اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57760
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180579
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8279
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53035
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31796
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33887
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32201
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37571 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • ﴿ وَسْـَٔلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِى كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِى ٱلسَّبْتِ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٦٣﴾] وكانوا يقولون: نحن أبناء الله وأحباؤه؛ لأنا من سبط خليله إبراهيم، ومن سبط إسرائيل وهم بكر الله، ومن سبط موسى كليم الله، ومن سبط ولده عزير، فنحن من أولادهم، فقال الله -عز وجل- لنبيه: سلهم يا محمد عن القرية: أما عذبتهم بذنوبهم؟ وذلك بتغيير فرع من فروع الشريعة. القرطبي:9/362.     ﴿ وَسْـَٔلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِى كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِى ٱلسَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا۟ يَفْسُقُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٦٣﴾] فأخبر أنه بلاهم بفسقهم؛ حيث أتى بالحيتان يوم التحريم، ومنعها يوم الإباحة؛ كما يؤتى المحرم المبتلى بالصيد يوم إحرامه، ولا يؤتى به يوم حله، أو يؤتى بمن يعامله ربا، ولا يؤتى بمن يعامله بيعا. ابن تيمية:3/215.     ﴿ وَسْـَٔلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِى كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِى ٱلسَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا۟ يَفْسُقُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٦٣﴾] في هذه الآية مزجرة عظيمة للمتعاطين الحيل على المناهي الشرعية ممن يتلبس بعلم الفقه وليس بفقيه؛ إذ الفقيه من يخشى الله تعالى في الربويات، والتحليل باستعارة المحلل للمطلقات، والخلع لحل ما لزم من المطلقات المعلقات، إلى غير ذلك من عظائم ومصائب؛ لو اعتمد بعضها مخلوق في حق مخلوق لكان في نهاية القبح، فكيف في حق من يعلم السر وأخفى؟! ابن تيمية:3/215.     ﴿ فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ ٱلَّذِى قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُوا۟ يَظْلِمُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٦٢﴾] إذا أنعم الله على عبد أو أمة نعمة ثم لم يشكرها تسلب منه أحب أم كره وكائناً من كان. الجزائري:2/252.     ﴿ فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ ٱلَّذِى قِيلَ لَهُمْ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٦٢﴾] وإذا بَدَّلُوا القول مع يسره وسهولته؛ فتبديلهم للفعل من باب أولى. السعدي:306.     ﴿ فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ ٱلَّذِى قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُوا۟ يَظْلِمُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٦٢﴾] ووقع في هذه الآية: (فبدل الذين ظلموا منهم)، ولم يقع لفظ: (منهم) في سورة البقرة، ووجه زيادتها هنا: التصريح بأن تبديل القول لم يصدر من جميعهم، وأجمل ذلك في سورة البقرة؛ لأن آية البقرة لما سيقت مساق التوبيخ ناسب إرهابهم بما يوهم أن الذين فعلوا ذلك هم جميع القوم؛ لأن تبعات بعض القبيلة تحمل على جماعتها. ابن عاشور:9/145.     ﴿ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلْغَمَٰمَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا۟ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقْنَٰكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٦٠﴾] (وَمَا ظَلَمُونَا) حين لم يشكروا الله، ولم يقوموا بما أوجب الله عليهم، (وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) حيث فوتوها كل خير، وعرضوها للشر والنقمة. السعدي:306.     ﴿ وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلْكِتَٰبِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُصْلِحِينَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٧٠﴾] (يُمَسِّكون): فيها معنى التكرير والتكثير للتمسك بكتاب الله تعالى وبدينه، فبذلك يمدحون؛ فالتمسك بكتاب الله والدين يحتاج إلى الملازمة والتكرير. القرطبي:9/374.     ﴿ ۚ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَٰقُ ٱلْكِتَٰبِ أَن لَّا يَقُولُوا۟ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْحَقَّ وَدَرَسُوا۟ مَا فِيهِ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٦٩﴾] (ودرسوا ما فيه): فليس عليهم فيه إشكال، بل قد أَتَوا أمرهم متعمدين، وكانوا في أمرهم مستبصرين. وهذا أعظم للذنب، وأشد للوم، وأشنع للعقوبة. السعدي:307.     ﴿ وَبَلَوْنَٰهُم بِٱلْحَسَنَٰتِ وَٱلسَّيِّـَٔاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٦٨﴾] (وبلوناهم بالحسنات): بالخصب والعافية، (والسيئات): الجدب والشدة، (لعلهم يرجعون): لكي يرجعوا إلى طاعة ربهم ويتوبوا. البغوي:2/164.     ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٦٧﴾] وهذا من باب قرن الرحمة مع العقوبة؛ لئلا يحصل اليأس؛ فيقرن تعالى بين الترغيب والترهيب كثيراً لتبقى النفوس بين الرجاء والخوف. ابن كثير:2/249.     ﴿ فَلَمَّا نَسُوا۟ مَا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦٓ أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُّوٓءِ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٦٥﴾] وهكذا سنة الله في عباده: أن العقوبة إذا نزلت نجا منها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر. السعدي:307.     ﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ ٱللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا۟ مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٦٤﴾] وهذا المقصود الأعظم من إنكار المنكر: ليكون معذرة، وإقامة حجة على المأمور المنهي، ولعل الله أن يهديه؛ فيعمل بمقتضى ذلك الأمر والنهي. السعدي:307.     ﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ ٱللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا۟ مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٦٤﴾] افترقت بنو إسرائيل ثلاث فرق: فرقة عصت يوم السبت بالصيد، وفرقة نهت عن ذلك واعتزلت القوم، وفرقة سكتت واعتزلت؛ فلم تنه ولم تعص. وأن هذه الفرقة لما رأت مهاجرة الناهية وطغيانَ العاصية قالوا للفرقة الناهية: لم تعظون قوماً يريد الله أن يهلكهم أو يعذبهم؟ فقالت الناهية: نَنهاهم معذرة إلى الله، ولعلهم يتقون، فهلكت الفرقة العاصية، ونجت الناهية، واختلف في الثالثة هل هلكت لسكوتها، أو نجت لاعتزالها وتركها العصيان؟ ابن جزي:1/326.     ﴿ مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِى ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٧٨﴾] وفيها تنويه بشأن المهتدين وتلقين للمسلمين للتوجه إلى الله تعالى بطلب الهداية منه والعصمة من مزالق الضلال. ابن عاشور:9/180.     ﴿ ۚ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ ٱلْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا ۚ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٧٦﴾] قال القتيبي: كل شيء يلهث إنما يلهث من إعياء، أو عطش، إلا الكلب؛ فإنه يلهث في حال الكلال، وفي حال الراحة، وفي حالة العطش، فضربه الله مثلاً لمن كذب بآياته، فقال: إن وعظته فهو ضال، وإن تركته فهو ضال؛ كالكلب: إن طردته يلهث، وإن تركته على حاله يلهث. البغوي:2/175.     ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَٰهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُۥٓ أَخْلَدَ إِلَى ٱلْأَرْضِ وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٧٦﴾] وقوله تعالى: (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْناهُ بِهَا) أفاد أن تلك الآيات شأنها أن تكون سببا للهداية والتزكية لو شاء الله له التوفيق وعصمه من كيد الشيطان وفتنته فلم ينسلخ عنها، وهذه عبرة للموفقين؛ ليعلموا فضل الله عليهم في توفيقهم؛ فالمعنى: ولو شئنا لزاد في العمل بما آتيناه من الآيات فلرفعه الله بعلمه. ابن عاشور:9/176.     ﴿ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِىٓ ءَاتَيْنَٰهُ ءَايَٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ ٱلشَّيْطَٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَٰهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُۥٓ أَخْلَدَ إِلَى ٱلْأَرْضِ وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٧٥﴾] وفي هذه الآيات: الترغيب في العمل بالعلم، وأن ذلك رفعة من الله لصاحبه، وعصمة من الشيطان، والترهيب من عدم العمل به، وأنه نزول إلى أسفل سافلين، وتسليط للشيطان عليه، وفيه أن اتباع الهوى وإخلاد العبد إلى الشهوات يكون سبباً للخذلان. السعدي:308.     ﴿ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِىٓ ءَاتَيْنَٰهُ ءَايَٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ ٱلشَّيْطَٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٧٥﴾] لما عاند ولم يعمل بما هداه الله إليه حصلت في نفسه ظلمة شيطانية مكنت الشيطان من استخدامه، وإدامة إضلاله؛ فالانسلاخ على الآيات أثر من وسوسة الشيطان، وإذا أطاع المرء الوسوسة تمكن الشيطان من مقاده فسخره، وأدام إضلاله، وهو المعبر عنه بــــ(فَأَتبَعَهُ) فصار بذلك في زمرة الغواة المتمكنين من الغواية. ابن عاشور:9/176.     ﴿ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِىٓ ءَاتَيْنَٰهُ ءَايَٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ ٱلشَّيْطَٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٧٥﴾] انسلخ من الاتصاف الحقيقي بالعلم بآيات الله؛ فإن العلم بذلك يصير صاحبه متصفا بمكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، ويرقى إلى أعلى الدرجات، وأرفع المقامات، فترك هذا كتاب الله وراء ظهره، ونبذ الأخلاق التي يأمر بها الكتاب، وخلعها كما يخلع اللباس، فلما انسلخ منها أتبعه الشيطان؛ أي: تسلط عليه حين خرج من الحصن الحصين، وصار إلى أسفل سافلين، فأزه إلى المعاصي أزا (فَكانَ مِنَ الغَاوِينَ) بعد أن كان من الراشدين المرشدين. السعدي:309.     ﴿ أَوْ تَقُولُوٓا۟ إِنَّمَآ أَشْرَكَ ءَابَآؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّنۢ بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلْمُبْطِلُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٧٣﴾] فقد أودع الله في فِطَرِكم ما يدلكم على أن ما مع آبائكم باطل، وأن الحق ما جاءت به الرسل، وهذا يقاوم ما وجدتم عليه آباءكم، ويعلو عليه. نعم... قد يعرض للعبد من أقوال آبائه الضالين، ومذاهبهم الفاسدة ما يظنه هو الحق، وما ذاك إلا لإعراضه عن حجج الله وبيناته وآياته الأفقية والنفسية، فإعراضه عن ذلك، وإقباله على ما قاله المبطلون ربما صيره بحالة يفضل بها الباطل على الحق. السعدي:308.     ﴿ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٨٢﴾ وَأُمْلِى لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٨٢﴾] قال الكلبي: يزين لهم أعمالهم، ويهلكهم، وقال الضحاك: كلما جددوا معصية جددنا لهم نعمة، قال سفيان الثوري: نسبغ عليهم النعم، وننسيهم الشكر. البغوي:2/176.     ﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِۦ يَعْدِلُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٨١﴾] فدلت الآية على أن الله- عز وجل- لا يخلي الدنيا في وقت من الأوقات من داع يدعو إلى الحق. القرطبي:9/397.     ﴿ وَذَرُوا۟ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىٓ أَسْمَٰٓئِهِۦ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٨٠﴾] والمراد من ترك الذين يلحدون في أسمائه: الإمساك عن الاسترسال في محاجتهم؛ لظهور أنهم غير قاصدين معرفة الحق، أو: ترك الإصغاء لكلامهم؛ لئلا يفتنوا عامة المؤمنين بشبهاتهم. ابن عاشور:9/189.     ﴿ وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا ۖ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٨٠﴾] أي: اطلبوا منه بأسمائه؛ فيطلب بكل اسم ما يليق به؛ تقول: يا رحيم ارحمني، يا حكيم احكم لي. القرطبي:9/393.     ﴿ وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٨٠﴾] سمى الله سبحانه أسماءه بالحسنى لأنها حسنة في الأسماع والقلوب؛ فإنها تدل على توحيده، وكرمه، وجوده، ورحمته، وإفضاله. القرطبي:9/393.     ﴿ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَآ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ كَٱلْأَنْعَٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْغَٰفِلُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٧٩﴾] لأنهم لا يهتدون إلى ثواب، فهم كالأنعام؛ أي: همتهم الأكل والشرب، وهم أضل؛ لأن الأنعام تبصر منافعها ومضارها، وتتبع مالكها، وهم بخلاف ذلك. القرطبي:9/390.     ﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَآ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ كَٱلْأَنْعَٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْغَٰفِلُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٧٩﴾] ليس المعنى نفي السمع والبصر جملة، وإنما المعنى نفيها عما ينفع في الدين. ابن جزي:1/330.     ﴿ قُلِ ٱدْعُوا۟ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٩٥﴾] المعنى: استنجدوا أصنامكم لمضرتي والكيد عليّ، ولا تؤخروني؛ فإنكم وأصنامكم لا تقدرون على مضرتي. ومقصد الآية الرد عليهم ببيان عجز أصنامهم، وعدم قدرتها على المضرة، وفيها إشارة إلى التوكل على الله، والاعتصام به وحده، وأن غيره لا يقدر على شيء. ابن جزي:1/333.     ﴿ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ ۖ أَمْ لَهُمْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ٱدْعُوا۟ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٩٥﴾] وخص الأرجل والأيدي والأعين والآذان؛ لأنها آلات العلم، والسعي، والدفع للنصر. ابن عاشور:9/222.     ﴿ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ ۖ أَمْ لَهُمْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ٱدْعُوا۟ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٩٥﴾] ثم وبخهم الله تعالى وسفه عقولهم، فقال: (ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها)... الآية؛ أي: أنتم أفضل منهم، فكيف تعبدونهم؟! والغرض بيان جهلهم. القرطبي 9/416.     ﴿ فَلَمَّآ أَثْقَلَت دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ ءَاتَيْتَنَا صَٰلِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ﴿١٨٩﴾ فَلَمَّآ ءَاتَىٰهُمَا صَٰلِحًا جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَىٰهُمَا ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٨٩﴾] ثم أوجد الذرية في بطون الأمهات وقتا موقوتا؛ تتشوف إليه نفوسهم، ويدعون الله أن يخرجه سويا صحيحا، فأتم الله عليهم النعمة وأنالهم مطلوبهم، أفلا يستحق أن يعبدوه، ولا يشركوا به في عبادته أحدا، ويخلصوا له الدين؟! ولكن الأمر جاء على العكس، فأشركوا بالله (ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم) أي: لعابديها (نصراً ولا أنفسهم ينصرون). السعدي:311.     ﴿ فَلَمَّآ أَثْقَلَت دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ ءَاتَيْتَنَا صَٰلِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ﴿١٨٩﴾ فَلَمَّآ ءَاتَىٰهُمَا صَٰلِحًا جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَىٰهُمَا ۚ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٨٩﴾] (فلما آتاهما صالحا): على وفق ما طلبا، وتمت عليهما النعمة فيه، (جعلا له شركاء فيما آتاهما) أي: جعلا لله شركاء في ذلك الولد الذي انفرد الله بإيجاده والنعمة به، وأقرَّ به أعين والديه، فَعَبَّدَاه لغير الله؛ إما أن يسمياه بعبد غير الله؛ كـ «عبد الحارث» و «عبد العزير» و «عبد الكعبة» ونحو ذلك، أو يشركا بالله في العبادة، بعدما منَّ الله عليهما بما منَّ من النعم التي لا يحصيها أحد من العباد. السعدي:311.     ﴿ إِنْ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٨٨﴾] وخص بهم البشارة والنذارة؛ لأنهم هم الذين ينتفعون بها. ابن جزي:1/332.   ﴿ قُل لَّآ أَمْلِكُ لِنَفْسِى نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٨٨﴾] (قل لا أملك لنفسي نفعاً) أي: لا أقدر لنفسي نفعاً؛ أي: اجتلاب نفع بأن أربح، (ولا ضراً) أي: دفع ضر. البغوي:2/178.     ﴿ وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ بِٱلْغُدُوِّ وَٱلْءَاصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ ٱلْغَٰفِلِينَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿٢٠٥﴾] وهذه من الآداب التي ينبغي للعبد أن يراعيها حق رعايتها؛ وهي: الإكثار من ذكر الله آناء الليل والنهار -خصوصا طَرَفَيِ النهار- مخلصا خاشعا متضرعا، متذللا ساكنا، متواطئا عليه قلبه ولسانه، بأدب ووقار، وإقبال على الدعاء والذكر، وإحضار له بقلبه وعدم غفلة؛ فإن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه. السعدي:314.   ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْا۟ إِذَا مَسَّهُمْ طَٰٓئِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَٰنِ تَذَكَّرُوا۟ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿٢٠١﴾] قال سعيد بن جبير: هو الرجل يغضب الغضبة فيذكر الله؛ فيكظم الغيظ، وقال ليث عن مجاهد: هو الرجل يهم بالذنب فيذكر الله فيدعه. ابن تيمية:3/239.     ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْا۟ إِذَا مَسَّهُمْ طَٰٓئِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَٰنِ تَذَكَّرُوا۟ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿٢٠١﴾] أي: يبصرون مواقع خطاياهم بالتذكر والتفكر، قال السدي: إذا زلوا تابوا. البغوي:2/185.     ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ ۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿٢٠٠﴾] (فاستعذ بالله) أي: اطلب النجاء من ذلك بالله؛ فأمر تعالى أن يدفع الوسوسة بالالتجاء إليه، والاستعاذة به. القرطبي:9/423.     ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ ۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿٢٠٠﴾] نزغ الشيطان: وسوسته بالتشكيك في الحق، والأمر بالمعاصي، أو تحريك الغضب، فأمر الله بالاستعاذة منه عند ذلك، كما ورد في الحديث: أن رجلاً اشتد غضبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما به: نعوذ بالله من الشيطان الرجيم). ابن جزي:1/335.     ﴿ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَٰهِلِينَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٩٩﴾] إذا تسفه عليك أحد فلا تقابله بالسفه. البغوي:2/184.     ﴿ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٩٦﴾] فالمؤمنون الصالحون لما تولوا ربهم بالإيمان والتقوى، ولم يتولوا غيره ممن لا ينفع ولا يضر، تولاهم الله، ولطف بهم، وأعانهم على ما فيه الخير والمصلحة لهم في دينهم ودنياهم، ودفع عنهم بإيمانهم كل مكروه. السعدي:312.      
    • {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ○ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}[الصافات: ١٤٣، ١٤٤] وقفة_ تدبرية حول قوله تعالى عن نبيه يونس عليه السلام : { فلولا أنه كان من المسبحين.. للبث في بطنه إلى يوم يبعثون { فكل ما حاصرك الهم والغم والحزن ؛ واشتد عليك الكرب؛ فعليك بكثرة التسبيح فإنه نجاة ورحمة؛ وطمأنينة للقلب؛ وراحة للبال؛ وانشراح للصدر. تدبر   / ماجد _الزهراني
      كان يونس عليه السلام نبياً ، لكن الله تعالى لم يذكر عنه إلا إنه كان من المسبحين العابدين الذاكرين . لقد ابتلعه الحوت فمكث في بطنه يسّبح الله ، ولم يكن ليخرج من كربه لولا مثابرته على التسبيح . من رحمة الله بعباده أنه لا ينسى أعمالهم الصالحة ولو نسوها أنفسهم ؛ ﴿ فلولا أنه كان من المسبّحينَ للبِث في بطنِه إلى يومِ يبعثون ﴾.    الطاعة السابقة سببا للنجاة من المهلكات اللاحقة. “تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة” “فلولا أنه كان من المسبحين، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون”     الفرج معقود على نواصي المسبحين ، سبّح وأبشر بالفرج

