اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57758
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180579
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8279
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30261
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53035
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40675
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97011
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31796
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41315
      مشاركات
    2. 33887
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32201
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34855
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37570 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • المتواجدات الآن   0 عضوات, 0 مجهول, 92 زوار (القائمه الكامله)

    لاتوجد عضوات مسجلات متواجدات الآن

  • العضوات المتواجدات اليوم

    1 عضوة تواجدت خلال ال 24 ساعة الماضية
    أكثر عدد لتواجد العضوات كان 8، وتحقق
  • أحدث المشاركات

    • بسم الله الرحمن الرحيم
      ١/ وقتُ النيَّةِ في صومِ النَّفلِ.
      لا يشتَرَطُ جُمهورِ العلماء من الحَنَفيَّة، والشَّافِعيَّة، والحَنابِلة تَبييتُ النِّيَّةِ مِنَ اللَّيلِ في صيامِ التطَوُّعِ بدليل عمومُ حديث عائشة رَضِيَ الله عنها، حيث قالت: "دخل عليَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ يومٍ فقال: هل عِندكم شيءٌ؟ فقلنا: لا. قال: فإني إذًا صائِمٌ" رواه مسلم.
      قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (…وأما النفل فيجزئ بنية من النهار كما دل عليه قوله "إني إذاً صائم" كما أنّ الصلاة المكتوبة يجب فيها من الأركان ـ كالقيام والاستقرار على الأرض ـ ما لا يجب في التطوع توسيعاً من الله على عباده في طرق التطوع، فإن أنواع التطوعات دائماً أوسع من أنواع المفروضات...ثم علق شيخ الإسلام على هذا القول بقوله: "وهذا أوسط الأقوال")

      ………………………..

      ٢/ حكمُ النيةُ في صوم النفل المُقيّد كصيام السِّتِ من شوال، ويوم عرفة وعاشوراء والأيّام البيض، وهل يُثاب ثوابًا كاملًا عن صوم هذا اليوم؟

      وهذا مما حصل فيه الخلاف بين أهل العلم، فيرى بعضُهم أنّه لا بدّ من نيّة من الليل لصيام هذه الأيّام حتى يُثاب عليها ثوابًا كاملًا، وتعليلهم أنّ الصوم عبادة لا بدّ فيها من نيّة قبلها، ومن نوى من وسط النهار لا يُقال أنّه صام اليوم كله.

      🍃 ويرى آخرون أنّه لا يلزم تبييت النيّة لأنّها نافلة وقد دلّ الدليل على صحة صوم النافلة، ويستوي فيها المقيّد وغير المقيّد.
      وأنّ له الثواب كاملًا سواءً نواه من الليل أو من النهار، وذلك أنّ الصوم لا يتبعّض فهو عبادة متصلّة من الفجر إلى المغرب.
      (قال القاضي وأبو الخطاب: يُحكم له بالصوم الصحيح الشرعي المُثاب عليه من أول النهار، لا من وقت النية، سواء نوى قبل الزوال أو بعده؛ لأنّ صوم بعض النهار لا يصح، بدليل ما لو نواه بعد الأكل، أو أراد الفطر في أثناء اليوم، فإذا صحّت نيتُه من أثناء النهار عُلِم أن صومه تام، فيُكْتَب له ثواب يوم تامّ…..
      وقد تنعطف النيةُ على ما مضى؛ كالكافر إذا أسلم؛ فإنه يُثاب على ما تحمَّله من الحسنات حال كفره….) [شرح العمدة لابن تيمية: ١٩٣/١]
      وأمّا مسألة أنّه لا يُثاب إلا من وقت النية، (فقال الماوردي والقاضي أبو الطيب: هو غلط، لأنّ الصوم لا يتبعّض، قالوا وقوله لأنه لم يقصد العبادة قبل النية لا أثر له، فقد يدرك بعض العبادة ويثاب كالمسبوق يدرك الإمام راكعا فيحصل له ثواب جميع الركعة.) ذكره النووي.

      ومن المقاصد الشرعية المعتبرة في كل التطوعات مقيّدها ومطلقها هو تخفيفها وعدم التشديد بشروطها لتكثيرها وتسهيلها على المكلفين.
      فالقول إنّ الثواب لا يكون إلا من وقت النية فيه التثبيط عن فعلها، والحرمان من صوم هذه الأيّام الفاضلة.

