اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57472
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180555
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8255
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30256
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53011
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40679
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97009
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31794
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. إن من البيان لسحرًا

    1. قلمٌ نابضٌ

      ساحة لصاحبات الأقلام المبدعة المتذوقة للشعر العربي وأدبه

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      50492
      مشاركات
  11. مملكتكِ الجميلة

    1. 41313
      مشاركات
    2. 33884
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  12. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32200
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34854
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  13. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  14. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37409 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  15. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • المتواجدات الآن   0 عضوات, 0 مجهول, 26 زوار (القائمه الكامله)

    لاتوجد عضوات مسجلات متواجدات الآن

  • العضوات المتواجدات اليوم

    1 عضوة تواجدت خلال ال 24 ساعة الماضية
    أكثر عدد لتواجد العضوات كان 8، وتحقق
  • أحدث المشاركات

    • بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمدلله، هذه ١٦ فائدة منتقاة من كتاب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» للإمام أبي بكر عبد الله ابن أبي الدنيا -رحمه الله-.
      اعتمدتُ في العزو على الطبعة الأولى من: "مكتبة الغرباء الأثرية".

      غفر الله لمقيدها ومنتقيها ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين.

       
      ١- عن قيس بن أبي حازم قال:
      قرأ أبو بكر هذه الآية:

      ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾.
      ثم قال:
      إنَّ النَّاس يَضَعُون هذه الآية على غير موضِعِها، ألا وإنّي سَمِعتُ رسول الله ﷺ يقول:

      «إنَّ القوم إذا رأوا الظالمَ فلم يأخذُوا على يَديه، والمُنكرَ فلم يُغيِّروه، عمَّهم الله بعقابه».

      📚 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص٣٧

      ٢- عن أبي سعيد عن النبي ﷺ قال:

      «لا يَمنعَنَّ أحدَكُم مَخَافَةُ النَّاس أن يتكلم بحَقٍّ إذا عَلِمَهُ».

      قال أبو سعيد:
      فما زال بناء البلاءُ حتَّى قَصَّرنا.

      📚 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص٥٠

      ٣- عن أبي سعيد الخُدري قال:
      سَمعتُ رسول الله ﷺ يقول:

      «مَنْ رأى مُنكرًا فاستطاع أن يُغَيِّرهُ بيده فليفعل، فإن لم يستطع بيده فبلسانه، فإن لم يستطع بلسانه فبقلبه، وذاك أضعف الإيمان».

      📚 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص٥١

      ٤- عن أبي سعيد الخُدري قال:
      قال رسول الله ﷺ:

      «إنَّ الله عزَّ وجلَّ ليَسأل العبدَ يوم القيامة، حتَّى إنَّهُ ليَقُولُ: ما مَنَعَك إذا رأيتَ المُنكَرَ، أن تُنكِرَهُ؟
      فإذا لَقَّن الله عبدًا حُجَّتَهُ، قال:
      أيْ ربِ! وَثَقْتُ بِكَ، وَفَرَقتُ مِن النَّاس».

      📚 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص٥٣

      ٥- قال أبو عبد الرحمن العُمَري:

      إنَّ من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله، بأن ترى ما يُسخطه فتُجاوِزَهُ، لا تأمرُ فيه ولا تنهى، خوفًا مِمَّن لا يَملك لك ضرًّا ولا نفعًا.

      📚 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص٥٧

      ٦- قال أيضًا:

      مَن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مخافة المخلوقين نُزِعَت منه هيبة الطاعة، فلو أمر ولده أو بعض مواليه لاستَخَفَّ بِه.

      📚 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص٥٧

      ٧- قال رسول الله ﷺ:

      يجاء بالرَّجل يوم القيامة، فَيُلْقَى في النَّارِ، فتَندَلِقُ أقْتَابُهُ، فيَدُورُ كما يَدورُ الحِمارُ بِرَحَاهُ، فَيَجتمعُ أَهْلُ النَّارِ عليه، فيقولون : أَيْ فلان، ما شأنك ؟ أليس كُنتَ تأمرنا بالمعروف، وتنهى عن المنكر ؟ قال: كُنتُ آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه.

      📚 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص٦٣

      ٨- قال إبراهيم النخعي:

      كانوا إذا رأوا الرَّجل لا يُحسِنُ الصلاة علَّمُوه.

      قال سفيان الثوري:

      أخشى أن لا يَسِعَهُمْ إلا ذلك.

      📚 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص٩٧

      ٩- كان يُقال:

      أنْصَحُ النَّاس إليكَ: من خافَ الله فيكَ.

      📚 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص٩٨

      ١٠- قال عبد الرحمن بن مُصرِّف:

      كان الحسن بن حَيٍّ إذا أراد أن يَعِظَ أخًا له كَتَبَه في لَوْحٍ وناوله.

      📚 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص٩٨

      ١١- قال سليمان الخوَّاص:

      مَن وَعَظَ أخاه فيما بينَه وبينه فهي نصيحةٌ، ومَن وَعَظَه على رؤوس النَّاس فإنَّما فضحه.

      📚 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص٩٩

      ١٢- قال الجُعفي:

      مرَّ طلحة بن مُصَرِّف على حُجْر بن وائل وهو جالسٌ على باب داره فأصغى إليه ثم مضى.
      فقال حُجْر: جزاك الله خيرًا ودعا له،
      ثم قال: أتدرون ما قال؟
      قال: رأيتُك في الجمعة تَلْتَفِتُ، لا تفعل.

      📚 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص٩٩

      ١٣- قال عبد العزيز بن أبي رواد:

      كان من قبلكم إذا رأى من أخيه شيئًا يأمره في رفق، فيؤجر في أمره ونهيه.

