اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57472
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180553
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8255
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30256
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53010
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40679
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97009
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31794
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. إن من البيان لسحرًا

    1. قلمٌ نابضٌ

      ساحة لصاحبات الأقلام المبدعة المتذوقة للشعر العربي وأدبه

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      50492
      مشاركات
  11. مملكتكِ الجميلة

    1. 41313
      مشاركات
    2. 33884
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  12. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32200
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34854
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  13. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  14. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37408 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  15. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد: فإن الله تعالى أعدَّ لأهل المعاصي نارًا شديدة الحرارة، فأردت أن أذكِّر نفسي وطلَّاب العلم الكِرام بصفة أهل النار، وسوء منقلب أهلها؛ لعلنا نتجنب المعاصي، ونسير على صراط الله تعالى المستقيم، الذي يوصلنا إلى مرضاة الله تعالى وجنة الخلد؛ فأقول وبالله تعالى التوفيق:   مرور جميع الناس على جسر جهنم: • قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾ [مريم: 71، 72].   روى مسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يمرُّ أولكم كالبرق قال: قلت: بأبي أنت وأمي، أي شيء كمرِّ البرقِ؟ قال: ألم تَرَوا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمرِّ الريح، ثم كمرِّ الطير وشدِّ الرجال، تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط يقول: ربِّ سلِّم سلِّم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل، فلا يستطيع السير إلا زحفًا قال: وفي حافَّتِيِ الصراط كلاليبُ معلَّقةٌ، مأمورة بأخْذِ مَن أُمِرَت به؛ فمخدوشٌ ناجٍ، ومكدوس في النار، والذي نفس أبي هريرة بيده، إن قَعْرَ جهنَّمَ لَسبعون خريفًا))؛ [مسلم حديث: 195].     عظم حجم النار وشدة حرارتها: • روى مسلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُؤتَى بجهنم يومئذٍ لها سبعون ألف زمامٍ، مع كل زمام سبعون ألف مَلَكٍ يجرُّونها))؛ [مسلم حديث: 2842].   • روى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال جهنم تقول ﴿ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ﴾ [ق: 30]، حتى يَضَعَ ربُّ العزة فيها قدمه فتقول: قطُّ قطُّ وعزتك، ويُزوَى بعضها إلى بعض))؛ [البخاري حديث: 6661، مسلم حديث: 2848].   • قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59].   • ﴿ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59]: قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "وادٍ في جهنم، بعيد القعر، خبيث الطعم"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 9، ص: 268].   • روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ناركم جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم، قيل: يا رسول الله، إنْ كانت لَكافيةً، قال: فُضِّلت عليهن بتسعة وستين جزءًا كلهن مثل حرِّها))؛ [البخاري حديث: 3265، مسلم حديث: 2843].     أبواب جهنم: • قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ﴾ [الحجر: 43، 44].   • قال ابن كثير رحمه الله: "أخبر الله تعالى أن لجهنم سبعةَ أبواب: ﴿ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ﴾ [الحجر: 44]؛ أي: قد كتب لكلِّ بابٍ منها جزءًا من أتباع إبليس يدخلونه، لا مَحِيدَ لهم عنها - أجارنا الله منها - وكلٌّ يدخل من باب بحسب عمله، ويستقر في دركٍ بقدر فِعْلِهِ".   • قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "أبواب جهنم سبعة بعضها فوق بعض، فيمتلئ الأول، ثم الثاني، ثم الثالث، حتى تُملَأ كلُّها".   • وقال ابن جريج رحمه الله: "﴿ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ ﴾ [الحجر: 44] أوَّلُها جهنم، ثم لَظَى، ثم الحُطَمة، ثم سعير، ثم سَقَر، ثم الجحيم، ثم الهاوية"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 8، ص: 260، 259].     خَزَنَةُ جهنمَ: • قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].   • قال عكرمة رحمه الله: "إذا وصل أول أهل النار إلى النار، وجدوا على الباب أربعمائة ألف من خزنة جهنم، سودٌ وجوههم، كالحةٌ أنيابهم، قد نزع الله من قلوبهم الرحمة، ليس في قلبِ واحدٍ منهم مثقال ذرة من الرحمة، لو طُيِّر الطير من مَنْكِبِ أحدهم لَطار شهرين قبل أن يبلغ منكبه الآخر، ثم يجدون على الباب التسعة عشر، عَرْضُ صدر أحدهم سبعون خريفًا، ثم يَهْوُون من باب إلى باب خمسمائة سنة، ثم يجدون على كل باب منها مثل ما وجدوا على الباب الأول، حتى ينتهوا إلى آخرها".   • قوله: ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]؛ أي: مهما أمرهم به تعالى يبادروا إليه، لا يتأخرون عنه طرفة عين، وهم قادرون على فِعْلِهِ ليس بهم عجز عنه، وهؤلاء هم الزبانية، عياذًا بالله منهم؛ [تفسير ابن كثير، ج: 14، ص: 60].     أجسام أهل النار: • قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 56].   • روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن غلظ جِلْدِ الكافر اثنان وأربعون ذراعًا، وإن ضرسه مثل أُحُدٍ، وإن مجلسه من جهنم كما بين مكة والمدينة))؛ [حديث حسن، صحيح الترمذي للألباني، حديث: 2087].   • روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ضرس الكافر يومَ القيامة مِثْلُ أُحُدٍ، وفَخِذُه مثل البيضاء، ومقعده من النار مسيرة ثلاث مثل الرَّبذة))؛ [حديث حسن، صحيح الترمذي للألباني حديث: 2086].   • قال الترمذي رحمه الله: "ومثل الربذة كما بين المدينة والربذة، والبيضاء جبل مثل أحد"؛ [سنن الترمذي، ج: 4، ص: 606].     طعام أهل النار: • قال الله تعالى: ﴿ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ﴾ [الحاقة: 35 - 37].   • قال قتادة رحمه الله: "غسلين: هو شر طعام أهل النار"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 14، ص: 121].   • وقال سبحانه: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ﴾ [الغاشية: 1 - 7].   • قال ابن عباس رضي الله عنهما: "الضريع: شجر من نار"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 14، ص: 330].   • وقال جل شأنه: ﴿ إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [المزمل: 12، 13].   • ﴿ وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ ﴾ [المزمل: 13]؛ قال عبدالله بن عباس: "ينشَبُ في الحَلْقِ، فلا يدخل ولا يخرج"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 14، ص: 169].   • وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ * هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ﴾ [الواقعة: 51 - 56].     قال الله سبحانه وتعالى في وصف شجرة الزقوم: ﴿ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ * ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات: 62 - 68].   • روى أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن قطرةً قطرت من الزَّقُّوم في الأرض، لأمرَّت على أهل الدنيا معيشتهم، فكيف بمن هو طعامه، وليس له طعام غيره؟))؛ [حديث صحيح، صحيح الجامع للألباني، حديث: 5250].     شراب أهل النار: • قال الله تعالى عن عذاب أهل النار: ﴿ مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾ [إبراهيم: 16، 17].   • قال مجاهد، وعكرمة: "الصديد: من القيح والدم، وقال قتادة: هو ما يسيل من لحمه وجلده"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 8، ص: 168].   قال الله تعالى: ﴿ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾ [محمد: 15].   • قال ابن كثير رحمه الله: "أي: حارًّا شديدَ الحرِّ، لا يُستطاع، ﴿ فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾ [محمد: 15]؛ أي: قطع ما في بطونهم من الأمعاء والأحشاء، عياذًا بالله من ذلك"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 13، ص: 70].   • وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ [الكهف: 29].   • قوله: ﴿ الْمُهْلِ ﴾: قال ابن عباس رضي الله عنهما: "ماء غليظ مثل دُرْدِيِّ الزيت"؛ وهو ما يترسب أسفل الزيت؛ [تفسير ابن كثير، ج: 9، ص: 132].     ملابس أهل النار: قال الله تعالى: ﴿ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ﴾ [إبراهيم: 49، 50].   • قال ابن كثير رحمه الله: "قوله: ﴿ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ ﴾ [إبراهيم: 50]؛ أي: ثيابهم التي يلبسونها عليهم من قطران، وهو الذي تهنأ به الإبل؛ أي: تُطلى؛ قاله قتادة، وهو ألصق شيء بالنار"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 8، ص: 238].   • وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴾ [الحج: 19].     فُرُشُ أهل النار: • قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 41].   • قال محمد بن كعب القرظي رحمه الله: "﴿ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ ﴾ [الأعراف: 41]: الفرش، ﴿ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ﴾ [الأعراف: 41]: اللُّحف"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 6، ص: 301].   • وقال سبحانه: ﴿ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴾ [الزمر: 16].     أهل النار يلعن بعضهم بعضًا: • قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ * وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 38، 39].   • قال الطبري رحمه الله: "هذا خبر من الله جل ثناؤه عن محاورة الأحزاب من أهل الملل الكافرة في النار يوم القيامة، يقول الله تعالى ذكره: فإذا اجتمع أهل الملل الكافرة في النار فادَّاركوا، قالت أخرى أهل كل ملة دخلت النار الذين كانوا في الدنيا، بعد أولى منهم تقدمتها، وكانت لها سلفًا وإمامًا في الضلالة والكفر، لأولاها الذين كانوا قبلهم في الدنيا: ربنا هؤلاء أضلونا عن سبيلك، ودعَونا إلى عبادة غيرك، وزيَّنوا لنا طاعة الشيطان، فآتِهم اليوم من عذابك الضعف على عذابنا"؛ [تفسير الطبري، ج: 10، ص: 178].   وقال سبحانه: ﴿ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا • رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ﴾ [الفاتحة: 67، 68].     بكاء وصراخ أهل النار: • قال الله تعالى: ﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾ [فاطر: 37].   • روى ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يرسَل البكاء على أهل النار فيبكون حتى ينقطع الدموع، ثم يبكون الدم حتى يصير في وجوههم كهيئة الأُخدود، لو أُرْسِلت فيها السفن لَجَرَت))؛ [حديث حسن، صحيح ابن ماجه للألباني حديث: 8083].     سلاسلُ وأغلال أهل النار: • قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا ﴾ [الإنسان: 4].   • وقال سبحانه: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ﴾ [الحاقة: 25 - 32].   • قوله: ﴿ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴾ [الحاقة: 28، 29]؛ أي: لم يدفع عني مالي ولا جاهي عذابَ الله وبأسه، بل خلص الأمر إليَّ وحدي، فلا مُعين لي ولا مُجير.   • قوله: ﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ﴾ [الحاقة: 30، 31]؛ أي: يأمر الزبانية أن تأخذه عنفًا من المحشر، فتَغُلَّه؛ أي: تضع الأغلال في عنقه، ثم تُوِرده إلى جهنم، فتُصليه إياها؛ أي: تغمره فيها.   • قوله: ﴿ فَاسْلُكُوهُ ﴾ [الحاقة: 32]؛ أي: أدخلوه في سلسلة.   • قال ابن عباس رضي الله عنه: "تدخل في استه (دُبُرِهِ)، ثم تخرج من فيه (فمه)"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 8، ص: 216، 215].     أدنى أهل النار عذابًا: • روى مسلم عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أهونُ أهل النار عذابًا أبو طالب، وهو مُنْتَعِلٌ بنَعلَينِ يغلي منهما دماغه))؛ [مسلم، حديث: 212].     صَبغة واحدة في النار تُنسي صاحبها نعيمَ الدنيا: • روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُؤتَى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يومَ القيامة، فيُصبغ في النار صَبْغَةً، ثم يُقال: يا بنَ آدم، هل رأيت خيرًا قطُّ؟ هل مرَّ بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويُؤتَى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا من أهل الجنة، فيُصبغ صَبغةً في الجنة، فيُقال له: يا بنَ آدم، هل رأيت بؤسًا قط؟ هل مرَّ بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مرَّ بي بؤس قط، ولا رأيت شدةً قط))؛ [مسلم حديث: 2807].     أول من تُسعَّرُ بهم النار: • روى مسلم عن سليمان بن يسار قال: تفرَّق الناس عن أبي هريرة رضي الله عنه، فقال له ناتل (اسم رجل) أهل الشام: أيها الشيخ، حدِّثنا حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استُشهد، فأُتِيَ به، فعرَّفه نِعَمَه، فعرَفها، قال: فما عمِلتَ فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استُشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يُقال: جريء، فقد قِيل، ثم أُمر به، فسُحب على وجهه، حتى أُلقِيَ في النار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأُتِيَ به، فعرَّفه نعمه فعرَفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليُقال: عالم، وقرأت القرآن ليُقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أُمِر به، فسُحب على وجهه حتى أُلقِيَ في النار، ورجل وسَّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأُتِيَ به، فعرَّفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن يُنفَق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليُقال: هو جَوَاد، فقد قيل، ثم أُمِرَ به، فسُحب على وجهه، ثم أُلقِيَ في النار))؛ [مسلم حديث: 1905].     النساء أكثر أهل النار: • روى البخاري عن عمران بن حصين رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اطَّلعتُ في الجنة، فرأيت أكثر أهلها الفقراءَ، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء))؛ [البخاري حديث: 3241].     جوارح أهل النار تشهد عليهم: قال الله تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [فصلت: 19 - 21].   وقال سبحانه: ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس: 65].     خطبة إبليس في أهل النار: • قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 22].     النار لا تأكل آثار السجود من أهل المعاصي من الموحِّدين: • روى ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود، حرَّم الله على النار أن تأكل أثر السجود))؛ [حديث صحيح، صحيح ابن ماجه للألباني، حديث: 3492].     لا فداء لأهل النار من عذابها: • قال الله سبحانه تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 36].   • روى الشيخان عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقول لأهون أهل النار عذابًا: لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت تفتدي به؟ قال: نعم، قال: فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم؛ ألَّا تشرك بي، فأبيتَ إلا الشركَ))؛ [البخاري حديث: 3334، مسلم حديث: 2805].     عذاب النار دائم ولا ينقطع: • قال سبحانه: ﴿ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى ﴾ [الأعلى: 11 - 13].   قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ﴾ [فاطر: 36].   • روى أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يَحْيَون))؛ [حديث صحيح، صحيح الجامع للألباني، حديث: 1350].     خروج أهل المعاصي الموحِّدين من النار: • روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان))؛ [حديث صحيح، صحيح الترمذي للألباني، حديث: 2094].   • روى الترمذي عن عمران بن حصين رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليخرُجَنَّ قومٌ من أُمتي من النار بشفاعتي، يُسمَّون: الجَهَنَّمِيُّون))؛ [حديث صحيح، صحيح الترمذي للألباني، حديث: 2096].   وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.   الشيخ صلاح نجيب الدق   شبكة الالوكة
    • الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.       أما بعد:   فإن الهدف الأسمى من العبادة هو الحصول على رضا الله تعالى في الدنيا ويوم القيامة؛ ولذلك ينبغي على المسلم أن يقلِّل من الاستمتاع بالأمور المباحة بقدر استطاعته؛ لينال السعادة في الدنيا ويوم القيامة، فأقول وبالله تعالى التوفيق:   تعريف الزهد:   الزهد: هو التقليل من ملذَّات الحياة الدنيا المباحة؛ رغبةً في ثواب الله سبحانه وتعالى يوم القيامة.       ♦ روى ابن ماجه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: ((أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقال: يا رسول الله، دُلَّني على عمل إذا أنا عمِلتُه، أحبَّني الله وأحبني الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ازهد في الدنيا يُحبَّك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس))؛ [حديث صحيح، صحيح ابن ماجه للألباني، حديث: 3310].       ♦ قوله: (ازهد في الدنيا يحبك الله😞 دليل على أن الزهد أعلى المقامات وأفضلها؛ لأنه جعله سببًا لمحبة الله تعالى، وأن مُحِبَّ الدنيا متعرِّض لبُغض الله تعالى؛ [الكاشف عن حقائق السنن للطيبي، ج: 10، ص: 3290].       ♦ قوله: (وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس): أي: لا تتطلع لِما في أيدي الناس يحبك الناس، وهذا يتضمن ترك سؤال الناس؛ أي: لا تسأل الناس شيئًا؛ لأنك إذا سألت أثقلتَ عليهم؛ [شرح الأربعين النووية لابن عثيمين، ص: 319].       ♦ روى ابن ماجه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كانت الدنيا همَّه، فرَّق الله عليه أمره، وجعل فَقْرَه بين عينيه، ولم يأتِهِ من الدنيا إلا ما كُتِبَ له، ومن كانت الآخرة نيَّتَه، جمع الله له أمره، وجعل غِناه في قلبه، وأتَتْهُ الدنيا وهي راغمة))؛ [حديث حسن، صحيح ابن ماجه للألباني، حديث: 3313].       ♦ قوله: (وهي راغمة)؛ أي: وهي مقهورة.   قال الإمام محمد عبدالهادي السندي رحمه الله: "إن ما كُتِبَ للعبد من الرزق يأتيه لا محالة، إلا أنه من طَلَبَ الآخرة يأتيه بلا تعبٍ، ومن طلب الدنيا يأتيه بتعب وشدة، فطالِبُ الآخرة قد جمع بين الدنيا والآخرة؛ فإن المطلوب من جمع المال الراحة في الدنيا، وقد حصلت لطالب الآخرة، وطالب الدنيا قد خسِرَ الدنيا والآخرة؛ لأنه في الدنيا في التعب الشديد في طلبها، فأي فائدة له في المال إذا فاتت الراحة"؛ [حاشية السندي على سنن ابن ماجه، ج: 2، ص: 524].       فائدة تربوية مهمة:   الزهد في الدنيا لا يمنع المسلم من الاجتهاد والسعي في طلب الرزق الحلال، الزهد لا يمنع المسلم من الاجتهاد في تحصيل العلوم الدنيوية؛ كالطب والصيدلة والهندسة، وسائر العلوم الأخرى التي تساعد المسلم على تعمير الدنيا، وتجعله يعتمد على نفسه في جميع مجالات الحياة، وتجعله كذلك يمتلك الأسلحة العسكرية الحديثة التي تساعده في حماية بلاده والتصدي لأعدائه.       زهد نبيناصلى الله عليه وسلمفي الدنيا:   يجب على المسلم العاقل أن يعلم أن الحياة الدنيا ليست دارَ قرارٍ، وإنما هي قنطرة إلى الدار الباقية يوم القيامة؛ ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أزهدَ الناس فيها.       (1) روى الشيخان عن عائشة أنها قالت: ((ما شبِع آلُ محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين، حتى قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم))؛ [البخاري حديث: 5416، مسلم حديث: 2970].       (2) روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((تُوفِّيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهوديٍّ بثلاثين صاعًا من شعير))؛ [البخاري حديث: 2916].       (3) روى البخاري عن عائشة قالت: ((كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدمٍ، وحشوه من ليف))؛ [البخاري حديث: 6456].       (4) روى مسلم عن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان يخطب، قال: ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا فقال: ((لقد رأيت رسول صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد دَقَلًا - رديء التمر - يملأ به بطنه))؛ [مسلم حديث: 2978].       (5) روى البخاري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((ما أكل آلُ محمد صلى الله عليه وسلم أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر))؛ [البخاري حديث: 6455].       أقوال السلف الصالح في الزهد:   سوف نذكر بعض أقوال سلفنا الصالح في الزهد في الحياة الدنيا:   (1) كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما: "إنك لن تنال عمل الآخرة بشيء أفضل من الزهد في الدنيا"؛ [المنهاج في شعب الإيمان، الحليمي، ج: 3، ص: 389].       (2) قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "طوبى للزاهدين في الدنيا، والراغبين في الآخرة"؛ [شعب الإيمان للبيهقي، ج: 13، ص: 179].       (3) قال موسى بن عقبة: كتب أبو الدرداء رضي الله عنه إلى بعض إخوانه: "أوصيك بتقوى الله، والزهد في الدنيا، والرغبة فيما عند الله، فإنك إذا فعلت ذلك، أحبَّك الله لرغبتك فيما عنده، وأحبك الناس لتركك لهم دنياهم، والسلام"؛ [شعب الإيمان للبيهقي، ج: 13، ص: 198].       (4) قال أبو واقد الليثي رضي الله عنه: "تابعنا الأعمال أيها أفضل، فلم نجد شيئًا أعون على طلب الآخرة من الزهد في الدنيا"؛ [مصنف ابن أبي شيبة، ج: 7، ص: 116].       (5) قال محمد بن كعب القرظي رحمه الله: "إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا أزهده في الدنيا، وفقَّهه في الدين، وبصَّره عيوبه، ومن أُوتيهن فقد أُوتيَ خيرًا كثيرًا في الدنيا والآخرة"؛ [المنهاج في شعب الإيمان، ج: 3، ص: 389].       (6) قال وهب بن منبه رحمه الله: "أعون الأخلاق على الدين الزهدُ في الدنيا"؛ [المنهاج في شعب الإيمان، الحليمي، ج: 3، ص: 389].       ثمرات الزهد في الدنيا:   نستطيع أن نوجز ثمرات الزهد في الأمور الآتية:   (1) الزهد فيه تمام التوكل على الله تعالى.   (2) الزهد يغرس في قلب المسلم القناعة.   (3) الزهد يصرف المسلم عن التعلق بالملذات الفانية إلى العمل من أجل النعيم المقيم في الجنة.   (4) الزهد فيه وقاية لنفس المسلم من الوقوع في الشهوات.   (5) المسلم الزاهد يحبه الله تعالى ويقرِّبه إليه.   (6) الزهد راحة في الدنيا وسعادة في الآخرة.   (7) المسلم الزاهد يكسب حبَّ الناس له؛ حيث إنه لا يزاحمهم على دنياهم.   (8) الزهد فيه التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام.   (9) الزهد يحث النفس على حب الإنفاق في سبيل الله تعالى، وعدم التعلق بالدنيا.   (10) الزهد يُخرِج المسلم من عبودية الشيطان والدنيا والنفس؛ [موسوعة نضرة النعيم، ج: 7، ص: 3069].       أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، ويجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة؛ ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: 88، 89]، كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم الكرام.       وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.   وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.   الشيخ صلاح نجيب الدق   شبكة الالوكة    
    • من الآيات الصارفة عن متاع الدنيا وزخرفها، والموجِّه صواب الآخرة وثوابها قوله سبحانه: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى} (طه:131)، هذه الآية الكريمة، تتضمن نهياً، وتعليلاً، وتقريراً؛ أما النهي فقوله تعالى: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا}، وأما التعليل فقوله سبحانه: {لنفتنهم فيه}، وأما التقرير فختام الآية وتذيلها، وهو قوله عز من قائل: {ورزق ربك خير وأبقى}.

