اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57721
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180578
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8279
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53032
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97009
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31796
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33887
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32201
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37542 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الانفال:٩] أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عباس قال: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ، وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: ((اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِك هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَد فِي الْأَرْضِ))، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ، مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ﴾ [الأنفال: 9].             هذا النبي الكريم مؤيَّد من عند الله ومنصور، ومع ذلك يُناشِد ربَّه ويتضرر ويستكين، فما يكون حالنا نحن المساكين المجاهيل الضعفاء عن الدعاء وطلب العون من رب الأرض والسماء؟!               إن مُناداة الله والتضرُّع إليه والاستكانة بين يديه سُنَّة المرسلين وعمل الصالحين ﴿ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ ﴾ [هود: 45] ﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴾ [الأنبياء: 89] ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ ﴾ [الأنبياء: 87]، لا بُدَّ من الدُّعاء والخضوع والاستكانة والتضرُّع والإلحاح.       قال الإمام ابن كثير رحمه الله: (كَانَ أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ شَيْءٌ كَثِيرٌ وَأَوْلَادٌ كَثِيرَةٌ وَمَنَازِلُ مَرْضِيَّةٌ، فَابْتُلِيَ في ذلك كله، وذهب عن آخره، وَقَدْ مَكَثَ فِي الْبَلَاءِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، فمَرَّ به رجلان، فقال أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: تَعَلم وَاللَّهِ لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذَنْبًا مَا أَذَنَبَهُ أَحَدٌ مِن الْعَالَمِينَ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: مُنْذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ اللَّهُ فَيَكْشِف مَا بِهِ، فَقَالَ أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا أَدْرِي مَا تَقُولُ غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ عَلَى الرَّجُلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ فَيَذْكُرَانِ اللَّهَ، فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَأُكَفِّرُ عَنْهُمَا كَرَاهِيَةَ أَنْ يذكرا الله إلا في حق، فرفع أيوب يديه إلى ربِّه فقال: ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83]، فقال الله: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 84].               قال أَبو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لما عَافَى اللَّهُ أَيُّوبَ أَمْطَرَ عليه جرادًا من ذَهَبٍ، فجعل يأخذ منه بِيَدِهِ وَيَجْعَلُهُ فِي ثَوْبِهِ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: يَا أَيُّوبُ، أَمَا تَشْبَعُ؟ قَالَ: يَا رَبِّ ومَن يَشْبع من رحمتك)).               ﴿ وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 84]؛ أَيْ: وَجَعَلْنَاهُ فِي ذَلِكَ قُدْوَةً لِئَلَّا يَظُنَّ أَهْلُ الْبَلَاءِ أَنَّمَا فَعَلْنَا بِهِمْ ذَلِكَ لِهَوَانِهِمْ عَلَيْنَا، وَلِيَتَأَسَّوْا بِهِ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَقْدُورَاتِ اللَّهِ، وَابْتِلَائِهِ لِعِبَادِهِ بِمَا يَشَاءُ، وَلَهُ الْحِكْمَةُ الْبَالِغَةُ فِي ذَلِكَ.               يا أيها الناس، من ظُلم في نفسه، وأُوذي في عرضه، وشُوِّهت سمعته، فليدعُ ربَّه، في صحيح البخاري لما قام أسامة بن قتادة من أهل الكوفة يُسيء إلى سعد بن أبي وقاص، ويرفع الشكاية ضده إلى عمر بأنه يجور ولا يُحسِن أن يُصلِّي.. فرفع سعدُ يديه إلى الملك العدل من يعلم السرَّ وأخفى، فقال: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا، فَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ بِالفِتَنِ، فاستجاب الله له ونصره، فدارت عليه الأيام، فطال عمره حتى سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنَ الكِبَرِ، وافتتن حتى إِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي الطُّرُقِ.               من ظُلِم في ماله وأُخِذ حقُّه فليرفع شكايته إلى ربِّه، عن هشام بن عروة أن أروى خاصمت سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ فِي بَعْضِ دَارِهِ، فَقَالَ سعيد بن زيد: دَعُوهَا وَإِيَّاهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))، اللهُمَّ، إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَأَعْمِ بَصَرَهَا، وَاجْعَلْ قَبْرَهَا فِي دَارِهَا، قَالَ هشام: "فَرَأَيْتُهَا عَمْيَاءَ تَلْتَمِسُ الْجُدُرَ تَقُولُ: أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، فَبَيْنَمَا هِيَ تَمْشِي فِي الدَّارِ مَرَّتْ عَلَى بِئْرٍ فِي الدَّارِ، فَوَقَعَتْ فِيهَا، فَكَانَتْ قَبْرَهَا"؛ متفق عليه.               من أجدبت أرضُه وعطِش بستانُه فليستسقي ربَّه.. قال ثابت البناني عليه رحمة الله: جَاءَ قَيِّمُ أَرْضِ أَنَسٍ فَقَالَ: عَطِشَتْ أَرَضُوكَ يا صاحبَ رسولِ الله، فَتَرَدَّى أَنَسٌ بردته، فخَرَجَ إِلَى الْبَرِيَّةِ، ثُمَّ صَلَّى وَدَعَا، فَثَارَتْ سَحَابَةٌ وَغَشَتْ أَرْضَهُ وَمَطَرَتْ حَتَّى مَلأَتْ صِهْرِيْجَهُ، وَذَلِكَ فِي الصَّيْفِ، فَأَرْسَلَ بَعْضَ أَهْلِهِ فَقَالَ: انْظُرْ أَيْنَ بَلَغَتْ، فَإِذَا هِيَ لَمْ تَعْدُ أَرْضَهُ إِلا يَسِيرًا.               لا تستهينوا في الدعاء، وأكثروا من الإلحاح في الشدة والرخاء، فإن شأنه عظيم ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]. د. عبدالعزيز حمود التويجري  


      {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الانفال:٩]
        {فاستجاب لكم} من أعظم مايقوي حسن الظن بالله ، إجابة الدعاء ، كم مرة استجاب الله لك ؟

      لو استغنى جيش عن الدعاء لكان الجيش الذي فيه خاتم الأنبياء المؤيد بالوحي ، ومع ذلك كانوا يستغيثون ربهم فاستجاب لهم ..الدعاء الصادق من قلب مؤمن سلاح نافذ بإذن الله ، ما أسرع الإجابة بعد الاستغاثة!!. استغث بربك .

      الدعوات التي هزت أبواب السماء لن ترد خائبة لأنها كانت صادقه وقد تركت الخلق وتوجهت للخالق ..
      استشعر حاجتك لإجابة دعوتك كحاجة الغريق للإغاثة والنجاة عندها يُستجاب لك وتتحقق أمنيتك .. ياحي ياقيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .
    • الجزء التاسع والعشرون   1-"ولا يحض على طعام المسكين"
      لا يكفي أن تطعم المسكين ...حض الآخرين معك .
      2-﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾
      أصوب وأخلَص؛ لا أكثر عددًا، أو شُهرة !
      3-﴿أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ۚ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ﴾
      • عجبًا لمَن هو عاجزٌ عن رزق نفسه قبل غيره، وتراه سادرًا في ضلاله وغَيِّه، ألا يخضعُ للرازق المتفضِّل، ويُفرده بالتعظيم والطاعة؟
      [هدايات القرآن الكريم:563]
      4-{ولاأقسم بالنفس اللوامة}
      لا يقسم ربنا إلا بعظيم
      فهذه النفس التي ضعفت وعصت مدحها ﷲ عند توبتها ولومها لصاحبها
      فلا تيأس
      5-(كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ، وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ)
      قال السعدي
      لأن الدنيا نعيمها ولذاتها عاجلة، والإنسان مولع بحب العاجل، والآخرة متأخر ما فيها من النعيم المقيم، فلذلك غفلتم عنها وتركتموها كأنكم لم تخلقوا لها
      6-﴿ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴾
      هنا حُسمت النتيجة و رُسمت لك نهاية الطريق،فثقِّل ميزانك بالصالحات ما دمت مستطيعًا.