      📚 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص١٠٠

      ١٤- قال عمر بن عبد العزيز:

      كان يُقالُ:
      إنَّ الله لا يُعذِّبُ العامة بذنبِ الخاصة، ولكن إذا عُمِلَ المنكر جهارًا، استَحَقُّوا العُقوبة كُلُّهم.

      📚 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص١٠٢

      ١٥- قال الشعبي:
      سمعتُ النعمان بن بشير يقول على المنبر:

      يا أيُّها النَّاس! خذوا على أيدي سفهائكم، فإنِّي سمعتُ رسول الله ﷺ يقول:

      «إنَّ قومًا ركبوا البحر في سفينة فاقتسموا، فأصابَ كلُّ رجلٍ مكانًا.
      فأخذ رجلٌ منهم الفأس فنقر مكانه، فقالوا: ما تصنع؟ قال: مكاني، أصنع به ما شئت.
      فإن أخذوا على يديه نجوا ونجا، وإن تركوه غرقوا وغرق.
      فخذوا على أيدي سفهائكم قبل أن تهلكوا».

      📚 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابن أبي الدنيا ص١٠٤

      ١٦- قال عبد الله بن مسعود:

      إنها ستكون هنّات وهنّات، فبحسب امرئ إذا رأى منكرًا لا يستطيع له غير أن يَعلم الله أنَّهُ له كاره.

      📚 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | لابي أبي الدنيا ص١٣٦

        أبو عمر التميمي   صيد الفوائد
    • الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

      فإن الزهد في الدنيا من فضائل الأعمال التي لا يقوى عليها إلا خاصة الأولياء الذين ملئت قلوبهم بذكر الله وكمال الرغبة في نعيم الآخرة فهانت الدنيا في نفوسهم واستحقروها وأعرضوا عن زينتها وتقللوا منها قال جل جلاله: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا). وقال جل جلاله: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا). قال سفيان الثوري: (أحسن عملا أزهدهم فيها). وقال ابن عمر رضي الله عنهما: (أخَذَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَنْكِبِي، فَقَالَ: كُنْ في الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ أوْ عَابِرُ سَبِيلٍ وكانَ ابنُ عُمَرَ، يقولُ: إذَا أمْسَيْتَ فلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وإذَا أصْبَحْتَ فلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وخُذْ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، ومِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ). رواه البخاري. وجاء رجل لمحمد بن واسع، فقال: (أوصني، قال: أوصيك أن تكون ملكا في الدنيا والآخرة، قال: كيف؟ قال: ازهد في الدنيا).

      ومعنى الزهد الإعراض عن زينة الدنيا والاستخفاف بشأنها والرضا بالقليل منها قال ابن رجب: (ومعنى الزهد في الشيء الإعراض عنه لاستقلاله واحتقاره وارتفاع الهمة عنه يقال: شيء زهيد أي قليل حقير وقد تكلم السلف ومن بعدهم في تفسير الزهد في الدنيا وتنوعت عباراتهم عنه). والزهد الوارد في الشرع هو ترك ما لا ينفع في الآخرة مما يكون ضار للدين أو يشغل عن طاعة الله قال ابن تيمية: (والزهد المشروع هو ترك ما لا ينفع في الدار الآخرة وأما كل ما يستعين به العبد على طاعة الله فليس تركه من الزهد المشروع بل ترك الفضول التي تشغل عن طاعة الله ورسوله هو المشروع). فالمؤمن الزاهد لا تشغله دنياه عن آخرته بل يجعلها مطية لآخرته ولا يفرط بآخرته لأجل دنياه.

      وحقيقة الزهد في الدنيا قصر الأمل في القلب بحيث يستحضر المؤمن أنه عابر سبيل في الدنيا راحل عنها عن قريب وليس الاقتصار على بعض مظاهر التخشن مع طمع القلب فيها قال سفيان الثوري: (الزهد في الدنيا قصر الأمل ليس بأكل الغليظ ولا لبس العباء). وقال ابن المبارك: (الزهد أن تزهد في الدنيا بقلبك). وسئل الزهري عن الزاهد فقال: (من لم يغلب الحرام صبره، ولم يشغل الحلال شكره). وقال أحمد بن حنبل: (الزهد في الدنيا قصر الأمل واليأس مما في أيدي الناس). وإذا قصر أمل المؤمن في الدنيا نتج عنه ترك فضول الدنيا واقتصر على بلغته ولم يفتتن بلذاتها وكمالياتها وألوانها وفنونها وإذا طال أمل المؤمن في الدنيا افتتن بزينتها وأكثر من جمعها ونسي هم الآخرة. ويدخل في الزهد الزهد في أموال الناس وعدم التطلع لها ويُروى في ابن ماجه: (ازهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللهُ، وازهَدْ فِيْمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ). وقال الفضيل بن عياض: (علامة الزهد في الدنيا الزهد في الناس).

      ومن المفاهيم الخاطئة في باب الزهد اعتقاد أن الزهد ملازم للفقر ولا يجتمع مع الغنى أبدا قال ابن تيمية: (وصار المتأخرون كثيرا ما يقرنون بالفقر معنى الزهد والزهد قد يكون مع الغنى وقد يكون مع الفقر ففي الأنبياء والسابقين الأولين ممن هو زاهد مع غناه كثير). وسئل الإمام أحمد عمن معه مال هل يكون زاهدا قال: (إن كان لا يفرح بزيادته ولا يحزن بنقصه فهو زاهد). ومصداق ذلك في كتاب الله قوله جل جلاله: (لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ). فمن لم يحزن على نقص الدنيا ولم يفرح بزيادتها فقد سكن الزهد في قلبه.

