اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57058
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180470
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259979
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8215
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32130
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4160
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30248
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      52970
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19526
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  6. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97004
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36836
      مشاركات
  7. سير وقصص ومواعظ

    1. 31792
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16436
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15475
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  8. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31145
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  9. مملكتكِ الجميلة

    1. 41313
      مشاركات
    2. 33888
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  10. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32199
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13116
      مشاركات
    3. 34854
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  11. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  12. IslamWay Sisters

    1. English forums   (36172 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  13. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)}الاحزاب الحق سبحانه وتعالى بعد أنْ خيَّر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فاخترْنَ الله ورسوله والدارالآخرة أراد سبحانه أنْ يُعطيهن المنهج والمباديء التي سيسِرْنَ عليها في حياتهن، ونلحظ أن آية التخيير كانت من كلام النبي عن ربه، أما هنا فالكلام من الله مباشرة لنساء النبي. {يانسآء النبي...} [الأحزاب: 30] فبداية المسألة {ياأيها النبي قُل لأَزْوَاجِكَ...} [الأحزاب: 28] فلما اخترْن الله ورسوله والدار الآخرة كأنهن ارتفعْنَ إلى مستوى الخطاب المباشر من الله تعالى، كأنهن حقَّقْنَ المراد من الأمر السابق {فَتَعَالَيْنَ...} [الأحزاب: 28].
      كلمة {نِسَآءَ...} [الأحزاب: 30] نعلم أنها جمع، لكن لا نجد لها مفرداً من لفظها، إنما مفردها من لفظ آأخر هو امرأة، وفي اللغة جموع تُنُوسِي مفردها بشهرة مفرد آخر أرقّ أو أسهل في الاستعمال، وامرأة أو(مَرة) يصح أيضاً من(امرؤ)، وهذه اللفظة تختلف عن ألفاظ اللغة كلها، بأن حركة الإعراب فيها لا تقتصر على الحرف الأخير إنما تمتد أيضاً إلى الحرف قبل الأخير، فنقول: قال امْرُؤُ القيس، وسمعت امْرَأَ القيس، وقرأت لامْرِيء القيس.
      وبعض الباحثين في اللغة قال: إن(نساء) من النَّسْأ والتأخير، على اعتبار أن خَلْقها جاء متأخراً عن خَلْق الرجل، ومفردها إذن(نَسْءٌ) وإنْ كان هذا تكلفاً لا داعيَ له. وبعد هذا النداء {يانسآء النبي} [الأحزاب: 30] يأتي الحكم الأول من المنهج الموجَّه إليهن: {مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا العذاب ضِعْفَيْنِ...} [الأحزاب: 30] نلحظ أن الحق سبحانه لم يبدأ الكلام مع نساء النبي بقوله مثلاً: مَنْ يتق الله منكن، إنما بدأ بالتحذير من إتيان الفاحشة؛ لأن القاعدة الشرعية في التقنين والإصلاح تقوم على أن (درء المفسدة مُقدَّم على جَلْب المصلحة) كما أننا قبل أنْ نتوضأ للصلاة نبريء أنفسنا من النجاسة.
      ومثَّلْنَا لذلك وقُلْنا: هَبْ أن واحداً رماك بتفاحة، وآخر رماك بحجر، فأيهما أَوْلَى باهتمامك؟ لا شكَّ أنك تحرص أولاً على ردِّ الحجر والنجاة من أذاه، وكذلك لو أردتَ أنْ تكون ثوبك مثلاً وهو مُتسخ، لابد أن تغسله أولاً. لذلك بدأ الحق سبحانه التوجيه لنساء النبي بقوله {مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ...} [الأحزاب: 30] لكن الفاحشة أمر مستبعد، فكيف يتوقع منتهي الذنوب من نساء رسول الله؟ قالوا: ولم لا، وقد خاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ...} [الزمر: 65]. ومعلوم أن رسول الله ليس مظنة الوقوع في الشرك، إذن: فالمعنى، يا محمد ليس اصطفاؤك يعني أنك فوق المحاسبة، كذلك الحال بالنسبة لنسائه: إنْ فعلَتْ إحداكن فاحشة، فسوف نضاعف لها العذاب، ولن نستر عليها لمكانتها من رسول الله، فإياكُنَّ أنْ تظننَّ أن هذه المكانة ستشفع لكُنَّ، وإلا دخلتْ المسألة في نطاق إذا سرق الوضيع أقاموا عليه الحد، وإذا سرق الشريف تركوه. إذن: منزلة الواحدة منكُنَّ ليست في كونها مجرد زوجة لرسول الله، إنما منزلتها بمدى التزامها بأوامر الله، وإلا فهناك زوجات للرسل خُنَّ أزواجهن واقرأ: {ضَرَبَ الله مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ امرأت نُوحٍ وامرأت لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ الله شَيْئاً وَقِيلَ ادخلا النار مَعَ الداخلين} [التحريم: 10].
