امانى يسرى محمد
-
عدد المشاركات
7754 -
تاريخ الانضمام
-
تاريخ آخر زيارة
-
الأيام التي فازت فيها
60
مشاركات المكتوبهة بواسطة امانى يسرى محمد
-
-
بارك الله فيك وجزاك خير جزاء
-
من مقتطفات الحكم3
اخس الناس من اخذ بغير حق وانفق على غير مستحق
اخسر الناس من باع الباقى بالفانى
اخطر من عدو لك صديقك الذى لا تعرف ان كان معك او ضدك
اخفاء الجهل اصعب من اظهار العلم
اخلاق الناس مثل اسنانهم اذا تسوست كان لمسها مؤلما
اخوك من صدقك واتاك من جهة عقلك لا من جهة هواك
ادفعوا امواج البلاء بالدعاء
اذ انت لا تعرف لنفسك حقها هوانا لها كانت على الناس اهونا
اذا ابتسم المهزوم فقد المنتصر لذة الانتصار
اذا اتاك الخصم وقد فقئت عينه فلا تحكم له حتى ياتى خصمه فلعله قد فقئت عيناه
اذا احتاج اليك عدوك احب بقاءك واذا استغنى عنك صديقك هان عليه لقاؤك
اذا اراد الله بقوم سوءا منحهم الجدل ومنعهم العمل
اذا اردت ان تؤاخى رجلا فاغضبه قبل ذلك فان انصفك عند غضبه والا فدعه
اذا اردت ان تذم احدا فذم نفسك وان اردت ان تترك شيئا فاترك الدنيا وان اردت ان تعادى احدا فعادى بطنك وان اردت ان تحمد احدا فاحمد الله وان اردت ان تستعد لشئ فاستعد للموت وان اردت ان تطلب شيئا فاطلب الاخرة
اذا اردت ان تشعر الى اى حد انت سعيد فاذكر شقاء الاخرين
اذا اردت ان تعرف وفاء الرجل ودوام عهده فانظر الى حنينه الى اوطانه وشوقه الى اخوانه واسفه على ما مضى من زمانه
اذا اردت ان تقنع رجلا فالجا الى عقله واذا اردت ان تقنع امراة فالجا الى قلبها
اذا اردت ان يدوم الله لك كما تحب فكن له كما يحب
اذا اسديت جميلا الى انسان فحذار ان تذكره وان اسدى انسان اليك جميلا فحذار ان تنساه
اذا اشتد الكرب هان
اذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر بحسن صمتك
اذا اهانك شخص فاسكت لان السكوت ابلغ ايات الاحتقار
اذا بلغك من اخيك ما تكره فاطلب له من عذر الى سبعين عذرا فان لم تجد فقل لعل له عذرا لا اعرفه
اذا تشككت فى امراة فلا تتخذها شريكة لحياتك واذا اتخذتها شريكة لحياتك فلا تشك فيها
اذا تقدمتنا الفضيلة امنا كل خطوة نخطوها
اذا تكاثرت الهموم سقطت كلها
اذا جاءك الطعن من الخلف فهذا يعني انك في المقدمة
اذا جمع الطعام اربعا فقد كمل اذا ذكر اسم الله فى اوله وحمد فى اخره وكثرت عليه الايدى وكان من حلال
اذا حملت الانفس بما لا تطيق نطقت بما لا يليق
اذا خرج الكلام من القلب وقع فى القلب واذا خرج من اللسان لم يجاوز الاذان
اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فاذكر قدرة الله عليك
اذا ذهب الحياء حل البلاء
اذا رايت الاشياء كما هى فاعلم بانك لم تتغير
اذا رايت الله سبحانه وتعالى يتابع عليك نعمه وانت تعصاه فاحذره
اذا رايت امراة تكره رجلا لدرجة الموت فاعلم انها كانت تحبه الى درجة الموت
اذا رايت قساوة في قلبك ووهنا في بدنك وحرمانا في رزقك فاعلم انك تكلمت فيما لا يعنيك
اذا سالت كريما حاجة فدعه يفكر فانه لا يفكر الا فى خير واذا سالت لئيما حاجة فعاجله لئلا يشير عليه طبعه ان لا يفعل
-
-
*حين يتكلم بكلام العلماء ويتصرف تصرف الجهال فإنه يضيف اسمه بجدارة في قائمة الممقوتين عند الله:
"كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالاتفعلون"
*"الذين (يحملون العرش) ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به (ويستغفرون للذين آمنوا) " ......
مهما كانت مهماتك جسيمة وجدولك مكتظا امنح إخوانك دعوة صالحة .
*{وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأَ من اللهِ إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا}
ضيقة بلا سبب؟
ربما هي ذنوب تطلب منا استغفارا!
*لا نريد منكم جزاء ولا شكورا".....
لن تذوق الراحة إلا حين تستقر لديك هذه القناعة،
لا تنتظر شيئا أبدا فيؤلمك الانتظار.
*"وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم " ...
ترى هل تحقق فيك عهد الله ؟
أم ليس بعد ؟
إن لم يتحقق فالاية واضحة وأنت السبب ،، اختر
( ولَقد نعلَمُ أنَّك يضيقُ صدرُكَ بما يقولُون
فسبِّح بحمدِ رَبّكَ وكُن مِن الساجدين )
تؤكد هذه الآيات أن علاج ضيق الصدر في
• التسبيح .. • السجود .
(أَليْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )
مهما اجتمعت عليك المخاوف استشعر معية الله معك،
آمان وطمأنينة تبدد المخاوف والآحزان
عليك ببذل السبب, ولا تتواكل
{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا }
حين فقد سيدنا يعقوب ابناءه الثلاثة قال
" عسى الله ان يأتيني بهم جميعا إنه هو (العليم)(الحكيم) "
أى : العليم بحالى ...الحكيم فى قضائه وقدره
وهكذا فى كل ضيق وهم
يكفى يقين القلب بمعنى (العليم بحالى والحكيم فى فعله)...
الا يكفيك علمه بحالك ؟!
سيجبر...
فصبرا جميل..
( ونزعنا ما في صدورهم من غل )
عندما نطهر قلوبنا من الغل فنحن نعيش في نعيم يعيشه أهل الجنة
(ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون)
عند حلول المصائب،،اعرف من تنادي ، فليس الكل يسمعك
( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) رحمة الله قريبة ، اطلبها ولو بالإنصات !
(يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيُغفرُ لنا!)
بدل أن يشكروامغفرته ، تجرأوا على معصيته،ثق تماماً أن المحروم دائماً يفكر بهذه الطريقة المخذولة
قال تعالى ( فما كان جواب قومه إلا إن قالوا اقتلوه أو حرّقوه ) ,,
المؤامرة على دعاة الحق والتضييق عليهم قديمة .
قال تعالى ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) .
من أعظم العقوبات نسيانك إصلاح نفسك التي بين جنبيك .....
أصلح الله حالنا .
( ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ...
تذكّر أن هذه الآية خطاب لرسول الله !
فكيف بغيره ..؟!
المتتبع في القرآن لعقوبات الله للأمم يجد أن معظمها وقع بسبب ترك النهي عن المنكر،لا بسبب ترك امر بالمعروف (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه).
"حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه"
هذه شوكة القدم
كيف بأشواك القلوب وآلامها!!
أحزانك لا تذهب هباء.
وردت كلمة "ثقيلا" في القرآن مرتين، "يوما ثقيلا" يوم القيامة، "قولا ثقيلا" القرآن، فمن أراد أن ينجو من اليوم الثقيل، فليتمسك بالقول الثقيل.
المراد بالقول الثقيل ، القرآن وما فيه من الأوامر والنواهي التي هي تكاليف شاقة ثقيلة على المكلفين عامة ، وعلى رسول الله خاصة ؛ لأنه يتحملها بنفسه ويبلغها إلى أمته ، وحاصله أن ثقله راجع إلى ثقل العمل به ، فإنه لا معنى للتكليف إلا إلزام ما في فعله كلفة ومشقة
"على أن تأجرني ثماني حجج"
كان يعيش في القصر، ولكنه لم يجد بأسا في رعي الغنم حين تغيرت الظروف
السعادة هي القدرة على البهجة مع تغير ظروفنا
قال تعالى " وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا " ..
وفرق بين الابداء والظهور كبير ! ..
فالإبداء فعل مقصود بارادة الرغبة في ابراز مواطن الزينة أو التنبيه عليها ! .. والظهور المعفو عنه هو كل ماظهر بغير قصد ولا إرادة مما تقتضيه طبيعة الحياة أو المعاش أو طبيعة حركة المرأة في السعي والاياب .. وبين الفعلين في السلوك كما بين المشرق والمغرب .. إذ القرآن بليغ ودقيق في تعابيره فقد وصف تماما حركة المرأة في أمر زينتها .. فالمرأة في أعماقها نعلم تماما متى تكون بعض الحركات في المشية او اختيار الألوان أو تصاميم اللباس أو نبرات الصوت أو اشارات الجسد قد تقدم رسائل هائلة مقصود منها ابداء مواطن الفتنة ولفت النظر اليها .. وتعلم هي أيضا متى يكون ظهور زينتها ظهورا غير مقصود بسبب حركة الحياة .. والله وحده في هذا الشأن من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ..
"إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا"
أمسكها رحمة بك
وأنت تقلق من أشياء صغيرة
نم متوكلا
سيمسكها الله عنك.
{ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه84]
قال ابن القيم : وظاهر الآية أن الحامل لموسى على العجلة هو طلب رضى ربِّه ، وأن رضاه في المبادرة إلى أوامره والعجلة إليه ، ولهذا احتج السلف بهذه الآية على أن الصلاة في أول الوقت أفضل ، سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يذكر يقول : إن رضى الرب في العجلة إلى أوامراه . [مدارج السالكين (3/59)]
(قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ) ثم
سجد السحرة
لا أجر ولاراتب يساوي راحة الضمير
"إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا"
لم يذكر القرآن مكانهم ولا زمانهم ولا أسماءهم ومن هم قومهم
وذكر دعاءهم
الدعاء هو أساس التحولات الكبرى
-
-
من مقتطفات الحكم2
احترم الماضى واحترس من الحاضر اذا اردت ان يكون لك مستقبل
احتمل مضرة يومك لمسرة غدك
اخس الناس من اخذ بغير حق وانفق على غير مستحق
اخسر الناس من باع الباقى بالفانى
اخطر من عدو لك صديقك الذى لا تعرف ان كان معك او ضدك
اخفاء الجهل اصعب من اظهار العلم
اخلاق الناس مثل اسنانهم اذا تسوست كان لمسها مؤلما
اخوك من صدقك واتاك من جهة عقلك لا من جهة هواك
احذر الشيطان من اربع على
عقيدتك ان يفسدها بالاراء
وعلى عبادتك ان يفسدها بالاهواء
وعلى عملك ان يفسده بالرياء
وعلى خلقك ان يفسده بالخيلاء
احذر ان تقدم على جنة عرضها السموات والارض وليس لك فيها موضع قدم
احرص على ما ينفعك ودع كلام الناس فإنه لا سبيل الى السلامة من السنة الناس
احسن الكلام الذى يسرع لفظه الى اذنك ومعناه الى قلبك
احسن الكلام ما صدق فيه قائله وانتفع به سامعه
احسن الناس من اذا مدحته خجل واذا هجوته سكت
احسن ما فى هذه الحياة المؤلمة انها مؤقته
احكم الرجال من ظن نفسه اقلهم حكمة
احلى ما فى الزفاف الامل فى السعادة
اخدم الفضيلة فى ايام الشباب تخدمك فى الشيخوخة
-
من مقتطفات الحكم 1
اترك فضول النظر توفق للخشوع واترك فضول الكلام توفق للحكمة واترك فضول الطعام توفق للعبادة واترك عيوب الناس توفق لمعرفة عيوبك واترك الخوض فى ذات الله تسلم من الشك والنفاق
ابتسم عند الهزيمة وتواضع عند النصر
ابحث عن مبادئك تجد حياتك
ابلغ الناس احسنهم لفظا واسرعهم بديهة
اتعب جسمك ولا تتعب قلبك
اجتمع ابراهيم بن ادهم البصرة قالوا ما لنا ندعوا فلا يستجاب لنا قال لان قلوبكم ماتت بعشرة اشياء عرفتم الله فلم تؤدوا حقه وزعمتم حب النبى وتركتم سنته وقراتم القران ولم تعملوا به واكلتم نعمه ان الموت حق ولم تستعدوا له وانشغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا
اجتنب المقارنة بين حالك وحال من تعتقد انهم اسعد منك
اجعل سرك الى واحد ومشورتك الى الف
اجلسوا الى التوابين فانهم ارق افئدة
اجمل الزينات زينة العلم والايمان
اجمل صورة النصر اقوى صورة الشهامة اقرب صورة الواقع اغلى صورة الشهادة في سبيل الله ارقى صورة الاخلاص اوضح صورة الحق ابعد صورة الخيال
اجمل ما فى الحب الاول اننا نتوهم انه لن ينتهى
اجمل ما فى الحياة عقل ذكى وقلب وفى وحب من اجل الحب والعلم
اجهل الناس من باع اخرته بدنياه واشر منه من باع اخرته بدنيا غيره
اجود الناس من جاد من قلة وصان وجه السائل عن المذلة
احب الناس الى من اهدى الى عيوبى
احب شئ للانسان ما منع
اتى رجل ابراهيم بن ادهم رضى الله عنه فقال يا ابا اسحاق انى مسرف على نفسى فاعرض على ما يكون لها زاجرا ومستنقذا فقال ان قبلت خمس خصال وقدرت عليها لم تضرك المعصية قال هات يا ابا اسحاق قال اما
الاولى فاذا اردت ان تعصى الله تعالى فلا تاكل رزقه قال فمن اين اكل وكل ما فى الارض رزقه قال يا هذا افيحسن بك ان تاكل رزقه وتعصيه قال لا هات
الثانية قال واذا اردت ان تعصيه فلا تسكن شيئا من بلاده قال هذه اعظم فاين اسكن قال يا هذا افيحسن بك ان تاكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه قال لا هات
الثالثة قال واذا اردت ان تعصيه وان تاكل رزقه وفى بلاده فانظر موضعا لا يراك فيه فاعصه فيه قال يا ابراهيم ما هذا وهو يطلع على ما فى السرائر قال يا هذا افيحسن بك ان تاكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه وهو يراك ويعلم ما تجاهر به قال لا هات
الرابعة قال فاذا جاءك ملك الموت لقبض روحك فقل له اخرنى حتى اتوب توبة نصوحا واعمل عمل صالحا قال لا يقبل منى قال يا هذا فانت اذا لم تقدر ان تدفع عنك الموت لتتوب وتعلم انه اذا جاءك لم يكن له تاخير فكيف ترجو وجه الخلاص قال لا هات
الخامسة قال اذا جاءك الزبانية يوم القيامة لياخذوك الى النار فلا تذهب معهم قال انهم لا يدعونى ولا يقبلون منى قال فكيف ترجو النجاة اذن
قال ابراهيم حسبى حسبى انا استغفر الله وانوب اليه فكان لتوبته وفيا فلزم العبادة واجتنب المعاصى حتى فارق الدنيا
-
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِجُلَسَائِهِ: " أَخْبِرُونِي بِأَحْمَقِ النَّاسِ، قَالُوا: رَجُلٌ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ: " أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَحْمَقَ مِنْهُ؟ قَالُوا: بَلَى،
قَالَ: «رَجُلٌ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ»
إن من باع دينه بدنياه كان له نصيب ممن نعى كتاب الله عليهم ، حيث قال- تعالى- : "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ "!
و له ثلاثة أحوال:
الحال الأولى: أن يكون قد ضيَّع أيامه في تحصيل مُتع الحياة ولذاتها منشغلاً بذلك عن الاستعداد ليوم المعاد، فهذا مغبون؛ لأنه اشتغل بالفانية عن الباقية، فأيام الدنيا - وإن طالت - معدودة، وهي سريعة الانقضاء. قال الله تعالى: وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ. [العنكبوت:64].
والحال الثانية: أن يكون قد انهمك في معصية الله تعالى بما دون الكفر، وهذا إن تاب قبل الممات، تاب الله تعالى عليه، وإلا فإنه تحت المشيئة إن شاء الله تعالى عذبه وإن شاء غفر له، طالما أنه من الموحِّدين،
والحال الثالثة: أن يقع في الرِّدَّة -والعياذ بالله- فهذا خالد مخلَّد في جهنم، مع فرعون، وهامان، وقارون، وأبي بن خلف!
اسلام ويب
قال تعالي:
أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ [الأنفال 28 ]
قال الشيخ السعدي رحمه الله: «ولما كان العبد ممتحنا بأمواله وأولاده، فربما حمله محبة ذلك على تقديم هوى نفسه على أداء أمانته . فإن كان لكم عقل ورَأْيٌ، فآثروا فضله العظيم على لذة صغيرة فانية مضمحلة، فالعاقل يوازن بين الأشياء، ويؤثر أولاها بالإيثار، وأحقها بالتقديم».
وقال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [ سورة المنافقون 9]
فلا تضيع آخرتك بدنياك
ولا تضيع آخرتك بدنيا غيرك
فلن تجد يوم القيامة في صحائف حسناتك إلا ما كان خالصاً لله ولرسوله
[ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ]
معنى الآية: حفظ الله الفتية المؤمنين الذين لجؤوا إلى الكهف وناموا فيه من الشمس .. فيسر لهم غارا إذا طلعت الشمس تميل عنه يمينا، وعند غروبها تميل عنه شمالا فلا ينالهم حرها فتفسد أبدانهم بها.
{ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ } أي: من الكهف أي: مكان متسع، وذلك ليطرقهم الهواء والنسيم، ويزول عنهم الوخم والتأذي بالمكان الضيق، خصوصا مع طول المكث، وذلك من آيات الله الدالة على قدرته ورحمته بهم، وإجابة دعائهم وهدايتهم حتى في هذه الأمور.
{وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
هذا هو الضابط القرآني للعلم الصحيح..
النفع للناس كل علم لاينفع الناس فهو هدر للحياة .
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا }
لقد كان غزلها قويا فما منعها قوته من نقضه..لاتغتر بقوة إيمان أو كثرة عمل.
{وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ }
هذا هو التعريف النهائي للسعادة .
اللهم اجعلنا منهم ووالدينا
( أفياء الوحي)
( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
قال ابن سعدي (الخوض هو التكلم بما يخالف الحق، من تحسين المقالات الباطلة، والدعوة إليها، ومدح أهلها، والإعراض عن الحق، والقدح فيه وفي أهله )
ولاشك أن الشريعة لها مغزى عظيم في النهي عن المجالسة من تشرب الباطل وتلبيس الحق والتشكيك فيه وقذف الشبه والشبه تخطف بالقلوب ومناصرة أهل الباطل وظنهم أنهم على الحق بمجالستهم ..
من جاور الشر لايأمن عواقبه كيف الحياة مع الحيات في سفط
إياك إياك أن تمنح قلبك وعقلك ليضرب ويقتل بمعاول الهدم .
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ )
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
(واصبر نفسك...) من تصطفيه لصحبتك ينبغي أن يجمع خصلتين:
1- العمل الصالح (يدعون ربهم)
2- الإخلاص (يريدون وجهه)
الناس كلما أرادوا أن يتعللوا بترك عمل صالح، كلما أرادوا أن ينسحبوا من عمل طيب يرددون هذا القول، يقول لك: اتقِ شر من أحسنت إليه، ومتى كان الذي أحسنت إليه يسيء إليك؟
أنت ما علاقتك به؟
ألم تستمع من قول الله عز وجل:
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً
[ سورة الإنسان ]
{ اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله فإن أصبت أهله فهو أهله ، وإن لم تصب اهله فأنت اهله }
راتب النابلسى
إذا رأيت وقتك يمضي ، وعمرك يذهب وأنت لم تنتج شيئاً مفيدا ولا نافعاًولم تجد بركة في الوقت، فاحذر أن يكون أدركك قوله تعالى:
وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا
*ابن عثيمين-رحمه الله ووالدي-
-
(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ)
لا تحزن ولو رحلت الدنيا كلها عنك. قل لكل ما ومن تفقده يكفيني الله.
إذا كنتَ بريئاً و عجزتَ عن إظهارالحقيقة فقل "حسبي الله ونــِـعم الوكيل"
و إذا أجتمع القومُ ليؤذوك فقل "حسبي الله ونــِـعم الوكيل "
و إذا أُغلق عليك في أمرفقل " حسبي الله ونــِـعم الوكيل"
وإذا تعسرت الأمور فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
إذا أُرتجَ عليك و ضاق فُهمك و تعسّر إدراكك فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل"
فبها يدفع الله عنك الأذيــّـة و يزيحالكُربة
و يــُـستجلب الرِزق و ينزل الفــَـرج
"رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ"
اكذب على من شئت ..نافق على من شئت.. تصنّع كيفما شئت ..
ولكن تأكّد : كل هذه الحيل مكشوفة لدى الله .
*ختمت آيات الحج ( وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ )
و هذامن عظمة إالحج إذ في أيام معدودات يوصلك
إلى درجة الاحسان الذي هو اعلى مقامات الايمان
قال تعالى بعد ذكر نعيم المستجيبين لله ورسوله
{ ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا}
قال البغوي: وفيه بيان لهم لم ينالوا تلك الدرجة بطاعتهم، وإنما نالوها بفضل الله-عز وجل -
نسأل الله من فضله
{ فإِن تَنازَعتُم في شَيءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسولِ}
إن اعترضت عليك شبهة في أمرٍ ما
ارجع فيها إلى كتاب الله وسنة نبيه
و إياك و اتباع الرأي و الهوى !
إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا
حقٌ من حقوق الأخوّة :
أن تمسح على قلب أخيك بتذكيره بلطف الله*
"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً "
كل تساؤل قبل تنفيذك لأمر الله .. يجعلك أشبه بالشيطان .
"إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ"
كلما أحسست باعوجاج الطريق إرجع لهذا الكتاب لكي تستقيم.
"(وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلكَ قَرْيَةً آمَرْنَا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فيها فَحَقَّ عَلَيْها القَوْلُ) "
إذا غزا الفسقُ الأمراءَ والوزراءَ وأصحابَ
الأموالِ فبشر دولتهم بالهلاك.
على الفيفى
{ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ }
علامة المؤمن في المحن والبلايا؛السكينة.
