اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57446
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180547
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8250
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30256
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53006
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40679
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97009
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31793
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. إن من البيان لسحرًا

    1. قلمٌ نابضٌ

      ساحة لصاحبات الأقلام المبدعة المتذوقة للشعر العربي وأدبه

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      50492
      مشاركات
  11. مملكتكِ الجميلة

    1. 41313
      مشاركات
    2. 33884
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  12. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32199
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34854
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  13. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  14. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37341 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  15. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • الفوائد والأحكام في سورة البقرة الآيات (151-157)   1- امتنان الله عز وجل على هذه الأمة بما أنعم عليهم من إرساله فيهم رسولاً منهم هو محمد صلى الله عليه وسلم يتلو عليهم آياته ويطهرهم ويعلمهم القرآن والسنة وأسرار الشريعة، ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون؛ لقوله تعالى: ﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 151].     2- أن إرسال الرسل وإنزال الكتب أعظم نعم الله عز وجل على الخلق، وأجل ذلك وأعظمه بعثة محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الأمة وإنزال القرآن والسنة عليه.       3- في كون الرسول من نفس الأمة نعمة خاصة عليهم حيث يعرفونه ويتكلم بلسانهم فيفهمون عنه، مما يجعل الواجب عليهم أعظم من غيرهم في المبادرة إلى تصديقه واتباعه؛ لقوله:﴿ مِنْكُمْ ﴾.       ولهذا امتن الله على المؤمنين في سورة التوبة بقوله تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، وقال تعالى في سورة آل عمران: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [آل عمران: 164].       كما ذكَّر الله عز وجل قريشا بهذا في معرض توبيخه لهم فقال تعالى: ﴿ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ﴾ [النجم: 2]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ﴾ [التكوير: 22]. أي: كيف تتهمونه بالضلال والجنون وهو صاحبكم الذي هو منكم، ولم تعرفوا عنه ضلالاً ولا جنوناً.       4- في تنكير "رسولا" إشارة إلى علو مكانته صلى الله عليه وسلم ورفعة منزلته وفضله.       5- أن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم تلاوة آيات الله على الناس وبيان ألفاظها ومعاينها وأحكامها، وتزكيتهم وتعليمهم الكتاب والسنة وأسرار الشريعة وتعليمهم ما لم يكونوا يعلمون؛ لقوله تعالى: ﴿ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 151].       وهذه هي أصول النعم على الإطلاق، وكلها جعلها الله عز وجل على يده صلى الله عليه وسلم وبسببه.       6- دلالة القرآن بما فيه من الإعجاز بألفاظه ومعانيه وأحكامه وأخباره، أنه من عند الله ذي الكمال في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته المستحق للعبادة وحده دون سواه، وعلى صدق من جاء به؛ لهذا سمي بـ"آيات الله".       7- تعظيم القرآن الكريم؛ لأن الله عز وجل أضافه إليه في قوله: ﴿ آيَاتِنَا ﴾.       8- تزكية الشريعة المحمدية وتطهيرها لنفوس أتباعها وأبدانهم وأعمالهم وأخلاقهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَيُزَكِّيكُمْ ﴾.       9- أن تزكية النفوس إنما تكون باتباع منهجه صلى الله عليه وسلم، لا بتزكية الإنسان نفسه، أو نحو ذلك.       10- أن الأصل في الإنسان الجهل وعدم العلم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 151].       11- وجوب ذكر الله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي ﴾ فمطلق الذكر واجب، لكن الذكر من حيث العموم ليس كله واجباً، بل منه ما هو واجب، ومنه ما هو مندوب.       12- أن من ذكر الله ذكره الله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152]، وهذا يدل على عظم ذكر الله وفضله؛ لأن ذكر العبد لله عز وجل سبب لما هو أجل وأعظم وهو ذكر الله تعالى له، كما أن عمل العبد سبب لما هو أعظم وهو ثواب الله تعالى ومحبته للعبد، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ [آل عمران: 31].       13- وجوب شكر الله تعالى وحده بالقلب واللسان والجوارح، وتأكيد ذلك بالنهي عن كفره؛ لقوله تعالى: ﴿ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152] كما ذم الله تعالى من كفر بنعمته فقال: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴾ [إبراهيم: 28].       14- وجوب شكر نعم الله تعالى: والثناء عليه بها، واستعمالها في طاعته، وظهور أثرها على العبد، كما قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 11].       وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده"[1].       وقال صلى الله عليه وسلم في الدعاء: "اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك، قابليها وأتمها علينا"[2].       15- تصدير الخطاب بالنداء للتنبيه والعناية والاهتمام؛ لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا ﴾.       16- تشريف المؤمنين وتكريمهم بندائهم بوصف الإيمان، والحث على الاتصاف بهذا الوصف، وأن امتثال ما بعده من أوامر أو نواهٍ من مقتضيات الإيمان، كما أن عدم امتثال ذلك يعد نقصاً في الإيمان؛ لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 153].       17- الحث والإرشاد إلى الاستعانة بالصبر والصلاة؛ لقوله تعالى: ﴿ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ [البقرة: 153].       18- فضل الصبر والصلاة، وأنهما أعظم ما يستعان به على المصائب وعلى جميع أمور الدين والدنيا، إذ لا سبيل لبلوغ الإنسان مطلوبه وإدراك مراده إلا بتوفيق الله له إلى الصبر على طاعة الله تعالى، وعن معصية الله، وعلى أقداره المؤلمة.       19- معية الله عز وجل الخاصة للصابرين وعونه وتوفيقه لهم ومحبته وتأييده؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].       20- النهي عن القول بأن الذين قتلوا في سبيل الله أموات، أو اعتقاد ذلك؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ﴾ [البقرة: 154].       21- أهمية الإخلاص لله تعالى في القتال؛ لقوله تعالى: ﴿ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 154].       