      ولك أن تسأل: هذا حكم الفاحشة المبيِّنة، أنْ يُضاعَف لها العذاب، فما بال الفاحشة منهن إنْ كانت غير مُبيِّنة؟
      قالوا: هذا الحكم خاصٌّ بنساء النبي صلى الله عليه وسلم، فإن حدث من إحداهن ذنب بينها وبين نفسها فهو ذنب واحد مقصور عليها، فإنْ كان علانيةً فهو مُضَاعف؛ لأنهن أسوة وقدوة تتطلع العيون إلى سلوكهن، فإنْ ظهرت منهن فاحشة كان تشجيعاً للأخريات، ولم لا وقد جاءت الفاحشة من زوجة النبي.
      فمضاعفة العذاب- إذن- لأن الفساد تعدَّى الذات إلى الآخرين، 
      وأحدث قدوة سوء في بيت النبي، فاتسحقتْ مضاعفة العذاب، لأنها آتْ شعور رسول الله، ولم تُقدِّر منزلته وفضَّلَت عليه غيره لتأتي معه الفاحشة، وهذا يستوجب أضعاف العذاب، فإنْ ضاعف لها الله العذاب ضعفين فحسب، فهو رِفْق بها، ومراعاة لماضيها في زوجية رسول الله.
      كذلك إنْ فعلتْ إحداهن حسنة، فلها أجرها أيضاً مُضَاعفاً؛ لأنها فعلتْ صالحاً في ذاتها كأيِّ إنسانه أخرى، ثم أعطتْ قدوة حسنة، وأُسْوة طيبة لغيرها.
      فإنْ أخذْنا في الاعتبار حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَنَّ سنة حسنة، فَلَهُ أجرها وأجر مَنْ عمل بها إلى يوم القيامة، ومَنْ سَنَّ سنة سيئة فعليه وِزْرها، ووِزْر مَنْ عمل بها إلى يوم القيامة».
      علمنا أن أجر الحسنة لا يُضاعف فقط مرتين، إنما بعدد ما أثَّرت فيه الأسوة، وفَرْق بين الضِّعْف والضُّعْف. الضِّعْف: ضِعْف الشيء أي مثله، أما الضُّعف فهو فَقْد هذا المثل، فهو أقلُّ. ثم يقول سبحانه: {وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيراً} [الأحزاب: 30] يعني: مسألة مضاعفة العذاب أمر يسير، ولن تغني عنكُنَّ منزلتكُنَّ من رسول الله شيئاً، فهذا أمر لا يسألني فيه أحد، ولا أحابي فيه أحداً، ولابد أن أُسَيِّر الأمور كما يجب أن تكون، ولا يعارضني فيها أحد، لذلك كثيراً ما تُذيَّل أحكام الحق سبحانه بقوله: {إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 220] فالعزة تقتضي أن يكون الحكم ماضياً لا يُعدِّله أحد، ولا يعترض عليه أحد. وهذا المعنى واضح في قوله تعالى لسيدنا عيسى عليه السلام: {وَإِذْ قَالَ الله ياعيسى ابن مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتخذوني وَأُمِّيَ إلهين مِن دُونِ الله قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الغيوب مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعبدوا الله رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم} [المائدة: 116-118].
      فقوله: {وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ...} [المائدة: 118] يقتضي أن يقول: فإنك غفور رحيم، لكن الحق سبحانه عدل إلى {فَإِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم} [المائدة: 118] لأن الذنب الذي وقع فيه القوم ذنب في القمة، في الألوهية التي أخذوها من الله وجعلوها لعيسى عليه السلام، وهذا بمقتضى العقل يستوجب العذاب الشديد، لكن الحق سبحانه لا يُسأل عما يفعل، يُعذِّب مَنْ يشاء، ويغفر لمَنْ يشاء، فإنْ غفر لهم فبصفة العزة التي لا يعارضها أحد، فكأن المنطق أن يُسأل الله: لماذا لم تُعذِّب هؤلاء على ما ارتكبوه؟ لذلك دخل هنا من ناحية العزة، التي لا تُعارَض، والحكمة التي لا تخطيء.