      أما الزهد في التكسب وتملك الأموال والرضا بالفقر والحاجة للناس فليس ذلك من الزهد المشروع قال أبو مسلم الخولاني: (ليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال إنما الزهادة في الدنيا أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يديك وإذا أصبت مصيبة كنت أشد رجاء لأجرها وذخرها من إياها لو بقيت لك). ويروى هذا الكلام عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح. وقال ابن القيم: (والذي أجمع عليه العارفون أن الزهد سفر القلب من وطن الدنيا وأخذه في منازل الآخرة وعلى هذا صنف المتقدمون كتب الزهد كالزهد لعبد الله ابن المبارك وللإمام أحمد ولوكيع ولهناد بن السري ولغيرهم ومتعلقه ستة أشياء لا يستحق العبد اسم الزهد حتى يزهد فيها وهي المال والصور والرياسة والناس والنفس وكل ما دون الله وليس المراد رفضها من الملك).

      والزهد درجتان:

      الأولى: الزهد في زخرف الدنيا وهذا المعنى العام للزهد قال جل جلاله: (وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ).

      الثانية: الزهد في ثناء الناس وحسن الصيت والرئاسة وهذه الدرجة لا يوفق لها إلا من أخلص الله قلبه لهم الآخرة وإرادة وجه الله وقال يوسف بن أسباط: (الزهد في الرئاسة أشد من الزهد في الدنيا).

      وبعض الصالحين يزهد في زينة الدنيا لكنه لا يزهد في الشهرة لخلل في إخلاصه وضعف في يقينه وهذه شهوة خفية يبتلى بها بعض المنتسبين للعلم والدعوة قال سفيان الثوري: (ما رأيت زهدا في شيء أقل منه في الرئاسة ترى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال والثياب فإن نوزع الرئاسة تحامى عليها وعادى).

      وقال أحمد بن حنبل: (الزهد على ثلاثة أوجه: الأول: ترك الحرام وهو زهد العوام. والثاني: ترك الفضول من الحلال وهو زهد الخواص. والثالث: ترك ما يشغل عن الله وهو زهد العارفين).

      والزاهد حقا من أتته الدنيا منقادة فطلقها ورغب ما عند الله وأعرض عنها أما زهد من عجز عنها ولم تفتح عليه فأمر سهل يحسنه كل أحد قال مالك بن دينار: (الناس يقولون: إني زاهد إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها). قال ابن عبد الحكم: (لما ولي عمر بن عبد العزيز زهد في الدنيا ورفض ما كان فيه وترك ألوان الطعام). وبعض الناس يظهر الزهد حال فقره فإذا تولى المناصب وفتحت عليه الدنيا هجر الزهد وصار من المترفين.

      وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم سيد الزاهدين في الدنيا مع قدرته على جمعها وكان ينفقها في وجوه الخير ولا يمسك منها إلا قدر حاجته قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَوْ كَانَ لِي مِثلُ أُحُدٍ ذَهَبًا، لَسرَّني أَنْ لاَ تَمُرَّ علَيَّ ثَلاثُ لَيَالٍ وَعِندِي مِنْهُ شَيءٌ إلاَّ شَيءٌ أُرْصِدُه لِدَينٍ). متفق عليه. وفي الصحيحين قال عمر رضي الله عنه: (فَدَخَلْتُ علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهو مُضْطَجِعٌ علَى حَصِيرٍ، فَجَلَسْتُ، فأدْنَى عليه إِزَارَهُ وَليسَ عليه غَيْرُهُ، وإذَا الحَصِيرُ قدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ، فَنَظَرْتُ ببَصَرِي في خِزَانَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَإِذَا أَنَا بقَبْضَةٍ مِن شَعِيرٍ نَحْوِ الصَّاعِ، وَمِثْلِهَا قَرَظًا في نَاحِيَةِ الغُرْفَةِ، وإذَا أَفِيقٌ مُعَلَّقٌ، قالَ: فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ، قالَ: ما يُبْكِيكَ يا ابْنَ الخَطَّابِ قُلتُ: يا نَبِيَّ اللهِ، وَما لي لا أَبْكِي وَهذا الحَصِيرُ قدْ أَثَّرَ في جَنْبِكَ، وَهذِه خِزَانَتُكَ لا أَرَى فِيهَا إِلَّا ما أَرَى، وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى في الثِّمَارِ وَالأنْهَارِ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَصَفْوَتُهُ، وَهذِه خِزَانَتُكَ، فَقالَ: يا ابْنَ الخَطَّابِ، أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا؟ قُلتُ: بَلَى).

      وكانت مجالس السلف الصالح مجالس زهد في الدنيا قال أبو داود: (كنت أجالس أحمد وكانت مجالس أحمد مجالس الآخرة لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا ما رأيته ذكر الدنيا قط).

      ولا يكون المرء إماما للناس حتى يزهد في الدنيا قال جل جلاله: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا). قال قتادة: (لما صبروا عن الدنيا). وقال سفيان: (هكذا كان هؤلاء ولا ينبغي للرجل أن يكون إماما يقتدى به حتى يتحامى عن الدنيا).

