اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57771
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180579
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8279
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53036
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31796
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33887
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32201
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37583 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٥٣﴾] (ذلك) العذاب الذي أوقعه الله بالأمم المكذبين، وأزال عنهم ما هم فيه من النعم والنعيم بسبب ذنوبهم وتغييرهم ما بأنفسهم؛ فإن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم من نعم الدين والدنيا، بل يبقيها، ويزيدهم منها إن ازدادوا له شكرا، (حتى يغيروا ما بأنفسهم) من الطاعة إلى المعصية؛ فيكفروا نعمة الله، ويبدلوها كفرا؛ فيسلبهم إياها، ويغيرها عليهم كما غيروا ما بأنفسهم، ولله الحكمة في ذلك، والعدل والإحسان إلى عباده؛ حيث لم يعاقبهم إلا بظلمهم. السعدي:324.     ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٥٣﴾] أراد أن الله تعالى لا يغير ما أنعم على قوم حتى يغيروا هم ما بهم بالكفران وترك الشكر، فإذا فعلوا ذلك غير الله ما بهم، فسلبهم النعمة. البغوي:2/232.     ﴿ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلْءَاخِرَةَ ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٦٧﴾] (عرض الدنيا): هو المال؛ وإنما سمي عرضا لأن الانتفاع به قليل اللبث، فأشبه الشيء العارض؛ إذ العروض مرور الشيء وعدم مكثه؛ لأنه يعرض للماشين بدون تهيؤ. ابن عاشور:10/76.     ﴿ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلْءَاخِرَةَ ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٦٧﴾] (تريدون) أيها المؤمنون (عرض الدنيا) بأخذكم الفداء، (والله يريد الآخرة): يريد لكم ثواب الآخرة بقهركم المشركين، ونصركم دين الله عز وجل، والله عزيز حكيم. البغوي:2/239.     ﴿ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَٰبِرُونَ يَغْلِبُوا۟ مِا۟ئَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّا۟ئَةٌ يَغْلِبُوٓا۟ أَلْفًا مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٦٥﴾] (قوم لا يفقهون) أي: لا عِلْمَ عندهم بما أعد الله للمجاهدين في سبيله، فهم يُقَاتِلُون لأجل العلو في الأرض والفساد فيها، وأنتم تفقهون المقصود من القتال: أنه لإعلاء كلمة الله، وإظهار دينه، والذب عن كتاب الله، وحصول الفوز الأكبر عند الله، وهذه كلها دواعٍ للشجاعة والصبر والإقدام على القتال. السعدي:326.     ﴿ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَٰبِرُونَ يَغْلِبُوا۟ مِا۟ئَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّا۟ئَةٌ يَغْلِبُوٓا۟ أَلْفًا مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٦٦﴾] (بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ) أي: يقاتلون على غير دين ولا بصيرة فلا يثبتون. ابن جزي:1/ 348.     ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٦٤﴾] وهذا وعد من الله لعباده المؤمنين المتبعين لرسوله بالكفاية والنصرة على الأعداء، فإذا أتوا بالسبب الذي هو الإيمان والاتباع فلا بُدَّ أن يكفيَهم ما أهمهم من أمور الدين والدنيا، وإنما تتخلف الكفاية بتخلف شرطها. السعدي:325.     ﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا مَّآ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٦٣﴾] أي: جمع بين قلوب الأوس والخزرج، وكان تألف القلوب مع العصبية الشديدة في العرب من آيات النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعجزاته؛ لأن أحدهم كان يلطم اللطمة، فيقاتل عنها حتى يستقيدها، وكانوا أشد خلق الله حمية، فألف الله بالإيمان بينهم؛ حتى قاتل الرجل أباه وأخاه بسبب الدين. القرطبي:10/67.     ﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا مَّآ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٦٣﴾] قال ابن عباس:...إن الله إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء، ثم قرأ هذه الآية. ابن كثير:2/309.     ﴿ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنۢ بَعْدُ وَهَاجَرُوا۟ وَجَٰهَدُوا۟ مَعَكُمْ فَأُو۟لَٰٓئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُو۟لُوا۟ ٱلْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ ۗ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٧٥﴾] فهذه الموالاة الإيمانية لها وقع كبير، وشأن عظيم، حتى إن النبي -صلى الله عليه وسلم- آخى بين المهاجرين والأنصار أخوة خاصة غير الأخوة الإيمانية العامة، وحتى كانوا يتوارثون بها، فأنزل الله: (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله): فلا يرثه إلا أقاربه. السعدي:328.     ﴿ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَهَاجَرُوا۟ وَجَٰهَدُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَوا۟ وَّنَصَرُوٓا۟ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٧٤﴾] هم المؤمنون حقاً؛ لأنهم صدقوا إيمانهم بما قاموا به من الهجرة، والنصرة، والموالاة بعضهم لبعض، وجهادهم لأعدائهم من الكفار والمنافقين. السعدي:328.﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِى ٱلْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٧٣﴾] (إِلا تَفْعَلُوهُ) أي: موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين... (تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ): فإنه يحصل بذلك من الشر ما لا ينحصر من اختلاط الحق بالباطل، والمؤمن بالكافر، وعدم كثير من العبادات الكبار؛ كالجهاد والهجرة، وغير ذلك من مقاصد الشرع والدين التي تفوت إذا لم يتخذ المؤمنون وحدهم أولياء بعضهم لبعض. السعدي:328.     ﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِى ٱلْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٧٣﴾] يعني أن في كل من الكفار قوة الموالاة للآخر عليكم والميل العظيم الحاث لهم على المسارعة في ذلك وإن اشتدت عداوة بعضهم لبعض لأنكم حزب وهم حزب، يجمعهم داعي الشيطان بوصف الكفران كما يجمعكم داعي الرحمن بوصف الإيمان. البقاعي:3/252.     ﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِى ٱلْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٧٣﴾] قطع الله الولاية بين الكفار والمؤمنين، فجعل المؤمنين بعضهم أولياء بعض، والكفار بعضهم أولياء بعض. القرطبي:10/87.     ﴿ وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍۭ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَٰقٌ ۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٧١﴾] وقوله: (والله بما تعملون بصير) تحذير للمسلمين؛ لئلا يحملهم العطف على المسلمين على أن يقاتلوا قوما بينهم وبينهم ميثاق. وفي هذا التحذير تنويه بشأن الوفاء بالعهد، وأنه لا ينقضه إلا أمر صريح في مخالفته. ابن عاشور:10/87.     ﴿ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَلَمْ يُهَاجِرُوا۟ مَا لَكُم مِّن وَلَٰيَتِهِم مِّن شَىْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا۟ ۚ وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍۭ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَٰقٌ ۗ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٧١﴾] ابن العربي: إلا أن يكونوا أسراء مستضعفين؛ فإن الولاية معهم قائمة، والنصرة لهم واجبة حتى لا تبقى منا عين تطرف، حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك، أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم حتى لا يبقى لأحد درهم؛ كذلك قال مالك وجميع العلماء، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حل بالخلق في ترك إخوانهم في أسر العدو، وبأيديهم خزائن الأموال، وفضول الأحوال، والقدرة، والعدد، والقوة، والجلد. القرطبي:10/347.  
