال الشيخ السعدي رحمه الله: " يخبر تعالى عن افتراء الكفار، ودعوتهم للمؤمنين إلى دينهم، وفي ضمن ذلك، تحذير المؤمنين من الاغترار بهم ، والوقوع في مكرهم، فقال: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا،  فاتركوا دينكم أو بعضه ، واتبعونا في ديننا، فإننا نضمن لكم الأمر وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ، وهذا الأمر ليس بأيديهم، فلهذا قال: وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ ، لا قليل ولا كثير. فهذا التحمل، ولو رضي به صاحبه، فإنه لا يفيد شيئا، فإن الحق لله، والله تعالى لم يمكن العبد من التصرف في حقه إلا بأمره وحكمه، وحكمه أن لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى . ولما كان قوله: وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ قد يتوهم منه أيضا، أن الكفار الداعين إلى كفرهم -ونحوهم ممن دعا إلى باطله- ليس عليهم إلا ذنبهم الذي ارتكبوه، دون الذنب الذي فعله غيرهم، ولو كانوا متسببين فيه، قال، مخبرا عن هذا الوهم: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ أي: أثقال ذنوبهم التي عملوها وَأَثْقَالا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ، وهي الذنوب التي بسببهم ومن جَرّائهم، فالذنب الذي فعله التابع : لكل من التابع والمتبوع : حصته منه، هذا لأنه فعله وباشره، والمتبوع لأنه تسبب في فعله ودعا إليه، كما أن الحسنة إذا فعلها التابع : له أجرها بالمباشرة، وللداعي أجره بالتسبب. وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ من الشر وتزيينه، وقولهم: وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ " انتهى من "تفسير السعدي" (627). وفي هذا المعنى، ونحوه: ما رواه مسلم في صحيحه (1017)، من حديث جرير بن عبد الله رضي الله:  مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ .   ثانيا : ومثل ذلك أيضا ما رواه مسلم في "صحيحه" (2581) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :  أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟  قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاع َ ، فَقَالَ :  إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ ، وَصِيَامٍ ، وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ . قال النووي : " قَالَ الْمَازِرِيُّ : وَزَعَمَ بَعْضُ الْمُبْتَدِعَةِ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مُعَارِضٌ لِقَوْلِهِ تعالى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ؟ وَهَذَا الِاعْتِرَاضُ غَلَطٌ مِنْهُ ، وَجَهَالَةٌ بَيِّنَةٌ ، لِأَنَّهُ إِنَّمَا عُوقِبَ بِفِعْلِهِ وَوِزْرِهِ وَظُلْمِهِ ، فَتَوَجَّهَتْ عَلَيْهِ حُقُوقٌ لِغُرَمَائِهِ ، فَدُفِعَتْ إِلَيْهِمْ مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَلَمَّا فَرَغَتْ ، وَبَقِيَتْ بَقِيَّةٌ ، قُوبِلَتْ عَلَى حَسَبِ مَا اقْتَضَتْهُ حِكْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى فِي خَلْقِهِ ، وَعَدْلِهِ فِي عِبَادِهِ ؛ فَأُخِذَ قَدْرُهَا مِنْ سَيِّئَاتِ خُصُومِهِ ، فَوُضِعَ عَلَيْهِ ، فَعُوقِبَ بِهِ فِي النَّارِ . فَحَقِيقَةُ الْعُقُوبَةِ إِنَّمَا هِيَ بِسَبَبِ ظُلْمِهِ وَلَمْ يُعَاقَبْ بِغَيْرِ جِنَايَةٍ وَظُلْمٍ مِنْهُ "انتهى من "شرح مسلم" (16/ 136). وفي هذا الحديث العظيم الجليل : تحذير شديد من أن يفني العبد حسناته التي تعب في جمعها، في أداء ما عليه من حقوق العباد، وقضاء مظالمهم يوم القيامة. قال الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، في "شرح رياض الصالحين" (2/ 528) : " الاستفهام هنا للاستعلام الذي يراد به الإخبار ؛ لأن المستفهِم تارة يستفهم عن جهل ولا يدري، فيسأل غيره ، وتارة يستفهم لتنبيه المخاطب لما يلقى إليه ، أو لتقرير الحكم . فمثال الثاني قول النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سئل عن بيع الرطب بالتمر: " أينقص إذا جفّ؟ " يعني الرطب ، قالوا : " نعم" . فنهى عن ذلك. أما في هذا الحديث فسيُخبر الصحابة عن أمر لا يعلمونه ، أو لا يعلمون مراد النبي صلى الله عليه وسلم به ، قال : أتدرون من المفلس؟ قالوا يا رسول الله ، المفلس فينا من لا درهم عنده ولا متاع ، يعني: ليس عنده نقود ، ولا عنده متاع ، أي : أعيان من المال ، أي أن المفلس يعني الفقير. وهذا هو المعروف من المفلس بين الناس ، فإذا قالوا : من المفلس؟ يعني الذي ليس عنده نقود ، ولا عنده متاع ، بل هو فقير. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة" ، وفي رواية: " من يأتي بحسنات مثل الجبال" ، أي يأتي بحسنات عظيمة ، فهو عنده ثروة من الحسنات ، لكنه يأتي وقد شتم هذا ، وضرب هذا ، وأخذ مال هذا ، وسفك دم هذا ، أي اعتدى على الناس بأنواع الاعتداء ، والناس يريدون أخذ حقهم ، ما لا يأخذونه في الدنيا يأخذونه في الآخرة ، فيقتص لهم منه ؛ فيأخذ هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، وهذا من حسناته بالعدل والقصاص بالحق ، فإن فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ، ثم طرح في النار ، والعياذ بالله. تنقضي حسناته ، ثواب الصلاة ينتهي ، وثواب الزكاة ينتهي ، وثواب الصيام ينتهي ، كل ما عنده من حسنات ينتهي ، فيؤخذ من سيئاتهم ويطرح عليه ، ثم يطرح في النار ، العياذ بالله. وصدق النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن هذا هو المفلس حقاً ، أما مفلس الدنيا فإن الدنيا تأتي وتذهب ، ربما يكون الإنسان فقيراً فيمسي غنياً ، أو بالعكس ، لكن الإفلاس كل الإفلاس: أن يفلس الإنسان من حسناته التي تعب عليها ، وكانت أمامه يوم القيامة يشاهدها ، ثم تؤخذ منه لفلان وفلان. وفي هذا تحذير من العدوان على الخلق ، وأنه يجب على الإنسان أن يؤدي ما للناس في حياته قبل مماته ، حتى يكون القصاص في الدنيا مما يستطيع، أما في الآخرة فليس هناك درهم ولا دينارٌ حتي يفدي نفسه ، ليس فيه إلا الحسنات ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " فيأخذ هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإذا فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم ثم طرح عليه وطرح في النار". ولكن هذا الحديث لا يعني أنه يخلد في النار ، بل يعذب بقدر ما حصل عليه من سيئات الغير التي طرحت عليه ، ثم بعد ذلك مآله إلى الجنة ؛ لأن المؤمن لا يخلد في النار ، ولكن النار حرها شديد، لا يصبر الإنسان على النار ولو للحظة واحدة ، هذا على نار الدنيا ، فضلاً عن نار الآخرة ، أجار الله وإياكم منها" ، انتهى .   الاسلام سؤال وجواب  
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182104
    • إجمالي المشاركات
      2535356
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93176
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    chaima12
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×