اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57515
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180564
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8263
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30256
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53015
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97009
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31794
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. إن من البيان لسحرًا

    1. قلمٌ نابضٌ

      ساحة لصاحبات الأقلام المبدعة المتذوقة للشعر العربي وأدبه

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      50492
      مشاركات
  11. مملكتكِ الجميلة

    1. 41313
      مشاركات
    2. 33884
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  12. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32200
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34854
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  13. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  14. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37434 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  15. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • المتواجدات الآن   0 عضوات, 0 مجهول, 30 زوار (القائمه الكامله)

    لاتوجد عضوات مسجلات متواجدات الآن

  • العضوات المتواجدات اليوم

    2 عضوات تواجدن خلال ال 24 ساعة الماضية
    أكثر عدد لتواجد العضوات كان 8، وتحقق
  • أحدث المشاركات

    • الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

      ففي باب الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخير أورد المصنف -رحمه الله:

      حديث أبي هريرة ، أن رسول الله ﷺ قال: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله [1].


      هذه أمور ثلاث محكمات وهي جاءت بهذه الصيغة التي تدل على العموم في الأحوال كلها والأشخاص والأزمنة والأمكنة ما نقصت صدقة من مال، يعني: قط، أيًّا كانت هذه الصدقة كبيرة أو صغيرة ما نقصت صدقة من مال، وأهل العلم حينما يتحدثون على معنى هذا الحديث منهم من يقول: ما نقصت صدقة من مال، بمعنى أنه يُبارَك في هذا المال بسبب هذه الصدقة والعبرة بالبركة، فالمال قد يكون كثيرٌ عدده ولكن حينما ترفع بركته لا يبقى منه شيء، ولا ينتفع الإنسان به، ويضمحل من بين يديه ولا يشعر كيف ذهب، فبعضهم قال: يُبارَك فيه، ويحتمل أن يكون أن الله  يعوضه بدلاً من هذا المال الذي أنفقه، يفتح له أبواباً من الرزق كما جاء في الحديث الذي سبق: اللهم أعطِ منفقاً خلفًا، فهذا الخلف يكون في الدنيا ويكون في الآخرة.

      ومن أهل العلم من يقول: إن ذلك في الآخرة ما نقصت صدقة من مال، بمعنى أن الله  يجزيه على هذه الصدقة الأجر والثواب ورفعة الدرجات، وقد كان بعض السلف إذا رأى السائل -يعني: الفقير المحتاج، قال: مرحباً بمن ينقل أموالنا من دار الدنيا إلى دار الآخرة، بمعنى أن هذا الذي تعطيه لهذا السائل هو ينتقل من مالك في دنياك إلى آخرتك، هذه هي الحقيقة.


      والجملة الثانية وهي قوله: وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزًّا، وهذا على خلاف ما يتوهمه كثير من الناس أن العفو قد يورثه ضعفاً ومهانة ومذلة فيجترئ عليه الناس، ولكن الواقع خلاف هذا، وهذا العز المذكور في هذا الحديث هو عز في الدنيا، بمعنى أن هذا الإنسان يرتفع بالعفو، والإنسان حينما ينتقم لنفسه لاشك أنه يهبط في منزلته ومرتبته بحيث لا يرتقي ويعلو كما لو أنه عفا، لو وقف الإنسان مع كل من ظلمه وكل من اعتدى عليه وكل من أساء إليه فيريد أن يفاصل الناس في الحقوق ويقتص من هذا وينتقم من هذا ويأخذ حقه من هذا وما أشبه ذلك لا يفوّت شيئاً فإن مرتبته عند الناس ستكون ليست كما ينبغي، ليست في المرتبة العالية، أما الذي يعفو عن الناس فإنه يرتفع وتحبه القلوب ويكون له من العز ما لا يقادر قدره، ولذلك قال الله  لنبيه ﷺ: وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ [سورة آل عمران:159]، ولا يمكن للإنسان أن يكون سيداً عزيزاً إلا إذا كان يعفو ويتسع صدره للناس، تصور لو كان النبي ﷺ وحاشاه من ذلك لو كان يريد أن ينتقم من كل أحد أساء إليه، وأخطأ فيه، هذا أمر لا يمكن ولا يليق بمقامه ﷺ، بل مقامه أعظم وأجل وأكبر من ذلك -صلوات ربي وسلامه عليه، فهكذا من أراد أن يسمو بنفسه وأن يحلق عالياً فلا يقف مع إساءات الآخرين، وإنما يعفو ويصفح؛ ولهذا قال الله : خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [سورة الأعراف:199].