      أعظم أسباب الفرج تعظيم الله بتسبيحه وذكره والسجود له .. أعمالنا الصالحة هي خبيئة ندخرها لنستجلب بها رحمة الله التي تنجينا في الملمات والكربات فلنكثر منها ... سبّح أيها المهموم وأكثر الدعاء يأتيك الفرج وإن عظم البلاء ، فالتسبيح يُخرج من بطن الحوت ، أفلا يُخرجك من همك ؟؟!!      
    • بسم الله الرحمن الرحيم
      ١/ وقتُ النيَّةِ في صومِ النَّفلِ.
      لا يشتَرَطُ جُمهورِ العلماء من الحَنَفيَّة، والشَّافِعيَّة، والحَنابِلة تَبييتُ النِّيَّةِ مِنَ اللَّيلِ في صيامِ التطَوُّعِ بدليل عمومُ حديث عائشة رَضِيَ الله عنها، حيث قالت: "دخل عليَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ يومٍ فقال: هل عِندكم شيءٌ؟ فقلنا: لا. قال: فإني إذًا صائِمٌ" رواه مسلم.
      قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (…وأما النفل فيجزئ بنية من النهار كما دل عليه قوله "إني إذاً صائم" كما أنّ الصلاة المكتوبة يجب فيها من الأركان ـ كالقيام والاستقرار على الأرض ـ ما لا يجب في التطوع توسيعاً من الله على عباده في طرق التطوع، فإن أنواع التطوعات دائماً أوسع من أنواع المفروضات...ثم علق شيخ الإسلام على هذا القول بقوله: "وهذا أوسط الأقوال")

