اذهبي الى المحتوى

امانى يسرى محمد

العضوات
  • عدد المشاركات

    7671
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ آخر زيارة

  • الأيام التي فازت فيها

    60

مشاركات المكتوبهة بواسطة امانى يسرى محمد


  1. ثلاثيات رمضانية


    أحوال الناس في رمضان:
    فعن أبي واقدٍ اللَّيثي أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هوَ جالسٌ في المسجدِ، والناسُ معَهُ؛ إِذْ أَقبَلَ ثلاثةُ نفَر، فأَقبلَ اثنانِ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وذهبَ واحد، قالَ: فوقَفا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأَمَّا أحدهما فرأى فُرجةً في الحلقة، فجلس فيها، وأمّا الآخر فجلس خلفهم، وأمّا الثالثُ فأدبَرَ ذاهباً، فلمَّا فرَغَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
    «ألا أُخْبرُكُم عنِ النَّفَرِ الثلاثةِ؟ أمَّا أحدُهم فأَوَى إِلى اللهِ، فآواهُ الله، وأمَّا الآخَرُ فاستَحيْا، فاستَحيْا اللهُ منْهُ، وأمَّا الآخَرُ فأَعرَضَ، فأَعرَضَ اللهُ عنهُ».
    أخرجه البخاري.


    الحديث يشير إلى قسمة ثلاثية عامة، تدخل في مناحي ومجالات متعددة منها أحوال ومراتب وأقسام الناس في شهر رمضان:
    القسم الأول: الصنف المحروم: الذي أعرض بقلبه عن جوهر الصيام، إذ يصوم عن الطعام والشراب وسائر المفطرات وهو صيام البطون، إلا أنه معرض عن كل ما يوصله إلى حكمة وحقيقة الصيام، فلا يظهر أثر الصيام له على جارحة أو عمل، ومن باب أولى قلبه بمعزل عن ذلك.
    القسم الثاني: الصنف المتردد: الذي أدى بعض الطاعات والعبادات حياءً من الناس، بلا مبادرة ولا مسارعة ولا دافع تلقائي ولا بصيرة أو قناعة، وهذا أفضل من القسم الأول وقد ينتفع ويرتقي شيئاً فشيئاً إذا فقه حقيقة ومغزى الصيام.
    القسم الثالث: الصنف المرحوم: الذي أوى إلى الله وأقبل بكليته حباً وفرحاً وسروراً وشكراً لله على إداركه شهر رمضان، فصامت جوارحه وقلبه قبل بطنه، وحقق الغاية والحكمة المرجوة من الصيام.


    ثلاثٌ من خصائص شهر رمضان المبارك:
    قال عليه الصلاة والسلام: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوَابُ جَهَنَّمَ وسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ».
    متفق عليه.
    1- تُفَتَّحُ فيه أبوابُ الجنة فلم يُغلَق منها باب.
    2- تُغَلَّقُ فيه أبواب جهنم فلم يفتح منها باب.
    3- تُصَفَّد فيه الشياطين ومردة الجن بالسلاسل والأغلال.


    ثلاثة أشياء من جمعها وحققها في رمضان غُفر له ما تقدم من ذنبه:
    1- قال عليه الصلاة والسلام: «من صامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تَقَدَّم من ذنبه».
    متفق عليه.
    2- قال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ قامَ رمضانَ إيماناً واحتِساباً؛ غُفِرَ لهُ ما تَقدَّمَ من ذنبه».
    متفق عليه.
    3- قال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
    متفق عليه.


    ثلاثة من لم يدعها فلا حاجة لله في صيامه:
    قال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ لم يَدَعْ قوْلَ الزُّورِ وَالعملَ بِه، والجهلَ، فَلَيْسَ لله حَاجَةٌ في أَن يَدَعَ طَعامَهُ وشرابَهُ».
    أخرجه البخاري.
    1- قول الزور: أي قول المحرم من الكذب وغيره.
    2- العمل به: الميل عن الحق والعمل بالباطل.
    3- الجهل: السفه.


    ترتيب ثلاثية الإفطار:
    عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: «كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُفطِرُ علَى رُطَباتٍ قبلَ أن يصلِّيَ فإن لم تكن رُطَباتٌ فعلى تَمراتٍ فإن لم تَكُن حَسا حَسَواتٍ مِن ماءٍ».
    أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
    فالأولى للصائم أن يبدأ بالرطب عند الفطر، فإن لم يجد فعلى تمرات، وإلا فليشرب قليلا من الماء.
    1- الرطب: ثمر النخل الغض قبل أن يجف، ويسمى بلحاً.
    2- التمر: بعد جفاف الرطب.
    3- حسوات من ماء: أي جرعات قليلة من الماء.


    ثلاثة أشياء كان يحرص عليها النبي – صلى الله عليه وسلم- في العشر الأواخر من رمضان:
    عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدَّ مئزره وأحيا ليله، وأيقظ أهله».
    متفق عليه.
    1- شدَّ مئزره: أي اجتهد في العبادة زيادةً على عادته في غيره.
    2- أحيا ليله: أي بالسهر للعبادة.
    3- أيقظ أهله: ليصلوا من الليل.


    الصوم حصن حصين ووقاية للعبد من ثلاثة أشياء:
    قال عليه الصلاة والسلام: «الصَّومُ جُنَّةٌ».
    صحيح الجامع.
    1- وقاية من الشهوات والمآثم.
    2- وقاية من عذاب الاخرة.
    3- وقاية من العلل والأدواء الناشئة عن الاستغراق في الملذات.


    رمضان شهر الصبر، وهو دورة تدريبية لإتقان أنواع الصبر الثلاثة:
    1- صبرٌ على طاعة الله.
    2- وصبرٌ عن معصية الله.
    3- وصبرٌ على أقدارِ الله المؤلمة.


    ثلاثُ حِكمٍ وغايات من جمعها فقد حقق غاية الصيام وجوهره، هي:
    1- تحقيق التقوى: وجماعها فعل الطاعات وترك المنهيات.
    2- كسر الشهوة: فالصوم يُضيِّق مجاري الشهوة، ومن أدمن الصوم ضعفت شهوته.
    3- تطويع النفس: فالصوم مدرسة في تزكية النفس وصفائها، وارتقاء الروح وسموها.


    مراتب الصوم ثلاث:
    1- صوم البطون: وهو أدناها.
    2- صوم الجوارح.
    3- صوم القلوب: وهو أعلاها.


    الناس باعتبار السباق والنزال والفوز والانتفاع في رمضان ثلاثة أقسام:
    1- قسم خارج المضمار والميدان: كالجمهور الذين يتفرجون وينظرون ويتابعون المتبارين، فلا يدخلون في حسبة الفوز من عدمه، فهم بعيدون عن أي مكسب!
    2- قسم دخل السباق وقبل التحدي، ولكن بهمم ضعيفة وعزائم فاترة، فالنتيجة الحرمان والخسارة.
    3- أصحاب الرغبات الصادقة والعزائم القوية وبصيرة ثاقبة، فهم الفائزون الرابحون المحسنون.
    قال الحسنِ البصري رحمه الله في بيان هذه الأصناف: إنَّ اللَّه جعلَ شهرَ رمضانَ مضمارًا لخلقه يَسْتَبِقُون فيه بطاعتهِ إلى مرضَاتهِ، فسبق قومٌ ففازُوا، وتخلَّف آخرونَ فخابُوا، فالعجَبُ من اللاعِبِ الضَّاحِكِ في اليومِ الذي يفوزُ فيه المحسنونَ ويخسرُ فيه المبطِلُونَ.
    روائع التفسير لابن رجب الحنبلي (2/29).


    ثلاثة من حققها نال أعلى العوائد والأرباح والأجور في هذا الشهر المبارك:
    1- بصيرة وفقه في ثمرة وحكمة وغاية الصوم.
    2- رغبة صادقة في تحقيق أعلى مراتب الصوم بحسب مراد الله عز وجل.
    3- عزيمة قوية وإرادة حقيقية وهمة عالية، لتحقيق جوهر ولُبِّ وروح الصيام.


    رمضان شهر التغيير الإيجابي، ومعادلته ترتكز على ثلاثة أمور:
    أولا: مراجعةُ العبدِ ذاتَه وتقييمَه لنفسه وتشخيصُ أمراضه.
    ثانيا: مصارحةُ النَّفسِ وَوَضعِ خطةٍ واضحة للتغيير.
    ثالثا: المحاسبة المستمرة، مع الهمة والعزيمةِ نحو الأفضل.
     
    أيمن الشعبان
     
    صيد الفوائد

     


  2.  
     
    {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [الأنعام : 96]

    سبحان الله(فالق الإصباح) وكأني أرى خيوط الفجر وهي تشق بنورها الهادئ عتمة الليل .. اسمع صوت تسابيح انبجاس النور حين ينسكب الضياء على الحياة .. هو وقت بين الظلمة والشمس ، ينسحب الظلام بصمت ويدخل الضياء بهدوء ويضج الكون بالتسبيح ..
    أعزائي :
    هي معجزه تحدث كل يوم بأمر الله رحمة بعباده ليهيء لهم سبل الحياة ، فكما فلق الحب والنوى كذلك هو فالق ظلام الليل.. يفلقه شيئا فشيئا حتى يذهب الظلام كله ويعم النور فينصرف الناس إلى مصالحهم ومنافع دينهم ودنياهم .. كما جعل الليل راحة للعباد يدخلون مساكنهم ، والأنعام مأواها والطيور اوكارها فتأخذ نصيبها من الراحة .
    وجعل الله تعالى الشمس والقمر حسبانا نتعرف بهما على الأزمنة فتنضبط أوقات العبادات وسائر معاملات البشر ..

    لوحة من الإعجاز والإبداع هي تقدير العزيز العليم الذي من عزته انقادت له هذه المخلوقات العظيمة ، فجرت مسخرة بأمره ، ولعلمه بمصالح عباده كان ذلك النظام الدقيق البديع الذي حير العقول في حسنه وكماله ... سبحانك ربنا ماأعظمك..



    فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)
    1-  جعل الله اﻹصباح منزلة بين الظلمة والشمس؛ﻷنه أدعى لتقبل النفس والبصر،فلا تأتي الشمس بعد الظلمة مباشرة،لذلك امتن الله علينا بقوله(فالق اﻹصباح) / سعود الشريم
    2-  فالق الإصباح....... أحس بصوت الفجر يشق جدران الظلام....أسمع صوت انبجاس النور.....الآن حين ينسكب الضياء على الحياة/ عبد الله بلقاسم
              3-  اللهم فالق الإصباح .. وجاعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً .. اقض عني الدين وأغنني من الفقر .. وأمتعني بسمعي وبصري وقوتي في سبيلك... / نايف الفيصل
              4- صباحك تفاؤل..
    ﴿ فالق الإصباح ﴾ أليس الذي أزاح ظلمة الليل بانفلاق الصباح بقادر على تفريج كربك وتيسير أمرك ؟؟ / نايف الفيصل
    -5{ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ } أي: كما أنه فالق الحب والنوى، كذلك هو فالق ظلمة الليل الداجي، الشامل لما على وجه الأرض، بضياء الصبح الذي يفلقه شيئا فشيئا، حتى تذهب ظلمة الليل كلها، ويخلفها الضياء والنور العام، الذي يتصرف به الخلق في مصالحهم، ومعايشهم، ومنافع دينهم ودنياهم./السعدي


    40343064_279092819360213_8243011812711202816_n.jpg?_nc_cat=100&_nc_sid=8bfeb9&_nc_ohc=GFH1E91oKRUAX-iepdq&_nc_ht=scontent.fcai2-2.fna&oh=67e28c5138d2394b35ca6494d6bcda26&oe=5EE0CB53
     

  3. تدبر الجزء العشرون من القرآن الكريم 


    _(إنا رادوه إليك) (فرددناه إلى أمه)

    (إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد)

    الله عزوجل الذي حقق الوعد في الأولى حققه في الثانية ويحققه لكل مؤمن موحّد.. اللهم ردّنا إليك ردّا جميلا


    _(فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين} [القصص : 21]

    إذا أخافك البشر فاعتصم برب البشر


    _﴿ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ﴾
    إذا رأى الله (مجاهدتك) كتب (هدايتك) ..


    -حينما يصعُب عليك أمرٌ ، أو تحتار، توجه إلى الواحد القهار ، وردِّد بـ انكسار،
    ﴿عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِينِي سَواءَ السَّبِيل﴾


    _( ولاتخافي ولاتحزني )
    حين تبلغ الروح درجة اليقين بالله وترضى بمايقدره كيف لها أن تحزن وهي تعلم أن أقدار الله وما يختاره كلها خير ..


    -{وجعل أهلها شيعا }
    زرع التنازع والتفرق بين الناس من أولويات الظالم المتجبر


    _{ تمشي على استحياء }
    لله درها من مشية ..
    خلد الله ذكرها تكريما لأهل العفة والطهارة .


    _تذكر اليوم الآخر، والخوف منه من أعظم ما يعين على ترك المعاصي,
    (فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)


    -(وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}
    جميل أن يكون إحسانك بعد إحسان الله إليك من جنس إحسانه.
    فإن كان رزقا فتصدق، وإن كانت فرحة فأدخل على غيرك فرحا.


    -(وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك)
    خطوات أنقذت حياة نبي بإذن الله..
    اركض..!
    رُبّ مشوار تولد فيه الحياة.


    _.قال موسى عليه السلام: "رَبِّ إِنّي لِما أَنزَلتَ إِلَيَّ مِن خَيرٍ فَقيرٌ"
    فأوجد الله له العمل، ثم يسّر له الزواج، ثم أكرمه بالنبوة
    ..الافتقار لله غنى .


    - (صنائع المعروف)بحاجة إلى:
    - فطنة:﴿وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ﴾
    - ومبادرة: ﴿مَا خَطْبُكُمَا﴾
    - عطاء: ﴿فَسَقَىٰ لَهُمَا﴾
    - عدم طلب الجزاء أو انتظاره: ﴿ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ﴾


    -.حرمانك بعض المُنى هو عطاء .
    تدبّر: {وأصبح الذين تمنَّوْا مكانه بالأمس يقولون… لولاأن مَّنَّ الله علينا لخسف بنا}


    _(ولا تنس نصيبك من الدنيا)
    تأمل كيف جعل الآخرة هي الأصل، وأن انشغالك بها يمكن أن ينسيك للدنيا فاحتاج للتنبيه على نصيبها.!


    البعض كلما أراد أن يتقدم في حياته تذكر زلاته في الماضي فتراجع..! وهذا خطأ فالعبرة بكمال النهاية. انظروا إلى موسى قتل نفساً لم يؤمر بقتلها ولم يمنعه هذا من التصحيح بل قال(رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين)ونال شرف الرسالة وقام بأعبائها فإياكم واليأس!