يغلب عند المصائب قُرب العبد من
لكن من الناس من تزيده المصيبة بعداً عن -والعياذ بالله-
{ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ}*
{ وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ }
قال ابن القيم -رحمه الله ووالدي-:
وأعظم الضر حجاب القلب عن الرب ..
يارب إن على قلوبنا أقفالاً وبيدك مفاتيحها فارحم اللهم ضعفنا...
-
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أمنوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ
وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ)
لا تسخر ابدا
• لا تسخر من المبتلى في بيته بأن تقول عنه "ضعيف الشخصية" ف (نوح) كانت زوجته عاصية ولكنه كان عند الله صفيا .
• ولا تسخرمن المنبوذ من قومه بأن تقول عنه "عديم القيمة" ف (إبراهيم) كان منبوذا في قومه ولكنه كان عند الله خليلا .
• ولاتسخر من السجين بأن تقول عنه "ظالم مجرم" ف (يوسف) كان سجيناً ولكنه كان عند الله صديقاً .
• ولاتسخر من المفلس بعد غناه بأن تقول عنه "سفيه فاشل" ف (أيوب) أفلس بعد غناه ولكنه كان عند الله نبياً .
• ولا تسخر من الغافل بأن تقول عنه "مذنب مقصر" ف (يونس) غفل عن ربه طرفة عين ولكنه كان عند الله رسولاً .
• ولا تسخر من وضيع المهنة بأن تقول عنه "قليل شأن" ف (لقمان) كان نجارا ولكنه كان عند الله حكيما .
• ولا تسخر من الذي يذكره الناس بسوء ويتلمزون علية بأن تقول عنه "موضع شك" ف (عيسى) قيل عنة لا أصل لة ولكنه كان عند الله رسولاً ومن أولي العزم
• ولا تسخر من الذي يحاربونة الناس ويتكلمون عنه بأن تقول عنه "موضع شبهة" ف (محمد) قيل عنه ساحر ومجنون ولكنه كان عند الله حبيبا .
فلاتسخر أبداً وأجعل طبعك "حسن الظن في الآخرين" .
قال تعالى في شأن أصحاب الأعراف :
{ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ}
في التعبير بـ ( صُرِفَتْ) إشارة إلى أنهم أجبروا على أن ينظروا إلى أهل النار، لأن الهول شديد، ومنظر النار فظيع جدا*
أجارنا الله ووالدينا منها ()
* المجالس القرآنية
{ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}
قال ابن عثيمين-رحمه الله ووالدي-: تضرعاً في القلوب، وخفية في اللسان بدون صوت مزعج.
{ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}
بالإحسان ترحم*
* نايف الفيصل
{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
هذه رحمة الله في مستمع القرآن..
فكيف رحمته بالقارئ ؟!
*نايف الفيصل
{ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}
وفي الصحيحين : " إذا قام أحدكم يصلي فإنَّ الله قِبَل وجهه " ..
جبل في لحظة يندك .. وعين حتى اللحظة لم تبكِ ! إنَّ خشوع صلاتك في استشعار معنى أن
( الله ) بينك وبين قبلتك .
د. عصام العويد.
قال أبو الوفاء بن عقيل :
يا من يجد في قلبه قسوة احذر أن تكون نقضت مع الله عهداً ، فإن الله يقول :
{ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً }
{ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }
الحياة الحقيقة التي تورث السعادة هي: الاستجابة لله ورسوله صلً الله عليه وسلم
{ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين}
قال قتادة: أتاك الشيطان ابن آدم من كل وجه ، غير أنه لم يأتك من فوقك ، لم يستطع أن يحول بينك وبين رحمة الله ..
اللهم ارحمنا
{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ }
استشعر حاجتك للإجابة كحاجة الغريق للغوث، عندها تجاب دعوتك*
{ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّه}
كم أحيا سماعُ كلام الله نفوسًا بعد موتها، وقلوبًا بعد قسوتها!*
إن الإنسان محتاج دائماً إلى منشطات الأمل وكوابح الغرور ، ولذا كان من سنن القرآن الجمع بين الوعد والوعيد ،
كما في قوله تعالى
{ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} ،
ليظل الإنسان دائماً محكوماً بمشاعر الخوف والرجاء .
*التفسير الموضوعي
قال شيخ الإسلام : والله -سبحانه- جعل مما يعاقب به الناس على الذنوب سلب الهدى والعلم النافع ،
كقوله { وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ }
-
المؤمن من خصائصهِ الكُبرى وصِفاتهِ العُظمى وسِماتهِ الأساسية : أنهُ يُؤثِرُ الآخرين على نفسه , والدليل :
هؤلاء الأنصار أثنى الله عليهم , فقال :
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
[ سورة الحشر الآية : 9 ]
الفرق بين الإيثار والسخاء والجود:
ذكر ابن القيم رحمه الله فروقاً بين كل من السخاء والجود والإيثار مع أنها كلها أفعال بذل وعطاء, قال ابن القيم رحمه الله: وهذا المنزل – أي الإيثار-: هو منزل الجود والسخاء والإحسان وسمي بمنزل الإيثار لأنه أعلى مراتبه فإن المراتب ثلاثة:
إحداها: أن لا ينقصه البذل ولا يصعب عليه فهو منزلة السخاء.
الثانية: أن يعطي الأكثر ويبقي له شيئاً أو يبقى مثل ما أعطى فهو الجود.
الثالثة: أن يؤثر غيره بالشيء مع حاجته إليه وهي مرتبة الإيثار
{ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }
العظماء يستقبلون المصائب كأنها قطرات الغيث..
لأنهم مع [ الله ]
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)) الأنفال
كرر هذه الآية مرة بعد مرة ثم اسأل نفسك بصدق: ما حظّك من هذه الصفات؟
- هل يوجل قلبك عند ذكر الله؟
- هل يزيد إيمانك إذا تليت عليك الآيات؟
على أنت ممن على ربهم يتوكلون؟
إن كنت ممن أنعم الله عليهم بهذه الصفات أو بأحدها فاحمد الله على فضله وهدايته وإلا فالجأ إليه سبحانه يعينك على اكتساب هذه الصفات لتكون في قافلة المؤمنين وزمرتهم يوم القيامة.
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}
هذه الآية تسلية لكل من صعب عليه المسير ، واشتد الطريق..
قال الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله ووالديّ-:
إن كنت تريد الفلاح ، فهذه أسبابه وهذه طرقه:
{ اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
{ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا
وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ }
الله أكبر !
كل هذه الأعمال العظيمة :
هجرة وإخراج من ديار وجهاد بل وقتل ومع ذلك يقول الله" لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ "!
وأحدنا اليوم يجر نفسه لصلاة الفرض جراً ويرى أنه بلغ مرتبة الصديقين!*
*عبد العزيز المديهش
كلما زاد الاهتداء،،حصل الانشراح
{ فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ }
سورة_الأنعام
...يارب اشرح صدورنا لطاعتك...
{ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة_الأنعام
ولاية الله للمؤمنين بحسب أعمالهم الصالحة، فكلما زادت أعمالهم الصالحة زادت ولايته لهم والعكس..
{ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا )
سورة_الأعراف
كثير من أعوان الشيطان يدعون إلى نزع اللباس الظاهري ، لتنكشف العورات، فيهون على الناس فعل المنكرات وارتكاب الفواحش
قد ينجح الإنسان في الهروب من الواجبات الشرعية المناطة به، بحلاوة لسانه، لكن الشأن في الخلاص يوم السؤال:
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} [التوبة : 49].
د. عمر المقبل.
{ وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ}
لا تعلّق فعل الطاعات بحصول النعمة،..
قد تُفتن
(بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )النساء;
قد صدق الحسن البصري-رحمه الله-حينما قال:
(لا يخاف النفاق إلا مؤمن،ولا يأمنه إلا منافق)
يقول ابن القيم :
(تالله لقد قَطَّع خوف النفاق قلوبَ السابقين الأولين لعلمهم بدقِّه وجله وتفاصيله وجمله.. ساءت ظنونهم بنفوسهم حتى خشوا أن يكونوا من جملة المنافقين.قال عمر بن الخطاب لحذيفة رضي الله عنهما: «يا حذيفة! نشدتك بالله، هل سمَّاني لك رسول الله-صلى الله عليه وسلم-منهم؟.. قال: لا، ولا أزكِّي بعدك أحدًا).
أول مَثَلٍ ذكره الله في كتابه مَثلان لبيان أحوال المنافقين:
(مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ) الآية
وذلك لبيان خطورة المنافقين والتباس حالهم على الناس.
د.خالد المصلح
{ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ }
أكبر نعيم أهل الجنة هو رضا الله الأبدي عنهم فلا يسخط عليهم أبداً
{ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
آية تملأ القلوب فرحا وتفاؤلا وانتشاءً
{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}
-
ينبغي لك عدم الإكثار من الحلف، ولو كنت صادقاً. لقول الله سبحانه وتعالى: (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُم) سورة المائدة
اما بالنسبة للحلف بغير الله شرك
قال الله تعالى :
ولا تطع كل حلاّفٍ مهين ، همازٍ مشاَءٍ بنميم ، مناع للخير
معتدٍ أثيم ، عتلٍ بعد ذلك زنيم
سورة القلم الآيات : 10 إلى 13
المعنى:
حلاّفٍ : أي لاتطع يامحمد كل حلاف وهو الذي يكثر من الحلف مستهيناً بعظمة الله
ما حكم الحلف بغير الله؟
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله ـ في إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد: فالحلف بغير الله من الشرك الذي يجري على ألسنة كثيرٍ من النّاس، ولا يعلمون أنه شرك، فكثيراً ما يقول بعضهم: والنبي، والأمانة، وحياتك، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من حلف بغير الله فقد كفر، أو أشرك ـ والحلف بغير الله شركٌ أصغر، إنْ كان لا يقصد تعظيم المحلوف به كما يعظِّم الله، وإنْ كان يقصد تعظيم المحلوف به مثل ما يعظِّم الله، فإن الحلف يكون شركاً أكبر. انتهى.
اسلام ويب
.......................................
لا يجوز الحلف بشيء من المخلوقات، لا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا بالكعبة، ولا بالأمانة، ولا غير ذلك في قول جمهور أهل العلم. بل حكاه بعض إجماعاً. وقد روي خلاف شاذ في جوازه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو قول لا وجه له بل هو باطل، وخلاف لما سبقه من إجماع أهل العلم وخلاف للأحاديث الصحيحة الواردة في ذلك، ومنها ما خرجه الشيخان عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت))، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله))، ووجه ذلك أن الحالف بغير الله قد أتى بنوع من الشرك فكفارة ذلك أن يأتي بكلمة التوحيد عن صدق وإخلاص ليكفر بها ما وقع منه من الشرك. وخرج الترمذي والحاكم بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك))2، وخرج أبو داود من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من حلف بالأمانة فليس منا))، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون)) أخرجه أبو داود والنسائي، وممن حكى الإجماع في تحريم الحلف بغير الله الإمام أبو عمر بن عبد البر النمري رحمه الله. وقد أطلق بعض أهل العلم الكراهة فيجب أن تحمل على كراهة التحريم عملاً بالنصوص وإحساناً للظن بأهل العلم.
وقد تعلل بعض من سهل في ذلك بما جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حق الذي سأله عن شرائع الإسلام: ((أفلح وأبيه إن صدق)).