      والحديث حول هذه الجوانب الثلاثة، ينظمه وقفات ثلاث:

      الوقفة الأولى: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا} الخطاب هنا للنبي صلى الله عليه وسلم، يقول: لا تنظر إلى هؤلاء المترفين وأشباههم ونظرائهم، وما هم فيه من النعم، فإنما هو زائل وفان. والمراد بالمترفين المنهي عن النظر إليهم، إما أهل مكة الذين وقفوا في وجه دعوة النبي صلي الله عليه وسلم، وناصبوه العداء، وإما المراد المترفون من أهل الأمم الأخرى، كفارس والروم، فأمر سبحانه نبيه بالاحتقار لشأنهم والصبر على أقوالهم، والإعراض عن أموالهم، وما في أيديهم من الدنيا؛ إذ ذاك منحصر عندهم، صائر بهم إلى خزي وخذلان.

      وقد قال أهل التفسير هنا: إن قوله سبحانه: {ولا تمدن عينيك} أبلغ من: (ولا تنظر)؛ لأن الذي (يمد) بصره إنما يحمله على ذلك حرص مقترن، والذي (ينظر) قد لا يكون ذلك معه.

      والمراد بـ (الأزواج) في الآية المراد: الأنواع، فكأنه قال: لا تمد بصرك إلى ما متعنا به أقواماً شتى، وأصنافاً متفرقة من زخرف الحياة الدنيا وزينتها.

      والمراد بـ {زهرة الحياة الدنيا} زينة الحياة، أي: زينة أمور الحياة من اللباس، والأنعام، والجنان، والنساء، والبنين، ونحو ذلك من النعم الدنيوية، كقوله تعالى: {فمتاع الحياة الدنيا وزينتها} (القصص: 60)، شبه سبحانه نِعَمَ هؤلاء الكفار بالزهر، الذي له منظر جميل مريح للنفس والروح، بيد أنه سرعان ما يزبل ويضمحل، فكذلك حال هؤلاء المترفين المنغمسين في الملذات والنِّعَم. قال القاسمي: وفي التعبير بـ (الزهرة) إشارة لسرعة الاضمحلال، فإن متاع الدنيا قليل، وأجلها قريب.