      قال: وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ، تواضع لله بهذا القيد، والتواضع هو التطامن في النفس، ويظهر ذلك في الأفعال ولابد، فلا يرى لنفسه فضلاً على الناس، فهذا مبتدؤه من القلب ثم بعد ذلك يظهر في أعمال العبد وسلوكه وما أشبه ذلك، لكن يكون ذلك لله، فإن هذا القيد لابد منه؛ لأن الإنسان قد يتواضع ذلة ومهانة؛ لأنه ضعيف أصلاً، وقد يتواضع الإنسان رياء وتصنعاً وسمعة فهو يعلم أن التواضع صفة كمال للإنسان فيُظهر التواضع أمام الآخرين، والواقع أن نفسه الأسد -كما قيل- يربض بين جوانحها، فهي نفس متوثبة تطلب العلو والرفعة ولكنه يفعل ذلك من أجل أن يسمو ويرتفع في نفوس الناس فهو يفعله أمامهم، لكن لو أنه خلا فإنه قد يعامل خدمه في البيت أو العمال الذين عنده أو نحو ذلك يسومهم الخسف والذل ويحتقرهم، ولا يمكن أن يأكل معهم ويجلس معهم، وهكذا بالنسبة للمرأة تتنزه وتترفع أن تأكل مع الخادمة، أو تدعو الخادمة، لا، الخادمة يوضع لها شيء من الطعام ولربما البقايا وهكذا كثير عليها في نظر لربما بعض الناس، والسائق حينما يأتي ويوصله إلى مناسبة ونحو ذلك يجلس في الشارع في الشمس من بعد صلاة الظهر إلى العصر لا يأكل ولا يشرب ولا يستريح، أمّا أن يقال له: ادخل وكل معنا فهذا أمر للأسف قليل أو نادر، هذا هو التواضع الحقيقي أن يجلس الإنسان مع الضعيف والمسكين وذي الحاجة والفقير ويأكل مع هؤلاء، ويسلم على هؤلاء إلى آخره، يقول: وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.

      ثلاثة أقسم عليهن

      حديث أبي كبشة عمر بن سعد الأنماري ، أنه سمع النبي ﷺ يقول: ثلاثة أقسم عليهن، وأحدثكم حديثا فاحفظوه: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر -أو كلمة نحوها- وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما، فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما، ولم يرزقه مالا، فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان، فهو بنيته، فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا، ولم يرزقه علما، فهو يخبط في ماله بغير علم، لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث المنازل. وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما، فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته، فوزرهما سواء[2].


      ما نقص مال عبد من صدقة معناها كما قال العز بن عبد السلام -رحمه الله: إنه ما يضيع شيء، لاحظ ولا ظُلم عبد مظلمة، "مظلمة" نكرة في سياق النفي، نحن نأتي بهذه الأشياء على أساس بعض الإخوان ما تشكل عليه هذه العبارات، لكن هذا للعموم، أيّ مظلمة صغيرة في مال أو نفس أو عرض فصبر عليها إلا زاده الله عزًّا، لا يليق بالإنسان أن يجعل من نفسه مشاكساً لعباد الله، ويريد أن لا يفوت مظلمة ويذهب إلى هذا ويضرب هذا وينتقم من هذا ويزجر، هذا ما يليق، ولا فتح عبد باب مسألة، يعني: يسأل الناس إلا فتح الله عليه باب فقر، -نسأل الله العافية، ولهذا هؤلاء الذين يسألون الناس هل يحصل لهم الغنى ويغتنون؟ لا، بل يبقى -نسأل الله العافية- من مسغبة إلى مسغبة، أو كلمة نحوها.

      قال: وأحدثكم حديثاً فاحفظوه قال: إنما الدنيا لأربعة نفر، يعني: الناس في هذه

      الدنيا أربعة، على أربعة أحوال، على أربع صفات:

      الأولى: عبد رزقه الله مالاً وعلماً، علماً ليس المقصود أنه يكون عالماً، لا، علماً يعني بالأمور وبصراً فيما ينبغي أن يكون فيه التدبير وبذل المال وما لله  من حق، قال: فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأفضل المنازل، عنده مال وعنده نظر صحيح هداه الله  إلى الطريق الصحيح في التصرف في هذا المال، وهو ينفقه في وجوهه فهذا في أعلى المنازل

      الثانى: عبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء، يقول: لو كان عندي مثل فلان كنت فعلت مثله بنيت مساجد، وضعت أوقافًا، وتصدقت وفطّرت الصائمين، وحججت واعتمرت، وبذلت ذلك في وجوه الخير

      الثالث: وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً، هذا إنسان سيئ في عمله وفي تصرفاته وفي بذله للمال قال: ولم يرزقه علماً فهو يخبط في ماله بغير علم، يخبط يعني: يتصرف فيه على غير اهتداء، لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأخبث المنازل، أُعطي مالا لكنه -نسأل الله العافية- لم يُعطَ هداية وعلماً.


      الرابع: عبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته فوزرهما سواء، لاحظوا هذا ما عمل لكن يتمنى يقول: لو أن عندي مثل مال فلان كان كل أجازة أذهب وأسافر، كفلان يفعل ويفجر وما يترك شيئاً، فهذا مماثل له في الوزر مع أنه ما عمل، وهذا يدل على أهمية النية، وأن الإنسان قد يبلغ بها، وقد ينحط وينسحب، فإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يبذل وأن يقدم فلا أقل من أن تكون نيته صالحة ينوي الخير دائماً ويتمناه، ويقول: لو كان عندي مثل فلان كنت فعلت كذا وفعلت كذا من وجوه الخير وما إلى ذلك من أجل أن يؤجر، ويحصل له ما يحصل لهؤلاء من الثواب والأجر، وهذا من لطف الله  بعباده.