والجواب: أن هذه رواية شاذة مخالفة للأحاديث الصحيحة لا يجوز أن يتعلق بها، وهذا حكم الشاذ عند أهل العلم، وهو ما خالف فيه الفرد جماعة الثقات، ويحتمل أن هذا اللفظ تصحيف كما قال ابن عبد البر رحمه الله، وأن الأصل ((أفلح والله))، فصحفه بعض الكتاب أو الرواة، ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل النهي عن الحلف بغير الله، وبكل حال فهي رواية فردة شاذة لا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتشبث بها ويخالف الأحاديث الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم الحلف بغير الله، وأنه من المحرمات الشركية، وقد خرج النسائي بإسناد صحيح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه حلف باللات والعزى فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: ((قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وانفث عن يسارك ثلاثاً وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تعد))، وهذا اللفظ يؤكد شدة تحريم الحلف بغير الله؛ وأنه من الشرك ومن همزات الشيطان، وفيه التصريح بالنهي عن العود إلى ذلك.
وأسأل الله أن يمنحنا وإياكم الفقه في دينه وصلاح القصد والعمل، وأن يعيذنا والمسلمين من اتباع الهوى ونزغات الشيطان إنه سميع قريب، والله يتولانا وإياكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1 وهو الإمام أبو عمر بن عبد البر رحمه الله. المؤلف.
2 وأخرج الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من حلف بشئ دون الله فقد أشرك " المؤلف.
موقع عبد العزيز بن الباز
-
للموت سكرات يُلاقيها كل إنسان حين الاحتضار؛ فقد أخرج ابن أبي الدنيا أن عائشة - رضي الله عنها - دخلتْ على أبيها أبي بكر - رضي الله عنه - في مرَض موته، فلما ثَقُل عليه، تمثَّلت بقول الشاعر:
لعمرك ما يُغني الثراءُ عن الفتى
إذا حشرجتْ يومًا وضاق بها الصدرُ
فكشف عن وجهه، وقال - رضي الله عنه -: ليس كذلك، ولكن قولي: وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ [ق: 19].
والمقصود بسكرات الموت: هي "كُرُباته وغمراته"،
ما الفارق بين الأتقياء والأشقياء، وبين الصالح والطالح؟
فالكل يُعاني من سكرات الموت!
نقول: لا يستويان؛ فإن الكافر والفاجر يُعانيان من الموت أكثر مما يُعاني منه المؤمن؛ كما دلَّ على ذلك الحديث ،ففي مسند الإمام أحمد عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم قال -: ((وإن العبد الكافر - وفي رواية الفاجر - إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة غِلاظٌ شدادٌ، سود الوجوه معهم المُسوحُ
والأمر الآخر: أن سكرات الموت للكافر أو الفاجر: محنة ونقمة وشدة وعذاب ونَكال.
أما سكرات الموت للمؤمن التقي النقي: فهي مِنحة ونعمة ورحمة؛ حيث يُغفر بها الذنوب، أو تُرفع بها الدرجات.
قد رُوي عن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال:
"إذا بقي على المؤمن من درجاته شيء لم يبلُغها بعمله، شُدِّد عليه الموت ليبلغ بسكرات الموت وشدائده درجته من الجنة، وإن الكافر كان قد عمِل معروفًا في الدنيا، هُوِّن عليه الموت، ليستكمل ثوابَ معروفه في الدنيا، ثم يصير إلى النار"؛ (رواه ابن أبي الدنيا في ذكر الموت
ما الحكمة من تشديد الموت على النبيِّين،
يُجيب عن هذا القرطبي - رحمه الله - فقال: "لتشديد الموت على الأنبياء فائدتان:
الأولى: تكميل فضائلهم ورفْع درجاتهم، وليس ذلك نقْصًا ولا عذابًا، بل هو من جنس ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الذي أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد: ((إن أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل)).
الثانية: أن يعرف الخَلق مقدار ألم الموت وأنَّه باطن، وقد يَطَّلع الإنسان على بعض الموتى، فلا يرى عليه حركة ولا قلَقًا، ويرى سهولة خروج الرُّوح، فيظن سهولة أمر الموت، ولا يعرف ما الميت فيه
فإذا كانت هذه سكرات الموت على الأنبياء والمرسلين وعباد الله الطيبين، فكيف بالظالمين الذين قال عنهم رب العالمين: وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ [الأنعام: 93].
الشهيد تُخفَّف عنه سكرات الموت؛ فقد أخرج الترمذي والنسائي والدارمي بسند حسن من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الشهيد لا يجد ألمَ القتل إلا كما يجد أحدكم ألم القرصة))؛ (صحيح الجامع: 3746).
موعظة:
يقول الحسن البصري - رحمه الله -: "اتقِ الله يا ابن آدم، لا يجتمع عليك خَصلتان: سكرة الموت، وحسرة الفوت".
وقال ابن السماك: "احذَر السكرة والحسرة، أن يَفجأَك الموت وأنت على الغِرَّة، فلا يَصِف واصفٌ قدْر ما تلقى".
وصف السلف الصالح لسكرات الموت:
يُروى عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -:
"أنه قال لكعب الأحبار: حدِّثنا عن الموت، فقال كعب: نعم يا أمير المؤمنين، هو كغصن كثير الشوك أُدخِل في جوف رجل، فأخذتْ كلُّ شوكة بعِرْق، ثم جذَبه رجلٌ شديدُ الجذب، فأخذ ما أخذ، وأبقى ما أبقى".
وكان عمر - رضي الله عنه - يقول: "لو أن لي طِلاع الأرض ذهبًا، لافتديت بها من هول المَطلَع".
وقال شداد بن أوس:
"الموت أفظع هول في الدنيا والآخرة على المؤمن، وهو أشد من نشرٍ بالمناشير وقرْض بالمقاريض، وغَلْي في القدور، ولو أن الميت نُشِرَ (بُعِث من قبره)، فأخبر أهل الدنيا بألم الموت، ما انتفعوا بعيش ولا تلذَّذوا بنوم".
دخل الحسنُ البصري على مريض يَعوده "فوجده في سكرات الموت، فنظر إلى كَرْبه، وشدَّةِ ما نزَل به، فرجع إلى أهله بغير اللون الذي خرج به من عندهم، فقالوا له: الطعام يرحمك الله! فقال: يا أهلاه، عليكم بطعامكم وشرابكم، فوالله لقد رأيتُ مصرعًا لا أزال أعمل له حتى ألقاه".
وصدَق عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - حيث قال: "السعيد مَن وُعِظ بغيره".
وقيل لبعض الزُّهاد: "ما أبلغ العظات؟ فقال: النظر إلى الأموات".
إن سكرات الموت أشد من نشر بالمناشير وضرب بالسيوف، وما لنا نذهب بعيدا وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابه الإعياء الشديد وأخذ عليه بها ماء، فجعل يمسح وجهه به ليخفف من وطأة الموت وشدته ويقول: ((لا إله إلا الله إن للموت لسكرات، اللهم بالرفيق الأعلى)) ثم شخص بصره ومالت يده وشغلت رأسه وقبض صلى الله عليه وسلم.
فإذا كان هذا هو حال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الموت، وهو الذي رفع الله ذكره وأعلى في العالمين قدره، فكيف سنواجه نحن الموت وقد كثرت ذنوبنا وطفحت عيوبنا وانتشرت معاصينا
فالواحد منا يبقى طوال حياته غافلا ساهيا ينتهك الحرمات يمينا وشمالا لا يبالي حتى إذا فاجأه الموت عرف وقتها أن الله حق وأن الحلال بيّن وأن الحرام بيِّن، فتتولد عنده حسرة شديدة وندم عظيم على ما فاته في حياته، ويتمنى لو يعود فيصلح من شأنه ويكثر من الطاعات، ولكن للأسف الشديد فبرغم شدة حسرته وندمه إلا أنها حسرة لا تنفع، وندم لا يقبل، قال تعالى: إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً
الالوكة الشرعية
-
لماذا نهرب من اقدارنا؟
..... والى اين نهرب؟
او ليس القدر ما قدر علينا وكتب؟
او ليس العمر بسلوة ونجواة مما قدر علينا؟
السعادة قسمت كما قسم الحزن على حياتنا ؟
رزقنا. سماؤنا. بحرنا. هوانا. قلبنا. بصرنا. كلها اشياء تحوم حولنا ونحوم حولها .. ذلك القدر الذي نعيشة .. يحيطنا من كل جانب .. نؤمن بة ايمانا قاطعا لانة من عند رب السماء...
( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) [البقرة:216].
سبحان من وسع علمه كل شيء، سبحان من جعل أمر المؤمن كله خير ولن يكون العبد مؤمنا حتى يؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره، حلوه ومره.
فما الإيمان بالقضاء والقدر؟
وما هي أنواع القدر؟
وما صفات المؤمن بقضاء الله وقدره؟
وما أثر الإيمان بالقضاء والقدر؟
أما القضاء لغة فهو: الحكم، والقدر: هو التقدير.
فالقدر: هو ما قدره الله سبحانه من أمور خلقه في علمه.
والقضاء: هو ما حكم به الله سبحانه من أمور خلقه وأوجده في الواقع.
وعلى هذا فالإيمان بالقضاء والقدر معناه: الإيمان بعلم الله الأزلي، والإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة سبحانه.
وينبغي أن تعلم :
أن مراتب الإيمان بالقضاء والقدر أربع: العلم، والكتابة، والمشيئة، والإيجاد.
فالعلم: أن تؤمن بعلم الله سبحانه بالأشياء قبل كونها، قال تعالى: وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة [يونس:61].
والكتابة: أن تؤمن أنه سبحانه كتب ما علمه بعلمه القديم في اللوح المحفوظ، قال تعالى: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير [الحديد:22].
والمشيئة: أن تؤمن أن مشيئة الله شاملة فما من حركة ولا سكون في الأرض ولا في السماء إلا بمشيئته، قال تعالى: وما تشاءون إلا أن يشاء الله [الإنسان:30].
الإيجاد: أن تؤمن أن الله تعالى خالق كل شيء، قال تعالى: الله خالق كل شيء [الرعد:16].
لا يجوز لأحد أن يحتج بقدر الله ومشيئته
وأما أنواع الأقدار: فلقد قسم العلماء الأقدار التي تحيط بالعبد إلى ثلاثة أنواع :
الأول: نوع لا قدرة على دفعه أو رده ويدخل في ذلك نواميس الكون وقوانين الوجود، وما يجري على العبد من مصائب وما يتعلق بالرزق والأجل والصورة التي عليها وأن يولد لفلان دون فلان.
قال تعالى: والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم [يس:38]. كل نفس ذائقة الموت [آل عمران:185]. ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير [الحديد:22]. إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر [الرعد:26]. إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون [الأعراف:34]. في أي صورة ما شاء ركبك [الانفطار: 8].
ومن ثم فهذا النوع من الأقدار لا يحاسب عليه العبد لأنه خارج عن إرادته وقدرته في دفعه أو رده.
الثاني: نوع لا قدرة للعبد على إلغائه ولكن في إمكانه تخفيف حدته، وتوجيهه ويدخل في ذلك الغرائز والصحبة، والبيئة، والوراثة.
فالغريزة لا يمكن إلغاءها ولم نؤمر بذلك وإنما جاء الأمر بتوجيهها إلى الموضع الحلال، الذي أذن الشرع به وحث عليه وكتب بذلك الأجر للحديث: ((وفي بضع أحدكم أجر))([2]).