      وبعد أن ذكر الحق سبحانه مسألة الفاحشة، وما يترتب عليها من عقاب ذكر سبحانه المقابل، فقال تعالى: {وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ....}. ❤❤❤ {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31)}
      معنى {يَقْنُتْ...} [الأحزاب: 31] أي: يخضع لله تعالى الخضوع التام، ويخشع ويتذلَّل لله في دعائه، واختار الحق سبحانه القنوت؛ لأنه سبحانه لا يحب من الطائع أنْ يُدِلَّ على الناس بطاعته؛ لذلك يقول العارفون: رُبَّ معصية أورثت ذلاً وانكساراً، خير من طاعة أورثتْ عِزَّاً واستكباراً.
      أو {وَمَن يَقْنُتْ...} [الأحزاب: 31] أي: بالغ في الصلاح، وبالغ في الورع حتى ذهب إلى القنوت، وهو الخضوع والخشوع.
      والنتيجة {نُؤْتِهَآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ...} [الأحزاب: 31] فالآية السابقة تقرر مضاعفة العذاب لمن تأتي بالفاحشة، وهذه تقرر مضاعفة الأجر لمن تخضع لله وتخشع وتعمل صالحاً.
      {وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً} [الأحزاب: 31] أي: أعددناه وجهّزناه لها من الآن، فهو ينتظرها. وحين تتأمل الأسلوب القرآني في هاتين الآيتين تطالعك عظمة الأداء، فحين ذكر الفاحشة ومضاعفة العذاب جاء الفعل {يُضَاعَفْ...} [الأحزاب: 30] مبنياً لما لم يُسَمَّ فاعله، أما في الكلام عن القنوت لله، فقال {نُؤْتِهَآ أَجْرَهَا...} [الأحزاب: 31] فجاء الفعل مُسْنداً إلى الحق سبحانه مباشرة، وكأن الحق سبحانه لم يُرِدْ أنْ يواجه بذاته في مقام العذاب، إنما واجه العذاب فقط.
      ومجرد بناء الفعل {يُضَاعَفْ...} [الأحزاب: 30] للمجهول يدل على رحمة الله ولُطْفه في العبارة، فالحق سبحانه يحب خَلْقه جميعاً، ويتحبب ويتودد إليهم، ويرجو من العاصي أنْ يرجع ويفرح سبحانه بتوبة عبده المؤمن أكثر من فرح أحدكم حين يجد راحلته وقد ضلَّتْ منه في فلاة. وجاء في الأثر: (يا ابن آدم، لا تخافنَّ من ذي سلطان ما دام سلطاني باقياً وسلطاني لا ينفد أبداً، يا ابن آدم، لا تخْشَ من ضيق الرزق وخزائني ملآنة وخزائني لا تنفد أبداً، يا ابن آدم، خلقتُكَ للعبادة فلا تلعب- والمراد باللعب العمل الذي لا جدوى منه- وقسمتُ لك رزقك فلا تتعب).
      والمراد هنا لا تتعب، ولا تشغل قلبك، فالتعب يكون للجوارح، كلما جاء في الحديث الشريف: (مَنْ بات كالاً من عمل يده بات مغفوراً له) ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يداً خشنة من العمل قال: (هذه يد يحبها الله ورسوله).
      فالتعب تعب القلب، فالشيء الذي يطيقه صدرك، وتقدر على تحمُّله لا يُتعبك؛ لذلك نجد خالي الصدر من الهموم يعمل في الصخر وهو هاديء البال، يغني بحداء جميل ونشيد رائع يُقوِّي عزيمته، ويعينه على المواصلة، فتراه مع هذا المجهود فَرِحاً منشرحَ الصدر وقد فطن الشاعر العربي لهذه المسألة فقال:
      لَيْسَ بحمْلٍ مَا أطَاقَ الظَّهر ** مَا الحمْلُ إلاَّ مَا وَعَأهُ الصَّدْرُ فالمعنى: أتعب جوارحك، لكن لا تُتعِب قلبك، والكَلَل والتعب لا يأتي على الجوارح إنما على القلب، فأتعب جوارحك في العمل الجاد النافع الذي تأخذ من ثمرته على قدر حاجتك، وتفيض بالباقي على غير القادرين.
