اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57774
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180579
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8279
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53036
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31796
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33887
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32201
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37583 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • المتواجدات الآن   0 عضوات, 0 مجهول, 123 زوار (القائمه الكامله)

    لاتوجد عضوات مسجلات متواجدات الآن

  • العضوات المتواجدات اليوم

    1 عضوة تواجدت خلال ال 24 ساعة الماضية
    أكثر عدد لتواجد العضوات كان 8، وتحقق
  • أحدث المشاركات

    • {قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر:٥٦]

      إن من الناس -والعياذ بالله- من استولى اليأس والقنوط على قلبه فتراه يتلفظ بألفاظ ينبأ عن مدى ما هو عليه من إحباط ويأس واستبعاد للفرج والنصر ويأس من الرحمة، وهذه كلها ليست من أخلاق المؤمنين الموحدين ..
      إن جميع ما يحصل في الكون من شدة وبلاء عامًّا كان أو خاصًّا، وتسلط الكفار والفجار على المسلمين كل ذلك بتقدير العزيز الحكيم، وابتلاء للخلق حتى يراجعوا دينهم ويصححوا مسيرتهم، (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ * أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الروم: 36- 37]. وقال تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ * وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ * وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ * وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى: 27- 30].
      إن اليأس والقنوط مرضان خطيران يقعدان عن العمل، ويصيبان النفس بالزجر، ويملأن القلب بالغم والحزن تتكدر مع اليأس والقنوط الحياة، وتضيق معهما الدنيا على سعتها ورحابتها. ولهذا كان موقف الإسلام من اليأس والقنوط موقفًا حاسمًا كما مر في الآيات السابقة، وأما الأحاديث النبوية فإن النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتفائلين في أحلك الظروف وأقسى الأحوال كان يربّي أصحابه رضي الله عنهم على الحذر من اليأس والقنوط وينفّرهم من هذين الخُلقين الذميمين .. سأله رجل فقال يا رسول الله ما الكبائر؟ قال: «الشرك بالله واليأس من روح الله والقنوط من رحمة الله».
      وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثَةٌ لا تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ يُنَازِعُ اللَّهَ رِدَاءَهُ، فَإِنَّ رِدَاءَهُ الْكِبْرِيَاءُ وَإِزَارَهُ الْعِزَّةُ، وَرَجُلٌ شَكَّ فِي أَمْرِ اللَّهِ، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ». وعن حَبَّةَ وَسَوَاءٍ ابْنَيْ خَالِدٍ قالا رضي الله عنهما: دخلنا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعالج شيئًا فأعناه عليه،فقال :" لا تيأسا من الرزق ما اهتزت رءوسكما، فإن الإنسان تلده أمه أحمر ليس عليه قشر ثم يرزقه الله عز وجل".
      أيها الإخوة في الله: كم تطيب الحياة وتسر يوم يشع الفأل والأمل، وكم هي الحياة مبهجة يوم يعيش العبد فيها محسن الظن بخالقه منتظرًا فرج الله ورحمته ونصره وتيسيره ولطفه. لقد كان المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يعجبه الفأل الحسن وكان يقول: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل».
      الكلمة الحسنة سمة طيبة، لقد عاش صلى الله عليه وسلم حياته كلها متفائلاً لم يعرف اليأس والقنوط إلى قلبه سبيلاً في جميع الأحوال والأهوال التي أحاطت به، يبلغ الأذى وتعذيب الكفار لأصحابه ما يبلغ وهم في خوف وضعف، ثم يبشرهم صلى الله عليه وسلم بقرب الفرج فيقول لهم: «والله ليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون». يحيط به الكفار في غار ثور يريدون قتله، ويقفون على رأس الغار ليذبوا الخوف إلى قلب الصديق رضي الله عنه ويقول: يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لأبصرنا، فيجيبه الرسول صلى الله عليه وسلم بلغة كلها ثقة بربه وتفاؤل بنصر خالقه وثقة بقرب الفرج من الله: «ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما». تحيطه الأحزاب بالمدينة من كل جانب ويبلغ الخوف بأصحابه مبلغًا عظيمًا، فيبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح المدائن ..
      إنه التفاؤل الحق المقرون بحسن العمل وبذل المستطاع من الأسباب، ألا فلنشع التفاؤل بيننا ولنطرد اليأس والقنوط من حياتنا، إن أمسكت السماء واشتد الجدب أمّلنا بربنا خيرًا وانتظرنا الفرج منه وقرب رحمته سبحانه وتعالى ..
      إذا ضاقت أمور الرزق والمعيشة بأحدنا لم ينقطع رجاءه بالكريم الرزاق أبدًا الذي يرزق الحيتان في قعر البحار والوحوش في القفار والطيور في مهامه الصحراء والوديان والجبال. إذا ساءك خُلق أبنائك وتصرفاتهم تفاءل خيرًا بمن بيديه قلوب العباد يقربها كيف يشاء وألح بالدعاء إليه فإنه سميع قريب مجيب .
      إذا اشتد بك المرض وطال بك السقم وتوالت عليك الأوجاع فتذكر نبي الله أيوب عليه السلام وقوله: (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأنبياء: 83] فأعقب هذا الدعاء بقوله (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) [الأنبياء: 84]. إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ *** وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
      وأوطنت المكارهُ واستقرت *** وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ
      ولم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهاً *** ولا أغنى بحيلته الأريبُ
      أتاكَ على قنوطٍ منك غوثُ *** يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ
      وكلُّ الحادثاتِ إذا تناهتْ *** فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ  
      لقد جرت سنة الله عز وجل الذي أن الابتلاء يعقبه التمكين، وأن الصبر يتلوه الفرج والنصر والظفر .. إنهم وإن صالت دولة الباطل وجالت وظلمت واعتدت لكن نهايتها إلى زوال وهزيمة، فدولة الباطل مهما عظمت ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج: 40].