22- إثبات حياة الشهداء حياة برزخية يتنعمون فيها، وهي أجل وأعظم من حياة الدنيا؛ لقوله تعالى: ﴿ بَلْ أَحْيَاءٌ ﴾، وقوله في آية آل عمران: ﴿ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169].       23- إثبات الحياة البرزخية ونعيم القبر؛ لقوله تعالى: ﴿ بَلْ أَحْيَاءٌ ﴾ كما قال تعالى في عذاب القبر عن آل فرعون: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 46].       24- فضل الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، والترغيب في ذلك؛ لأن الله عز وجل أثاب الشهداء لما بذلوا أنفسهم في سبيل الله بأن جعلهم بعد موتهم أحياءً عنده حياة برزخية أجل وأكمل، وأعلى وأفضل من الحياة الدنيا بما فيها.       25- أن حياة البرزخ وأحواله من الغيب الذي لا نشعر به ولا نعلم منه إلا ما علمنا الله إياه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 154].       26- ابتلاء الله للعباد بأنواع من المصائب ليتبين من يصبر ويحتسب ممن يجزع ويتسخط؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ﴾ [البقرة: 155]، فكل هذه من المصائب التي جرت بها سنن الله الكونية، ويجب الصبر عليها.       27- البشرى العظيمة للصابرين؛ لقوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155]، أي: وبشر الصابرين بعظيم البشرى، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].       1- تفويض الصابرين أمرهم إلى الله بقلوبهم وألسنتهم عند المصيبة بإعلانهم أنهم ملك لله، وأنهم إليه راجعون؛ لقوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156].       وفي هذا تحقيق الربوبية والألوهية، والإخلاص والإنابة إلى الله تعالى وصدق اللجوء إليه، والتسليم لأمره والرضا بقدره.       2- يندب لمن أصابته مصيبة من المصائب المذكورة وغيرها أن يقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون". وأن يقول ما جاءت به السنة: "اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها"؛ لأن الله أثنى على الصابرين وامتدحهم بقولهم هذه المقالة عند المصيبة.       كما وعدهم عز وجل بصلاته عليهم ورحمته لهم وحصر الهداية فيهم فقال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 157] كما وعدهم على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بالخلف والأجر العظيم والخير وحط الخطايا، فعن أم سلمة، رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد تصيبه مصيبة، فيقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون) اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها" قالت: "فلما توفى أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخلف الله لي خيراً منه، رسول الله صلى الله عليه وسلم"[3].       وفي رواية أنها قالت: "فلما توفي أبوسلمة استرجعت وقلت: اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منه، ثم رجعت إلى نفسي، فقلت: من أين لي خير من أبي سلمة؟ فلما انقضت عدتي استأذن علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبني، فأبدلني الله بأبي سلمة خيراً منه رسول الله صلى الله عليه وسلم"[4].       وعن أبي موسى رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم: فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد"[5].       وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيراً يصب منه"[6].       وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به عنه من سيئاته كما تحط الشجرة ورقها"[7].       30- علو مرتبة الصابرين وثناء الله عليهم ورحمته لهم، وحصر الهداية فيهم؛ لقوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 157]، فمن لم يصبر حرم ذلك كله، وصار إلى ضده، وهو دنو المنزلة، وذم الله وعقوبته له، والضلالة والخسران.       وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية"[8]، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع معظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط"[9].       فما أقل تعب الصابرين، وأعظم ثوابهم، وما أشد عناء الجازعين وأعظم عقابهم.       31- إثبات ربوبية الله عز وجل الخاصة للصابرين؛ لقوله تعالى: ﴿ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾.       32- إثبات صفة الرحمة لله عز وجل، ورحمته الخاصة بالمؤمنين؛ لقوله تعالى: ﴿ وَرَحْمَةٌ ﴾.       33- أن الصابرين هم المهتدون حقًّا؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾، فأكد هدايتهم، بل وحصر الهداية فيهم.    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,   الفوائد والأحكام سورة البقرة الآيات (159 ـــ 163)   1- الوعيد الشديد، والتهديد الأكيد للذين يكتمون ما أنزل الله- عز وجل- من البينات والهدى والعلم- بلعنهم وطردهم عن رحمة الله- عز وجل- وجنته، وتحقيرهم؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ [البقرة: 159]     وهذا عام في كل مَن كتموا ما أنزل الله من أهل الكتاب وغيرهم؛ ولهذا قال أبوهريرة- رضي الله عنه: "لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم، وتلا هذه الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ﴾ الآية"[1].       2- أن كتمان البينات والهدى والعلم من كبائر الذنوب؛ لأن الله- عز وجل- رتب على ذلك لعنته، فلعنهم، ولعنهم اللاعنون من خلقه.       3- إثبات العظمة لله- عز وجل- لقوله تعالى: ﴿ أَنْزَلْنَا ﴾ ﴿ بَيَّنَّاهُ ﴾ بضمير العظمة، وأنه هو العظيم- سبحانه وتعالى.       4- إثبات العلو لله- عز وجل- على خلقه؛ لأن الإنزال يكون من أعلى إلى أسفل، فله- عز وجل- العلو المطلق؛ علو الذات، وعلو الصفات.       5- أن القرآن الكريم منزل من عند الله- عز وجل- غير مخلوق؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى ﴾ [البقرة: 159].   وفي هذا رد على المعتزلة القائلين بخلق القرآن، وهكذا جميع الكتب السماوية منزلة من عنده- عز وجل- غير مخلوقة.       6- فضل الله- عز وجل- ونعمته على الناس بإنزال البينات والهدى، وبيان ذلك لهم، كما قال تعالى: ﴿ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [البقرة: 118]، وقال تعالى: ﴿ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 97]، ﴿ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ﴾ [الأنعام: 98]، ﴿ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 126].       7- إقامة الحجة على الخلق بإنزال الكتاب، وبيان الحق والهدى للناس جميعاً.       8- عموم رسالته صلى الله عليه وسلم لجميع الناس؛ لقوله تعالى: ﴿ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ﴾.       9- وجوب نشر العلم، وإظهار الحق وبيانه؛ لأن الله- عز وجل- لعن من يكتمون ذلك، وتوعدهم، كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ﴾ [آل عمران: 187].       