      ثم يقول: (فإنْ أنتَ رضيتَ بما قَسمتْهُ لك أرحْتَ قلبك وبدنك وكنتَ عندي محموداً، وإنْ أنت لم تَرْضَ بما قََسَمْتُه لكَ فوعزتي وجلالي لأسلطنَّ عليك الدنيا تركضُ فيها ركْضَ الوحوش في البرية، ثم لا يكون لك منها إلا ما قَسَمْتُه لك، وكنت عندي مذموماً، يا ابن آدم، خلقتُ السماوات والأرض ولم أَعْيَ بخلقهن، أَيُعْييني رغيفٌ أسوقه لك.. يا ابن آدم، لا تطالبني برزق غد كما لم أطالبك بعمل غدٍ، يا ابن آدم أنا لم أَنْسَ مَنْ عصاني، فكيف بمَنْ أطاعني؟).
      وشاهدنا هنا قوله تعالى في آخر الحديث القدسي: (يا ابن آدم، أنا لك محب فبحقي عليك كُنْ لي مُحِباً).
      فربُّك يظهر لنا بذاته في مقام الخير وجلب النفع لك، أما في الشر فيشير إليك من بعيد، ويلفت نظرك برِفْق. كما نلاحظ في أسلوب الآية قوله تعالى- والخطاب لنساء النَّبِي {وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ...} [الأحزاب: 31] ولم يقل تقنت.. ثم أنَّثَ الفعل في {وَتَعْمَلْ صَالِحاً...} [الأحزاب: 31] فمرة يراعي اللفظ، ومرة يراعي المعنى، وسبق أنْ قُلْنا إن(مَنْ) اسم موصول يأتي للمفرد وللمثنى وللجمع، وللمذكر وللمؤنث. ونقف أيضاً هنا عند وصف الرزق بأنه كريم {وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً} [الأحزاب: 31] قلنا: إن الرزق كل ما يُنتفع به من مأكل، أو مشرب، أو ملبس، أو مسكن، أو مرافق، وقد يأتي في صورة معنوية كالعلم والحلم.. إلخ، وهذا الرزق في الدنيا لا يُوصف بأنه كريم، إنما الكريم هو الرازق سبحانه، فلماذا وصف الرزق بأنه كريم؟
      قالوا: فَرْق بين الرزق في الدنيا والرزق في الآخرة، الرزق في الدنيا له أسباب، فالسبب هو الرازق من ولد أو والٍ أو أجير أو تاجر.. إلخ فالذي يجري لك الرزق على يديه هو الذي يُوصف بالكرم، أما في الآخرة فالرزق يأتيك بلا أسباب، فناسب أنْ يُوصف هو نفسه بأنه كريم، ثم فيها ملحظ آخر: إذا كان الرزق يوصف بالكرم، فما بال الرازق الحقيقي سبحان نداء الايمان
       
    • صلاتان تجتمع فيهما ملائكة الليل وملائكة النهار
       
      في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الفَجْرِ وَصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ»[1].  
      معاني المفردات: يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ: أي تأتي طائفة بعد الأخرى.   يَعْرُجُ: يصعد إلى السماء.   فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: أي فيسأل الله تعالى الملائكة عن حال المصلين، وهو أعلم بحالهم، والحكمة من سؤالهم إظهار شهادتهم لبني آدم بالخير.   ما يستفاد من الحديث: 1- فضيلة صلاتي الفجر والعصر في جماعة، حيث تجتمع فيهما ملائكة الليل، وملائكة النهار.   2- تقرير وجود الملائكة، وأنَّ منهم ملائكة تشهد الصلوات.   3- الله عز وجل يتكلم كلاما حقيقيا يليق به سبحانه وتعالى.
