اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57456
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180552
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259983
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8252
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32133
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4162
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30256
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      53009
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19530
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. قسم الاستشارات

    1. استشارات اجتماعية وإيمانية

      لطرح المشاكل الشخصية والأسرية والمتعلقة بالأمور الإيمانية

      المشرفات: إشراف ساحة الاستشارات
      40679
      مشاركات
    2. 47551
      مشاركات
  6. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  7. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97009
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36838
      مشاركات
  8. سير وقصص ومواعظ

    1. 31794
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15479
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  9. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31147
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  10. إن من البيان لسحرًا

    1. قلمٌ نابضٌ

      ساحة لصاحبات الأقلام المبدعة المتذوقة للشعر العربي وأدبه

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      50492
      مشاركات
  11. مملكتكِ الجميلة

    1. 41313
      مشاركات
    2. 33884
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  12. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32200
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13114
      مشاركات
    3. 34854
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  13. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  14. IslamWay Sisters

    1. English forums   (37394 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  15. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • 1- ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ ﴾ [يونس: 2].       قد اختُلف في تأويل {قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ}:   فقيل: سبقت لهم السعادة في الذِّكر الأول.   وقيل: إن لهم أعمالاً صالحة قدَّموها؛ كالصوم، والصلاة، والصدقة، وغيرها.   وقيل: لهم سلف صدق عند ربهم؛ تفسير ابن كثير 2/349.       ولعل المراد هو المؤمنون المسارعون المتسابقون إلى الخيرات.       وقال: ﴿ قَدَمَ صِدْقٍ ﴾؛ لأن التسابق يتمُّ بالقدم، وهذا من المجاز المرسل، وتعقيب الكافرين على البشارة أنهم قالوا: ﴿ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ ﴾؛ لأنهم لَمَسوا تأثير القرآن الكريم في متَّبعيه، أو إنهم رأَوا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمورًا خارقة، فنسبوا ذلك التأثير أو ما رأَوه من خوارق إلى السحر.       2- ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ﴾ [يونس: 5].   وقد يُعدُّ الضياء والنورُ لفظينِ مترادفين في المعنى على تفاوتٍ في درجة سطوعِهما، واستُعمِل كل واحدٍ منهما للجرم بحسب ضيائه، والأدعى إلى القبول أن مصدر الضياء هو الشيء ذاته، وهو هنا صادرٌ من الشمس، وكذلك تُستعمل الكلمة للنار، وأما النور، فهو مأخوذ من مصدر آخر كالقمر، الذي يكتسب شعاعه من ضوء الشمس.       ﴿ وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ﴾، والضمير في ﴿ قَدَّرَهُ ﴾ مفردٌ، وعائد على القمر دون الشمس، مع أن الأزمنة تُضبط بهما معًا، ولكن اقتصار الإشارة على القمر مردودٌ إلى أن تحصيل المعرفة بالزمن يكونُ بمتابعة حركة القمر التي تستغرق شهرًا في منازله، فيُعرَف بها الشهور، وبمتابعة الشهور تُعرف السنون وتُضبط الواجبات الدينية والالتزامات المالية وغيرها؛ تفسير المنار 11/249.       وهذه معرفة ميسورة ومتاحة لكل راءٍ للقمر، بينما تُعين الشمس على معرفة الأيام ورؤيتها، تشير إلى ساعةٍ من نهار لا على يومٍ ما من الشهر أو السنة.       3- ﴿ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [يونس: 22].   أ- تحوُّل الكلام من كونِه موجهًا إلى مخاطب ﴿ يُسَيِّرُكُمْ ﴾، و﴿ كُنْتُمْ ﴾ إلى كونه موجهًا إلى غائب ﴿ بِهِمْ ﴾، و﴿ وَفَرِحُوا ﴾، وكأن الحال مذكورة عن المخاطبين لغيرهم لإثارة التعجُّب من أمرهم.       ب- الفُلك؛ أي السفن، وهي صيغة دالةٌ على المفرد؛ كما في قوله سبحانه: ﴿ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ ﴾ [هود: 38]، على الجمع كما في الآية التي نحن بصددها؛ ولهذا قال: ﴿ وَجَرَيْنَ بِهِمْ ﴾}، ولم يقل: "وجرت أو جرى بهم".       ج- ﴿ جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ ﴾، والعاصف بمعنى الشديد، والريح مؤنثة، ولكنه لم يقل في وصفها: "عاصفة"؛ وذلك لأن غير الريح لا يكون عاصفًا؛ تفسير البغوي 2/295.       وإذ أُمِن التباس المذكر بالمؤنث جاز وضع العاصف في صيغة التذكير، وعزا القرطبي الأمر إلى أن العاصف ورد مذكرًا بالالتفات إلى لفظ الريح الذي هو مذكَّر؛ تفسير القرطبي 8/302.       د- ضمير الهاء في ﴿ جَاءَتْهَا ﴾ قد تعود على ﴿ رِيحٍ طَيِّبَةٍ ﴾ فتفسدها، وقد تعود على الفلك فتخل توازنها وتزعزعها، و"هم" في ﴿ جَاءَهُمُ ﴾ يعودُ على ركاب السفن؛ إذ تُفلت من أيديهم السيطرة، فلا الريح تسمح لهم بإحكام القبضة على الفلك، ولا الموج يترك لهم مجالاً لتصرف سليم، فيكون اضطراب الفلك بين الأمواج المتلاطمة كاضطراب نفوسهم في ذلك الوضع المنذر بالهلاك، ولهذا فإنهم ﴿ ظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ﴾؛ أي: أيقنوا أنهم هالكون، وكثيرًا ما تأتي "ظنَّ" في القرآن الكريم بمعنى التأكد واليقين.       هـ- ﴿ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾؛ أي: من الشاكرين لنِعَمك، أو من الذين يشكرونك بأن يؤمنوا بك ويوحِّدوك.       4- ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 31].       يأمر الله تعالى نبيَّه صلى الله عليه وآله وسلم أن يسأل قومه عمَّن خلقهم ويرزقهم، ﴿ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ﴾، فهم يُقرُّون به سبحانه، ولكن الفاسقين لا يؤمنون، ولهذا فإنه في الآيات التاليات أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يسأل المشركين عمَّن خلق وهدى، ويبدو والله أعلم أن بهت الجاحدين كان متوقعًا من السؤال الجديد بعد أن أقرُّوا في الآية السابقة أن الله تعالى هو الفاعل لِما سُئِلوا عنه، ولسكوتِهم أو توقع تهرُّبهم من الإجابة أُمِر الرسول عليه الصلاة والسلام بأن يتولى الإجابة عنهم:   ﴿ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ [يونس: 34، 35].       5- ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴾ [يونس: 42، 43].   أ- جمع أولئك المستمعون المشار إليهم بين عاهتَي الصمم المعنوي وخفة العقل، فقد كانوا يسمعون ولكنهم كانوا صمًّا، فما انتفعوا بما سمعوا، ولا أدركتهم عقولُهم بأن تحملهم على التفكير فيما سمِعوه، وكيف كان لهم أن يُفكِّروا وهم كأنهم لم يسمعوا؟       وطائفة أخرى من أولئك الكافرين كانوا يرون دلائل نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعيونهم، ولكن بصائرهم كانت عمياء، فما انتفعوا بما رأَوا.       ب- ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ ﴾، ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ ﴾، وجاءت "مَنْ" مرتين، وتُبِعت بفعل مضارع، ولكن الفعل ورد في المرة الأولى بصيغة الجمع وهو ﴿ يَسْتَمِعُونَ ﴾، وفي المرة الثانية بصيغة المفرد وهو ﴿ يَنْظُرُ ﴾، وكان الالتفات في المرة الأولى إلى معنى "مَنْ" الذي قد يكون للمفرد وقد يكون للجمع، والمراد: منهم ناس يستمعون إليك، وكان الالتفات في ﴿ يَنْظُرُ ﴾ إلى لفظ "مَنْ"؛ الكشاف2/336، تفسير القرطبي 8/320.       كما يمكن الاستدلال على أن الذين استمعوا ولم يفيدوا من استماعهم كانوا أكثر عددًا من الذين قدروا على ملاحظة دلائل النبوة، ولكن بصائرَهم العمياء حجبتهم عن الإيمان كِبرًا، فاختلف الفعل بالالتفات إلى عدد الجاحدين في كل حالة.       6- ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يونس: 50].       ما يقابل النهار هو الليل، ولكنه سبحانه لم يقل: ليلاً أو نهارًا؛ لأن الغالب - والله أعلم - على حال الناس في النهار الغفلةُ بشؤون الكسب والحياة والأعمال، وما يتلاقى مع غفلة النهار هو البيات في الليل، وغالبًا ما يكون الإنسان في ذلك الوقت نائمًا وغافلاً؛ أي إن ما يوعدون به يأتي والناس غافلون إما بكسبٍ وإما بنوم.       7- ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: 61].   أ- "مَا" نافية، والخطاب موجهٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن خلاله إلى أمته، ولهذا فإن الفعل بعد "مَا" للمخاطب المفرد في الموضعين الأولين ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ ﴾، ثم توجَّه الخطاب إلى عموم المخاطبين في قوله: ﴿ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ ﴾؛ وإذ تحوَّل الخطاب من المفرد إلى الجمع، فقد تغير حرف النفي من ﴿ مَا ﴾ إلى ﴿ لَا ﴾.       