10- في لعن الله عز وجل للذين يكتمون ما أنزله من البينات والهدى إثبات لأفعاله عز وجل الاختيارية، الدائرة مع سببها وجوداً وعدماً، والمتعلقة بمشيئته عز وجل.       11- جواز لعن من كتم ما أنزله الله من البينات والهدى؛ لقوله تعالى: ﴿ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ أي: يلعنون من هذه صفته، أي: يلعنون الذين يكتمون ما أنزل الله- وهكذا يجوز لعن الكافرين والظالمين والفاسقين والمكذبين من حيث العموم، لكن لا يجوز لعن المعين في حياته، لأنه لا يدرى ماذا يختم له به، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [البقرة: 161].       واختلفوا في لعن المعين ممن ماتوا على الكفر، فأجازه بعض أهل العلم، ومنع منه بعضهم، وهذا أسلم؛ لقوله- صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أَفْضَوْا إلىٰ ما قَدَّمُوا"[2].       12- عظم جرم وشؤم من يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى والعلم على البلاد والعباد؛ ولهذا استحقوا أن يلعنهم الله، ويلعنهم جميع خلقه بلسان الحال والمقال، ولهذا قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].       وفي الأثر: عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن مجاهد قالا: "إذا اشتدت الأرض، قالت البهائم: هذا من أجل عصاة بني آدم، لعن الله عصاتهم"[3].       13- عظم مسؤولية العلماء، وما يجب عليهم من بيان الهدى والعلم للناس، وبيان الحق للسائلين وغيرهم.       14- فضل الله- عز وجل- وسعة حلمه، بفتح باب التوبة للتائبين مهما عظمت ذنوبهم وكثرت؛ لقوله تعالى: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا ﴾ [البقرة: 160]       15- لابد لمن تابوا ورجعوا عن كتمان الحق من إصلاح ما أفسدوه بكتمانهم، وبيان ما كتموه من الحق وإظهاره، وهذا هو معنىٰ الإقلاع عن المعصية في حقهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا ﴾ [البقرة: 160]       16- وعد الله- عز وجل- الذي لا يتخلف لمن تابوا من كتمان العلم والهدى، وأصلحوا عملهم بإظهار ما كتموه وبيانه للناس بالتوبة عليهم؛ لقوله تعالى: ﴿ فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ﴾       17- إثبات اسمين من أسماء الله- عز وجل- وهما: "التواب" و"الرحيم"؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾   وإثبات ما يدل عليه اسم "التواب" من اتصافه عز وجل بالتوبة الواسعة على عباده، توفيقاً منه لهم للتوبة وقبولاً لها.       وما يدل عليه اسمه "الرحيم" من إثبات صفة الرحمة الواسعة لله- عز وجل- رحمة ذاتية ثابتة له- عز وجل- ورحمة فعلية، يوصلها من شاء من خلقه، رحمة عامة لجميع الخلق، ورحمة خاصة بالمؤمنين.       18- استحقاق الذين كفروا واستمروا على الكفر حتى ماتوا للعنة الله- عز وجل، ولعنة الملائكة والناس أجمعين؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [البقرة: 161].       19- أن من تابوا ورجعوا عن الكفر قبل موتهم لا يستحقون اللعن، فلا يجوز لعنهم؛ لمفهوم قوله تعالىٰ: ﴿ وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ ﴾ فمفهوم هذا أن من لم يمت على الكفر لا يجوز لعنه.       20- إثبات وجود الملائكة، ووجوب الإيمان بهم، وهم خلق من خلق الله- عز وجل- خلقهم الله من نور ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].       21- خلود الكفار الذين ماتوا على الكفر في لعنة الله، وفي النار مطرودين مبعدين عن رحمة الله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾ [البقرة: 162]       22- أن العذاب لا يخفف عن الكفار في النار، ولا ينقطع، ولو لفترة قصيرة؛ لقوله تعالى: ﴿ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ ﴾ [البقرة: 162].   وفي هذا رد على القائلين بفناء النار، وعلى القائلين بأن المعذبين في النار يكونون جهنميين، فلا يحسون بحرها وعذابها.       23- معاجلة الكفار بالعذاب بعد موتهم؛ عذاب القبر وعذاب النار، مع الشقاء في الدنيا، بلا رحمة لهم، ولا إشفاق عليهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴾ [البقرة: 162].       24- أن إله الخلق ومعبودهم الذي يستحق العبادة وحده هو الله- عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾ [البقرة: 163].       25- إثبات اسمين من أسماء الله- عز وجل- وهما "الإله" و"الواحد"، وصفة الألوهية والوحدانية له عز وجل.       26- تأكيد ثبوت الألوهية لله- عز وجل- وحده- وحصرها فيه، ونفيها عن غيره؛ لقوله تعالى: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [البقرة: 163].       وفي هذا إبطال لقول النصارى بتعدد الآلهة، ولما عليه المشركون من عبادة الأوثان، وقولهم فيما حكى الله تعالى عنهم: ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴾ [ص: 5 - 7].       27- إثبات اسم الله- عز وجل- "الرحمن" وما يدل عليه من إثبات صفة الرحمة الواسعة لله- عز وجل- رحمة ذاتية ثابتة له- عز وجل، ورحمة فعلية، يوصلها من شاء من خلقه، رحمة عامة لجميع الخلق، ورحمة خاصة بالمؤمنين؛ بقوله تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ ﴾       28- في إتباع قوله- عز وجل- ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [البقرة: 163] بقوله: ﴿ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ إشارة إلى أن ألوهيته- عز وجل- مبنية على الرحمة، وفي هذا من البشارة ما فيه، وأن رحمته- عز وجل- سبقت غضبه. كما أن في ذلك إشارة إلى أن من دلائل وحدانيته- عز وجل- رحمته التي وسعت كل شيء وعمّت كل حي، والتي من آثارها حصول جميع النعم، واندفاع جميع النقم.    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, الفوائد والأحكام في سورة البقرة الآيات (164 - 167)   1- عظم خلق السموات والأرض وما في ذلك من الآيات الدالة على عظمة الخالق سبحانه ووحدانيته، وكمال قدرته وحكمته ورحمته.   وأن السموات والأرض مخلوقة بعد العدم، وليست بأزلية- كما يزعم الفلاسفة القائلون بقدم الأفلاك؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 164].       2- أن في اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما، واختلاف أحوالهما ظلمةً وضياءً وطولاً وقصراً، وسكناً ومعاشاً، وغير ذلك، واختلاف الأحوال فيهما من حر إلى برد، ومن عز إلى ذل، ومن شدة إلى رخاء ونحو ذلك وعكسه وغير ذلك، في ذلك كله آيات دالة على عظمة الله ووحدانيته وقدرته وحكمته ورحمته؛ لقوله تعالى: ﴿ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾.       3- أن في الفلك والسفن التي تجري في البحر بتسخير الله بما ينفع الناس، من حملهم وحمل أمتعتهم وأقواتهم آيات عظيمة دالة على عظمة الله ووحدانيته وحكمته ورحمته وكمال قدرته.       إذ كيف تجري هذه السفن العظيمة على الماء، وكيف لا تغرق في لجج البحار؛ لقوله تعالى: ﴿ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ ﴾.       4- أن في إنزال المطر من السماء وإحياء الأرض به بعد موتها، وما بث فيها من كل أنواع الدواب آيات عظيمة تدل على عظمة الخالق ووحدانيته وحكمته وسعة رحمته، وكمال قدرته؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ ﴾.       5- أن في تصريف الرياح وتغيير توجهها من جهة إلى أخرى وما يترتب على ذلك من منافع أو مضار، وفي تكوين السحاب وتسخيره بين السماء والأرض آيات عظيمة تدل على قدرة الله تعالى التامة، ووحدانيته وحكمته ورحمته؛ لقوله تعالى: ﴿ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾.       