      ولا شك أنّ الأفضل والأكمل هو عقد النية من الليل خروجًا من الخلاف، ولكن من نسي، أو طرأ له الصوم من النهار فله ذلك، ويُؤجر إن شاء الله على صيام ذلك اليوم كله، وإنّما قلنا ذلك لئلا يفوته صيام هذه الأيّام التي لا مثيل لها في فضل صوم النافلة، خصوصًا أنّه قد قال بهذا القول أئمة كبار من أهل العلم قديمًا وحديثًا، وهو الأقرب للصواب إن شاء الله بالنظر إلى مقاصد الشريعة من التسهيل في باب نوافل العبادات.
        كتبه/ عادل بن عبدالعزيز الجهني. صيد الفوائد
    • ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ ءَايَٰتِىَ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِى ٱلْأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٤٦﴾] قال بعض السلف: لا ينال العلم حيي ولا مستكبر، وقال آخر: من لم يصبر على ذُلِّ التعلم ساعة بقي في ذُلِّ الجهل أبداً. ابن كثير:2/237.

      ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ ءَايَٰتِىَ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِى ٱلْأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَإِن يَرَوْا۟ كُلَّ ءَايَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا۟ بِهَا وَإِن يَرَوْا۟ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٤٦﴾] قال ابن عباس: «يريد: الذين يتجبرون على عبادي، ويحاربون أوليائي حتى لا يؤمنوا بي»؛ يعني: سأصرفهم عن قبول آياتي، والتصديق بها؛ عوقبوا بحرمان الهداية لعنادهم للحق؛ كقوله: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) [الصف: 5]. البغوي:2/152.

      ﴿ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا۟ بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُو۟رِيكُمْ دَارَ ٱلْفَٰسِقِينَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٤٥﴾] فدل على أن فيما أنزل حسن وأحسن. ابن تيمية:3/198.

      ﴿ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا۟ بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُو۟رِيكُمْ دَارَ ٱلْفَٰسِقِينَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٤٥﴾] (فخذها بقوة) أي: بجد واجتهاد، وقيل: بقوة القلب، وصحة العزيمة؛ لأنه إذا أخذه بضعف النية؛ أداه إلى الفتور. البغوي:2/152.

      ﴿ قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ إِنِّى ٱصْطَفَيْتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَٰلَٰتِى وَبِكَلَٰمِى ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٤٤﴾] فلما منعه الله من رؤيته بعد ما كان متشوقاً إليها، أعطاه خيراً كثيراً. السعدي:302.

      ﴿ قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ إِنِّى ٱصْطَفَيْتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٤٤﴾] يذكر تعالى أنه خاطب موسى بأنه اصطفاه على عالمي زمانه برسالاته وكلامه، ولا شك أن محمداً -صلى الله عليه وسلم- سيد ولد آدم من الأولين والآخرين، ولهذا اختصه الله بأن جعله خاتم الأنبياء والمرسلين؛ الذي تستمر شريعته إلى قيام الساعة، وأتباعه أكثر من أتباع الأنبياء كلهم. ابن كثير:2/236.

      ﴿ إِنْ هِىَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِى مَن تَشَآءُ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٥﴾] أي: محنتك، واختبارك، وابتلاؤك؛ كما ابتليت عبادك بالحسنات والسيئات ليتبين الصبار الشكور من غيره، وابتليتهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب ليتبين المؤمن من الكافر، والصادق من الكاذب، والمنافق من المخلص؛ فتجعل ذلك سببا لضلالة قوم وهدي آخرين. ابن تيمية:3/208.

      ﴿ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَّآ ۖ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٥﴾] أي: أتهلكنا وتهلك سائر بني إسرائيل بما فعل السفهاء -الذين طلبوا الرؤية حين قالوا: أرنا الله جهرة، والذين عبدوا العجل- فمعنى هذا إدلاء بحجته، وتبرؤ من فعل السفهاء، ورغبة إلى الله أن لا يعم الجميع بالعقوبة. ابن جزي:1/318.

      ﴿ وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى ٱلْغَضَبُ أَخَذَ ٱلْأَلْوَاحَ ۖ وَفِى نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٤﴾] قال سهل بن عبد الله: «... وأصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله». ويدل على ذلك قوله تعالى: (ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون). ابن تيمية:3/208.

      ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُوا۟ ٱلْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلْمُفْتَرِينَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٢﴾] أعقبهم ذلك ذلا وصغارا في الحياة الدنيا، وقوله: (وكذلك نجزي المفترين) نائلة لكل من افترى بدعةً؛ فإن ذل البدعة ومخالفة الرشاد متصلة من قلبه على كتفيه، كما قال الحسن البصري: «إن ذل البدعة على أكتافهم؛ وإن هملجت بهم البغلات، وطقطقت بهم البراذين».... وقال سفيان بن عيينة: كل صاحب بدعة ذليل. ابن كثير:2/238.

      ﴿ قَالَ ٱبْنَ أُمَّ إِنَّ ٱلْقَوْمَ ٱسْتَضْعَفُونِى وَكَادُوا۟ يَقْتُلُونَنِى ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٠﴾] وإنما قال (ابن أم) ليكون أَرَقَّ وأنجع عنده، وإلا فهو شقيقه لأبيه وأمه. ابن كثير: 2/238.