      خالد بن سعد الخشلان
      ملتقى الخطباء


      {قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر:٥٦]

      اليأس ضلالة .. وفيك من الهداية بقدر ثقتك برحمة ربك

      تأمل {إلا الضّالون} أولئك الذين يشعرون أن أحوالهم الصعبة لن تتغير !!.. حقاً الذنوب عظيمة ياعزيزي ، وإن تشعر باليأس بعدها فهو أعظم .. لكن كيف تقنط من رحمة الله وأنت تعلم أنه يغفر الذنوب جميعا ؟! .. استغفر وعد إليه واعلم أن الله يفرح بعبده التائب

      التفاؤل وحسن الظن بالله يثمر الهداية وانشراح الصدر ..والإنابة إلى الله هي طريق النجاة والسلامه والحق ، وتذكر إن أتيت الله ماشيا أتاك هروله .. فماذا تنتظر ؟!
      ابتعد عن مجتمع المخذلين والمقنطين والمتشائمين لكي تستمتع بعبادة انتظار الفرج ... وسيأتيك ..
    • {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات:٥٥]
      من المضامين التربوية التي تضمنتها الآية الكريمة ما يأتي:
      أولًا: تتضمَّن أمرًا إلهيًّا عامًّا بالتذكير، وهو يدخل ضمنًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي قال الله تعالى فيه: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]، وقـال تعــالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، وقـال تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 41]، وقال تعـالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [التوبة: 71].   ثانيًا: يعتري الإنسان حالات من الضعف البشري؛ كالنسيان، والغفلة، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنما سمي الإنسان؛ لأنه عُهد إليـه فنسي ولذلك فهو بحاجة إلى التذكير من أخيه الإنسان بصفة دائمة؛ بل هو واجبٌ وحقٌّ شرعيٌّ له مـن باب ((الدين النصيحة))، وفي هذه الأيام تشتدُّ الحاجة إلى التذكير؛ لكثرة المشاغل والمصارف الدنيوية التي أفرزتها الحياة المعاصرة، فكثيرٌ منَّا أصبح مشغولًا صباحًا ومساءً بأمور الدنيا، ونسينا وغفلنا عن كثير من الواجبات الشرعية التي تزيدنا قُرْبًا من الله تعالى. ولذلك كان لزامًا على الجميع دون استثناء تذكيرُ بعضنا بعضًا وعدم التقاعس أو التخلِّي عن هذا التوجيه المهم؛ لأن فيه صلاح الناس، وبصلاحهم يصلح المجتمع، وتصلُح الأُمَّة، ويحصل الخير، ويعـمُّ الأمــن والرخاء، ويصدق ذلك قول الله تعــــــــــــالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]، وقوله تعالى: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 3].   ثالثًا: اختيار الوقت والمكان المناسبين للتذكير، وهذا أمر مهمٌّ جدًّا لكي يحقق التذكير الفائدة المرجوَّة منه، فالإمام الخطيب مثلًا: يجتهد في أن تكون خطبته في قضية من قضايا الساعة، فإذا هلَّ شهر رمضان، تناول ما يجب على الصائم فعله، وما يجب عليه تركه، وكذلك في أشهر الحج، وهكذا كل مناسبة يتناول ما يناسبها مــن التذكير والوعظ، فلكل مقامٍ مقالٌ، كما لا يفوته أيضًا التذكير بما يعين على الأخوَّة الإسلامية وتماسُك المجتمع، وما يُحقِّق للمجتمع والأُمَّة الخير والفائدة والتقدُّم والرُّقي.   رابعًا: كل ما كان هناك مراعاة لأحوال المراد تذكيرهم: من حيث لغة التخاطُب، ونفسيَّاتهم، ومشاعرهم، وأعمارهم، وأحوالهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وما إلى ذلك، كان التذكير أكثر وضوحًا وبيانًا ونفعًا؛ ولذا قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [إبراهيم: 4].   خامسًا: أن يحرص الجميع على تخصيص مساحة ولو دقائق معدودة يوميًّا للتذكير، فالموظف في عمله بحاجة للتذكير بأهمية الأمانة في العمل وإنجازه بالدقة المطلوبة وفي الوقت المحدد، والأولاد بحاجة للتذكير بالاهتمام بالصلاة والمحافظة عليها، والاهتمام بواجباتهم المدرسية وإنجازها ومراجعتها، والتلميذ في مدرسته والطالب في جامعته بحاجة للتذكير، وكُلٌّ في موقعه بحاجة للتذكير، فتخصيص وقت يسير في حدود خمس إلى عشر دقائق للتذكير بين فترة وأخرى فيه خيرٌ كثيرٌ ونفْعٌ كبير إن شاء الله تعالى.   سادسًا: تواجه عملية التذكير بعض الصعوبات؛ كإعراض المراد تذكيرهم وعدم مُبالاتهم، أو الاستهزاء والسخرية؛ ولذلك يتطلب من المُذَكِّرْ أن يكون هدفه الأساس من التذكير وجه الله تعالى، ويستشعر عظمة هذا العمل، وحسن الجزاء من الله تعالى، وأن يكون قُدْوته في هذا العمل الجليل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وفي مقدِّمتهم خاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يتذكر ما لاقوه من إعراض واستهزاء وسخرية؛ بل وصل الأمر إلى شتمهم وضربهم وطردهم من ديارهم وحتى قتلهم.     د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي     {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات:٥٥]
        إذا تحركت نفسك للذكرى وانتفعت بها كان ذلك مؤشر إيمانك . صباحك ذكرى تنفعك