6- إنما يتأمل في مخلوقات الله عز وجل الكونية من خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار وغير ذلك من الآيات المذكورة وغيرها ويتفكر فيها، ويستدل بها على عظمة الخالق ووحدانيته، وتمام قدرته وقوته، وكمال حكمته، وسعة رحمته ذوو العقول؛ لقوله تعالى: ﴿ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ أي: الذين تهديهم عقولهم إلى التأمل في آيات الله والتفكر فيها.       7- الحث والترغيب في التدبر والتفكر في آيات الله عز وجل ومخلوقاته في هذا الكون العظيم؛ لأن الله ذكر أن هذا من صفات ذوي العقول.       8- يؤخذ من مفهوم قوله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ الآية، التعريض بالذين لا يعقلون ولا يتفكرون في آيات الله ولا ينتفعون بها، والرد على المشركين والدهريين.       9- ذم المشركين باتخاذهم- جهلاً وسفهاً- من دون الله أنداداً يحبونهم كحبهم لله؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 165].       10- أن محبة الله تعالى من العبادة، بل محبة الله تعالى وتعظيمه هي أساس العبادة، فبالمحبة يفعل المأمور، وبالتعظيم يجتنب المحظور؛ ولهذا جعل الله عز وجل من أحب من دون الله شيئاً كما يحب الله تعالى كمن اتخذ من دون الله أنداداً وشركاء.       11- محبة المؤمنين لله تعالى أشد من محبة المشركين للأنداد؛ لقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165].       12- أن في ازدياد إيمان العبد زيادة محبته لله تعالى، كما أن في شدة محبته لله تعالى دلالة على قوة إيمانه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾.       13- وجوب تقديم محبة الله عز وجل على جميع المحبوبات؛ لأن الله ذم من أحبوا الأنداد كحب الله ووصفهم بالشرك والظلم.       14- أن من جعل لله نداً في المحبة فهو ظالم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ ﴾ [البقرة: 165] وأظلم الظلم الشرك بالله- تعالى.       15- إثبات البعث والجزاء، ورؤية الظالمين للعذاب؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ ﴾، وقوله تعالى: ﴿ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ﴾ [البقرة: 166].       16- أن القوة جميعاً لله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴾ [البقرة: 165] والمخلوق وإن كان له قوة فليست بشيء بالنسبة لقوة الله عز وجل،وأيضاً فإن قوة المخلوق إنما هي من الله عز وجل.       17- شدة عذاب الله تعالى للمشركين الظالمين ونحوهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة: 165].       18- التحذير من بطش الله وعذابه، لأنه عز وجل ذو القوة التامة، شديد العذاب.       19- براءة المتبوعين بالباطل من أتباعهم وتخليهم عنهم في أشد المواقف يوم القيامة؛ لقوله تعالى: ﴿ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا ﴾ [البقرة: 166]، وفي هذا من الألم المعنوي لقلوب هؤلاء الأتباع والأسى والحسرة وخيبة الأمل ما لا يتصور.       20- أن كل سبب ترجى به النجاة فهو منقطع يوم القيامة إلا ما شرعه الله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴾ [البقرة: 166]، كما قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [العنكبوت: 12].       21- بلاغة القرآن الكريم في الإشارة إلى ما عليه هؤلاء الأتباع في ذلك اليوم بعد أن تقطعت بهم أسباب النجاة التي يؤملونها من شدة الحيرة وتيقن الهلاك وسوء المصير.       22- تمني الأتباع على الباطل الرجوع إلى الدنيا؛ ليتبرؤوا من متبوعيهم، كما تبرؤوا منهم في الآخرة، وهيهات لهم ذلك؛ لأن الرجوع إلى الدنيا غير ممكن؛ لقوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ﴾ [البقرة: 167].       23- عقوبة الله تعالى لهؤلاء المذكورين بجعل أعمالهم حسرات عليهم؛ لقوله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ﴾ [البقرة: 167].       24- خلود المشركين في النار من الأتباع والمتبوعين خلوداً أبديًّا؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 167].       25- إثبات النار، وأنها مآل الكفار، لا تفنى ولا يفنى عذابها ولا أهلها؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴾.       وكما قال تعالى في سورة النساء: ﴿ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [النساء: 169]، وقال تعالى في سورة الأحزاب: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [الأحزاب: 64، 65]، وقال تعالى في سورة الجن: ﴿ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾ [الجن: 23].   . المصدر: «عون الرحمن في تفسير القرآن»   شبكة الالوكة  
    • فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (49) العافية بعد المصيبة فتنة، يختبر الله الشاكر من الكافر (فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة) / الشيخ عبد العزيز الطريفي ﴿قال إنما أوتيته [على علم] بل هي فتنة﴾ ما أعظمها من فتنة، الاغترار بالعلم، والاعتداد بالرأي وحدّة الذكاء والفهم. إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأول مـا يجني عليه اجـتهـاده . . / تدبر ‏”ثُمّ إذا خولناهُ نِعمةً مِنّا قال إنّما أُوتيتُهُ على علمٍ بل هي فتنه” الرزق الذي يأتيك أحياناً يكون استدراج من الله ليرى من يشكُر ومن يكفُر، فلا تغتر بالنعم طويلاً، وألزم الحمد على كُل حال .. / ياسمين العنزي 4-من ضروب هذا الطغيان؛ أنَّ هذا المنعَم عليه ينسى فضل المنعِم -جل في علاه-، فينسِب النعمة إلى غير مسديها، ويضيفها إلى غير موليها؛ هذه حالٌ - غالبةٌ على كثير من الناس، قال الله تبارك وتعالى: (فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[الزمر:49-50]؛ (قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) أي مثل قارون وأضرابه ومَن هم على شاكلته القائل (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)[القصص:78]. ,,,,,,,,,,,,,,,,, تفسير الشيخ الشعراوي (فَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )٤٩(قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ )٥٠-الزمر ر أينا المشركين الذين اتخذوا مع الله آلهة أخرى وقالوا: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زُلْفى .. إذا ما طرأ لهم طارئ أو جَدَّ في حياتهم شيء فوق طاقة أسبابهم لا يلجئون الأصنام، ولا إلى الآلهة التي عبدوها من دون الله، إنما يلجئون إلى الله ويضرعون إليه سبحانه ليكشف عنهم ما هم فيه، وليرفع عنهم البلاء، لماذا؟
      لأن هذه هي الفطرة السليمة التي فطر اللهُ الناسَ عليها، والعهد الذي أخذه الله علينا جميعاً ونحن في عالم الذرِّ حين قال سبحانه: { { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ } [الأعراف: 172] والإنسان لا يخدع نفسه ولا يسلمها، فإذا أحاط به شر لا تنهض الأسباب لدفعه قال: يا رب وعندها ينسى كبرياءه، وينسى عناده، وينسى تكذيبه للرسل ولا يجد إلا ربه وخالقه وإلهه الحق.