      ………………………..

      ٢/ حكمُ النيةُ في صوم النفل المُقيّد كصيام السِّتِ من شوال، ويوم عرفة وعاشوراء والأيّام البيض، وهل يُثاب ثوابًا كاملًا عن صوم هذا اليوم؟

      وهذا مما حصل فيه الخلاف بين أهل العلم، فيرى بعضُهم أنّه لا بدّ من نيّة من الليل لصيام هذه الأيّام حتى يُثاب عليها ثوابًا كاملًا، وتعليلهم أنّ الصوم عبادة لا بدّ فيها من نيّة قبلها، ومن نوى من وسط النهار لا يُقال أنّه صام اليوم كله.

      🍃 ويرى آخرون أنّه لا يلزم تبييت النيّة لأنّها نافلة وقد دلّ الدليل على صحة صوم النافلة، ويستوي فيها المقيّد وغير المقيّد.
      وأنّ له الثواب كاملًا سواءً نواه من الليل أو من النهار، وذلك أنّ الصوم لا يتبعّض فهو عبادة متصلّة من الفجر إلى المغرب.
      (قال القاضي وأبو الخطاب: يُحكم له بالصوم الصحيح الشرعي المُثاب عليه من أول النهار، لا من وقت النية، سواء نوى قبل الزوال أو بعده؛ لأنّ صوم بعض النهار لا يصح، بدليل ما لو نواه بعد الأكل، أو أراد الفطر في أثناء اليوم، فإذا صحّت نيتُه من أثناء النهار عُلِم أن صومه تام، فيُكْتَب له ثواب يوم تامّ…..
      وقد تنعطف النيةُ على ما مضى؛ كالكافر إذا أسلم؛ فإنه يُثاب على ما تحمَّله من الحسنات حال كفره….) [شرح العمدة لابن تيمية: ١٩٣/١]
      وأمّا مسألة أنّه لا يُثاب إلا من وقت النية، (فقال الماوردي والقاضي أبو الطيب: هو غلط، لأنّ الصوم لا يتبعّض، قالوا وقوله لأنه لم يقصد العبادة قبل النية لا أثر له، فقد يدرك بعض العبادة ويثاب كالمسبوق يدرك الإمام راكعا فيحصل له ثواب جميع الركعة.) ذكره النووي.

      ومن المقاصد الشرعية المعتبرة في كل التطوعات مقيّدها ومطلقها هو تخفيفها وعدم التشديد بشروطها لتكثيرها وتسهيلها على المكلفين.
      فالقول إنّ الثواب لا يكون إلا من وقت النية فيه التثبيط عن فعلها، والحرمان من صوم هذه الأيّام الفاضلة.

      ولا شك أنّ الأفضل والأكمل هو عقد النية من الليل خروجًا من الخلاف، ولكن من نسي، أو طرأ له الصوم من النهار فله ذلك، ويُؤجر إن شاء الله على صيام ذلك اليوم كله، وإنّما قلنا ذلك لئلا يفوته صيام هذه الأيّام التي لا مثيل لها في فضل صوم النافلة، خصوصًا أنّه قد قال بهذا القول أئمة كبار من أهل العلم قديمًا وحديثًا، وهو الأقرب للصواب إن شاء الله بالنظر إلى مقاصد الشريعة من التسهيل في باب نوافل العبادات.
        كتبه/ عادل بن عبدالعزيز الجهني. صيد الفوائد
    • ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ ءَايَٰتِىَ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِى ٱلْأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٤٦﴾] قال بعض السلف: لا ينال العلم حيي ولا مستكبر، وقال آخر: من لم يصبر على ذُلِّ التعلم ساعة بقي في ذُلِّ الجهل أبداً. ابن كثير:2/237.

      ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ ءَايَٰتِىَ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِى ٱلْأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَإِن يَرَوْا۟ كُلَّ ءَايَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا۟ بِهَا وَإِن يَرَوْا۟ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٤٦﴾] قال ابن عباس: «يريد: الذين يتجبرون على عبادي، ويحاربون أوليائي حتى لا يؤمنوا بي»؛ يعني: سأصرفهم عن قبول آياتي، والتصديق بها؛ عوقبوا بحرمان الهداية لعنادهم للحق؛ كقوله: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) [الصف: 5]. البغوي:2/152.