     
    -كلما رأيت زيادة في المعصية .. فاعلم أن هناك نقصا ً في صلاتك
    { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر }
     
     
    -(وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى )
    ليس المهم من أنت المهم ماذا قدمت


    -( من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من "فزعٍ يومئذٍ آمنون" )
    بقدر حسناتك يكن أمانك ..
    استكثر في الدنيا لتأمن في الآخرة


    -الاعتراف بمزايا الآخرين من سنن المرسلين :
    {هو أفصحُ مني لسانًا}


    _ (و قال الَّذِين أُوتُوا العِلمَ وَيلَكُم ثَوابُ اللَّه خيرٌ لِّمَن آمَن وعَمل صالحًا ولا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُون)
    في وقت الفتنة وتخبط الناس،وحيرتهم, تجد فئة من المؤمنين ثابتين ناصحين،لا تغرُّهم دنياولا تستهويهم مظاهر(إنهم أهل العلم النافع الموصل إلى الله عز و جل


    _(وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60)
    لا تحمل هم الرزق فإن الله قد كفاك إياه


    -{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} (2 )العنكبوت
    ادع الله بقولك ( يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) فإن النبي كان يكثر منها


    -"فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ "
    آمنت فابتليت فصبرت فظفرت ..
    الكرامات والمنح تولد من رحم المحن


    _﴿ لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ﴾ [القصص: 23]،
    امتنعَتا عن مسارعة السقاء حتى لا تَختلطا بالرجال؛ لما في اختلاط الرجال بالنساء من ضرر وإثارة للفتن


    _﴿فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ﴾
    قدّمَ المعروف مخلصًا وانصرفَ
    وقال بصوتٍ خافتٍ وقلبٍ معترف..
    ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾
    فجاءه الخير الوفير..
    كن مع الله مخلصًا يأتيك الفرج مسرعًا.
     

    No photo description available.

     

     

     

     



  4. {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس : 58]
    كل حزن يذوب أمام الفرح بفضل الله ورحمته حتى يكون بردا وسلاما ..

    نحن نفرح كثيرا عندما نرزق مال ، مولود ، سيارة و... وهي أمور دنيوية فانية !!
    ويحق لنا أن نفرح بها .. ولكن لماذا لانفرح عندما يوفقنا الله ويفتح لنا باب طاعة وهي بطاقة ندخل بها الجنة ؟!
    افرح ياعزيزي أن يسر لك الله تلاوة كتابه وختمه و حفظه.. افرح أن هداك وتصدقت على محتاج ..افرح أن هداك للصلاة والذكر ، ألا يستشعر قلبك الفرح وتدمع عيناك لكل هذا الفضل وهذه الرحمات من الله ؟!!
    الفرح بما انعم الله علينا من الهدى والتقى ومواسم الطاعات التي تعم فيها الرحمات وتتضاعف الحسنات وتفتح فيها ابواب الجنة ويعتق من النار يوميا ماشاء الله من العباد ..أليس اولى بالفرح والبهجة من أمور الدنيا؟!!
    لنرتقي بفرحنا في هذه الدنيا فليس كل مافيها يستحق بهجتنا !!
    رحمة الله هي الفرح السرمدي الخالص..



    قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)
    1-قوله تعالى :  قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ  ، يعني : " أَيْ: بِهَذَا الَّذِي جَاءَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنَ الْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ فَلْيَفْرَحُوا ، فَإِنَّهُ أَوْلَى مَا يَفْرَحُونَ بِهِ ، هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ أَيْ: مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا مِنَ الزَّهْرَةِ الْفَانِيَةِ الذَّاهِبَةِ لَا مَحَالَةَ " انتهى من "تفسير ابن كثير" (4/ 275).
    ففضل الله تعالى ورحمته هو الهداية لدينه وشرعه ، وأخص ذلك هو القرآن المجيد والإيمان .
    قال ابن القيم : " وَقَدْ دَارَتْ أَقْوَالُ السَّلَفِ عَلَى أَنَّ فَضْلَ اللَّهِ وَرَحْمَتَهُ هِيَ الْإِسْلَامُ وَالسُّنَّةُ ، وَعَلَى حَسَبِ حَيَاةِ الْقَلْبِ يَكُونُ فَرَحُهُ بِهِمَا، وَكُلَّمَا كَانَ أَرْسَخَ فِيهِمَا ، كَانَ قَلْبُهُ أَشَدَّ فَرَحًا ، حَتَّى إِنَّ الْقَلْبَ لَيَرْقُصُ فَرَحَا إِذَا بَاشَرَ رَوحَ السُّنَّةِ ، أَحْزَنَ مَا يَكُونُ النَّاسُ، وَهُوَ مُمْتَلِئٌ أَمْنًا ، أَخْوَفَ مَا يَكُونُ النَّاسُ " انتهى من"اجتماع الجيوش" (2/ 38).

          2- ﴿ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا﴾ في الحديث: " أخرج الإمام مسلم والإمام أحمد من حديث أبي هريرة -رضى الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-:"للصائم فرحتان: فرحه حين يفطر، و فرحة حين يلقى ربه".
    وفي رواية: "وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه".
    ... "
    فطرك فضل من الله.... فافرح.. / نايف الفيصل
            3-  ﴿ قُل بِفَضْل اللهِ وَبِرَحمَته فبذٰلك فَلْيَفْرَحوا ﴾. فضل الله القرآن ، ورحمته الإسلام . ابن عباس_رضي الله عنه / نوال عيد 
             4-﴿ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ﴾ المؤمن يفرح برمضان ؛ لأنه يدرك أنها فرصة لإرضاء الرحمن وإرغام الشيطان ! / روائع القرآن

             5- "قل بفضل الله" هو القرآن، الذي هو أعظم منة ونعمة، وفضل تفضل الله به على عباده. "وبرحمته" الدين والإيمان وعبادة الله ومحبته ومعرفته. / تفسير السعدى
              6-   شفاء القلب وسروره بالهدى ثمرةُ الإقبال على القرآن والانتفاع بأدلته ومواعظه ﴿قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون﴾/ أ.د رقية المحارب
             7-   ﴿فبذلك فليفرحوا هو خَيرٌ مما يجمعون﴾ فرح اﻹنسان بالطاعة، فرح مأجور عليه، ﻷن الله ﻻ يأمر بشيء إﻻ ويثيب فاعله عليه/ روائع القرآن

    حصاد التدبر

    40064468_277627256173436_6707099527335116800_n.jpg?_nc_cat=101&_nc_sid=730e14&_nc_ohc=3eoo9C4byFIAX9QxuwR&_nc_ht=scontent.fcai2-2.fna&oh=3cd8d1a0ec759ae3c482a70b045c513c&oe=5EE04B9B
     

  5. تدبر الجزء التاسع عشر من القرآن الكريم 

     

    (يوم يرون الملائكة) (لا بشرى يومئذ للمجرمين)
    (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا) (ويوم تشقق السماء بالغمام)
    (الملك يومئذ الحق للرحمن) (ويوم يعض الظالم على يديه)
    اجعل يوم القيامة حاضرا بين عينيك لتسعى له فهو اليوم الحق وفيه الجزاء الحقّ على ما قدّمت في حياتك


    (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ)
    ليس "وادٍ" هو ذلك الوادي الذي نعرفه وإنما المعنى أوديتهم الي يخوضونها في الكلام مرة في ذم فلان ومرة في مدح فلان ...


    (أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا)
    تلذذ بصبرك على الطاعه و على اقدار الله فالصبر الذي ارهق روحك تذكر ان ثمنه الجنه ..


    (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
    دعاء يجمع كل صلاح وخير في الأهل والذرية ، ومليء بحروف كلها هدوء وسكينة ..
    الزمـه، دومًا رائع.


    {قَالَ سَنَنظُرُ (أَصَدَقْتَ )أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}
    اذا دخلك الشك في أمر ما
    فقدم حسن الظن على سيئه !


    {قال ربكم ورب آبائكم الأولين}
    فرعون وقع في الحرج فهو ربهم في زمن موسى
    فمن رب الآباء السابقين؟!
    الحجة القوية ملجمة


    ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )
    أسند المرض إلى نفسه، وأسند الشفاء إلى الله؛ تأدباً مع الله


    (وَيومَ يَعَضُّ الظَّالِمُ علَىٰ يَديْه يَقُولُ يَا لَيتَنِي اتَّخَذتُ معَ الرَّسُول سَبِيلًا (27)يَا ويلَتَىٰ لَيتَنِي لَم أَتَّخِذ فُلَانًا خلِيلًا(28)
    إذا كان لديك صديق سوء فاهجره قبل ان تعض اصابع الندم على صداقته وابحث عن صديق صالح وادع الله ان ييسر لك ذلك


    تأمل أثر الاستشارة:
    بلقيس تقول: {ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون}
    بخلاف فرعون القائل: {ما أريكم إلا ما أرى}


    ﴿إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها﴾ [الفرقان: ٤٢]
    عجبًا لهم يتفاخرون بصبرهم وهم على باطل !
    أفلا نصبر ونحن على الحق ؟!


    (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ )
    أرءايت كم مرة نردد الصلاة الإبراهيمية !
    ألسنا نقولها في كل صلاة ..
    هذا مصداق لتلك الدعوة ..
    فنعم الدعوة ونعم المجيب ..


    (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)
    بل هم أضل من الأنعام؛ لأن الأنعام يهديها راعيها فتهتدي، وتعرف طريق هلاكها فتجتنبه، وهي أيضاً أسلم عاقبة من هؤلاء
    السعدي


    مما يشفي غليل المظلوم يقينه بأن مآل ظالمه إلى سوء وخسار، إن لم يتب او تداركه بمغفرته الغفار
    (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)


    بل هم أضل من الأنعام؛ لأن الأنعام يهديها راعيها فتهتدي، وتعرف طريق هلاكها فتجتنبه، وهي أيضاً أسلم عاقبة من هؤلاء
    تأمل هذا التناقض
    عتاب فرعون لموسى : {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين}
    وتناسى متعمدا قتله لصغار بني إسرائيل!!


    ( قالوا( لاضير) إنا إلى ربنا منقلبون)
    سبحان الله .. يهددهم بقطع ايديهم وارجلهم وصلبهم ويقولون
    لا ضير !!


    عندما يتمكن الإيمان من شغاف القلب يصبح عندها كل شيء في سبيل الله هين .
    ﴿والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما﴾ [الفرقان: ٧٢]
    اربأ بنفسك عن الخوض في منكر القول، ونزّه صحيفتك وسمعتك باجتناب مواطن السوء.


    (وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لايهتدون )
    العقيدة عند الهدهد كاملة بتفاصيلها ، فلا معبود بحقٍ إلا الله .
    وأن الشبطان سببٌ للإنصراف عن طاعة الله .
    ونحن مازلنا نترنح بين شبهات وشهوات .....
    الله المستعان


    (فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44الشعراء
    وقالوا مقسمين (بعزة فرعون)
    فكل من حلف بغير الله كأن يقول : وحياة فلان و هذا بثواب فلان ونحو ذلك فهو تابع لهذه الجاهلية


    (قُلْ مَا يَعْبَؤا بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ)
    من أعظم اسباب دفع البلاء ..
    لـزوم الدعاء.


    {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30]
    كل من هجر القرآن بأي نوع من الهجر: سواء بتلاوته، أم بتدبره، أم بالعمل به، أم بتحكيمه والتحاكم إليه، والناس في هذا الباب بينهم من الفروق كما بين السماء والأرض


    (قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ*فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ)
    حين توقن بالفرج يأتيك ... وحين تعلم وجهتك تسهل عليك الطريق...


    (...فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات..)
    تلك السيئات الماضية تنقلب بنفس التوبة النصوح حسنات وما ذاك إلا لأنه كلما تذكر ما مضى ندم واسترجع واستغفر فينقلب الذنب طاعة بهذا الاعتبار فيوم القيامة وإن وجده مكتوباً عليه فإنه لا يضره وينقلب حسنة في صحيفته
    ابن كثير


    (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)
    قال ابن المبارك: هي الأعمال التي عملت لغير الله،
    وقال مجاهد: هي الأعمال التي لم تقبل

    No photo description available.

     


  6.  سورة هود


    ﴿قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين﴾ [هود: ٥٣]
    هكذا يتدرجون في إبطال الشريعة، يجردونها عن قداستها ثم ينفون نسبتها لله ثم يعارضوها بإهواء، فتؤول الشريعة عندهم مجرد (أقوال)


    . كمال التوكل في تمام اليقين بكفاية الله عز وجل
    ﴿فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون۝إني توكلت على الله ربي وربكم﴾ [هود: ٥٥-٥٦]


    . ﴿وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين۝كأن لم يغنوا فيها﴾ [هود: ٦٧-٦٨]
    سنوات من النعيم كأنها لم تكن حين نزل غضب الله!
    نعوذ بالله من زوال نعتمه


    . ﴿فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط﴾ [هود: ٧٤]
    لا تشغلك همومك الدنيوية عن همومك الرسالية


    . ﴿فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط﴾ [هود: ٧٠] ما الأدب الذي نتعلمه من الملائكة في هذا المشهد أن ندفع عن أنفسنا الريبة ولا نترك بابا لإساءة الظن


    . ﴿ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولاتخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد﴾
    استثار فطرتهم ثم ديانتهم ثم مروءتهم ثم عقولهم
    وهكذا المصلح لا يدخر جهدا ولا أسلوبا في النصح والتأثير


    . ﴿قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا﴾
    هكذا يهددون الداعية بسلب الجاه والمكانة حين يخالفهم!
    فإما أن تحفظ قدرك عندهم وتخضع او تحفظ قدرك عند الله فتُرفع


      (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ).
    صفة الرحمة والرأفة ،لا تنفك ابدا عن الدعاة.


    ( إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ )
    في طريق دعوتك ستتهم بما يؤذيك فكن واثق بأنك على الحق و استمر بثبات في طريقك


    (فما لبث ان جاء بعجل حنيذ) 
    اكرام الضيف وحسن ضيافته والمبادرة في ذلك وتقديم اجود وأحسن الطعام من الإيمان بالله


    ﴿ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ﴾
    اقترب منه باستغفارك وندمك يقترب منك بعفوه وغفرانه ويجيب دعوتك فهو القريب المجيب سبحانه


    (ولَمَّا جاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ )
    (فلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نجَّيْنَا صالِحًا والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ
    ) لم يقل الله (والَّذِينَ آمَنُوا) بل قال الله (وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ) [معه]
    دلالة على فضل الصحبة الصالحة هذا ما قدموه


    ( وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْارُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْأَمْرَكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ )
    وهذا ما حصدوه
    (وَأُتْبِعُواْفِي هَذِهِ الدُّنْيَالَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاإِنَّ عَادًاكَفَرُواْرَبَّهُمْ أَلاَبُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ)


    (فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ )
    احذر أن تجامل أحد بشيء حرمه الله


    (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا)
    ذَهبتْ الشهوات وبَقيتْ التّبعات *


    ﴿قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين﴾
    (ما جئتنا ببينة )
    أصحاب الهوى ينكرون الحجة التي لا توافق هواهم.


    ﴿ إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ﴾
    تشويه القدوات ودعاة الحق من سنن أهل الضلال .