      كثيرون هم الذين لايحتاجون أن تضيف لهم معلومة جديدة ، أو أن تحل مشكلتهم بطريقة مختلفة لأنهم يعرفون ذلك .. إنما حاجتهم أن توقظ لديهم شيء مستتر ، أو تهيء لهم أجواء مناسبة ليتقبلوا ماستقوله لهم ، لذلك يكثر في القرآن استخدام إسلوب التذكير والذكرى ...

      أعظم وأهم قضايا التذكير هي في قضية عبادة الله تعالى وإطاعته في أوامره ونواهيه ، والتذكير بصفات الإيمان الحق ، وخاصة تذكيرك لعائلتك ، فأنت مسؤول عنها أمام الله ، كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته .. فهل نقوم بواجبنا ؟! الجواب في حال المجتمع اليوم !!.  
    • الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله أجمعين؛ أما بعد:

      فقد قال ابن أبي العز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية: "وأصول أهل السنة والجماعة تابعة لما جاء به الرسول، وأصل الدين: الإيمان بما جاء به الرسول، كما تقدم بيان ذلك، ولهذا كانت الآيتان من آخر سورة البقرة لمَّا تضمنتا هذا الأصل، لهما شأن عظيم ليس لغيرهما؛ ففي الصحيحين عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ، كَفَتَاهُ))[1].


      ما جاء في فضلهما:

      عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أُعطيتُ خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش، ولم يُعْطَهُنَّ نبيٌّ قبلي))[2].


      وعن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، أنزل منه آيتين، ختم بهما سورة البقرة، لا يُقرأان في دار ثلاثَ ليالٍ فيقربها شيطان))[3].


      وعن ابن عباس، قال: ((بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمِع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فُتح اليوم لم يُفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملَك، فقال: هذا ملَك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلَّم، وقال: أبشِرْ بنورَين أُوتيتَهما لم يؤتَهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أُعطيتَه))[4].


      وعن أبي مسعود الأنصاري، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ، كَفَتَاهُ))[5].


      فقوله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ... في ليلة)): والقراءة في الليل تكون على حالتين:

      في الصلاة: ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ بمائة آية في ليلةٍ، كُتب له قنوت ليلة))[6]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فشقَّ ذلك عليهم وقالوا: أيُّنا يُطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: الله الواحد الصمد ثلث القرآن))[7]، وهذه أفضل الحالات وأكملها، وأرجحها في معنى الحديث، ولأن الملَك لما نزل بالبشارة جمع بينهما وبين الفاتحة، فقال: ((أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته)).


      وقد تكون هذه من السنن المهجورة، فالناس لا يكادون يتركون سورة الإخلاص في قيامهم، ولا يكاد أحد يقوم بهاتين الآيتين مع عِظَمِ أجرهما.


      خارج الصلاة: ومنه قوله صلى الله عليه وسل: ((إذا أخذت مضجعك، فاقرأ: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، ثم نَمْ على خاتمتها؛ فإنها براءة من الشرك))[8]، ومنه قول الشيطان لأبي هريرة: ((إذا أويتَ إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تُصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان))[9]، ومنه قول ابن عباس: ((استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتيم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شنٍّ معلقة، فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي))[10].


      وقوله صلى الله عليه وسلم: ((كفتاه))[11]: جاء معناه مبيَّنًا ببشارة الملَك في قوله: ((لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته))، والمراد بـ (الحرف) أجزاء الكلمات من حروف التهجي، فقد ورد: "إن لكل حرف من القرآن جزاءً، وعليه ثوابًا".