    • ﴿ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلَّا مُكَآءً وَتَصْدِيَةً ۚ فَذُوقُوا۟ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٣٥﴾] اتخاذ التصفيق، والغناء، والضرب بالدفوف، والنفخ بالشبابات، والاجتماع على ذلك، ديناً وطريقاً إلى الله وقربة، فهذا ليس من دين الإسلام، وليس مما شرعه لهم نبيّهم محمد صلى الله عليه وسلّم، ولا أحد من خلفائه، ولا استحسن ذلك أحد من أئمة المسلمين. بل ولم يكن أحد من أهل الدين يفعل ذلك على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولا عهد أصحابه، ولا تابعيهم بإحسان، ولا تابعي التابعين. القاسمي:5/ 289.     ﴿ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَمَا كَانُوٓا۟ أَوْلِيَآءَهُۥٓ ۚ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٣٤﴾] قال الحسن: كان المشركون يقولون: نحن أولياء المسجد الحرام، فرد الله عليهم بقوله: (وما كانوا أولياءه) أي: أولياء البيت، (إن أولياؤه) أي: ليس أولياء البيت (إلا المتقون) يعني: المؤمنين الذين يتقون الشرك. البغوي:2/219.     ﴿ أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُوا۟ وَٱذْكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٥﴾] عن قتادة في هذه الآية: افترض الله ذكره عند أشغل ما يكون؛ عند الضرب بالسيوف. ابن كثير:2/302.     ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُوا۟ وَٱذْكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٥﴾] فالصبر والثبات والإكثار من ذكر الله من أكبر الأسباب للنصر. السعدي:322.     ﴿ إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِى مَنَامِكَ قَلِيلًا ۖ وَلَوْ أَرَىٰكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَٰزَعْتُمْ فِى ٱلْأَمْرِ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٣﴾] وكان الله قد أرى رسوله المشركين في الرؤيا عدداً قليلاً، فبشر بذلك أصحابه؛ فاطمأنت قلوبهم، وتثبتت أفئدتهم، ولو أراكهم الله إياهم كثيراً فأخبرت بذلك أصحابك لفشلتم، ولتنازعتم في الأمر: فمنكم من يرى الإقدام على قتالهم، ومنكم من لا يرى ذلك، فوقع من الاختلاف والتنازع ما يوجب الفشل. السعدي:322.     ﴿ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَٱخْتَلَفْتُمْ فِى ٱلْمِيعَٰدِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِىَ ٱللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَىَّ عَنۢ بَيِّنَةٍ ۗ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٢﴾] (ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد) أي: لو تواعدتم مع قريش، ثم علمتم كثرتهم وقلتكم لاختلفتم ولم تجتمعوا معهم، أو: لو تواعدتم لم يتفق اجتماعكم مثل ما اتفق بتيسير الله ولطفه. (ليهلك من هلك عن بينة) أي: يموت من مات ببدر عن إعذار وإقامة الحجة عليه، ويعيش من عاش بعد البيان له. ابن جزي:1/345.     ﴿ إِذْ أَنتُم بِٱلْعُدْوَةِ ٱلدُّنْيَا وَهُم بِٱلْعُدْوَةِ ٱلْقُصْوَىٰ وَٱلرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٢﴾] وقد أريد من هذا الظرف وما أضيف إليه تذكيرهم بحالة حرجة كان المسلمون فيها، وتنبيههم للطف عظيم حفهم من الله تعالى؛ وهي حالة موقع جيش المسلمين من جيش المشركين، وكيف التقى الجيشان في مكان واحد عن غير ميعاد، ووجد المسلمون أنفسهم أمام عدو قوي العدد والعدة والمكانة من حسن الموقع. ولولا هذا المقصد من وصف هذه الهيئة؛ لما كان من داع لهذا الإطناب؛ إذ ليس من أغراض القرآن وصف المنازل إذا لم تكن فيه عبرة. ابن عاشور:10/15-16.     ﴿ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ ۗ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤١﴾] أي: اليوم الذي فرقت فيه بين الحق والباطل؛ وهو يوم بدر. القرطبي:10/35.     ﴿ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَىْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤١﴾] فالإضافة للرسول لأنه هو الذي يقسم هذه الأموال بأمر الله، ليست ملكا لأحد، وقوله صلى الله عليه وسلم: (إني والله لا أعطي أحدا، ولا أمنع أحدا، وإنما أنا قاسم؛ أضع حيث أمرت) يدل على أنه ليس بمالك للأموال، وإنما هو منفذ لأمر الله- عز و جل- فيها. ابن تيمية:3/278.     ﴿ وَلَوْ تَرَىٰٓ إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ ۙ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَٰرَهُمْ وَذُوقُوا۟ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٥٠﴾] هذا عند الموت: تضرب الملائكة وجوه الكفار وأدبارهم بسياط النار. البغوي:2/231.     ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٩﴾] (ومن يتوكل على الله) أي: ومن يسلم أمره إلى الله ويثق به، (فإن الله عزيز حكيم): قوي، يفعل بأعدائه ما يشاء. البغوي:2/231.     ﴿ إِنِّىٓ أَخَافُ ٱللَّهَ ۚ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٧﴾] فأخبر عن الشيطان أنه يخاف الله، والعقوبة إنما تكون على ترك مأمور، أو فعل محظور. ابن تيمية:3/218.     ﴿ وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ خَرَجُوا۟ مِن دِيَٰرِهِم بَطَرًا وَرِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٧﴾] والبطر في اللغة: التقوية بنعم الله عز وجل وما ألبسه من العافية على المعاصي. القرطبي:10/42.     ﴿ وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ خَرَجُوا۟ مِن دِيَٰرِهِم بَطَرًا وَرِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٧﴾] فليكن قصدكم في خروجكم: وجه الله تعالى، وإعلاء دين الله، والصد عن الطرق الموصلة إلى سخط الله وعقابه، وجذب الناس إلى سبيل الله القويم الموصل لجنات النعيم. السعدي:323.     ﴿ وَأَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُوا۟ فَتَفْشَلُوا۟ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَٱصْبِرُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٦﴾] وإنما كان التنازع مفضيا إلى الفشل لأنه يثير التغاضب، ويزيل التعاون بين القوم، ويحدث فيهم أن يتربص بعضهم ببعض الدوائر؛ فيحدث في نفوسهم الاشتغال باتقاء بعضهم بعضا، وتوقع عدم إلفاء النصير عند مآزق القتال، فيصرف الأمة عن التوجه إلى شغل واحد فيما فيه نفع جميعهم، ويصرف الجيش عن الإقدام على أعدائهم؛ فيتمكن منهم العدو. ابن عاشور:10/31.     ﴿ وَأَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُوا۟ فَتَفْشَلُوا۟ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَٱصْبِرُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٤٦﴾] النهي عن التنازع... يقتضي الأمر بتحصيل أسباب ذلك: بالتفاهم والتشاور، ومراجعة بعضهم بعضا؛ حتى يصدروا عن رأي واحد، فإن تنازعوا في شيء رجعوا إلى أمرائهم؛ لقوله تعالى: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم) [النساء:83]، وقوله: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) [النساء: 59]. والنهي عن التنازع أعم من الأمر بالطاعة لولاة الأمور؛ لأنهم إذا نهوا عن التنازع بينهم فالتنازع مع ولي الأمر أولى بالنهي. ابن عاشور:10/30.     ﴿ وَإِن جَنَحُوا۟ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٦١﴾] فإن في ذلك فوائد كثيرة، منها: أن طلب العافية مطلوب كل وقت، فإذا كانوا هم المبتدئين في ذلك كان أولى لإجابتهم، ومنها: أن في ذلك إجماماً لقواكم، واستعداداً منكم لقتالهم في وقت آخر إن احتيج لذلك، ومنها: أنكم إذا اصطلحتم وأَمِنَ بعضُكم بعضاً، وتمكن كلٌ من معرفة ما عليه الآخر، فإن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، فكل من له عقل وبصيرة إذا كان معه إنصاف فلا بد أن يؤثره على غيره من الأديان. السعدي:325.﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَٱنۢبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْخَآئِنِينَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٥٨﴾] وإنما رتب نبذ العهد على خوف الخيانة، دون وقوعها؛ لأن شؤون المعاملات السياسية والحربية تجري على حسب الظنون ومخائل الأحوال، ولا ينتظر تحقق وقوع الأمر المظنون؛ لأنه إذا تريث ولاة الأمور في ذلك يكونون قد عرضوا الأمة للخطر، أو للتورط في غفلة وضياع مصلحة. ابن عاشور:10/52.     ﴿ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِى ٱلْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٥٧﴾] وهذه من فوائد العقوبات والحدود المرتبة على المعاصي: أنها سبب لازدجار من لم يعمل المعاصي، بل وزجراً لمن عملها أن لا يعاودها. السعدي:324.     ﴿ ٱلَّذِينَ عَٰهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِى كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُو ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٥٦﴾] والتعبير -في جانب نقضهم العهد- بصيغة المضارع للدلالة على أن ذلك يتجدد منهم ويتكرر بعد نزول هذه الآية، وأنهم لا ينتهون عنه؛ فهو تعريض بالتأييس من وفائهم بعهدهم. ابن عاشور:10/ 48.     ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ ﴾ [سورة الأنفال آية:﴿٥٣﴾] وهذا التغيير نوعان: أحدهما: أن يُبدوا ذلك فيبقى قولا وعملا يترتب عليه الذم والعقاب. والثاني: أن يغيروا الإيمان الذي في قلوبهم بضده من الريب والشك والبغض، ويعزموا على ترك فعل ما أمر الله به ورسوله. ابن تيمية:3/282.  