      هذا، وللزمخشري كلام مفيد حول النهي الوارد في مطلع هذه الآية، فقد قال: "ومد النظر: تطويله، وأن لا يكاد يرده؛ استحساناً للمنظور إليه، وإعجاباً به، وتمنياً أن يكون له، كما فعل نظارة قارون، حين قالوا: {يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم} (القصص:79) حتى واجههم أولو العلم بـقولهم: {ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا} (القصص:80). وفيه أن النظر غير الممدود معفو عنه، وذلك مثل نظر من بادره الشيء بالنظر، ثم غض الطرف. ولما كان النظر إلى الزخارف كالمركوز في الطباع، وأن من أبصر منها شيئاً أحب أن يمد إليه نظره، ويملأ منه عينيه، قيل: {ولا تمدن عينيك} أي: لا تفعل ما أنت معتاد له. ولقد شدد العلماء من أهل التقوى في وجوب غض البصر عن أبنية الظلمة، وعُدَد الفسقة في اللباس والمراكب وغير ذلك؛ لأنهم إنما اتخذوا هذه الأشياء لعيون النظارة، فالناظر إليها محصل لغرضهم، وكالمغري لهم على اتخاذها".

      على أن الأمر المهم هنا هو أن نعلم أن ما يُنعِم الله به على المترفين من الأموال والبنين وغيرها من نعم الدنيا مع كفرهم بالله، لا يعني ذلك إقرارهم على ما هم فيه من الترف والفساد، بل إن ذلك لِحِكَم يعلمها سبحانه، منها إقامة الحجة عليهم، كما قال تعالى: {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} (المؤمنون: 55-56).

      الوقفة الثانية: قوله سبحانه: {لنفتنهم فيه} اللام هنا لام التعليل، فكأن المراد أن سبحانه يمد هؤلاء المترفين بالنعم؛ لينظر ما هم فاعلون، هل هم شاكرون لها، أم جاحدون؟ قال الطبري: "لنختبرهم فيما متعناهم به من ذلك، ونبتليهم؛ فإن ذلك فانٍ زائل، وغرور وخدع تضمحل".

      وذهب ابن عاشور إلى أن (اللام) في الآية هنا هي لام العاقبة، والتعليل مجازي، كقوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا} (القصص:68)، أي: كانت عاقبة التقاط موسى أن كان عدواً لفرعون ومن شايعه. والمراد على هذا أنه ما يمتع به سبحانه المترفين من النعم ستكون عاقبة هذا التمتع الخذلان والخسران؛ لأن نِعَمَ زائلة فانية، وما عند الله باق.

      الوقفة الثالثة: قوله عز وجل: {ورزق ربك خير وأبقى} المراد ب_ (الرزق) هنا: الثواب، والمعنى أن ما وعد الله به عباده من الثواب في الآخرة هو خير وأبقى من متع الحياة الدنيا؛ لأن ثوابه سبحانه لا انقطاع له ولا نفاد، كما قال سبحانه: {ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} (النحل:96). قال القرطبي: "ثواب الله على الصبر وقلة المبالاة بالدنيا أولى؛ لأنه يبقى، والدنيا تفنى"، وما هو باقٍ خير مما هو فانٍ، وهذا كقوله سبحانه: {ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا} (القصص:80). وقال الرازي: "ويحتمل أن يكون المراد ما أوتيته من يسير الدنيا إذا قرنته بالطاعة خير لك من حيث العاقبة وأبقى، فذكر الرزق في الدنيا ووصفه بحسن عاقبته إذا رضي به وصبر عليه".

      وإضافة (الرزق) إلى (الرب) سبحانه فقال: {ورزق ربك} إضافة تشريف؛ وإلا فإن الرزق كله من الله، ولكن رزق الكافرين لِمَا خالطه وحفَّ به حال أصحابه من غضب الله عليهم، ولِمَا فيه من التبعة على أصحابه في الدنيا والآخرة لكفرانهم النعمة، جُعِلَ كالمنكور انتسابه إلى الله، وجُعِلَ رزق الله هو السالم من ملابسة الكفران ومن تبعات ذلك.

      وفي "صحيح مسلم" أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم –وكان حلف أن لا يقرب نساءه- قال: (فجلست فرفعت رأسي في البيت، فوالله، ما رأيت فيه شيئاً يرد البصر، إلا أُهباً ثلاثة -الإيهاب: الجلد قبل أن يدبغ-، فقلت: ادع الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك، فقد وسع على فارس والروم، وهم لا يعبدون الله، فاستوى جالسا، ثم قال: (أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟! أولئك قوم عُجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا )، فقلت: استغفر لي يا رسول الله!).

      وعند مسلم أيضاً من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: (أخوف ما أخاف عليكم ما يُخْرِج الله لكم من زهرة الدنيا)، قالوا: وما زهرة الدنيا يا رسول الله؟!، قال: (بركات الأرض).

      وعند البخاري: (إنما أخشى عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من بركات الأرض) ثم ذكر زهرة الدنيا، الحديث.

      وهنا ينبغي التنبيه إلى أمرين اثنين:

      الأول: أن الخطاب في الآية الكريمة وإن جاء للنبي صلى الله عليه وسلم، كما ذهب إلى ذلك المفسرون، بيد أنه في الحقيقة خطاب لعموم المسلمين؛ لأن الأصل في الخطاب الشرعي أن يكون عامًّا، ولا يراد به الخصوص إلا بدليل، ولا دليل هنا على التخصيص. وأيضاً فإنه صلوات الله عليه وسلامه كان أزهد الناس في الدنيا مع القدرة عليها، إذا حصلت له ينفقها في عباد الله، ولم يدخر لنفسه شيئاً لغد، فتوجيه الخطاب إليه على وجه الخصوص تحصيل حاصل.