      والزهد له فوائد عظيمة على المؤمن من سلامة القلب من الحسد والبغي ومحبة الخلق والسعادة في الدنيا قال جل جلاله: (وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ). والزهد يهون المصايب على قلب المؤمن قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (من زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات). والزهد يدل على الحكمة قال مالك: (بلغني أنه ما زهد أحد في الدنيا واتقى إلا نطق بالحكمة). ويذوق به المؤمن حلاوة الإيمان قال الفضيل بن عياض: (حرام على قلوبكم أن تصيب حلاوة الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا). والزهد راحة للمؤمن من الهموم والأحزان قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (الزهد في الدنيا راحة القلب والبدن). وإذا ارتاح المؤمن تفرغ للعبادة. والزاهد لا ينازع الناس في دنياهم ولا يحزن على مافاته من الدنيا قال الفضيل بن عياض: (لا يسلم لك قلبك حتى لا تبالي من أكل الدنيا). والزهد يرغب المؤمن في محبة لقاء الله في الآخرة قال بشر بن الـحارث: (ليس أحد يحب الدنيا إلا لم يحب الموت، ومن زهد فيها أحب لقاء مولاه). والزهد في الدنيا يورث محبة الله ومحبة الخلق كتب أبو الدرداء رضي الله عنه إلى بعض إخوانه: (أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله والزهد في الدنيا والرغبة فيما عند الله فإنك إذا فعلت ذلك أحبك الله لرغبتك فيما عنده وأحبك الناس لتركك لهم دنياهم والسلام). ومن زهد في الدنيا وتخفف منها خف حسابه يوم القيامة ولم يطل وقوفه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قُمْتُ عَلَى بابِ الْجنَّةِ، فَإِذَا عامَّةُ مَنْ دخَلَهَا الْمَسَاكِينُ، وأَصْحَابُ الجَدِّ محْبُوسُونَ, غَيْر أَنَّ أَصْحاب النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ). متفق عليه.

      والزهد التام له علامات:

      الأولى: التواضع وحب الخمول والبعد عن الشهرة.

      الثانية: عدم الحزن والهم على فوات الدنيا والفرح بكثرتها قال مالك بن دينار‏:‏ (بقدر ما تحزن للدنيا يخرج هم الآخرة من قلبك وبقدر ما تحزن للآخرة يخرج هم الدنيا من قلبك‏).‏

      الثالثة: القناعة بما قسم الله من الرزق قال الفضيل بن عياض: (أصل الزهد الرضا عن الله عز وجل).

      الرابعة: عدم منافسة الخلق في الدنيا والتطلع لما في أيديهم.

      الخامسة: الورع عن الحرام والشبهات قال أبو سليمان الداراني: (الورع أول الزهد كما أن القناعة أول الرضا).

      وكثير من الناس فتن بنعيم الدنيا وزهد في نعيم الآخرة كما قال جل جلاله: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى). قال قتادة: (فاختار الناس العاجلة إلا من عصم الله).

      وإن أعظم ما يعين المؤمن على الزهد استحضار حقيقة الدنيا قال جل جلاله: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ). قال سعيد بن جبير: (متاع الغرور لمن يشتغل فيها بطلب الآخرة ومن اشتغل بطلبها فله متاع بلاغ إلى ما هو خير منه). وإذا أيقن المؤمن أن الدنيا زائلة وكل نعيمها صائر إلى الهلاك زهد فيها وحرص على الآخرة قال الأوزاعي: (من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير ومن علم أن منطقه من عمله قل كلامه). وكلما أوقظ المؤمن في قلبه هم الآخرة خبت نار الدنيا في قلبه قال أبو سليمان الداراني‏:‏ (لا يصبر عن شهوات الدنيا إلا من كان في قلبه ما يشغله بالآخرة)‏. ومن أعظم ما يفطن المؤمن لمقام الزهد ويرغبه فيه ذم الله للدنيا وتزهيد الخلق فيها قال جل جلاله: (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ). قال الأوزاعي: سمعت بلال بن سعد يقول: (والله لكفى به ذنبا أن الله عز وجل يزهدنا في الدنيا ونحن نرغب فيها فزاهدكم راغب ومجتهدكم مقصر وعالمكم جاهل).

      وكيف لا يزهد المؤمن في الدنيا والنبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا حقارتها وزوالها وأن العيش التام والخالد في الآخرة بقوله: (اللَّهُمَّ لا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَةِ). متفق عليه. وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: (ما أبعد هديكم من هدي نبيكم أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا وأما أنتم فأرغب الناس فيها). رواه أحمد.

      ومن أكثر التدبر في كلام الله أورثه الزهد في نعيم الدنيا قال ابن القيم: (والقرآن مملوء من التزهيد في الدنيا والإخبار بخستها وقلتها وانقطاعها وسرعة فنائها والترغيب في الآخرة والإخبار بشرفها ودوامها فإذا أراد الله بعبد خيرا أقام في قلبه شاهدا يعاين به حقيقة الدنيا والآخرة ويؤثر منهما ما هو أولى بالإيثار).

      وإذا تعلقت نفسك بنعيم الدنيا وفتنت بزخرفها فتأمل قوله جل جلاله: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ). فكفى بها واعظة وزاجرة عن التعلق بنعيم ناقص منقطع لا يدوم.

      وقد سبق الصحابة رضي الله عنهم من بعدهم من التابعين بالزهد في الدنيا قال عبد الرحمن بن بزيد: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (أنتم أكثر صياما وأكثر صلاة وأكثر جهادا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم كانوا خيرا منكم. قالوا: لم يا أبا عبد الرحمن ؟ قال: كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة). وأخبارهم في الزهد مشهورة فقد بعث معاوية رضي الله عنه إلى عائشة رضي الله عنها مرة بمائة ألف درهم فما أمست حتى فرقتها فقالت لها خادمتها: لو اشتريت لنا منهم بدرهم لحما؟ فقالت: ألا قلت لي؟. ولما قدم الخليفة عمر رضي الله عنه الشام أتته الجنود وعليه إزار وخفان وعمامة وأخذ برأس بعيره يخوض الماء فقالوا له يا أمير المؤمنين تلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على هذا الحال قال فقال عمر: (إنا قوم أعزنا الله بالإسلام فلن نتلمس العز بغيره). ودخل رجل على أبي ذر رضي الله عنه فجعل يقلب بصره في بيته فقال له: يا أبا ذر أين متاعك؟ فقال: إن لنا بيتا نوجه إليه صالح متاعنا. قال: إنه لا بد لك من متاع ما دمت ها هنا. فقال: إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (من أراد الآخرة أضر بالدنيا ومن أراد الدنيا أضر بالآخرة ياقوم فأضروا بالفاني للباقي).