      هذا، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.

        رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب العفو والتواضع، برقم (2588).

      رواه الترمذي، أبواب الزهد عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر، برقم (2325)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (3024).
       
      موقع د,خالد السبت
    • روى الترمذي، وقال: «حسن صحيح» عن أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ»، قَالَ: «مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا، وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ» قَالَ: «إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَخْبَثِ المَنَازِلِ، وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فِيهِبِعَمَلِ فُلَانٍ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ، فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ»[1].   معاني المفردات: مَا نَقَصَمَالُ: أي بركته.   مِنْ صَدَقَةٍ: أي من أجل إعطاء صدقة؛ لأنها مخلوفة معوَّضة كمية أو كيفية في الدار الدنيوية والأخروية،قال جل جلاله: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾ [سبأ: 39].   بَابَمَسْأَلَةٍ: أي باب سؤال وطلب من الناس لا لحاجة وضرورة، بل لقصد غنى وزيادة.   فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ: أي باب احتياج آخر وهلم جرا، أو بأن سلب عنه ما عنده من النعمة.   فَهُوَيَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ: أي بأن لا يصرف ماله في معصية خالقه.   وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا: أي قياما بحق العلم، وما يقتضيه من العمل بحق الله وحق عباده، ويؤدي ما في المال من الحقوق كالزكاة والكفارة والنفقة.   فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ: أي يصرفه في شهوات نفسه.   لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ: لعدم علمه في أخذه، وصرفه.   وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلَانٍ: أي من أهل الشر.   فَهُوَبِنِيَّتِهِ: أي مَجزِي بها، ومعاقب عليها.   فَوِزْرُهُمَاسَوَاءٌ: أي القسم الثالث والرابع في الوزر سواء، كما أنالأول والثاني سواء في الأجر.   ما يستفاد من الحديث: 1- الصدقة لا تنقص المال شيئا، بل تزيده، وتنميه.   2- الحث على الصبر على المظالم؛ فهو سبب عز العبد في الدنيا والآخرة.   3- التحذير من سؤال الناس من غير حاجة.   4- فضيلة النية الصالحة؛ فإنها سبب لتحصيل أجور ما لا يقدر على فعله.   5- وجوب العمل بالعلم، وتعليمه.   6- حرمة إنفاق المال فيما حرَّم الله.   [1] صحيح: رواه الترمذي (2325)، وصححه الألباني.   شبكة الالوكة    
    • (فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )٣٦-الشورى
      مما نستفيده من هذه الآية الكريمة  : إذا رأيت أن الدنيا قد فتحت أبوابها لمن حولك بينما أنت تعيش ضنك العيش فلا تحزن وتذكر : {وَما عِندَ اللَّهِ خَيرٌ وَأَبقى} ، وتذكر أن فقرك لن يقلل من قيمتك عن ربك.. فالمقياس ليس بإقبال الدنيا أو إدبارها .. فهي لا تساوي عند الله جناح بعوضة.. فاجعل همك الآخرة واجعل شغلك الشاغل كيف ترضي ربك وكيف تنال ما عند الله لأنه (خَيرٌ وَأَبقى) ، وكلما نظرت إلى جمال الدنيا وابداع صنع الله فيها… تذكر أن الجنة أجمل وأجمل… فما عند الله خير وابقى.. وأن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب… فمعظمنا نعيش في رغد من العيش والحمد لله.. العاصي والمطيع لربه، المؤمن والكافر.. ولكن السكينة والطمأنينة لا يهنأ بها إلا من تعلق قلبه بالله… وكلما مررت بابتلاء في الحياة الدنيا فتذكر آن الدنيا هي دار الابتلاء والكدر، والنعيم فيها لن يطول لأنه زائل وليس بباقٍ…أتعلم لماذا..؟ حتى تشتاق لجنة ربك.. ففيها النعيم الدائم الذي لا يكدر صفوها بلاء ولا حزن ولا ضيق ولا مرض.   فالتمس نعيما لا يحول ولا يزول ما تملكه الآن عارية ستسلمها يوما ما ، اشتغل بما ستملكه ملكا أبديا
      إِنَّ السَّعَادَةَ الْحَقِيقِيَّةَ لَيْسَتْ فِي تَحْصِيلِ الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا هِيَ فِي الْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، قَالَ اللهُ -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97].