      وصدق الله: { { وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِي ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ كَفُوراً } [الإسراء: 67].
        ونلاحظ أيضاً أن الإنسان حينما يقع في كرب لا يقدر على دفعه بنفسه ينادي مَنْ حوله، فإذا لم يُجِبْه أحدٌ يقول يا هوه، ومعناها: يا هو يا مَنْ ليس هناك غيره، والمراد الله سبحانه وتعالى.
      وقوله { ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ } [الزمر: 49] أي: أعطيناه { نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } [الزمر: 49] يعني: إنْ أعطيناه نعمة بعد هذا الضر الذي مسَّه سرعان ما ينسى ويعود إلى صَلَفه وغروره الحياتي، لأنه يخاف أن مسألة رفع الضر عنه تُقربه من ربه الذي دعاه، وأن هذا الجميل الذي ساقه إليه ربُّه يعيده إلى الجادة وإلى الاستقامة.
      فالاستقامة تكاليف ومسئولية هو يكرهها، ولا يريد أنْ يُقيّد نفسه بها، لأن التكليف معناه مَنْع النفس عن شهواتها، وحملها على الطاعات فهو يخاف أن تأسره هذه المسألة، أو تقيد حريته في الشهوات، لذلك قال الحق سبحانه عن الصلاة: { { وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَٰشِعِينَ } [البقرة: 45].
      وقوله: { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } [الزمر: 49] لها وجهان: إما على علم من الله أنِّي أستحق هذا الخير وإلا ما أعطاني - هذا إنْ كان يعتقد أن الله هو الذي يعطي - أو على علم مني، لأن عندي دقَّةً في التعامل ويقظة، وعندي تجربة ودراية بالأمور ودراسة للنتائج.
        وهنا يصحح له ربه { بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ .. } [الزمر: 49] يعني: هذه النعمة فتنة من الله، فلا هي لعلم الله أنك تستحق، ولا هي نتيجة لعلمك ومهارتك { بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ .. } [الزمر: 49] يعني: ابتلاء واختبار. كما قال سبحانه: { { وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً } [الأنبياء: 35] نبلو بالشر لنرى مَنْ يصبر، ونبلو بالخير لنرى مَنْ يشكر ومَنْ يطغى.
      وفي موضع آخر قال تعالى: { { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً } [الفرقان: 20].
      يعني: كلُّ بعض منا فتنة للبعض الآخر، فالغني فتنةٌ للفقير، والقويُّ فتنة للضعيف، والعكس صحيح ليختبر الحق سبحانه خَلْقه: مَنْ يصبر ومَنْ يجزع، مَنْ يشكر ومَنْ يكفر، مَنْ يرضى ومَنْ ينقم.
      إذن: ينبغي على الإنسان أنْ يقوم في حركة حياته ما أقامه الله، فكل ما يُجْريه عليه خير، فإذا رأيتَ نعمة عند غيرك وليست عندك فاعلم أن الله ما فضّل هذا عليك، وأنت بصبرك على ما قُدِّر لك وعدم حقدك على أخيك تستطيع أنْ تكون أفضل منه.
        وتختم الآية بقوله تعالى: { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } [الزمر: 49] أي: هذه الحقائق التي ذُكِرتْ لا يعلمها الكثيرون، وهذا يعني أن القلة تعلم.
      ثم يوضح الحق سبحانه أن هذه المسألة ليست كلمة نظرية، إنما هي حقيقة لها واقعٌ في تاريخ السابقين، فيقول: { قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [الزمر: 50] نعم قالها قارون { { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ } [القصص: 78].
      ونقول: ما دمتَ قد أوتيته على علم، سواء علم من الله أنك أهلٌ لهذا الخير أو علم عندك ومهارة في العمل والتناول، فها هي النعمة بين يديك، وما عليك إلا أنْ تحفظها، وحِفْظ الشيء الموجود بين يديك أيسَرُ من إيجاده من العدم، فهل تستطيع؟
      والمعنى أنني لا أقول لكم كلاماً نظرياً، بل هو واقع يؤيده التاريخ، فقد قالها قارون واغترَّ بها، ثم خسفنا به وبداره الأرض وهنا نشأتْ قضية: إذا كنتَ قد أوتيته على علم فاحفظه أيضاً على علم، لكن ما دام الأمر قد تخلَّى عنك في الحفظ وهو يسير، فأنت في الإيجاد أشدّ تخيلاً.