      ﴿ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ۖ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٠﴾] والعجلة: التقدم بالشيء قبل وقته، وهي مذمومة، والسرعة: عمل الشيء في أول أوقاته، وهي محمودة. القرطبي:9/338.

      ﴿ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰٓ إِلَىٰ قَوْمِهِۦ غَضْبَٰنَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِى مِنۢ بَعْدِىٓ ۖ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٠﴾] لتمام غيرته عليه الصلاة والسلام، وكمال نصحه وشفقته. السعدي:303.

      ﴿ وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰٓ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِۦ يَعْدِلُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٩﴾] وكأن الإتيان بهذه الآية الكريمة فيه نوع احتراز مما تقدم؛ فإنه تعالى ذكر فيما تقدم جملةً من معايب بني إسرائيل المنافية للكمال، المناقضة للهداية، فرُبَّمَا توهم متوهم أن هذا يعم جميعَهم، فذكر تعالى أن منهم طائفةً مستقيمة، هاديةً مَهْدِيَّةً. السعدي:306.

      ﴿ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ ۙ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٧﴾] (فالذين آمنوا به) أي: بمحمد ﷺ، (وعزروه): وقَّروه، (ونصروه): على الأعداء، (واتبعوا النور الذي أنزل معه): يعني: القرآن، (أولئك هم المفلحون). البغوي:2/3159.

      ﴿ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلْأَغْلَٰلَ ٱلَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٧﴾] الإصر: الثقل... فإن بني إسرائيل قد كان أخذ عليهم عهداً أن يقوموا بأعمال ثقال؛ فوضع عنهم بمحمد ﷺ ذلك العهد، وثقل تلك الأعمال؛ كغسل البول، وتحليل الغنائم، ومجالسة الحائض، ومؤاكلتها. القرطبي:9/356.

      ﴿ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلْأُمِّىَّ ٱلَّذِى يَجِدُونَهُۥ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٧﴾] فإن أميته لم تكن من جهة فقد العلم والقراءة عن ظهر قلب؛ فإنه إمام الأئمة في هذا، وإنما كان من جهة أنه لا يكتب ولا يقرأ مكتوبا. ابن تيمية:3/210.

      ﴿ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٦﴾] ومن تمام الإيمان بآيات الله: معرفة معناها، والعمل بمقتضاها، ومن ذلك: اتباع النبي-صلى الله عليه وسلم- ظاهراً وباطناً، في أصول الدين وفروعه. السعدي:305.

      ﴿ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٦﴾] أي: يؤمنون بجميع الكتب والأنبياء، وليس ذلك لغير هذه الأمّة. ابن جزي:1/319.

      ﴿ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ ﴾ [سورة الأعراف آية:﴿١٥٦﴾] عمت كل شيء؛ قال الحسن وقتادة: وسعت رحمته في الدنيا البر والفاجر، وهي يوم القيامة للمتقين خاصة. البغوي:2/157.
       