      وَأَمَّا الْمَالُ وَالْمَنْصِبُ وَالْوَلَدُ فَكَمْ مِنَ النَّاسِ إِنَّمَا جَلَبَتْ لَهُ هَذِهِ الثَّلاثُ شَقَاءَهُ فِي دُنْيَاهُ، فَكَمْ مِنَ النَّاسِ حَصَّلَ الْمَالَ ثُمَّ شَقِيَ بِهِ، فَالْمَالُ حَلَالُهُ حِسَابٌ وَحَرَامُهُ عَذَابٌ، فَتَكَلَّفَ فِي جَمْعِهِ، ثُمَّ تَكَلَّفَ فِي حِفْظِهِ, ثُمَّ تَكَلَّفَ فِي زِيَادَتِهِ، ثُمَّ فَارَقَهُ وَتَرَكَهُ لِلْوَرَثِةِ, وُهُوَ يُحَاسَبُ عَلَيْهِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ: "مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟"، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خَمْسِمِائَةِ عَامٍ" رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ، سُبْحَانَ اللهِ! خَمْسِمَائَةُ عَامٍ يَتَخَلَّفُ عَنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ بِسَبَبِ هَذَا الْمَالِ! فَأَيْنَ عُقُولُنَا؟.
       احْذَرُوا الدُّنْيَا وَالاغْتِرَارَ بِهَا! فَهِيَ لا تُسَاوِي شَيْئَاً فِي مُقَابِلِ الآخِرَةِ؛ عَنْ الْمُسْتَوْرَدِ بْنِ شَدَّادٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "وَاللهِ! مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ [أي: السَّبَّابَة] فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ؟" رَوَاهُ مُسْلِم. هَذِهِ هِيَ الدُّنْيَا وَتِلْكَ هِيَ الآخِرَةُ، فَهَلْ تَسْتَحِقُّ أَنْ نُضِيعَ الْبَاقِي وَنُقْبِلَ عَلَى الْفَانِي؟.
      لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا غَنِيمَةً لَنَالَهَا رَسُولُ الْهُدَى -صلى الله عليه وسلم-، فَقَدْ ثَبَتَتِ الْأَحَادِيثُ الْكَثِيرَةُ فِي تَقَلُّلِهِ مِنْهَا -صلى الله عليه وسلم-، عَنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشيرٍ -رضي الله عنهما-، قَالَ: ذَكَر عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ -رضي الله عنه- ما أَصَابَ النَّاسُ مِنَ الدُّنْيَا، فَقَالَ: "لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوي مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَل مَا يمْلأُ بِهِ بطْنَهُ" رَوَاهُ مُسْلِم. الدَّقَلُ: رَدِيء التَّمْرِ.
      فَانْتَبِهِ يَا مُسْلِمُ؛ فَإِنَّكَ لَنْ تَأْخُذَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَكَ، فَاحْذَرِ الْحِرْصَ عَلَيْهَا وَالشُّحَّ الذِي يَصْرِفُكَ عَنِ الآخِرَةِ فَتَخْسَرَ الْخُسْرَانَ الْمُبِينَ، عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ: "مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ، جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ" رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.
      اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين, وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالْحَمْدِ للهِ رَبِّ العَالَمِينْ.    
    • الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:   فهذه دُرَر مختصرة من أقوال الفضيل بن عياض رحمه الله، كلُّ دُرَّة عبارة عن سطرٍ واحدٍ، أسأل الله الكريم أن ينفع بها.       • أعلم الناس بالله أخوفهم له.     • من خاف الله دلَّه الخوف على كل خير.     • إنما يهابك الخلق على قدر هيبتك لله.     • من خاف الله لم يضرَّه شيء، ومن خاف غير الله لم ينفعه شيء.     • رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة.   • من جلس إلى صاحب بدعة فاحذروه.       • أحب أن يكون بيني وبين المبتدع حصن من حديد.   • من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة.     • لا تجلس مع صاحب بدعة؛ فإني أخشى عليك اللعنة.     • احذروا الدخول على صاحب البدع؛ فإنهم يصدون عن الحق.     • لا يمكن أن يكون صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق.     • من جلس إلى صاحب بدعة أورثه الله العمى؛ يعني في قلبه.       • إياك أن تجلس مع صاحب بدعة؛ فإني أخشى عليك مقت الله عز وجل.       • صاحب بدعة لا تأمنه على دينك، ولا تشاوره في أمرك، ولا تجلس إليه.     • من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة، خرج من عصمة الله، ووكل إلى نفسه.     • إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خُلُق حماري وخادمي.     • قال الله عز وجل: "إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني".     • إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبَّل، كبَّلَتْكَ خطيئتُك.     • من عفا وأصلح فأجْرُه على الله.     • صاحب العفو ينام الليل على فراشه، وصاحب الانتصار يقلب الأمور.     • أعرف من يعدُّ كلامه من الجمعة إلى الجمعة.       • احفظ لسانك وأقبِلْ على شأنك، واعرف زمانك وأخْفِ مكانك.     • المؤمن قليل الكلام كثير العمل، والمنافق كثير الكلام قليل العمل.     • تكلُّمك فيما لا يعنيك يشغلك عما يعنيك، ولو شغلك ما يعنيك تركت ما لا يعنيك.     • من ساء خُلُقه ساء دينه وحسبُهُ ومودَّتُهُ.     • خالط حسن الخلق؛ فإنه لا يدعو إلا إلى الخير، وصاحبه منه في راحة.     • لا تخالط سيئ الخلق؛ فإنه لا يدعو إلا إلى الشر، وصاحبه منه في عناء.       • المؤمن... زهادته في الدنيا على قدر شوقه إلى الجنة.     • المؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط.     • المؤمن يستر ويعظ وينصح، والفاجر يهتك ويعير ويفشي.     • أشد الورع في اللسان.     • لا حج ولا جهاد أشدّ من حبس اللسان.     • ما تزين الناس بشيء أفضل من الصدق.     • من عامل الله عز وجل بالصدق أورثه الله عز وجل الحكمة.     • الله عز وجل يسأل الصادقين عن صدقهم...كيف بالكذابين المساكين؟! ثم بكى.     • إن الله يحب العالم المتواضع، ويبغض العالم الجبار.     • العلماء إذا تعلموا عملوا، وإذا عملوا شغلوا، وإذا شغلوا فقدوا، وإذا فقدوا طلبوا، فإذا طلبوا هربوا.     • ربما دخل العالم على السلطان ومعه دينه فيخرج وما معه منه شيء؛ يمدحه ويصدقه في كذبه.     • على الناس أن يتعلموا، فإذا علموا فعليهم العمل.     • من عمل بما علم استغنى عما لا يعلم، ومن عمل بما علم وفَّقه الله لما لا يعلم.     • الكنود: الذي أنْسَتْه الخصلةُ الواحدةُ من الإساءة الخصالَ الكثيرةَ من الإحسان.     • الشكور: الذي أنْسَتْه الخصلةُ الواحدةُ من الإحسان الخصالَ الكثيرةَ من الإساءة.     • كفى بخشية الله علمًا.     • أكذب الناس العائد في ذنبه.     • أجهل الناس المدِلُّ بحسناته.     • اسلك الحياة الطيبة: الإسلام والسنة.     • ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل.     • الغبطة من الإيمان، والحسد من النفاق.     • فرح الدنيا للدنيا يذهب بحلاوة العبادة.     • رحم الله امرأ أخطأ وبكى على خطيئته.     • شكر كل نعمة ألَّا تعصي الله بعد تلك النعمة.     • إذا أراد أن يُتحف العبد سَلَّط عليه من يظلمه.     • من أحب أن يُذكر لم يُذكر، ومن كرِه أن يُذكر ذُكِرَ.       • الذاكر سالم من الإثم ما دام يذكر الله، غانم من الأجر.     • اثنتان تقسيان القلب: كثرة الكلام، وكثرة الأكل.     • ما حليت الجنة لأمة ما حليت لهذه الأمة، ثم لا ترى لها عاشقًا.     • قال رجل له: إن فلانًا يغتابني، قال: قد جلب لك الخير جلبًا.     • علامة الزهد في الناس: إذا لم يحبَّ ثناء الناس عليه، ولم يُبال بمذمَّتهم.     • أنا منذُ خمسين سنة أطلب صديقًا إذا غضب لا يكذب عليَّ، ما أجده.     • ما عليك أن تكون مذمومًا عند الناس، إذا كنت محمودًا عند الله تعالى؟     • إني لأرحم ثلاثة: عزيز قوم ذل، وغني قوم افتقر، وعالمًا تلعب به الدنيا.     • إنما تقاطع الناس بالتكلف، يزور أحدهم أخاه فيتكلف له، فيقطعه ذلك عنه.     • من خالط الناس...إما أن يخوض معهم إذا خاضوا في الباطل، أو يسكت إن رأى منكرًا فيأثم.       • كفى بالله محبًّا، وبالقرآن مؤنسًا، وبالموت واعظًا، اتخذ الله صاحبًا، وذر الناس جانبًا.     • التواضع أن تخضع للحق ولو سمعته من صبي...ولو سمعته من أجهل الناس قبلته منه.     • من وقي خمسًا وقي شر الدنيا والآخرة: العجب، والرياء، والكبر، والإزراء، والشهوة.   • اللهم زهِّدنا في الدنيا؛ فإنه صلاح قلوبنا وأعمالنا، وجميع طلباتنا، ونجاح حاجاتنا.       • لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام؛ فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد.     • ما على الرجل... إذا لم يكن صاحب هوى، ولا يشتم السلف، ولا يخالط السلطان.     • من علم أنه موقوف فليعلم أنه مسئول، ومن علم أنه مسئول فليُعد للسؤال جوابًا.     • لو كانت الدنيا من ذهب يفنى والآخرة من خزف يبقى، لكان أن نختار خزفًا يبقى على ذهب يفنى.     • العمل لا يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا؛ فالخالص إذا كان لله، والصواب إذا كان على السنة.     • وعظ هارون الرشيد فقال: يا حسن الوجه، حساب الخلائق كلهم عليك، فبكى الرشيد.     • قال لرجل: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة، قال: أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ.     • أحسِن فيما بقي، يغفر لك ما مضى؛ فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى وما بقي.     • أخلاق الدنيا والآخرة أن تَصِلَ مَنْ قَطَعَك، وتُعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك.     شبكة الالوكة فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ    