      الفقير إلى الله
      خالد بن سعود البليهد

      صيد الفوائد
       
    • الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد: فإن الله تعالى أعدَّ لأهل المعاصي نارًا شديدة الحرارة، فأردت أن أذكِّر نفسي وطلَّاب العلم الكِرام بصفة أهل النار، وسوء منقلب أهلها؛ لعلنا نتجنب المعاصي، ونسير على صراط الله تعالى المستقيم، الذي يوصلنا إلى مرضاة الله تعالى وجنة الخلد؛ فأقول وبالله تعالى التوفيق:   مرور جميع الناس على جسر جهنم: • قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾ [مريم: 71، 72].   روى مسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يمرُّ أولكم كالبرق قال: قلت: بأبي أنت وأمي، أي شيء كمرِّ البرقِ؟ قال: ألم تَرَوا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمرِّ الريح، ثم كمرِّ الطير وشدِّ الرجال، تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط يقول: ربِّ سلِّم سلِّم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل، فلا يستطيع السير إلا زحفًا قال: وفي حافَّتِيِ الصراط كلاليبُ معلَّقةٌ، مأمورة بأخْذِ مَن أُمِرَت به؛ فمخدوشٌ ناجٍ، ومكدوس في النار، والذي نفس أبي هريرة بيده، إن قَعْرَ جهنَّمَ لَسبعون خريفًا))؛ [مسلم حديث: 195].     عظم حجم النار وشدة حرارتها: • روى مسلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُؤتَى بجهنم يومئذٍ لها سبعون ألف زمامٍ، مع كل زمام سبعون ألف مَلَكٍ يجرُّونها))؛ [مسلم حديث: 2842].   • روى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال جهنم تقول ﴿ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ﴾ [ق: 30]، حتى يَضَعَ ربُّ العزة فيها قدمه فتقول: قطُّ قطُّ وعزتك، ويُزوَى بعضها إلى بعض))؛ [البخاري حديث: 6661، مسلم حديث: 2848].   • قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59].   • ﴿ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59]: قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "وادٍ في جهنم، بعيد القعر، خبيث الطعم"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 9، ص: 268].   • روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ناركم جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم، قيل: يا رسول الله، إنْ كانت لَكافيةً، قال: فُضِّلت عليهن بتسعة وستين جزءًا كلهن مثل حرِّها))؛ [البخاري حديث: 3265، مسلم حديث: 2843].     أبواب جهنم: • قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ﴾ [الحجر: 43، 44].   • قال ابن كثير رحمه الله: "أخبر الله تعالى أن لجهنم سبعةَ أبواب: ﴿ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ﴾ [الحجر: 44]؛ أي: قد كتب لكلِّ بابٍ منها جزءًا من أتباع إبليس يدخلونه، لا مَحِيدَ لهم عنها - أجارنا الله منها - وكلٌّ يدخل من باب بحسب عمله، ويستقر في دركٍ بقدر فِعْلِهِ".   • قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "أبواب جهنم سبعة بعضها فوق بعض، فيمتلئ الأول، ثم الثاني، ثم الثالث، حتى تُملَأ كلُّها".   • وقال ابن جريج رحمه الله: "﴿ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ ﴾ [الحجر: 44] أوَّلُها جهنم، ثم لَظَى، ثم الحُطَمة، ثم سعير، ثم سَقَر، ثم الجحيم، ثم الهاوية"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 8، ص: 260، 259].     خَزَنَةُ جهنمَ: • قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].   • قال عكرمة رحمه الله: "إذا وصل أول أهل النار إلى النار، وجدوا على الباب أربعمائة ألف من خزنة جهنم، سودٌ وجوههم، كالحةٌ أنيابهم، قد نزع الله من قلوبهم الرحمة، ليس في قلبِ واحدٍ منهم مثقال ذرة من الرحمة، لو طُيِّر الطير من مَنْكِبِ أحدهم لَطار شهرين قبل أن يبلغ منكبه الآخر، ثم يجدون على الباب التسعة عشر، عَرْضُ صدر أحدهم سبعون خريفًا، ثم يَهْوُون من باب إلى باب خمسمائة سنة، ثم يجدون على كل باب منها مثل ما وجدوا على الباب الأول، حتى ينتهوا إلى آخرها".   • قوله: ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]؛ أي: مهما أمرهم به تعالى يبادروا إليه، لا يتأخرون عنه طرفة عين، وهم قادرون على فِعْلِهِ ليس بهم عجز عنه، وهؤلاء هم الزبانية، عياذًا بالله منهم؛ [تفسير ابن كثير، ج: 14، ص: 60].     أجسام أهل النار: • قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 56].   • روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن غلظ جِلْدِ الكافر اثنان وأربعون ذراعًا، وإن ضرسه مثل أُحُدٍ، وإن مجلسه من جهنم كما بين مكة والمدينة))؛ [حديث حسن، صحيح الترمذي للألباني، حديث: 2087].   • روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ضرس الكافر يومَ القيامة مِثْلُ أُحُدٍ، وفَخِذُه مثل البيضاء، ومقعده من النار مسيرة ثلاث مثل الرَّبذة))؛ [حديث حسن، صحيح الترمذي للألباني حديث: 2086].   • قال الترمذي رحمه الله: "ومثل الربذة كما بين المدينة والربذة، والبيضاء جبل مثل أحد"؛ [سنن الترمذي، ج: 4، ص: 606].     طعام أهل النار: • قال الله تعالى: ﴿ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ﴾ [الحاقة: 35 - 37].   • قال قتادة رحمه الله: "غسلين: هو شر طعام أهل النار"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 14، ص: 121].   • وقال سبحانه: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ﴾ [الغاشية: 1 - 7].   • قال ابن عباس رضي الله عنهما: "الضريع: شجر من نار"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 14، ص: 330].   • وقال جل شأنه: ﴿ إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [المزمل: 12، 13].   • ﴿ وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ ﴾ [المزمل: 13]؛ قال عبدالله بن عباس: "ينشَبُ في الحَلْقِ، فلا يدخل ولا يخرج"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 14، ص: 169].   • وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ * هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ﴾ [الواقعة: 51 - 56].     قال الله سبحانه وتعالى في وصف شجرة الزقوم: ﴿ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ * ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات: 62 - 68].   • روى أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن قطرةً قطرت من الزَّقُّوم في الأرض، لأمرَّت على أهل الدنيا معيشتهم، فكيف بمن هو طعامه، وليس له طعام غيره؟))؛ [حديث صحيح، صحيح الجامع للألباني، حديث: 5250].     شراب أهل النار: • قال الله تعالى عن عذاب أهل النار: ﴿ مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾ [إبراهيم: 16، 17].   • قال مجاهد، وعكرمة: "الصديد: من القيح والدم، وقال قتادة: هو ما يسيل من لحمه وجلده"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 8، ص: 168].   قال الله تعالى: ﴿ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾ [محمد: 15].   • قال ابن كثير رحمه الله: "أي: حارًّا شديدَ الحرِّ، لا يُستطاع، ﴿ فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾ [محمد: 15]؛ أي: قطع ما في بطونهم من الأمعاء والأحشاء، عياذًا بالله من ذلك"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 13، ص: 70].   • وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ [الكهف: 29].   • قوله: ﴿ الْمُهْلِ ﴾: قال ابن عباس رضي الله عنهما: "ماء غليظ مثل دُرْدِيِّ الزيت"؛ وهو ما يترسب أسفل الزيت؛ [تفسير ابن كثير، ج: 9، ص: 132].     ملابس أهل النار: قال الله تعالى: ﴿ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ﴾ [إبراهيم: 49، 50].   • قال ابن كثير رحمه الله: "قوله: ﴿ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ ﴾ [إبراهيم: 50]؛ أي: ثيابهم التي يلبسونها عليهم من قطران، وهو الذي تهنأ به الإبل؛ أي: تُطلى؛ قاله قتادة، وهو ألصق شيء بالنار"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 8، ص: 238].   • وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴾ [الحج: 19].     فُرُشُ أهل النار: • قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 41].   • قال محمد بن كعب القرظي رحمه الله: "﴿ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ ﴾ [الأعراف: 41]: الفرش، ﴿ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ﴾ [الأعراف: 41]: اللُّحف"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 6، ص: 301].   • وقال سبحانه: ﴿ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴾ [الزمر: 16].     أهل النار يلعن بعضهم بعضًا: • قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ * وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 38، 39].   • قال الطبري رحمه الله: "هذا خبر من الله جل ثناؤه عن محاورة الأحزاب من أهل الملل الكافرة في النار يوم القيامة، يقول الله تعالى ذكره: فإذا اجتمع أهل الملل الكافرة في النار فادَّاركوا، قالت أخرى أهل كل ملة دخلت النار الذين كانوا في الدنيا، بعد أولى منهم تقدمتها، وكانت لها سلفًا وإمامًا في الضلالة والكفر، لأولاها الذين كانوا قبلهم في الدنيا: ربنا هؤلاء أضلونا عن سبيلك، ودعَونا إلى عبادة غيرك، وزيَّنوا لنا طاعة الشيطان، فآتِهم اليوم من عذابك الضعف على عذابنا"؛ [تفسير الطبري، ج: 10، ص: 178].   وقال سبحانه: ﴿ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا • رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ﴾ [الفاتحة: 67، 68].     بكاء وصراخ أهل النار: • قال الله تعالى: ﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾ [فاطر: 37].   • روى ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يرسَل البكاء على أهل النار فيبكون حتى ينقطع الدموع، ثم يبكون الدم حتى يصير في وجوههم كهيئة الأُخدود، لو أُرْسِلت فيها السفن لَجَرَت))؛ [حديث حسن، صحيح ابن ماجه للألباني حديث: 8083].     سلاسلُ وأغلال أهل النار: • قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا ﴾ [الإنسان: 4].   • وقال سبحانه: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ﴾ [الحاقة: 25 - 32].   • قوله: ﴿ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴾ [الحاقة: 28، 29]؛ أي: لم يدفع عني مالي ولا جاهي عذابَ الله وبأسه، بل خلص الأمر إليَّ وحدي، فلا مُعين لي ولا مُجير.   • قوله: ﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ﴾ [الحاقة: 30، 31]؛ أي: يأمر الزبانية أن تأخذه عنفًا من المحشر، فتَغُلَّه؛ أي: تضع الأغلال في عنقه، ثم تُوِرده إلى جهنم، فتُصليه إياها؛ أي: تغمره فيها.   • قوله: ﴿ فَاسْلُكُوهُ ﴾ [الحاقة: 32]؛ أي: أدخلوه في سلسلة.   • قال ابن عباس رضي الله عنه: "تدخل في استه (دُبُرِهِ)، ثم تخرج من فيه (فمه)"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 8، ص: 216، 215].     أدنى أهل النار عذابًا: • روى مسلم عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أهونُ أهل النار عذابًا أبو طالب، وهو مُنْتَعِلٌ بنَعلَينِ يغلي منهما دماغه))؛ [مسلم، حديث: 212].     صَبغة واحدة في النار تُنسي صاحبها نعيمَ الدنيا: • روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُؤتَى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يومَ القيامة، فيُصبغ في النار صَبْغَةً، ثم يُقال: يا بنَ آدم، هل رأيت خيرًا قطُّ؟ هل مرَّ بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويُؤتَى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا من أهل الجنة، فيُصبغ صَبغةً في الجنة، فيُقال له: يا بنَ آدم، هل رأيت بؤسًا قط؟ هل مرَّ بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مرَّ بي بؤس قط، ولا رأيت شدةً قط))؛ [مسلم حديث: 2807].     أول من تُسعَّرُ بهم النار: • روى مسلم عن سليمان بن يسار قال: تفرَّق الناس عن أبي هريرة رضي الله عنه، فقال له ناتل (اسم رجل) أهل الشام: أيها الشيخ، حدِّثنا حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استُشهد، فأُتِيَ به، فعرَّفه نِعَمَه، فعرَفها، قال: فما عمِلتَ فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استُشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يُقال: جريء، فقد قِيل، ثم أُمر به، فسُحب على وجهه، حتى أُلقِيَ في النار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأُتِيَ به، فعرَّفه نعمه فعرَفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليُقال: عالم، وقرأت القرآن ليُقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أُمِر به، فسُحب على وجهه حتى أُلقِيَ في النار، ورجل وسَّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأُتِيَ به، فعرَّفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن يُنفَق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليُقال: هو جَوَاد، فقد قيل، ثم أُمِرَ به، فسُحب على وجهه، ثم أُلقِيَ في النار))؛ [مسلم حديث: 1905].     النساء أكثر أهل النار: • روى البخاري عن عمران بن حصين رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اطَّلعتُ في الجنة، فرأيت أكثر أهلها الفقراءَ، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء))؛ [البخاري حديث: 3241].     جوارح أهل النار تشهد عليهم: قال الله تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [فصلت: 19 - 21].   وقال سبحانه: ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس: 65].     خطبة إبليس في أهل النار: • قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 22].     النار لا تأكل آثار السجود من أهل المعاصي من الموحِّدين: • روى ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود، حرَّم الله على النار أن تأكل أثر السجود))؛ [حديث صحيح، صحيح ابن ماجه للألباني، حديث: 3492].     لا فداء لأهل النار من عذابها: • قال الله سبحانه تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 36].   • روى الشيخان عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقول لأهون أهل النار عذابًا: لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت تفتدي به؟ قال: نعم، قال: فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم؛ ألَّا تشرك بي، فأبيتَ إلا الشركَ))؛ [البخاري حديث: 3334، مسلم حديث: 2805].     عذاب النار دائم ولا ينقطع: • قال سبحانه: ﴿ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى ﴾ [الأعلى: 11 - 13].   قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ﴾ [فاطر: 36].   • روى أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يَحْيَون))؛ [حديث صحيح، صحيح الجامع للألباني، حديث: 1350].     خروج أهل المعاصي الموحِّدين من النار: • روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان))؛ [حديث صحيح، صحيح الترمذي للألباني، حديث: 2094].   • روى الترمذي عن عمران بن حصين رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليخرُجَنَّ قومٌ من أُمتي من النار بشفاعتي، يُسمَّون: الجَهَنَّمِيُّون))؛ [حديث صحيح، صحيح الترمذي للألباني، حديث: 2096].   وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.   الشيخ صلاح نجيب الدق   شبكة الالوكة
    • الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.       أما بعد:   فإن الهدف الأسمى من العبادة هو الحصول على رضا الله تعالى في الدنيا ويوم القيامة؛ ولذلك ينبغي على المسلم أن يقلِّل من الاستمتاع بالأمور المباحة بقدر استطاعته؛ لينال السعادة في الدنيا ويوم القيامة، فأقول وبالله تعالى التوفيق:   تعريف الزهد:   الزهد: هو التقليل من ملذَّات الحياة الدنيا المباحة؛ رغبةً في ثواب الله سبحانه وتعالى يوم القيامة.       ♦ روى ابن ماجه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: ((أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقال: يا رسول الله، دُلَّني على عمل إذا أنا عمِلتُه، أحبَّني الله وأحبني الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ازهد في الدنيا يُحبَّك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس))؛ [حديث صحيح، صحيح ابن ماجه للألباني، حديث: 3310].       ♦ قوله: (ازهد في الدنيا يحبك الله😞 دليل على أن الزهد أعلى المقامات وأفضلها؛ لأنه جعله سببًا لمحبة الله تعالى، وأن مُحِبَّ الدنيا متعرِّض لبُغض الله تعالى؛ [الكاشف عن حقائق السنن للطيبي، ج: 10، ص: 3290].       ♦ قوله: (وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس): أي: لا تتطلع لِما في أيدي الناس يحبك الناس، وهذا يتضمن ترك سؤال الناس؛ أي: لا تسأل الناس شيئًا؛ لأنك إذا سألت أثقلتَ عليهم؛ [شرح الأربعين النووية لابن عثيمين، ص: 319].       ♦ روى ابن ماجه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كانت الدنيا همَّه، فرَّق الله عليه أمره، وجعل فَقْرَه بين عينيه، ولم يأتِهِ من الدنيا إلا ما كُتِبَ له، ومن كانت الآخرة نيَّتَه، جمع الله له أمره، وجعل غِناه في قلبه، وأتَتْهُ الدنيا وهي راغمة))؛ [حديث حسن، صحيح ابن ماجه للألباني، حديث: 3313].       ♦ قوله: (وهي راغمة)؛ أي: وهي مقهورة.   قال الإمام محمد عبدالهادي السندي رحمه الله: "إن ما كُتِبَ للعبد من الرزق يأتيه لا محالة، إلا أنه من طَلَبَ الآخرة يأتيه بلا تعبٍ، ومن طلب الدنيا يأتيه بتعب وشدة، فطالِبُ الآخرة قد جمع بين الدنيا والآخرة؛ فإن المطلوب من جمع المال الراحة في الدنيا، وقد حصلت لطالب الآخرة، وطالب الدنيا قد خسِرَ الدنيا والآخرة؛ لأنه في الدنيا في التعب الشديد في طلبها، فأي فائدة له في المال إذا فاتت الراحة"؛ [حاشية السندي على سنن ابن ماجه، ج: 2، ص: 524].       فائدة تربوية مهمة:   الزهد في الدنيا لا يمنع المسلم من الاجتهاد والسعي في طلب الرزق الحلال، الزهد لا يمنع المسلم من الاجتهاد في تحصيل العلوم الدنيوية؛ كالطب والصيدلة والهندسة، وسائر العلوم الأخرى التي تساعد المسلم على تعمير الدنيا، وتجعله يعتمد على نفسه في جميع مجالات الحياة، وتجعله كذلك يمتلك الأسلحة العسكرية الحديثة التي تساعده في حماية بلاده والتصدي لأعدائه.       زهد نبيناصلى الله عليه وسلمفي الدنيا:   يجب على المسلم العاقل أن يعلم أن الحياة الدنيا ليست دارَ قرارٍ، وإنما هي قنطرة إلى الدار الباقية يوم القيامة؛ ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أزهدَ الناس فيها.       (1) روى الشيخان عن عائشة أنها قالت: ((ما شبِع آلُ محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين، حتى قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم))؛ [البخاري حديث: 5416، مسلم حديث: 2970].       (2) روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((تُوفِّيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهوديٍّ بثلاثين صاعًا من شعير))؛ [البخاري حديث: 2916].       (3) روى البخاري عن عائشة قالت: ((كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدمٍ، وحشوه من ليف))؛ [البخاري حديث: 6456].       (4) روى مسلم عن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان يخطب، قال: ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا فقال: ((لقد رأيت رسول صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد دَقَلًا - رديء التمر - يملأ به بطنه))؛ [مسلم حديث: 2978].       (5) روى البخاري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((ما أكل آلُ محمد صلى الله عليه وسلم أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر))؛ [البخاري حديث: 6455].       أقوال السلف الصالح في الزهد:   سوف نذكر بعض أقوال سلفنا الصالح في الزهد في الحياة الدنيا:   (1) كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما: "إنك لن تنال عمل الآخرة بشيء أفضل من الزهد في الدنيا"؛ [المنهاج في شعب الإيمان، الحليمي، ج: 3، ص: 389].       (2) قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "طوبى للزاهدين في الدنيا، والراغبين في الآخرة"؛ [شعب الإيمان للبيهقي، ج: 13، ص: 179].       (3) قال موسى بن عقبة: كتب أبو الدرداء رضي الله عنه إلى بعض إخوانه: "أوصيك بتقوى الله، والزهد في الدنيا، والرغبة فيما عند الله، فإنك إذا فعلت ذلك، أحبَّك الله لرغبتك فيما عنده، وأحبك الناس لتركك لهم دنياهم، والسلام"؛ [شعب الإيمان للبيهقي، ج: 13، ص: 198].       (4) قال أبو واقد الليثي رضي الله عنه: "تابعنا الأعمال أيها أفضل، فلم نجد شيئًا أعون على طلب الآخرة من الزهد في الدنيا"؛ [مصنف ابن أبي شيبة، ج: 7، ص: 116].       (5) قال محمد بن كعب القرظي رحمه الله: "إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا أزهده في الدنيا، وفقَّهه في الدين، وبصَّره عيوبه، ومن أُوتيهن فقد أُوتيَ خيرًا كثيرًا في الدنيا والآخرة"؛ [المنهاج في شعب الإيمان، ج: 3، ص: 389].       (6) قال وهب بن منبه رحمه الله: "أعون الأخلاق على الدين الزهدُ في الدنيا"؛ [المنهاج في شعب الإيمان، الحليمي، ج: 3، ص: 389].       ثمرات الزهد في الدنيا:   نستطيع أن نوجز ثمرات الزهد في الأمور الآتية:   (1) الزهد فيه تمام التوكل على الله تعالى.   (2) الزهد يغرس في قلب المسلم القناعة.   (3) الزهد يصرف المسلم عن التعلق بالملذات الفانية إلى العمل من أجل النعيم المقيم في الجنة.   (4) الزهد فيه وقاية لنفس المسلم من الوقوع في الشهوات.   (5) المسلم الزاهد يحبه الله تعالى ويقرِّبه إليه.   (6) الزهد راحة في الدنيا وسعادة في الآخرة.   (7) المسلم الزاهد يكسب حبَّ الناس له؛ حيث إنه لا يزاحمهم على دنياهم.   (8) الزهد فيه التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام.   (9) الزهد يحث النفس على حب الإنفاق في سبيل الله تعالى، وعدم التعلق بالدنيا.   (10) الزهد يُخرِج المسلم من عبودية الشيطان والدنيا والنفس؛ [موسوعة نضرة النعيم، ج: 7، ص: 3069].       أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، ويجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة؛ ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: 88، 89]، كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم الكرام.       وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.   وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.   الشيخ صلاح نجيب الدق   شبكة الالوكة    
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182183
    • إجمالي المشاركات
      2535458
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93202
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    chaima12
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×