      اللَّهُمَّ ثقّل موازيننا بالحسنات والأعمال الصالحات والعيشة الراضية في جنات النعيم
      7-(رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)
      دعاء يجمع بين الاستغفار وبر الوالدين ، ولك بكل مؤمن ومؤمنة أجر مادعيت ..
      8-{بما أسلفتم في الأيام الخالية}
      أيام خلت ومضت وانتهت ذهب التعب والحزن وأصبح من الماضي وبعدها حياة الأفراح الكاملة
      9-{فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون }
      كم أضاعت نيتك السيئة التي أعددتها للغد ؛ من خيرات وعطايا كانت لك .
      10-﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا﴾
      الصبر الجميل : هو الصبر الذى لا شكوى فيه إلَّا لله.
      قيل لأحد الصّالحين :ما هو الصّبر الجميل؟
      قال : أن تُبتلى وقلبك يقول الحمد لله.
      11-(وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ)
      كلما ازددت لله تقىً ،كان قلبك أشد به تعلقًا علمـًا وحبـًا وذكـرًا ، وللأحداث أكثـر عظـةً وعبـرةً .
      12-(وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ )
      احذر أن يغروك أهل الباطل أويستميلوك ..حتى وإن كانوا اليك من المقربين
      لا تنـازل عن الثوابت في الدين .
      13-(نَزَّاعَةً لِلشَّوَى)
      قال ثابت البناني والحسن : نزاعة للشوى أي لمكارم وجهه...، وقال الضحاك : تبري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك منه شيئا
      14-(الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ)
      سميت حاقة لأنها حقت فلا كاذبة لها وقيل لأن فيها حواق الأمور وحقائقها ولأن فيها يحق الجزاء على الأعمال
      15-{ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلا - إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا}
      فمن سبح الله ليلاً طويلاً ، لم يكن ذلك اليوم ثقيلاً عليه ، بل كان أخف شيء عليه .
      ابن القيم ـ رحمه الله
      16-{قالوا لم نكُ من المصلين ولم نكُ نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين}
      تفَقّد حالك مع هؤلاء الثلاث ،
      فإنها قد أوردت أناسًا النار
      17-فلنحذر الظلم ، خوفـًا وشفقـةً أن يطـوف علينا طائـف من الجبـار ونحـن فـي سبـاتٍ نـائـمـون !!
      (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ )
      18-"هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ" القلم
      كلما سمعت نميمة من أحدهم فأعطه أذنا صماء واحفظ قلبك سليما صحيحا من الغل والكراهية ..
      قال ﷺ : (لا يُبَلِّغُنِي أحدٌ من أصحابي عن أحدٍ شيئًا، فإنِّي أحبُّ أن أخرج إليكم وأنا سَلِيم الصَّدر )
      19-(فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ)
      ذنوبك يوم الدين ستكون عليك وبالًا وحسرةً وندامةً .
      اخلُ بنفسك الآن مع خالقك ، توسل اليه ، واعزم توبةً صادقةً نصوحًا .
      جمعينا خطاؤون وخيرُ الخطائين التوابون . 20-تخطيط أشهر ممكن يتلاشى بلحظة أمام أمر الله -عز و جل- ليذكرنا بقوله تعالى :﴿وَما تَشاءونَ إِلّا أَن يَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَليمًا حَكيمًا﴾ [الإنسان: ٣٠]
      21-﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا﴾
      ما أعظمها من آيةٍ ..معروفك ؛ عطاؤك ؛ إيثارك ؛حتى طِيبتك في تعاملك مع الآخرين..إن لم تجدها في الدنيا فسوف تجدها عند الله خيرًا وأعظم أجرًا.
      22-( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
      اطمئن فربك هو المالك القادر فكيف تخاف من بشر مهما كان سلطانه ؟!
      23-( وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ )
      الوظيفة الحقيقة للحواس هي تقريب صاحبها من الله تعالى ، و إلا فهي معطلة
      24-"وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ" القلم
      إذا رأيت من يكثر الحلف فأبتعد عن مصاحبته ولا تأخذ بكلامه فهو كذاب ..مهين ..، ناقص الهمة، يعوض النقص عنده بكثرة الحلف
      25--(وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ )
      اعلم أن من أساء الأدب مع الحلف كان مع غيره أسوء فاحذره .
      -قال رسول الله ﷺ: “إن سورة من كتاب الله، ما هي إلا ثلاثون آية! شفَعَت لرجل حتى غُفِر له: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)” ..
      قال عنها رسول الله ﷺ : "هي المانعة، هي المنجِّية، تنجيه من عذاب القبر".
      26-كم ضاقت الدنيا بضجيج المجرمين؟!!
      وكثرة خوضهم بالباطل
      سيأتي يوم سكوتهم{هذا يوم لا ينطقون}
      27-"هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ" القلم
      كلما سمعت نميمة من أحدهم فأعطه أذنا صماء واحفظ قلبك سليما صحيحا من الغل والكراهية ..
      قال ﷺ : (لا يُبَلِّغُنِي أحدٌ من أصحابي عن أحدٍ شيئًا، فإنِّي أحبُّ أن أخرج إليكم وأنا سَلِيم الصَّدر )
      28-﴿هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾
      أي: ذهب واضمحل, فلم تنفع الجنود الكثيرة، ولا العدد الخطيرة، ولا الجاه العريض، بل ذهب ذلك كله أدراج الرياح، وفاتت بسببه المتاجر والأرباح، وحضر بدله الهموم والغموم والأتراح./تفسير السعدي
      29-﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾ [الحاقة:18]
      • ما أقساها من فضيحةٍ تُعرَض على رؤوس الأشهاد، وما أخزاها على أعيُن الجموع الغَفيرَه، فلا تخدَعك ستورُ الأرض؛ فإنَّ عين الله بكلِّ شيء بصيرَه.