      وقد وردت الكفاية في الحديث بسور أخرى من القرآن الكريم؛ كقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((قل: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاثَ مرات، تكفيك من كل شيء))، فقوله: ((تكفيك)) جاء مبيَّنًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا عقبةُ، ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق: 1] و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ [الناس: 1] ما تعوَّذ بمثلهن أحدٌ))[12]، فالمعوِّذات تكفي بما اشتملت عليه من عقيدة وتعوُّذ، وكذلك أواخر سورة البقرة تكفيان بما اشتملتا عليه من عقيدة وانقياد ودعاء، وكلاهما مشتق من: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]؛ إذ إن نصفهما دعاء عبادة، ونصفهما الآخر دعاء مسألة.


      فالآيتان من آخر سورة البقرة تكفيان فيما يتعلق بالاعتقاد، فالعقيدة موجودة ومتضمنة في هاتين الآيتين؛ لأنهما اشتملتا على أمور الإيمان وأعماله وأصوله؛ وهي الإيمان بالله وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر[13].


      وتكفيان بما وعد الله الذين لم يفرقوا بين الرسل بقولهم: ﴿ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ﴾ [البقرة: 285] بالمثوبة والأجر الكريم؛ قال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 152].


      وتكفيان فيما يتعلق بالاتباع والتسليم والانقياد؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته: ((أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابَين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير، قالوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير))[14]، وهذا القول عهدٌ وميثاق، فليحذر القارئ أن ينوي نقضه في الصباح؛ قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [المائدة: 7]، وقد وعد الله الذين يطيعون الله ورسوله بالفلاح والفوز العظيم؛ فقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [النور: 51، 52].


      وتكفيان بإجابة الدعاء الذي في آخر السورة، وهو من الدعاء الذي ينبغي أن يُحفظ وأن يُدعى به كثيرًا، وهو من جوامع الدعاء، ومن سأل الله تعالى به أعطاه؛ ((فإذا قال العبد: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286]؛ قال الله: نعم، ﴿ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ﴾ [البقرة: 286]، قال: نعم، ﴿ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ﴾ [البقرة: 286]، قال: نعم، ﴿ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 286]، قال: نعم))[15].


      ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286]: النسيان عكس الحفظ، وهو السهو والغفلة عن الشيء؛ ومنه قوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾ [الكهف: 24]، أما الخطأ: فالمراد به هنا ما لم يتعمده المسلم؛ ومنه قوله تعالى: ﴿ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ﴾ [الأحزاب: 5]، وعن أبي ذر الغفاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استُكرهوا عليه))[16]، وعن أبي موسى الأشعري: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء: اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جِدِّي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي))[17]، فالخطأ غير الخطيئة، والنسيان غير نسيان الترك؛ الذي قال الله عنه: ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾ [التوبة: 67].


      ﴿ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا ﴾ [البقرة: 286]؛ أي: عهدًا وميثاقًا لا نطيقه، ولا نستطيع القيام به.


      ﴿ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ﴾ [البقرة: 286]؛ أي: ما فوق طاقتنا وقدرتنا من المصائب والبلايا، والمحن والعقوبات في الدنيا والآخرة.


      ﴿ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ﴾ [البقرة: 286]: العفو هو إزالة الذنب ومحوه بترك العقوبة، والمغفرة ستر الذنب، والرحمة إفاضة الإحسان، فالمغفرة أبلغ من العفو، والرحمة أبلغ من المغفرة؛ قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].


      ﴿ أَنْتَ مَوْلَانَا ﴾ [البقرة: 286]: أي: الذي يتولى أمورنا بالهداية والتوفيق، والتثبيت والحفظ والنصر.


      ﴿ فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 286]، وكلمة قوم مشتقة من (ق و م) الذي يدل على القيام، وهم الجماعة الذي يقومون لأمر معين، سواء أكانوا من الإنس أو من الجن؛ كقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ﴾ [الأحقاف: 29]؛ أي: انصرنا على البشر منهم في إقامة الحُجة عليهم، وفي غلبنا إياهم في حربهم وسائر أمرهم، حتى تُظهر ديننا على الدين كله، وما أحوجنا إلى هذه الدعوات في مثل هذه الأيام العصيبة! فقد حدث ما حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم منه؛ إذ قال: ((ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلَّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم))[18].


      وانصرنا على الجن منهم بالإيمان والذكر والعمل الصالح؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المؤمن لَيُنضي شياطينه، كما ينضي أحدكم بعيره في السفر))[19]؛ أي: يهزله ويجعله نضوًا، والنضو: دابة هزلتها الأسفار وأذهبت لحمها؛ وعن أنس بن مالك، قال: ((مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقومٍ يصطرعون، فقال: ما هذا؟ فقالوا: يا رسول الله، فلان الصريع، لا ينتدب له أحد إلا صرعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألَا أدلكم على من هو أشد منه؟ رجل ظلمه رجل، فكظم غيظه فغلبه، وغلب شيطانه، وغلب شيطان صاحبه))[20]، وانصرنا عليهم بهاتين الآيتين؛ فعن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، أنزل منه آيتين، ختم بهما سورة البقرة، لا يُقرأان في دار ثلاثَ ليالٍ فيقربها شيطان)).


      فمن قرأ بهاتين الآيتين في ليلة، إيمانًا وتصديقًا وبتدبر وحضور قلب، أُثيب على العبادة، واستُجيب له في المسألة؛ وإلا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاهٍ))[21].