    • (وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ )٣٠-الشورى كلمة أصاب مأخوذة من إصابة السهم للهدف، فإذا كان الرامي حاذقاً أصاب الهدف دون انحراف، فكأن المصائب في الدنيا سهام أُطْلقت بالفعل، وهي لا بدَّ صائبة أصحابها. لذلك يقولون: إن المصيبة ليست ناشئة حال وقوعها، إنما هي مُقدَّرة أزلاً، وسهم أُطلق بالفعل، فوقتها هو مسافة سفر السهم إليك، كما سبق أنْ قُلْنا في مصيبة الموت.
      فهو إذن مسألة مفروغ منها وأمر مُسجَّل ومكتوب عليه أزلاً ليس حادثاً، فالكون كله له (ماكيت) مُسجَّل ومُوضَّح به كل شيء. لذلك قال تعالى: { { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } [الحديد: 22] إذن: لا مفرَّ أبداً من المصيبة ولا مهربَ منها، ولا يمكن أبداً أنْ نحتاط لها، لأن السهم الذي أُطلِق لا يُرد.
        والمصائب التي تصيب الإنسان على نوعين: نوع لك فيه دَخْل ويد، ونوع لا دخلَ لك فيه، فمثلاً التلميذ الذي يرسب آخر العام لأنه أهمل دروسه ولم يجتهد لا شكَّ أن له دخلاً في هذه المصيبة التي حلَّت به آخر العام، فإذا كنت لا تريد أن تصيبك هذه المصيبة فخُذْ بأسباب النجاح واحذر أسباب الفشل وسوف تجد النجاح.
      الأخرى: مصيبة لا دخْلَ لك فيها، كالتلميذ يذاكر ويجتهد ويحفظ دروسه لكن يصيبه دوار ساعة الامتحان أو مرض مفاجئ فلا يستطيع إكمال الامتحان فيرسب، هذا حدث بقدر الله والذي أجرى عليه القدر ربه عز وجل، ولا بدَّ أنَّ له فيه حكمة، لذلك يجب الرضا بهذه المصيبة على أنها قضاء الله وقدره، والمصيبة تهون مهما كانت عظيمة حينما يؤمن المصاب بها أنها من الله لا من أحد سواه.
        وسبق أنْ أوضحنا هذه المسألة بمثال من الواقع. قلنا: هَبْ أنك جالس فدخل عليك ابنك الصغير ووجهه يسيل منه الدم، وإن أول ما يتبادر إلى ذهنك أن تسأله: مَنْ فعل بك هذا؟ إذن: لم تحكم على الحدث إنما سألتَ عن صاحبه؛ لأن الحدث في ذاته لا يُحزن ولا يُفرح إلا بمصاحبة الفاعل.
      فإنْ قال لك الولد: عمِّي فلان ضربني تهدأ. وتقول له: لا بدَّ أنكَ فعلتَ شيئاً يستحق العقاب، أما إنْ قال لك: ضربني فلان جارنا تغضب وتقيم الدنيا ولا تقعدها.
        إذن: الحدث إنْ كان من مُحبٍّ قبلناه، وعلمنا أن وراءه مصلحة ورضينا به، وإنْ كان من عدو فلا مصلحةَ فيه واعترضنا عليه.
      فالحق سبحانه يريد أنْ يُعلِّمنا كيفية استقبال المصائب وأنَّ كلَّ مصيبة تأتي لها سبب، فإنْ عرفناه كان بها، وإنْ جهلناه قلنا لا بدَّ أن لله فيه حكمة ودخلنا من باب الرضا والتسليم بدل أن ندخل من باب السخط والاعتراض.
      فالطالب الذي أصابه دوار ولم يؤدِّ الامتحان يقول في نفسه: لعلَّني كنت مغروراً، فأراد الله أنْ يقضي على غروري، أو لعلَّني كنت سأحصل على مجموع أقل مما أريد، أو لعلَّ الله دفع عني بذلك عيون الحاسدين.
      ألم يقل الحق سبحانه في حق نبيه صلى الله عليه وسلم: { { وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ .. } [القلم: 51].
      والحق سبحانه وتعالى في سورة الكهف يعطينا مثالاً ونموذجاً يُعلِّمنا كيف نستقبل الأحداث؟ وكيف نتقبل المصائب؟ فما دام أنه لا دخْلَ لك فيها فلا بدَّ أن لله فيها حكمة، تقرأون قصة العبد الصالح مع سيدنا موسى عليهما السلام، فالعبد الصالح لم يكُنْ نبياً ومع ذلك تعلَّم منه النبي وطلب مصاحبته، فالعبد حينما يرتقي في علاقته بربه يفتح الله عليه فتوحات من عنده ويعلمه علماً لا يعطيه إلا لخاصته.
      العبد الصالح كان يعبد الله على منهج سيدنا موسى، ومع ذلك تبعه موسى ليتعلم منه، لأن مهمة الرسول أن يصل المرسل إليه بربه، فإذا ما وصله بربه تركه وشأنه مع الله، وعندها يكون كل عبد (وشطارته) في علاقته بالله تعالى، فهذا العبد الصالح تقرَّب إلى الله ودخل معه سبحانه في وُدٍّ، فكان له معه شأن خاص.