      [هدايات القرآن الكريم:567]   30-سورة المزمل من أوائل مانزل وقد أمر فيها النبي للدلالة على أهمية قيام الليل في الثبات ومواجهة خصوم الدعوة. 31-من أراد سلوك الجادة النبوية فليطرح الكسل والقعود والنوم والبطالة {قُمْ فَأَنذِرْ (2)} (سورة المدثر) { قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)} (سورة المزمل). 32-{ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } [سورة الملك:2] العبرة بإحسان العمل وإن قل، ومَنْ جَمَع بين إحسان العمل وكثرته فخير على خير. 33-{فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19)} (سورة القلم) النية السيئة سبب لهلاك صاحبها ! وهكذا فالمكرالسيئ لايحيق إلا بأهله. {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28)} (سورة القلم) التسبيح وسيلة للنجاة من غضب الله وسبب لدفع البلاء. 34-{وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)} (سورة الجن) أدب الجن مع ربهم نسبوا الشر للمجهول والرشد من الله. 35-{ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ } [سورة الحاقة:19] من أجل هذه اللحظة تهون الدنيا كلها في مقابل هذه السعادة الكبرى. 36-{يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)} (سورة نوح) كل هذا في الاستغفار ونغفل عنه! 37-{ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ} [سورة الحاقة:25]... أقسى الحسرات ألمًا تلك التي لايمكن إصلاحها ولاتعويضها .. .ولاينفع فيها إدراك الخطأ. 38-{يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)} (سورة الإنسان) من مظاهر رحمته: لم يذكر سببًا لرحمته أما العذاب فخص به الظالمين. 39-{لَوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ (49)} (سورة القلم) الصالحات السابقة تعضدك في الشدة..! 40-{ مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13)} (سورة نوح) يقول ابن القيم: ومن وقاره أن تستحي منه في الخلوة، أعظم مما تستحي من أكابر الناس . 41-{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} (سورة القلم) أثنى الله على خُلقه وليس حسبه أو نسبه، أخلاقك هي التي تميزك فجملها تكن أجمل الناس . 42-{ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)} (سورة المزمل) عبادة وتربية للنفس وزاد 43-{ قُمْ فَأَنذِرْ (2)} (سورة المدثر) دعوة إلى الله هذه حياة المؤمن: الزاد عبادة والطريق دعوة. 44-{قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31)} (سورة القلم) إذا أنعم الله على العبد ففتح له باب للخير وأمره بالإنفاق فبخل عاقبه بباب للشر يُذهب أضعاف مابخل. 45-يعارضون شرع الله بأنظمة وضعية، وهو الأعلم بما يصلح حالهم، لأنه الخالق! {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)} (سورة الملك).   46-{إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19)} (سورة المعارج) ...{ إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)} (سورة المعارج) الصلاة تهذب الأخلاق وتصلح الأطباع وتسكن القلب الرضى والطمأنينة. 47-{يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11)} (سورة المعارج) أهوال يوم القيامة تذيب أواصر الحب والمودة بكل أشكالها فاحرص في دينك على ما ينفعك. {وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (27)} (سورة المعارج) 48-فرق بين سمع واستمع؛ سمع: سماع فقط، استمع:سماع مع حضور قلب ، استمع نفر من الجن القرآن فآمنوا به .. استمع؛ تسعد. 49-{إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)} (سورة الملك) طاعة الله وخشيته في الخلوات من أسباب المغفرة ودخول الجنة. 50-نهينا أن نعطي العطية أو نهدي الهدية نريد بذلك من الناس أن يكافئونا بأزيد مما أعطيناهم . { وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ (6)} (سورة المدثر). 51-" وإنك لعلى خلق عظيم " أعظم صفات الداعية إلى الله تتجلى في هذه الآية وهي السر الذي يقوم عليه نجاح الدعوة من عدمها.. 52-(إن الذين يخشون ربهم بالغيب) إذا نجحت في خلواتك فأبشر (لهم مغفرة وأجر كبير)  53-{واهجرهم هجرا جميلا} قال شيخ الاسلام رحمة الله: الهجر الجميل هو الذي لا أذى فيه.  54-السر الوحيد الذي لايعلمه غيرك هو سر علاقتك بربك فلا يغرك المادحون ولا يضرك القادحون (بَل الإنسَان على نَفسِه بَصيرة ) 55-(ولو ألقى معاذيره) تقول الأعذارلتتخلص من اللوم أوالعقاب بالدنيا أماالآخرة لاتنفعك أكاذيبك عندعلام السروأخفى  56-(والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) الأمانة تبدأ من العبادة والعمل وكل ما أنت مسؤول عنه بحياتك كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته 57-(فقال إن هذا إلا سحرٌ يؤثر) قد ندرك الحقيقة ولكن نقول خلاف ماندرك إرضاءً للآخرين ويغيب عنا الجزاء يوم الدين 58-(أقسم بما تبصرون وما لاتبصرون) إشارة لمخلوقات لانراها كالجن ومااكتشفه العلم بالمجهر كالبكتيرياوالفيروسات و.. 59-(إِنّا نَخافُ مِن رَبِّنا يَومًا عَبوسًا قَمطَريرًا) لمثل هذا اليوم ادخر اعمالك 60-(إِنَّ هذا كانَ لَكُم جَزاءً وَكانَ سَعيُكُم مَشكورًا) الجزاء من جنس العمل 61-{إنا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا} بالشكر تدوم النعم 62-{ليبلوكم ايكم احسن عملا} أحسن في كل اعمالك.. {ان الله يحب المحسنين} 63- ( والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ) يتصدقون ويصلون ومع ذلك هم مشفقون ومن لم يعمل أولى بالخوف والإشفاق ! 64-{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [سورة الملك:5] هذه زينة الله سبحانه للدنيا التي لا تساوي عنده جناح بعوضة فكيف بالجنة؟      
    • 1- وَقَفَاتٌ مُهِمَّةٌ مَعَ خِتَام الشَّهْرِ. 2- وَقَفَاتٌ مَعَ أَحكَامِ زَكَاةِ الفِطرِ. 3- آدَاب وَمُستَحَبَّات يَوْمِ العِيدِ.   الهدف من الخطبة: نصائح وإرشادات تحفيزية لاغتنام ما بقي من شهر رمضان ولو كان لحظات قليلة، مع وقفة أخيرة لبعض أَحكَامِ زَكاةِ الفِطرِ، وآداب ومستحبات يوم العيد.   مقدمة ومدخل للموضوع: أيها المسلمون عباد الله، كنا بالأمس القريب نتلقَّى التهاني ويبارك بعضنا لبعض بدخول شهر رمضان الكريم، هذا الموسم العظيم للمسلمين، وها نحن الآن على مشارف وداعه، وها نحن في الساعات واللحظات الأخيرة من شهر رمضان، فاللهم اجبر كسرنا بفراق شهرنا، واجعلنا فيه عندك من المقبولين، ولنا في ختام شهر رمضان هذه الوقفات: الوقفة الأولى: وقفة تأمل نأخذ منها العبرة والعظةَ من سرعة مرور الليالي والأيام: فإذا كنا قد بدأنا بالأمس صيام هذا الشهر، واليوم نوشك على النهاية؛ فإن في هذا لعبرة، فلكل بداية نهاية، فسبحان مُصرِّف الشهور والأعوام ومدبِّر الليالي والأيام، وسبحان الذي كتب الفناء على كل شيء وهو الحي القيوم الدائم الذي لا يزول، قال الله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 62].   فالعاقل من اعتبر مِن ذلك بسرعة انتهاء العمر ليملأ كل لحظة تمرُّ به بخيرٍ؛ طاعةً لربه ابتغاءَ رضوانه قبل أن يدركه الأجل؛ فعَنْ أبي يَعلَى شدَّادِ بنِ أوْسٍ رضي اللهُ عنه، عنِ النَّبي صلَّي اللهُ عليه وسلمَّ قال: ((الكيِّسُ مَنْ دَانَ نفْسَه، وعَمِلَ لما بعدَ الموْتِ، والعاجزُ مَنْ أتْبعَ نَفْسَه هواها، وتمنَّى علَى اللهِ))؛ [رواه التِّرْمِذيُّ]، ومعنى ((دانَ نَفْسَه))؛ أي: حاسبها.   