ب- صدرُ الآية الشريفة خطابٌ موجَّه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفيها بيان بعلم الله تعالى ومراقبته لِمَا يشغَلُ النبي عليه الصلاة والسلام، وهو في غالب أمره منشغلٌ بشأن الدين وتلاوة القرآن، فهذه خصوصية سلوكه عليه الصلاة والسلام، ولم يكن ليشاركَه غيره في درجة ذلك الانشغال، فخُصَّ هو بالخطاب، ثم خاطب الناس عما يعملون بقوله: ﴿ إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ﴾؛ أي: تتوسَّعون فيه وتتشعَّبون، وفي هذا مظنَّة لوجود الخطأ والباطل فيما يخوضون فيه، ولهذا فإن الخطاب لم يكن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم تزكيةً له من الخطأ والبطلان.       ثم عادت الآية إلى تخصيص النبي عليه الصلاة والسلام بالخطاب: ﴿ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ ﴾، لمزيد عنايةٍ بذاتِه الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم، ولكي يعلم الناس أن الجميع بلا استثناء تحت مراقبة الله تعالى.       ج- ﴿ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ ﴾، "مِنْ" في ﴿ مِنْهُ ﴾ تعليلية، وفي ﴿ مِنْ قُرْآَنٍ ﴾ تبعيضية؛ أي: وما تتلو من أجله شيئًا من القرآن.       د- قدم ذكر الأرض على السماء ﴿ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴾، بينما تَرِدُ السماء مقدَّمة في آيات أخرى، وعلَّل الزمخشري ذلك بقوله: "حق السماء أن تُقدَّم على الأرض، ولكنه لما ذكر شهادته على شؤون أهل الأرض وأحوالهم وأعمالهم، ووصل بذلك قوله: لا يعزب عنه، لاءم ذلك أن قدَّم الأرض على السماء"؛ الكشاف 2/342.       8- ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 90].       عبر عن إيمانه الذي حصل بعد فوات الأوان - وفي الوقت الذي لا ينفع فيه الإيمان - ثلاث مرات ﴿ آَمَنْتُ ﴾، و﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾، و﴿ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾، برجاء أن يُقبَل منه، وهذا الإعلان عن الإيمان من الأمور الغيبية التي أَطْلَع الله تعالى نبيَّه عليها، صلى الله عليه وآله وسلم؛ تفسير ابن كثير2/369.       وفرعون الذي كان يقول للناس: إنه ربهم الأعلى، و: ﴿ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الزخرف: 51]، قد تسبب نهرٌ في هلاكه، وكان هذا النهر مما يتبجح به ويتعالى على الناس بالإيحاء بتمكُّنه منه وسيطرته عليه.       9- ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾ [يونس: 92].       وقيل في ﴿ نُنَجِّيكَ ﴾ إنها تعني: نُلقِيك في نجوة؛ أي مرتفع من الأرض، أو نخرج بدنك، وقيل: إن البدن قد يكون جسد فرعون، وقد يكون درعه، ونجاته بجسده أو بجسمه الذي لا روح فيه آيةٌ ولا شك - كما قال الله تعالى - لتعتبر به الأجيال، وخروج الجسد من البحر معجزة، فقد كان المنتظر أن يرسب، وخاصة أنه كان مثقلاً بالدرع والحديد كما قيل، وعلاوة على العبرة المرادة بنجاته، فلعله نُجِّي في ميتته السيئة بأن دفع الله تعالى عنه أن يصير طعمة للأسماك بسبب الذي أعلنه في غير وقت القبول، والله أعلم.       10- ﴿ وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [يونس: 93]؛ أي إنهم اختلفوا، وما كان لهم أن يختلفوا من بعد أن بيَّن الله تعالى لهم وأزال عنهم اللبس؛ تفسير ابن كثير 2/371.   أ. د. عباس توفيق   شبكة الالوكة
    • حديثنا في هذا اليوم الطيب الميمون المبارك عن المسؤولية إمام رب البرية في ذلك اليوم العصيب الرهيب الذي صوره الله تعالى بقوله{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ محْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً } [آل عمران:30] { يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ } [الفرقان:25] { يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ } [الفرقان:27] { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ } [الحج:2] يوم الحاقة، يوم الطامة، يوم القارعة، يوم الصَّاخة { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ *وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهُ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ منْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [عبس:24-37] . ذكر اليوم الآخر يطهر القلوب من الحسد والفرقة والاختلاف. ذكره يهدد الظَلَمَة ليرعووا، ويعزي المظلومين ليسكنوا؛ فكل سيأخذ حقه لا محالة، حتى يقاد للشاةِ الجلحاء من الشاة القرناء، فلا ظلم ولا هضم: والوزن بالقسط فلا ظلم ولا يؤخذ عبد بسوى ما عملا ذكر اليوم الآخر يمسح على قلوب المستضعفين والمضطهدين والمظلومين مسحة يقين تسكن معه قلوبهم، ثم تثبت شماء وهي تتطلع لما أعده الله للصابرين من نعيم يُنسى معه كل ضرٍّ وبلاء وسوء وعناء، وتتطلع لما أعده الله للظالمين من بؤسٍ يُنسى معه كل هناء يوم القيامة لو علمت بهوله لفررت من أهل ومن أوطانِ يوم عبوس قمطرير أمره فيه تشيب مفارق الولدانِ ويقول الآخر: مَثّل لنفسك أيها المغرور     يوم القيامة والسماء تمورُ إذ كورت شمس النهار وأدنيت     حتى على رأس العباد تسيرُ وإذا الجبال تقلعت بأصولها       ورأيتها مثل السحاب تسير وإذا البحار تأججت نيرانها       ورأيتها مثل الحميم تفورُ وإذا الوحوش لدى القيامة أحضرت     فتقول للأملاك أين نسيرُ؟ فيقال سيروا تشهدون فضائحاً       وعجائباً قد أحضرت وأمورُ وإذا الجنين بأمه متعلق     خوف الحساب وقلبه مذعورُ هذا بلا ذنب يخاف لهوله     كيف المقيم على الذنوب دهورُ عن أي شيء يسألك الله وهل أنت عبد الله كنت على قدر المسؤولية أم أنك خنتها و ضيعتها الجواب أيها الأحباب: أن اللـه عز وجل يسأل العبد بعد الصلاة عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟! وعن علمه ماذا عمل فيه؟! وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟! وعن جسمه فيما أبلاه؟! هذه الأربع هي موضوع لقائنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك. أحبتي الكرام: أعيروني القلوب والأسماع فإن الموضوع من الأهمية بمكان واللـه أسأل أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض. ولا شك أن اللـه عز وجل سيسأل العبد في ساحة الحساب عن كل ما قدم في هذه الحياة. قال اللـه سبحانه:{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة:7-8]. وقال جل وعلا: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الحجر:92-93]. فكم من معصية قد كنت نسيتها ذكرك اللـه إياها، وكم من مصيبة قد كنت أخفيتها أظهرها الله لك وأبداها. ولكن النبي قد ذكر أن اللـه سبحانه سيسأل العبد عن أربع ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَزُولُ قَدْمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ: عَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ، وَعَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أُنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ "([1]) أولاً: السؤال عن العمر العمر ما العمر أيها الإباء العمر هو راس مالك و هو رصيدك في هذه الحياة  و لكن الناس يختلفون في الاتجار بهذا المال فمنهم من رصد عمره للشهوات و تتبع الفضائيات و العكوف على المحرمات  فهذا كان عمره وبال عليه خسر وخاب و اهلك نفسه فخسر الدنيا و الاخرة قال الله تعالى حاكيا عن هؤلاء قال اللـه تعالى:  {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }[المؤمنون:115-116]. وقال سبحانه: {أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأنْثَى أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى } [القيامة:36-40]. العمـــر ينقـــص والذنـــوب تزيــد                    وتقـــال عـــثرات الفتـــى فيعـــود هــل يســتطيع جحــود ذنـب واحـد                  رجــــل جوارحـــه عليـــه شـــهود والمــرء يســأل عــن سـنيه فيشـتهي          تقليلهــــا وعـــن الممـــات يحـــيد العمر يولي ستسأل عن كل ساعة، عن كل يوم، عن كل أسبوع، عن كل سنة، عن عمرك كله فيما أفنيته. قال الحسن البصري رحمه اللـه تعالى: " يا ابن آدم إنما أنت أيام مجموعة فإن مضى يوم مضى بعضك وإن مضى بعضك مضى كلك". ولذا كان الحسن رحمه اللـه يقول: " ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا وينادي بلسان الحال ويقول يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة. وكان عبد اللـه بن مسعود رضي اللـه عنه يقول: " واللـه ما ندمت على شئ كندمي على يوم طلعت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي". العمر هو البضاعة الحقيقة، وواللـه ما منحنا هذه البضاعة الكريمة للهو واللعب والملذات والشهوات، واللـه ما للهو خلقنا بل خلقنا لغاية كريمة ولغاية عظيمة. قال جل وعلا: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات:56]. هذه هي الغاية التي خلق اللـه لها الخلق، واللـه ما خلقنا اللـه لنضيع الأعمار أمام المسلسلات، وأمام المباريات، وأمام الأفلام، وأمام هذا العبث واللـهو الذى تحول فى حياة هذه الأمة المسكينة إلى جد. ومن أجمل ما قيل في قول اللـه تعالى فى حق نبي