والصحبة لا بد منها فالإنسان مدني بطبعه، وإنما جاء الأمر بتوجيه هذا الطبع إلى ما ينفع: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين [التوبة:119].
والبيئة التي يولد فيها الإنسان ويعيش، لا يمكن اعتزالها ولم نؤمر بذلك وإنما يقع في القدرة التغير والانتقال إلى بيئة أكرم وأطهر، والرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا أوصاه العالم حتى تصح توبته أن يترك البيئة السيئة إلى بيئة أكرم فقال له: انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن فيها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء([3]).
وهنا لا يكون الحساب على وجود ما ذكرناه من غريزة وصحبة وبيئة وإنما على كيفية تصريفها وتوجيهها.
الثالث: نوع للعبد القدرة على دفعها وردها، فهي أقدار متصلة بالأعمال الاختيارية والتكاليف الشرعية فهذه يتعلق بها ثواب وعقاب وتستطيع ويدخل في قدرتك الفعل وعدم الفعل معا، وتجد أنك مخير ابتداءً وانتهاءً.
فالصلاة والصيام باستطاعتك فعلها وعدم فعلها، فإذا أقمتها أثابك الله وإذا تركتها عاقبك، والبر بالوالدين باستطاعتك فعله بإكرامهما وباستطاعتك عدم فعله بإيذائهما.
وكذا يدخل في ذلك رد الأقدار بالأقدار.
فالجوع قدر وندفعه بقدر الطعام.
والمرض قدر ونرده بقدر التداوي، وقد قيل: ((يا رسول الله أرأيت أدوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها أترد من قدر الله شيئا؟ فقال رسول الله : هي من قدر الله))([4]).
وهذا النوع الثالث هو الذي يدخل دائرة الطاقة والاستطاعة، وهنا يكون الحساب حيث يكون السؤال: أعطيتك القدرة على الفعل وعدم الفعل، فلِمَ فعلت (في المعصية) ولِمَ لم تفعل (في الطاعة) كما يدخل الجانب الثاني من النوع الثاني في توجيه الأقدار كما ذكرنا في النوع السابق فانتبه.
وأما صفات المؤمن بقضاء الله وقدره: فهناك صفات لابد للمؤمن بقضاء الله وقدره منها:
أ- الإيمان بالله وأسمائه وصفاته وذلك بأن الله سبحانه لا شيء مثله، قال تعالى: ليس كمثله شيء [الشورى:11]. لا في ذاته ولا في أفعاله ولا في صفاته وقد قال العلماء: ما خطر ببالك فهو على خلاف ذلك فلا تشبيه ولا تعطيل، أي لا نشبه الله بأحد من خلقه ولا ننفي صفات الله تعالى.
ب- الإيمان بأن الله تعالى موصوف بالكمال في أسمائه وصفاته. وفسر ابن عباس قوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء [فاطر:28]. حيث قال: الذين يقولون: أن الله على كل شيء قدير.
ج- الحرص: وهو بذل الجهد واستفراغ الوسع وعدم الكسل والتواني في عمله.
د- على ما ينفع: حرص المؤمن يكون على ما ينفعه فإنه عبادة لله سبحانه.
هـ- الاستعانة بالله: لأن الحرص على ما ينفع لا يتم إلا بمعونته وتوفيقه وتسديده سبحانه.
و- عدم العجز: لأن العجز ينافي الحرص والاستعانة.
ز- فإن غلبه أمر فعليه أن يعلق نظره بالله وقدره والاطمئنان إلى مشيئة الله النافذة وقدرته الغالبة وأن الله سبحانه أعلم بما يصلحه، أحكم بما ينفعه، أرحم به من نفسه، وأن الله لا يقدر لعبده المؤمن إلا الخير.
وذلك مصداق قول النبي : ((المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل: قدّر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان))([5]).
إن الإيمان بالقضاء والقدر له آثار كريمة منها:
الرضى والاطمئنان: فنفس المؤمنة راضية مطمئنة لعدل الله وحكمته ورحمته ويقول عمر : (والله لا أبالي على خير أصبحت أم على شر لأني لا أعلم ما هو الخير لي ولا ما هو الشر لي).
لتماسك وعدم الانهيار للمصيبة أو الحدث الجلل، قال تعالى: ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم [التغابن:11]. قال علقمة رحمه الله: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم. وقال ابن عباس: (يهدي قلبه لليقين فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه).
اليقين بأن العاقبة للمتقين: وهذا ما يجزم به قلب المؤمن بالله وقدره أن العاقبة للمتقين، وأن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا، وأن دوام الحال من المحال، وأن المصائب لا تعد إلا أن تكون سحابة صيف لابد أن تنقشع وأن ليل الظالم لابد أن يولي، وأن الحق لابد أن يظهر، لذا جاء النهي عن اليأس والقنوط: ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح إلا القوم الكافرون [يوسف:87]. لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا [الطلاق:1]. كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز [المجادلة:21].
خطبة هاشم محمدعلي المشهداني
-
قوله سبحانه : {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى }
وتحت هذا سرٌّ عظيم من أسرار التوحيد، وهو أن القلب لا يستقرُّ ولا يطمئنُّ ولا يسكن إلا بالوصول إليه، وكل ما سواه مما يحب ويراد؛ فمراد لغيره، وليس المراد المحبوب لذاته إلا واحد إليه المنتهى..
ابن القيم-رحمه الله-
خلق نبوي كثيرًا ما نحتاجه وما أجمل أن نتحلى به
في طرقاتنا
في مجالسنا
في عملنا
القول في تأويل قوله تعالى : مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى
يقول تعالى ذكره: ما مال بصر محمد يَعْدِل يمينا وشمالا عما رأى, أي ولا جاوز ما أمر به قطعا, يقول: فارتفع عن الحدّ الذي حُدّ له.
سورة الفتح تضم آيات السكينة ..
كان يهرع إليها شيخ الإسلام بن تيمية كلما أشدت عليه الأمور كما أخبر عنه تلميذه ابن القيم -رحمهما الله-.
طوبىٰ لمن تشبه بما نعت الله به نبيه صلىٰ الله عليه وسلم وأصحابه فقال :
{ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم
مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}
" وقد أثرت العبادة – من كثرتها وحسنها – في وجوههم حتىٰ استنارت ، فلما استنارت بالصلاة بواطنهم ، استنارت بالجلال ظواهرهم " .
* السعدي~ رحمه الله
{ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ }
استكثروا من الأصدقاء المؤمنين , فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه , فإذا رأى الكفار ذلك قالوا :
( فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ )
قال قتادة : يقال : خير الرزق ما لا يطغيك ولا يلهيك
{ وَلَوْ بَسَطَ اللَّـهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ}
تفسير الطبري
(فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ )
أهل الفساد، قياس التفضيل عندهم :
العطاء الدنيوي .
(فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا)
هو الذي يسّره
تذكرها كلما تيسرت لك العبادة
واعلم أنها محض فضلٍ من الله،..
تأمل كرم الله سبحانه
{ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون}
{وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ}
أرأيت أعقل من هذا السؤال ؟
فإما نجاة وإما هلاك , لا طريق آخر :
( لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ)
مهما تكالبت عليك الهموم و بلغ بك من العناء ما بلغ تذكر أن ذلك لم يكن شيئاً لأن
{الله لطيفٌ بعباده }.
الدعاء .. الدعاء ..
يقول الله عز وجل :
{ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ @ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 55- 56] ..
تأملوا في إتيان قوله تعالى : (ولاتفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) بعد قوله : (ادعوا ربكم) !!..
إنه يدل على أن ترك دعاء الله عز وجل نوعٌ من الإفساد في الأرض !!..
فالدعاء سببٌ رئيسٌ في زوال المنكرات والفساد ..
وهو سببٌ رئيسٌ في انتشار الهدى والصلاح بين الناس ..
وإهمال الدعاء قطعٌ للحبل المتين الموصول بأبواب السماء ..
فأكثروا من الدعاء والتمسوا أوقات الإجابة ..
د. ناصـر العمــر ..
-
يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)
من منا ليس فقيراً إلى الله و هو يولد محمولاً و يذهب إلى قبره محمولاً ،
و بين الميلاد و الموت يموت كل يوم بالحياة مرات و مرات !
أين الأباطرة و الأكاسرة و القياصرة ؟
هم و امبراطورياتهم آثار ، حفائر ، خرائب تحت الرمال
الظالم و المظلوم كلاهما رقدا معاً ،
و القاتل و القتيل لقيا معاً نفس المصير ،
و المنتصر و المهزوم كلاهما توسدا التراب
إنتهى الغرور ، إنتهت القوة . . كانت كذبة !
ذهب الغنى ، لم يكن غنى . . كان وهماً
لا أحد قوي و لا أحد غني !
إنما هي لحظات من القوة تعقبها لحظات من الضعف يتداولها الناس على اختلاف طبقاتهم ، لا أحد لم يعرف لحظة ذل ، و لحظة ضعف ، و لحظة الخوف ، و لحظة القلق
من لم يعرف ذل الفقر .. عرف ذل المرض .. أو ذل الحب .. أو تعاسة الوحدة .. أو حزن الفقد .. أو عار الفضيحة .. أو هوان الفشل .. أو خوف الهزيمة ؟!
بل خوف الموت ليحلق فوق رؤوسنا جميعاً !
" كلنا فقراء إلى الله .. و كلنا نعرف هذا "
~~
د. مصطفى محمود .. كتاب : الإسلام ما هو ؟
(فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ)
أزمتنا الحقيقية ليست في ظرفنا الحالك لكن في قدرتنا على الدعاء فيه.
ادع ربك ولو كنت تختنق حزنا....
د. عبد الله بلقاسم
"وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا"
في كل حوار لك تذكر هذا.
سمع سبحانه شكوى امرأة واحدة لزوجها...سيسمع شكوى الدماء النازفة بلا ريب.
د. عبدالله بن بلقاسم
{ إنْ هي إلا فتنتُكَ تُضِلّ بها من تشاء وتهدي من تشاء }:
ليس كل فتنة تسبب الضلال بل بعض الفتن تسبب الهدى.
{ إِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى }:
حين يرحل الحُب من القلب؛ يتثاقل المرء اللقاء.. !!
{ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا }:
العلاقة بالأم (خاصة) تحدد مساحة السعادة والشقاء في حياتنا.
{ ( لَوْ ) كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}
كلمة " لَو " ليست في قاموس المؤمن..*
{بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}
أنت الميزان..
فلا يغرك مادح .... ولا يضرك قادح !
(كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ)
قال الحسين بن الفضل:
كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته.
(تفسير البغوي)
-
{ بل الله يُزكي من يشاء }:
إن لم تكن تزكيتك من خالق السماء فلن ينفعك من الناس تزكيةً ولا ثناء .
( فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )
دع ربك يعلي شأنك دع الناس يتحدثوا عنك، لا تتحدث عن نفسك، هذا يضعف مكانتك هذا يجعلك مخالفاً لأمر الله عزّ وجل لا تزكي نفسك
(إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)
عندما تشتكي للبشر ينتهي الحوار في الأغلب بعبارة :
* ♥ الله يعينك ♥ *
اختصرها من البداية
* واشتكِ لمن يعينك
(إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)
قبل أن تتوجه لأحد بالشكوى تذكر أن الله يسمع شكواك قبل أن تتلفظ بها،
بصير بحالك لا يخفى عليه شيء من أمرك..