    {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم}
    لما عرف قوم عاد بالقوة رغبهم نبيهم بالترغيب الموافق لحالهم وهذه من اساليب الدعوة


    أهل البيت وآله يشمل الزوجات كما يشمل البنين والبنات
    (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ)
    الخطاب موجه لزوجة إبراهيم عليه السلام


    ﴿يقدم قومه يوم ٱلْقِيَٰمَةِ فَأَوْرَدَهُمُ الناروَبِئْسَ ٱلْوِرْدُ المورود﴾
    يعني:يتقدمهم إلى النار؛إذهو رئيسهم القرطبي يستفاد من ذلك من تقدم الناس إلى الشر في الدنيا تقدمهم إلى النار يوم القيامة تدبر هذه الآية "يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار"
    إياك والدلالة على الضلالة


    إبراهيم عليه السلام: (جاء بعجل حنيذ)
    لوط عليه السلام قال: (ولا تخزون في ضيفي)
    لاحظ اعتناء الأنبياء بالضيف وإكرامه 


    ﴿ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ﴾
    ( برحمة منا )
    مهما يكن عملك الصالح من الدعوة إلى الله والسعي في الخير فلا نجاة من الشرور إلا برحمة الله فكن مع الله


     

     


  7. مواعظ رمضانية لابن الجوزي (4)


    1- شهرُ الصبرِ قد ذهب نصفُه، وفيه مِنَ الخير ما لا يمكن وصفُه[1].
     
    2- قولوا للغافلِ الشقي: ما أقلَّ ما قد بقي!
     
    3- رمضانُ قد نزَعَ مضاربَ الإقامةِ للرحيل، فما بقي إلا سُرادقُ الخاص[2].
     
    4- أيها الناس، إن شهركم هذا قد انتصف، فهل فيكم مَنْ قهر نفسه وانتصف؟ وهل فيكم مَنْ قام فيه بما عرف؟ وهل تشوقتْ هممُكم إلى نَيْلِ الشرف؟
     
    5- إخواني، إن شهر رمضان قد قرب رحيلُه، وأزف تحويلُه، وهو ذاهب عنكم بأفعالكم، وقادم عليكم غدًا بأعمالكم، فيا ليت شعري ماذا أودعتموه؟ وبأي الأعمال ودَّعتموه؟ أتراه يرحل حامدًا صنيعكم أو ذامًّا تضييعكم؟
     
    6- أيها المحسن فيما مضى منه، دُمْ، وأيها المسيءُ، وبِّخْ نفسك على التفريط ولُمْ.
     
    7- إخواني، استدركوا باقي الشهر، فإنه أشرف أوقات الدهر، واحصروا النفوسَ عن هواها بالقَهْر، وقد سمعتم بالحور العين فاهتموا بالمَهْر.
     
    8- عباد الله، اعلموا أن النصف الأخير أفضل مِن الأول؛ لأن فيه العشر وليلة القدر، والأعمال تُضاعف بشرف وقتها ومكانها.
     
    9- أترى صح لك صومُ يوم؟ أترى تَسلمُ في شهرك مِنْ لومٍ؟
     
    10- يا مَنْ عمرُه قد وهى في سلك الهوى، فهو متهافت، متى تستدرك في هذه البقية بالتقية الفائت؟
     
    11- قد ذهب نصفُ البضاعة في التفريط والإضاعة، والتسويف يمحق ساعة بعد ساعة، والشمس والقمر بحسبان: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185].
     
    12- في كل لحظة تُقرب مِنْ قبرك، فانظُر لنفسك في تدبير أمرك، وما أراك إلا كأول شهرك، الأول والآخر سيان: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185].
     
    13- قد ذهب مِنَ الشهر النِّصف وما أرى مِنْ عملك النَّصف، فإن كان في الماضي قد قبح الوصفُ، فقم الآن: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185].
     
    14- فبادروا البقية بالتقية، قبل فوات البِر ونزول البرية، وتخلي عنك جميع البَريَّة.
     
    15- وينبغي أن يكون الاجتهاد في أواخر الشهر أكثر مِنْ أوله لشيئين:
    أحدهما: لشرف هذا العشر وطلب ليلة القدر.
    والثاني: لوداع شهرٍ لا يدري هل يلقى مثله أم لا؟[3].
     
    16- بادِروا رحمكم الله ما بقي مِنْ شهركم فإنه مغتنم، واستدركوا ما فات منه بالحسرة والندم.
     
    17- استدركوا رحمكم الله بقيَّة هذا الشهر الشريف العظيم، واجأروا إلى مولاكم، فإنه كريم رحيم، واسألوا العفو والغفران، والنجاة من النيران، والتجاوز عن الذنوب والعصيان، فإنه غفور رحيم رحمن[4].
     
    في العشر الأواخر واغتنام ليلة القدر
    18- إنَّ عشرَكم هذا هو الأخير الآخر، فيه تكملُ الفضائل وتتم المفاخرُ، وفيه تزكو الأعمال، وتُنالُ الآمال.
     
    19- يا مصلحًا أيام شهره الماضي، هذا العشر أحسِنها.
    ويا مجتهدًا فيما خلا منه، هذه الأيامُ أزينُها.
     
    20- فبادر صحتك واغتنمنها، واحفَظ مجاهدتك والْتزمْها، وتعرَّف فضائل عشرك واعلَمْها، وتدبَّر نصيحتي لك وافهمْها.
     
    21- مَنْ أفسد بالمعاصي أيامَ عَشْرِه، ندم حين الأخذ بالنواصي يوم حشره!
     
    22- كم في المقابر مَنْ تمنَّى لقاء عشرك فما لقِيه، قصدَه سهمُ المنون فما وُقيه!
     
    23- كم مِنْ مؤمِّل أيام عشرك هذه، غُصَّ بشراب أمله في كأس التذاذه! كم مِنْ محدث نفسه بالتوبة فيه مِنْ معصيتِه، سبق إلى حتفه قسرًا بناصيته!
     
    24- عباد الله، قد أقبلتْ عليكم ليلةُ القدر، ولها أوفى الشرفِ وأعظم القدر، ليلة شرفها الله عز وجل على غيرها، ومَنَّ على عباده بجزيلِ خيرها.
     
    25- فيا خيبة مَنْ حُرِمَ خيرَها، ويا شقاوة مَنْ فاته فضلها وبِرها، فهي ليلة القدر والفخر، وهي خيرٌ مِنْ ألف شهر.
     
    26- خذ نصيبَك مِنْ خيرها الحسن، واهجُر لذةَ النوم فيها وطيب الوسن، وجافِ عن مضجعك فيها جنبيك، عسى فيها يُغسل درنك ويُمحى ذنبُك.
     
    27- أيها العبد، بادر ليالي صحتك قبل السقم، وتحفَّظْ في جميع أحوالك قبل الندم، فالليالي المخصوصات بالفضل الوافر معدودة، وربَّ آملٍ أن يرى مثل ليلتك هذه ليستْ إليه مردودة، فحصِّلْ لنفسك في مثل هذه الليلة ثوابًا، وبادر عمرَك قبل أن ينتهبَه الدهرُ انتهابًا[5].
     
    28- رمضانُ كالخاتم، وليلةُ القدر فصُّهُ المُضيء[6].
     
    29- إخواني، ليلةُ القدر ليلة يفتح فيها الباب، ويُقرَّبُ فيها الأحباب، ويُسمعُ الخطاب، ويُرد الجوابُ، ويُسْنَى للعاملين عظيمُ الأجر: ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 5].
     
    30- يَسعد بها المواصل، ويتوفر فيها الحاصل، ويُقبل فيها المجامل، فيا ربح المعامل في التَّجر[7]، ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 5].
     
    31- ليلة تُتَلقَّى فيها الوفود، ويحصل لهم المقصود، بالقبول والفوز والسعود، أتُرى ما يؤلمك أيها المطرود هذا الهجر؟ ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 5].
     
    32- أخلَصوا وما أخلصتَ قصدك،، وبلغوا المراد وما بلغت أشُدَّك، وكلما جئتَ بلا نية ردَّك، أما يؤثِّر عندك شديدُ هذا الزَّجْر؟ ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 5].
     
    33- أيقظْ نفسَك لما بين يديها، وانتظر ما سيأتي عن قليل إليها، وأسمِعْها المواعظ فقد حضرت لديها، واقبَل نصحي وخذْ عليها ضرْب الحَجْر: ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 5].
     
    34- هذه أوقات يربح فيها مَنْ فهم ودرى، ويصل إلى مراده كلُّ مَنْ جَدَّ وسَرَى، ويُفك فيها العاني وتُطلق الأسرى، تَقدَّم القومُ وأنت راجع إلى ورا، أوَليس كل هذا قد جرى وكأنه لم يَجْر؟ ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 5].
     
    35- إخواني، والله ما يغلو في طلبها عشر، لا والله ولا شهر، لا والله ولا دهر، فاجتهدوا في الطلب فرب مجتهدٍ أصاب.
     
    36- رحل عنك شهرُ الصيام وودعك زمانُ القيام، ولحَّ النصيحُ وقد لام، أفتشرق شمسُ الإيقاظ وتنام؟ فاستدرك ما قد بقى من الأيام[8].
     
    37- يا عجبًا! يخرُج رمضانُ وما أنبْتَ؟ هذا والله هو العمى!
     
    38- فاجتهدْ في لحاق القوم؛ فقد جَدُّوا، ولا ترضَ لنفسك دون ما أَعَدُّوا، وتنصت لحادي الرحيل فها هو يحدو[9].

     
    [1] من "النور"، وقد اعتمدت على النسخة المطبوعة بتحقيق الدكتور عبدالحكيم الأنيس حفظه الله، وأيضًا على نسخة تشستربيتي؛ إذ إن للكتاب عدة إبرازات.
    [2] (2، 3) من "المقامات".
    [3] (4 -15) من "التبصرة".
    [4] (16، 17) من "النور".
    [5] (18 -27) من "النور".
    [6] من "المقامات".
    [7] في المطبوع: البحر، ولعل الصواب ما أُثبت، والتصحيح من إحدى نُسخ مكتبة تشستربيتي.
    [8] (29 -36) من "التبصرة".
    [9] (37، 38) من "النور".

    شبكة الألوكة

  8. {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِين 26 فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ 27 إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ 28 } الطور

    هي صورة من رياض الجنة ونعيمها ، تنقل لنا حديث أهل الجنة وعظيم ماهم فيه وعن دنيا أصبحت ذكرى ممتعة ، لقد خافوا الله فتركوا الذنوب وساروا في دروب مرضاته تقربوا إليه بالنوافل ورفعوا أيديهم يدعوه القبول ..وهاقد نالوا رضاه والجنة ...
    أعزائي :
    مهما كانت بهجة حاضرنا يظل لذكرياتنا سحرها ، حتى أهل الجنة يستدعون ذكريات الطاعة وبذكرها تتجدد الفرحة ..فكل المواقف التي كانوا يخافون بها الله أصبحت لذائذ يتحدثون بها ولما لا ؟! وهي بطاقتهم لدخول الجنة فهنيئا لهم النعيم المقيم ... أما من كان غافلا في الدنيا فلن تترك له النار ذكرى لذة دنياه ، لقد تحولت إلى حسرة وندامة ويالخسارتهم ..

    (إنا كنا من قبل ندعوه)
    بعض مجالس الدنيا هي قطعة من الجنة فالتمسوها ...لقد بقيت لحظات الدعاء خالدة في أذهان أهل الجنة ، وعرفوا أن الله لم يضيع دمعات خشوعهم واستعاذتهم من النار واجتماعهم على الطاعة فكانت أحلى الجلسات والذكريات ...



    قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) الطور
    1-"قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين" ....الذكريات تبعث الحزن والحنين والشجن. إلا ذكريات الطاعة فهي فرحة متجددة. / عبد الله بلقاسم    
    2- { إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين }: أهل الجنة يتذكرون حالهم في الدنيا، (مشفقين) أي : خائفين من الله ومعصيته. فهل نحن كذلك؟/ تأملات قرأنية
    3-  يقول اهل الجنه عند دخولها: {قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين} اي :خائفين من عصيان الله. الخوف هوالذي بلغ بهم الجنان" / فوائد القرآن
    4-  يُصاب المؤمن بحزن وإشفاق في دنياه،تزول بدخول الجنة،إذ يقول: (الحمد لله الذي أذهب عنّا الحزن) (إنّا كنّا قبل في أهلنا مشفقين*فمنّ الله علينا) /خباب مروان الحمد


    فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27)
    1- ( فَمَنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم *إنا كنا من قبل ندعوه ) "دعاؤهم كان سببا في نجاتهم من الهول الأعظم، فكيف يكون الأثر في كربات الدنيا؟!" / د.نوال العيد
    2-﴿ فمنّ الله علينا و "وقانا" عذاب السموم .. إنا كنا من قبل "ندعوه" ﴾ الدعاء وقاية . / نايف الفيصل


    إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28)
    1-  يقول أهل الجنة : (إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم) بعض مجالس الدنيا هي (قطعة من الجنة) فلتمسوها / عقيل الشمري
    2-  ‏الدعاء تجد أثره في الآخرة لا محالة، فكيف تستبطئ الإجابة في الدنيا فتدعه؛ وحياتك دنيا وآخرة ! فافقه (إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم)" / ابتسام الجابري
    3-  ﴿ ﺇﻧَّﺎ ﻛﻨﺎ ﻣﻦ ﻗبل ﻧﺪﻋﻮﻩ ﴾ وما بعد طرق الأبواب إﻻ فتحها وما بعد الإستغاثة إﻻ الإجابة وما بعد الإنتظار إﻻ كل مايشرح البال ! ./ تأملات قرآنية
    4-   ﴿ إنَّا كنَّا من قَبْلُ نَدعُوه ﴾ أهلُ الجنّة لا ينسونَ لحظاتِ الدعاء ! فلنُكثر .. فعطاءُ اللهِ أكثر. / تأملات قرآنية
                 16- ( إنَّا كُنا من قبل ندعوه إنّهُ هو البر الرحيم ( لا تحزن إذا لم يستجب لك الله الدعاء ، فربما تجدها هناك مدخرة في السماء . ./ عايض المطيري

    تأملات قرآنية

    حصاد التدبر
     
     


    40031595_277626989506796_3809934178246459392_n.jpg?_nc_cat=104&_nc_sid=730e14&_nc_ohc=WLqWVl-jUvkAX_CNL3T&_nc_ht=scontent.fcai2-1.fna&oh=87b4d16c90fcc8c7c2d666786ddf5d98&oe=5EDC9415


  9. تدبر الجزء الثامن عشر من القرآن الكريم

     

    أوَلا تكفي هذه الآية زاجرا لمن أدمن ذنوب الخلوات ..
    ﴿يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون﴾


    ٣ قواعد وضعها القرآن للفوز الحقيقي
    وَمَنْ ١- يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ٣- وَيَخْشَ اللَّهَ ٤- وَيَتَّقْهِ
    فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ


    {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ..... وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
    لايتعرض لعفيفة ويرميها في عرضها إلا فاسق لاذمة له ولا عهد!


    احذر أن تخالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، أو تأتي ببدعة،وتظنها حسنة، فالعقوبة ليست هينة، ﴿...فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾


    {وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم}
    كم من كبيرة ظن صاحبها أنها هينة فكانت هلكته بها.
    نعوذبالله من محقّرات الذنوب


    اعفُ عمن ظلمك وقابل الإساءة بالإحسان تجد الرحمة والغفرآن..
    ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.