    • الوقفة الأولى: حقيقة القبر:     القبر: هذا المقر وهذا المستقر، وتلكم الحقيقة التي قلَّ مَن يتفكر فيها، ويأخذ بأسباب النجاة منها، القبر: الكل سيدخله وسيسكُنُه الصغير والكبير، والمريض والصحيح، والضعيف والقويُّ، والفقير والغنيُّ.       نعم، إنها الحقيقة التي لا بد من معرفتها، والإيمان بها، والاستعداد لها؛ كان عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا وقف على قبرٍ يبكي، حتى يَبُلَّ لحيته، فقيل له: تَذْكُر الجنة والنار، فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ فقال: إني سمعت رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏يقول:‏ ((القبر أول منازل الآخرة، فإن يُنْجَ منه، فما بعده أيسر منه، وإن لم يُنْجَ منه، فما بعده أشدُّ منه))، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والله ما رأيت منظرًا قطُّ، إلا والقبر أفظع منه))؛ [رواه أحمد].       نعم، فإن القبر فيه نعيمٌ، وفيه أيضًا عذاب لمن استحق هذا العذاب، ولو أن الله تعالى أطْلَعَنا على أصوات المعذَّبين في قبورهم، لَصَعِقَ الناس من شدته، واسمع لهذا الخبر؛ ففي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((إذا وُضِعت الجنازة، فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة، قالت: قدِّموني قدموني، وإن كانت غير ذلك، قالت: يا ويلها، أين يذهبون بها؟! يسمع صوتها كل شيء، إلا الإنسان، ولو سمِعها الإنسان لصَعِقَ)).       الوقفة الثانية: الأدلة على عذاب القبر:   إن عذاب القبر حقٌّ يجب الإيمان به، والأدلة على ذلك كثيرة من القرآن والسنة؛ فمنها: قول الله تعالى عن آل فرعون: ﴿ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 45، 46]؛ تُعرَض أرواحهم على النار صباحًا ومساءً، إلى أن تقوم الساعة.       وفي الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ﴾ [إبراهيم: 27] قال: نزلت في عذاب القبر))، وفي حديث البراء رضي الله عنه، أن الله تعالى يقول في حق المؤمن حين سُئِل في القبر فأجاب: ((قد صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، وألْبِسوه من الجنة، قال: فيأتيه من رَوحِها وطِيبها، قال: ويُفتَح له فيها مدَّ بصره ...))، وقال في الكافر بعد أن سُئِل في القبر فلم يُجِبْ: ((أنْ كَذَبَ فافرشوه من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابًا إلى النار، قال: فيأتيه من حرِّها وسَمومها، قال: ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه))؛ [رواه أبو داود]، وعن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر، فقال: ((نعم، عذاب القبر حقٌّ، قالت: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك صلَّى صلاةً، إلا تعوَّذ بالله من عذاب القبر))، وعنها رضي الله عنها أيضًا أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن للقبر ضغطةً، ولو كان أحدٌ ناجيًا منها، لَنَجَا منها سعدُ بن معاذ))، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عندما مرَّ على قبرين فقال: ((إنهما لَيُعذَّبان؛ أحدهما يُعذَّب بالنميمة، والثاني يُعذَّب لعدم تنزُّهه من البول)).       وعذاب القبر تسمعه البهائم؛ ففي صحيح مسلم عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: ((بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار، على بغلة له، ونحن معه، إذ حادت به فكادت تُلقيه، وإذا أقْبُرٌ ستةٌ أو خمسة أو أربعة، فقال: من يعرف أصحاب هذه الأقْبُر؟ فقال رجل: أنا، قال: فمتى مات هؤلاء؟ قال: ماتوا في الإشراك، فقال: إن هذه الأمة تُبتلى في قبورها، فلولا ألَّا تدافنوا، لَدعوتُ الله أن يُسمِعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: تعوَّذوا بالله من عذاب القبر))؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ولهذا السبب يذهب الناس بدوابهم إذا مَغِلَتْ - إمساك ومغص يجعلها تأكل التراب - إلى قبور اليهود والنصارى والمنافقين، فقد قيل: إن الخيل إذا سمِعت من عذاب القبر، حصل لها من الحرارة ما يُذهِب هذا الْمَغْلَ".       وهذا العذاب أو النعيم في القبر يشمل كلَّ من مات، حتى لو أكلته السباع، أو أُحرق بالنار، أو أُغرق بالبحر، فإنه يشمله هذا العذاب، أو النعيم.       وهنا شبهة والرد عليها: قد يقول قائل: نفتح القبر ولا نرى من ذلك شيئًا؟!       أولًا: إن الله تعالى جَعَلَ الدُّور ثلاثًا: الدنيا، والبرزخ، والآخرة، وجعل لكل دار أحكامًا وأحوالًا تختص بها.       ثانيًا: إن الله تعالى جَعَلَ الآخرة وما كان متصلًا بها من موت، وقبر، وبعث، من أمور الغيب، وحجبها عن إدراك المكلَّف؛ ليتميز المؤمن الصادق بالغيب من غيره.       ثالثًا: كذلك فإن النار في القبر والنعيم ليست كنار الدنيا ونعيمها، فإنك ترى النائمَين الاثنين متجاورَين، وعلى فراش واحد، أحدهما يتألم مما يراه في منامه، والآخر يتنعَّم.       الوقفة الثالثة: أسباب عذاب القبر:   1- فمنها: النميمة، وعدم التنزُّه من البول؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال: إنهما لَيُعذَّبان، وما يُعذَّبان في كبير؛ أما أحدهما: فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر: فكان يمشي بالنميمة))، وفي رواية: ((وأما الآخر فكان لا يستبرئ من بوله))؛ أي: لا يحمي بدنه من رشاش البول أثناء قضاء الحاجة.       وفي رواية لابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمررنا على قبرين، فقام فقمنا معه، فجعل لونه يتغير حتى رَعَدَ كُمُّ قميصه، قلنا: ما لك يا رسول الله؟ فقال: أمَا تستمعون ما أسمع؟ فقلنا: وما ذاك يا نبي الله؟ قال: هذان رجلان يُعذَّبان في قبورهما عذابًا شديدًا في ذنب هيِّن، قلنا: فيمَ ذاك؟ قال: كان أحدهما لا يَسْتَنْزِه من البول، وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه، ويمشي بينهم بالنميمة، فدعا بجريدتين من جرائد النخل، فجعل في كل قبر واحدة، قلنا: وهل ينفعهم ذلك؟ قال: نعم، يخفف عنهما ما دامتا رطبَتَينِ)).       