عندك شكوى؟
قف الجأ إلي ربك واشكو إليه وحده سبحانه
ذكر الإمام ابن القيم رحمهُ الله أن السمعُ يُرَادُ بهِ أربعةُ مَعَانٍ:
أحدُهَا: سَمْعُ إِدْرَاكٍ؛ ومُتَعَلَّقُهُ الأصواتُ .. ومنه قوله تعالى { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة: 1]، وقوله {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ..} [آل عمران: 181]
الثاني: سَمْعُ فَهْمٍ وعَقْلٍ؛ ومُتَعَلَّقُهُ المعاني .. ومنه قولُهُ {.. لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا ..} [البقرة: 104]، لَيْسَ المرادُ سَمْعَ مُجَرَّدِ الكلامِ، بلْ سَمْعَ الفَهْمِ والعَقْلِ، ومِنْهُ {.. سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ..} [البقرة: 285].
الثالثُ: سَمْعُ إجابةٍ وإعطاءِ ما سُئِلَ .. ومنه قولنا "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، أيْ: اللهم أَجِبْ وَأَعْطِ مَن حَمِدَك.
الرابعُ: سَمْعُ قَبُولٍ وانْقِيَادٍ .. منه قولُهُ تَعَالَى {.. سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ ..} [المائدة:41]؛ أيْ: قَابِلُونَ لهُ وَمُنْقَادُونَ غيرُ مُنْكِرِينَ لهُ. ومنهُ على أَصَحِّ القَوْلَيْنِ {.. وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ..} [التوبة:47]؛ أيْ: فيكم قَابِلُونَ وَمُنْقَادُونَ. [بدائع الفوائد (2:75,76) بتصرف]
{ أفلا يتدبرون القرآن}
قال بعض السلف:
[دواء القلب خمسة:
قراءة القرآن بالتدبر
وخلاء البطن
وقيام الليل
والتضرع عند السحر
ومجالسة الصالحين].
انتبه قبل أن يموت قلبك !
قال الحسن البصري في قوله
{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
الذنب على الذنب حتى يعمى القلب فيموت.
تفسير الطبري
(كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)
ربما تُكسر ويُسخر منك في الدنيا
لكن ستجبر يوم القيامة!
(فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)
-
قوله تعالى :. {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
هذا قليل من كثير من مظاهر المحبة والرحمة فى الاسلام ... فأين تتواجد مثل تلك الأخلاق السامية والتوجيهات النبيلة والرحمات ... فالحمد لله على دين الإسلام العظيم دين الحب.. الرحمة.. الود والإخاء.
يقول الله عز وجل :. {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
ويقول الله عز وجل: .{ ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى } النحل 90.
عدل واحسان وايتاء ذي القربى.. فهل لاحظت كلمة يأمر؟
ويقول الله تبارك وتعالى: .{ والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين} آل عمران 134.
و:.{ ان رحمت الله قريب من المحسنين} الأعراف 56.
ويقول تعالى: .{واصبر فان الله لا يضيع أجر المحسنين} هود 115.
ويقول تعالى: .{ وهل جزاء الاحسان الا الاحسان} الرحمن 60.
ويقول تعالى: .{ ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} النحل 128.
سبحان الله!! المحسنون يشعرون يمعيّة الله...
ويقول تعالى:.{ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} يونس 26. ان الزيادة هي رؤية الله تعالى.
ان الآيات السابقة أثرت في القلوب تأثيرا كبيرا.. لأنها قلوب طاهرة مؤمنة تقية موصولة بربها.
لقد تعارف الناس على أن الإحسان .. في عبادات الطاعات فقط، وليست العبادة بمفهومها الشامل الذي ذكرته الآية الخالدة:.
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأنعام: 162).
الإحسان: الإخلاص. والإحسان: المراقبة وحُسن الطاعة. والحسنة: ضدُّ السيئة. وهو يُحسِن الشيء إحسانًا، أي: يَعلَمه ويُتقِنه. والحُسن: ضدُّ القبح، وحَسَّن الشيء تحسينًا زيَّنه..
الإحسان.. هو الإطار الذي يستوعب أعمال الإنسان الحميدة، يقول نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم- عنه: .
(أن تعبُد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
إن هذا الحديث يستطبن معنىً عميقاً لم يعد الناس يهتمون به من كثرة سماعهم لهذا الحديث، فإن الإحسان ليس أن تعبد الله وتدري أنه يراك،
بل أن تعبد الله كأنك أنت تراه، فإن هذا المعنى يولّد مجموعة عظيمة من المعاني..
يولد العمل مع حب الله سبحانه وتعالى؛ لأنك إذا رأيت الله، واستشعرت أسمائه وصفاته من الرحمة والعظمة، والحلم والعلم، والكرم والجود، والعفو والصفح، ولّد هذا حباً لله سبحانه وتعالى، وأوجد عندك التعظيم له..
لو عرف كل فرد منا أن معنى:. (كأنك تراه) هو:. "بأن تتأدب في عبادته كأنك تنظر إليه، فجمع بيان المراقبة في كل حال، والإخلاص في سائر الأعمال، والحث عليهما" كما يقول الإمام المناوي.
لو أدركنا أن معنى: .(فإن لم تكن تراه فإنه يراك):. "أي فاعلم أنه يراك في جميع الأحوال، فيجب عليك أن تحسن الأعمال" كما يقول الإمام القاري.
لقد قال الله تعالى:. "مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (التوبة: 91)، يقول الإمام القرطبي في شرحها:.
"وهذه الآية أصل في رفع العقاب عن كل محسن".
النتيجة:. "فَآتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" .(آل عمران: 148).
يقول الإمام القرطبي في شرح قول الله تعالى:. {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (التوبة: 91): .
"هذه الآية أصل في رفع العقاب عن كل محسن"، فـإن الإحسان غاية رتب الدين وأعظم أخلاق عباد الله الصالحين!" كما يقول الإمام المناوي.
فيعمل المؤمن وهو يحب الله ويرجوه، ويخافه ويعظمه، ويتذلل لله؛ لأنه يستشعر ضعفه أمام الله وحاجته في كل ذرة ونفس من كيانه في كل لحظة من عمره، وأنه يفتقر أشد الفقر لله سبحانه..
وإذا عمل المؤمن بهذا الشعور، وطلبه بهذا المستوى فإنه سيؤدي العمل والعبادة على أكمل وجه؛ لأن جميع الطبائع البشرية وجميع المشاعر تتحرك في جسده لله عز وجل، فهو بالله يأكل ويشرب، ويعمل ولله يفعل، (فإن لم تكن تراه فإنه يراك): لا أحد يرى الله سبحانه في الدنيا، ولا أحد يستطيع ذلك، ولكن إن لم تستطع أن تكون كأنك ترى الله فلا يفوتنك أن تشعر برؤية الله لك ومراقبته.
هذا هو أعظم الإحسان وأساسه، ومنه تنبثق فروع الإحسان؛ الإحسان إلى: الخلق، إلى الوالدين "وبالوالدين إحساناً"، وإلى القريب والجار، والصديق والعشرة الزوجية والناس، بل حتى الطلاق يحتاج لإحسان "فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ"..
والتشريع الإسلامي يذهب إلى أبعد من هذا؛ إلى الإحسان في القتل أيضاً!، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:. (إن الله كتب الإحسان إلى كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحدّ أحدكم شفرته ويرح ذبيحته).رواه مسلم وأصحاب السنن.
قال الإمام الآبادي في "عون المعبود":. "(كتب الإحسان على كل شيء): على بمعنى في، أي أمركم به في كل شيء".
فالإحسان، إحسان القلب يحب الله وخوفه ورجاءه، وإحسان الجوارح بعبادة الله، وإحسان اللسان بطيب الكلام، إحسان إلى الأقربين والأبعدين، وإحسان إلى الأصدقاء والأعداء، وإلى المؤمنين وغير المؤمنين..
يقول الله عز وجل:. "وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً"، قال ابن عباس: الناس: المؤمن والكافر واليهودي والنصراني..
عمر بن الخطاب يحسن إلى قبطي، ويرد إليه حقه، وقال لعمرو بن العاص: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهم أحراراً؟
فهذه النماذج وغيرها سيرة حياتية عملية مطبّقة لم تكن شعارات ترفع، بل كانت ممارسة حقيقة عفوية تنطلق من قلوب صادقة؛ أحسنت بالإيمان بالله سبحانه وتعالى، فأحسنت إلى عباد الله.
ووجوه الإحسان هي بحسب الإنسان، وبحسب موقعه، وبحسب قدرته، وبحسب اهتمامه، إحسان بالمال والجهد والعلم والعمل والجاه والمنصب، والشفاعة والمشورة والنصيحة والتوجيه، وبذل الوقت والمؤانسة والكلام الطيب..
فأحسنوا إن الله يحب المحسنين.
وإن كل إحسان يقدمه المرء فهو لنفسه، وعائد عليه بالحسنى والتفضل، يقول الله عز وجل: "إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ"..
ولن يعدم المحسن عرفاناً بالجميل في الدنيا أو الآخرة..
عليك أن تحسن في كل شيء في حياتك وليكن شعارك:...
' واحسن كما أحسن اليك'..
ويقول الله عز وجل:.{ الله أنزل الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد} الزمر 23.
انه معنى عظيم، فانه الذي نزل علينا أحسن ما نزل من الكتاب. فلقد أحسن الله خلق الكون.. واحسن خلقتك.. واحسن الكتاب المنزل عليك..
يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
وفقنا الله والمسلمين لكل خير وجعلنا وإياكم من الْمُحْسِنِينَ ..نسألك اللهم حسن الخاتمة وأحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يارب يارب يارب يارب آمين ....لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. وصلي الله علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
د. سلمان بن فهد العودة .
-
-
عن سفيان ابن عيينة يقول: قال بعض الفقهاء: كان يقال العلماء ثلاثة عالم بالله، وعالم بالله وبأمر الله، وعالم بأمر الله، وأما العالم بأمر الله، فهو الذي يعلم السنة ولا يخاف الله، وأما العالم بالله فهو الذي يخاف الله ولا يعلم السنة، وأما العالم بالله وبأمر الله، فهو الذي يعلم السنة ويخاف الله. فذاك يدعى عظيماً في ملكوت السموات.
عن ابن عيينة يقول: ما شيء أضر عليكم من ملوك السوء، وعلم لا يعمل به.
عن سفيان بن عيينة يقول: من رأى أنه خير من غيره فقد استكبر، وذاك أن إبليس إنما منعه من السجود لآدم عليه السلام استكباره.
عن الفضيل بن عياض قال: الغبطة من الإيمان، والحسد من النفاق، والمؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط، والمؤمن يستر ويعظ وينصح، والفاجر يهتك ويعير ويفشي.
قال سفيان الثوري: كان يقال: تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل والعالم الفاجر، فإن فتنتهما لكل مفتون.
عن سفيان الثوري قال: كان يقال: من كانت سريرته أفضل من علانيته فذلك الفضل، ومن كانت سريرته شراً من علانيته فذلك الفجور.
عن سفيان بن عيينة قال: لا يصيب رجل حقيقة التقوى حتى يحيل بينه وبن الحرام حاجزاً من الحلال، وحتى يدع الإثم وما تشابه منه.