      ﴿ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا۟ بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُو۟رِيكُمْ دَارَ ٱلْفَٰسِقِينَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٤٥﴾] فدل على أن فيما أنزل حسن وأحسن. ابن تيمية:3/198.

      ﴿ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا۟ بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُو۟رِيكُمْ دَارَ ٱلْفَٰسِقِينَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٤٥﴾] (فخذها بقوة) أي: بجد واجتهاد، وقيل: بقوة القلب، وصحة العزيمة؛ لأنه إذا أخذه بضعف النية؛ أداه إلى الفتور. البغوي:2/152.

      ﴿ قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ إِنِّى ٱصْطَفَيْتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَٰلَٰتِى وَبِكَلَٰمِى ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٤٤﴾] فلما منعه الله من رؤيته بعد ما كان متشوقاً إليها، أعطاه خيراً كثيراً. السعدي:302.

      ﴿ قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ إِنِّى ٱصْطَفَيْتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٤٤﴾] يذكر تعالى أنه خاطب موسى بأنه اصطفاه على عالمي زمانه برسالاته وكلامه، ولا شك أن محمداً -صلى الله عليه وسلم- سيد ولد آدم من الأولين والآخرين، ولهذا اختصه الله بأن جعله خاتم الأنبياء والمرسلين؛ الذي تستمر شريعته إلى قيام الساعة، وأتباعه أكثر من أتباع الأنبياء كلهم. ابن كثير:2/236.

      ﴿ إِنْ هِىَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِى مَن تَشَآءُ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٥﴾] أي: محنتك، واختبارك، وابتلاؤك؛ كما ابتليت عبادك بالحسنات والسيئات ليتبين الصبار الشكور من غيره، وابتليتهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب ليتبين المؤمن من الكافر، والصادق من الكاذب، والمنافق من المخلص؛ فتجعل ذلك سببا لضلالة قوم وهدي آخرين. ابن تيمية:3/208.

      ﴿ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَّآ ۖ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٥﴾] أي: أتهلكنا وتهلك سائر بني إسرائيل بما فعل السفهاء -الذين طلبوا الرؤية حين قالوا: أرنا الله جهرة، والذين عبدوا العجل- فمعنى هذا إدلاء بحجته، وتبرؤ من فعل السفهاء، ورغبة إلى الله أن لا يعم الجميع بالعقوبة. ابن جزي:1/318.

      ﴿ وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى ٱلْغَضَبُ أَخَذَ ٱلْأَلْوَاحَ ۖ وَفِى نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٤﴾] قال سهل بن عبد الله: «... وأصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله». ويدل على ذلك قوله تعالى: (ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون). ابن تيمية:3/208.

      ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُوا۟ ٱلْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلْمُفْتَرِينَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٢﴾] أعقبهم ذلك ذلا وصغارا في الحياة الدنيا، وقوله: (وكذلك نجزي المفترين) نائلة لكل من افترى بدعةً؛ فإن ذل البدعة ومخالفة الرشاد متصلة من قلبه على كتفيه، كما قال الحسن البصري: «إن ذل البدعة على أكتافهم؛ وإن هملجت بهم البغلات، وطقطقت بهم البراذين».... وقال سفيان بن عيينة: كل صاحب بدعة ذليل. ابن كثير:2/238.

      ﴿ قَالَ ٱبْنَ أُمَّ إِنَّ ٱلْقَوْمَ ٱسْتَضْعَفُونِى وَكَادُوا۟ يَقْتُلُونَنِى ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٠﴾] وإنما قال (ابن أم) ليكون أَرَقَّ وأنجع عنده، وإلا فهو شقيقه لأبيه وأمه. ابن كثير: 2/238.

      ﴿ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ۖ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٠﴾] والعجلة: التقدم بالشيء قبل وقته، وهي مذمومة، والسرعة: عمل الشيء في أول أوقاته، وهي محمودة. القرطبي:9/338.

      ﴿ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰٓ إِلَىٰ قَوْمِهِۦ غَضْبَٰنَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِى مِنۢ بَعْدِىٓ ۖ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٠﴾] لتمام غيرته عليه الصلاة والسلام، وكمال نصحه وشفقته. السعدي:303.

      ﴿ وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰٓ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِۦ يَعْدِلُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٩﴾] وكأن الإتيان بهذه الآية الكريمة فيه نوع احتراز مما تقدم؛ فإنه تعالى ذكر فيما تقدم جملةً من معايب بني إسرائيل المنافية للكمال، المناقضة للهداية، فرُبَّمَا توهم متوهم أن هذا يعم جميعَهم، فذكر تعالى أن منهم طائفةً مستقيمة، هاديةً مَهْدِيَّةً. السعدي:306.

      ﴿ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ ۙ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٧﴾] (فالذين آمنوا به) أي: بمحمد ﷺ، (وعزروه): وقَّروه، (ونصروه): على الأعداء، (واتبعوا النور الذي أنزل معه): يعني: القرآن، (أولئك هم المفلحون). البغوي:2/3159.