اللـه يحيى { وَأتينَاهُ الحكْمَ صَبِياً  }[مريم:12]، قال جمهور المفسرين: أي آتاه اللـه الحكمة وهو طفل صغير فذهب إليه يوماً بعض أترابه من زملائه قبل أن يوحي اللـه إليه بالنبوة فقالوا: يا يحيى هيا بنا لنلعب! فقال يحيى: واللـه ما للعب خلقنا واللـه ما للهو والعبث خلقنا. واللـه ما خلقنا لنضيع الأعمار، فإن جُلَّ الأمة الآن يقضي جُلَّ الليل أمام التلفاز ولا حول ولا قوة إلا باللـه العلي العظيم. يا من يمضي عمرك وأنت لا تدري.. اعلم بأنك ستسأل عن هذه الساعات.. ستسأل عن هذا العمر.. وتذكر يا من يمضي عمرك وأنت في غفلة أن الدنيا مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة وأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر، وأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر، تذكر وصية الحبيب لعبد اللـه بن عمر كما في صحيح البخاري أنه  أخذ بمنكبي عبد اللـه بن عمر وقال يا عبد اللـه:((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)) وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء". ولقي الفضيل بن عياض رجلاً فقال الفضيل: كم عمرك؟! قال الرجل: ستون سنة، قال الفضيل: إذاً أنت منذ ستين سنة تسير إلى اللـه توشك أن تصل. فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون. قال الفضيل: هل عرفت معناها، قال: نعم عرفت أني لله عبد وأني إلى اللـه راجع. قال الفضيل: يا أخي من عرف أنه لله عبد وأنه إليه راجع، عرف أنه موقوف بين يديه ومن عرف أنه موقوف عرف أنه مسئول، ومن عرف أنه مسئول فليعد للسؤال جواباً. فبكى الرجل وقال: يا فضيل وما الحيلة؟! قال الفضيل: يسيرة، قال: ما هي يرحمك اللـه؟، قال: أن تتقي اللـه فيما بقي من عمرك يغفر اللـه لك ما قد مضى، وما قد بقي من عمرك. المفضّل بن يونس رأى محمد بن النضر حزيناً كئيباً. فقال له: ما شأنك؟ قال: مضت الليلة من عمري، ولم أكتسب شيئاً، فإنا لله وإنا إليه راجعون! كان الخليل بن احمد يقول:(أثقلُ الساعاتِ علي ساعةٌ آكل فيها!) فالله أكبر ماأشد الفَنَاءَ في العلم عنده؟! وما أوقد الغيرة على الوقت لديه! وقال الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: إن الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما. ثانياً: عن علمه ماذا عمل به؟! السؤال الثاني وهو ما أنت بصدده الأن أخي المستمع الكريم أنت الأن تتحمل رسالة العلم و العمل فاعلم يقينا أنك ستسأل عن كل كلمة استمعت إليها في خطبة جمعة، أو محاضرة أو قرأتها فى كتاب، ستسأل عن علمك الذى تعلمت، ماذا عملت به؟؟ تُرى منذ متى ونحن نسمع عن اللـه؟! تُرى منذ متى ونحن نسمع عن رسول اللـه ؟! ومع ذلك سترى البون شاسعاً بين القول والعمل، سترى فجوة خطيرة بين القول، والعمل، وهذه الفجوة سبب من أسباب النفاق، قال تعالى:  يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ  [الصف:2-3].وقال جل وعلا: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [البقرة:44]. فكل آية وكل  حديث سمعته الأن ولم تعمل به فان الله تعالى سيسألك لماذا لم تعمل بها؟ فقاطع الرحم يسمع حرمة قطيع الأرحام وآكل الربا يسمع حرمة الربا وقاتل النفس يسمع حرمة قتل النفس التي حرام الله إلا بالحق والظالم يسمع الآيات والأحاديث التي تحرم و تجرم الظلم ومن يؤذي جيرانه يسمع ويعلم حرمة أذية الجيران فاذا وقف هؤلاء بين يدي رب الأرض و السماء فانه سيسألهم ماذا علموا فيما علموا ؟ عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " القرآن حجة لك , أو عليك)(أخرجه مسلم) يقول الإمام الشاطبي في كتابه القيم "الموافقات": " إن كل علم لا يفيد عملا ليس في الشرع ما يدل على استحسانه". قال تعالى: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ [البقرة:44]. وفي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد أن النبي  قال: ((يؤتى بالرجل فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه (أي أمعاءه)، فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان مالك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول: بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه) لذا كان الحبيب المصطفى  يستعيذ من علم لا ينفع كما في صحيح مسلم وسنن الترمذي من حديث زيد بن الأرقم أن النبي  كان يقول في دعاءه ((...اللـهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها)) وقال أبو الدرداء رضي اللـه عنه: " إنني أخاف أن يقال لي يوم القيامة أعلمت أم جهلت؟ فأقول: علمت فلا تبقى آية آمرة أو زاجرة إلا جاءتني تسألني فريضتها فتقول الآمرة: هل ائتمرت؟ وتقول الزاجرة: هل ازدجرت؟" إن هذه الفجوة تبذر بذور النفاق في القلوب كما قال علام الغيوب: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ  [الصف:2-3]. لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن علمه ماذا عمل به؟!                        ثالثاً: عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟! السؤال الثالث عن تلك القضية والغاية التي هي سبب الشحناء والبغضاء ولا أكون مبالغا اذا قلت أن اصل كل شر و بلاء في العالم هو المال فمن أجل المال يهجر الأب ابنه ويقطع الولد أباه من أجل المال يخاصم الجار جاره من أجل المال تسفك الدماء وتهتك الأعراض من أجل المال الثروات تقام الحروب المدمرة فتهلك الحرث والنسل لماذا كل هذا؟ لأننا لم نعي ولم نوقن أن الله تعالى سيسال عن المال مرتين من أين اكتسبته؟ وفيما  أنفقته؟ أيها الأحباب إن المال ظل زائل وعارية مسترجعة. المال نعمة من اللـه مَنَّ بها عليك، وزينة زَيَّنَكَ اللـه بها. فيامن تتعامل بالربا ماذا قائل أنت لربك يوم القيامة؟ يا أكلا للمواريث ماذا أنت قائل لربك يوم القيامة يا من تتعامل بالرشوة والمحسوبية ماذا أنت قائل لربك يوم القيامة؟ أيها الموظف الذي ضيع وظيفته وخان أمانته ماذا أنت قائل لربك يوم القيامة؟ يا من تنفق مالك في المسكرات والمخدرات ماذا أنت قائل لربك يوم القيامة؟ أيها الأحبة الكرام : الدنيا كلها إلى زوال والعمر كله إلى فناء ، ويوم أن نام السلطان الفاتح محمد بن ملك شاه على فراش الموت ، وكان من السلاطين الأثرياء الأغنياء قال : اعرضوا عَلَىَّ كل ما أملك من الجوارى والغلمان ، والنساء ، والأموال ، والجواهر بل ، وليخرج الجند جميعاً ، فخرج الجيش عن بَكْرَة أبيه ، فنظر السلطان إلى هذا الملك العظيم وبكى وقال : واللـه لو قَبِلَ منى ملك الموت كل هذا لافتديت به !! ثم نظر إلى جنوده وقال : أما هؤلاء واللـه لا يستطيعوا أن يزيدوا فى عمرى ساعة ثم أجهش بالبكاء وقال : { مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ(28)هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } [ الحاقة : 28 - 29 ]. و هو من هو الفاتح العظيم الذي حقق نبوءة رسول الله –صلى الله عليه و سلم- و فتح القسطنطينية وإنما هو مال ورثتنا كما في صحيح البخاري من حديث ابن مسعود رضي اللـه عنه قال: قال : ((أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله))؟ قالوا: يا رسول اللـه ما منا أحد إلا وماله أحب إليه من ماله وارثه، قال: ((فإن ماله ما قدم ومال ورثته ما أخر)) لذا يقول المصطفى  كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللـه عنه: ((يقول العبد: مالي مالي، وإنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فأقنى، وما سوى ذلك، فهو ذاهب وتاركه للناس)) ولذا ورد فى سنن الترمذي أن عائشة رضي اللـه عنها ذبحت شاة وتصدقت بها كلها إلا الذراع فقال النبي : ((ما بقى من الشاة يا عائشة))؟ قالت: ما بقي منها شيء إلا الذراع، فقال المصطفى : ((بقي كلها إلا الذراع)) إن الذي تصدقت به هو الذي سيبقى لك في ميزان أعمالك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى اللـه بقلب سليم. واسمع لحبيبك المصطفى  وهو يقول كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: ((أيها الناس إن اللـه طيب لا يقبل إلا طيباً وإن اللـه أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين قال تعالى:{ يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ )) [المؤمنون:51]. وقال تعالى للمؤمنين:  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ  [البقرة:172]، وقال:  يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا } [المؤمنون:51]، وقال: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [ البقرة: 172 ]، ثم ذكر ((الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يَمُدُّ يديه إلى السماء يقول: يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام - وفى رواية ((وملبسه حرام )) - وغُذِي بالحرام فَأَنَّى يُستَجَاب لذلك) م عن الجنيد قال: كان الحارث ـ بن أسد ـ كثير الضر، فاجتاز بي يوماً وأنا جالس على بابنا، فرأيت في وجهه زيادة الضر من الجوع، فقلت له: يا عم، لو دخلت إلينا، نلت من شيء عندنا؛ فقال: أو تفعل؟ قلت: نعم، وتسرني بذلك، وتبرني؛ فدخلت بين يديه، ودخل معي، وعمدت إلى بيت عمي، وكان أوسع من بيتنا، لا يخلو من أطعمة فاخرة، لا يكون مثلها في بيتنا سريعاً؛ فجئت بأنواع كثيرة من الطعام، فوضعته بين يديه، فمد يده، وأخذ لقمة، فرفعها إلى فيه، فرأيته يلوكها ولا يزدرها، فخرج وما كلمني؛ فلما كان الغد، لقيته، فقلت: يا عم سررتني ثم نغصت علي، فقال: يا بني، أما الفاقة فكانت شديدة، وقد اجتهدت أن أنال من الطعام الذي قدمته إلي، ولكن بيني وبين الله علامة، إذا لم يكن الطعام عند الله مرضياً ارتفع إلى أنفى زمنه فورة، فلم تقبله نفسي، فقد رميت بتلك اللقمة في دهليزكم، وخرجت. أيا من عاش في الدنيا طويلاً **   وأفنى العمر في قيلٍ وقالِ واتعب نفسه فيما سيفنى ***  وجمَّعَ من حرامٍ أو حلالِ هب الدنيا تقادُ إليك عفواً  *** أليس مصير ذلك للزوالِ؟! والمال الحرام يحبط أجور المزكين، بل سيكون عليهم وبالاً ونكالاً يوم القيامة، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: [إذا أدَّيْتَ زكاةَ مالِك فقد قضَيْتَ ما عليك فيه ومَن جمَع مالًا حرامًا ثمَّ تصدَّق به لم يكُنْ له فيه أجرٌ وكان إِصْرُه عليه] (صحيح ابن حبان 3216 عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه). توهم نفسك لو وقفت أنت و أبو بكر الصديق أمام الله تعالى يوم القيامة و سأل الله تعالى أبا بكر –رضي الله عنه – عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه؟ سيجد أبو بكر الصديق للسؤال جوابا صوابا اكتسبه من الحلال و انفقه في طاعة الكبير المتعال فاذا سألك الله تعالى ذلك السؤال ماذا أنت قائل و مجيب ؟!!! أبو ذر رضي الله عنه- دخل رجل على أبي ذر رضي الله عنه فجعل يقلب بصره في بيته فقال: [يا أبا ذر ! أين متاعكم؟ لا أرى أثاثاً في البيت ولا متاعاً! أين متاعكم؟ قال: إن لنا بيتاً نوجه إليه صالح متاعنا وليس هذا. قال: لا بد لك من متاع ما دمت هاهنا. قال أبو ذر : إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه، لا بد أن يأخذه منا ويأخذنا منه يوماً من الأيام].وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: [إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل]   رابعاً: عن جسمه فيما أبلاه أحباب رسول الله – صلى الله عليه و سلم-السؤال الرابع سؤال عن جسدك الذي هو أمانة لديك في أي شيء أبليته هل سخرته في الشهوات و الملذات و شرب المحرمات هل أبليت هذا الجسد في الصد عن سبيل الله والصد عن سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أم أنك حافظت على الأمانة وعلمت أن الله ما منحك هذا الجسد إلا ليكون مطية للروح إلى الله تعالى وإلى طاعته ورضاه اسمع إلى قول الله تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً [الإسراء:36]. سيسأل الفؤاد والقلب عما وعاه من اعتقاد، هل امتلأ القلب بحب اللـه وبحب رسول اللـه والمؤمنين وامتلأ في الوقت ذاته ببغض الشرك والمشركين والباطل والمبطلين؟! سيسأل السمع عن كل ما سمع سيسأل البصر عن كل ما رأى، فهل يا ترى لا يسأل العبد بين يدى الرب سبحانه إلا عن هذه الجوارح فحسب...؟ كلا بل سيسأل الإنسان عن جسمه كله. سيشهد هذا الجسم كله بما قدم وبما صنع وبما فعل سيشهد السمع والبصر والفؤاء ستشهد الرجل واليد والجوارح عامة قال تعالى: الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ  [يس:65]. وقال اللـه جل وعلا {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [فصلت:19-21]. سيشهد عليك بدنك كله وسوف تسأل عن هذا البدن وعن هذا الجسم فيما أبليته، هل أبليت جسمك فى عمل الدنيا والآخرة أم في عمل الدنيا فحسب؟ فلا حرج أن يبلي الإنسان جسمه في عمل الدنيا وفي عمل الآخرة, والخطأ والحرج أن يفنى وأن يبلي جسمه كله وحياته كلها في عمل الدنيا ليضيع بذلك حق اللـه وعمل الآخرة، ياأخي في اللـه تاجر وعَمِّر وابنِ واجمع المال من الحلال لكن لا تنسى حق الكبير المتعال لا تنسى الآخرة. اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، فلا حرج أن تجمع بين الأمرين. كيف ابلى الصالحون أجسادهم في طاعة الله النبي – صلى الله عليه وسلم- عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ((أفلا أحب أن أكون عبداً شكورا)، متفق عليه. السلف الصالح كان أحد الصالحين يصلي حتى تتورم قدماه فيضربها ويقول يا أمّارة بالسوء ما خلقتِ إلا للعبادة . دخلت إحدى النساء على زوجة الإمام الأوزاعي رحمه الله فرأت تلك المرأه بللاً في موضع سجود الأوزاعي ، فقالت لزوجة الأوزاعي : ثكلتك أمك !! أراك غفلت عن بعض الصبيان حتى بال في مسجد الشيخ ( أي مكان صلاته بالليل ) فقالت لها زوجة الأوزاعي : ويحك هذا يُصبح كل ليلة !! من أثر دموع الشيخ في سجوده . كان أبو مسلم الخولاني رحمه الله يصلي من الليل فإذا أصابه فتور أو كسل قال لنفسه : أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يسبقونا عليه ، والله لأزاحمنهم عليه ، حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجالا !! ثم يصلي إلى الفجر . خالد بن الوليد رضي الله عنه- تأملوا كيف ابلى جسده في الله خالد بن الوليد -رضي الله عنه- على فراشه وقال: "لقد شهدتُ مائة زحف أو زُهاءَها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربةٌ أو طعنة أو رَمْية، ثم هأنذا أموت على فراشي كما يموت العَيْر، فلا نامت أعين الجبناء"!!   خطبة للشيخ السيد مراد سلامة ملتقى الخطباء
    • ﴿ فَرَاغَ إِلَىٰٓ أَهْلِهِۦ ﴾ [سورة الذاريات آية:﴿٢٦﴾] الروغان هو الذهاب في اختفاء بحيث لا يكاد يشعر به. وهذا من كرم رب المنْزل الْمُضِيف: أن يذهب في اختفاء بحيث لا يكاد يشعر به الضيف فيشق عليه ويستحي، فلا يشعر به إلا وقد جاءه بالطعام، بخلاف من يسمع ضيفه ويقول له أو لمن حضر: مكانكم حتى آتيكم بالطعام، ونحو ذلك مما يوجب حياء الضيف واحتشامه. ابن القيم:3/45.     ﴿ وَفِى ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴿٢٢﴾ فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ إِنَّهُۥ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ﴾ [سورة الذاريات آية:﴿٢٢﴾] قال بعض الحكماء: يعني: كما أن كل إنسان ينطق بلسان نفسه لا يمكنه أن ينطق بلسان غيره، فكذلك كل إنسان يأكل رزق نفسه الذي قسم له، ولا يقدر أن يأكل رزق غيره. البغوي:19/231.     ﴿ وَبِٱلْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [سورة الذاريات آية:﴿١٨﴾] وخص هذا الوقت لكونه يكثر فيه أن يغلب النوم على الإنسان فيه فصلاتهم واستغفارهم فيه أعجب من صلاتهم في أجزاء الليل الأخرى. وجَمْع الأسحار باعتبار تكرر قيامهم في كل سحر. ابن عاشور:26/350.     ﴿ كَانُوا۟ قَلِيلًا مِّنَ ٱلَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴾ [سورة الذاريات آية:﴿١٧﴾] والغرض من الآية أنهم يكابدون العبادة في أوقات الراحة وسكون النفس ولا يستريحون من مشاق النهار إلا قليلا. قال الحسن: كابدوا قيام الليل لا ينامون منه إلا قليلا. وعن عبد اللّه بن رواحة: هجعوا قليلا ثم قاموا. الألوسي:27/14.     ﴿ ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ ﴾ [سورة الذاريات آية:﴿١٦﴾] (آخذين ما آتاهم ربهم): يحتمل أن المعنى أن أهل الجنة قد أعطاهم مولاهم جميع مُناهم؛ من جميع أصناف النعيم، فأخذوا ذلك راضين به، قد قرت به أعينهم، وفرحت به نفوسهم، ولم يطلبوا منه بدلا، ولا يبغون عنه حولا... ويحتمل أن هذا وصف المتقين في الدنيا، وأنهم آخذون ما آتاهم الله من الأوامر والنواهي، أي: قد تلقوها بالرحب، وانشراح الصدر. السعدي: 808.     ﴿ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّٰتٍ وَعُيُونٍ ﴾ [سورة الذاريات آية:﴿١٥﴾] لا يخفى على من عنده علم بأصول الفقه أن هذه الآية الكريمة فيها الدلالة المعروفة عند أهل الأصول بدلالة الإيماء والتنبيه على أن سبب نيل هذه الجنات والعيون هو تقوى الله، والسبب الشرعي هو العلة الشرعية على الأصح. الشنقيطي:7/439.     ﴿ إِنَّكُمْ لَفِى قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ ﴿٨﴾ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ﴾ [سورة الذاريات آية:﴿٨﴾] فالقول المختلف: أقوالهم في القرآن وفي النبي؛ وهو خرص كله؛ فإنهم لما كذبوا بالحق اختلفت مذاهبهم وآراؤهم وطرائقهم وأقوالهم؛ فإن الحق شيء واحد وطريق مستقيم، فمن خالفه اختلفت به الطرق والمذاهب؛ كما قال تعالى: (بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج) [ق: 5] أي: مختلط ملتبس. ابن القيم:3/32-33.     ﴿ فَفِرُّوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ ۖ إِنِّى لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾ [سورة الذاريات آية:﴿٥٠﴾] سمى الله الرجوع إليه فراراً لأن في الرجوع لغيره أنواع المخاوف والمكاره، وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن والسرور والسعادة والفوز، فيفر العبد من قضائه وقدره إلى قضائه وقدره. السعدي:812.     ﴿ فَفِرُّوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ ۖ إِنِّى لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾ [سورة الذاريات آية:﴿٥٠﴾] ففرار العامة من الجهل إلى العلم عقداً وسعياً، ومن الكسل إلى التشمير حذراً وحزماً، ومن الضيق إلى السعة ثقة ورجاء. البقاعي:18/447.     ﴿ وَمِن كُلِّ شَىْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [سورة الذاريات آية:﴿٤٩﴾] المراد التذكر بجميع ما ذكر لأمر الحشر والنشر؛ لأن مَن قدر على إيجاد ذلك فهو قادر على إعادة الأموات يوم القيامة. الألوسي:27/27.     ﴿ فَمَا ٱسْتَطَٰعُوا۟ مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا۟ مُنتَصِرِينَ ﴾ [سورة الذاريات آية:﴿٤٥﴾] فما قاموا بعد نزول العذاب بهم، ولا قدروا على نهوض. قال قتادة: لم ينهضوا من تلك الصرعة. (وما كانوا منتصرين): ممتنعين مِنَّا؛ قال قتادة: ما كانت عندهم قوة يمتنعون بها من الله. البغوي:4/233.     ﴿ وَتَرَكْنَا فِيهَآ ءَايَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلْأَلِيمَ ﴾ [سورة الذاريات آية:﴿٣٧﴾] فيه دليل على أن آيات الله سبحانه وعجائبه التي فعلها في هذا العالم وأبقى آثارها دالة عليه وعلى صدق رسله، إنما ينتفع بها من يؤمن بالمعاد، ويخشى عذاب الله تعالى...؛ فإن من لا يؤمن بالآخرة غايته أن يقول: هؤلاء قوم أصابهم الدهر كما أصاب غيرهم، ولا يزال الدهر فيه الشقاوة والسعادة. وأما من آمن بالآخرة وأشفق منها فهو الذي ينتفع بالآيات والمواعظ. ابن القيم:3/49- 50.     ﴿ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ ﴾ [سورة الذاريات آية:﴿٣٦﴾] عن قتادة، قوله: (فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) قال: لو كان فيها أكثر من ذلك لأنجاهم الله؛ ليعلموا أن الإيمان عند الله محفوظ لا ضيعة على أهله. الطبري:22/430.     ﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ ﴾ [سورة الذاريات آية:﴿٣١﴾] وإنما سألهم بعد أن قَراهم جرياً على سنة الضيافة: أن لا يُسأل الضيف عن الغرض الذي أَورده ذلك المنزلَ إلا بعد استعداده للرحيل؛ كيلا يتوهم سآمة مُضيِّفة من نزوله به، وليعينه على أمره إن كان مستطيعاً. ابن عاشور:27/5.   ::::::::::::   وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً (1) فَالْحَامِلاتِ وِقْراً (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً (4) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7)   1-( والسماء ذات الحبك إنكم لفي قول مختلف ) “اختلاف التنوع بين الكتائب مشروع .. لكن إذا تغير إلى اختلاف تضاد حصل التخوين وسفك الدم ..” / أبو حمزة الكناني    إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9)   1-قال تعالى ”يُؤفك عنه مَن أُفك“أي يُصرف عن القرآن من صرفه الله عقوبةً له بسبب ذنوبه وإعراضه عن الله . # تدبر   قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15)    “وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ” “فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ” ذكرت (العيون) بالقرآن في ١٠ مواضع وكلها في معني عيون الماء.. أما أداة البصر (العين) فتجمع على (أعين “(سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ” “يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ”/ عادل صالح السليم     آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16)            1-  كونوا ربانيين الربانيون محسنون في عملهم مع ربهم وتعاملهم مع خلقه لينالوا من ربهم جزاء وافرا في الآخرة الذاريات 16)/د. محمد الربيعة   كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17)   1-  ( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ) لذة القيام والناس نيام ، فاقت لذة المنام !! / عايض المطيري   2-  ‏{ كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون{قال مسلم بن يسار رحمه الله :” ما تلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجاة الله عز وجل” ./إشراقة آية.   3-  ﴿كانوا قليلا من الليل ما يهجعون﴾ أتْعبوا أجسادهم لأجل راحة أرواحهم . /إبراهيم العقيل         4-كفى عبثاً بجهازك…! قم الآن.. أوتر.. استغفر.. لعلك تكون من الذين قال الله ﷻ فيهم: ﴿ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون﴾/ نايف الفيصل                   5- “وبالأسحار هم يستغفرون ” مفتاح حصول الرحمة:الإحسان في عبادة الخالق، والسعي في نفع عبيده. مفتاح الرزق: السعي مع الاستغفار والتقوى. ابن القيم /اشراقة آية     وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)   1-  (ومن الليل فسبحه) (وبالأسحار هم يستغفرون) التسبيح أنفع للقلب ليلاً ، والاستغفار أكثر بركة سحراً / عقيل الشمري   2-  ( وبالأسَّحار هُمْ يسّتغفرُون ) بالاستغفار تُفتَح الأبواب الموصَدَة !! / عايض المطيري   3-  الاستغفار في الأسحار من أفضل القربات إلى الله وقد أثنى الله عليهم في قوله : ( وبالأسحار هم يستغفرون ) استغفر الله وأتوبُ إِليه / عايض المطيري                       4-  (وبالأسحار هم يستغفرون) إن تثاقلت ركعة آخر الليل ، فلا تتثاقل(أستغفر الله)ختام ليلتك./ وليد العاصمي   5-  (والمستغفرين بالأسحار)(وبالأسحار هم يستغفرون) حين يسدل الليل ستاره،،يكون للاستغفار معنى تعرفه قلوب الصالحين،،/ وليد العاصمي   وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20)   1-  (وفي الأرض آيات للموقنين) إذا استقر اليقين بالقلب فكل ما حوله يزيده يقيناً حتى موطئ قدميه / عقيل الشمري   وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21) 1-  نفس الإنسان تهتم وتضيق ولا يجد العقل سبباً لذلك، غيّب الله عنه علم نفسه، ليُعلمه أنه في علم غيره أجهل (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)/ عبد العزيز الطريفي   2-  العجب كل العجب ممّن يكون الهُدهُد أصدق منه في توحيده ، والنمل أقوى منه في تنظيمه وحسن ظنّه ؛ ﴿ وفي أنفسكم أفلا تُبصِرون ﴾./ فرائد قرآنية 3{ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ } فمن الناس من تجده هيناً ليناً طليق الوجه مسروراً ، كل من رآه سرّ بوجهه ، وكل من جلس إليه زال عنه الغم والهم ، ومن الناس من هو بالعكس قطوب ، عبوس بمجرد ما تراه ولو كنت مسرورا لأتاك الحزن والسوء./ ابن عثيمين          وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)   1-  (وفي السماء رزقكم) الرزق (مرفوع) : لكي لا تذل رقبتك بالانحناء ، ولا قلبك بالتلفت والعناء /عقيل الشمري   2-  (وفي الأرض آيات…وفي أنفسكم…وفي السماء..)   “المتفكر : كل السبل تقوده إلى الله .” / د.عقيل الشمري   3-  {وفي السماء رزقكم وما توعدون، فورب السماء والأرض إنه لحق{ سمعها أعرابي فبكى وقال: أغضبوه بأفعالهم حتى أقسم لهم أن رزقهم عنده وليس عند الخلق./ فوائد القرآن                        4-اطمئن …. لن يستطيع أي مخلوق أن يقطع رزقك ! { وفي ” السماء ” رزقكم وما توعدون{ / نايف الفصل              5- تذكّر .. أن عليك أن تعبده كما أمَرك .. وعليه ( تفضُّلا ) أن يرزقك كما وعدك ! قال ﷻ { وفي السماء رزقكم وماتوعدون } . / الشيخ ناصر القطامي           –  6     ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) “عش يومك، ولا تبالغ في تحمل الهموم ./ سلمان العودة”   7- { وفي السماء رِزقكُم وماتُوعدون } ثِق به كما أمَرك ..يساق لك رزقك كما وَعدك ! / ناصر القطامي   8-  غلاء السعر ورخصه لا يغير رزقا قد كتبه الله لك وأنت في بطن أمك،ولو كان الرزق في اﻷرض لهلك الناس،ولكنه في السماء(وفي السماء رزقكم وما توعدون). . / سعود الشريم   9- )وفي السماء رزقكم و ما توعدون( لا يملكه بشر مهما كان منصبه أو قوة نفوذه ، علق قلبك بالرزاق وثق بوعده./ فوائد القرآن .              فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (23)   1- كان أحد السلف إذا تلا: { فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون } بكى وقال: من أغضب الجليل حتى حلف على هذا !! ونحن نصدقه بلا حلف … / نايف الفصل        2-( وفي السماء رزقكم وما توعدون * فورب السماء والأرض إنه لحق ) الذاريات 22-23 “والله إنه لحق .. يقسم بنفسه سبحانه أن الرزق بيده لتنقطع العلائق بالخلائق .” / د.حمد الغماس    3-  التدبر لا يحتاج شهادات ودراسات عليا .. سمع أعرابي ( فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ) فقال : من ذا الذي أغضب الجليل حتى أقسم ؟./ ماجد الغامدي     هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنكَرُونَ (25) “ “-1     إذ دخلوا عليه” لم يذكر استئذانهم كان ﷺ قد عرف بإكرام الضيفان لا يحتاج إلى الاستئذان وهذا غاية ما يكون من الكرم كذلك كونوا يااتباع الأنبياء / أبو حمزة الكناني          2 –” قالوا ( سلاماً ) قال ( سلامٌ) ” حياهم أحسن من تحيتهم فإن قولهم سلاما ( بالنصب ) يدل على سلمنا سلاما وقوله سلام ( بالرفع ) أي سلام عليكم / أبو حمزة الكناني   3           –  قوم منكرون ” بنى الفعل للمفعول وحذف فاعله فقال “منكرون” ولم يقل “إني أنكركم” وهو أحسن في هذا المقام وأبعد من التنفير والمواجهة بالخشونة / أبو حمزة الكناني   فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26)   1-      (فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين) ذهب مسرعا مختفيا وجاء بالذي يسر،،هكذا الكرام يفاجؤون الضيوف،،/ وليد العاصمي   2-              ( فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم ) “الضيف يُكرم لا يشاور ولا يستأذن، أكرم إبراهيم الملائكة ولو استأذنهم لامتنعوا لأنهم لا يأكلون .” / عبد العزيز الطريفي    3-              “فراغ إلى أهله” الروغان الذهاب في اختفاء بحيث لا يكاد يشعر به الضيف وهذا من كرم رب المنزل المضيف أن يذهب في اختفاء بحيث لا يشعر به الضيف = / أبو حمزة الكناني   فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ (27)   1-             (فقَرَّبه إليهم) من أدب الأنبياء تقريب الطعام للضيف،،لا أن تنقل الضيف من مكان لآخر./ وليد العاصمي   2-             لم يكن ضيوفه يحتاجون معه إلى الإذن في الأكل بل كان إذا قدم إليهم الطعام أكلوا وهؤلاء الضيوف لما امتنعوا من الأكل قال لهم ” ألا تأكلون ” / أبو حمزة الكناني   3-             ” ألا تأكلون ” هذا عرض وتلطف في القول ، وهو أحسن من قوله كلوا أو مدوا أيديكم ، وهذا مما يعلم الناس بعقولهم حسنه ولطفه وبعضهم يلمح ببسم الله / أبو حمزة الكناني                فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (28)   1-  (فأوجس منهم خيفة) ثم بشروه بغﻻم عليم ﻻ تستعجل : من تنفر منه في (قلبك) قد يكون معه سعادة (عمرك) / عقيل الشمري   2-  (فأوجس في نفسه خيفة موسى ، قلنا لا تخف)….