      انظر سيدنا موسى يقول للعبد الصالح: { { قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً * قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } [الكهف: 66-67] ذلك لأنك سترى أموراً لا تعجبك وأفعالاً لا تدرك أنت حكمتها { { وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً * قَالَ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِراً وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً * قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً } [الكهف: 68-70].
      ثم تبدأ الرحلة وينطلق موسى في صحبة العبد الصالح، وأول حدث بينهما كانت السفينة { { فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً } [الكهف: 71].
      هذا أول اعتراض من موسى، لأن الفعل في ظاهره غريب يستحق الاعتراض. { { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً * فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } [الكهف: 72-74] يعني: منكراً.
      نعم موسى لم يستطع أن يصبر وهو يرى هذا الفعل العجيب المنكر في نظره { { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً * فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ ٱسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً } [الكهف: 75-77].
      وكانت هذه هي الثالثة، وتحقق الشرط الذي قطعه موسى على نفسه، فقرر العبد الصالح مفارقته، لكن قبل أن يفترقا قال له: تعالَ أوضح لك ما لم يحتمله صبرك في هذه الأحداث: { { قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً * أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي ٱلْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً } [الكهف: 78-79] أي: يأخذ كل سفينة صالحة.
      ولا شكَّ أن خرق السفينة مصيبة لأصحابها في ظاهر الأمر، لكن لله تعالى فيها حكمة، حيث كان وراء هؤلاء المساكين ملك ظالم يأخذ كل سفينة جيدة ويغتصبها، فأردتُ أنْ أُحدِثَ بها عيباً حتى لا يأخذها.
      إذن: فنحن هنا لا نقارن بين سفينة مخروقة وسفينة صالحة، إنما بين سفينة مخروقة وعدم وجود سفينة أصلاً، فخرْق السفينة أهونُ بالنسبة لأصحابها من أخذها كلية، ثم بإمكانهم أنْ يُصلحوها بعد ذلك، المهم أنْ تسلم لهم من هذا الملك. { { وَأَمَّا ٱلْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَآ أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَـاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً } [الكهف: 80-81] ففي علم الله تعالى أنه سيكون ولداً عاقاً يُحدث فتنة لأبويه، كما قال سبحانه: { { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَٱحْذَرُوهُمْ .. } [التغابن: 14] فكان في القضاء عليه حكمة.
      فإنْ قلت: فما ذنبُ الغلام يُقتل وهو صغير؟ قالوا: لا ذنب له لكنه لم يخْلُ من مصلحة وخير يلحقه هو أيضاً حيث أُخِذ وهو صغير، فقد اختصرنا له الحياة فلم يُعانِ فيها، ولم يقترف شيئاً من سيئاتها، ومات قبل سِنِّ التكليف فلن يُحاسب على شيء، ثم سيكون في عداد الشهداء، ومسكنه في الجنة يتجول فيها حيث أراد ويدخل منها أيَّ مكان حتى على رسول الله، فهو من (دعاميص) الجنة، إذن: فقتله جاء رحمة به. { { وَأَمَّا ٱلْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي ٱلْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِـع عَّلَيْهِ صَبْراً } [الكهف: 82].
        أولاً عرفنا أن هذه القرية فيها ناس لئآم لا خير فيهم، بدليل أنهم منعوهما الطعام ومَنْع الطعام فيه لُؤْم وخِسَّة، لأن الذي يسأل الطعام غير الذي يسأل المال، الذي يسألك مالاً ربما ليكنزه، أمَّا سؤال الطعام فلا يكون إلا عن حاجة.
      لذلك قالوا: أصدق سؤال مَنْ يسألكم طعاماً، فلما منعوهما الطعام كان أمراً عجيباً أنْ يبني لهم العبد الصالح الجدار، فما قصته؟ كان الجدار لغلامين يتيمين في المدينة، وتصوَّر حال اليتيمين بين هؤلاء اللئام، كيف لو ظهر لهم هذا الكنز؟
      وقد فهمنا من هذه المسألة أن صلاح الآباء ينفع الأبناء، وأن الغلامين كانا توأماً، بدليل قوله تعالى { { أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا .. } [الكهف: 82] فلو كان أحدهما أكبر من الآخر ربما أخذه لنفسه، وأن العبد الصالح بنى الجدار بناء موقوتاً، بحيث يعيش فقط حتى سِنِّ البلوغ لهذين الغلامين، ثم ينهار فيجدا الكنز ويستطيعا حمايته من هؤلاء اللئام، ثم في بناء الجدار عقاب لهؤلاء البخلاء وقصاص منهم على بخلهم، حيث منعهم من أخذ أموال هذا الكنز.