      [1] متفق عليه: رواه البخاري (555)، ومسلم (632). شبكة الالوكة
    • خطبة: الميزان يوم القيامة اتقوا الله عباد الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. عباد الله، دلَّت الآيات الصريحة والأحاديث الصحيحة على أنَّ الناس بعدما يُقرُّ المؤمنون بأعمالهم، ويُناقَش الكافرون ويقرعون ويُبكَّتون على ظُلمهم وإجرامهم فيتحقَّق الحساب، وبعد ذلك تُنشَر الدواوين وتبسط، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ﴾، فآخِذٌ كتابَه بيمينه، وآخِذٌ كتابَه بشِماله من وَراء ظهره؛ ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴾، ويقول فرحًا مسرورًا: ﴿ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ﴾  [الحاقة: 19] ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا ﴾ [الانشقاق: 10 - 12]، ويقول خاسئًا حسيرًا: ﴿ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ﴾، وقال تعالى: ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 13، 14]، فكلٌّ قد تحدَّد مصيرُه.   عباد الله، بعد الحساب والموقف العصيب، يأتي مشهد رهيب وموطن عجيب فتنصب الموازين لوزن هذه الأعمال والصحف التي أُخذت ونشرت، فمن راجحٍ عمله في الميزان، ومن مرجوح في الميزان - نسأل الله الإعانة والنجاة -، يقول القرطبي رحمه الله: إذا انقضى الحساب كان بعده وزن الأعمال؛ لأن الوزن للجزاء فينبغي أن يكون بعد المحاسبة، فإن المحاسبة لتقدير الأعمال، والوزن لإظهار مقاديرها؛ ليكون الجزاء بحسبها. اهـ. قال تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].   والموازين يضعها الله لتوزن فيها أعمال العباد، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 102، 103]، وقال تعالى: ﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ﴾ [الأعراف: 8، 9].   عباد الله، إن من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بالميزان، وأنه ميزان حقيقي له كَـِفَّتان - بكسر الكاف وفتحها واللغتان صحيحتان - وأن أعمال العباد توزن به يوم القيامة، ولا يعلَمُ كيفيَّته إلا الله تعالى، خلافاً للمعتزلة القائلين بأنه العدل فهو مجازي لا حقيقي، وفي شرح العقيدة الطحاوية المشهورة: " والذي دلت عليه السنة أن الميزان الذي توزن به الأعمال يوم القيامة له كفتان حسيتان مشاهدتان" والله أعلم بما وراء ذلك من الكيفيات. وقد دلت النصوص من الكتاب والسنة والإجماع على ذلك، قال الألباني رحمه الله: "والأحاديث في ذلك متضافرة، إن لم تكن متواترة".   وقد ذُكر في القرآن مجموعاً وفي السنة مجموعاً ومفرداً، فقيل: إنه ميزان واحد، وجمع باعتبار الموزون، وقيل: متعدد بحسب الأمم، أو الأفراد، أو الأعمال؛ لأنه لم يرد في القرآن إلا مجموعًا، وأما إفراده في الحديث فباعتبار الجنس. وكلا الأمرين محتمل، والراجح من أقول أهل العلم أن الميزان يوم القيامة ميزان واحد. أما الجمع في الآية (ونضع الموازين) باعتبار تعدد الأوزان أو الموزون، لأن الميزان يوزن فيه أشياء كثيرة. والله أعلم.   وقد اختلف أهل العلم في الموزون الذي يوضع في الميزان، فمنهم من قال هي الأعمال، حيث إن الأعمال يوم القيامة تجسم ويكون لها عَرَض. ومنهم من قال: إن الذي يُوزن هو العامل نفسه، فقد دلت النصوص على أن العباد يوزنون يوم القيامة، فيثقلون أو يخفون بمقدار إيمانهم، لا بضخامة أجسامهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة، لا يزن عند الله جناح بعوضة" وقال: اقرؤوا إن شئتم: ﴿ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً ﴾. رواه البخاري ومسلم. ومن قائل إن الموزون هو صحائف الأعمال. والذي رجحه أهل العلم أن العامل وعمله وصحيفة عمله كل ذلك يوزن؛ لأن الأحاديث التي هي بيان القرآن قد وردت بكلٍّ من ذلك، ولا منافاة بينها؛ فالموزون هو الأعمال والصحائف والعامل نفسُه، كلهم يُوضعون على الميزان ويوزنون، لدلالة الأدلة عليها جميعًا؛ فمَن ثقُلتْ موازينُ حَسناته على سيِّئاته دخَل الجنَّة، ومَن تَساوَتْ حَسناتُه مع سيِّئاته كان من أهل الأعراف بين الجنَّة والنار، يُؤجَّل أمرُه حتى يدخل أهل الجنةِ الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ، ثم تُدرِكُه الشفاعة فترجح حسَناته على سيِّئاته فيدخُل الجنَّة، ومَن رجحت سيِّئاته على حسَناته استحقَّ النار، إلا أنْ يشفع فيه الشفعاء، أو يعفو الله عنه، ومَن خفَّتْ موازينه لكُفره وشِركه وتَعاطِيه لما يحبط عمله فهم الأخسرون أعمالًا، المستوجِبُون للنارِ عَذابًا ونَكالًا.   قال تعالى: ﴿ فَإذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾ [المؤمنون: 101 - 104] .   وقد يقول قائل ما فائدة الميزان، والله عز وجل يعلم أعمال العباد من خير أو شر؟ قال ابن أبي العز الحنفي: ولو لم يكن من الحكمة في وزن الأعمال إلا ظهور عدله سبحانه وتعالى لجميع عباده، فإنه لا أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، فكيف ووراء ذلك من الحكم ما لا اطلاع لنا عليه؟ (شرح العقيدة الطحاوية، ص 475).   عباد الله، إن العاقل الفطن هو الذي يأتي يوم القيامة وقد استكثر من الحسنات وأثقل موازينه بالأعمال الصالحة، وقلل ما استطاع من السيئات والأعمال الفاسدة، ولعلنا نذكر أنفسنا وإخواننا المسلمين بالأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة: ألا فاعلموا أن أعظم الأعمال الصالحة التي تثقّل الميزان وترجحه يوم القيامة هو توحيد الله تعالى، وإفراده بالعبادة، وشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89] فتوحيد الله مما يرجح الموازين يوم القيامة.   وذكرُ الله تعالى مما يثقل كِفة الحسنات، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: " كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ". وقال صلى الله عليه وسلم: " الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لله تَمْلأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ الله وَالْحَمْدُ لله تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ- مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ". رواه مسلم.   والإنفاق في سبيل الله، وإمداد المجاهدين بالعدة والعتاد، مما يثقل الميزان؛ فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من احتبس فرسًا في سبيل الله، إيمانًا بالله، وتصديقًا بوعده، كان شبعه وريه، وروثه، وبوله، حسنات في ميزانه يوم القيامة".   وأثقل الأعمال في الميزان حسنُ الخلق وطيب المعشر مع الأهل والصاحب والولد والناس أجمعين، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ" رواه أحمد وأبو داود.   نسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق إنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا هو، فطوبى لمن ثَقُل ميزانه.   والمسلم حري به ألا يحتقر أي عمل صالح ولو قل، وألا يستهين بمعصية واحدة ولو صغرت، فحسنة تثقل ميزان العبد وتدخله الجنة وسيئة تخف ميزانه، قال صلى الله عليه وسلم قال: (لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقَ أخاك بوجه طلق). رواه مسلم، وكم من عمل صغير عظمته النية وكم من عمل عظيم حقرته النية ففي الصحيحين:" أن امرأة بغياً رأت كلباً في يوم حار يطوف ببئر، قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له بموقها فغُفِر لها ". فإذا كانت الرحمة بالكلاب تغفر الخطايا للبغايا فكيف تصنع الرحمة بمن وحد رب البرايا!   فاستكثروا عباد الله من الأعمال الصالحة، وحققوا التوحيد والتقوى؛ لأننا خطاؤون مذنبون، فلعل هذه الأعمال الصالحة أن تستغرق أعمالنا الطالحة وترجح موازيننا.   بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم..   الخطبة الثانية الحمد لله وكفى، وسمع الله لمن دعا، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى... عباد الله، إن من آثار الإيمان بالميزان يوم القيامة ظهور آثار أسماء الله وصفاته، فالله سبحانه وتعالى العليم الخبير الحسيب المحصي، لا يخفى عليه شيء، وكذلك بيان قدرته تبارك وتعالى على حساب خلقه على مثاقيل الذر، والله قادر على أن يزن أعمال العباد كلهم، وينتهي كل شيء في لحظة: ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [لقمان: 28]، فيُحاسب الناس كلهم كما يحاسب الواحد، فالله سبحانه على كل شيء قدير، لا يتعاظمه شيء، ولا نقيس أمر الآخرة على أمر الدنيا.   ومن آثار الإيمان بالميزان يوم القيامة أن يجتهد العبد في الطاعات والمسارعة إلى الخيرات، فإن من زادت حسناته على سيئاته أفلح ونجح، قال تعالى ﴿ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ﴾ [القارعة: 6 - 11].   ومن فوائد الإيمان بالميزان المحافظة على الحسنات مما يبطلها أو ينقصها؛ كالشرك بالله والعجب والرياء وترك الفرائض وانتهاك المحرمات والوقوع في ظلم العباد فهو ظلمات يوم القيامة.   ومن فوائد الإيمان بالميزان والحساب والجزاء يوم القيامة بيان عدله سبحانه وتعالى، وأنه يضع الموازين القسط العادلة التي يبيِّن فيها مثاقيل الذر التي توزن بها الحسنات والسيئات، كما في الآيات ﴿ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ﴾ التي هي أصغر الأشياء وأحقرها، كما قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: 7، 8].   فاتقوا الله عباد الله وثَقِّلوا بالصالحات كفة الحسنات، عسى إن نحن فعلنا ذلك أن ترجح حسناتنا على سيئاتنا. اللهم يسر حسابنا ويمن كتابنا وثقِّل ميزاننا بالأعمال الصالحة والحسنات الراجحة وثبت على الصراط أقدامنا. آمين يا رب العالمين.   شبكة الالوكة
    • كلما ازدادت الإمكانيات ازداد الطمع .. 