      نعم { قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [الزمر: 50] لأن الله خسف بقارون وبداره أيضاً، فلم تذهب النعمة والثروة فحسب، بل طال الانتقام حتى الأرض والمكان الذي يعيش عليه ويبيت فيه ويستريح عليه.   التفاسير العظيمة
    • عند التفكير في شراء غسالة صحون، هناك العديد من النصائح التي يجب أخذها بعين الاعتبار لضمان اختيار الجهاز المناسب لاحتياجاتك. غسالات الصحون أصبحت جزءا أساسيا من الأجهزة المنزلية في كثير من المنازل، وذلك بفضل قدرتها على توفير الوقت والمجهود، وتحقيق نتائج تنظيف ممتازة. لكن ما هي العوامل التي ينبغي أن تضعها في الحسبان عند اختيار غسالة الصحون المثالية؟ وما هي العروض المتاحة على غسالات الصحون في متجر تكييف الإلكتروني بالرياض؟ في هذا المقال، سنقدم لك دليلا شاملا حول أهم النصائح عند شراء غسالة صحون مع تسليط الضوء على العروض المقدمة من متجر تكييف الإلكتروني.   1. تحديد الحجم والسعة المناسبة    عند شراء غسالة الصحون هي تحديد الحجم المناسب لاحتياجات أسرتك. تتوفر غسالات الصحون بأحجام مختلفة تتراوح من الصغيرة المخصصة للأسر الصغيرة أو الفردية، إلى الكبيرة التي تستوعب كميات أكبر من الأطباق وتناسب الأسر الكبيرة. قبل الشراء، قم بقياس المساحة المتاحة في مطبخك لوضع الغسالة، وتأكد من اختيار جهاز يتناسب مع احتياجاتك اليومية.   2. اختيار البرامج والإعدادات المناسبة   تأتي غسالات الصحون الحديثة مجهزة بعدة برامج تنظيف مثل الغسيل السريع، غسيل الأواني المتسخة بشدة، وبرامج صديقة للبيئة. لذلك، يفضل اختيار غسالة صحون تتضمن خيارات متنوعة لتلبية احتياجاتك المختلفة، خاصة إذا كانت أسرتك تستخدم أنواعا مختلفة من الأواني والأطباق.   3. كفاءة استهلاك الطاقة والماء   كفاءة استهلاك الطاقة والماء هي عامل مهم عند شراء أي جهاز كهربائي. تأكد من اختيار غسالة صحون تحمل علامة كفاءة طاقة عالية، حيث ستوفر لك هذه الأجهزة في فاتورة الكهرباء والمياه على المدى الطويل. معظم غسالات الصحون الحديثة تأتي بتكنولوجيا صديقة للبيئة تتيح استخدام أقل قدر من الماء والطاقة مع الحفاظ على جودة التنظيف.   4. الميزات الذكية والتقنيات المتطورة   غسالات الصحون الحديثة تحتوي على ميزات وتقنيات متطورة مثل التحكم الذكي عبر التطبيقات، أجهزة استشعار لتنظيم كمية المياه المستخدمة، وتجفيف فعال يعمل على توفير الوقت والطاقة. إذا كنت تبحث عن الراحة والتكنولوجيا، فتأكد من اختيار غسالة صحون مزودة بأحدث التقنيات.   5. عروض غسالات صحون في متجر تكييف الإلكتروني بالرياض   من المعروف أن متجر تكييف الإلكتروني بالرياض يقدم مجموعة واسعة من الأجهزة الكهربائية، بما في ذلك غسالات الصحون. يقدم المتجر العديد من عروض غسالات صحون التي تشمل تخفيضات كبيرة وخصومات تنافسية تجعل من السهل الحصول على غسالة صحون ذات جودة عالية بسعر مناسب. قد تشمل العروض أيضا إمكانية التوصيل المجاني أو التركيب المجاني داخل الرياض، مما يضيف قيمة إضافية للصفقة.   عروض غسالات الصحون المتاحة تشمل خيارات متنوعة من أفضل العلامات التجارية العالمية، ما يتيح لك الفرصة لاختيار الجهاز الذي يناسب احتياجاتك وميزانيتك. كما يوفر المتجر خيارات دفع ميسرة مثل الأقساط بدون فوائد لفترات طويلة، مما يجعل عملية الشراء أكثر سهولة ومرونة. إذا كنت ترغب في معرفة المزيد حول العروض الحالية، يمكنك زيارة الموقع الإلكتروني لمتجر تكييف أو متابعة أحدث العروض عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية التي يرسلها المتجر لعملائه.   6. الضمان وخدمة ما بعد البيع   عند شراء غسالة صحون، من المهم أن تختار جهازا يأتي بضمان شامل يغطي الأعطال والمشكلات التقنية لفترة معينة. متجر تكييف الإلكتروني يوفر ضمانات على معظم الأجهزة، بالإضافة إلى خدمة ما بعد البيع التي تضمن حصولك على الدعم اللازم في حال حدوث أي مشكلة.   خاتمة   شراء غسالة صحون قد يكون قرارا مهما يتطلب التفكير في عدة عوامل مثل الحجم، البرامج، كفاءة استهلاك الطاقة، والتقنيات الحديثة. ومن خلال الاستفادة من عروض غسالات صحون  و مجففات ملابس المتاحة في متجر تكييف الإلكتروني بالرياض، يمكنك الحصول على غسالة تلبي احتياجاتك بسعر معقول. لا تتردد في الاستفادة من العروض والتخفيضات المتاحة لتوفير المال والتمتع بتجربة شراء سهلة ومريحة. https://takief.com/
    • إن الله إذا أحبَّ عبدًا أحبَّه أهلُ السماء والأرض، ووفَّقه الله للخير، اللهم إنا نسألك حبَّك وحبَّ مَن يُحِبُّك، وحبَّ كلِّ عمل يُقرِّبنا إلى حبِّك.       ثبت في القرآن الكريم أنه سبحانه وتعالى لا يحب الكافرين، والظالمين، والمعتدين، والمفسدين، والمستكبرين، والخائنين، والمسرفين، والفرحين، وأنه لا يحب من كان مختالًا فخورًا، ولا خوانًا أثيمًا، وورد في الأحاديث بعضًا ممن يكرههم الله:   ((إن الله يُبغِضُ الفاحش المتفحِّش))؛ [رواه أحمد، وابن حبان، وصححه الألباني].       وفي الحديث: ((إن الله يُبغض كلَّ جَعْظَرِيٍّ جوَّاظٍ صخَّاب في الأسواق، جيفةٍ بالليل حمار بالنهار، عالم بالدنيا جاهل بالآخرة))؛ [رواه ابن حبان في صحيحه، والبيهقي في السنن الكبرى].       نسأل الله أن يوفِّقنا لِما يُحب ويرضى، ويصرف عنا كل صفة وخُلُقٍ لا يحبه عز وجل، ويرزقنا محبته.       قال حسان في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:   وأحسن منك لم تَرَ قطُّ عيني وأجمل منك لم تلدِ النساءُ خُلِقت مبرَّأً من كل عيبٍ كأنك قد خُلقتَ كما تشاءُ       فمِنَ الذين لا يُحبهم الله كما ورد في القرآن:   1- الكافرون:   ورد ذكرهم مرتين في القرآن الكريم:   سورة آل عمران: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 32].       سورة الروم: ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [الروم: 45].       الكفر: هو ما يضاد الإيمان من الأقوال، والأفعال، والاعتقادات.       يقول ابن حزم رحمه الله في تعريف الكفر: "وهو في الدين صفةُ مَن جَحَدَ شيئًا مما افترض الله تعالى الإيمان به، بعد قيام الحُجَّة عليه، ببلوغ الحق إليه بقلبه دون لسانه، أو بلسانه دون قلبه، أو بهما معًا، أو عمِل عملًا جاء النص بأنه مُخرج له بذلك عن اسم الإيمان.       