      ﴿ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلْأَغْلَٰلَ ٱلَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٧﴾] الإصر: الثقل... فإن بني إسرائيل قد كان أخذ عليهم عهداً أن يقوموا بأعمال ثقال؛ فوضع عنهم بمحمد ﷺ ذلك العهد، وثقل تلك الأعمال؛ كغسل البول، وتحليل الغنائم، ومجالسة الحائض، ومؤاكلتها. القرطبي:9/356.

      ﴿ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلْأُمِّىَّ ٱلَّذِى يَجِدُونَهُۥ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٧﴾] فإن أميته لم تكن من جهة فقد العلم والقراءة عن ظهر قلب؛ فإنه إمام الأئمة في هذا، وإنما كان من جهة أنه لا يكتب ولا يقرأ مكتوبا. ابن تيمية:3/210.

      ﴿ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٦﴾] ومن تمام الإيمان بآيات الله: معرفة معناها، والعمل بمقتضاها، ومن ذلك: اتباع النبي-صلى الله عليه وسلم- ظاهراً وباطناً، في أصول الدين وفروعه. السعدي:305.

      ﴿ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٦﴾] أي: يؤمنون بجميع الكتب والأنبياء، وليس ذلك لغير هذه الأمّة. ابن جزي:1/319.

      ﴿ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٦﴾] عمت كل شيء؛ قال الحسن وقتادة: وسعت رحمته في الدنيا البر والفاجر، وهي يوم القيامة للمتقين خاصة. البغوي:2/157.
       