وهذه الدنيا تمُرُّ مثل رمضان وتمضي بلذائذها وشهواتها وتعبها ونَصَبِها وينسى الناسُ ذلك؛ ولكنهم يجدون ما قدَّموا مدَّخَرًا لهم إنْ خيرًا فخيرٌ وإنْ شرًّا فشرٌّ؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].   الوقفة الثانية: وقفة شكر لله تعالى على نعمة بلوغ الشهر، ثم التوفيق لاغتنامه: فهناك من قَصُرَ أجلُه عن بلوغ الشهر، وهناك من لم يكتب لهم تمام الشهر، وهناك من أدرك رمضان ولكنه وبال عليه؛ لكثرة تفريطه وتضييعه نعوذ بالله من الخذلان؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: ((آمين آمين آمين))، فقيل له: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر، فقلت: آمين آمين آمين! فقال: ((أتاني جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، رغم أنف امرئ دخل عليه شهر رمضان ثم خرج ولم يغفر له، قل: آمين، فقلت: آمين))؛ [صححه الألباني].   الوقفة الثالثة: إنما الأعمال بالخواتيم: فإن المتبقي من شهر رمضان وإن كان قليلًا إلا أنه عظيم الشأن، فينبغي أن نبادر بالتوبة النصوح والاستغفار والذكر والدعاء والتضرع إلى الله تعالى والاجتهاد في أبواب الخير والطاعات؛ وقد جاء في الحديث: ((أن الله تعالى يغفر لعباده الصائمين في آخر ليلة من رمضان كما يُوفَّى العامل أجره إذا فرغ من عمله))؛ [رواه أحمد، وإسناده ضعيف].   فإن الباقي من شهر رمضان إنما هي لحظات وساعات قليلة من أيام معدودات؛ فيحرص المؤمن أن يجتهد في هذا القليل؛ فالعبرة بخاتمة الشهر؛ لأنها آخر عمل الإنسان، وهو ما ثبت عليه واستقر عليه، ولأنها نسخ للتقصير في البداية، ولأنها هي ما يُذكر عن الإنسان بعد موته، ولأنها هي ما يلاقي بها العبد ربه سبحانه وتعالى؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تُعْجَبوا بعملِ أحدٍ حتى تنظرُوا بما يُخْتَمُ لهُ، فإن العاملَ يعملُ زمانًا من دهرِهِ، أو بُرهةً من دهرهِ بعملٍ صالحٍ لو ماتَ عليه دخلَ الجنةَ، ثم يتَحوَّل فيعملُ عملًا سيئًا، وإن العبدَ ليعملُ زمانًا من دهرهِ بعمل سيِّئ لو ماتَ عليه دخلَ النارَ، ثم يتحوَّلُ فيعملُ عملًا صالحًا، وإذا أرادَ اللهُ بعبدٍ خيرًا استعملهُ قبلَ موتهِ فوفَّقَهُ لعملٍ صالحٍ، ثم يقبضهُ عليهِ))؛ [رواه أحمد، وصحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة، وقال: حديث إسناده صحيح على شرط الشيخين]، فكم من مجتهد في بداية عمره ثم انتكس، فالعبرة بالخواتيم.   وقال ابن الجوزي رحمه الله: "إن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق؛ فلا تكن الخيل أفطن منك، فإنما الأعمال بالخواتيم؛ فإنك إذا لم تحسن الاستقبال، لعلك تحسن الوداع"، وقال شيخ الإسلام رحمه الله: "العبرة بكمال النهايات، لا بنقص البدايات"، وقال الحسن البصري رحمه الله: "أَحْسِن فيما بقي، يُغفرْ لك ما مضى".   الوقفة الرابعة: ختام الشهر بكثرة الاستغفار: فإن الاستغفار ختام الأعمال الصالحة كلها؛ تُختم به الصلاة، والحج، وقيام الليل، وتُختم به المجالس، فإن كانت ذكرًا كانت كالطابع عليها، وإن كانت لغوًا كانت كفَّارة لها، فكذلك ينبغي أن يختم صيام رمضان بالاستغفار؛ كتب الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله كتابًا إلى أهل الأمصار يأمرهم فيه بختم رمضان بالاستغفار وصدقة الفطر، وقال في كتابه هذا: "قولوا كما قال أبوكم آدم عليه السلام: ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].   الوقفة الخامسة: عليك بالدعاء بقبول الأعمال: فإن المؤمن مع شدة إقباله على الطاعات، والتقرب إلى الله بأنواع القربات؛ إلا أنه مشفق على نفسه أشد الإشفاق، يخشى أن يُحرم من القبول؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عن هذِهِ الآيةِ: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ [المؤمنون: 60]، قالت عائشةُ: أَهُمُ الَّذينَ يشربونَ الخمرَ ويسرِقونَ؟ قالَ: ((لا يا بنتَ الصِّدِّيقِ، ولَكِنَّهمُ الَّذينَ يصومونَ ويصلُّونَ ويتصدَّقونَ، وَهُم يخافونَ ألَّا تُقبَلَ منهُم أُولَئِكَ الَّذينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ))؛ [رواه الترمذي، وصححه الألباني].   الوقفة السادسة: احذر من الانقطاع عن العمل: فإن الرجوع عن العمل الصالح هو مما استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((وأعوذ بك من الحور بعد الكور))، وقال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92].   والعبادات وأبواب الخير لم تقتصر على شهر رمضان فحسب؛ بل إن هذا كله إنما هو استجابة لأمر الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]، فلا منتهى للعبادة والتقرب إلى الله إلا بالموت. وقال الله تعالى: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ﴾ [هود: 112].   نسأل الله العظيم أن يختم لنا شهر رمضان برضوانه، وأن يتقبَّل منا صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا.   الخطبة الثانية وقفات مع أحكام زكاة الفطر: أيها المسلمون عباد الله، فإن من الأعمال التي شرعت في آخر هذا الشهر هو إخراج زكاة الفطر، وتسمى أيضًا صدقة الفطر؛ كما في الصحيحين عَن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، وفي رواية: "أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلَى الصَّلَاةِ".   وَفي الصحيحين عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه قال: ((كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ))، وفي رواية: ((كُنَّا نُخْرِجُ يَوْمَ الْفِطْرِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، وَكَانَ طَعَامُنَا الشَّعِيرَ وَالزَّبِيبَ واَلْأَقِطَ وَالتَّمْرَ)).   وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَات"؛ [رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَه].   ومن خلال هذه الأحاديث نقف مع حضراتكم هذه الوقفات التي تتضمن بعضًا من مسائل زكاة الفطر: المسألة الأولى: حكمها وشروطها والحكمة منها: أما حكمها: فإنها واجبة على كل مسلم؛ فهي فريضة فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، ولا تجب إلا بشرطين: 1- الإسلام، فلا تجب على الكافر.   2- وجود ما يفضل عن قوته، وقوت عياله، وحوائجه الأصلية في يوم العيد وليلته.   والحكمة من وجوب زكاة الفطر: 1- تطهير الصائم مما عسى أن يكون قد وقع فيه في صيامه، من اللغو والرفث.   2- إغناء الفقراء والمساكين عن السؤال في يوم العيد، وإدخال السرور عليهم؛ ليكون العيد يوم فرح وسرور لجميع فئات المجتمع.   3- وفيها إظهار شكر نعمة الله على العبد بإتمام صيام شهر رمضان وقيامه، وفعل ما تيسَّر من الأعمال الصالحة في هذا الشهر المبارك.   المسألة الثانية: أن صدقة الفطر متعلقة بالأبدان؛ فهي تجب عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سواءٌ كانوا أغنياء أو فقراء عندهم قوت فاضل عن قوت عيالهم ليوم العيد وليلته؛ فيُخْرِجُها الرجلُ عن نفسه وعمن تجب عليه نفقتهم من الزوجات والأولاد والأقارب صغارًا كانوا أو كبارًا، ولا يجب إخراجها عن الجنين الذي في بطن أمه؛ وإن أخرج عنه فهو خير.   