    • ألفاظ: المس، والأكل، والظن، والحكمة   الأول: المسُّ؛ ومنه: وقد وردت كلمة (المس) قرابة أربعين مرة في كتاب الله الكريم، في سور مختلفة ومعانٍ متعددة؛ منها: 1. سورة البقرة: • ﴿ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ﴾ [البقرة: 80]، (مسَّ): بمعنى لن يدخلوا النار.   • ﴿ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ ﴾ [البقرة: 214]، (مس): بمعنى الابتلاء والإصابة.   • ﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ ﴾ [البقرة: 237]، و﴿ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ ﴾ [البقرة: 236]، (المس): بمعنى الجماع.   • ﴿ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾ [البقرة: 275]، (المس): بمعنى الجنون.   2. سورة آل عمران: • ﴿ لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [آل عمران: 24]، (مس): بمعنى لن يدخلوا النار.   • ﴿ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ﴾ [آل عمران: 47]، (مس): بمعنى الجماع.   • ﴿ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ﴾ [آل عمران: 120]، و﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ ﴾ [آل عمران: 140]، و﴿ لَمْ يَمْسَسْكُمْ سُوءٌ ﴾ [آل عمران: 174]، (مس): بمعنى الإصابة.   3. سورة المائدة: • ﴿ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 73]، (مس): بمعنى أصاب.   4. سورة الأنعام: • ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ﴾ [الأنعام: 17]، و﴿ يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [الأنعام: 49]، (مس): بمعنى الإصابة.   5. سورة الأعراف: • ﴿ وَلَا تَمَسُّوهُمْ بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الأعراف: 73]، و﴿ قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ ﴾ [الأعراف: 95]، و﴿ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ﴾ [الأعراف: 188]، (مس): بمعنى الإصابة.   • ﴿ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا ﴾ [الأعراف: 201]، (مس): بمعنى التعرض.   6. سورة الأنفال: • ﴿ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال: 68]، (المس): بمعنى نزل.   7. سورة يونس: • ﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ ﴾ [يونس: 12]، (مس): بمعنى أصاب.   • ﴿ مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ ﴾ [يونس: 21]، (مس): بمعنى أصاب.   • ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ﴾ [يونس: 107]، (مس): بمعنى أصاب.   8. سورة هود: • ﴿ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ ﴾ [هود: 10]، و﴿ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [هود: 48]، و﴿ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ ﴾ [هود: 64]، و﴿ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾ [هود: 113]، (مس): بمعنى الإصابة.   9. سورة يوسف: • ﴿ قَدْ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ ﴾ [يوسف: 88]، (المس): بمعنى أصاب.   10. سورة الحجر: • ﴿ لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ ﴾ [الحجر: 48]، (مس): بمعنى أصاب.   • ﴿ عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ ﴾ [الحجر: 54]، (مس): بمعنى حال الكبر.   11. سورة النحل: • ﴿ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ ﴾ [النحل: 53]، (المس): بمعنى أصاب.   12. سورة الإسراء: • ﴿ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ﴾ [الإسراء: 67]، و﴿ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ﴾ [الإسراء: 83]، (المس): بمعنى أصاب.   13. سورة مريم: • ﴿ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴾ [مريم: 20]، (مس): بمعنى الجماع.   • ﴿ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ ﴾ [مريم: 45]، (مس): بمعنى أحاط.   14. سورة الأنبياء: • ﴿ وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ ﴾ [الأنبياء: 46]، (مس): بمعنى أصاب.   • ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ ﴾ [الأنبياء: 83]، (مس): بمعنى نال.   15. سورة النور: • ﴿ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 14]، (مس): بمعنى نزل.   • ﴿ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ ﴾ [النور: 35]، (مس): بمعنى أصاب.   16. سورة الشعراء: • ﴿ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [الشعراء: 156]، (مس): بمعنى لمس.   17. سورة الروم: • ﴿ وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ ﴾ [الروم: 33]، (مس): بمعنى أصاب.   18. سورة الأحزاب: • ﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ ﴾ [الأحزاب: 49]، (المس): بمعنى الجماع.   19. سورة فاطر: • ﴿ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴾ [فاطر: 35]، (مس): بمعنى أصاب.   20. سورة فصلت: • ﴿ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴾ [فصلت: 49]، و﴿ مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ ﴾ [فصلت: 50]، و﴿ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴾ [فصلت: 51]، (المس): بمعنى أصاب.   21. سورة الزمر: • ﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ﴾ [الزمر: 39]، (مس): بمعنى أصاب.   22. سورة ق: • ﴿ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ﴾ [ق: 38]، (مس): بمعنى أصاب.   23. سورة المعارج: • ﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ﴾ [المعارج: 20، 21]، (مس): بمعنى حصل.   الحاصل: قد وردت تقلبات معنى لفظ (المس) في القرآن الكريم في أكثر من موضع، وأكثر من عشرين سورة بمعانٍ مختلفة، أغلبها تدور في فلك: (الإصابة – الجماع – النزول – النَّيل – اللمس – التعرض – الحال – الجنون – الإحاطة – الحصول – الدخول).   