      و كلما ازدادت السرعة ازدادت العجلة .. 
      و كلما ازداد الترف ازدادت الشكوى 
      تمامًا مثل حكاية الغنى الذى يزداد طمعًا كلما ازداد ثراء  ..
      و هذا شأن المكاسب المادية .. كلما ازدادت ازداد الإفتقار إليها و إلى المزيد منها و بالتالى ازدادت التعاسة 
      لأن السعادة موطنها القلب .. و ليس الجيب و لا عبرة فيها بازدياد الامكانيات المادية  السعادة تنبع من الضمير .. و من علاقة الإنسان بنفسه و علاقته بالله و هى فى أصلها شعور دينى و ليست شعورا ماديًا  ........ " أتعجب تماما و أندهش من ناس يجمعون و يكنزون و يبنون و يرفعون البناء و ينفقون على أبهة السكن و رفاهية المقام.. و كأنما هو مقام أبدي.. و أقول لنفسي أنسوا أنهم في مرور؟.  ألم يذكر أحدهم أنه حمل نعش أبيه و غدا يحمل ابنه نعشه إلى حفرة يستوي فيها الكل؟.. و هل يحتاج المسافر لأكثر من سرير سفري و هل يحتاج الجوال لأكثر من خيمة متنقلة؟.
      و لم هذه الأبهة الفارغة و لمن؟.
      و لم الترف و نحن عنه راحلون؟. هل نحن أغبياء إلى هذه الدرجة؟. أم هي غواشي الغرور و الغفلة و الطمع و عمى الشهوات و سعار الرغبات و سباق الأوهام؟.
       و كل ما نفوز به في هذه الدنيا وهمي، و كل ما نمسك به ينفلت مع الريح 
      .......... نحن نظن أننا نحب أنفسنا !! . 
      ودليلنا على ذلك أننا نسقي أنفسنا الخمر كل يوم ونوفر لها المتعة .. وحقيقة ما نفعل يدل على الكراهية لا على الحب !! .. فنحن نقتل أنفسنا بالخمر ، والتدخين ، والمخدرات ، والإفراط ، ولا نطيق دقائق قليلة من الوحدة مع نفوسنا فنستعين عليها بالمغيبات ، هاربين من هذا اللقاء !! ..
      نحن أعداء نفوسنا .. 
      وهذه هي الحقيقة المؤلمة .. 
      وما أصعب أن نكون أصدقاء لنفوسنا !! .. 
      الأنبياء وحدهم هم الذين استطاعوا أن يكونوا على وفاق ومحبة مع نفوسهم ، فاستطاعوا أن يعطونا ويعطوا الدنيا الكثير ..
      واللقاء مع النفس شاق !! .. 
      وتمام الوفاق مع النفس أشق وأصعب !! ..
      وذلك الأنسجام الداخلى ذروة قل من يبلغها .. 
      ولكن الأمر يستحق المحاولة . ............ الغرب ليس لديهم أبطال حقيقيون في تاريخهم ، لذلك تجِدُهُم يعلّمون أبناءهم الشخصيات الوهمية ! ويُنتجون لهم  الأفلام  عن باتمان أو سبايدرمان أو سوپر مان ، ويظهرونهم يدافعون عن الأرض وعن بلادهم أمريكا ! يعلّمون أبناءهم هذه الشخصيات الوهمية ، ويتركون تاريخنا العظيم الذي تجد فيه  أعظم قائد عسكري في التاريخ خالد بن الوليد حطّـم إمبراطوريتي الروم وفارس في 5 سنوات فقط ، وفي معركة مُؤتة فقط تكسّر في يدهِ 8 أسياف .. !!
      ............ الإنسان الحقيقي 
      لايفكر في الدنيا التي يرتمي عليها معظم الناس .. 
      هو لا يمكن أن يصبح سيدًا بأن يكون مملوكًا ..
      ولا يبلغ سيادة  عن طريق عبودية ..
      ولا ينحني كما ينحني الدهماء ؛ ويسيل لعابه أمام لقمة أو ساق عريان أو منصب شاغر !!
      فهذه سكة النازل لا سكة الطالع..  فالعزة الحقيقية  هي عزة النفس عن التدني والطلب.. 
      ممكن ان تكون رجلاً بسيطًا لا بك ولا باشا ولا صاحب شأن؛ ولكن مع ذلك سيدًا حقيقياً فيك عزة الملوك وجلالة  السلاطين " لأنك استطعت أن تسود مملكة نفسك" .. 