المسألة الثالثة: أنها محددة ومقدَّرة شرعًا من حيث الأصناف والمقادير؛ وهو صاعٌ من غالب قوت البلد، وهو مقدار أربع حفنات؛ لقول ابن عمر رضي الله عنهما: ((فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ))، وقول أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه: ((كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ))؛ وعلى ذلك فلا يجوز إخراجها نقودًا خروجًا من الخلاف، وعملًا بالأحوط للعبادة.   فلَا يُجْزِئُ إِخْرَاجُ قِيمَةِ الطَّعَامِ نَقْدًا؛ لِأَنَّ ذَلِكَ خِلَافُ مَا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِأَنَّهُ مُخَالِفٌ لِعَمَلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ؛ قَالَ ابْنُ عُثَيْمِينَ رَحِمَهُ اللَّهُ: "وَلِأَنَّ زَكَاةَ الْفِطْرِ عِبَادَةٌ مَفْرُوضَةٌ مِنْ جِنْسٍ مُعَيَّنٍ، فَلَا يُجْزِئُ إِخْرَاجُهَا مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ الْمُعَيَّنِ، كَمَا لَا يُجْزِئُ إِخْرَاجُهَا فِي غَيْرِ الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ، وَلِأَنَّ إِخْرَاجَ الْقِيمَةِ يُخْرِجُ الْفِطْرَةَ عَنْ كَوْنِهَا شَعِيرَةً ظَاهِرَةً، إِلَى كَوْنِهَا صَدَقَةً خَفِيَّةً؛ فَإِنَّ إِخْرَاجَهَا صَاعًا مِنْ طَعَامٍ يَجْعَلُهَا ظَاهِرَةً بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، مَعْلُومَةً لِلصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، يُشَاهِدُونَ كَيْلَهَا وَتَوْزِيعَهَا، وَيَتَعَارَفُونَهَا بَيْنَهُمْ، بِخِلَافِ مَا لَوْ كَانَتْ دَرَاهِمَ يُخْرِجُهَا الْإِنْسَانُ خُفْيَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْآخِذِ".   المسألة الرابعة: أن الشرع جعل لها وقتًا محددًا لإخراجها: فأفضل أوقاتها من بعد غروب الشَّمس من آخِرِ يوم من رمضان، إلى حين خروج الإمام لصلاة العيد، والأفضل أن تؤدَّى صباحَ العيد قبلَ الصلاة؛ لقول ابن عمر رضي الله عنهما: "أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلَى الصَّلَاةِ".   ويجوز تقديمها قبل العيد بيوم أو يومين؛ لما في صحيح البخاري عن نافع قال: "كان ابن عمر يعطي عن الصغير والكبير، حتى وإن كان يعطي عن بنيّ، وكان يعطيها الذين يقبلونها، وكانوا يُعطُون قبلَ الفِطر بيوم أو يومين".   ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد، فإن أخَّرها عن الصلاة بلا عذر لم تقبل؛ لأنه خلاف ما أمر الله به فتكون صدقة من الصدقات؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن أدَّاها قبلَ الصلاة، فهي زكاةٌ مقبولة، ومن أدَّاها بعدَ الصلاة، فهي صدقة من الصدقات)).   المسألة الخامسة: مصارف زكاة الفطر: تُدفَع زكاة الفطر للفقراء والمساكين، وقيل: تدفع للمصارف الثمانية للزكاة.   ولا يجوز دفع الزكاة لمن تلزمه نفقتهم؛ كالوالد والأم والابن والزوجة، وتجوز فيمن لا تلزمه نفقتهم؛ كالأخت والأخ إن كانوا فقراء.   ويجوز دفع زكوات عديدة لشخص واحد.   كما يجوز توكيل الغير لإيصال زكاته؛ (مثل: صاحب المحل، أو غيره) لكن يُشترط أن تصل إلى يد الفقير في الوقت المحدد شرعًا، وليس كما يظن الناس أنها إن وصلت إلى من وكَّلَ بها فقد برئت ذمته.   ونختم الخطبة: عن بعض آداب ومستحبات يوم العيد: 1- الاغتسال قبل الخروج إلى الصلاة؛ فقد صحَّ في الموطأ وغيره: "أَنَّ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى"؛ قال النووي رحمه الله: "ولأنَّه يومُ عيدٍ يجتمع فيه الكافَّةُ للصَّلاةِ؛ فسُنَّ فيه الغُسلُ لحُضورِها كالجمعة".   2- الأكل قبل الخروج في الفطر وبعد الصلاة في الأضحى؛ ففي صحيح البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ، وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا"؛ قال العلماء: "إنما استحب الأكل قبل الخروج مبالغة في النهي عن الصوم في ذلك اليوم وإيذانًا بالإفطار وانتهاء الصيام".   وأما في عيد الأضحى فإن المستحب ألا يأكل حتى يرجع من الصلاة فيأكل من أضحيته إن كان له أضحية.   3- التكبير يوم العيد؛ وهو من السنن العظيمة في يوم العيد؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، وعن الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدين، قالا: "نعم كان عبدالله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإمام".   ووقت التكبير في عيد الفطر يبتدئ من ليلة العيد إلى أن يدخل الإمام لصلاة العيد.   وأما صفة التكبير؛ فقد ورد في مصنف ابن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه: "أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد".   4- ومن آداب العيد أيضًا: التهنئة؛ عن جبير بن نفير، قال: "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منا ومنك".   5- التجمل للعيدين ولُبس أحسن الثياب؛ ففي صحيح البخاري عن عبدالله بن عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ))؛ فأقر النبي صلى الله عليه وسلم عمر على التجمُّل للعيد لكنه أنكر عليه شراء هذه الجبة؛ لأنها من حرير.   6- الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من طريق آخر؛ ففي صحيح البخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ".   وقيل: إن الحكمة من ذلك ليشهد له الطريقان عند الله يوم القيامة.   وقيل: لإظهار شعائر الإسلام في الطريقين.   وقيل: لإظهار ذكر الله تعالى.   وقيل: لإغاظة المنافقين واليهود وليرهبهم بكثرة من معه.   وقيل: ليقضي حوائج الناس من الاستفتاء والتعليم والاقتداء أو الصدقة على المحاويج أو ليزور أقاربه، وليصل رحمه.   وقيل: وهو الأصح إنه لذلك كله ولغيره من الحكم التي لا يخلو فعله عنها.   نسأل الله العظيم أن يختم لنا شهر رمضان برضوانه، وأن يتقَبَّل منا صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا.   رمضان صالح العجرمي   شبكة الالوكة
    • الجزء الثامن والعشرون   
      1-﴿إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون﴾ [المجادلة:10]
      • إن انتابكَ شعورٌ بالضِّيق والحُزن فاعلم أنه من الشيطان، فاستعن بالله وتوكَّل عليه، واستعِذ به من الهمِّ والحزَن.[هدايات القرآن الكريم:543]
      2-( الغفلة )
      عقوبة الإنسان المعرض عن الله، يُنسيه الله نفسَه ويحرمه بركة العمر فيذهب عمره وتنصرم أيامه ولم يُقدّم خيراً !
      ﴿(نسوا الله) فأنساهم أنفسهم﴾
      3-(مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)
      المصيبة تَزد في إيمانك ،ويقوى يقينك ، وتشتد بها عزيمتك ، فلا يجزع لها قلبك ..
      فما أصابك لم يكن ليخطئك
      4-(إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمرِهِ قَد جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيءٍ قَدرا)
      آية تبث الإطمئنان والسكينة في قلب كل مؤمن فأمر الله نافذ ، وأمره كله خير .
      فلا جزع ولا خوف ولا قلق والأمربيد الله ، ومن الله ...
      5-{يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } !
      رغم ظروفهم الصعبة..المحن تُظهر معادن الناس
      النفوس الكريمة لاتعرف الشح حتى لوكانت يدها خالية فالعطاء من جبلتها ..