      وأخيراً لم يَفُتْ العبد الصالح أنْ يُبيِّن لسيدنا موسى أنَّ ما فعله لم يكُنْ من عنده، إنما بأمر من الله { { وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي .. } [الكهف: 82] إنما عن أمر الله، إذن: حين تنزل المصيبة وليس لك فيها دَخْل فابحث عن الحكمة منها، ولا بدَّ أنك ستجدها وتهتدي إليها.
        والخطاب في { وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ .. } [الشورى: 30] خطاب للعموم يشمل المؤمنين والكفار، الكافر لأنه دخل المعركة فهُزم فإنْ أخذ ماله أو قتل فبكفره، أما المؤمن فقد يكون ارتكب مخالفات ومعاصي تستوجب أنْ يعاقب كما في حدّ الزنا، وحدّ شرب الخمر مثلاً، أو أن يُعزَّز.
      والحق سبحانه وتعالى أوحى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم أنْ يُنبِّه أمته، وأنْ يُعلِّمها كيف تستقبل المصائب، فقال صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المؤمن من نصيب ولا وصب حتى الشوكة يُشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه" .
        لذلك يقول أحد العارفين: إنِّي لأعرف مقامي عند ربي من خُلُق دابتي، يعني: حين تحرَن منه دابته أو تتعثَّر يسأل نفسه: ماذا فعلتُ حتى تحرنَ الدابة؟ وسيدتنا أسماء بنت سيدنا أبي بكر كان يلازمها شيء من الصداع، فكانت تمسك برأسها وتقول: بذنبي ويعفو الله عن كثير.
      ولتوضيح هذه المسألة قلنا: إن الحق سبحانه خلق الإنسان وحدَّد مهمته في الحياة، ووضع له منهجاً يحميه ويُنظم حركته فيها، فإنْ خالف هذا المنهج لا بدَّ أنْ يحدث له عطب، مثل الآلة يصنعها الإنسان، ويضع لها (كتالوجاً) يوضح كيفية استخدامها، فإنْ خالفت هذه التعليمات تعطلتْ الآلة.
        فالحق سبحانه يريد منَّا أنْ نعِيَ هذه القضية، ليطمئن المؤمن حين تصيبه مصيبة أو تنزل به نازلة، فيصبر ولا يجزع ولا يتسخط، بل يبحث عن الحكمة أو ينظر في نفسه: ماذا فعلتُ لتنزل بي هذه المصيبة، فهي ولا بدَّ تغسل عني شيئاً اقترفتُه وذنباً ارتكبته.
      هذا حال المؤمن الناصح أنْ يعود لنفسه وأنْ يحاسبها؛ لأنه يعلم مما علَّمه الله أن الدنيا دارُ عمل لا دار جزاء، الجزاء في الآخرة { { ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ .. } [غافر: 17] إذن: ما يقع لي في الدنيا من ابتلاءات ومصائب ليس جزاءً؛ إنما لفْتُ نظر للعمل الصالح، ولأتعلم من مادية الأشياء أنَّ المخالفة لا بدَّ أنْ يكون لها عقاب.
      ثم نحن نشاهد المصائب تحلُّ بالصديق وبالزنديق وتعمُّ الجميع حتى الأنبياء، لذلك ورد في حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشدُّ الناس بلاءً: الأنبياء، ثم الأولياء، ثم الأمثل فالأمثل" .
      فالابتلاءات للأنبياء ليستْ لذنوب ارتكبوها، إنما امتحان في التكليف وأُسْوة للغير، أُسْوة تصلح حال القوم وتُعلِّمهم الصبر عند المصيبة، فحين تنزل بنا المصائب نتذكر مصائب الأنبياء، وكيف أنهم صبروا فنصبر مثلهم، ونصحِّح من سلوكنا مع الله.
        وقوله: { وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } [الشورى: 30] يعني: كثير من ذنوبنا وخطايانا، ولولا عفوه تعالى ورحمته بخَلْقه ما نجا أحد.
      لذلك نقول لمن تصيبه مصيبة (كفارة إنْ شاء الله) يعني: جعلها الله كفارةً لذنوبك، وقد ورد في الحديث القدسي: "وعِزَّتي وجلالي لا أُخرِج عبدي من الدنيا وقد أردتُ به الخير حتى أوفيه ما عمله من السيئات، من مرض في جسمه، أو خسارة في ماله، أو فَقْد ولده، فإذا بقيتْ عليه سيئة ثقَّلْتُ عليه سكرات الموت حتى يأتي كما ولدتْه أمه. وعزتي وجلالي لا أُخرج عبدي من الدنيا وقد أردتُ به الشر حتى أُوفِّيه ما عمله من الحسنات: من صحة في جسمه، وكثرة في ماله، وسلامة في ولده حتى يأتي يوم القيامة، وليس له عندي حسنة، لأنني قلت: لا أضيع أجر من أحسن عملاً" . نعم يغدق الله عليه الخير في دار الفناء لأنه لا حظَّ له في دار البقاء.   التفاسير العظيمة
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182244
    • إجمالي المشاركات
      2535523
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93219
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    chaima12
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×