      ............ الغنى الحقيقي أن تستغني .. والملكية الحقيقية ألا يملكك أحد
      وألا تستولي عليك رغبة .. وألا تسوقك نزوة .
      والسلطنة الحقيقية أن تكسب قيراط محبة في دولة القلوب كل يوم ..
      تذكر .. أن الذين يملكون الأرض تملكهم .. والذين يملكون الملايين .. تسخرهم الملايين .. ثم تجعل منهم عبيدًا لتكثيرها .. ثم تقتلهم بالضغط والذبحة والقلق .. ثم لا يأخذون معهم مليمًا .
      صــدقـني هــؤلاء هـم الفـقــراء حـقـــاً . ......... من علّم الكتكوت أن يدق بمنقاره على أضعف مكان في البيضة ليخرج؟ من علّم الحشرات فنون التنكر فراحت تتلون بألوان بيئاتها لتختفي عن الأنظار؟ من علّم النحل قوانين العمارة لتبني هذه البيوت السداسية الدقيقة الجميلة من الشمع بدون آلات حاسبة وبدون مسطرة؟ من يهدي الطيور في رحلة الهجرة السنوية من نصف الكرة الأرضية إلى نصفها الآخر بدون بوصلة وبدون رادارعائدة إلى أوكارها؟ ومثلها الأسماك التي تهاجر عبر المحيطات و البحار لتضع بيضها!
      ............ النقود تثيرك طالما هي في جيب غيرك فإذا دخلت جيبك فقدت جاذبيتها. الشهادة حلمك وغايتك وأملك حتى تحصل عليها فتنسى أمرها تماماً. الوظيفة هدف براق حتى تنالها فتتحول إلى عبء ثقيل , لماذا كل هذا الملل: لأننا فى عصر إفلاس القيم ........ الدنيا ليست كل شيء، ولا يمكن أن تكون كل شيء وفيها كل هذه الآلام والمظالم . وإنما لابد أن يكون وراءها عالم آخر سماوي ترد فيه الحقوق إلى أصحابها، ويجد كل ظالم عقابه . وبالألم ومغالبته والصبر عليه ومجاهدته تنمو الشخصية وتزداد الإرادة صلابة وإصرار ، ويصبح الإنسان شيئا آخر غير الحيوان والنبات .
      ........ ليس من باب التواضع أن نقول .. الله أعلم .
      وانما هى الحقيقة الوحيدة الأكيدة فى الدنيا .. إننا نجهل كل الجهل حتى ما يجرى تحت أسماعنا وأبصارنا .
      وبرغم جهلنا يتعصب كل فريق لرأى .. وقد تصور كل واحد أنه أمتلك الحق ، فراح ينصب المشانق والمحارق للآخرين .
      ولو أدركنا جهلنا وقدرنا لأنفتح باب الرحمة والحب فى قلوبنا ، ولأصبحت الحياة على الأرض جديرة بأن نحياها .
      فمتى نعرف 
      أننّا لا نعرف ؟!!
      ............ رغم كل ظواهر اليأس فأنا متفائل شديد الثقة بالمستقبل. فالسنن الكونية و القوانين الإلهية تعمل عملها في الكيان العربي. و ما نعيش فيه من كا..رثة أراها على العكس مظهراً من مظاهر القانون الأزلي لتصحيح الأشياء ، فبهذا التحدي المستمر و بهذا الخنجر المسموم المغروس في أحشائنا سوف نحتشد في جسم موحد طال بنا الزمن أو قصر ، لنواجه محنة أن نكون أو لا نكون و ما نعيش فيه الآن هي أيام الحمى التي تسبق الشفاء.
    • علمونا في ٥٠ يوم .. 
      إن عيب أقول أنا مكتئب من شوية ضغوط ! علمونا في ٥٠ يوم .. 
      إنى أرضى ببيتى و احمد ربنا عليه و ما شتكيش من نقص فيه ! علمونا في ٥٠ يوم.. 
      إن صريخ الولاد و بهدلة أوضهم و تعب مذاكرتهم نعمة ما نضايقش منها ! علمونا في٥٠ يوم ..
      إن لو الرزق قل أو اتأخر شوية، أفضل أحمد ربنا إنه لسه موجود علمونا في ٥٠ يوم اللى ما اتعلمناهوش عمرنا كله..! يارب أرزقهم خير الدنيا و الآخره أضعاااااافا مضاعفة ⁦   منقوله
  • أكثر العضوات تفاعلاً

    لاتوجد مشارِكات لهذا الاسبوع

  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      181725
    • إجمالي المشاركات
      2534839
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93040
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    Raghda mohamed 0
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×