    ( فاتخذتموهم سخريّاً حتى أنسوكم ذكري )
    اطلقوا ألسنتهم على خلقه فمسكها عن ذكره !
    ولايظلم ربك أحداً ..
    يارب سلم سلم


    { قَالَ إن لبْثتُمْ إلا قَليلَا }
    حياتك قليلة مهما طالت فتحمل في سبيل الله كل أذى ومشقة


    إن الله تعالى قادر على منح اوليائه الدنيا كلها، ولكن هذا ليس معيارا لمحبته تعالى ورضاه عن عباده، فالدنيا يهبها من يحب ومن لا يحب ومن لا يحب ﴿تَبارَكَ الَّذي إِن شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيرًا مِن ذلِكَ جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَيَجعَل لَكَ قُصورًا﴾


    "فإذا استويت.....فقل الحمد لله..."
    عوّد لسانك وقلبك على الإمتنان والحمد والشكر في أمورك الصغيرة والكبيرة فالله أهل للحمد والثناء.


    فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)
    كيف يفخر بنسبه ولونه من علم انّ الأنساب تتقطع يوم القيامة فلا يعول عليها ولا ينظر فيها


    "وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ " المؤمن الحق هو من يترك اللغو "
    وما أكثرَ اللَّغو في حديثِ الناس!
    خُصُوصًا وقد سهَّلَت وسائلُ التواصُل والإعلام الحديثةُ الحديثَ بلا قيُود. فكثُرَ اللَّغو، وسهُلَ نشرُه واشتِهارُه، مما يجعلُ الآثامَ المحصُورة منشُورة"


    ( لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ )
    وكم من محنة أخرجت من طياتها منح وكم من أمور تظهر لنا أنها شرور ومصائب ولو كُشف لنا الحكمة منها لرأينا من ورائها الخير الكثير..


    ﴿وَأَنكِحُوا الأَيامى مِنكُم وَالصّالِحينَ مِن عِبادِكُم وَإِمائِكُم إِن يَكونوا فُقَراءَ يُغنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾ من أسباب الرزق الزواج


    { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ}٤٣ النور
    عند نزول المطر ادع الله تعالى فالدعاء مستجاب


    {قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادين}
    سألهم عن مدة حياتهم في الدنيا فكانت الإجابة: يوم...!!
    آلا ما أحقر الدنيا .


    قال تعالى ﴿لَولا إِذ سَمِعتُموهُ ظَنَّ المُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بِأَنفُسِهِم خَيرًا وَقالوا هذا إِفكٌ مُبينٌ﴾ حسن الظن يجب على المسلم أن يتحلى به لأخيه المسلم.


    (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
    فإن الجزاء من جنس العمل، فكما تغفر ذنب من أذنب إليك؛ يغفر الله لك، وكما تصفح يصفح عنك


    من أدعية التحصين ضد الشياطين:
    ﴿رَّبِّ أعُوذُ بِكَ مِنْ همَزَاتِ الشَّيَاطِين*وأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُون﴾


    (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة)
    هذا عذاب من يحب فقط
    فكيف بمن يعمل ويسعى ويشيع !!


    ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم )
    "سُئِل أحد السلف بم يستعان على غض البصر؟
    قال بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى ما تنظر ."


    ( إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ...)
    حينما عدد الشرع من يباح لهم النظر إلى زينة المرأة لايعني ذلك أن تتساهل المرأة وتتهاون في إبداء مايدعوا للإفتتان بها أمام محارمها فالحشمة واجبة ومحببة أمام الجميع..


    (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ؟!
    ما تشغل بيه وقتك فى يومك هو اجابتك العملية على هذا السؤال.. القرآن يعلمنا أن قيمة الحياة فى أهدافها
    الإنسان بطبعه يحب السعة ويكره الضيق، فكيف إذا كان في مكان ضيق من جهنم - والعياذ بالله - ومقيدا مع ذلك بالسلاسل والأغلال!! ويطلب الهلاك للخلاص!
    ولكن هيهات!!
    ﴿وَإِذا أُلقوا مِنها مَكانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنينَ دَعَوا هُنالِكَ ثُبورًا﴾


    (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لاترجعون)
    لم يخلقنا الله لنعيش كما تعيش البهائم نأكل ونشرب وننام ، بل خلقنا لنعد الزاد للآخرة
    (ابن عثيمين، رحمه الله)


    ( فإذا نفخ فی ٱلصور فلا أنساب بینهم یومىٕذ ولا یتساءلون )
    ما لا ينفع غدا لا تقدمه اليوم على شرع الله


    ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ [المؤمنون:3]
    • إن لقلب المؤمن ما يَشغَله عن لغو القول، ولغو الفعل، ولغو الاهتمام والشعور، وذلك بذكره الله جلَّ وعلا، وتصور جلاله، وتدبر آياته في الأنفس والآفاق.


    (قد أفلح المؤمنون)
    الفلاح ليس هبة توهب للبشر إنما الفلاح نتيجة أعمال عظيمة وعبادات وصبر
    والفلاح ممتد للآخرة (إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون)


    (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا)؟!
    فلنعمل قبل أن نندم
    (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون* لعلي أعمل صالحا فيما تركت)


    قال تعالى ﴿وَآتوهُم مِن مالِ اللَّهِ الَّذي آتاكُم ﴾
    اذا دعتك نفسك للبخل فتذكر أن المال مال الله وهو الذي وهبك اياه وأمرك بالانفاق والزكاة وهو الذي قادر على ان يسلبك اياه


    اجعل أمانيك المستحيلة في قبرك .. واقعاً ممكناً اليوم .. واعمل ! .
    { لعلي أعمل صالحا ً فيما تركت }


    ( فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن)
    "حفصة بنت سيرين تغطي وجهها وهي عجوز، فيقال لها:
    قال الله في القواعد
    (فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن)
    فتقول: أتموا الآية
    (وأن يستعففن خير لهن) .


    {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن}
    صان الله المرأة المسلمة من أن تَفتن أو تُفتن فحاطها بسور من العفاف والطهر، فنهيت عن إظهار زينتها، حتى حركة أرجلها أُمرت أن تمشي برفقٍ لا يصدر منه صوتًا.


    (لا تتبعوا خطوات الشيطان)
    ليست خطوة بل خطوات يتبع بعضها بعضا فمن اقتحم أولها أخذته لثانيها وهكذا.


    احذر من شهود ٍ .. كانوا معك اليوم .. وقد يكونون ضدك غدا .
    ﴿يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون﴾


    (إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
    يامن يشكون الحال والأحوال، ويصدون عن الزواج بحجة الفقر ، إن اجتمعتم على الأخلاق والقيَم ، فسيغنيكم الله من عطائه، وعطاؤه سبحانه، لا ينفذ .


    كم من قولٍ نطقناه!
    وكم من فعلٍ اقترفناه!
    ظنناه هينًا وهو عند الله عظيم
    ﴿وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾


    {وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين}
    لم يقل: ليشهد العذاب الفاسقون
    لأن العاصي لا يستحي من أمثاله
    بخلاف إذا حضر الصالحون


    {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا}
    كيف القريب !!!
    يا رب سلّم سلّم


    {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة...}
    من أسباب النجاة والفلاح أن تفعل الطاعة وقلبك خائف ألا يكتبها الله لك حسنة.
    ومن أساب الهلكة والخسارة أن تفعل المعصية وقلبك مطمئن أن الله لن يكتبها عليك سيئة.


    (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ ..)
    قشعريرة تصيبك حينما تطوف بخاطرك تلك اللحظات الرهيبة يوم يتمثل لك عملك
    هل ستقول (رَبِّ ارْجِعُونِ ) حسرة على التقصير
    أم ستقول ربي "أقم الساعة" بعد أن رأيت عملك الصالح ومقعدك من الجنة ..فرحا بقدومك على ربك ..؟؟؟

     

    Image may contain: text


  10.  
     
    (...وَبَشِّرْ الْمُخْبِتِينَ (34)الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِ الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35)
    هم المتواضعون الخاشعون الخاضعون لله في صلاتهم وصبرهم وإنفاقهم ..

    عندما يريد أحدهم أن يظلم أو يهم بمعصية يقال له (اتق الله) فيجل قلبه ...أولئك الذين قلت ذنوبهم وصلحت أحوالهم فتأثرت قلوبهم .. فالإيمان ليس كلاما يقال إنما هو ماوقر في القلب وخضعت له الجوارح .. يقول الله تعالى(فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم)(وبشر المخبتين) المتواضعين المتذللين لله .. ماذا لو التزمنا هذه الصفة في حياتنا ؟ ...

    لنتأمل قوله تعالى(إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا)
    هي قلوب طاهرة رقيقة لاتحتاج إلى كثرة وعظ.. و بمجرد ذكر الله تخاف وترق .. يا الله اجعل قلوبنا كذلك ...
    هل يخفق قلبك ويلين ويخشع عندما تذكر الله وتقرأ القرآن أو تسمع آياته؟؟
    لنراجع أنفسنا ونصحح مسارنا ..


    تأملات قرآنية

    ..........................



    ولكن كيف يصل العبد الصالح إلى الإخبات؟
    إن للإخبات علامات ودلالات في طريق السير :
      أ-  إذا غلبت عصمته شهوته، فيقهر شهوته باعتصامه بالله سبحانه، فلا يتردد على الذنب إقبالاً وإدبارًا، بل لقد عصمه الله من أن يقبل عليه، ولو أقبل عليه فإنه فورًا يعاود حزم أمره على الجدية في الإقبال على الله والاعتصام به.
    ب-  إذا غلبت نيته غفلته، فأيقظ نفسه دائمًا من غفلته بنيته الصالحة فيذكر نفسه دائمًا بمسئوليته، وعهده مع ربه، فيترك غفلته، ويقبل على عبادته.
    ج-  إذا غلبت محبته لربه شعوره بالوحدة والوحشة والتفرد، فائتنس بربه وبمحبته وذكره وطاعته، ولم يبال بكثرة عدد أهل اللهو والذنب، فهو لا يستوحش أبدًا من قلة الصالحين من حوله.
    د-  أن يستمر في لوم نفسه، وتهذيبها، وتنقيتها من أمراضها، وقصرها على الطاعة، وقمع شهواتها وهواها.

    فمن اتصف بهذا الوصف مع كمال توحيده وإخلاصه كان من المخبتين، فإذا ذكر الله اضطرب قلبه خوفًا ورجاءً، ورهبة ورغبة، وإذا أصابه من أمر الدنيا شيء يضره رضي به وصبر عليه وحمد الله واسترجع، فتراه مقيمًا للصلاة على أكمل صورة، متمًا لركوعها وسجودها، خاشعًا فيها، مطمئنًا، متواضعًا، ساكنًا، ثم إذا بالدنيا عنده لا تساوي شيئًا، فهو ينفق مما آتاه الله إنفاق الطامع في الجنة المستغني عن الدنيا، المشتاق إلى لقاء الله.

    موقع المسلم

    ........................


    (...وَبَشِّرْ الْمُخْبِتِينَ (34)الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِ الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35)
    1-قال ابن عاشور في تفسيره :\" وقد أتبع صفة {المُخْبِتِينْ} بأربع صفات وهي: وجل القلوب عند ذكر الله، والصبر على الأذى في سبيله، وإقامة الصلاة، والإنفاق. وكل هذه الصفات الأربع مظاهر للتواضع فليس المقصود من جمع تلك الصفات لأن بعض المؤمنين لا يجد ما ينفق منه وإنما المقصود من لم يخل بواحدة منها عند إمكانها
    وقال البقاعي :\" أي المخبتين الذين هم في غاية السهولة واللين والتواضع لربهم بحيث لا يكون عندهم شيء من كبر وينظرون عواقب الأمر وما أعد عليها من الأجر. نظم الدرر 1/85.
    وقال القشيري :\" أي اسْتَسلموا لِحُكمه بلا تعبيسٍ ولا استكراهٍ من داخل القلب . تفسير القشيري 5/194.
    2-  (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) قلت ذنوبهم...فصحت أسماعهم ..فتأثرت قلوبهم /عقيل الشمري
    3-  هدية ووصية للحجاج ولغيرهم من سورة الحج{ والصابرين على ما أصابهم }كيف لو تمثلها الحاج وغيره في حجه وحياته/ محمد الربيعة
               4- (إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) قلوب طاهرة لا تحتاج إلى كثرة وعظ بمجرد ذكر الله تخاف وترق. / وليد العاصمي        
               5- إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيماناً .. } هل تشعر بهذا إذا قرأت القرآن ؟؟ / نايف الفيصل
               6- ﴿وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ﴾ يدخل فيها كل نفقة، ومنها نفقة تعليم العلم وهو أعظمها. – د. محمد الربيعة
               7- ﴿إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون﴾ قلوبٌ مؤمنةٌ عرفتْ، فانتفعتْ وارتفعتْ/ أ.د رقية المحارب
    8-  (إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) في الشرع : خفقان القلب عند ذكر المحبوب علامة (تعلق) عوقب من تعلقه بغير ربه / عقيل الشمري
     
    حصاد التدبر


    40045442_277626462840182_7867565223601766400_n.jpg?_nc_cat=104&_nc_sid=730e14&_nc_ohc=vqgthxWvLO4AX-PlFOp&_nc_ht=scontent.fcai2-1.fna&oh=6f5081543e36e4419bfb7c26487f674b&oe=5EDE5DFD
     

     


  11. تدبر الجزء السابع عشر من القرآن الكريم 

     

    (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ)
    لكل من فقد عزيز هذه الآية بها كل العزاء ...
    كلنا سنموت والاختلاف فقط بالتوقيت
    ( نسأل الله حُسن الختام)
     
     
    {قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين} [الأنبياء : 68]
    ليس لديهم حجة ليجادلوه ولذلك قالوا حرقوه
    َكل من ليس لديه حجة يتوجه لامور اخرى لينتصر بها..


    {وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه}
    الإبتلاء بالمصائب عظيم إن لم يستعن العبد بربه فالعقوبة مخيفة
    {خسر الدنيا والآخرة} .


    (ونجيناه) (فاستجبنا له فنجيناه) (ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما)
    (فاستجبنا له فكشفنا مابه من ضر) (وأدخلناهم في رحمتنا) (فاستجبنا له ونجيناه من الغمّّ)
    (فاستجبنا له ووهبنا له يحيى)
    كن مثلهم
    (يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) لينجيك الله..


    ﴿وَبَشِّرِ المُخْبِتِينَ﴾
    المخبت: هو الخاضع لربه ، المستسلم لأمره ، المتواضع لعباده.
    وصفاتهم في القرآن:
    ✦ الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم
    ✦ والصابرين على ما أصابهم
    ✦ والمقيمي الصلاة
    ✦ ومما رزقناهم يُنفقون.


    ( قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ )
    ثياب خاصة بهم تكسوا جميع جسدهم والعياذ بالله.. وفي هذا ذل في الوصف فوق العذاب.. فبئس الثياب وبئس لابسيها !!
    ( إِنَّهُمْ كَانُوا ( يُسَارِعُونَ ) فِي الْخَيْرَاتِ) لم يكن سعيًا عاديًا!
    بل كانوا يسارعون ويسابقون لم يتركوا بابًا من أبواب الخير إلا ولجوه ..
    وهانحن في شهر الخير لنري الله من أنفسنا خيرًا..


    ﴿قل من يكلؤكم﴾
    ثم قال في نهاية الآية ﴿بل هم عن ذكر ربهم معرضون﴾
    فاحفظ الله يحفظك!


    ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّان كَفُور ﴾ : -
    - لا تَخُن العُهود والمواثِيقَ يوما والتزِم بكل أمانة أو وعد قطعت على نفسِك أن تفعَلَه .
    - وتذكَّر أنَّ الله عز وجل لا يُحِب الخَائِنين .


    (لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ)
    حريٌّ بنا الوقوف عندها ومراجعة :
    ما الذي يُشغل قلوبنا؟


    ﴿اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون﴾ [الأنبياء: ١]
    ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم﴾ [الحج: ١]
    مطلعان مهيبان يدعوان المرء لمراجعة حساباته، وترتيب أولوياته، ونفض غبار الغفلة، والاستعداد للقاء الله.


    عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: تَعْدِلُ شَهَادَةُ الزُّورِ بِالشِّرْكِ بِاللَّهِ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ:
    ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾


    (ونبلوكم بالشر والخير فتنة)
    قال الحسن البصري :كانوا يتساوون في وقت النعم فإذا نزل البلاء تباينوا..!


    {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلاتظلم نفس ~شيئا~}
    تعاملك مع البشر قد تجد البخس والظلم أحيانا أما في الآخرة فلا ظلم


    كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)
    المؤمن لا ينفك عن الفتنة في هذه الدنيا إما بالخير والنعمة ليرى الله تعالى شكره وإما بالشر والمحنة ليرى الله صبره


    "لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ .
    عاشوا طيلة عمرهم في الدنيا بين خوف عذابه ورجاء رحمته ..والله لا يجمع للعبد خوفين ..فأمنهم الله من الفزع الأكبر -حين
    يرتعب الناس من رؤية أهوال القيامة- ويتلقاهم وفد الملائكة مبشرين بنعيمهم الموعود


    ورد لفظ الجلالة (الله) في سورة الحج 75 مرة هي سورة التعظيم لله حقًا وذكر فيها أكثر من 30 اسمًا من أسمائه الحسنى
    فيها تعظيم شعائره
    وتعظيم حرماته
    فيها سجدتان:
    الأولى سجدة تعظيم متناغمة مع سجود الكون كله لله
    والثانية سجدة استجابة المؤمنين امتثالا وسمعا وطاعة لله عزوجل


    ﴿اقْترَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهمْ وهُم فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُون﴾
    بالذنوب غارقون..!
    وعن الساعة غافلون..!
    فإلى متى الغفلة؟


    (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)
    بدأت سوزة الحجً ،بذكر عظمة يوم القيامة
    الحج هو أشبه في مشاهده بيوم القيامة .


    ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ﴾ [الأنبياء:1]
    • كل يوم تزداد هذه الآية تحقُّقًا وتنبيهًا للعقلاء، وإلهابًا لعزائمهم، فاستعدَّ للحساب؛ فإن الدنيا إلى ذهاب، والآخرة على اقتراب، وكل ما هو آتٍ قريب.


    ( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ)
    حياتهم كلها عبادة وطاعة وتسبيح ثم يوم القيامة يقولون سبحانك ماعبدناك حق عبادتك!
    حينما تأتي العبادة عن حب لاتشعر النفس إلا بالتقصير..


    { له مافي السموات وما في الأرض وإن الله لهو الغني الحميد }
    احمد ربك كثيرا بأنك عبد للغني
    الذي له مافي السموات والأرض
    واطمئن فإن عطاءه قريب


    ( كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها)
    قال الفضيل: والله ما طمعوا في الخروج لأن الأرجل مقيدة والأرض موثقة ولكن يرفعهم لهبها وتردهم مقامعها !
    نعوذ بالله من حال أهل النار


    وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76)الأنبياء
    عند الكرب إلجأ إلى الله تعالى فلا فرج إلا من عنده سبحانه


    ﴿ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ﴾
    أذا عرف العبد ربه حق المعرفة قدره حق القدر
    من قدر الله حق قدره يعظم أوامره ويجتنب نواهيه


    ﴿ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾ ..
    السيرُ إلى الله سيرُ قلوب لا سير أبدان !
    فتفقد قلبك ..


    (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون)
    كم نشاهد من دلائل اقتراب يوم الحساب وما زلنا معرضين!


    (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون)
    وكم تذكّرنا الآيات بضرورة الاستماع الإيجابي للقرآن الذي يعيدنا للصراط المستقيم قبل فوات الأوان وما زلنا نلهو ونلعب!


    (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق)
    لا يزهق الباطل بالمدارة والمحاباة، إنما بقذفه بالحق قذفًا شديدًا يقوّض بنيانه فيدكّه دكّا كن قويا بالحق الذي معك ولا تخشّ شيئا فالحق أبلج والباطل لجلج!


    ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا)
    على قدر إيمانك يكون نصيبك من نصر الله ودفاعه عنك ..


    (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون)
    كم نشاهد من دلائل اقتراب يوم الحساب وما زلنا معرضين!


    (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون)
    وكم تذكّرنا الآيات بضرورة الاستماع الإيجابي للقرآن الذي يعيدنا للصراط المستقيم قبل فوات الأوان وما زلنا نلهو ونلعب!



    No photo description available.

  12. {وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ} [المدثر : 6]
    مالنا نجتهد بفعل الخيرات ثم نحبط مافعلناه بالمن والأذى ؟!! فلنتق الله في حسناتنا ...
    أعزائي :
    نعد أعمالنا وإنجازاتنا ونذكرها امتنانا ... ونظن أن ماقدمناه في سبيل الله هو محض جهدنا ... لاااا ياعزيزي بل الله هو الذي اختارك وهداك ومن عليك لتقدم ماقدمته .. لذلك إذا أحسنت إلى أحد فانس إحسانك ولا تنتظره إلا من الله ..
    لاتتباهى بعملك ولا تستكثره ، فإنك لاتعلم ماقبل منه وما رد عليك ولم يقبل منك لأنك أحبطته بالمن ...
    أيها الطيبون :
    يالخسارة من يعمل حسنات بحجم الجبال ولا يجدها يوم القيامة !! نعم نفعل ولكن نمنن فنخسر ! (وقدمنا إلى ماعملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) لنتذكر أن هناك من لاتعلم يساره ماقدمت يمينه .. ومن يضع حاجات عند باب المحتاجين ويبتعد حتى لايرونه ..ومن يعمل الطاعات بصمت وخشوع ثم يسجد باكيا شاكرا لله أن هداه لذلك وداعيا أن يتقبل الله منه ..
    اللهم ارزقنا الإخلاص والثبات على دينك وتقبل منا وضاعف لنا الأجر يارب العالمين..


    وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6)
    1-فيها أربع مسائل :
    المسألة الأولى : ذكر المفسرون فيها ستة أقوال : الأول لا تعط عطية فتطلب أكثر منها ; روي عن ابن عباس
    الثاني : لا تعط الأغنياء عطية لتصيب منهم أضعافها .
    الثالث : لا تعط عطية تنتظر ثوابها .
    الرابع : ولا تمنن بالنبوة على الناس تأخذ أجرا منهم عليها .
    الخامس : لا تمنن بعملك [ تستكثره ] على ربك ; قاله الحسن
    السادس لا تضعف عن الخير أن تستكثر منه
    (أحكام القرآن لابن العربي)
    2-  (ولا تمنن تستكثر) كثير من الأشياء لا (تخضع) للمقاييس ، (فالمال لا يكثر بالمنة وإنما بالبذل) هذا من أوائل ما قرره القرآن المكي /عقيل الشمري
    3-  { ولا تمنن تستكثر } لاتعدد أعمالك وإنجازاتك امتنانا ولا تظن أن ماقدمته في سبيل الله هو محض جهدك لا.. بل الله الذي اختارك وهداك ومنّ عليك . / محمد الربيعة
    4-  إذا أحسنت إلى أحد فانسَ إحسانك ولا تنتظره إلا من الله !! { ولا تمنن تستكثر {/ نايف الفيصل
    5-  ﴿وَلا تَمنُن تَستَكثِرُ﴾مجرّد الشعور القلبي بكثرة العمل يُفسده، فالمانُّ يغيب عنه شعور التقصير، فيرى أنه أعطى فوق ما يجب عليه!  / د.ناصرالعمر
    6-  ﴿ وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ ﴾ قال الحسن البصري : لا تستكثر عملك ، فإنك لا تعلم ما قبل منه ، وما رد منه فلم يقبل ./ روائع القرآن
    7-  النفوس تُعظّم عملها الصالح ولو كان قليلاً وتُحقّر عملها الفاسد ولو كان كثيراً فنهاها الله حتى لا تتفاجأ بعكس ذلك في الآخرة (ولا تمنن تستكثر). / عبد العزيز الطريفي

    8-  (ولا تمنن تستكثر) من أوائل المشارطة بين الله ونبيه (لا تتمنن بكثرة أعمالك الصالحة) . انتبه /عقيل الشمري

    اسلام ويب
    حصاد التدبر

     
     
    40002152_277626142840214_8955937213745463296_n.jpg?_nc_cat=111&_nc_sid=730e14&_nc_ohc=Fdo0f_45Y_MAX-MS7ja&_nc_ht=scontent.fcai2-2.fna&oh=57e21ba6452752bb25201e032dceaa1b&oe=5EDCDBFD

  13. تدبر الجزء السادس عشر من القرآن الكريم 

     

    سورة طه سورة السعادة الحقيقية مفتتحها (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) وختامها (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) ومفتاح السعادة فيها: (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى)
    رب أسعدنا بالقرآن وأسعدنا باتباع الهدى فلا نضل ولا نزيغ ولا نشقى


    (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا....}
    إن الساعةَ آتيةٌ ، لا محالـة .
    فكن دومًا على حذر ، أن تأتيك وأنت على معصية !!


    " عسى ألا أكون (بدعاء) ربي (شقيا)"
    ارجع بذاكرتك إلى الوراء، تذكر دعواتك السابقة التي دعوتها كم من دعوة استجابها الله لك،تعيش في ظلالها الآن، وربما بعضها لم يستجيبها الله ،وتحمده الآن عليها لأنها لم تستجاب.
    ما شقي أبدا من دعا الله.


    قال تعالى ﴿اذهَب أَنتَ وَأَخوكَ بِآياتي وَلا تَنِيا في ذِكرِي﴾
    المداومة على ذكر الله ﷻ من الأسباب المعينة على مواجهة صعوبات الحياة.


    سورة مريم سورة الرحمة الربانية بأوليائه، تكرر اسم الرحمن فيها 16 مرة سورة البشائر والهبات الرحمانية (إنا نبشرك بغلام) (لأهب لك غلاما) (وهبنا له إسحق ويعقوب) (ووهبنا لهم من رحمتنا) (ووهبنا له من رحمتنا) استمطر هبات الرحمن بدعاء خفيّ وافتقار (فهب لي من لدنك)


    (وهزّي إليك بجذع النخلة )
    النخلة لا يهزها الرجل !
    فكيف بـ "امرأة - عند المخاض- في هم عظيم " يربينا الله على فعل الأسباب
    عليك فعل السبب وبيده تدبير الأمر


    "قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا"
    من مفاتيح الإجابة: -توسل إلى الله بضعفك وقلة حيلتك تأتيك البشائر من الله -


    ( فلمّا اعتزلهم ومايعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلاً جعلنا نبيّا - ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدقٍ عليّا )
    اعتزل المواطن التي تغضب ربك " اجتماعات - صحبة - حفلات - مواقع
    ثم ترقّب هباته


    "... فاقض ما أنت قاضٍ إنما تقضي الحياة الدنيا"
    إذا وقع الإيمان الحق في القلب استغنى العبد عن الدنيا ومافيها.
    يارب زيّنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين.


    ﴿ واجعله رب (رضيا) ﴾
    كم من ذريةٍ كانت وبالاً على والديهم فكسروا قلوبهم !
    فالذرية الصالحة رزق فاطلبه من الرزاق ..


    ﴿فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا﴾
    لا تحكم على الناس بظواهرها فتقع في الظلم وسوء الظن.


    كيف تحزن و يتعاظم همك
    كيف تغلق أبواب الأمل في قلبك ولك رب يقول :
    (هو علي هين ) سبحانه جل في علاه .


    ﴿ وَكانَ أَبوهُما صالِحًا ﴾
    صلاحك وتقواك كفيلة لك بحفظ أبنائك من بعدك.


    المخيف ليس ضياع مال أو خسارة صفقة أو أي أمر دنيوي لكن أن تعمل وتجتهد في عمل باطل وتظن أنك على حق حتى تلقى الله على ذلك ..ذلكم والله هو الخسران المبين "الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا"


    {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى} الرزق هنا هو القرآن كما قال بعض السلف. أي: ما رزقك الله من القرآن خير وأبقى مما رزقهم من الدنيا.
    فالقرآن أعظم رزق ... نسأل الله أن يرزقنا فهمه ويشرح صدورنا به.


    {لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم}
    عجل من ذهب ويرمى في البحرليقطع من القلوب التعلق بغير ﷲ
    تخلص من الذي يذكرك بالمعصية


    (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً)
    حتى في أصعب المواقف وأقساها..
    اطمئن ولاتحمل نفسك مالا تطيق
    ثق بأن هناك من يدبر الأمر عنك.


    (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا)
    الإستعاذة عبادة لاتصرف إلا لله فهو وحده من يعيذ المستعيذين به ويعصمهم ولن يدفع الشر عنهم إلاهو سبحانه..


    (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا)
    كل من يشغلك اليوم عن الاستعداد ليوم القيامة لن ينفعك فستُبعث وحدك وتُسأل وحدك وتُحاسب وحدك! لن ينفعك ولد ولا أب ولا أخ ولا أحد إلا رحمة الرحمن بك..


    قال تعالى ﴿وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا﴾
    من أسباب الشقاء عقوق الأم


    ما أعظم ذلك الإيمان حين يتغلغل الى سويداء القلب كيف بهذه السرعة استطاع أن يغيرهم !
    بالأمس قالوا (أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا )
    واليوم يقولون ((قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ)


    السّتر والعفاف خيرٌ في الدنيا ونعيمٌ في الجنة ؛
    ﴿ إنّ لك ألا تجوع فيها ولا (تعرى﴾.


    (قالَت يا لَيتَني مِتُّ قَبلَ هذا وَكُنتُ نَسيًا مَنسِيًّا﴾
    لم تعلم مريم ان الذي في بطنها نبي فكم من محنة خلفها منحة من رب كريم


    (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيّاً)
    حينما يشاء الله فإنه يخرج الواقع من رحم المستحيل! فلا يأس مادام لنا رب رحيم قادر !


    ( وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة )
    الصلاة سبب من أسباب البركة


    { فأعينوني بقوة }
    مهما كنت قويا، ومهما أوتيت من قدرات؛ فأنت بحاجة إلى من يعينك ويقف معك.
    لن تصنع شيئا عظيما وحدك.
    وهذا أصل قرآني في أهمية العمل المؤسسي الجماعي.


    (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ..)
    كيف لأم أن تلقي فلذة كبدها وقرة عينها في المجهول إلا أن يكون اليقين قد غمر قلبها إيمانًا وتسليمًا وحسن ظن !
    مهما بلغ بك من شدة كن على يقين بأن الله لن يضيعك..