وهي معانٍ ذات شقين: الشق الأول: تدخل كلمة (المس) على معاني الضرر، والشر، والعذاب، والسوء، والنَّصَب، والنار، وهي معانٍ تحمل دلالاتٍ سلبية سيئة، وعاقبتُها وخيمة على صاحبها.   الشق الثاني: تدخل على الخير، والنعمة، والبِشر، وهي دلالات تحمل معانيَ إيجابية تبشِّر صاحبها بما يتمناه، ويحمد عُقباه.   وإذا لاحظنا من ناحية بلاغية لهذه الألفاظ، وجدناها مستعملة في إطار المجاز اللغوي لقرينة الاستعارة والمستعار له، مما يجعلنا نستنبط أن القرآن الكريم قمة في البلاغة، وذروة في الطرافة.   الثاني: الأكل؛ كقوله تعالى: 1. سورة الفرقان: • ﴿ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ ﴾ [الفرقان: 7]، (الأكل): بمعنى التغذية.   2. سورة يوسف: • ﴿ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ﴾ [يوسف: 13]، (الأكل): بمعنى الافتراس.   3. سورة الأعراف: • ﴿ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ﴾ [الأعراف: 73]، (الأكل): بمعنى الرعي.   4. سورة الحجرات: • ﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ [الحجرات: 12]، (الأكل): بمعنى الغِيبة.   5. سورة النساء: • ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا ﴾ [النساء: 10]، (الأكل): بمعنى الاختلاس.   6. سورة آل عمران: • ﴿ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ﴾ [آل عمران: 183]، (الأكل): بمعنى الإحراق.   وكذلك الحال في لفظ (الأكل) الذي جاء بمعانٍ عِدَّة بما يناسب كل صيغة، وهو يؤكد ما تمت الإشارة إليه.   الثالث: الظن؛ كقوله تعالى: 1. سورة ص: • ﴿ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ ﴾ [ص: 24]، (ظن): بمعنى علم.   2. سورة القيامة: • ﴿ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ﴾ [القيامة: 28]، (ظن): بمعنى أيقن.   3. سورة الحجرات: • ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، (ظن): بمعنى الشك.   هذان معنيان؛ وهما: علم وأيقن، خرجا عن المعنى الأصيل للظن الذي يفيد الشك والتردد، وهو خلاف للعلم واليقين، بيد أن السبك البلاغي جعل الصيغة متماسكة ومترابطة من حيث المعنى والسياق، مما رفع قيمة بلاغية دقيقة في سياق الآيات.   الرابع: الحكمة؛ كقوله تعالى: 1. سورة البقرة: • ﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ ﴾ [البقرة: 269]، (الحكمة): بمعنى العلم.   2. سورة النحل: • ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ ﴾ [النحل: 125]، (الحكمة): بمعنى القرآن.   3. سورة الزخرف: • ﴿ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ ﴾ [الزخرف: 63]، (الحكمة): بمعنى النبوة.   وهكذا جاء لفظ الحكمة بثلاثة معانٍ جليلة وعظيمة؛ وهي: القرآن، والعلم، والنبوة، يلحظ أن هذه الألفاظ الثلاثة لها قرينة متينة بما وُضع لها من معنًى في لفظ (الحكمة)، الذي هو وضع الشيء في محله، واستُعمل في غير محله لأهداف بلاغية عالية.   إن شاء الله هذه الطرائف ستكون سلسلة في ألفاظ أخرى من القرآن الكريم.   المصادر والمراجع: 1. تفسير القرطبي. 2. تفسير الطبري. 3. تفسير ابن كثير. 4. التفسير الميسر. 5. التفسير الوسيط.   شبكة الالوكة بشير شعيب
    • {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون}[الذاريات :٥٦]   هذه الآية عمل بها الصالحون فطبقوها على كل لحظة من حياتهم ولم يقصروها على بعض العبادات، بل استشعروا عبوديتهم لله فراقبوه في سائر تصرفاتهم، وأخلصوا لله في سائر أعمالهم، فوضعوا أنفسهم تحت مجهر الشريعة، مستشعرين معية الله، ومشفقين من نظر الله الذي قال -سبحانه-: (مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [المجادلة:7]. كثير من الناس يظن أن العبادة مقصورة على أمهات العبادات كالصلاة والزكاة والصيام والحج، وهذا فهم عقيم لهذه الآية التي أخبر الله فيها أنه ما خلقنا إلا لعبادته، فإذا أردنا تطبيق هذه الآية تطبيقا نحوذ به على مرضاة الله وننجو به من سخط الله فعلينا أن نراقب الله في كل صغيرة وكبيرة، ونتذكر دائما قول الله -تعالى-: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الانفطار:10-12]. ونتذكر قول الله -تعالى-: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:18]، ونتذكر قوله -تعالى-: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ) [الطارق:4]، ونتذكر قول الله -تعالى-: (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [البقرة:281].  بمقتضى هذه الآية: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فإننا متعبدون لله في وظائفنا، ومتعبدون لله في تجارتنا، ومتعبدون لله في أسواقنا، ومتعبدون لله في حفلاتنا، ومتعبدون لله في مستشفياتنا، ومتعبدون لله في طرقنا، ومتعبدون لله في صحتنا وسقمنا، ومتعبدون لله في نومنا ويقظتنا، ومتعبدون لله في سفرنا وإقامتنا، ومتعبدون لله في سرنا وجهرنا، ومتعبدون لله في شؤوننا وخلواتنا، متعبدون لله في أسماعنا وأبصارنا وألسنتنا وقواتنا، بل -والله- متعبدون لله في حياتنا وموتنا، (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام:162-163]  لو استشعر المسلم معنى هذه الآية: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ما أخل بوظيفته، ولا غش في تجارته، ولا تهاون في أمانته. والله! لو استشعرنا معنى هذه الآية ما سمعنا عن الرشوة وأهلها، ولا سمعنا عن الربا وأهله، ولا سمعنا عن الغش وأهله، ولا هربنا المخدرات، وما وقعنا في المنكرات.     {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون}[الذاريات :٥٦]
        خلقنا الله للعبادة ، وخُلِقت الدنيا لنا ، فلا تنشغل عما خُلقتَ له بما خُلقَ لك.