والكفر أنواع:   1- كفر التكذيب: وهو اعتقاد كذب الرسل، والإخبار عن الحق بخلاف الواقع، أو ادعاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بخلاف الحق، وكذلك من ادَّعى أن الله تعالى حرَّم شيئًا أو أحلَّه، مع علمه بأن ذلك خلاف أمر الله ونهيه.       2- كفر إباء واستكبار مع التصديق: وذلك بأن يُقِرُّ أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم حقٌّ من ربه، لكنه يرفض اتباعه؛ أَشَرًا وبَطَرًا واحتقارًا للحق وأهله، أو مثل كفر إبليس؛ فإنه لم يجحد أمر الله، ولم يُنكِره، ولكن قابله بالإباء والاستكبار.       3- كفر الشك أو الظن: بألَّا يجزم بصدق النبي ولا كذبه، بل يشك في أمره، ويتردد في اتباعه؛ إذ المطلوب هو اليقين بأن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من ربِّه حقٌّ لا مِريةَ فيه، فمن تردد في اتباعه لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، أو جوَّز أن يكون الحق خلافه، فقد كَفَرَ كُفْرَ شكٍّ وظنٍّ.       4- كفر الإعراض: بأن يُعرِض بسمعه وقلبه عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يُصدِّقه، ولا يُكذِّبه، ولا يُواليه، ولا يُعاديه، ولا يُصغي إليه ألبتة، ويترك الحق لا يتعلمه ولا يعمل به، ويهرُب من الأماكن التي يُذكر فيها الحق؛ فهو كافر كُفْرَ إعراضٍ.       5- كفر النفاق: وهو إظهار الإسلام والخير، وإبطان الكفر والشر؛ أي: إظهار متابعة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مع رفضه وجحده بالقلب، فهو مُظهِرٌ للإيمان به، مُبطِنٌ للكفر، والمنافق يخالف قولُه فعلَه، وسرُّه علانيتَه.       2- الظالمون:   ورد ذكرهم في القرآن الكريم ثلاث مرات:   سورة آل عمران: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 57].       سورة آل عمران: ﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 140].       سورة الشورى: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [الشورى: 40].       الظلم وَضْعُ الشيء في غير موضعه، ومجاوزة الحق، والتعدي على الآخرين في أموالهم أو أعراضهم.       والظلم ينقسم إلى عدة أقسام:   1- ظلم العبد فيما يتعلق بجانب الله؛ وهو الشرك، وهذا أعظمها؛ قال تعالى على لسان لقمان لابنه: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].       2- ظلم العبد لنفسه: وذلك بترك الواجبات، والانغماس في الشهوات والمعاصي؛ كبيرها، وصغيرها.       3- ظلم الإنسان لغيره من عباد الله، ومخلوقاته؛ قال الذهبي: "الظلم يكون بأكل أموال الناس، وأخذها ظلمًا، وظلم الناس بالضرب، والشتم، والتعدي، والاستطالة على الضعفاء".       عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الظلم ثلاثة: فظلمٌ لا يغفره الله، وظلم يغفره، وظلم لا يتركه؛ فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك؛ قال الله: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]، وأما الظلم الذي يغفره، فظلم العباد أنفسهم، فيما بينهم وبين ربهم، وأما الظلم الذي لا يتركه الله، فظلم العباد بعضهم بعضًا، حتى يدبر لبعضهم من بعض))؛ [حسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة"].       قال الشاعر:   لا تظلِمَنَّ إذا ما كنت مقتدرًا فالظلم ترجع عُقباه إلى الندمِ تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعينُ الله لم تَنَمِ       وقال أحد البرامكة عندما سُجن: لعلها دعوة مظلوم، كنا عنها غافلين؛ فدعوة المظلوم مستجابة، وتُفتح لها أبواب السماء.       3- المعتدون:   ورد ذكرهم في القرآن الكريم ثلاث مرات:   سورة البقرة: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 190].       سورة المائدة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [المائدة: 87].       سورة الأعراف: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [الأعراف: 55].       الاعتداء: تجاوز الحدِّ في كل شيء.       ومن الاعتداء إلحاق الضرر بالآخرين من غير وجه حقٍّ، أو تجاوز الحدِّ المقرَّر في أخذ الحق، ومنه: أن يُحرِّم المرء على نفسه شيئًا أحلَّه الله جل جلاله له.       قال السعدي: ﴿ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [الأعراف: 55]؛ أي: المتجاوزين للحد في كل الأمور، ومن الاعتداء: كون العبد يسأل الله مسائلَ لا تصلح له، أو يتنطَّع في السؤال، أو يبالغ في رفع صوته بالدعاء، فكل هذا داخل في الاعتداء المنهيِّ عنه.       لكن هذا لا يعني أنه إذا اعتُدِيَ عليك أن تبقى مكتوف اليدين، هذا يتناقض مع كرامة المؤمن، يتناقض مع عزة المؤمن؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾ [الشورى: 39]، البغي: العدوان، من غلب على ظنه أن العفوَ يصلح الآخر، فَلْيَعْفُ وأجره على الله.       4- المفسدون:   ورد ذكرهم مرتين في القرآن الكريم:   سورة المائدة: ﴿ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [المائدة: 64].       سورة القصص: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 77].       الفساد هو: العدول عن الاستقامة إلى ضدها؛ وهو: الصلاح.       والإفساد: فِعْلُ ما به الفساد؛ أي: جعل الأشياء فاسدة خارجة عما ينبغي أن تكون عليه، وعن كونها منتفعًا بها، وفي الحقيقة هو: إخراج الشيء عن حالة محمودة لا لغرض صحيح.       وأعظم الفساد الشرك بالله؛ فإن الشرك بالله أعظم الذنوب وأكبرها، ثم يلي الشرك بالله قتلُ النفس بغير حق، ثم السِّحر، ويشمل الشرور والمعاصي وما يتعلق بحقوق العباد؛ كالقتل، والتخريب، والسرقة، وأكل حقوق اليتامى وأموالهم، وهكذا كل كبائر الذنوب وأبوابها هي من الفساد في الأرض، وقد نُهينا عن الفساد في الأرض بجميع أشكاله وصوره، وأُمِرْنا بعمارة الأرض ومنها الأوطان؛ فنعمة الوطن نعمة عظيمة؛ حيث يقول الرسول عن وطنه: ((والله إنكِ لأحب البلاد إلى قلبي، ولولا أن أهلكِ أخرجوني منكِ ما خرجتُ)).       يا رب، قد ظهر الفساد فنجِّنا، يا رب قلَّت حيلتي فتولَّنا، يا رب قد عجز الطبيب فداوِنا، ارفع مقتك وغضبك عنا، ولا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.       5- المختال الفخور:   ورد ذكره ثلاث مرات في القرآن الكريم:   سورة النساء: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].       سورة لقمان: ﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [لقمان: 18].       