    Image may contain: flower

     



  14. {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات : 102]

    حتى الرؤى فيها اختبار وابتلاء وجروح ، وكل مافي هذه القصة مؤلم لقلب ابراهيم ، عرف أن الرؤيا أمر بالذبح ، فعاش عليه السلام شعور العبودية وشعور الأبوة ..وأراد إشراك اسماعيل في أجر التسليم لأمر الله ، هذا الإبن الذي لم يتردد في طاعة الله والإستسلام له ..
    أعزائي :
    تأملوا معي إيمان سيدنا ابراهيم ويقينه وإخلاصه لله !!
    وقال الله فيه (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا) نعم كان أمة بكمال إيمانه واستسلامه لأمرالله ، فالله تعالى لايريد منا الدماء والأجساد ، ولكنه يريد منا الإسلام والتسليم والصدق واليقين ..
    كلمة (ياأبت) كررها ابراهيم على والده مشفقا عليه ولم يستجيب ..فجبر الله خاطره بقول ابنه (ياأبت افعل ماتؤمر ) بين أيديكم العبر ... وأطاع الأمر مع كل قساوته وألمه ، لأنه لامكان لغير الله في قلبه وهنيئا لمن يصل لهذه الدرجه من العلا .. ثم ماهذا البر ياسيدنا اسماعيل ؟!
    أمر الله وطلب الأب فأطاع الإبن راضيا!!!
    ثم فداه الله بكبش أبيض ...

    أين أنتم ياأبناء هذا الجيل في التعامل مع والديكم ؟
    وأين نحن جميعا من تنفيذ أوامر الله ؟
    مع أنه سبحانه لم يطلب منا إلا ماهو سهل وميسر وفيه كل الخير لنا في الدنيا والآخره !!..




    فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ (102)

    1-  "فلما بلغ (معه) السعي" نعمة الأبناء أن يكونوا معنا معنا بأجسادهم وأرواحهم وعقولهم وتفكيرهم/ عبدالله بلقاسم

     2- ﴿قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك ... فلما (أسلما) وتله للجبين﴾ .. انقياد لله واستسلام حتى في رؤيا المنام . / ابراهيم العقيل

    3-  قال إبراهيم ﻻبنه(فانظر ماذا ترى) إبراهيم يعلم أنه أمر بالذبح لكنه أب فعاش شعورين ﻻ يقوى عليهما إلا مؤمن (شعور العبودية ومشاعر اﻷبوة) / عقيل الشمري

    4-  (يا أبت إني رأيت)(يابني إني أرى) في أُسر الأنبياء يحكي الابن لأبيه،والأب لابنه،في تلاحم مبهج،،/ وليد العاصمي

    5-  (إني أرى في المنام أني أذبحك) لئلا يبقى في قلب إبراهيم إلا الله (مادام في قلبك غير الله فاستعد للامتحان لطرده) / عقيل الشمري

    6-  "إني أرى في المنام أني أذبحك" لا تستغرب .. فقد يكون من لطف الله أن يجعل بداية رفعتك وبهائك وسطوع نجمك : رؤيا منام / علي الفيفي

    7-  "ستجدني إن شاء الله من الصابرين" يحب الرب أن تتبرأ من حولك .. حتى وأنت تنفذ أوامره / علي الفيفي

    8-  "افعل ما تؤمر" لا تخذّل مجاهداً .. لا تفتّ في عضد داعية .. لا تقلل من همّة مخلص .. ولو مسّك جهاده أو دعوته أو إخلاصه بأذى / علي الفيفي

    9-  (يا أبتِ!) كررها على والده مشفقاً عليه ولم يستجب،، فجبر الله خاطره بابن يقول: (يا أبت افعل ما تؤمر!) / وليد العاصمي

    10-   "فانظر ماذا ترى" قال المفسرون لم يرد استشارته وإنما أراد إشراكه في أجر التسليم لأمر الله.. لا تكن أنانيّا .. الجنّة تتسع للجميع / علي الفيفي

    11- (إني أرى في المنام أني أذبحك) مع جاه إبراهيم عند ربه إلا أنه لم يطلب الإعفاء . كما زادت المنزلة عند الله علا الاستسلام /د.عقيل الشمري

               12-  (يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى؟) المربون الكبار يجعلون أوامرهم أحيانا وكأنها استشارة ،ليتخذ الابن القرار بنفسه،،/ وليد العاصمي

                 13- وردت(يا أبانا)في ستة مواضع ،في سياق الأبناء الذين أخطأوا في حق والدهم، ووردت(يا أبت)في ثمانية مواضع في سياق الأبناء البررة، بين يديك العِبر،،/ وليد العاصمي

                 14-  والله،، بتتبع(يا أبت)(يا أبانا)(يا بُني) (يا بَنيَّ)في القرآن، يستطيع المربون استجلاء كثير من التعاملات الرائقة بين الآباء والأبناء،، / وليد العاصمي

                 15- سطرت هاجر بمداد الصبر وقوة حسن الظن أسطورة اليقين التي تروى عبر السنين،وورثته لابنها "افعل ماتؤمر ..... من الصابرين" / أبرار بنت فهد القاسم


    المصدر
    تأملات قرآنية
    حصاد التدبر



    40031461_277625262840302_6621163442264866816_n.jpg?_nc_cat=107&_nc_sid=8bfeb9&_nc_ohc=YlH4DYKFoioAX9TS0KG&_nc_ht=scontent.fcai2-1.fna&oh=58857a12f8139769a5f2bfad06fe2ce0&oe=5EDBF830

  15. تدبر الجزء الخامس عشر من القرآن الكريم

     

    {الحمدُ للهِ الَّذِيٓ أنزلَ علىَ عَبدِه الكِتابَ ولَم ْيجْعَل لهُ عِوَجا }(1) الكهف
    أحفظ أول عشر آيات من سورة الكهف إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: مَن حَفِظَ عَشرَ آياتٍ مِن أوَّل سُورةِ الكَهفِ وتَدبَّرها، عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ
     
     
    (وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا)
    أي: على مهل؛ ليتدبروه، ويتفكروا في معانيه، ويستخرجوا علومه.
    السعدي
     
     
    (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}
    الفاسق المصِّر على فسقه لافائدةً من صحبته، لأن من لا يخاف الله لاتُـؤْمَـن غـائـلتُه ، ولا يُــوثق بصداقته . " الغزالي "
     
     
    القرآن يعرّفنا بأنفسنا حتى لا نغفل فندسّيها ونستكبر عن مجاهدتها عسى الله تعالى أن يزكّيها فهو سبحانه خير من زكّاها (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) (وكان الإنسان عجولا) (وكان الإنسان كفورا) (وكان الإنسان قتورا)
     
     
    ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾
    نصيحة لأصحاب الإشاعات، تثبتوا ، تأكدوا ، خذوا العلم من مصادره وتذكروا قول النبي ﷺ :(كفى بالمرءِ كذباً أن يُحدِّث بِكُلِّ ما سمِع ) رواه مسلم
     
     
    المسؤولية فردية في الدنيا (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها) (من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ..) (من كان يريد العاجلة) (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها) وفي الآخرة (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)
     
     
    (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) لنجاتك تمسك بالقرآن قولا و عملا .
     
     
    "إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ " عندما تصلي وتتصدق وتحسن لوالديك وللناس وتعمل الصالحات فأنت تحسن لنفسك لتنال الجنة وإذا قصرت حق عليك العقاب وأسأت لنفسك ..فلاتمنن تستكثر ..
     
     
    " وكان أمره فرُطا "
    "إذا رأيت من نفسك أن أوقاتك ضائعة بلا فائدة فيجب عليك أن تلاحظ قلبك؛ فإن هذا لا يكون إلا من غفلة القلب عن ذكر الله تعالى" ابن عثيمين -رحمه الله
     
     
    (ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا)
    لم يقل لسانه لان الغفلة مصدرها القلب فكم من ذاكر بلسانه وما اعتبر قلبه
     
     
    ﴿إنَّ هذَا القُرآنَ يَهدي للَّتي هيَ أَقوَمُ﴾ العيش مع القرآن يهديك للأقوم
    ففرحك منضبط. وخوفك لا يُعطّلُك. وغناك لا يُطغيك. وفقرك لا يُهينُك. وطاعتك لا تغرُّك. ومعصيتك لا تُقنّطُك. والأمل لا يُنسيك. وشهوتك لا تُرديك.
    د. بندرالشراري
     
     
    (مَّا لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ وَلَا لِآبَائِهِم ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِم ۚ إِن يَقُولُون إِلَّا كَذِبًا)الكهف علمتني أن الكلمة الواحدة محاسبين عليها أن الكلمة لا نلقي لها بالاً قد تكبر وتعظم و تهوي بصاحبها في النار فكيف بالكلمات!!
     
     
    {رب ارحمهما كما ربياني}
    ولم يقل: كما اطعماني...
    فالتربية أولا وهي الأهم
     
     
    (مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا) تلك الأحرف بين أيدينا في برامج التواصل هي قول لكن بلا صوت ....وقد يكون أثرها أعظم ثم سنسأل عنها
     
     
    (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا)
    قال ابن مسعود رضي الله عنه: إذا ظهر الزنى والربا في قرية أذن الله في هلاكهم . القرطبي
     
     
    (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا)
    حرّك بها قلبك كلما فترت عن العمل الصالح خاصة في ليالي رمضان أحسِن أنت في عملك يُحسن الله تعالى إليك في الجزاء
     
     
    (وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)
    قال ابن عطية: إذ كان بعض الكلاب قد نال هذه الدرجة العليا بصحبته ومخالطته الصلحاء والأولياء حتى أخبر الله- تعالى- بذلك في كتابه جل وعلا، فما ظنك بالمؤمنين الموحدين المخالطين المحبين للأولياء والصالحين
    القرطبي
     
     
    (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا)
    قال السعدي: والنهي عن قربانه أبلغ من النهي عن مجرد فعله لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه .
     
     
    "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا "
    اعلم نضّر الله وجهك ، أن نظر الله إليك ، أسرع من نظرك إلى ماحرم عليك ، ثم اعلم أنك مسؤول ، فاتق الله وموافاته
     
     
    " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن، إن الشيطان ينزغ بينهم ... "
    معاذٌ رضي الله عنه يسأل :- يا نبي الله : وإنا لمؤاخذون بمانتكلم به ؟
    ليأتي الجواب النبوي : ثكلتك أمك يا معاذ ؟
    وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أوقال على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم
     
     
    ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾
    ما لَزِمَ أحدٌ [القرآن] إلَّا استقامت حياته ، وحسنت أخلاقه ، واهتدى لكل خير .
     
     
    (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا)
    هذه الآية الكريمة دالة على أن الله- تعالى- أرحم بعباده من الوالد بولده.
    ابن كثير
     
     
    (وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡـَٔاخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡیَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ)
    لنيل ثواب الآخرة حقّق ثلاث: نيةٌ صادقة عملٌ صالح إيمانٌ راسخ فإن فعلت فترقّب: (فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَانَ سَعۡیُهُم مَّشۡكُورࣰا)
     
     
    ( كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ )
    الله سبحانه يعطي عباده من الدنيا كما يريد لايمنع خيره أحد .. لكن هناك عطايا أخروية لايعطيها إلا من يحب !
     
     
    (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )
    اليوم أنت تكتب .
    وغداً أنت الذي تقراء ..
    فأحسِن الكتابة اليوم .
    لِتفرح بما تقرأه غداً ..
     
     
    ( قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا )
    اغتر بالأسباب و لم يتوكل على الله و لم يحمده على فضله ، فكانت النتيجة (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌعَلَى عُرُوشِهَا )
     
     
    " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا "
    ليمعنك مشهد إحسان الله إليك
    وتتابع نعمه عليك
    أن تعصيه بذات النعم
     
     
    {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا}
    الدنيا قصيرة ، والقيامة قريبة
    فلا تغتـر ، بالدنيا ، فزينتها ، وزخزفها ، سرعان مايـذبـل ، ويصيـر حطـامـًا ...
     
     
    (وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ۖ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا (11)
    أحذر عند الغضب من أن تدعو على نفسك او أولادك او مالك بالشر .. والحذر من العجلة في الأمور .. وكن متريثاً وصبوراً
     
    No photo description available.

     

     



  16. {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ١٩ [الحشر]
    المعنى أنه عاملهم معاملة الناسي لهم؛ لأن الله جل وعلا كما وصف نفسه: ﴿ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴾ [طه: 52]، لكنه عاملهم معاملة الناسي لهم الذي يكون معه حرمانهم من الخير، ومنعهم من التوفيق للهدى، ومنعهم من الرشد، ومن كل نعمة يُريدها الله بهم، وهذا من أعظم ما يكون من العقوبة للإنسان أنه يُجازى بأن يَنسى ما فيه الخير لنفسه، وأن يتجنَّب ما فيه حُسن العقبى له في الدنيا والآخرة، وهذه عقوبة عظيمة إذا بلَغت بالإنسان، فقد تُودِّعَ منه، وهذا يؤول بالإنسان إلى أن يكون مقتحمًا للسيئات؛ لأنه لو عظم شأنه أو علا قدره عند ربه، لحال الله بينه وبين المعاصي، ولكن الذي أهانه الله، فإنه لا يحول بينه وبين السيئات، بل إنه يقتحمها ولا يزال سادرًا في ضلاله وطغيانه، ولذا قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾ [الحج: 18]، وإهانة هؤلاء بأن يَقترفوا السيئات، وألا يُوفَّقوا للتوبة منها.

    من ترك أداء حق الله ، أنساه الله بسبب ذلك حظه من الخيرات التي تنجيه في الآخرة..
    الغفلة عقوبة الإنسان المعرض عن الله ، حياته فوضى خاليه من هدف يرفعه للأعلى ليرقى به ، لم يفكر بنفسه ولا إلى أين يسير وماذا يفعل .. يحرمه الله البركة فيذهب عمره وتنصرم أيامه ولم يقدم خيرا يدخره للآخره ..
    أتعرفون سبب هذا الخذلان ؟
    لقد نسوا الله في ساحة الذنوب ، فأنساهم أنفسهم في ساحة التوبة...

    لو نزل القرآن على جبل شامخ وعرف مافيه من وعد ووعيد تصدع وخشع من خشية الله ..
    وكم يحتاج الجبل من مال وزمن وقوة بكل الأنواع لكي تجعله يتشقق ؟!
    لكن بعض القلوب أقسى من ذلك .. ياسبحان الله ..

      {لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّه..} ٢١ [الحشر]
    إذا رأيت قلبك لايتأثر بالقرآن  فاتهم نفسك واستدرك تقصيرك واجعل قلبك يلين ويحيا بالقرآن ..


    وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (19)   
       1- الغفلة عقوبة الإنسان المعرض عن الله، يُنسيه الله نفسَه ويحرمه بركة العمر فيذهب عمره وتنصرم أيامه ولم يُقدّم خيراً (نسوا الله فأنساهم أنفسهم) / عبد العزيز الطريفي
        2- "ولا تكونوا كالذين نسوا الله" الذي ينسى الله يهيم في هذه الحياة بلا رابطة تشده إلى أفق أعلى وبلا هدف لهذه الحياة يرفعه عن السائمة التي ترعى. . /أبو حمزة الكناني
          -   3ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهملا تنسوا ذكر الله فينسيكم العمل لمصالح أنفسكم التي تنفعكم في معادكم، فإن الجزاء من جنس العمل. ابن كثير/ فوائد القرآن
         


    لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)
    1-  كم نحتاج من المال والزمن والمتفجرات لكي يثصدع جبل شامخ؟ولكن بعض القلوب أقسى!(لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله). /سعود الشريم               
                       2-   إذا رأيت قلبك لا يتأثر بالقرآن فاتهم نفسك ! لأن الله أخبر أن القرآن لو أُنزل على جبل لتصدع .. وقلبك لا يتأثر !!! ( ابن عثيمين ) / نايف الفيصل
    3-  قرأ_ الإمام قول الله: ﴿لو أنزلنا هذا القرآن ... ثم قوله : ﴿هو الله الذي لا إله إلا هو﴾ لن تصل إلى معرفة الله إلا بالقرآن .. / نايف الفيصل
               4- ﴿لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا﴾ لثقله وسلطانه وأثره خفيفٌ حمله ولكنه ثقيل في ميزان الحق ثقيل في أثره في القلب/ روائع القرآن


    المصدر
    شبكة الالوكة و حصاد التدبر


    95816492_1112371102449508_7104199572024459264_o.jpg?_nc_cat=109&_nc_sid=dbeb18&_nc_ohc=dhVQFUCUDjoAX8e1mM_&_nc_ht=scontent.fcai2-2.fna&oh=2b6bd83c3aed95983e74b0841c86883e&oe=5ED7D341

  17. تدبر الجزء الرابع عشر من القرآن الكريم

     

    ﴿أَفَغَيرَ اللَّهِ تَتَّقونَ﴾النحل :52
    موعظة عظيمة لكل من يعظّم كلام البشر أكثر من أمور الشرع .

     

    أسباب انشراح الصدور{ولقد نعلم أنك يضيق صدرك}
    التسبيح{فسبح} الحمد{بحمد ربك} السجود {وكن من الساجدين} العبادة {واعبد ربك}


     

    من أعظم الأصول التي قامت عليها الشرائع:
    {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ} [النحل: 90].


     

    سورة الحجر سورة الحفظ:
    حفظ الكتاب (وإنا له لحافظون)
    حفظ السماء (وحفظناها من كل شيطان رجيم)
    حفظ الأرزاق في الخزائن حفظ ماء المطر في باطن الأرض
    حفظ العباد من الشيطان
    حفظ الله تعالى لنبيه صلى لله عليه وسلم (إنا كفيناك المستهزئين)
    مفادها: احفظ الله يحفظك


     

    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا }
    لقد كان غزلها قويا فما منعها قوته من نقضه.. لاتغتر بقوة إيمان أو كثرة عمل.


     

    ( أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ )
    لا تُهان المرأة إلا في بيت به جاهلية.


     

    (قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) واليأس من رحمة الله كبيرة من الكبائر كالأمن من مكره "فمن أنعم الله عليه بالهداية والعلم العظيم، فلا سبيل إلى القنوط إليه" السعدي

     

    ﴿أَفَغَيرَ اللَّهِ تَتَّقونَ﴾
    موعظة عظيمة لكل من يعظّم كلام البشرأكثر من أمور الشرع .


     

    ﴿نبئ عبادىٓ أنىٓ أنا ٱلغفور ٱلرحيم (٤٩) وأن عذابى هو ٱلعذاب ٱلأليم﴾
    البعض إذا انكرت عليه رد عليك بالآية الاولى وتوقف عندها
    ولو اكمل الآية التي بعدها لتوقف عن معصيته..
    المؤمن يوازن بين الرجاء والخوف في سيره إلى الله.



     

    ( قال لم أكن لأسجد لبشر خلقتهۥ من صلصـٰل من حمإ مسنون)
    قدم عقله على أمر ربه فكانت النتيجة
    (قال فٱخرج منها فإنك رجیم (٣٤) وإن علیك ٱللعنة إلىٰ یوم ٱلدین)
    احذر أن تعترض بعقلك على أوامر ربك ونواهيه..


     

    ﴿ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾ [النحل: ٩٦]
    صبرك الجميل لن يذهب سُدى وسيزهر غدًا، أجرًا عظيمًا وفرجًا قريبا.



    {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}
    هذه الآية من أدوية العجب الحاسمة.


    لأي شيء يفخر العبد أو يتكبر وكل شئ فيه هو من إنعام الله وفضله عليه

    (وما بِكُم مِّن نعمة فمن الله)
    قال ابن رجب: والعجبُ ممَّن يعلم أن كل ما به من النعم من الله !!
    ثم لا يستحيي من الاستعانة بها على ارتكاب ما نهاه!


     

    "فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين"
    إذا اجتاحتك ضوائق الدنيا فالزم التسبيح وأكثر من السجود،فستفرج ضائقتك إن أذن الله.


     

    ﴿فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ﴾
    الاستعاذة تجعل الشيطان بعيداً عن قلب المرء وهو يتلو كتاب الله ، فيستطيع أن يتدبر القرآن ويفهم معانيه والانتفاع به.
    ابن عثيمين-رحمه الله


     

    ﴿وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الجَمِيلَ﴾
    كلما صغرت الدنيا في عينك ، كان قلبك للخلق أوسع وأصفح.


     

    ﴿نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم﴾
    اخلص العبادة لتستحق هذه البشارة .


     

    لتتخلص من الشيطان عليك التسلح بهذين الامرين
    {إنه ليس له سلطان على}
    ١-{الذين آمنوا}
    ٢-{وعلى ربهم يتوكلون}


     

    ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ * لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ)
    حُقّ لصاحب القرآن ألا يلتفت قلبه لشئ من حطام الدنيا فيكفيه ماحوى قلبه من نعيم فهو بالقرآن أغنى ..!



    مهما بلغ النعيم في الدنيا فلابد من أن ينغصه مجرد التفكير في فقدانه يومًا ما وزواله لكن النعيم الحقيقي بالجنة جاء مع الوعد بالبقاء الدائم والإطمئنان بعدم الخروج منها وهذا وعد الله
    ( لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ)


     

    "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن..."
    هذه أهم الأمور التي ينبغي على الداعية أن ينتبه.


    امتنع ابليس عن السجود لآدم
    فكانت العقوبة

    ( قال فٱخرج منها فإنك رجیم (٣٤) وإن علیك ٱللعنة إلىٰ یوم ٱلدین)
    ربما معصية واحدة تقدم عليها تحول بينك وبين رحمة الله وتوجب لك اللعنة والشقاء في الدارين فلا تأمن على نفسك


     

    ﴿إن عبادي ليس لك عليهم سلطان﴾
    بقدر قوة عبوديتك لله، يضعف سلطان الشيطان عليك..


     

    (وإن من شيء إلاعندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم)
    قال السعدي: جميع الأرزاق والأقدار لايملكها إلا الله، يعطي ويمنع من يشاء، بحسب حكمته ورحمته الواسعة .


     

    (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)
    من طال في الدنيا أمله .. قلّ للآخرة عمله !


     

    ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا﴾
    كم نحن مفرطون ..!
    نجتهد ونتسابق ونبذل الخير في مواسم الطاعات وما أن تنتهي هذه المواسم حتى نعود لما كنا عليه من فتور وغفلة .. إلّا من رحم ربي.


     

    ﴿إن عبادى ليس لك عليهم سلطٰن إلا من ٱتبعك من ٱلغاوين﴾
    فأهل الإخلاص والإيمان لا سلطان له عليهم؛ ولهذا يهربون من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، ويهربون من قراءة آية الكرسي، وآخر سورة البقرة، وغير ذلك من قوارع القرآن. [ابن تيمية:٤/١٣١]


     

    { ومابكم من نعمة فمن الله }
    ردد هذه الآية وتأملها .. وتذكرها دوما قدر المستطاع .. فهي دافعة للشكر مقربة إلى الرب مانعة بإذن الله من العجب والغفلة .


     

    ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ﴾
    إذا أردت أن تعيش سعيداً ..
    فاقنع بما وهبك الله ، وأرض بما قسم لك ..
    ولا تقارن نفسك بغيرك..
    فكلما امتدت عينك ضاق صدرك .


     

    {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}
    حياتهم طعامٌ وشرابٌ وشهواتٌ وملذاتٌ ...
    بتخبطون بطول الأمل ..ولا يعروفون لآخرتهم عمل..
    إنهم أعداءُ الدين


     

    ﴿ فتزل قدمٌ بعد ثبوتها ﴾
    كانت ثابتة ثم زلت !؟ فكيف بالمتذبذبة ؟
    يارب .. نسألك الثبات حتى الممات


     

    {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُم (88)ْ}سورة الحجر
    من أوتي القرآن ،فقد أوتي ما هو خيراً من الدنيا وزينتها ، ولذا فلا يمكن أن يمتلئ قلبٌ بهذا القرآن، وتعلو قيمة الدنيا في قلبه ، ولا يفتن بها .



    No photo description available.

     

     



  18. كل عاقل مُدرك لا يشك لحظة أن مَن يربح الكثير في الوقت القصير أفضل ممن يربح القليل في وقت طويل، ومن هِمَّته في الثرى ليس كمن همته في الثريا، ومن يأتيك بالأزهار ليس كمن يأتيك بزهرة واحدة فقط، وهذه حالنا مع النية؟! فكل عمل لا بد له من نية كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).
     
    ولكن هناك من يعمل العمل، ويستحضر عددًا من النوايا، فتضاعف له الأجور، ويجمع أكبر قدر من الحسنات بوقت قصير وعمل واحد، وهناك من يستحضر في العمل نية واحدة، فلا يكون له إلا أجر هذه النية، وشتان بينهما.
     
    قال الغزالي في إحياء علوم الدين:
    الطَّاعَاتُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنِّيَّاتِ فِي أَصْلِ صِحَّتِهَا، وَفِي تَضَاعُفِ فَضْلِهَا أَمَّا الْأَصْلُ، فَهُوَ أَنْ يَنْوِيَ بِهَا عِبَادَةَ اللَّهِ تَعَالَى لَا غَيْرُ، فَإِنْ نَوَى الرِّيَاءَ صَارَتْ مَعْصِيَةً وَأَمَّا تَضَاعُفُ الْفَضْلِ، فَبِكَثْرَةِ النِّيَّاتِ الْحَسَنَةِ، فَإِنَّ الطَّاعَةَ الْوَاحِدَةَ يُمْكِنُ أَنْ يَنْوِيَ بِهَا خَيْرَاتٍ كَثِيرَةً، فَيَكُونُ لَهُ بِكُلِّ نِيَّةٍ ثَوَابٌ؛ إِذْ كل واحدة منها حسنة، ثم تضاعف كل حسنة عشر أمثالها؛ كما ورد به الخبر.
     
    كمن عاد مريضًا يستطيع أن يستحضر أكثرَ من نيَّة في هذا العمل، فينوي عيادة المريض، وينوي إدخال السرور على مسلم، وينوي إطعام الطعام إن كان يأخذ معه شيء من الحلوى، ونية التبسم في وجه أخيه، وينوي الصلة إن كان من الأرحام، وينوي الدعوة إلى الله إن كان يذكِّره بالله وبأجر الصبر وحسن الظن بالله.
     
    يا ألله، كم ضاعت علينا من نيات وأجور كثيرة، ونحن نغدو ونروح ونبذل من المال، ولا نستحضر مثل هذه النيات، بل قد نتضجر أحيانًا؛ لذلك قيل: النية تجارة العلماء، لا يعرف عِظم قدرها إلا هُم؛ لأنهم عرفوا كيف يتعاملون مع خالقهم؛ عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أُحدثكم حديثًا فاحفَظوه: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزَقه الله مالًا وعلمًا، فهو يتقي فيه ربه، ويصِلُ فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزَقه الله علمًا ولم يرزقه مالًا، فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالًا لعملت بعمل فلان، فهو بنيته، فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالًا ولم يرزقه علمًا، فهو يخبِط في ماله بغير علم، لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالًا ولا علمًا، فهو يقول: لو أن لي مالًا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته، فوزرهما سواء)؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
     
    فالكريم يجازيك على نيتك التي لم تبذل فيها أي مجهود ظاهر، فقط انوِ الخير واصدُق في ذلك،
    فمن همَّ بحسنة ولم يفعلها، كُتبت له حسنة كاملة، وإن فعلها كتبت له عشر حسنات.
    إنه أهل الجود والكرم، أهل المغفرة والرحمة، فالسير إلى الله سير القلوب أولًا ثم الأبدان، وقد يصل الإنسان بنيته أعلى الدرجات، والمشغول ببدنه ما وصل إلى عُشر ما وصل إليه الأول، وكما قيل: كم من عمل قليل عظَّمته النية، وكم من عمل كبير صغَّرته النية!
     
    فلا تبخل على نفسك بهذا الفضل وهذه الغنيمة؛ لتنال من الخير الكثير في أعمال يسيرة، وهذا من البركة في العُمر والعمل.
     
    وجاء في الحديث عن أبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما في كيفية قراءتهما للقرآن, قال معاذ: أما أنا فأنام وأقوم, وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي))؛ رواه البخاري، ومسلم، قال النووي معناه: ((أني أنام بنية القوة وإجماع النفس للعبادة وتنشيطها للطاعة، فأرجو في ذلك الأجر كما أرجو في قومتي؛ أي: صلواتي))، وقال ابن حجر: ((معناه: أنه يطلب الثواب في الراحة, كما يطلبه في التعب؛ لأن الراحة إذا قصد بها الإعانة على العبادة حصلت الثواب)).
     
    جعلوا حتى العادات عبادات يتقرَّبون بها إلى الله، نومهم وقيامهم وأكلهم، فأصبحت حياتهم كلها عبادة وعدَّاد حسناتهم لا يقف أبدًا بسبب عمل هذه المضغة الصغيرة (القلب) التي هي محل نظر الرب عز وجل.
     
    القرآن بين أيدينا ونقرأه كل يوم، فما هي النيات التي نستحضرها عند تلاوته؟
    فالقرآن مبارك حتى لمن أراد أن يستكثر من النيات، انوِ بتلاوته رضا الله والتقرب إليه والهداية والنور والبصيرة، والعلم والإيمان، وجلاء الهم والأحزان، ولكي تنال شفاعته ولتكون صاحبًا له.
     
    النيةَ النية، فهي تجعل حياتك لله ومع الله وفي الله، حتى تتمثل قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162].
     
    نجمه الشرهان
    شبكة الألوكة

  19.  
     
    عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، كان أجودُ[1] ما يكونُ في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريلُ يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيُدارسه القرآن، فلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريلُ أجودُ بالخير مِن الريحِ المُرسَلة"؛ متفق عليه[2].
     

    يتعلق بهذا الحديث فوائد:

    الفائدة الأولى: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم محاسنَ الأخلاق كلها، ومحاسن الصفات، وليس مِن كلمةٍ هي أجمع لمحاسنه صلى الله عليه وسلم من الكلمة التي وصفَتْه بها أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها لَمَّا سُئلت عن خُلُقه صلى الله عليه وسلم، قالت: فإن خُلُق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآنَ؛ رواه مسلم[3].

    قال ابن الأثير رحمه الله: أي متمسكًا بآدابه وأوامره ونواهيه، وما يشتمل عليه من المكارم والمحاسن؛ اهـ[4].