      6-﴿لا يَستَوي أَصحابُ النّارِ وَأَصحابُ الجَنَّةِ أَصحابُ الجَنَّةِ هُمُ الفائِزونَ﴾[الحشر: ٢٠]
      هذ معيار التمايز الحقيقي فلا قيمة الأنساب والأحساب والوجاهات إن لم يصاحبها إيمان وعمل
      7-تأمل كيف يكون الجزاء من جنس العمل
      للفريق الأول : (والذين اهتدوا زادهم هدى) ،
      وللفريق الثاني :فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ (5)
      8-(وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9)
      من أكبر ما يعينك على تقوى الله ، تذكر الوقوف بين يديه جل جلاله ، والجزاء على ما جنت يديك !
      9-﴿نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم﴾
      عملك اليوم هو نورك غدا
      10-إذا لم يزدك القرآن خشية لله فراجع قلبك ونيتك،قال تعالى:
      ﴿لوأنزلنا هذاالقرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا(من خشية الله)﴾
      11(قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾
      أحزانك لن تدوم فدوام الحال من المحال (أحسن الظن بربك)
      11-" ومن يُوقَ شحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون "
      تزكية النفس من الداخل وتطهيرها من اعظم اسباب الفلاح
      12-(واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون)
      الفلاح والتوفيق مقرون بكثرة الذكر
      13-(وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول ﷲ لووا رؤوسهم)
      مساكين.. لا يعرفون كم هم الذين يحلمون بهذه الفرصة؟
      14-تفقد أعمال قلبك لتنال مطلوبك-بإذن الله-:
      •(ومن يتق الله يجعل له مخرجا)
      •(ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
      •(ومن يؤمن بالله يهد قلبه)
      15-تعكير صفو حياتنا وإدخال الكآبة فينا هدف للشيطان الرجيم
      {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا}
      16-ما أكرم الله!
      رزق عبده وأعطاه،ثم طلبه قرضا؛ ليضاعفه له ثم غفر وشكر وحلم!
      {إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم}.
      17-التحية بغير السلام ليست من سمات المؤمنين
      فكيف إذا كانت بلفظ غير مشروع !
      ﴿ وإذا جاؤك حيووك بما لم يحيك به الله ﴾
      18-{ قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ..}
      كل شيء تفر منه يكون وراءك ؟
      إلا الموت .. فإنك تفر منه فتجده أمامك ..!
      يارب رحمتك بنا .
      19-(مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
      من عظم إيمانه.... هانت عليه كل المصائب   20-﴿قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير﴾ [المجادلة: ١].
      في آية واحدة (سمع، يسمع، سميع)، ولفظ الجلالة أربع مرات؛ مهما كانت حالك وشكواك اطمئن فالسميع يسمعك.
      21-{ ومن يؤمن بالله يهد قلبه }
      قال علقمة : هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله ، فيرضى ويُسلِّم
      22-﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾
      نسوا الله عند الذنوب فأنساهم أنفسهم عند التوبة.
      وقيل: نسوا الله في الرخاء،فأنساهم أنفسهم في الشدائد.
      23-﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾
      هنا الحب الحقيقي لهذا النبي ﷺ والذي يتمّثل في الاتباع (أمرا ونهيا) بدون جدال
      24-( فأقيموا ٱلصلوٰة وءاتوا ٱلزكوٰة)
      في اقامة الصلاة قيام بحق الله
      وفي إيتاء الزكاة قيام بحق العباد   25- سورة الطلاق سورة فيها مواساة عظيمة وحسن ظن بالله ورضا بما قدر ، وتفاؤل بحسن المآل وتبدل الحال...
      (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب)
      {سيجعل الله بعد عسر يسرا}
      (لايكلف الله نَفْسًا إلا ما آتاها)
      (لاتدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)
      26-لا تيأس..ولا تغتم..وتفاءل بالخير من ربك
      فمهما اشتدَّ الأمر،، وضاق الصدر،
      فـ ﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾
      27-﴿وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ﴾
      من حاسب نفسه في الدنيا خف يوم القيامة حسابه وحسن منقلبه ومآبه 28-{ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا } [سورة التحريم:11] مع أنها كانت تحت العذاب، ولم تطلب النجاة؛ إنما طلبت القرب من الله رتب أولوياتك، وسيكفل الله لك البقية. 29-ويلٌ لمن سب الصحابة، فليس له نصيب من قوله: { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} [سورة الحشر:10]. 30-{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى إِبْرَاهِيمَ} [سورة الممتحنة:4] من يقتدى بهم قد يبقى التأسي بهم قرونا طويلة، فاجتهد، فلعل الله يجعلك ممن يقتدى بهم قرونًا. 31-{ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)} (سورة الصف) من أكبر المقت عند الله؛ أن يخالف قولك فعلك.. الرسالة تقول: تفقد قلبك. 32-تكرر ذكر التقوى بشكل لافت في سورة الطلاق في ثنايا أحكام الطلاق، فماذا يعني هذا؟ فيه إشارة إلى أن كثيرين قد يخلون بهذا بسبب الشحن النفسي الحاصل في فترة الطلاق أو بعدها، فليحذر المؤمن من ذلك، فلله عليه عبودية في السراء وفي الضراء. 33-أيتها المرأة .. ألا يكفيك أن يجعل الله من أخواتك اللاتي تمسكن بدينهن مثلًا وأسوة لكل المؤمنين؟ وعلى رأسهم زوجة فرعون! فكيف تحتج بعض الأخوات بسوء البيئة من حولها، وتجعله حجة للتنازل عن دينها؟ مع أن هذا ينبغي أن يدفعها لتكون قدوة. 34-{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} [سورة الحشر:10] إنه حبل الأخوة الممتد الذي يربط أهل الحق فيعبر عنه المنتمي بهذا الدعاء. 35-رفعتك تكون بقدر إيمانك وما تحمل من علم ! { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [سورة المجادلة:11]. 36-من فقه التعامل مع الزوجة خاصة ومع الناس عامة أن ليس كل ما يعلم يقال { عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ} [سورة التحريم:3]. 37-علاقة الود بين المنافقين واليهود علاقة وهمية سرعان ما تتبدد عند الشدائد { لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ} [سورة الحشر:12]. 38-{ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا } [سورة المنافقون:7] الحصار الاقتصادي من وسائل أعداء الدين. 39-{ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ } [سورة التحريم:1] لو قيل للبعض: أنت تبحث عن رضى زوجتك لكان أمرًا شديدًا عليه و يقال له هذا! لكنه ذو الخلق العظيم.   40-لستَ مسؤولًا عن نفسك فقط ! أنت مُطالَب أيضًا بوقاية أهلك من مسّ النار .. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)} (سورة التحريم). 41-ينسى الإنسان ماعمل، والله يحصي مافعل ، فاحرص أن ترى عمل يسرك في القيامة.. { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} (سورة المجادلة). 42-{ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ} [سورة المنافقون:4] الخشب قد تفيد إذا سُقف بها المكان ولكن اذا سُندت لم يستفد منها فوصف للمنافقين بأنهم بلا فائدة. 43-عزة المؤمن مهما خبت نارها، فإن جذوتها باقية إذا هبت عليها ريح الإيمان توقدت، وعلا لهيبها، { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [سورة المنافقون:8]. 