سورة الحديد: ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 23].       هو المتكبر الْمُعْجَبُ بنفسه، الذي يختال ويزهو في المشي، ويفتخر بالحسب والنسب والمال، وينظر إلى الناس بعين الاحتقار، وهو الذي يدَّعي لنفسه ما ليس عنده؛ ليفتخر على غيره.       قال ابن عثيمين رحمه الله: "هو المختال المتكبر في هيئته، والفخور المتكبر في أقواله".       6- الخائنون:   ورد ذكرهم ثلاث مرات في القرآن الكريم:   سورة الأنفال: ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾ [الأنفال: 58].       خوان كفور: سورة الحج: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ [الحج: 38].       خوان أثيم: سورة النساء: ﴿ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾ [النساء: 107].       هم الغادرون في عهودهم، الناقضون للعهد والميثاق، والخيانة من سمات النفاق؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)).       والخيانة أنواع كما ذكرها العلماء؛ فمنها:   1- خيانة العقيدة: وهو أن يأتي بناقض من نواقضها، كأن يستحلَّ ما حرم الله.       2- خيانة الأهل: من هذا الباب ما يفعله بعض المسلمين من إدخال بعض المفسدات التي تضر أهله، وتُفسد عليهم دينهم، وهذا من الخيانة للأمانة التي اؤتمن عليها.       3- خيانة المسلمين: بأخذ أموالهم، أو انتهاك أعراضهم، أو أخذ حقوقهم.       قال الإمام الذهبي رحمه الله: "والخيانة قبيحة في كل شيء، وبعضها شرٌّ من بعض، وليس من خانك في فلس كمن خانك في أهلك ومالك، وارتكب العظائم".       خوَّان كفور: خوان في أمانة الله، كفور لنعمته؛ قال ابن عباس: "خانوا الله فجعلوا معه شريكًا وكفروا نِعَمَه".       خوَّان أثيم: قال الشوكاني: "والخوَّان كثير الخيانة، والأثيم كثير الإثم"، وقال الصابوني: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾ [النساء: 107]؛ "أي: لا يحب من كان مفرطًا في الخيانة، منهمكًا في المعاصي والآثام".       7- المسرفون:   ورد ذكرهم مرتين في القرآن الكريم:   سورة الأنعام: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: 141].       وسورة الأعراف: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].       الإسراف هو: مجاوزة الحدِّ في كل ما يفعله الإنسان؛ ولذلك يُقال: أسرف على نفسه بالمعاصي، وإن كان الإسراف في الإنفاق أشهرَ.       والإسراف قد يكون بفعل المعاصي، وقد يكون بفعل الشرك، وقد يكون زيادةً في فِعْل مباح أو مطلوب، وقد يكون نقصًا في فعل مطلوب، فكل ذلك تجاوزٌ لِما شرعه الله لعباده، ورضِيَه لهم.       والإسراف في المأكل والمشرب والملبس، ونحن نرى حال إخواننا في كل مكان.       8- المستكبرون:   ورد ذكرهم مرة واحدة في القرآن الكريم:   سورة النحل: ﴿ لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ﴾ [النحل: 23].       الاستكبار: الامتناع عن قبول الحق معاندةً وتكبرًا، والاستكبار أن يرى الفرد نفسه كبيرًا، ويظهر التكبر ولم يكن كذلك حقيقة.       وقيل: الكبر هو: "استعظام الإنسان نفسه، واستحسان ما فيه من الفضائل، والاستهانة بالناس، واستصغارهم، والترفع على من يجب التواضع له".       والكبر بَطَرُ الحق وغَمْطُ الناس.       ينقسم الكبر إلى ثلاثة أقسام بعضها أشد من بعض، وقد ذكر هذه الأقسام ابن حجر الهيتمي فقال: الكبر:   • إما على الله تعالى: وهو أفحش أنواع الكبر؛ كتكبُّر فرعون ونمرود؛ حيث استنكفا أن يكونا عبدَين له تعالى، وادَّعيا الربوبية؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]؛ أي: صاغرين.       فمن تكبَّر على الله وَضَعَه.       • وإما على رسوله: بأن يمتنع من الانقياد له تكبرًا، وجهلًا وعنادًا، كما حكى الله ذلك عن كفار مكة، وغيرهم من الأمم.       • وإما على العباد: بأن يستعظم نفسه، ويحتقر غيره، ويزدريه، فيأبى الانقياد له، أو يترفَّع عليه، ويأنف من مساواته، وهذا، وإن كان دون الأوَّلَين، إلا أنه عظيم إثمُه أيضًا؛ لأن الكبرياء والعظمة إنما يَلِيقان بالملك القادر القوي المتين، دون العبد العاجز الضعيف، فتكبُّره فيه منازعة لله في صفة لا تليق إلا بجلاله؛ ((يُحشَر المتكبرون على هيئة الذَّرِّ...)).       9- الفَرِحُون:   ورد ذكرهم مرة واحدة في القرآن الكريم:   في سورة القصص: ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76].       هناك الفرح المشروع والفرح الممنوع ما يصاحبه كِبْرٌ وبَطَرٌ وتعالٍ على الناس؛ قال الشيخ ابن باز في تفسير هذه الآية: هذه الآية في قصة قارون؛ ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]، والمراد بذلك: الفرح الذي يصحبه الكِبر والبغي على الناس، والعدوان والبَطَر، هذا المنهيُّ عنه، فرح البطر والكبر، أما الفرح بنصر الله وبرحمته، ونِعَمِه وإحسانه، فهذا مشروع؛ كما قال الله عز وجل: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]، فالمؤمن يفرح أن الله هداه إلى الإسلام، وأن الله أعانه على صلاة الجماعة، وأن الله أعانه على برِّ والديه وصلة أرحامه، وأعانه على فعل الخير؛ هذا مشروع، ينبغي له أن يفرح بذلك، ويُسَرُّ بذلك، بل يجب عليه أن يفرح بذلك ويغتبط بهذا، ويحمَد الله على ذلك، أما الفرح المذموم، فهو الفرح الذي يصحبه الكبر، والتعاظم، والبطر، واحتقار الناس، هذا هو المذموم.       10- لا يحب الله الجهر بالسوء:   قال تعالى: ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ﴾ [النساء: 148]، هناك توجيه للنبي مذهل، أحد الصحابة سبَّ أبا جهل،، ومع ذلك حينما سبَّه أحد الصحابة، قال: ((يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنًا مهاجرًا، فلا تسبُّوا أباه، فإنَّ سبَّ الميت يؤذي الحيَّ ولا يبلغ الميت))؛ [أخرجه الحاكم عن عبدالله بن الزبير]، ما هذا الأدب؟ نهى عن سب أبي جهل إكرامًا لعكرمة، عوِّد نفسك ألَّا تجهر بالسوء.   د. عبدالسلام حمود غالب   شبكة الالوكة
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182146
    • إجمالي المشاركات
      2535423
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93191
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    chaima12
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×