      فتعتبر قراءة هاتين الآيتين تجديدًا أو زيادة للإيمان، فالمسلم في يومه قد يضعف إيمانه بسبب ذنوبه وأخطائه ونسيانه؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الإيمان لَيخلُق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدِّد الإيمان في قلوبكم))[22]؛ قال المناوي في شرحه لهذا الحديث: "شبَّه الإيمان بالشيء الذي لا يستمر على هيئته، والعبد يتكلم بكلمة الإيمان، ثم يدنسها بسوء أفعاله، فإذا عاد واعتذر، فقد جدد ما أخلق، وطهر ما دنس"[23].


      والله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، وبسط اليد: استعارة في قبول التوبة؛ قال المازري: "المراد به قبول التوبة، وإنما ورد لفظ بسط اليد؛ لأن العرب إذا رضِيَ أحدهم الشيء بسط يده لقبوله، وإذا كرهه قبضها عنه، فخُوطبوا بأمر حسيٍّ يفهمونه؛ وكذلك لما كانت التوبة كالمبايعة والمعاهدة، حصل ضرب مِثل هذا المَثل لها".


      والمسلم وإن كان متصفًا بالعبودية والإيمان والاتباع لا يخلو عن زلَّة ما؛ بمقتضى ما جُبل عليه من الخطأ؛ كما في الحديث: ((كل بني آدم خطَّاء))، فناسب أن يختم يومه بما يفيء به من الزلة والخطأ إلى الاستقامة والصواب، وهو التوبة التي كانت طريق الفيئة والتدارك لأبيه آدم عليه السلام ليكون من خير الخطائين؛ إذ خير الخطائين التوابون، والعِبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات.


      وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، وصلِّ اللهم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله، وسلم تسليمًا كثيرًا.


      .................




      [1] شرح العقيدة الطحاوية (طبعة الأوقاف السعودية): 278.

      [2] صحيح الجامع: 1060.

      [3] صحيح الترمذي: 2882.

      [4] صحيح مسلم: 254 (806).

      [5] صحيح البخاري: 5009.

      [6] الصحيحة: 644.

      [7] صحيح البخاري: 5015.

      [8] صحيح الجامع: 292.

      [9] صحيح البخاري: 3275.

      [10] صحيح النسائي: 1620.

      [11] أما ما يُروى موقوفًا عن أبي مسعود: ((من قرأ خاتمة البقرة أجزأت عنه قيام ليلة))، فلا يستقيم متنًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين))، فكيف تُجزئ عنه وهما آيتان؟ ولا سندًا: انظر قول المحدثين عن عاصم بن أبي النجود، فإنه وإن كان قمة في القراءة، فإنه غير ذلك في الحديث.

      [12] صحيح النسائي: 5430.

      [13] ﴿ وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285]: أي: نحن مقرُّون بالبعث.

      [14] صحيح مسلم: 199 (125).

      [15] صحيح مسلم: 199 (125).

      [16] صحيح ابن ماجه: 2043.

      [17] صحيح مسلم: 70 (2719).

      [18] صحيح ابن ماجه: 4019.

      [19] الصحيحة: 3586.

      [20] الصحيحة: 3295.

      [21] صحيح الترمذي: 3479.

      [22] صحيح الجامع: 1590.

      [23] فيض القدير: ج 2/ ص 410.