عن سفيان قال: عليك بالزهد يبصرك الله عورات الدنيا، وعليك بالورع يخفف الله عنك حسابك، ودع ما يريبك إلى مالا يريبك، وادفع الشك باليقين يسلم لك دينك.
عن سفيان الثوري قال: لا يستقيم قول إلا بعمل، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة.
عن سفيان الثوري قال: بلغني أن العبد يعمل العمل سراً فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية، ثم لا يزال الشيطان به حتى يحب أن يحمد عليه فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء.
قال الحسن البصري رحمه الله: " أدركت أقواما وصحبت طوائف ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا إذا أقبل، ولا يأسفون على شيء منها إذا أدبر، وكانت في أعينهم أهون من التراب "
قال ابن القيم رحمه الله: لا تتم الرغبة في الآخرة إلا بالزهد في الدنيا، فإيثار الدنيا على الآخرة إما من فساد في الإيمان، وإما من فساد في العقل، أو منهما معاً.
قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: " اليقين أن لا تُرضى الناس بسخط الله، ولا تحسد أحداً على رزق الله، ولا تلم أحداً على مالم يؤتك الله، فإن رزق الله لا يسوقه حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره، فإن الله بقسطه، وعلمه، وحكمته، جعل الروح والفرح فى اليقين والرضى، وجعل الهم والحزن فى السخط والشك ".
عن بشر بن الحارث، قال: قيل لسفيان الثوري: أيكون الرجل زاهداً ويكون له المال؟ قال: نعم، إن كان إذا ابتلى صبر وإذا أعطى شكر
.سئل الإمام أحمد: أيكون الإنسان ذا مال وهو زاهد، قال: نعم، إن كان لا يفرح بزيادته ولا يحزن بنقصانه
قال بعض السلف: لولا مصائب الدنيا لوردنا الآخرة من المفاليس.
قال سعيد بن جبير: الغرة بالله أن يتمادى الرجل بالمعصية، ويتمنى على الله المغفرة.
قال إبراهيم ابن أدهم رحمه الله تعالى: الزهد فراغ القلب من الدنيا لا فراغ اليد.
قال الحسن البصري: ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال، ولا إضاعة المال، ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك.
قال يحيى بن معاذ: " الدنيا خمر الشيطان، من سكر منها فلا يفيق إلا فى عسكر الموتى نادماً بين الخاسرين "، وأقل ما فيها أنه يلهى عن حب الله وذكره، ومن ألهاه ماله فهو من الخاسرين، وإذا لهى القلب عن ذكر الله سكنه الشيطان، وصرفه حيث أراد ... ومن فقهه فى الشر أن يرضيه ببعض أعمال الخير ليريه أنه يفعل الخير.
قال عون بن عبد الله: " الدنيا والآخرة فى القلب ككفتى الميزان ما ترجح إحداهما تخف الأخرى ".
قال وهب:" إنما الدنيا والآخرة كرجل له امرأتان إذا أرضى إحداهما أسخط الأخرى.
قال سعيد بن المسيب: أن الدنيا نذلة، وهي إلى كل نذل أميل، وأنذل منها من أخذها بغير حقها، وطلبها بغير وجهها، ووضعها في غير سبيلها.
قال يحيى بن معاذ: " كيف لا أحب دنيا قُدر لى فيها قوت أكتسب به حياة، أدرك به طاعة، أنال بها الجنة ".
سُئل أبو صفوان الرعينى: ما هى الدنيا التى ذمها الله فى القرآن والتى ينبغى للعاقل أن يتجنبها؟، فقال: " كل ما أصبت فى الدنيا تريد به الدنيا فهو مذموم، وكل ماأصبت منها تريد به الآخرة فليس منها "
الدنيا بَقَاؤُهَا قَلِيلٌ، وَعَزِيزُهَا ذَلِيل، وَغَنِّيها فَقِير، شَابُّهَا، وَحَيُّهَا يَمُوت، وودُّها يفوت، فلا يغرنَّك إِقْبَالُهَا فسريعٌ إِدْبَارِهَا.
قال تعالى: {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا} [الحديد: 20] وصف القرآن الكريمُ الدنيا كزهرةٍ تزهِر بنضارَتها، تسحَر الألباب، تستهوي القلوبَ، ثمّ لا تلبث إلا برهةً حتى تذبُل فتتلاشى تلك النضَارة، وتحطّمها الريح، كأنّها لم تكن
الدنيا قنطرة الآخرة فاعبروها ولا تعمروها، ليس من العقل بنيان القصور على الجسور فخل الدنيا ولا تذكرها، واذكر الآخرة ولا تنسها، وخذ من الدنيا ما يبلغك الآخرة، ولا تأخذ من الدنيا ما يمنعك الآخرة.
أَيُّهَا النَّاس إِنَّ هَذِهِ الدَّارَ دَارُ التواء لا دَارُ استواء، ومَنزل تَرَح، لا منزل فَرَح، مَنْ عَرَفَهَا لَمْ يَفْرَحِ لِرَخَاءٍ، وَلَمْ يحزَن لشقاء أَلا وَإِنَّ الله عَزَّ وجل خلَقَ َالدُّنْيَا دَارَ بَلْوَى، والآخرةَ دَارِ عُقْبَى فجعلَ بَلْوَى الدُّنْيَا لِثوابِ الآخرةِ سَبَبًا وَثَوَابَ الآخرة مِنْ بَلْوَى الدُّنْيَا عِوَضًا، فيأخذ لِيُعْطي، وَيُبْتَلى لِيَجْزي، إِنَّهَا لَسَرِيعَةُ الذَّهَابِ، وَشِيكَةُ الانْقِلاب، فاحْذَرُوا حَلاوَةَ رِضَاعِهَا لِمَرَارَةِ فِطَامِهَا، وَاهْجُرُوا لَذِيذَ عَاجِلِها لِكَرِيهِ آجِلِهَا وَلا تَسْعَوا فِي عُمْرَانِ دَارٍ قَدْ قَضَى الله خَرَابَها وَلا تُوَاصِلُوهَا، وَقَدْ أَرَادَ الله مِنْكُمْ اجْتِنَابِهَا، فَتَكُونُوا لِسُخْطِهِ مُتَعَرِّضِينَ، وَلِعُقُوبَتِه مُسْتَحِقِّينَ.
مسكين من اطمأن ورضي بدارٍ حلالها حساب، وحرامها عقاب، إن أخذه من حلال حوسب عَلَيْهِ، وإن أخذه من حرام عذب به، من استغنى فِي الدُّنْيَا فتن، ومن افتقر فيها حزن، من أحبها أذلته، ومن التفت إليها ونظرها أعمته.
الكلم الطيب
-
(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ)
الدنيا هي " منزل بالإيجار "
مهما ظننت أنك تملكها فأنت واهم, ومهما فَعلت فيها فإنّك ستتركها يوماً ما ..
والآخِرة هي " منزل تمليك "
بيدك الآن بناؤه فلتُحسن العمل ..
هناك أناس بسطاء يعيشون معنا على الأرض ، لا مال ، ولا جاه ، ولانسب ولا منصب في هذه الدنيا الفانية ،،
ولكن .. ..
أملاكهم في السماء عظيمة،، قصورهم تُبنى وبساتينهم تُزرع ، فأكثروا من خبايا العمل الصالح ..
قال النبي- صلى الله عليه واله وسلم -
((من استطاع منكم أن يكون له خبيء من عمل صالح فليفعل))
رواه أحمد في الزهد وصححه الألباني.
فمـا هي الخبيئة ؟؟؟؟
الخبيئة هي العمل الصالح الخفي الذي لايعلم به الا الله وحده .
وتعتبر من افضل الاعمال لأنها ابعد الاعمال عن الرياء
وعن انظار الناس فهي اقرب الى الإخلاص
(فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ))
(وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
الدنيا دار سفر لا دار إقامة ودار ممرّ لا دار مقرّ، و دار عبور لا دار سرور، وأنت في الدنيا عُرْضَةُ الأَسْقَامِ وَرَهِينَةُ الأيامِ وأَسِير الْمَنَايَا وَقَرِينُ الرَّزَايَا وَصَرِيعُ الشَّهَوَاتِ وَنُصُب الآفاتِ وَخَلِيفَةُ الأَمْوَاتِ، لا يحرص على الدنيا لبيب، ولا يُسَرُّ بها أريب، وهو على ثقة من فنائها، وغير طامع في بقائها، فكيف تنام عينُ من يخشى البيات وكيف تسكن نفس من تَوَقَّعَ في جميع أموره الممات.
(;وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ)
اختلفوا في تفسير الخيل والرجل ، فروى أبو الضحى عن ابن عباس أنه قال : " كل راكب أو راجل في معصية الله تعالى فهو من خيل إبليس وجنوده " ، ويدخل فيه كل راكب وماش في معصية الله تعالى ، فعلى هذا التقدير خيله ورجله كل من شاركه في الدعاء إلى المعصية .
والقول الثاني : يحتمل أن يكون لإبليس جند من الشياطين بعضهم راكب وبعضهم راجل .
{ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
كلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق التوكل عليه : فإن الله لا يخيب أمله فيه ألبتة ، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل ولا يضيع عمل عامل..
( مدارج السالكين لابن القيم --)
(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ) يس
كل ما تكتبه بيدك في وسائل التواصل سيشهد لك أو عليك ولن يُسمح لك بالدفاع عن نفسك..
فلا تكتب بيديك شيئا لا يسرّك أن تسمعه يوم القيامة
{ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}
يشمل صدق المقال
وصدق الفعال
وصدق النية
فإن جميع خصال التقوى ترجع إلى الصدق بالحق والتصديق به..
{ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}..
قال مجاهد : عملوا أعمالاً توهموها أنها حسنات فإذا هي سيئات..
اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة ولوجهك خالصة
[قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون]
إنها الطمأنينة بعدها الثقة واليقين ، والطمأنينة التي لا تخاف ، والثقة التي لا تقلق ، واليقين الذي لا يتزعزع ..
ما أحسن المتدبر يقرأ
"غافر الذنب" فيرجو
"وقابل التوب" فيفرح
"شديد العقاب" فيخاف
"ذي الطَول" فيعظم
"لا إله إلا هو" فيوحد
"إليه المصير"فيستعد*
هل آلمك فقد أحبابك ؟
يوماً ما ستقر عينك بهم بإذن الله
{جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ }
*إبراهيم العقيل
( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ )
هي جوارح ستنطق بالحق .. فجهزها لتنطق بما يسرك عند ربك !!
مشعل الرشود
قال الله عن فرعون ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ)
نجاح الدعوات الباطلة على قدر (خفة عقول تباع)
د. عقيل الشمري
من كمال الإيمان تهذيب القوة (الشهوانية) والقوة (الغضبية) ..