44-{ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [سورة الطلاق:7] لو استجمعت يأس العالم في قلبك ؛ لذهب به الإيمان بهذه الآية . 45-قال ابن عباس: لو أُطبقت السماء على الأرض لجعل الله للمتقين فتحات يخرجون منها انظرلقوله: { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} [سورة الطلاق:2]. 46-الوطن عزيز على النفس ومن صور العذاب الإخراج منه { هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ} [سورة الحشر:2]. اللهم احفظ ديننا ووطننا وأمننا.     47-{ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء } [سورة الجمعة:4] فلم التحاسد إذا !؟ 48-{فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ } [سورة المجادلة:11] قلوب المؤمنين لاتشتكي الوحر وتقارب القلوب يصدّقه تقارب الابدان. 49-{إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ} [سورة الحشر:16] هذا أقصى ما يملك الشيطان؛ الوسوسة.. وفي نهاية المطاف.. { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ} [سورة الأنبياء:22] .. {إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ } [سورة الحشر:16]. 50-في قوله تعالى{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [سورة الحشر:7] رد على من أنكر السنة وهذا الآية حجة في إثبات سنة الرسول. 51-افتتحت بتسبيح الله، وختمت ببراهين عظمته، ودلائل استحقاقه سبحانه للتسبيح، فلنتأملها، ونجدد تعظيم الله في قلوبنا. 52-في سورة "الطلاق" ذكر الله إهلاك القرى التي عتت عن أمر ربها، علاقة ذلك بموضوع السورة وما تضمنته من أحكام في الطلاق أن القوي لايتجبر بقوته؛ لأن الله قادر يأخذها ويهلكه. - تحذير للمطلق من ان يتجاوز حدود الله فيهلك. 53-" ومن يتق الله يجعل له مخرجًا" مهما ضاقت بك الدروب وأحاطت بك الكروب .. فتقوى الله هي المخرج . 54-"ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه" يهدِ قلبه لليقين فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. 55-ينسى الإنسان ماعمل ،والله يحصي مافعل ، فاحرص أن ترى عمل يسرك في القيامة.. (أحصاه الله ونسوه) 56-(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) تحدّد لك خطة حياتك 57-{ومن يتوكل على الله فهو حسبه) اكتف به حسباً ووكيلاً... يكفيك ما أهمك لا خير دون رحمته وعزة كفالته     58-{ومن يؤمن بالله يهد قلبه) يعلم أن البلاء والكرب من قضاء الله- فيرضى فيرزقه الرحمن سكينة القلب والصبر 59-عرض مشاكلنا لنبحث عن حلول من قريب أوبعيد لكن لانبث شكوانا إلا لعلام الغيوب . "تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله " "قدسمع الله قول التي تجادلك في زوجها.." سمع سبحانه شكوى امرأة واحدة لزوجها سيسمع شكوى الدماء النازفة بلاريب 60-( لِمَ تقولون ما لا تفعلون .. ) الفعلُ أداةٌ لتقييم ( صدق الإنسان ) مع ربه ، ومع نفسه ، ومع الناس 61-جبلٌ شاهق يتصدع لتدبره آيات الله فكيف بقلبي وقلبك تلك المضغة ألا تتأثر! "لوأنزلناهذا القرآن على جبل لرأيته خاشعًا" 62-{يَقولُونَ رَبَّنَا أغْفِر لَنَا وَلإِخوانِنَا } دعوات صادقة لاخوانك لها منزلة عند ربك سلامة صدر هي سعادة الدنيا 63-{ قد سمع الله .. } الله سبحانه يسمع كلامنا ويرى مكاننا فلنراقب ما تتفوَّه به ألـسِـنَتُـنا ! 64-(لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) عن ابن عباس: لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة. | السعدي. 65-ثمرات تقوى الله على الإنسان: - يجعل له مخرجا - يجعل له من أمره يسرا - يكفر عنه سيئاته - ويعظم له أجرا 66-(عرّف بعضه وأعرض عن بعض) منهج قرآني تعلم التغافل في علاقاتك الإنسانية ودع عنك استقصاء التفاصيل فهو أدعى لسلامة القلب 67-( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) حدد الله لك أعداءك فحذار أن تلمع صورتهم بدعوى حقوق الإنسان والتعايش! عدو الله هو عدوك 68-(لم تقولون ما لا تفعلون) لنحاسب أنفسنا كل ليلة كم من أقوالنا ما تجاوزت الحناجر لا ترجمها فعل ولا عمل!! 69-( فآمنوا بالله ورسوله والنورالذي أنزلنا) الظلمة التي تغشى قلبك وتثقل صدرك بسبب بعدك عن القرآن عُدإ ليه ليعود لقلبك النور 70-تكرارالتقوى في سورة الطلاق لأن من اتقى الله حق التقوى لن يظلم زوجته حقها ولن يؤذيها فيكون طلاقه "تسريح بإحسان" 71-(ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم..) لنجعلها نصب أعيننا في مجالسنا وفي محادثاتنا عبر الهاتف ومن خلف شاشات التواصل 72-(نسوا الله فأنساهم أنفسهم) ما فائدة كل ما تذكره إن نسيت الله؟! إنما أنت تنسى نفسك أيها المسكين!      
    • بسم الله الرحمن الرحيم
      لنبينا صلى الله عليه وسلم علينا حقوق كثيرة، منها: الإكثار من الصلاة والسلام عليه في جميع الأوقات، فهي مِن القربات العظيمة، والطاعات الجليلة التي ندبَ الشرعُ إليها، وفي السطور التالية بعض المسائل التي يحتاج إليها المسلم في هذا الموضوع.   المسألة الاولى : من فضائل الصلاة على النبي: للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فضائل وفوائد؛ منها: - امتثال أمر الله ، لقوله تعالى : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (الأحزاب : 56) تدل الآية الكريمة على علو منزلة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الله وملائكته، قال القرطبي: هذه الآية شَرَّفَ الله بها رسوله عليه السلام في حياته وبعد موته، و ذَكَرَ منزلته منه،.... وقد أمر الله تعالى عباده بالصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم دون أنبيائه تشريفا له... وقال سهل بن عبد الله: الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم أفضل العبادات، لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته، ثم أمر بها المؤمنين، وسائر العبادات ليس كذلك([1]). - حق من حقوق الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأن الله أنقذك به من الضلالة ودلك إلى الرشد عن طريقه عليه الصلاة والسلام، فلا طريق يوصل إلى رضوان الله تعالى وجنته إلا طريق محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. والإنسان لو دله شخص على طريق بلد من البلاد التي يقصدها لرأى له معروفاً عليه، فكيف بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي دلك على الطريق الموصل إلى الجنة!، فمن حقه عليك أن تصلى عليه ([2]).
          المسألة الثانية : معنى الصلاة والسلام على النبي : أحسن ما قيل في ذلك أن معنى قولك: "اللهم صل على محمد": اللهم أثن عليه في الملأ الأعلى، أي: اذكره بالصفات الحميدة وبصفات الكمال عند الملائكة حتى تزداد محبتهم له ويزداد ثوابهم بذلك ، وهذا من رفع الذكر له صلى الله عليه وسلم الذي أخبر الله به في قوله: {ورفعنا لك ذكرك} [الشرح: 4] ([3]). قال الشوكاني: إن معنى قولنا (اللهم صل على محمد): أي عَظِّمة في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دعوته، وإبقاء شرعيته، وفي الآخرة تشفيعه في أمته، وتضعيف أجره ومثوبته ([4]). والسلام على النبي: أي ادعوا الله أن يسلمه تسليما تاما ، يسلمه في حياته يسلمه من الآفات الجسدية والآفات المعنوية ، وبعد موته من الآفات المعنوية، بمعنى أن تسلم شريعته من أن يقضى عليها قاض أو ينسخها ناسخ أو يطمسها أحد أو أن يعدو عليها أحد ، وكذلك الجسد لأنه ربما يعتدي عليه بعد موته في قبره ([5]).