      الثاني: أن الآية وإن كانت تنهى عموم المكلفين عن النظر لما في أيدي الناس من متاع الدنيا، فإنها تفيد أيضاً أن على المؤمن أن لا ينظر إلى ما في يد غيره من النعم، بل عليه أن يحترم قدر الله في خلق الله؛ لذلك من صفات المؤمن أنه يحب الخير لأخيه كما يحبه لنفسه، وحين لا يحب النعمة عند غيره، فكأنه يعترض على قدر الله فيه، وفي هذا جرح لعقيدته، وخوف على إيمانه.

      وختام القول ما روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له. وعن عيسى عليه السلام قال: لا تتخذوا الدنيا رباً، فتتخذكم لها عبيداً.   اسلام ويب
    • في القرآن الكريم آيات كريمة خاطبت النبي صلى الله عليه وسلم تأمره بالصبر على مشاق الدعوة، وتعده بالعون والنصر المؤزر، من تلك الآيات قوله عز وجل: {واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا} (الطور:48)، فهذه الآية تتضمن في جملتها أمراً ووعداً، ولنا معها الوقفات التالية:

      الوقفة الأولى: الخطاب في الآية الكريم للنبي صلى الله عليه وسلم تأمره بالصبر على أمر الدعوة، وبالمضي في تبليغها، وتحمل المشاق التي تكتنف طريقها؛ فهو سبحانه قد قضى بأن سبيل إبلاغ الدعوة ليس طريقاً سهلاً يسيراً مفروشاً بالورود، بل هو طريق فيه عقبات وصعوبات، لا بد للداعي أن يتحملها، ويصبر على لأوائها، حتى يبلغ رسالة ربه، ويفوز برضونه، كما قال تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} (آل عمران:142).

      الوقفة الثانية: قوله سبحانه: {واصبر لحكم ربك} الأمر بالصبر لحكم الله في الآية يحتمل أن يراد به الصبر على قضاء الله في حمل الرسالة. ويحتمل أن يكون المراد الصبر على البلاء الذي يحصل من جراء تبليغ الرسالة. ويحتمل أن يكون المراد ما حكم به سبحانه وقدره من انتفاء إجابة بعضهم، ومن إبطاء إجابة أكثرهم، وكل هذه المرادات لا تعارض بينها، بل هي متلازمة، ومتعاضدة، وقال : {لحكم ربك} دون أن يقول: واصبر لحكمنا، أو لحكم الله؛ فإن المربوبية تؤذن بالعناية بالمربوب؛ لذلك قال ابن عطية في هذا المقام: "وهذه الآية ينبغي أن يقررها كل مؤمن في نفسه، فإنها تفسح مضايق الدنيا".

      الوقفة الثالثة: اللام في قوله عز وجل: {لحكم} يجوز أن تكون بمعنى (على) فيكون لتعدية فعل (اصبر) كقوله تعالى: {واصبر على ما يقولون} (المزمل:10). ويجوز أن تكون بمعنى (إلى) أي: اصبر إلى أن يحكم الله بينك وبينهم، فيكون في معنى قوله: {واصبر حتى يحكم الله} (يونس:109). ويجوز أن تكون للتعليل، فيكون {لحكم ربك} هو ما حكم به من إرساله إلى الناس، أي: اصبر لأنك تقوم بما وجب عليك. قال ابن عاشور: "فللام في هذا المكان موقع جامع، لا يفيد غير (اللام) مثله".

      الوقفة الرابعة: قوله تعالى: {فإنك بأعيننا} المراد كما قال الطبري وجمهور المفسرين: فإنك بمرأى منا، نراك ونرى عملك، ونحن نحوطك ونحفظك، فلا يصل إليك من أرادك بسوء من المشركين. وهذا كقوله تعالى لموسى عليه السلام: {ولتصنع على عيني} (طه:39)، وهو بمعنى قوله عز وجل: {والله يعصمك من الناس} (المائدة:67). وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في المراد قوله: نرى ما يُعْمَل بك.
        الوقفة الخامسة: هذه الآية وإن كانت خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم -كما هو ظاهر اللفظ- بيد أنها تفيد العموم؛ إذ هو الأصل في الخطاب القرآني، ولا يُحمل الخطاب على الخصوص إلا بدليل يفيد الخصوص، وبالتالي فإن المسلم عموماً والداعي إلى الله على وجه الخصوص مأمور بالصبر على تبليغ دعوة الإسلام للآخرين، ومأمور أيضاً بالصبر على تحمل المشاق التي تعترضه في سبيل ذلك، ومأمور فوق ذلك بالصبر على كل ما ينزل به من البلاء والمحن؛ لأن هذه الأحوال هي التي تكشف المسلم الصادق من غير الصادق، وهي التي تمحص المؤمن الحق من الذي يدعي الإيمان، كما قال تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} (محمد:31)، ومع كل هذا فإن على المؤمن أن يثق بنصر الله ووعده، وأن يوقن أن الله حافظه وناصره ومؤيده ما دام حاملاً لدعوته، وسائراً على درب هديه.     اسلام ويب
    • الصبر في مجال الدعوة إلى الله أمر من الأهمية بمكان، حيث الحاجة إلى الكثير الكثير من التحمل، والجَلَد، والثبات، والاستمرار، الحاجة إلى الحلم، وسعة الصدر، كما هي الحاجة إلى تحمل الإيذاء مادة ومعنى؛ لذلك جاء قوله تعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم: {فاصبر صبرا جميلا} (المعارج:5). لنا وقفة مع هذه الآية.