    • ألفاظ: المس، والأكل، والظن، والحكمة   الأول: المسُّ؛ ومنه: وقد وردت كلمة (المس) قرابة أربعين مرة في كتاب الله الكريم، في سور مختلفة ومعانٍ متعددة؛ منها: 1. سورة البقرة: • ﴿ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ﴾ [البقرة: 80]، (مسَّ): بمعنى لن يدخلوا النار.   • ﴿ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ ﴾ [البقرة: 214]، (مس): بمعنى الابتلاء والإصابة.   • ﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ ﴾ [البقرة: 237]، و﴿ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ ﴾ [البقرة: 236]، (المس): بمعنى الجماع.   • ﴿ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾ [البقرة: 275]، (المس): بمعنى الجنون.   2. سورة آل عمران: • ﴿ لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [آل عمران: 24]، (مس): بمعنى لن يدخلوا النار.   • ﴿ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ﴾ [آل عمران: 47]، (مس): بمعنى الجماع.   • ﴿ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ﴾ [آل عمران: 120]، و﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ ﴾ [آل عمران: 140]، و﴿ لَمْ يَمْسَسْكُمْ سُوءٌ ﴾ [آل عمران: 174]، (مس): بمعنى الإصابة.   3. سورة المائدة: • ﴿ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 73]، (مس): بمعنى أصاب.   4. سورة الأنعام: • ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ﴾ [الأنعام: 17]، و﴿ يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [الأنعام: 49]، (مس): بمعنى الإصابة.   5. سورة الأعراف: • ﴿ وَلَا تَمَسُّوهُمْ بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الأعراف: 73]، و﴿ قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ ﴾ [الأعراف: 95]، و﴿ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ﴾ [الأعراف: 188]، (مس): بمعنى الإصابة.   • ﴿ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا ﴾ [الأعراف: 201]، (مس): بمعنى التعرض.   6. سورة الأنفال: • ﴿ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال: 68]، (المس): بمعنى نزل.   7. سورة يونس: • ﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ ﴾ [يونس: 12]، (مس): بمعنى أصاب.   • ﴿ مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ ﴾ [يونس: 21]، (مس): بمعنى أصاب.   • ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ﴾ [يونس: 107]، (مس): بمعنى أصاب.   8. سورة هود: • ﴿ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ ﴾ [هود: 10]، و﴿ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [هود: 48]، و﴿ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ ﴾ [هود: 64]، و﴿ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾ [هود: 113]، (مس): بمعنى الإصابة.   9. سورة يوسف: • ﴿ قَدْ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ ﴾ [يوسف: 88]، (المس): بمعنى أصاب.   10. سورة الحجر: • ﴿ لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ ﴾ [الحجر: 48]، (مس): بمعنى أصاب.   • ﴿ عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ ﴾ [الحجر: 54]، (مس): بمعنى حال الكبر.   11. سورة النحل: • ﴿ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ ﴾ [النحل: 53]، (المس): بمعنى أصاب.   12. سورة الإسراء: • ﴿ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ﴾ [الإسراء: 67]، و﴿ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ﴾ [الإسراء: 83]، (المس): بمعنى أصاب.   13. سورة مريم: • ﴿ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴾ [مريم: 20]، (مس): بمعنى الجماع.   • ﴿ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ ﴾ [مريم: 45]، (مس): بمعنى أحاط.   14. سورة الأنبياء: • ﴿ وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ ﴾ [الأنبياء: 46]، (مس): بمعنى أصاب.   • ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ ﴾ [الأنبياء: 83]، (مس): بمعنى نال.   15. سورة النور: • ﴿ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 14]، (مس): بمعنى نزل.   • ﴿ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ ﴾ [النور: 35]، (مس): بمعنى أصاب.   16. سورة الشعراء: • ﴿ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [الشعراء: 156]، (مس): بمعنى لمس.   17. سورة الروم: • ﴿ وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ ﴾ [الروم: 33]، (مس): بمعنى أصاب.   18. سورة الأحزاب: • ﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ ﴾ [الأحزاب: 49]، (المس): بمعنى الجماع.   19. سورة فاطر: • ﴿ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴾ [فاطر: 35]، (مس): بمعنى أصاب.   20. سورة فصلت: • ﴿ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴾ [فصلت: 49]، و﴿ مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ ﴾ [فصلت: 50]، و﴿ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴾ [فصلت: 51]، (المس): بمعنى أصاب.   21. سورة الزمر: • ﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ﴾ [الزمر: 39]، (مس): بمعنى أصاب.   22. سورة ق: • ﴿ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ﴾ [ق: 38]، (مس): بمعنى أصاب.   23. سورة المعارج: • ﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ﴾ [المعارج: 20، 21]، (مس): بمعنى حصل.   الحاصل: قد وردت تقلبات معنى لفظ (المس) في القرآن الكريم في أكثر من موضع، وأكثر من عشرين سورة بمعانٍ مختلفة، أغلبها تدور في فلك: (الإصابة – الجماع – النزول – النَّيل – اللمس – التعرض – الحال – الجنون – الإحاطة – الحصول – الدخول).   وهي معانٍ ذات شقين: الشق الأول: تدخل كلمة (المس) على معاني الضرر، والشر، والعذاب، والسوء، والنَّصَب، والنار، وهي معانٍ تحمل دلالاتٍ سلبية سيئة، وعاقبتُها وخيمة على صاحبها.   الشق الثاني: تدخل على الخير، والنعمة، والبِشر، وهي دلالات تحمل معانيَ إيجابية تبشِّر صاحبها بما يتمناه، ويحمد عُقباه.   وإذا لاحظنا من ناحية بلاغية لهذه الألفاظ، وجدناها مستعملة في إطار المجاز اللغوي لقرينة الاستعارة والمستعار له، مما يجعلنا نستنبط أن القرآن الكريم قمة في البلاغة، وذروة في الطرافة.   الثاني: الأكل؛ كقوله تعالى: 1. سورة الفرقان: • ﴿ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ ﴾ [الفرقان: 7]، (الأكل): بمعنى التغذية.   2. سورة يوسف: • ﴿ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ﴾ [يوسف: 13]، (الأكل): بمعنى الافتراس.   3. سورة الأعراف: • ﴿ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ﴾ [الأعراف: 73]، (الأكل): بمعنى الرعي.   4. سورة الحجرات: • ﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ [الحجرات: 12]، (الأكل): بمعنى الغِيبة.   5. سورة النساء: • ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا ﴾ [النساء: 10]، (الأكل): بمعنى الاختلاس.   6. سورة آل عمران: • ﴿ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ﴾ [آل عمران: 183]، (الأكل): بمعنى الإحراق.   وكذلك الحال في لفظ (الأكل) الذي جاء بمعانٍ عِدَّة بما يناسب كل صيغة، وهو يؤكد ما تمت الإشارة إليه.   الثالث: الظن؛ كقوله تعالى: 1. سورة ص: • ﴿ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ ﴾ [ص: 24]، (ظن): بمعنى علم.   2. سورة القيامة: • ﴿ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ﴾ [القيامة: 28]، (ظن): بمعنى أيقن.   3. سورة الحجرات: • ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، (ظن): بمعنى الشك.   هذان معنيان؛ وهما: علم وأيقن، خرجا عن المعنى الأصيل للظن الذي يفيد الشك والتردد، وهو خلاف للعلم واليقين، بيد أن السبك البلاغي جعل الصيغة متماسكة ومترابطة من حيث المعنى والسياق، مما رفع قيمة بلاغية دقيقة في سياق الآيات.   الرابع: الحكمة؛ كقوله تعالى: 1. سورة البقرة: • ﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ ﴾ [البقرة: 269]، (الحكمة): بمعنى العلم.   2. سورة النحل: • ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ ﴾ [النحل: 125]، (الحكمة): بمعنى القرآن.   3. سورة الزخرف: • ﴿ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ ﴾ [الزخرف: 63]، (الحكمة): بمعنى النبوة.   وهكذا جاء لفظ الحكمة بثلاثة معانٍ جليلة وعظيمة؛ وهي: القرآن، والعلم، والنبوة، يلحظ أن هذه الألفاظ الثلاثة لها قرينة متينة بما وُضع لها من معنًى في لفظ (الحكمة)، الذي هو وضع الشيء في محله، واستُعمل في غير محله لأهداف بلاغية عالية.   إن شاء الله هذه الطرائف ستكون سلسلة في ألفاظ أخرى من القرآن الكريم.   المصادر والمراجع: 1. تفسير القرطبي. 2. تفسير الطبري. 3. تفسير ابن كثير. 4. التفسير الميسر. 5. التفسير الوسيط.   شبكة الالوكة بشير شعيب
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182394
    • إجمالي المشاركات
      2535846
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93271
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    خلود محمد متولي
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×