      هذه الآية الكريمه هي سر وجودنا ومغزى حياتنا ، هي جواب أسئلتنا ومعنى رحلتنا في الحياة ، هنا فقط تجتمع نفوسنا المبعثرة ، وتلتئم أرواحنا الممزقة ... هذه الآية تجعل قلوبنا تنبض ورئتانا تتنفس وخلايانا تتجدد ، ليس من أجل أن نعيش بل لنعبد الله ، لنحبه ونتذلل له.

      التوحيد علم و عمل {الله الذي خلق سبع .......(لتعلموا) } {وما خلقت الجن والإنس إلا (ليعبدون)} في الأولى خلَقنا لنعلم ، وفي الثانية خلَقنا لنعبده ..
        لننفض غبار الغفلة عن قلوبنا ، ونجليها برياح العلم والإيمان ونجعلها تبصر حقيقة العبادة التي تجمع أصلين :
        (غاية الحب والإخلاص) مع (غاية الذل والخضوع) لله سبحانه وتعالى  
    • ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: 218]    السؤال الأول: قال تعالى عن المهاجرين: ﴿ هَاجَرُواْ ﴾ ولم يقل: (هجروا) مثلاً فهل من فرق بين اللفظين؟   الجواب: استعمل القرآن كلمة (هاجروا) دون (هجروا)؛ لأنّ (هاجر) تنشأ عن عداوة بين الجانبين، فكلٌّ من المنتقِل وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والمنتقَل عنهم وهم المشركون في مكة، كلٌّ قد هجر الآخر وقلاه وطلب بُعده.   السؤال الثاني: ما دلالة قوله تعالى في الآية: ﴿أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ ﴾ ؟   الجواب: عددت الآية ثلاثة أصناف من الناس: 1- ﴿ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ﴾  2- ﴿ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ ﴾  3- ﴿ وَجَٰهَدُواْ ﴾ . والذين آمنوا إيماناً خالصاً لوجه الله وهاجروا لنصرة الدين وجاهدوا لإعلاء كلمة الإسلام، هؤلاء قد فعلوا كل ذلك وهم يرجون رحمة الله .ولا شك أنّ هذه الأمور الثلاثة هي مدار العبادة وعُنوان السعادة . ولقائل يسأل: أليست الرحمة مسألة يقينية عندهم؟ والجواب: ليس للعبد عند الله أمر متيقن، فما أدراك أنك لم تُحسن التوبة أو أنك لم تتيقن من استحضار نية الإخلاص لله في عملك ، أو حدثتك نفسك بشيء أفسد عليك عملك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخلق وسيد الموصولين بربهم يقول: «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وعمل لا يُرفع ودعاء لا يُسمع».[ رواه النسائي في صحيحه 5470 ] .وعظمة الرب أنك تدعوه خوفاً وطمعاً، إنْ رغبت فيه ولم ترهبه فأنت ناقص الإيمان، وإنْ رهبت فيه ولم ترغب فإيمانك ناقص أيضاً، لذلك لا بدّ من تلازم الرهبة والرغبة.   ولقد علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ دخول الجنة لا يكون بالأعمال وحدها ولكن بفضل الله ورحمته ومغفرته، فهو يقول: « لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا مِنكُم عَمَلُهُ الجَنَّةَ قالوا: ولا أنْتَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ منه بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ ». [ صحيح مسلم 2816] . لذلك فالمؤمن يرجو رحمة ربه، ولا يشترط على الله وهو يتجه بعمله خالصاً لله ويرجو التقبل والمغفرة والرحمة.   السؤال الثالث: ما دلالة الفرق في رسم كلمتي : ﴿ هَاجَرُواْ ﴾ بالألف الصريحة و﴿ وَجَٰهَدُواْ ﴾ بحذف الألف الوسطية  في الآية ؟   الجواب: ورد الفعل  ﴿ هَاجَرُواْ ﴾ و﴿ يُهَاجِرُواْ ﴾    وملحقاته في القرآن الكريم (17) مرة كلها بالألف الصريحة ، ويوحي وجود الألف الوسطية في الفعل أنّ الهجرة تستلزم الانتقال والانفصال عن المكان ، فكأنّ وجود الألف الوسطية الفاصلة في منتصف الكلمة تعبر عن هذا الانفصال .   أمّا الفعل﴿ وَجَٰهَدُواْ ﴾  و﴿ يُجَٰهِدُواْ ﴾  وملحقاته فقد ورد في القرآن الكريم حوالي (27) مرة كلها بدون ألف ، و يوحي عدم وجود ألف وسطية في الفعل بأنّ الجهاد لا يعني فقط القتال والانتقال إلى مكان المعركة ، إنما يعني في الدرجة الأولى قرب وارتباط فريضة الجهاد إلى قلب المؤمن  ، إضافة إلى جهاد النفس ، الذي بينه حديث الرسول عليه السلام في جهاد النفس ، والله أعلم .   