2- ومنها: الكذب، وهجر القرآن لمن علَّمه الله إياه، والنوم عن الصلاة المكتوبة، والزنا، وأكل الربا؛ فقد ذُكِرَ هؤلاء في حديث الرؤيا؛ كما في صحيح البخاري عن سَمُرة بن جُنْدَب رضي الله عنه، وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمَّا الرجل الأول الذي أتيتَ عليه يُثْلَغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة ... وأما الرجل الذي أتيت عليه، يُشَرْشَر شِدْقُه إلى قفاه، ومَنْخَره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق ... وأما الرجال والنساء العُراة الذين في مثل بناء التَّنُّور، فإنهم الزُّناة والزواني ... وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويُلقَم الحجر، فإنه آكِلُ الرِّبا)).       3- ومنها: عذاب الذين يغتابون، وينتهكون أعراض الناس؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما عُرِجَ بي، مررتُ بقومٍ لهم أظفار من نُحاس، يخمِشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم))؛ [رواه أبو داود، وأحمد، وصححه الألباني].       4- ومنها: الغُلُول؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، في قصة الرجل الذي مات يوم خيبر؛ فقال الناس: هنيئًا له الشهادة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلا، والذي نفس محمد بيده، إن الشَّمْلَة لَتلتهبُ عليه نارًا، أخذها من الغنائم يوم خيبر، لم تُصِبْها المقاسم، قال: ففزِع الناس، فجاء رجلٌ بشِراك أو شِراكَين، فقال: يا رسول الله، أصبت يوم خيبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شِراك من نار أو شراكان من نار)).       5- ومنها: زيادة العذاب ببكاء أهله عليه، وكذلك بعض أقوال أهله فيه:   كقولهم: (وا سنداه، وا جبلاه، ونحوه)؛ ففي الصحيحين عن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الميت يُعذَّب في قبره بما نِيحَ عليه)).     فيا من بدنياه اشتغل وغرَّه طول الأمل الموت يأتي بغتةً والقبر صندوق العمل         مع الوقفة الرابعة: أسباب النجاة من عذاب القبر، أو ما ينفع الميت في قبره:   1- فمما ينجِّي من عذاب القبر: اللجوء إلى الله تعالى، والاستعاذة به من عذاب القبر، لا سيما عقب التشهد في الصلوات.       ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا تشهَّد أحدكم، فَلْيَسْتَعِذْ بالله من أربع؛ يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال، وفي رواية لمسلم: إذا فرَغ أحدكم من التشهد الأخير، فليتعوَّذْ بالله من أربع ...)).       • ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلِّمهم الاستعاذة من عذاب القبر كما يعلمهم القرآن، وما ذاك إلا لأهمية هذا الدعاء؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول اللـه صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء، كما يعلمهم السورة من القرآن، ورُوِيَ أن طاوسًا رحمه الله قال لابنه: "أدعوتَ بها في صلاتك؟ فقال: لا، قال: أعِدْ صلاتك"؛ لأنه قد رواه عن ثلاثة أو أربعة من الصحابة.       2- ومما يُنجِّي من عذاب القبر: قراءة سورة الملك (تبارك).       • فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر))، وفي رواية: ((إن في القرآن سورة ثلاثون آية، شفعت لرجل حتى غُفِرَ له))؛ [رواه أبو داود، والترمذي].       3- ومما ينفع الميت في قبره: الصلاة عليه، والدعاء له، والاستغفار.   في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من رجلٍ مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلًا، لا يشركون بالله شيئًا، إلا شفَّعهم الله فيه))، وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفِظتُ من دعائه: ((اللهم اغفر له، وارحمه وعافِهِ، واعفُ عنه، وأكرِمْ نُزُلَه، ووسِّع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبَرَدِ، ونقِّه من الخطايا كما نقَّيت الثوب الأبيض من الدَّنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وأدخله الجنة، وقِهِ فتنة القبر وعذاب النار))، وعن عثمان رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرَغ من دفن الميت، وقف عليه وقال: ((استغفروا لأخيكم، وسَلُوا له التثبيت؛ فإنه الآن يُسأل))؛ [رواه أبو داود، وصححه الحاكم]، وهذا فيه بيان أن الميت ينتفع باستغفار الأحياء له؛ ولذا على المسلم أن يستكثر من الصحبة الصالحة، ويحرص على إصلاح ذريته؛ لينتفع بدعوتهم، واستغفارهم بعد مماته.       ويُستحَبُّ الإخلاص له في الدعاء؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا صليتم على الميت، فأخْلِصوا له الدعاء))؛ [رواه أبو داود، وصححه ابن حبان].       وكما يستحب الدعاء للأموات عند المرور على المقابر؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة، فأقبل عليهم بوجهه، فقال: السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر))؛ [رواه الترمذي، وقال: حسن].       ويستحب الصدقة عنه، وأن يبادر بقضاء دينه؛ وذلك للأحاديث: فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نفس المؤمن مُعلَّقة بدَينِهِ حتى يُقضَى عنه))؛ [رواه الترمذي، وابن ماجه، وصححه الألباني]، وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها، ((أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افْتَلَتَتْ نفسها - أي ماتت - وأظنها لو تكلمت تصدقَتْ، فهل لها أجر إن تصدَّقْتُ عنها؟ قال: نعم))، وعن سعد بن عبادة رضي الله عنه، قال: ((قلت: يا رسول الله، إن أمي ماتت أفأتصدَّق عنها؟ قال: نعم، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سَقْيُ الماء))؛ [رواه النسائي].       4- ومما ينفع الميت في قبره: العمل الصالح؛ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: ((يَتْبَعُ الميت ثلاثة؛ فيرجع اثنان، ويبقى معه واحد؛ يَتْبَعُه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله)).       • وتأمل هذا الحديث العظيم في بيان هذه الحقيقة: ((ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الرِّيح، فيقول: أبْشِرْ بالذي يسُرُّك؛ أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم، هذا يومك الذي كنت تُوعَد، فيقول له: من أنت فوجهك يجيء بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح؛ لقد كنت سريعًا في طاعة الله، بطيئًا في معصية الله، فجزاك الله خيرًا، ثم يُفتَح له باب من الجنة، وباب من النار، فيقال: هذا منزلك لو عصيتَ الله، أبدلك الله به هذا، فإذا رأى ما في الجنة، قال: ربِّ أقِمِ الساعة؛ كي أرجع إلى أهلي ومالي)).       • وتأمل أيضًا أمنيات أهل القبور؛ فقد روى الطبراني، وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بقبر فقال: من صاحب هذا القبر؟ فقالوا: فلان، فقال: ركعتان أحبُّ إلى هذا من بقية دنياكم، وفي رواية قال: ركعتان خفيفتان مما تحقِرون وتنفلون، يزيدها هذا في عمله، أحبُّ إليه من بقية دنياكم)).       5- ومنها: الموت يوم الجمعة، أو ليلتها؛ ففي الحديث الصحيح: ((ما من مسلمٍ يموت يومَ الجمعة - أو ليلة الجمعة - إلا وقاه الله فتنة القبر)).       6- ومنها: الموت بداء البطن (الطواعين وغيرها)؛ ففي الحديث الصحيح: ((من يقتله بطنه، فلن يُعذَّب في قبره))؛ [رواه أحمد، وصححه الألباني].       نسأل الله العظيم أن يجعل قبورنا وقبور والدينا روضةً من رياض الجنة، وأن يُعيذنا من فتنة القبر وعذابه.   رمضان صالح العجرمي شبكة الالوكة
    • • أيها المسلمون عباد الله، إن الدعاء هو مفتاح الخيرات، وبه تُستجلب الرحَمات، وبه تُدفع النِّقم والبلايا والرزايا.       • فإن من أعظم نِعم المولى سبحانه وتعالى التي يتفضَّل بها على عباده قولَه تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].       • فسبحانه ذي الكرم والجُود العظيم؛ جعل سؤال عبده له، وطلبه قضاءَ حوائجه عبادةً يُؤجر عليها؛ فقد روى الترمذي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الدعاء هو العبادة))؛ والمعنى أنك تتقرب إلى الله تعالى بسؤالك إياه، وطلب قضاء حوائجك.       • والعبد عندما يسأل ربه، ويطلب قضاء حوائجه، فهو في عبادة يُؤجر عليها؛ فقد روى الترمذي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الدعاء هو العبادة))؛ والمعنى أنك تتقرب إلى الله تعالى بسؤالك إياه وطلب قضاء حوائجك.       • وقد جعل سبحانه وتعالى عدمَ سؤال العبد له مذمومًا؛ فقد ذمَّه بأبلغ أنواع الذم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].       • بل إن الله تعالى يغضب إذا ترك العبد سؤاله؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من لم يسألِ الله، يغضَبْ عليه))؛ [رواه الترمذي، وابن ماجه، وأحمد، وصححه الألباني]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس شيءٌ أكرمَ على الله تعالى من الدعاء))؛ [رواه الترمذي، وابن ماجه، وأحمد، وصححه الألباني].       • رأى أحد الصالحين رجلًا يتردد على أبواب الملوك، ويسألهم من عطاياهم، فقال له: "ويحك، تأتي من يُغلق عنك بابه، ويُظهر لك فقره، ويواري عنك غِناه، وتدَع من يفتح لك بابه، ويُظهر لك غناه؛ ويقول: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].       • فإن الله سبحانه وتعالى هو القادر على جلب جميع المصالح، ودفع جميع المضار؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [يونس: 107].       • ولو أنه استجاب لجميع خلقه، فلا ينقص من ملكه شيء؛ كما في الحديث القدسي: ((يا عبادي، لو أن أولَكم وآخركم، وإنسَكم وجنَّكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني فأعطيتُ كلَّ إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص الْمِخْيَط إذا أُدخل البحر))؛ [رواه مسلم].       • والدعاء باب عظيم من أبواب تفريج الكُربات، وقضاء الحاجات؛ فكم من مريض شُفي بالدعاء! وكم من مكروبٍ ومهموم زال همُّه بالدعاء! وكم من فقير أغناه الله تعالى عندما دعاه! وكم من غائب رجع إلى أهله بالدعاء! وكم من مذنب وعاصٍ غُفر له بالدعاء! وكم من ضالٍّ منحرف رجع إلى طريق الهداية بالدعاء! وكم من ميت في قبره يحتاج إلى الدعاء، أو رُفعت درجته بالدعاء!       • فهل شُفي أيوب عليه السلام إلا بالدعاء؟ قال الله تعالى: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83]؛ فكانت الإجابة: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 84].       • وهل رُزق زكريا عليه السلام نعمة الولد بعد أن بلغ من العمر عتيًّا إلا بالدعاء؟ قال الله تعالى: ﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴾ [الأنبياء: 89]، وقال تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴾ [مريم: 4]؛ فكانت الإجابة: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90].       • وهل خرج يونس عليه السلام من بطن الحوت إلا عندما دعا ربَّه وناجاه؟ قال الله تعالى: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]؛ فكانت الإجابة: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 88].       • وهذا النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدرٍ، عندما جمع الله تعالى بينه وبين عدوه بلا ميعاد؛ قال الله تعالى: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾ [الأنفال: 9].       • فإذا تراكمت عليك الهموم والأحزان، فعليك برفع يديك إلى السماء، واطلب من ربك، وألِحَّ عليه في الدعاء، وتوسَّل إليه بأسمائه الحسنى؛ كما في الدعاء النبوي: ((... أن تجعل القرآن ربيعَ قلبي، ونور بصري، وجِلاء حزني، وذَهاب همي، إلا أذهب الله همَّه، وأبدله مكانَ حزنه فرحًا)).       • وإذا تراكمت عليك الديون، فعليك بالدعاء؛ فعن عليٍّ رضي الله عنه، أن مكاتبًا جاءه فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعنِّي، قال: ألَا أُعلمك كلماتٍ علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثلُ جبل صِيرٍ دَينًا أدَّاه الله عنك، قال: ((قُل: اللهم اكْفِني بحلالك عن حرامك، وأغْنِني بفضلك عمن سواك))؛ [رواه الترمذي، وحسنه الألباني]، وعن أبي سعيد الخدري قال: ((دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يُقال له: أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة، ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: همومٌ لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفَلَا أُعلمك كلامًا إذا أنت قلتَه، أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قُل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلَبة الدَّين، وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همِّي، وقضى عني دَيني))؛ [رواه أبو داود].       • وإذا استصعبت أمرًا وشقَّ عليك، فعليك بالدعاء؛ فقل كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لا سهلَ إلا ما جعلته سهلًا، وأنت تجعل الحزن إذا شئتَ سهلًا)).‏       • وإذا كنت في حيرة من أمرك، لا تدري ماذا تفعل، فعليك بالدعاء؛ وقُل كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علَّام الغيوب)).       • ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله تعالى في كل أحواله: إذا دخل المسجد أو خرج منه، وإذا ركب دابته مسافرًا، وإذا أحس وجعًا أو ألمًا في بدنه.               مع شروط إجابة الدعاء:   • أيها المسلمون عباد الله، اعلموا - رحمكم الله - أن للدعاء شروطًا وآدابًا؛ حتى يكون دعاءً مستجابًا، ومن هذه الشروط والآداب:   1- إخلاص الدعاء لله عز وجل؛ كما قال الله تعالى: ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [غافر: 14]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]؛ وهذا هو معنى قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18].       2- طِيب الْمَطعم؛ فإن نقيض ذلك من أسباب رد الدعاء؛ فقد استبعد النبي صلى الله عليه وسلم الاستجابةَ لمن أكل وشرِب ولبِس الحرام؛ كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((... ثم ذكر الرجل يطيل السفرَ، أشعثَ أغبرَ، يمُدُّ يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّيَ بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك؟)).       3- اليقين والثقة في موعود الله جل في علاه؛ فقد روى الترمذي والحاكم وحسنه الألباني، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاهٍ)).       • وهنا وقفة مهمة جدًّا؛ وهي أن كثيرًا من الناس من يقول: دعوت ولم يُستجَب لي، لم أجد أثرًا للدعاء!       أولًا: نوقن جميعًا أن الله تعالى هو أصدق القائلين.       ثانيًا: تأمل معي هذا الحديث العظيم؛ فقد روى البخاري في الأدب المفرد، عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مسلمٍ يدعو ليس بإثمٍ ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله إحدى ثلاث: إما أن يعجِّل له دعوته، وإما أن يدَّخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها، قال الراوي: إذًا نُكثر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الله أكثر))؛ قال ابن حجر رحمه الله: "كل داعٍ يُستجاب له، لكن تتنوع الإجابة، فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعِوضه".       ثالثًا: قد يتأخر الجواب؛ وذلك لِحِكَمٍ لا يعلمها إلا الله تعالى؛ فمنها:   1- أن الله تعالى يستجيب لمن يشاء؛ فإن المطلَق في قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، مُقيَّدٌ بقوله تعالى: ﴿ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 41]؛ فردَّ إجابة الدعاء إلى المشيئة؛ لأنه سبحانه هو الخالق المدبِّر لأمر هذا الكون، وهو العليم بأحوال خلقه.       2- العبد قاصر الفَهم قد يدعو بشيء، ويكون فيه ضرر عليه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، وقال تعالى: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]؛ فقد يدعو أن يرزقه الله مبلغًا من المال، وتتأخر الإجابة؛ لعِلم الله تعالى وحكمته.       3- وقد يتأخر الجواب؛ حتى تدعو وتُلِحَّ في الدعاء، وتُظهر فقرك وحاجتك لسيدك ومولاك؛ فقد روى مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا دعا ثلاثًا، وإذا سأل سأل ثلاثًا)).       • قال ابن القيم رحمه الله في (الداء والدواء): "ومن أنفع الأدوية الإلحاح في الدعاء".       4- وقد يتأخر الجواب؛ لكي يفتش العبد في نفسه لعله ظلم، أو أذنب؛ فتحصل منه التوبة.       5- ومنها: أن العبد قد يستعجل؛ فيُحرم إجابة الدعاء؛ ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يدْعُ بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال يقول: قد دعوتُ وقد دعوتُ، فلم أرَ يستجيب لي، فيستحسر – أي: فينقطع عن الدعاء ويتركه - عند ذلك ويدَع الدعاء))، وفي رواية: ((يُستجاب لأحدكم ما لم يعجَل يقول: دعوت فلم يُستجب لي)).       نسأل الله العظيم أن يوفقنا جميعًا للدعاء، وأن يفتح لدعواتنا أبواب السماء.
        رمضان صالح العجرمي   شبكة الالوكة
    • {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات:٥٨)

      من القواعد العظيمة: قوله ﷺ: ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله قوله في الحديث: ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته[ رواه الطبراني في الكبير: (7694)، وهو في السلسلة الصحيحة: (2866). ]،   اغسل يدك من باب رزق حرام، ولو ضاقت عليك اغسل يدك من باب رزق حرام، لو حصل فهو عقوبة وبلاء، وشؤمه إذا ما طالك في الدنيا ولا بدّ أن يطال، فسيأتي شؤمه في الآخرة عذابًا أليمًا.
       
      القلق على الرزق من الشيطان:   الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ [سورة البقرة:268]، يقيم لك هذا الهاجس دائمًا منصوبًا أمامك في ذهنك حتى يجعلك تحزن، وربما يفوت عليك بالاكتئاب فرصًا للرزق، فتنبه.
      ولذلك إذا بذلت الأسباب أزل هذا القلق تمامًا؛ لأن المسألة الآن رزق من الله ، وقد يؤخره لحكمة، وقد يقلله لحكمة، يضيق بالرزق لأسباب، وقد تكون في مصلحة العبد، فقد يعصي بالرزق فيمنع منه فيتوب ويؤوب ويعود، وينسد باب للمعصية، ويفتح باب للتوبة، ويشعر الإنسان بالحاجة إلى الله، وكان من قبل مستغن عن ربه: كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى ۝ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى [سورة العلق:6 - 7]، فعندما يضيق عليه يشعر بالحاجة، فيدعو ويدعو، ويأتيه من أنواع الحسنات، والصبر على البلاء، حتى ذكر الإمام أحمد -رحمه الله-: "لروعة صاحب العيال يبكون في حجره أحب إلي من كذا وكذا"، يعني من العبادات، بما يكتب الله له بذلك من الحسنات.