      محمد حباش
    • ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٥٣﴾] (ذلك) العذاب الذي أوقعه الله بالأمم المكذبين، وأزال عنهم ما هم فيه من النعم والنعيم بسبب ذنوبهم وتغييرهم ما بأنفسهم؛ فإن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم من نعم الدين والدنيا، بل يبقيها، ويزيدهم منها إن ازدادوا له شكرا، (حتى يغيروا ما بأنفسهم) من الطاعة إلى المعصية؛ فيكفروا نعمة الله، ويبدلوها كفرا؛ فيسلبهم إياها، ويغيرها عليهم كما غيروا ما بأنفسهم، ولله الحكمة في ذلك، والعدل والإحسان إلى عباده؛ حيث لم يعاقبهم إلا بظلمهم. السعدي:324.     ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٥٣﴾] أراد أن الله تعالى لا يغير ما أنعم على قوم حتى يغيروا هم ما بهم بالكفران وترك الشكر، فإذا فعلوا ذلك غير الله ما بهم، فسلبهم النعمة. البغوي:2/232.     ﴿ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلْءَاخِرَةَ ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٦٧﴾] (عرض الدنيا): هو المال؛ وإنما سمي عرضا لأن الانتفاع به قليل اللبث، فأشبه الشيء العارض؛ إذ العروض مرور الشيء وعدم مكثه؛ لأنه يعرض للماشين بدون تهيؤ. ابن عاشور:10/76.     ﴿ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلْءَاخِرَةَ ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٦٧﴾] (تريدون) أيها المؤمنون (عرض الدنيا) بأخذكم الفداء، (والله يريد الآخرة): يريد لكم ثواب الآخرة بقهركم المشركين، ونصركم دين الله عز وجل، والله عزيز حكيم. البغوي:2/239.     ﴿ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَٰبِرُونَ يَغْلِبُوا۟ مِا۟ئَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّا۟ئَةٌ يَغْلِبُوٓا۟ أَلْفًا مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٦٥﴾] (قوم لا يفقهون) أي: لا عِلْمَ عندهم بما أعد الله للمجاهدين في سبيله، فهم يُقَاتِلُون لأجل العلو في الأرض والفساد فيها، وأنتم تفقهون المقصود من القتال: أنه لإعلاء كلمة الله، وإظهار دينه، والذب عن كتاب الله، وحصول الفوز الأكبر عند الله، وهذه كلها دواعٍ للشجاعة والصبر والإقدام على القتال. السعدي:326.     ﴿ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَٰبِرُونَ يَغْلِبُوا۟ مِا۟ئَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّا۟ئَةٌ يَغْلِبُوٓا۟ أَلْفًا مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٦٦﴾] (بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ) أي: يقاتلون على غير دين ولا بصيرة فلا يثبتون. ابن جزي:1/ 348.     ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٦٤﴾] وهذا وعد من الله لعباده المؤمنين المتبعين لرسوله بالكفاية والنصرة على الأعداء، فإذا أتوا بالسبب الذي هو الإيمان والاتباع فلا بُدَّ أن يكفيَهم ما أهمهم من أمور الدين والدنيا، وإنما تتخلف الكفاية بتخلف شرطها. السعدي:325.     ﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا مَّآ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٦٣﴾] أي: جمع بين قلوب الأوس والخزرج، وكان تألف القلوب مع العصبية الشديدة في العرب من آيات النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعجزاته؛ لأن أحدهم كان يلطم اللطمة، فيقاتل عنها حتى يستقيدها، وكانوا أشد خلق الله حمية، فألف الله بالإيمان بينهم؛ حتى قاتل الرجل أباه وأخاه بسبب الدين. القرطبي:10/67.     ﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا مَّآ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٦٣﴾] قال ابن عباس:...إن الله إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء، ثم قرأ هذه الآية. ابن كثير:2/309.     ﴿ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنۢ بَعْدُ وَهَاجَرُوا۟ وَجَٰهَدُوا۟ مَعَكُمْ فَأُو۟لَٰٓئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُو۟لُوا۟ ٱلْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ ۗ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٧٥﴾] فهذه الموالاة الإيمانية لها وقع كبير، وشأن عظيم، حتى إن النبي -صلى الله عليه وسلم- آخى بين المهاجرين والأنصار أخوة خاصة غير الأخوة الإيمانية العامة، وحتى كانوا يتوارثون بها، فأنزل الله: (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله): فلا يرثه إلا أقاربه. السعدي:328.     ﴿ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَهَاجَرُوا۟ وَجَٰهَدُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَوا۟ وَّنَصَرُوٓا۟ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٧٤﴾] هم المؤمنون حقاً؛ لأنهم صدقوا إيمانهم بما قاموا به من الهجرة، والنصرة، والموالاة بعضهم لبعض، وجهادهم لأعدائهم من الكفار والمنافقين. السعدي:328.﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِى ٱلْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٧٣﴾] (إِلا تَفْعَلُوهُ) أي: موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين... (تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ): فإنه يحصل بذلك من الشر ما لا ينحصر من اختلاط الحق بالباطل، والمؤمن بالكافر، وعدم كثير من العبادات الكبار؛ كالجهاد والهجرة، وغير ذلك من مقاصد الشرع والدين التي تفوت إذا لم يتخذ المؤمنون وحدهم أولياء بعضهم لبعض. السعدي:328.     ﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِى ٱلْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٧٣﴾] يعني أن في كل من الكفار قوة الموالاة للآخر عليكم والميل العظيم الحاث لهم على المسارعة في ذلك وإن اشتدت عداوة بعضهم لبعض لأنكم حزب وهم حزب، يجمعهم داعي الشيطان بوصف الكفران كما يجمعكم داعي الرحمن بوصف الإيمان. البقاعي:3/252.     ﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِى ٱلْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٧٣﴾] قطع الله الولاية بين الكفار والمؤمنين، فجعل المؤمنين بعضهم أولياء بعض، والكفار بعضهم أولياء بعض. القرطبي:10/87.     ﴿ وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍۭ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَٰقٌ ۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٧١﴾] وقوله: (والله بما تعملون بصير) تحذير للمسلمين؛ لئلا يحملهم العطف على المسلمين على أن يقاتلوا قوما بينهم وبينهم ميثاق. وفي هذا التحذير تنويه بشأن الوفاء بالعهد، وأنه لا ينقضه إلا أمر صريح في مخالفته. ابن عاشور:10/87.     ﴿ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَلَمْ يُهَاجِرُوا۟ مَا لَكُم مِّن وَلَٰيَتِهِم مِّن شَىْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا۟ ۚ وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍۭ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَٰقٌ ۗ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٧١﴾] ابن العربي: إلا أن يكونوا أسراء مستضعفين؛ فإن الولاية معهم قائمة، والنصرة لهم واجبة حتى لا تبقى منا عين تطرف، حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك، أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم حتى لا يبقى لأحد درهم؛ كذلك قال مالك وجميع العلماء، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حل بالخلق في ترك إخوانهم في أسر العدو، وبأيديهم خزائن الأموال، وفضول الأحوال، والقدرة، والعدد، والقوة، والجلد. القرطبي:10/347.  
    • ﴿ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلَّا مُكَآءً وَتَصْدِيَةً ۚ فَذُوقُوا۟ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٣٥﴾] اتخاذ التصفيق، والغناء، والضرب بالدفوف، والنفخ بالشبابات، والاجتماع على ذلك، ديناً وطريقاً إلى الله وقربة، فهذا ليس من دين الإسلام، وليس مما شرعه لهم نبيّهم محمد صلى الله عليه وسلّم، ولا أحد من خلفائه، ولا استحسن ذلك أحد من أئمة المسلمين. بل ولم يكن أحد من أهل الدين يفعل ذلك على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولا عهد أصحابه، ولا تابعيهم بإحسان، ولا تابعي التابعين. القاسمي:5/ 289.     ﴿ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَمَا كَانُوٓا۟ أَوْلِيَآءَهُۥٓ ۚ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٣٤﴾] قال الحسن: كان المشركون يقولون: نحن أولياء المسجد الحرام، فرد الله عليهم بقوله: (وما كانوا أولياءه) أي: أولياء البيت، (إن أولياؤه) أي: ليس أولياء البيت (إلا المتقون) يعني: المؤمنين الذين يتقون الشرك. البغوي:2/219.     ﴿ أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُوا۟ وَٱذْكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٥﴾] عن قتادة في هذه الآية: افترض الله ذكره عند أشغل ما يكون؛ عند الضرب بالسيوف. ابن كثير:2/302.     ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُوا۟ وَٱذْكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٥﴾] فالصبر والثبات والإكثار من ذكر الله من أكبر الأسباب للنصر. السعدي:322.     ﴿ إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِى مَنَامِكَ قَلِيلًا ۖ وَلَوْ أَرَىٰكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَٰزَعْتُمْ فِى ٱلْأَمْرِ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٣﴾] وكان الله قد أرى رسوله المشركين في الرؤيا عدداً قليلاً، فبشر بذلك أصحابه؛ فاطمأنت قلوبهم، وتثبتت أفئدتهم، ولو أراكهم الله إياهم كثيراً فأخبرت بذلك أصحابك لفشلتم، ولتنازعتم في الأمر: فمنكم من يرى الإقدام على قتالهم، ومنكم من لا يرى ذلك، فوقع من الاختلاف والتنازع ما يوجب الفشل. السعدي:322.     ﴿ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَٱخْتَلَفْتُمْ فِى ٱلْمِيعَٰدِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِىَ ٱللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَىَّ عَنۢ بَيِّنَةٍ ۗ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٢﴾] (ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد) أي: لو تواعدتم مع قريش، ثم علمتم كثرتهم وقلتكم لاختلفتم ولم تجتمعوا معهم، أو: لو تواعدتم لم يتفق اجتماعكم مثل ما اتفق بتيسير الله ولطفه. (ليهلك من هلك عن بينة) أي: يموت من مات ببدر عن إعذار وإقامة الحجة عليه، ويعيش من عاش بعد البيان له. ابن جزي:1/345.     ﴿ إِذْ أَنتُم بِٱلْعُدْوَةِ ٱلدُّنْيَا وَهُم بِٱلْعُدْوَةِ ٱلْقُصْوَىٰ وَٱلرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٢﴾] وقد أريد من هذا الظرف وما أضيف إليه تذكيرهم بحالة حرجة كان المسلمون فيها، وتنبيههم للطف عظيم حفهم من الله تعالى؛ وهي حالة موقع جيش المسلمين من جيش المشركين، وكيف التقى الجيشان في مكان واحد عن غير ميعاد، ووجد المسلمون أنفسهم أمام عدو قوي العدد والعدة والمكانة من حسن الموقع. ولولا هذا المقصد من وصف هذه الهيئة؛ لما كان من داع لهذا الإطناب؛ إذ ليس من أغراض القرآن وصف المنازل إذا لم تكن فيه عبرة. ابن عاشور:10/15-16.     ﴿ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ ۗ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤١﴾] أي: اليوم الذي فرقت فيه بين الحق والباطل؛ وهو يوم بدر. القرطبي:10/35.     ﴿ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَىْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤١﴾] فالإضافة للرسول لأنه هو الذي يقسم هذه الأموال بأمر الله، ليست ملكا لأحد، وقوله صلى الله عليه وسلم: (إني والله لا أعطي أحدا، ولا أمنع أحدا، وإنما أنا قاسم؛ أضع حيث أمرت) يدل على أنه ليس بمالك للأموال، وإنما هو منفذ لأمر الله- عز و جل- فيها. ابن تيمية:3/278.     ﴿ وَلَوْ تَرَىٰٓ إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ ۙ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَٰرَهُمْ وَذُوقُوا۟ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٥٠﴾] هذا عند الموت: تضرب الملائكة وجوه الكفار وأدبارهم بسياط النار. البغوي:2/231.     ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٩﴾] (ومن يتوكل على الله) أي: ومن يسلم أمره إلى الله ويثق به، (فإن الله عزيز حكيم): قوي، يفعل بأعدائه ما يشاء. البغوي:2/231.     ﴿ إِنِّىٓ أَخَافُ ٱللَّهَ ۚ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٧﴾] فأخبر عن الشيطان أنه يخاف الله، والعقوبة إنما تكون على ترك مأمور، أو فعل محظور. ابن تيمية:3/218.     ﴿ وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ خَرَجُوا۟ مِن دِيَٰرِهِم بَطَرًا وَرِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٧﴾] والبطر في اللغة: التقوية بنعم الله عز وجل وما ألبسه من العافية على المعاصي. القرطبي:10/42.     ﴿ وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ خَرَجُوا۟ مِن دِيَٰرِهِم بَطَرًا وَرِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٧﴾] فليكن قصدكم في خروجكم: وجه الله تعالى، وإعلاء دين الله، والصد عن الطرق الموصلة إلى سخط الله وعقابه، وجذب الناس إلى سبيل الله القويم الموصل لجنات النعيم. السعدي:323.     ﴿ وَأَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُوا۟ فَتَفْشَلُوا۟ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَٱصْبِرُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٦﴾] وإنما كان التنازع مفضيا إلى الفشل لأنه يثير التغاضب، ويزيل التعاون بين القوم، ويحدث فيهم أن يتربص بعضهم ببعض الدوائر؛ فيحدث في نفوسهم الاشتغال باتقاء بعضهم بعضا، وتوقع عدم إلفاء النصير عند مآزق القتال، فيصرف الأمة عن التوجه إلى شغل واحد فيما فيه نفع جميعهم، ويصرف الجيش عن الإقدام على أعدائهم؛ فيتمكن منهم العدو. ابن عاشور:10/31.     ﴿ وَأَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُوا۟ فَتَفْشَلُوا۟ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَٱصْبِرُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٦﴾] النهي عن التنازع... يقتضي الأمر بتحصيل أسباب ذلك: بالتفاهم والتشاور، ومراجعة بعضهم بعضا؛ حتى يصدروا عن رأي واحد، فإن تنازعوا في شيء رجعوا إلى أمرائهم؛ لقوله تعالى: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم) [النساء:83]، وقوله: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) [النساء: 59]. والنهي عن التنازع أعم من الأمر بالطاعة لولاة الأمور؛ لأنهم إذا نهوا عن التنازع بينهم فالتنازع مع ولي الأمر أولى بالنهي. ابن عاشور:10/30.     ﴿ وَإِن جَنَحُوا۟ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٦١﴾] فإن في ذلك فوائد كثيرة، منها: أن طلب العافية مطلوب كل وقت، فإذا كانوا هم المبتدئين في ذلك كان أولى لإجابتهم، ومنها: أن في ذلك إجماماً لقواكم، واستعداداً منكم لقتالهم في وقت آخر إن احتيج لذلك، ومنها: أنكم إذا اصطلحتم وأَمِنَ بعضُكم بعضاً، وتمكن كلٌ من معرفة ما عليه الآخر، فإن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، فكل من له عقل وبصيرة إذا كان معه إنصاف فلا بد أن يؤثره على غيره من الأديان. السعدي:325.﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَٱنۢبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْخَآئِنِينَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٥٨﴾] وإنما رتب نبذ العهد على خوف الخيانة، دون وقوعها؛ لأن شؤون المعاملات السياسية والحربية تجري على حسب الظنون ومخائل الأحوال، ولا ينتظر تحقق وقوع الأمر المظنون؛ لأنه إذا تريث ولاة الأمور في ذلك يكونون قد عرضوا الأمة للخطر، أو للتورط في غفلة وضياع مصلحة. ابن عاشور:10/52.     ﴿ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِى ٱلْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٥٧﴾] وهذه من فوائد العقوبات والحدود المرتبة على المعاصي: أنها سبب لازدجار من لم يعمل المعاصي، بل وزجراً لمن عملها أن لا يعاودها. السعدي:324.     ﴿ ٱلَّذِينَ عَٰهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِى كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُو ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٥٦﴾] والتعبير -في جانب نقضهم العهد- بصيغة المضارع للدلالة على أن ذلك يتجدد منهم ويتكرر بعد نزول هذه الآية، وأنهم لا ينتهون عنه؛ فهو تعريض بالتأييس من وفائهم بعهدهم. ابن عاشور:10/ 48.     ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٥٣﴾] وهذا التغيير نوعان: أحدهما: أن يُبدوا ذلك فيبقى قولا وعملا يترتب عليه الذم والعقاب. والثاني: أن يغيروا الإيمان الذي في قلوبهم بضده من الريب والشك والبغض، ويعزموا على ترك فعل ما أمر الله به ورسوله. ابن تيمية:3/282.  
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182399
    • إجمالي المشاركات
      2535848
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93275
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    خلود محمد متولي
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×