السؤال الرابع: ما دلالة رسم كلمة ﴿ رَحمَتَ ﴾ الواردة في الآية بالتاء المفتوحة ، علماً أنها رسمت بالتاءالمربوطة  ﴿ رَحمَةًۚ ﴾ في مواضع أخرى من القرآن الكريم ؟      الجواب: وردت كلمة﴿ رَحمَةًۚ ﴾   بالتاء المربوطة (72) مرة في القرآن الكريم ، ووردت ﴿رَحمَتَ﴾ بالتاء المفتوحة (7) مرات فقط في القرآن الكريم في الآيات :[ البقرة 218 ـ الأعراف 56 ـ هود 73 ـ مريم 2 ـ الروم 50 ـ الزخرف 32 (مرتان ) ] . وعندما ترد﴿ رَحمَتَ﴾  بالتاء المفتوحة ، فإنّ ذلك يعني خصوصية هذه الكلمة وأهميتها ودلالتها غير العادية حين تدبر الآية التي وردت بها والسياق المحيط بها  وتعني الرحمة الخاصة لبعض الخلق ،وهم الذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله ، والمحسنون ، وأهل البيت ، وزكريا ، وإحياء الأرض بعد موتها . أمّا بالتاء المربوطة﴿ رَحمَةًۚ ﴾    فهي توحي بالرحمة العامة . ومن الجدير بالذكر أنّ جميع السور التي جاءت فيها كلمة بالتاء المفتوحة ﴿ رَحمَتَ ﴾   يوجد في أولها الحروف المقطعة ، وكأنّ هذه الحروف المقطعة قد يكون من ضمن معانيها الرحمة الخاصة لعباد الله المؤمنين . وللعلم فإنّ كلمتي : ﴿ رَحمَتَ ٱللَّهِۚ﴾ و﴿ رَحمَتِ رَبِّكَ  ﴾   معاً  عددها (7) في القرآن الكريم كله ، وهو يساوي عدد كلمة ﴿ رَحمَتَ﴾   بالتاء المفتوحة . وشبيه بهذا  رسم كلمة: [﴿لَعنَةَ ﴾ ﴿ لَّعنَتَ ﴾] و كلمة: [﴿ٱمرَأَةٞ ﴾ ﴿ ٱمرَأَتُ ﴾ ] و كلمة: [﴿كَلِمَةٞ﴾ ﴿ كَلِمَتُ ﴾ ]. والله أعلم .     الحكم التشريعي الثالث عشر : التدرج في تحريم الخمر الحكم التشريعي الرابع عشر : إصلاح مال اليتيم     ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ 219 فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ220﴾ [البقرة: 219-220]   السؤال الأول:  ما أهم دلالات هاتين الآيتين ؟   الجواب: 1ـ في الآية ( 219 ) قرأ حمزة والكسائي ( إثم كثير ) بالثاء المثلثة ، والكثرة باعتبار الآثمين من الشاربين والمقامرين ، وقرأ الباقون ( إثم كبير ) بالباء الموحدة . 2 ـ هذه الآية هي سؤال الصحابة الرسول عليه السلام عن الخمر شرباً وبيعاً وشراء وتعاطياً. 3 ـ الخمر من المخامرة وهي المخالطة ، وسُميت الخمر خمراً لأنها تخالط العقل وتستره وتخفيه ، وكأنّ الخمر يواري ما بين العقل المستبصر من الإنسان وبهيميته العجماء ،  وأمّا اشتقاق الميسر فهو من اليسر في كسب المال من غير كدّ ولا تعب ، أو هو من اليسار وهو الغنى . 4 ـ  تحريم الخمر كان على سبيل التدرج ، ونزل تحريم الخمر في أربع آيات تمثل أربع مراحل في طريق التحريم : آ ـ قوله تعالى : ﴿وَمِن ثَمَرَٰتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلۡأَعۡنَٰبِ تَتَّخِذُونَ مِنۡهُ سَكَرٗا وَرِزۡقًا حَسَنًاۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ٦٧﴾ [النحل: 67] فوصف الرزق بأنه حسن ، فأثنى عليه ، وسكت عن الخمر ، وفي هذا تعريض بالذم غير مباشر .  ب ـ قوله تعالى : ﴿ يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمٞ كَبِيرٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلِ ٱلۡعَفۡوَۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ٢١٩ ﴾ [البقرة: 219] فبيّن الله سبحانه أنّ في الخمر والميسر منافع دنيوية ، لكنه كسب حرام غير مشروع ، والإثم أكبر من النفع . ج ـ قوله تعالى : ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُواْ مَا تَقُولُونَ ﴾ [النساء: 43] فمنع شرب الخمر في الصلاة ، والصلوات الخمس تتخلل الليل والنهار . د ـ قوله تعالى : ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ٩٠إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ٩١﴾ [المائدة: 90-91]   فلمّا نزلت هذه الآية قال الصحابة وفيهم عمر : انتهينا ربنا انتهينا . وكان ذلك بعد غزوة الأحزاب بأيام  ، وتركوا الخمر من فورهم . 