{والذين يجتنبون كبائر الإثم و[الفواحش] وإذا ما [غضبوا] هم يغفرون}
أبو مالك العوضي
-
لا تندم على خير قدمته لأحد
(وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ)
(وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )
(وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ );
(وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ)
(وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا )
أن العلماء فرقوا بين:
(وهو معكم أينما كنتم)
وبين:
;(وإن الله مع المؤمنين)
المعية الأولى معية عامة؛ هو مع كل عباده؛ مؤمنهم وكافرهم، لكن:
;إن الله مع المؤمنين
فهذه معية خاصة، هذه معية التوفيق والحفظ والنصر والتأييد:
;أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ
[سورة التوبة الآية: 123]
المعية العامة؛ الله مع الكافر، مع الملحد، مع العاصي، مع الفاجر، معهم بعلمه، لكن المعية الثانية:
وأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
[سورة الأنفال الآية: 19]
;أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ&
[سورة البقرة الآية: 194]
هذه معية خاصة: هو معهم؛ ينصرهم، ويحفظهم، ويؤيدهم، ويوفقهم، ومعية الله أثمن شيء على الإطلاق، أن يكون الله معك، كن مع الله ترى الله معك.
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ;. قال الشيخ السعدي رحمه الله: "فإذا كان هذا الوعيد لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة، واستحلاء ذلك بالقلب، فكيف بمن هو أعظم من ذلك، من إظهاره ونقله".
;وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ;
يُؤخذ من هذا ونحوه، قاعدة سدِّ الوسائل، وأن الأمر إذا كان مباحًا ولكنه يُفضي إلى مُحرَّم، أو يخاف من وقوعه، فإنه يُمنع منه، فالضرب بالرجل في الأرض الأصل أنه مُباح، ولكن لمَّا كان وسيلة لعلم الزينة مُنع منه!
قال شيخ الإسلام عند قول الله تعالى: ;إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ
من طلب من الفقراء الثناء أو الدعاء ، فقد خرج من هذه الآية.
[مجموع الفتاوى].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ)
ما أكثر ما نُعاتب غيرنا على الظنون ونترك عتاب أنفسنا على اليقين.
[لباب الآداب].
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
شأن الحمد جليل وقدره عظيم وثوابه جزيل، فهو من أجَلِّ الطاعات وأحسن القُرُبات، قال صلى الله عليه وسلم : «والحمد لله تملأ الميزان» [رواه مسلم] والحمد أحقُّ ما تقرب به العبد إلى ربِّه, وتَرِدُ كلمة (الحمد لله) في غالب الأدعية "فاللهم لك الحمد".
(إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا; [الجن: 1] هذا أول استماع الجِنِّ حيث دهشتهم الآيات والسور .. فأقرُّوا وصدّقوا وآمنوا ;يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ; فكانت الهداية نورًا يتلألأ في قلوبهم ;فَآَمَنَّا بِهِ; فكانوا كذلك، وأول أمر قاموا به أن وحدوا الله عزَّ وجلَّ ;وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا; [الجن: 1-2] إيمان خالص صريح صحيح يخالط شغاف القلوب, ثم كان العمل لهذا الدين ;يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ; [الأحقاف: 31].
واليوم أين العمل لهذا الدين من الإنس.
-
قال ابن القيم : "على المسلم أن يحذر من كثرة استعمال (أنا) و(لي) و(عندي)؛ فقد ابْتُلِيَ بها إبليس، وفرعون، وقارون
فقال إبليس: ;أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ;
وقال فرعون: ;أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ;
وقال قارون: ;إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي;".
إذا دعا المسلم لنفسه، ولغيره فليبدأ بنفسه ثم بغيره لحديث أُبَي بن كعب: «إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذُكِرَ أحدٌ فدعا له بدأ بنفسه». [رواه الترمذي]،
وفي القرآن رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ [نوح: 28] ;
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا
[الحشر: 10].
إن الاستغفار في الأسحار هو شعار الأخيار ، فقد أثنى الله عليهم:
;وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ; [الذاريات: 18].
قال الشيخ السعدي رحمه الله:" للاستغفار بالأسحار فضيلة وخصيصة ليست لغيره" وهي مظن إجابة الدعاء، والله تعالى ينادي عباده: "من يدعوني فاستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له"
[رواه البخاري].
{عسى أن يكونوا خيرا منهم}:
أي عند الله تعالى والعبرة بما عند الله لا ما عند الناس.
{ولا تلمزوا أنفسكم}:
أي لا تعيبوا بعضكم بعضا فإنكم كفرد واحد.
{ولا تنابزوا بالألقاب}:
-قال الإمام مالك رحمه الله تعالى : أدركت بهذه البلدة – يعني المدينة – أقوامًا ليس لهم عيوب فعابوا الناس فصارت لهم عيوب، وأدركت بهذه البلدة أقوامًا كانت لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فنُسيت عيوبهم.
إن من أكبر ثمرات البصيرة بالنفس، أن يوفق الإنسان إلى الاعتراف بالذنب، والخطأ، وهذا مقام الأنبياء والصديقين والصالحين، وتأمل في قول أبوينا ـ حين أكلا من الشجرة ـ:
{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
[الأعراف: 23]}
وإليك هذا النموذج المشرق من حياة العلامة ابن حزم:، حيث يقول ـ في تقرير هذا المعنى ـ:
"كانت فيَّ عيوب، فلم أزل بالرياضة واطلاعي على ما قالت الأنبياء صلوات الله عليهم، والأفاضل من الحكماء المتأخرين والمتقدمين ـ في الأخلاق وفي آداب النفس ـ أعاني مداواتها، حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ومنّه، وتمام العدل ورياضة النفس والتصرف بأزمة الحقائق هو الإقرار بها، ليتعظ بذلك متعظ يوماً إن شاء الله.
لو سُئل ما معنى الفلَق، والغاسق والصمد؛ لحار جوابًا.
الفلق فسر بالصبح أما الغاسق إذا وقب فقيل هو الليل إذا أظلم
الصمد لغةً:
السيد المطاع الذي لا ينقضي دونه أمر
قيل: هو الذي يصمد إليه الحوائج أي يقصد.
الصمد كما قال أهل العلم:
الذي لم يلد ولم يولد المستغني عن كل أحد المحتاج إليه كل أحد
وهو الذي له الكمال في العلم و الحكمة و القدرة و العزة
و تصمد إليه جميع الكائنات أي تقصده
إن في إخفاء الدُّعاء فوائد :
أنه أعظم إيمانًا لأن صاحبه يعلم أن الله يسمع دعاءه الخفي، وأعظم في الأدب والتعظيم، ولهذا لا تخاطب الملوك ولا تسأل برفع الأصوات، أنه أبلغ في الإخلاص، أنه أبلغ في جمعية القلب على الله في الدُّعاء، وأنه دال على قرب صاحبه من الله، وأنه لاقترابه منه وشدة حضوره يسأله مسألة أقرب شيء إليه, فيسأله مسألةَ مناجاة القريب للقريب
;ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً; [الأعراف: 55].
تسمى سورة (الإنسان)
لأن الله ذكر فيها الإنسان في أربع أحوال: - قبل الخلق ;لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا. - عند الخلق ;مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ - في الدنيا ( إنا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا);.
- في الآخرة ;إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا *
إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا;
. قال السعدي: ذكر الله منها أول حالة الإنسان ومبتدأها، ومتوسطها ومنتهاها.
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}
_قال ابن تيمية رحمه الله: "والفرق ثابت بين الحُبِّ لله والحُبِّ مع الله، فأهل التوحيد والإخلاص يحبون غير الله لله، والمشركون يحبون غير الله مع الله، كحُبِّ المشركين لآلهتهم، وحُبِّ النصارى للمسيح، وحُبِّ أهل الأهواء رؤوسهم"
-القلوب إذا تفرقت لا تجتمع إلا إذا صَلُحت السرائر وسَمَت النُّفُوس، وإذا تفرقت فهنا مقام: ;وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
[آل عمران: 134]
ثلاث درجات كلها لأصحاب الهِمَم العالية والأجور العظيمة:
كَظْم غيظ وعَفْو وإحسان.
-
اسأل الله أن يكتب لك كل السعادة والهنـاء والخير في الدنيا والأخرة
جعلنا الله وإياكم من الذين طابت أقوالهم وأفعالهم، فطاب منقلبهم ومآلهم ... اللهم آمين
تأملات قرآنية 12
في ساحة القرآن الكريم العامة
قامت بالمشاركة · Report reply
احذر من الدنيا إذا فتحها الله عليك فقد تكون سبباً لهلاكك
{فلما نسواما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا
بما أوتوا أخذناهم بغتة}
{لقد خلقنا الإنسان في كبد}
فتش في أيام الناس سترى كل منحة محفوفة بمحنة تسبقها أو تلحقها، وإن الدنيا دار التعب والنكد والجنة دار الراحة للأبد
{ولاتفرحوا بما آتاكم}
لاتجعل فرحك فخرا على الناس فقد يكون لك شرا وبطرا
قال عكرمة:ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا
من جعل عقله صدى لعقل غيره دون قناعة أو برهان؛ شرعي سيكون ذاك أشد خصومه يوما من الدهر! تأمل
{كلما دخلت أمة لعنت أختها}
من أسباب كشف الغمة وذهاب الشدة واقبال الفرج المسارعة الى الطاعات
{إنهم كانوا يسارعون في الخيرات}
{أتهلكنا بما فعل السفهاءُ منَّا}
السنن الإلهية لاتحابي مخلوقا ، فكثرة الخبث تهلك الصالحين وهذا موسى ،يعتذر لربه عن بعض ما صدر من سفاء قومه
الشكوى الى الخالق لاتنافي الصبر الجميل فإن يعقوب قال "فصبر جميل"
وقال " إنما أشكوا بثي وحُزني إلى الله " ابن تيمية
(نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا)
قال حاتم الأصم : تأملتها فعلمت أنّ القسمة من الله ، فما حسدت احداً ابدا
إن (وليي) الله الذي (نزل الكتاب)
"نصيبك من الولاية بقدر حظك من القرآن
"(سآتيكم) منها بخبر أو (آتيكم) بشهاب قبس لعلكم ( تصطلون) "
ذهب في حاجة اخرين فأعطاه الله منزلة التكليم
تركض إليك العطايا حين تركض من أجلهم
ياليتني مت قبل هذا".......
قالتها امرأة صالحة في لحظة ألم.....لا تعاتب على الكلمات في الأوقات الصعبة.
الحذر لا يغني من القدر
{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ }
(ويُلههم الأمل)
طول الأمل داء عضال، ومرض مزمن، ومتى تمكن من القلب؛ فسد مزاجه، واشتد علاجه ، ولم يفارقه داء، ولا نجع فيه دواء . القرطبي
ما علق العبد رجاءه وتوكله بغير الله إلا خاب من تلك الجهة ولا استنصربغير الله إلا خذل كما قال تعالى:
{ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا }
يوم القيامة يأتي العبد يخاصم ويجادل عن نفسه بما أسلف من خير أو شر ولايشتغل بعيوب الآخرين وانما يريد النجاة
{يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها}
الله- تعالى- فاضل بين الناس في أرزاقهم وعقولهم، فإياك والحسد للناس فإن الله هو الذي يفضل من يشاء
{والله فضَّل بعضكم على بعض في الرزق}
منهم من يبكي على فوات وخسارة منفعة دنيوية ومنهم من يبكي على فوات طاعة {تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون }
{سماعون للكذب أكالون للسحت}
سمي المال الحرام سحتاً لأنه يسحت الطاعات أي:يذهبها ويستأصلها وقيل:
سمي الحرام سحت الأنه يسحت مروءة الإنسان.
الإبتلاء فيه فوائد عظيمه منها أنه يختبر إيمان المؤمنين ويخلصهم من الذنوب ويطهرهم(وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِين آمَنُوا)