ما أسرع فرج الله خاطرة خوف مرت بقلبه فجاءه التثبيت قبل أن ينطق لسانه ./ ام لارين   3-  “عجوز عقيم”ولكن رحمة الله بعبده إبراهيم ولطفه به وقدرته سبحانه أرسل الملائكة “وبشروه بغلام عليم”!   4-  فلا تيأس مهما ضاقت بك السبل!   / عطا الله يحيى البلوي   5-  ” فأوجس في نفسه خِيفَةً موسى * قلنا لا تخف ” ما أسرع فرج الله ! خاطرة خوف مرت بقلبه فجاءه التثبيت قبل أن ينطق لسانه ! ./ أبو حمزة الكناني   6-  “أوجس منهم خيفة” أحسها وأضمرها في نفسه ولم يبدها لهم لامتناعهم من آكل الحنيذ فخاف منهم ولم يظهر لهم ذلك فلما علمت الملائكة “قالوا لا تخف” / أبو حمزة الكناني              7- (وبشروهُ بغلامٍ عليم( تركوا سائر الأوصاف من الجمال والحسن والقوة واختاروا العلم، وفيه إشارة أن العلم رأس الأوصاف ورئيس النعوت”/ ابراهيم العقيل   8- ﴿فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم﴾ الفطنة والحذر لا تعارض إحسان الظن وحسن العمل . . / تدبر   9- ‏[ فَأوْجسَ مِنهُم ( خِيفَةً ) قَالوا لاتَخَفْ و( بشُّروهُ ) بِغُلامٍ عَليِم ]قد يعترينا الخوف من بعض الأشياء ، ويكون فيها البشارة من رب السماء ./ عايض المطيري        فَأَقْبَلَتْ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29)   “ -1 فأقبلت امرأته في صَرة” في صَرة أي صوت وضجة، ومنه صرير الباب وهو صوته… وليس المـراد ُصرة بضم الصاد وهي كيـس المتاع…  تصحيح_التفسير” / رمزي أحمد ناصر   2-﴿ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ﴾ . قد ترى نفسك في أسوأ حال وأن تحقق أمنياتك محال لكن حين يردك الله بفضل يغمرك عطائه وإن كانت ضدك كل الأسباب. / إشراقة أية   قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31)   1- العظماء لاتشغلهم قضاياهم الخاصة عن قضايا الأمة تأمل حال إبراهيم حين بشرته الملائكة بغلام فكان سؤاله بعدها { قال فما خطبكم أيها المرسلون}./مجالس القرآن / د.محمد الربيعة   2- ﴿قال فما خطبكم أيها المرسلون﴾ . جاء السؤال والاستفهام بعد قوله تعالى( فقربه اليهم ) الإكرام أولا . / تدبر   قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ (36)   }-1 فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين } في هذه الآية درس لكل داعية في عدم اليأس إذا لم يتبعه إلا قليل من الناس .. فقد كان الرسل كذلك . / نايف الفيصل   2- {فما وجدنا فيها غير بيتٍ من المسلمين } الحق لا يضيع بين ركام الباطل ولا ينساك الله وإن كنت وحدك على الحق /فهاد العرجاني   3-  ‏”فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين” قال قتادة: لو كان فيه أكثر من ذلك لأنجاهم الله،ليعلموا أن الإيمان عند الله محفوظ لا ضيعة على أهله.”من حساب :سماء التأمل / روائع القرآن   4- ﴿فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين﴾ مدينة كاملة ليس فيها إلا بيت مسلم واحد ! لكن لوط عليه السلام لم ييأس ولم يتوقف عن الدعوة ولم يثبطه ألا يوجد بيت مسلم غير بيته وأن لم يستجب أحد لدعوته، حتى جاءته الملائكة تأمره بالخروج فموعد عذابهم الصبح. هكذا فلتكن الهمة في الدعوة. ./ روائع القرآن     وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ (37) وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40)                  1-    (فأخذناه وجنوده فنبذناهم!) انتهت قصة فرعون!! / وليد العاصمي   2- ﴿فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم﴾ مليم عائدة على فرعون وليس البحر ومعناها فرعون آت بما يلام عليه . / خواطر قرآنية   3- “عبد مأمور” كلمة يقولها من يمتثل الباطل ولن تنجيه لأنه عبد لله قبل أن يكون لغيره ، أمر فرعون جنوده فأطاعوه ﴿فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم ﴾./ فوائد القرآن   وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41)   1- قال قوم عاد ﴿ من أشد منا قوة ﴾ ؛ فأجابهم الله ﴿ وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلّا جعلته كالرميم ﴾. كبرياء! . / فرائد قرآنية   مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42) وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ (45) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ (46) وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)   1-‏”وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ”كلُّ زوجٍ محتاجٌ إلى الآخر، وحدهُ سبحانهُ الأحدُ الصمدُ لا إله إلا هو الحيُّ القيومُ../ عادل صالح السليم   فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)   1-  {ففروا إلى الله} فرار السعداء: الفرار إلى الله فرار الأشقياء: الفرار منه لا إليه.. / حجاج العجمي   2-  جبل الناس على أنهم إذا خافوا أحدا في دنياهم فروا منه سراعا،إلا التواب الرحيم فمن خافه فإنه سيفر إليه(ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين). /سعود الشريم   3-  (ففروا إلى الله) لأن كل (ما سوى الله) موحش مخيف /عقيل الشمري   4-  في طلب الرزق قال الله ( فامشوا ) وفي الذهاب للصلاة ( فاسعوا ) وفي طلب الجنة ( سابقوا ) وفي تحقيق التوحيد ( ففروا ) ف بقدر الهدف يعظم المسير/ عايض المطيري   5-  كل شيء في الحياة مخلوق من زوجين؛ ليدل على وحدانية الخالق –سبحانه.تأمل قوله تعالى: {ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ففروا إلى الله}./ محمد الربيعة   6-  ( ففروا إلى الله ..)المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربت منه ، والرّب سبحانه إذا خفته أنست به وقربت إليه !!/عايض المطيري   7-  ﴿ فَفِرُّوا إِلَى الله ﴾ عندحزنك وهمك وفقرك ومرضك وفي جميع أحوالك فأنت تفرمن “قضائه عليك” إلى”رحمته بك”#تدبر   وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51) كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52)   1-  المعاند لا يثني على الحق مهما كان واضحا،فالرسل أصدق البشر ولم تثن عليهم أقوامهم(كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون). /سعود الشريم   أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53)   ‏1-متعالم في مصر يقول:الخمر ليست محرمة وصحفي في السعودية يقول:لم أجد تحريم الخمر في القرآن ونائب في الكويت يقول:الخمر من عاداتنا “أتواصوا به”!”  / عبدالمحسن المطيري   فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55)   1- (فإن الذكرى تنفع المؤمنين) إذا تحركت نفسك للذكرى، وانتفعت بها كان ذلك مؤشر إيمانك. صباحك ذكرى تنفعك. / نوال العيد   2- “(وذكر) فإن الذكرى تنفع المؤمنين وما خلقت الجن والإنس إلا (ليعبدون)” أعظم قضايا الدعاة والمذكرين:
      قضية العبودية والتوحيد./ د.عبدالله بلقاسم   3-﴿ وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ﴾إذا رأيتَ قلبك لا يتذكر بالذكرى فاتهمه.. واعلم أن فيك نقص إيمان ! / نايف الفيصل   4- “وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ” الكثير لا يحتاجون أن تضيف لهم معلومة جديدة ،أو أن تحل مشكلتهم بطريقة مختلفة، إنما حاجتهم أن توقظ لديهم شيء مستتر أو تهيء لهم أجواء مناسبة لتقبل ما ستقوله، ولذلك يكثر في القرآن استخدام أسلوب التذكير والذكرى .. / عادل صالح السليم        وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56)   1- (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون..) ) هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا( خُلقنا العبادةوخلقت الدنيا لنافلا تنشغل عما خلقت له بما خلق لك.”  / د.عبدالمحسن المطيري   2- (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) تنبض قلوبنا تتنفس رئاتنا تتجدد خلايانا ليس من أجل نعيش  بل لنعبد الله لنحبه ونتذلل له. / د. عبدالله بلقاسم   3-(وما خلقت الجن والإنس (إلا ليعبدون)) سر وجودنا مغزى حياتنا جواب أسئلتنا معنى رحلتنا هنا فقط  تجتمع نفوسنا المبعثرة وتلتئم أرواحنا الممزقة/ د. عبدالله بلقاسم   4-التوحيد علم وعمل.. ﴿الله الذي خلق سبع……(لتعلموا)﴾ ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا (ليعبدون)﴾ في الأولى خلق لتعلموا.. وفي الثانية خلق لتعبدوا / نايف الفيصل                   5-  تغيب حقائق في غبار غفلة القلوب، فتأتي رياح العلم والإيمان فتجليها لأهل البصائر. ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ /د . رقية المحارب   6- }وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ{ العبادة تجمع أصلين: ١-غاية الحب ٢-غاية الذل والخضوع / ابن القيم     مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)   1- ﴿ إن الله هو (الرزّاق) ﴾. يبسط الرزق لمن يشاء ، ﴿ وما من دابة في الأرض إلّا على الله رزقها ﴾ ؛ يُعطي فيُغني ، لا تسأل سواء ولا تلجأ لغيره. . / فرائد قرآنية            2- لم يرد في القرآن ذكر اسم الله “الرزاق” إلا في موضع واحد ﴿ إن الله هو الرزاق ﴾ مهما كان عددهم.. مهما كان بُعدهم.. بل يرزقهم قبل أن يسألوه / نايف الفيصل           3-﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ﴾ واجه بها مخاوفك على رزق الغد لم يكف عطائه للعاصين أيكفه عنك وأنت ترجوه وتتوكل عليه؟./ روائع القرآن   4- ” إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ” من قوته أنه أوصل رزقه إلى جميع العالم. / خواطر قرآنية   5- )إنَّ الله هُوَ الرزاق (  الرزاق؛ مبالغة من رازق، للدلالة على الكثرة، وقد يوصل الرزق إلى العبد بسبب وبغير سبب، ويكون بطلب وبغير طلب . اللهم ارزقنا من واسع فضلك وجودك .   فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (59)   “فَإِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ ذَنُوبࣰا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَـٰبِهِمۡ فَلَا یَسۡتَعۡجِلُونِ”  ( الذَنُوب) : هي الدلو العظيم، والعرب تذهب بها إلى الحظ والنصيب، ولا علاقة لها بالذنوب التي هي المعاصي.. / عادل صالح السليم    فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمْ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)   المصدر الكلم الطيب حصاد التدبر
    • لا يستحق الاحترام من يحترمه الناس ولا يحترم نفسه. يطمع من الناس أن يكرموه في العلن، وهو في السر يضع كرامته حيث توضع النعال. سُئِل محمد بن علي عن المروءة، فقال:(أن لا تعمل في السر عملًا تستحي منه في العلانية) مثلًا: في وسائل التواصل الاجتماعي تقول كلامًا أو تكتب تعليقًا باسمك المستعار ولا تجرؤ على كتابته باسمك الصريح؛ لأنه يسوّد الوجه. الاحترام يبدأ مِن تعاملك مع نفسك.   السعادة ربح، والعافية رأس مال. فلا تخسر عافيتك لتنال السعادة.   كل يوم يزداد اليقين: -بأن ما كان لله يبقى. - وأن القبول من الله. -وأن من أضمر للناس شرًّا فإنما يضمره لنفسه. -وأن للشامت يومًا يشمت به الشامتون. -وأن من حال بين امرئٍ وحقّه فلن يوفّق. -وأن من فجَرَ في خصومته بقي وحيدًا لا ناصر له. وأن من سعى بالخير يسّر الله له كل عسير.   (العافية تاجٌ على رؤوس الأصحاء) هذه العبارة، قليلٌ من يتفطّن لدِقّة معناها! التيجان قديمًا، على رؤوس من تُوضَع؟ على رؤوس الملوك. إذن، فمعناها: إذا كنت في عافية فأنت مَلِك.   فائدة:
      مِن أشهر كتب اللغة:
      -أسرار البلاغة، للجرجاني.
      -كنايات الأدباء وإشارات البلغاء، للجرجاني.
      -التعريفات، للجرجاني.
      هذه الكتب ليست لمؤلف واحد، بل لثلاثة.
      الأول: عبدالقاهر الجرجاني ت ٤٧٤هـ
      الثاني: أحمد بن محمد الجرجاني ت-٤٨٢هـ
      الثالث: على بن محمد الجرجاني ت ٨١٦هـ  
    • وصايا الرسول في مرض موته عليه الصلاة والسلام:   منها ما يتعلق بالعقيدة؛ وهي الوصية بإحسان الظن بالله تعالى، وعدم اتخاذ قبره مسجدًا. ومنها ما هو في العبادات: وهي الوصية بالصلاة، والحفاظ عليها، وكذلك ما مَلَكَت يمين الإنسان؛ من العبيد والمال وغيرها، ومنها ما له صلة بالأخلاق وحسن المعاملة، ورده الجميل؛ كوصيته بالأنصار رضي الله عنهم؛ اعترافًا بجميلهم، ووفاء لهم على إجابتهم لدعوته، ونصرتهم لدينه، والوصية بالنساء خيرًا، وتلطُّفه بفاطمة، وعدله بين نسائه، واستئذانه للبقاء عند عائشة، وكذلك إكرام وإجازة الوفود والضيوف.       وكذلك الجانب السياسي؛ كإخراج اليهود، وإنفاذ جيش أسامة لقتال الروم وحماية الدولة الإسلامية، على رغم صغر سنِّ أسامة، فإنه جعله الأمير على كبار الصحابة.       رحمة الرسول لأُمَّتِهِ:   وصف الله تبارك وتعالى رسولَه صلى الله عليه وسلم بأعظم الأوصاف التي تدل على رحمته بأُمَّته، وحرصه عليها؛ ومن ذلك قوله سبحانه: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]؛ قال ابن كثير: "وقوله: ﴿ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ﴾ [التوبة: 128]؛ أي: يعِزُّ عليه الشيء الذي يُعنت أمته ويشُقُّ عليها، ﴿ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ﴾ [التوبة: 128]؛ أي: على هدايتكم ووصول النفع الدنيوي والأُخروي إليكم".       والناظر والمتأمل في وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأُمَّته - في حياته عامة وقبل وفاته خاصة - يرى فيها حرصه الشديد عليها، ورحمته وشفقته بها، وقد حملت الأيام الأخيرة من حياته صلى الله عليه وسلم، وقبل وفاته، الكثيرَ من هذه الوصايا؛ ومنها:   في العقيدة: إحسان الظن بالله:   قبيل موت النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام أكَّد إحسان الظن بالله، وأوصى به؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاثٍ: ((لا يَمُوتَنَّ أحدكم إلا وهو يُحسِن الظن بالله عز وجل))؛ [رواه مسلم]؛ ولذلك يُستَحَبُّ لمن حضر أحدًا في مرضه قبيل موته أن يُكثِر له من آيات وأحاديث الرجاء في الله وسَعَةِ رحمته؛ قال ابن حجر: "وأما عند الإشراف على الموت - الاقتراب من الموت - فاستحب قومٌ الاقتصار على الرجاء؛ لِما يتضمن من الافتقار إلى الله تعالى، ولأن المحذور من ترك الخوف قد تعذَّر، فيتعين حسن الظن بالله برجاء عفوه ومغفرته، ويؤيده حديث: ((لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله))".       لو سلِم أحدٌ من الموت لسَلِم منه خير البشر وأفضل الخلق صلوات الله وسلامه عليه؛ فقد عانى رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع وشدة المرض، وآلام سكرات الموت، كما عانى من قبل إخوانه من الأنبياء؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30]، وقال: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 34، 35].       وفي العقيدة أيضًا التحذير من جَعْلِ القبور مساجدَ:   عن عائشة وعبدالله بن عباس رضي الله عنهما قالا: ((لما نزل - مرض الموت - برسول الله صلى الله عليه وسلم، طفِق – جعل - يطرح خَمِيصةً – ثوبًا - له على وجهه، فإذا اغتمَّ - احتبس نفسه - كشفها عن وجهه، وهو كذلك يقول: لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدَ، يحذِّر مثلما صنعوا))؛ [رواه البخاري]، وعن جندب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمسٍ وهو يقول: ((ألَا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجدَ، ألَا فلا تتخذوا القبور مساجدَ، إني أنهاكم عن ذلك))؛ [رواه مسلم]، وعن عائشة رضي الله عنها أنهم تذاكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه، فذكرت أم سلمة وأم حبيبة كنيسةً رأينها بالحبشة فيها تصاويرُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات، بَنَوا على قبره مسجدًا، وصوَّروا فيه تلك الصور، أولئك شِرارُ الخَلْقِ عند الله يوم القيامة))؛ [رواه البخاري].       قال ابن حجر: "وكأنه صلى الله عليه وسلم علِم أنه مرتحلٌ من ذلك المرض، فخاف أن يعظَّم قبره كما فعل من مضى، فلعن اليهود والنصارى إشارة إلى ذمِّ من يفعل فعلهم"، وقال ابن رجب: "هذا الحديث يدل على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين، وتصوير صورهم فيها كما يفعله النصارى"، وقال القرطبي: "وكل ذلك لقطع الذريعة المؤدية إلى عبادة من فيها، كما كان السبب في عبادة الأصنام".       شدة المرض على الرسول صلى الله عليه وسلم:   وتصف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مَرَضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول: ((ما رأيت رجلًا أشدَّ عليه الوجع – المرض - من رسول الله صلى الله عليه وسلم))؛ [رواه مسلم]، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يُوعَكُ، فمَسِسْتُه بيدي، فقلت: يا رسول الله، إنك لَتُوعكُ وعكًا شديدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجَل، إني أُوعكُ كما يوعك رجلان منكم، قال: فقلت: ذلك أن لك أجرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ما من مسلمٍ يُصيبه أذًى من مرض فما سواه، إلا حطَّ الله به سيئاته، كما تحطُّ الشجرة ورقَها))؛ [رواه البخاري].       ومن الوصايا في العبادات: الصلاةَ الصلاةَ وما ملكت اليمين:   الصلاة هي الصلة التي تصِل العبد بربه، وهي الوشيجة التي تربطه بخالقه، إذا حافظ عليها المسلم، زَكَتْ نفسه، ونقِيَت سريرته، وأشرقت علانيته، وزاد بهاؤه ونور وجهه، وأحبه الله سبحانه، وأحبه الناس؛ عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ((كان من آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاةَ الصلاةَ، وما ملكت أيمانكم، فما زال يقولها حتى ما يفيض بها لسانه))؛ [رواه ابن ماجه]، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضرته الوفاة وهو يُغَرْغِر بنفسه: الصلاة وما ملكت أيمانكم))؛ [رواه ابن ماجه].       قال السندي: "(الصلاة): أي: الزموها واهتموا بشأنها ولا تغفُلوا عنها، (ما ملكت أيمانكم): من الأموال؛ أي: أدُّوا زكاتها ولا تسامحوا فيها، ويحتمل أن يكون وصية بالعبيد والإماء؛ أي: أدوا حقوقهم وحسن ملكتهم، (حتى ما يفيض بها لسانه): أي: ما يجري ولا يسيل بهذه الكلمة لسانه".       وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: ((كان آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم: الصلاةَ الصلاة، وما ملكت أيمانكم))؛ [رواه أبو داود]؛ قال السندي: "قوله: (آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم)؛ أي: في الأحكام، وإلا فقد جاء أن آخر كلامه على الإطلاق: الرفيق الأعلى... (الصلاة): أي: الزموها واهتموا بشأنها ولا تغفلوا عنها، (وما ملكت أيمانكم): من الأموال؛ أي: أدوا زكاتها... ويحتمل أن يكون وصية بالعبيد والإماء؛ أي: أدوا حقوقهم وحسن ملكتهم... قوله: (حتى ما يفيض بها لسانه)؛ أي ما يجري ولا يسيل بهذه الكلمة لسانه"، وقال ابن الأثير: "(كان آخر كلامه: الصلاة وما ملكت أيمانكم)؛ يريد الإحسان إلى الرقيق، والتخفيف عنهم، وقيل: أراد حقوق الزكاة وإخراجها من الأموال التي تملكها الأيدي".       قال عليه الصلاة والسلام: ((أول ما يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله)).       ومن الوصايا: حسن التعامل ورد الجميل: وصيته بالأنصار:   الأنصار في اللغة: جمع نصير وناصر، وهم الأتباع والمدافعون؛ وفي القرآن الكريم: ﴿ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [البقرة: 270].       والمقصود بالأنصار هنا: أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين نصروه حين هاجر من مكة إليهم في المدينة، وهم خلاف المهاجرين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة، وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم؛ في نحو قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ﴾ [التوبة: 117].       عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((مرَّ أبو بكر والعباس رضي الله عنهما بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون، فقال: ما يُبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم منا، فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، قال: فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية بُرْدٍ، قال: فصعِد المنبر، ولم يصعَدْهُ بعد ذلك اليوم، فحمِد الله وأثنى عليه، ثم قال: أوصيكم بالأنصار، فإنهم كَرِشي وعَيْبَتي - بطانتي وخاصتي - وقد قَضَوا الذي عليهم، وبقِيَ الذي لهم، فاقبلوا من مُحسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم))؛ [رواه البخاري].       ومن حسن التعامل: إكرام الوفود:   قال الإمام النووي (المتوفى: 676هـ) ما مختصره: أن القصد من إجازة الوفود، وضيافتهم وإكرامهم، هو تطييب نفوسهم، وإعانتهم على سفرهم، وترغيب غيرهم من المؤلَّفة قلوبهم، ونحوهم، سواء كان الوفد مسلمين أو كفارًا؛ لأن الكافر إنما يفِدُ غالبًا فيما يتعلق بمصالحنا ومصالحهم.       وفي حسن التعامل أيضًا: الوصية بالنساء خيرًا:   وهو في حجة الوداع، وأن يتقوا الله تعالى فيهن؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فاتقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واسْتَحْلَلْتُم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألَّا يُوطِئن فُرُشَكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مُبرِّح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف)).       فلا يكرمهن إلا كريم، ولا يُهينهن إلا لئيم.       وفي الجانب السياسي: إخراج اليهود من جزيرة العرب، وكذلك كان قد جهز جيش أسامة لتأديب الروم، وأمَّره على كبار الصحابة:   أمرَ الرسول بإخراج يهود الحجاز ونجران من جزيرة العرب، ذكر بعض الصحابة الكرام أن آخر ما تكلم به النبي عليه الصلاة والسلام هو إخراج يهود الحجاز ونجران من جزيرة العرب؛ وورد ذلك في حديث: ((إن آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم قال: أخرجوا يهود أهل الحجاز، وأهل نجران من جزيرة العرب)).       قبل وفاته صلى الله عليه وسلم بأربعة أيام أوصى صحابته بثلاث؛ فقال: ((أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أُجيزهم؛ قال ابن عباس راوي الحديث: وسكت عن الثالثة أو قال: فنسيتها)).       اليوم الأخير في حياة الرسول:   روى أنس بن مالك رضي الله عنه: ((أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر يوم الاثنين، وأبو بكر يصلي بهم، لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف ستر حجرة عائشة، فنظر إليهم، وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسَّم يضحك، فنَكَصَ أبو بكر على عقِبَيه، ليصِلَ الصف، وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة، فقال أنس: وهمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أن أتِمُّوا صلاتكم، ثم دخل الحجرة، وأرخى الستر))؛ [رواه البخاري]، ثم لم يأتِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت صلاة أخرى.       حديثه لفاطمة رضي الله عنها والتلطف بها:   ((ولما ارتفع الضحى، دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمةَ رضي الله عنها، فسارَّها بشيء فبَكَت، ثم دعاها، فسارَّها بشيء فضحكت، قالت عائشة رضي الله عنها: فسألنا عن ذلك - أي فيما بعد - فقالت: سارَّني النبي صلى الله عليه وسلم: أنه يُقبَض في وجعه الذي تُوفِّيَ فيه، فبكيت، ثم سارَّني فأخبرني أني أول أهله يَتْبَعُه فضحِكت))؛ [رواه البخاري].       وبشَّر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمةَ رضي الله عنها بأنها سيدة نساء العالمين، وتدل بعض الروايات الأخرى أن هذا الحوار لم يكن في آخر يوم، بل في آخر أسبوع من حياته صلى الله عليه وسلم.       ودعا الحسن والحسين فقبَّلهما، وأوصى بهما خيرًا، ودعا أزواجه فوعظهن وذكَّرهن.       ورأت فاطمة رضي الله عنها ما برسول الله صلى الله عليه وسلم من الكرب الشديد الذي يتغشَّاه؛ فقالت: ((وا كربَ أبتاه، فقال لها: ليس على أبيك كربٌ بعد اليوم))؛ [رواه البخاري].   المجد يشرق من ثلاث مطالع في مهد فاطمة فما أعلاها هي بنت من؟ هي زوج من؟ هي أم من؟ من ذا يداني في الفخار أباها هي ومضة من نور عين المصطفى هادي الشعوب إذا تروم هداها هو رحمة للعالمين وكعبة الآ مال في الدنيا وفي أُخراها       وطفِق الوجع يشتد ويزيد، وقد ظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حتى كان يقول: ((يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أَبْهَرِي من ذلك السم))؛ [رواه البخاري].       فجعل يُدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه، يقول: ((لا إله إلا الله، إن للموت سكراتٍ، ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى، حتى قُبِض، فمالت يده صلى الله عليه وسلم))؛ [رواه البخاري].       وكان صلى الله عليه وسلم وهو في سكرات الموت ولحظات احتضاره يدعو قائلًا: ((اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى))؛ [رواه أحمد].       وقع هذا يوم الاثنين، الثاني عشر من ربيع الأول، السنة الحادية عشرة من الهجرة، وقد تم له ثلاث وستون سنة، وزادت أربعة أيام على الأصح والأشهر، فقد جمع الإمام النووي بين الأقوال المختلفة في عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "تُوفِّيَ صلى الله عليه وسلم وله ثلاث وستون سنة، وقيل: خمس وستون سنة، وقيل: ستون سنة، والأول أصح وأشهر، وقد جاءت الأقوال الثلاثة في الصحيح، قال العلماء: الجمع بين الروايات أن من روى ستين لم يعد معها الكسور، ومن روى خمسًا وستين عدَّ سنتي المولد والوفاة، ومن روى ثلاثًا وستين لم يعدهما، والصحيح ثلاث وستون".       وقال ابن حجر: "وكانت وفاته يوم الاثنين بلا خلاف من ربيع الأول، وكاد يكون إجماعًا... ثم عند ابن إسحاق والجمهور أنها في الثاني عشر منه".       وهذا اليوم لم يُرَ في تاريخ الإسلام أظلم منه؛ قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "ما رأيت يومًا قط كان أحسن ولا أضْوَأَ من يومٍ دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت يومًا كان أقبح ولا أظلم من يومٍ مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم".       قال الشاعر:   يا خيرَ من دُفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاعُ والأَكَمُ نفسي الفداءُ لقبرٍ أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرمُ أنت الشفيع الذي تُرجى شفاعته على الصراط إذا ما زلَّتِ القدم وصاحباك فلا أنسهما أبدًا مني السلام عليكم ما جرى القلمُ       تغسيل الرسول، وقول عليٍّ: ما أطيبك يا رسول الله حيًّا وميتًا:   غُسِّل بملابسه، وصُلِّي عليه في مكانه، ودُفِنَ في بيته، ولُحِدَ.       يا رسول الله:   أشهد أنك قد بلغت الرسالة، وأدَّيت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده، حتى أتاك اليقين، تركتنا على المحجَّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعده إلا هالك، فجزاك الله خيرَ ما جزى نبيًّا عن أمته.   د. عبدالسلام حمود غالب شبكةالالوكة
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182162
    • إجمالي المشاركات
      2535446
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93197
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    chaima12
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×