5 ـ وقد لعن الإسلام في الخمر عشرة : عاصرها ، ومعتصرها ، وشاربها ، وساقيها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وبائعها ، ومبتاعها، وواهبها، وآكل ثمنها . 6 ـ الآية ( 220 ) : فيها أمر من الله أن يفعل المسلمون الخير للأيتام  دائماً، وأن يصلحوا أموالهم : حفظاً وصيانة واستثماراً  وتنمية. 7 ـ قوله تعالى : ﴿ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَعۡنَتَكُمۡۚ ﴾ الإعنات الحملُ على مشقة لا تطاق ، أي : ولو شاء الله لكلّفكم ما يشتد عليكم .  8 ـ قوله تعالى : ﴿ والله يعلم ٱلۡمُفۡسِدَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِۚ ﴾ فيه وعيد لمن يفسد أموال اليتامى وأوضاعهم وشؤونهم .   السؤال الثاني:  لِمَ قال تعالى: ﴿ إِصۡلَاحٞ لَّهُمۡ ﴾ ولم يقل: إصلاحهم في الآية ؟   الجواب: انظر إلى عظيم عناية الله تعالى ولطفه بعباده الضعفاء. ويتجلّى هذا اللطف في قوله تعالى: ﴿ إِصۡلَاحٞ لَّهُمۡ ﴾ حيث قال: ﴿ لَّهُمۡ﴾ ولم يقل: إصلاحهم، لئلا يظن الإنسان أنه ملزم بإصلاح جسده ورعاية جسمه والعناية به وحسبُ ثم يهمل ما عداه، لا. فأنت أيها الكافل اليتيم مأمور بإصلاح ذاته وروحه وعقيدته وخلقه وكل ما يتعلق به.   السؤال الثالث:  قوله تعالى: ﴿ ٱلۡعَفۡوَۗ ﴾ جاء فيه قراءتان، بالنصب وبالرفع، فما إعراب كل حالة ؟ وهل الفعل ( يسألونك ) يتعدى إلى مفعولين أم إلى مفعول واحد؟   الجواب: 1ـ الفعل ( يسألونك ) قد يتعدى لمفعولين إذا كان السؤال بمعنى طلب المال ، نحو : (من سأل الله شيئاً أعطاه ) ، وأما إذا كان السؤال استفهاماً فإنه يتعدى إلى مفعول واحد، كما في قول الله : ( يسألونك عن الساعة ).   2 ـ قرأ أهلُ الحرمين وأهلُ الكوفة بالنصب ، وقرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر وابن أبي اسحاق ( قل العفوُ ) بالرفع. قال أبو جعفر: إنْ جعلتَ "ذا" بمعنى (الذي) كانَ الاختيارُ الرفعَ وجاز النصبُ، وإنْ جعلتَ (ما) و(ذا) شيئاً واحداً كان الاختيارُ النصبَ وجاز الرفعُ، وحكى النحويون: ماذا تعلمتَ أنحواً أم شعراً؟ بالنصب والرفع على أنهما جَيدانِ حَسَنانِ ، إلا أنّ التفسير في الآية يدلّ على النصب. قال ابن عباس: (العفو) ما يفضل عن أهلك، فمعنى هذا: ينفقون العفو، وقال الحسن: المعنى: قل أنْفقُوا العفو.   فالرفع على تقدير (ما) اسم استفهام مبتدأ ، و(ذا) اسم موصول بتقدير : ما الذي ينفقونه ؟ والجواب: العفوُ، يعني: هو العفوُ. وأمّا النصبُ فعلى تقدير: (ماذا) اسم استفهام في محل نصب (مفعول به مقدم) بتقدير: ( أي شيء ينفقون ) ، فتكون كلمة ( العفوَ ) تعني : (قل أنفقوا العفوَ) ، أو: (قل تنفقون العفوَ) ، أي أنّ الرفع أو النصب مبني على إعراب الجملة التي قبلها، لأنّ الجواب مبني على السؤال ، فهنا كلمة: (ما) مفعولية أو استفهامية، وهي التي فُسرت بكلمة (العفو) ،  فالسؤال كان : ما الذي ينفق ؟ وكان الجواب : ( العفو) ، فلما كانت تفسيراً لها كان لها حكمها في الإعراب ، فإنْ نَصبتَ ( ماذا ) فانصب ( العفوَ ) وإنْ رَفعتَ ( ماذا ) فارفع ( العفوُ ) ، وباختصار: إمّا مفعول به منصوب على قراءة الفتح ، أو خبر مرفوع على قراءة الرفع ، والله أعلم .  
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182394
    • إجمالي المشاركات
      2535843
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93271
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    خلود محمد متولي
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×