      الملاحظ في الآية الكريمة أنها وصفت (الصبر) المأمور به بأن يكون {جميلا}، وقد ذكر جمهور المفسرين أن المراد بـ (الصبر الجميل) هنا هو الذي لا جزع فيه، ولا شكوى لغير الله، والصبر على أذى المشركين. ونُقل عن ابن عباس رضي الله عنهما في المراد بـ (الصبر الجميل) في الآية قوله: (لا تشكو إلى أحد غيري). وقال الطبري في بيان المراد: "اصبر على أذى هؤلاء المشركين لك، ولا يثنيك ما تلقى منهم من المكروه عن تبليغ ما أمرك ربك أن تبلغهم من الرسالة".

      فحاصل المراد فيما ذكره المفسرون في المراد من الآية هو التسلح بالصبر في مواجهة مشاق الدعوة، وعدم الجزع والشكوى، وتسليم الأمر إليه سبحانه.

      ونقل الطبري في هذا الصدد عن ابن زيد أن الأمر بـ (الصبر) كان في بداية الدعوة، ثم نُسخ بالآيات الآمرة بقتال المشركين، والحاثة على مجاهدة الكافرين. وقد بيَّن الطبري أن ما ذهب إليه ابن زيد من دعوى النسخ "قول لا وجه له، وليس ثمة دليل على صحته؛ إذ ليس في أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم في (الصبر الجميل) على أذى المشركين ما يوجب أن يكون ذلك أمراً منه له به بداية أمر الدعوة؛ بل كان ذلك أمراً من الله له به في مراحل الدعوة كافة؛ لأنه لم يزل صلى الله عليه وسلم من لدن بعثه الله إلى أن توفاه في أذى منهم، وهو في كل ذلك صابر على ما يلقى منهم من أذى قبل أن يأذن الله له بحربهم، وبعد إذنه له بذلك".

      والأمر الجدير بلفت الانتباه إليه في هذه الآية، هو وصف (الصبر) بـ (الجميل)، وهو معنى لم يطل المفسرون الوقوف عنده؛ لوضوحه، ذهاباً منهم إلى أنه لا يحتاج إلى شرح وإيضاح. مع أن هذا الوصف يحتاج إلى مزيد تأمل؛ وذلك أن الناظر إلى الحياة نظرة واقعية، يجد أن المشاق تشغل مساحة غير صغيرة منها، وللتغلب على هذه المشاق وتحملها، يحتاج الإنسان فيها إلى الصبر، وترك هذا الميدان يعني ترك مساحة كبيرة دون تغطية، والإسلام يحمل الخير والجمال لهذا الإنسان في كل حالاته، وكل مجالاته؛ ولذا لم يترك هذا الجانب دون أن يزينه بجماله، فكان الصبر الجميل.

      و(الصبر الجميل) تجلد وأمل، إنه اطمئنان نفسي وروحي، إنه الموقف الأحسن والأجمل، وبعبارة أوضح نقول: إن عملية تجميل الصبر هذه ليست زخرفة قول، ولكنها حقيقة يمكن الإشارة إلى عناصرها الأولية وفق التالي:

      - جعل الله للصبر الجزاء الجزيل، والدرجات العلا، وقد تأكد هذا بالكثير من آيات القرآن الكريم، وبالكثير من أحاديث الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، ونكتفي هنا بقوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} (الزمر:10).

      - إن الله تعالى جعل معيَّته للصابرين في آيات عديدة، منها قوله عز وجل: {إن الله مع الصابرين} (البقرة:153)، وقوله سبحانه: {والله مع الصابرين} (الأنفال:66).

      - الإيمان بالقدر؛ حيث يطمئن المسلم إلى أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطاه لم يكن ليصيبه، قال تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير} (الحديد:22).

      هذه العوامل تجعل (الصبر) متقبلاً ومتحملاً، فالنفس مطمئنة مرتاحة إلى قدر الله، لا ينتابها القلق، ولا يشل حركتها الخوف. ثم هناك الأمل الكبير بثواب الله، كما أن الراحة عظيمة بشعور المؤمن أن الله معه في صبره يرعاه، ويسدد خطاه، وكلها عوامل إن لم تقضِ على مرارة الصبر، فإنها تخففها إلى حد كبير حتى يصبح مقبولاً، وليست مهمة الجمال في هذا الميدان إلا هذه.

      وبهذا يظل المسلم في رحاب الخير، كما ورد في الحديث الشريف: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيراً له) رواه مسلم.

      [ملحوظة: الفقرات الأخيرة المتعلقة بوصف الصبر بـ (الجميل) مستفادة من كتاب (الظاهرة الجمالية في الإسلام) لمؤلفه صالح أحمد الشامي].   اسلام ويب    
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182181
    • إجمالي المشاركات
      2535455
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93202
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    chaima12
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×