      التوكل على الله في الرزق
        وهنا أمر من أعمال القلوب نتحدث عنه وكثيرًا ما لا نحسنه، أي عملًا في الواقع وتطبيقًا، ألا وهو: التوكل: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [سورة الطلاق:3]، التوكل يصب عليك الرزق صبًا، هناك أدلة يقينية لكن القضية في العمل بذلك: لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله وهذه: حق توكله فيها المربط والسر حق توكله هذه قضية تفريغ القلب إلا من الله، ولا اعتماد إلا على الله، ولا لجوء إلا إلى الله، وطلب الرزق منه لا من غيره، وتفويض الأمور إليه: لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا تذهب في أول النهار جياعًا وتروح بطانًا[4] تعود في آخر النهار مملوءة البطون، حديث صحيح.
          الموقع الرسمى للشيخ محمد صالح المنجد       {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات:٥٨)     من قوته سبحانه أنه أوصل رزقه إلى الجميع  
      لم يرد في القرآن ذكر اسم الله الرّزّاق وهو المبالغه من اسم الرازق إلا في موضع واحد {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} مهما كان عددهم ، ومهما كان بُعدهم ، يرزقهم حتى قبل أن يسألوه . سبحان الله الرزاق ما أكرمه !!
        الرّزّاق كلمة تدل على كثرة العطايا وقمة الكرم . سبحان من يبسط الرزق لمن يشاء {۞ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} يعطيك سواء سألته أو لم تسأله فيدهشك ويغنيك ، فلا تسأل سواه ولا تلجأ لغيره .     {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} واجه بها مخاوفك على رزق الغد ، واطرد بها همك ، وأرح بها قلبك .. لك رب كريم رزّاق قوي قادر على كل شيء ، لم يكّفْ عطائه للعاصين ، أيكفه عنك وأنت ترجوه وتتوكل عليه ؟!! ...     {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات:٥٨)

      من القواعد العظيمة: قوله ﷺ: ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله قوله في الحديث: ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته[ رواه الطبراني في الكبير: (7694)، وهو في السلسلة الصحيحة: (2866). ]،   اغسل يدك من باب رزق حرام، ولو ضاقت عليك اغسل يدك من باب رزق حرام، لو حصل فهو عقوبة وبلاء، وشؤمه إذا ما طالك في الدنيا ولا بدّ أن يطال، فسيأتي شؤمه في الآخرة عذابًا أليمًا.
       
      القلق على الرزق من الشيطان:   الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ [سورة البقرة:268]، يقيم لك هذا الهاجس دائمًا منصوبًا أمامك في ذهنك حتى يجعلك تحزن، وربما يفوت عليك بالاكتئاب فرصًا للرزق، فتنبه.
      ولذلك إذا بذلت الأسباب أزل هذا القلق تمامًا؛ لأن المسألة الآن رزق من الله ، وقد يؤخره لحكمة، وقد يقلله لحكمة، يضيق بالرزق لأسباب، وقد تكون في مصلحة العبد، فقد يعصي بالرزق فيمنع منه فيتوب ويؤوب ويعود، وينسد باب للمعصية، ويفتح باب للتوبة، ويشعر الإنسان بالحاجة إلى الله، وكان من قبل مستغن عن ربه: كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى ۝ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى [سورة العلق:6 - 7]، فعندما يضيق عليه يشعر بالحاجة، فيدعو ويدعو، ويأتيه من أنواع الحسنات، والصبر على البلاء، حتى ذكر الإمام أحمد -رحمه الله-: "لروعة صاحب العيال يبكون في حجره أحب إلي من كذا وكذا"، يعني من العبادات، بما يكتب الله له بذلك من الحسنات.

      التوكل على الله في الرزق
        وهنا أمر من أعمال القلوب نتحدث عنه وكثيرًا ما لا نحسنه، أي عملًا في الواقع وتطبيقًا، ألا وهو: التوكل: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [سورة الطلاق:3]، التوكل يصب عليك الرزق صبًا، هناك أدلة يقينية لكن القضية في العمل بذلك: لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله وهذه: حق توكله فيها المربط والسر حق توكله هذه قضية تفريغ القلب إلا من الله، ولا اعتماد إلا على الله، ولا لجوء إلا إلى الله، وطلب الرزق منه لا من غيره، وتفويض الأمور إليه: لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا تذهب في أول النهار جياعًا وتروح بطانًا[4] تعود في آخر النهار مملوءة البطون، حديث صحيح.
          الموقع الرسمى للشيخ محمد صالح المنجد       {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات:٥٨)     من قوته سبحانه أنه أوصل رزقه إلى الجميع  
      لم يرد في القرآن ذكر اسم الله الرّزّاق وهو المبالغه من اسم الرازق إلا في موضع واحد {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} مهما كان عددهم ، ومهما كان بُعدهم ، يرزقهم حتى قبل أن يسألوه . سبحان الله الرزاق ما أكرمه !!
        الرّزّاق كلمة تدل على كثرة العطايا وقمة الكرم . سبحان من يبسط الرزق لمن يشاء {۞ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} يعطيك سواء سألته أو لم تسأله فيدهشك ويغنيك ، فلا تسأل سواه ولا تلجأ لغيره .     {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} واجه بها مخاوفك على رزق الغد ، واطرد بها همك ، وأرح بها قلبك .. لك رب كريم رزّاق قوي قادر على كل شيء ، لم يكّفْ عطائه للعاصين ، أيكفه عنك وأنت ترجوه وتتوكل عليه ؟!! ...      
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182398
    • إجمالي المشاركات
      2535845
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93275
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    خلود محمد متولي
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×