          المسألة الثالثة: صفة الصلاة على النبي: وأما صفة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فقد وردت فيها صفات كثيرة بأحاديث ثابتة في الصحيحين وغيرهما، منها ما هو مقيد بصفة الصلاة عليه بعد التشهد في الصلاة ، ومنها ما هو مطلق. والذي يحصل به الامتثال لمطلق الأمر في آية الأحزاب- المذكورة في أول المقال- هو أن يقول القائل: اللهم صل وسلم على رسولك، أو على محمد أو على النبي، أو اللهم صل على محمد وسلم أو نحو ذلك مما يؤدي معناه. ومن أراد أن يصلي عليه، ويسلم عليه بصفة من الصفات التي ورد التعليم بها والإرشاد إليها، فذلك أكمل،... ([6]). وأفضل الصيغ وأولاها هي ما علَّمه النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه، وهي التي يسميها الفقهاء الصلاة الإبراهيمية، فالأفضل المحافظة عليها في التشهد الاخير من الصلاة ، أما خارج الصلاة فهذه الصيغة لا تستطاع في كل مجلس، وكلما ذكر الرسول، والذي درج عليه السلف وعلماء الامة في جميع مؤلفاتهم هو قول: اللهم صل على محمد أو : صلى الله عليه وسلم،
          المسألة الرابعة : كتابة الصلاة والتسليم على النبي عند ذكره اجاز بعض العلماء عدم ذكر الصلاة عليه كتابة والاكتفاء بذلك لفظا، ومنع ذلك بعضهم ، وقد ناقش الامام الشوكاني هذه المسألة ورجح جواز ذكره دون كتابة الصلاة عليه كما رجح جواز الاشارة الى الصلاة عليه بالرمز الذي يفيد ذلك ، فقال : وليس في كتاب الله جل جلاله ما يدل على التكليف بذلك ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قولا ولا فعلا ولا تقريرا أما عدم القول فلعدم وجدانه بعد البحث ، وأما عدم الفعل فظاهر لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان أميا لا يكتب ،.... وأما تقريره صلى الله عليه وآله وسلم فلم ينقل إلينا أن أحدا من الصحابة كتب الصلاة عليه عند ذكره واطلع على ذلك وقرره بل ربما كان الأمر بالعكس فإن اسمه صلى الله عليه وآله وسلم كان يكتب في المكاتبات والمهادنات والإقطاعات ولم ينقل أن أحدا من الكتاب كتب فيها بعد اسمه الصلاة عليه وقد اطلع صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك الترك وقرره ولم ينكره فكان دليلا على عدم التعبد بذلك، ... إذا تقرر هذا تبين عدم التعبد بكتب الصلاة عليه  صلى الله عليه وآله وسلم عند ذكره لا وجوبا ولا ندبا لأنه حكم شرعي لا يثبت إلا بدليل، ولا دليل. ولو سلمنا أن الكتابة أولى لأنها توقظ القارئ الذي قد يغفل عن التلفظ بهذه السنة ، فإن هذا الغرض يحصل برسم النقش الكتابي الذي له إشعار بالصلاة على أي صفة كان، لأن النقوش الكتابية بأسرها أمور اصطلاحية، فأي صورة منها جرى عليها الاصطلاح وحصل بها التفهيم جاز الاكتفاء بها([7]).
          المسألة الخامسة: هل يشرع تكرار الصلاة عليه عند ذكره ذهب جماعة من اهل العلم الى وجوب الصلاة عليه كلما ذكر، في حين ذهب فريق من اهل العلم الى عدم الوجوب، فلا يأثم المسلم لو ترك الصلاة على النبي عند سماع او قراءة اسمه الشريف، وأجابوا على من قال بالوجوب بأجوبة ، أشار إليها الحافظ ابن حجر في قوله: - أنّه قول لا يعرف عن أحد من الصحابة والتابعين فهو قول مخترع، ولو كان ذلك على عمومه للزم المؤذن إذا أذن وكذا سامعه، ولزم القارئ إذا مر ذكره في القرآن، وللزم الداخل في الإسلام إذا تلفظ بالشهادتين ، ولكان في ذلك من المشقة والحرج ما جاءت الشريعة السمحة بخلافه، ولكان الثناء على الله كلما ذكر أحق بالوجوب ولم يقولوا به.  - أن القول بوجوب الصلاة عليه كلما ذكر مخالف للإجماع المنعقد قبل قائله، لأنه لا يحفظ عن أحد من الصحابة أنّه خاطب النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله صلي الله عليك، ولأنه لو كان كذلك لم يتفرغ السامع لعبادة أخرى. - وأجابوا عن الأحاديث بأنها خرجت مخرج المبالغة في تأكيد ذلك وطلبه وفي حق من اعتاد ترك الصلاة عليه ديدنا.  وفي الجملة لا دلالة على وجوب تكرار الصلاة عليه بتكرار ذكره صلي الله عليه وسلم في المجلس الواحد([8]). كما ان تكرار الصلاة قد يشوش على غيره، أو يمنعه من الإنصات أو يشغله عن متابعة الخطيب او المعلم، اشار الى ذلك الحافظ ابن حجر فيما نقلته عنه قبل قليل بقوله:  ولأنه لو كان كذلك لم يتفرغ السامع لعبادة أخرى ، والى مثل هذا ذهب الامام الشوكاني ، في قوله: ليس على من حضر سماع الحديث الذي تكرر فيه الصلاة عليه ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ أن يكررها عند كل لفظ يُذْكَر فيه لفظ الصلاة، فإن ذلك قد يشتغل عن تدبر معاني الحديث وفهمها كما ينبغي. ... وهكذا سامع خطبة الجمعة، فإنه لا يتابع الخطيب إذا صلى على رسول الله ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ لحديث: «من قال لصاحبه أنصت والإمام يخطب فقد لغى، ومن لغى فلا جمعة له»  والأمر بالإنصات هو طاعة، فبين الشارع أن من فعل ذلك فلا جمعة له، وكان لغوا من هذه الحيثية غير جائز([9]).
        المسألة السادسة : هل يشترط الصلاة على النبي قبل الدعاء أو بعده؟ بوب الامام النووي في كتابه النافع الاذكار: بابُ استفتاحِ الدُّعاء بالحمدِ لله تعالى والصَّلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ... ثم قال : أجمع العلماءُ على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله تعالى والثناء عليه، ثم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك تختم الدعاء بهما، والآثار في هذا الباب كثيرة معروفة([10]). قال اهل العلم: إنما شرعت الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - في الدعاء لأنه علمنا الدعاء بأركانه وآدابه، فيقتضي بعض حقه عند الدعاء اعترافًا بالنعمة([11]). و في تفسير القرطبي عن أبي سليمان الداراني ، قال: من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يسأل الله حاجته، ثم يختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله تعالى يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يرد ما بينهما([12]). ومعلوم أنه لا يجب- ولا يشترط لقبول الدعاء- البداءة بالحمد والثناء على الله، ولا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فلو دعا ولم يصل على النبي يرجى قبول دعائه، فالنبي قد دعا بعدة دعوات-كما في دعاء الاستسقاء مثلا- ولم يصلِّ فيها على نفسه، والصحابة دعوا بعدة دعوات ولم يصلوا فيها على النبي صلى الله عليه وسلم.
        ([1]) تفسير القرطبي (14/ 232) ([2]) فتاوى نور على الدرب لابن عثيمين (24/ 2) ([3]) شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (5/ 466) ([4]) الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (12/ 5867) ([5]) شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (5/ 469) ([6]) فتح القدير للشوكاني (4/ 346) ([7]) الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (8/ 4040) ([8]) فتح الباري (11/ 168) ([9]) الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (12/ 5843) ([10]) الأذكار للنووي (ص: 117) ([11]) الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (3/ 335) ([12]) تفسير القرطبي (14/ 235)   د. أحمد عبد المجيد مكي   صيد الفوائد  
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182383
    • إجمالي المشاركات
      2535798
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93259
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    خلود محمد متولي
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×