    ومع أنه صلى الله عليه وسلم مَعْدِن الجود والكرم وجميع المحاسن في كل وقت، إلا أن جوده يتضاعف في رمضان، ومحاسنه تزدادُ فيه.


    الفائدة الثانية: أشعر الحديثُ أن الأعمال تتضاعف في رمضان، وقد تقرَّر عند العلماء رحمهم الله تعالى أن الأعمال تتضاعف بفضل الزمان والمكان، ورمضانُ من أفضل الأزمان.

    الفائدة الثالثة: القرآن الكريم هو أعظمُ كتابٍ أنزله الله، وهو كلامُ الله تعالى الذي أنزله على رسوله محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ولَمَّا كان رمضان هو شهرَ القرآن، فقد اختصَّ اللهُ تعالى نبيَّه صلى الله عليه وسلم بمزيدٍ من العناية بكتابه في هذا الشهر، فكان يُرسِل إليه جبريلَ ليُدارِسَه القرآن ويراجعه معه، وهذا يؤكد العنايةَ بكتاب الله تعالى في هذا الشهر، ولقد كان السلفُ رحمهم الله تعالى مع عظيم عنايتِهم بكتاب الله في كل وقت قراءة وتدبرًا وعملًا وتعلمًا وتعليمًا، إلا أنهم في رمضان تزداد عنايتهم به:

    فالشافعي في رمضان له ستون ختمةً يقرَؤُها في غير الصلاة.
    وعن أبي حنيفة نحوه.
    وكان الزُّهري إذا دخل رمضان قال: إنما هو تلاوةُ القرآن وإطعام الطعام.
    وكان مالك إذا دخل رمضان يترك الحديث ويُقبل على المصحف[5].


    [1] قال ابن حجر في (فتح الباري 1/ 30): هو برفع "أجودُ" هكذا في أكثر الروايات، و"أجود" اسم كان، وخبره محذوف، وفي رواية الأصيلي "أجودَ" بالنصب على أنه خبر كان، قال النووي: الرفع أشهر، والنصبُ جائزٌ؛ اهـ، مختصرًا.

    [2] رواه البخاري 3/ 1177 (3048)، ومسلم 4/ 1803 (2308).

    [3] رواه مسلم 1/ 512 (746)، وهو طرف من حديث طويل.

    [4] النهاية في غريب الحديث والأثر 2/ 70.

    [5] لطائف المعارف؛ لابن رجب ص201.

    د.ابراهيم الودعان
    شبكة الالوكة


  20. {هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية : 29]
    قبل أن تكتب الخاطرة تذكر  ..أنت تملي والملائكة تستنسخ....
    هناك نسخة كاملة طبق الأصل ، عن كل أعمالنا وأقوالنا وكل مانكتبه ويجول في خاطرنا .. لقد نسختها الملائكة وحفظتها ورفعتها إلى السماء ...وستراها تعرض عليك وأنت واقف بين يدي الله (كتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها) وذكر الصغيرة قبل الكبيرة ...
    (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
    اللهم سلم ..

    جميعنا يعلم أنه لنا وقفة حساب أمام الله تعالى بما استنسخ عنا ، ومع ذلك نرى الناس في غفلة !!!
    لماذا نبكي لأمور كثيرة دنيوية ،ولا نبكي أو نتأثر لذنوب اقترفناها تنتظرنا يوم الحساب؟؟!!
    لنستغفر ونعمل خيرا وكأننا نرى الملائكة تستنسخ أعمالنا ..
    ماشعورك  وهي تكتب غفلتك وسيئاتك ؟ ..
    وكيف هو شعورك وهي تكتب حسناتك وطاعاتك وخشوعك ؟
    كل مانعمله في الدنيا سيعاد بثه في الآخرة ، فلنحسن الأداء هنا ليحسن العرض أمام الله تعالى ..

    ........................

     
    انتبه !!
    عليك شهود يراقبونك في أي مكان وفي أي زمان
    فأين تذهب ؟؟



    شهادة النفس على ابن ادم
     (رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ)
    إن الشهداء يوم الدين هم أولاً نفس الإنسان تشهد عليه، تكون هذه الشهادة عند الاحتضار، حيث لا ينفع الندم، ولا يجدي الأسف في تلك اللحظات التي يكون الواحد فيها في ذروة الحسرة، وشدة الألم، وتقفل أبواب التوبة ويعترف الإنسان ويشهد على نفسه بالتقصير والتفريط، فأغلى أمانيه أن يقول: (رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ)



    شهادة الله، وشهادة رسله وأمة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
    أي شهادة أعظم من شهادة الله على عبده وأمته ( قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا )سورة الإسراء96.( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) سورة النساء122.( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا) سورة النساء87. ولكن الله عز وجل يحب الإعذار إلى خلقه، وأن تقوم عليهم الحجة والبينة فيبعث سبحانه وتعالى شهداء إضافيين، وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا سورة النساء166. ولكن زيادة في إقامة الحجة (وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء) سورة الزمر69. وأول من يشهد في الأمم رسلها، فيشهد كل رسول على أمته بالبلاغ (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا) سورة النساء41. (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ) سورة النحل89. وهم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، يشهدون على أممهم بالبلاغ كما يشهدون على المكذبين بالتكذيب، (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) سورة الأعراف6. ،


    شهادة الملائكة يوم القيامة
    ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد( وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ) سورة ق21. قال ابن كثير رحمه الله في السائق والشهيد: أي ملك يسوقها إلى المحشر، وملك يشهد عليها بأعمالها، فكل واحد منا يوم القيامة سيأتي ومعه ملكان، واحد يسوقه، والثاني يشهد عليه، وتنشر الصحائف التي غفل عنها العباد، ويقول الملك: (هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ )سورة ق23. والملائكة يشهدون ( وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا) فتشهد الملائكة بعدما شهد النبيون.
     



    شهادة الأرض على الناس يوم القيامة
    ( إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان مالها * يومئذ تحدث أخبارها )
    قال العلماء: من عصى الله تعالى في موضع من الأرض فليطعه في نفس الموضع حتى يشهد له بالحسنات، كما سيشهد له بالسيئات، وقد قال الله: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) سورة هود114.
    روى الترمذي رحمه الله عن النبي ﷺ، لما قرأ (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) سورة الزلزلة4.  قال: أتدرون ما أخبارها؟  قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإن أخبارها يوم تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها، تقول – أي الأرض -: عمل كذا وكذا، يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها .رواة احمد



    شهادة أعضاء الإنسان عليه
    شهدت النفس، وشهد رب العزة، وشهدت الرسل، وشهدت الملائكة، وشهدت الأرض وما عليها، فمن بقي؟ من بقي يا عباد الله؟ لقد قال النبي ﷺ: يلقى العبد ربه فيقول الله: ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى أي ربِ، فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا، فيقول: إني أنساك كما نسيتني . وفي رواية: فيقول: آمنت بك وبكتابك وبرسولك وصليت وصمت وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع، فيقول الله: ألا نبعث شاهدنا عليك . وفي رواية: فيقول الله: هاهنا إذن، الآن نبعث شاهداً عليك، فيتفكر في نفسه، من ذا الذي يشهد علي؟ فيختم على فيه ويقال لفخذه: انطقي، فتنطق فخذه وفمه ولحمه وعظامه بعمله، بعمله ما كان، وذلك ليعذر من نفسه، وذلك المنافق وذلك الذي يسخط عليه . رواه مسلم رحمه الله تعالى.
     
     
    موقع الشيخ محمد صالح المنجد
     


    39745134_274072376528924_5787639375353348096_n.jpg?_nc_cat=103&_nc_sid=8bfeb9&_nc_ohc=zusnJCUW6_QAX_AwGXR&_nc_ht=scontent.fcai2-1.fna&oh=4e3cb63c4253f6633191519523167b47&oe=5ED977DB

  21. الجزء الثالث عشر


    [قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلَّا مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا إِذًا لَّظَالِمُونَ]
    احرص على دعاء الخروج من المنزل وفيه الأستعاذه من الظلم وقل: اللهم إني أعوذ بك ان أضلّ اوأضل اوأزل اوأُزل أو أظلم اوأُظلم ، او أجهل أو يجهل علي

     

    جمعت هذه الآية أصول سبيل النجاة :
    ﴿قل هذه سبيلي :
    أدعو (الدعوة)
    إلى الله (الإخلاص)
    على بصيرة(العلم بالشرع والواقع)
    أنا ومن اتبعني (الاتباع والعمل الجماعي)
    وسبحان الله (التنزيه والتعطيم)
    وما أنا من المشركين(ولاء وبراء واعتزاز بالهوية) ﴾

     

    ماذا فعل يعقوب عليه السلام عندما اُبتلي؟
    ١-الصبر:﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾
    ٢-حُسن الظن بالله:﴿عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ..﴾
    ٣-السعي وفعل الأسباب:﴿اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا﴾
    ٤-التفاؤل:﴿وَلَا تَيْأَسُوا﴾
    والنتيجة:﴿فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ﴾

     

    ﴿قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾
    ثلاث صفات جعلت العاقبة ليوسف عليه السلام: التقوى ، والصبر ، والإحسان.

     

    ﴿وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم﴾
    لا تُبرّر لنفسك الذنب ، هيَ تأمُر .. نعم ،
    لكنّك أنتَ من يُنفّذ !

     

    عندما يُنعم الله تعالى عليك ماديا لا ترفع مستوى معيشتك فقط
    ارفع ايضاً مستوى إنفاقك،
    هكذا تشكر النعمة وبهذا يبارك لك في مالك (ولئن شكرتم لأزيدنكم)

     

    ﴿قال رب ٱلسجن أحب إلى مما يدعوننىٓ إليه﴾
    كم من يوسف خلف القضبان لأنه آثر الآخرة على الدنيا وملذاتها...

     

    آية تبعث الأمل في القلوب المنكسرة ..
    (لاَ تَيْـئَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱلله)

     

    تتعرض كثيرا لكلمات موجعة أو مسيئة أو محبطة،تستطيع الرد عليها،
    ~وكتمها في قلبك ثقيلة عليك ومؤلمة
    اجعلها شعارك:
    ﴿ فَأَسَرَّها يوسُفُ في نَفسِهِ وَلَم يُبدِها لَهُم ﴾

     

    (لن نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده)
    ولم يقل إلا من سرق ،
    لان يوسف يعلم ان اخاه لم يسرق.
    فما اراد ان يكذب في هذا .

     

    {ويُضلُ اللهُ الظالمينَ }
    الظلم من العبد سبب لأضلال الله له فاجتنب الظلم وخاصةً ظلم الضعفاء من النساء والإيتام والمساكين والخدم والعمال

     

    (وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم)
    تكظم الألسن ولا تكظم العيون!
    وقد يبكي النبي لكن لا يقول إلا ما يرضي ربه (فصبرجميل) (عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم)

     

    ( فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ )
    اعلم أن ليس كل ما يعرف يقال .

     

    (فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ )
    اجتهد لأن تكون ذو شأن و قوة ضغط ، و لكن استعملها في جلب الخير لك و لغيرك .

     

    ﴿قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون﴾
    لم يقل : أن نأخذ إلا السارق!
    لأنه يعرف أن أخاه لم يسرق، وفي ذلك تورية عن الكذب وفيها عفة لسان عالية

     

    ﴿رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين﴾
    مع حصوله على النبوة والعلم والملك كانت أغلى أمانيه (توفني مسلما وألحقني بالصالحين)

     

    من صور لطف الله تعالى في سورة يوسف
    (القميص)
    كان سببا لبيان كذب إخوة يوسف
    وكان سببا في نجاة يوسف من إمراة العزيز
    وكان سببا في عود بصر يعقوب ﷺ
    كن مع الله ﷻ يأتك الفرج من حيث لا تحتسب.

     

    ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي﴾
    خص [ الصلاة ] لأنها أفضل العبادات
    فإذا أُقيمت الصلاة؛ استقامت الحياة.

     

    من تمام النعيم والسعادة في الآخرة دخولك الجنة مع آبائنا وأبنائنا وأزواجنا وأحبابنا ...فقدموا لأنفسكم هنا لتنعموا هنالك
    اللهم نسألك من فضلك
    "جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ "

     

    ( كذ ٰ⁠لك كدنا لیوسف ما كان لیأخذ أخاه فی دین ٱلملك إلا أن یشاء ٱلله)
    إذا احبك الله كاد لك والهمك طريقة تتوصل بها لنيل مرادك..

     

    ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾
    لا تستطِل زمن إجابة الدعاء
    فالله يختار لك الموعد المناسب لتحقيق أمنياتك

     

    ( وكذ ٰ⁠لك مكنا لیوسف فی ٱلأرض یتبوأ منها حیث یشاء نصیب برحمتنا من نشاء ولا نضیع أجر ٱلمحسنین)
    هذا التمكين سبقه كيد الاخوة وفقد الاب وقعر البئر واسترقاق وكيد امرأة وسجن
    فلا تحزن لما يمر بك من البلاء فقد يكون تهيئة للتمكين والارتقاء..

     

    {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ}
    إذا أردت أن تغير مابك من الكروب
    فغيِّر أنت مافيه من الذنوب ..
    "ابن الجوزي "

     

    ( قال إنما أشكوا بثی وحزنی إلى ٱلله وأعلم من ٱلله ما لا تعلمون )
    إلى الله وليس إلى غيره المشتكى
    وماذا يملك غيره لنبث له شكواك!

     

    (لِلَّذِینَ ٱسۡتَجَابُوا۟ لِرَبِّهِمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ)
    أما يكفيك هذا الوعد لتستجيب ؟

     

    {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ }
    والداك ثم والداك
    لا تنساهما وفضلهما ، وإن نلت
    الحياة بأكملها ، أو ارتقيت عملًا
    أو ارتفعت منصبًا ..

     

    "ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء"
    إذا كنت متهاون في صلاتك أوتؤخرها اوصيك أن لا يفتر لسانك عن هذا الذكر.

     

    ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [ يوسف:103]
    • الحرصُ الشديد على هداية الناس لا يسوقُهم إليها، ولو كان الأمرُ على ذلك لما ضلَّ أقاربُ الأنبياء، ولكنَّ الهدى هدى الله.

     

    ( فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ )
    رحم الله قلوبًا أسرت جروحًا وآلامًا لأجل بقاء حبل المودة موصولًا..

     

    الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(1)
    إذا أشتبه عليك أمر ولم تعرف الحق فيه فبادر بقراءة القرآن الكريم لعل الله أن يهديك للحق والرشد

     

    (وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ)
    قال مجاهد :ظل المؤمن يسجد طوعًا وهو طائع ، وظل الكافر يسجد طوعًا وهو كاره .

     

    (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها!) نعجز عن إحصائها !
    فكيف نزعم اننا ادينا شكرها !!

     

    "حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ "
    -أقرب ساعة للفرج هي حين اشتداد الظلمة -

     

    {ومَا أكثرُ النَاسِ ولَوْ حَرصْتَ بمُؤمنينَ }١٠٣
    عدم استجابة المدعوين أحياناً ابتلاء وأختبار من الله للداعية

     

    افتتحت سورة يوسف بمصدرية القصص القرآني (نحن نقص عليك أحسن القصص) وختمت بالهدف منه (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى)
    قَصص وليس مجرد قصّة والاعتبار بالقصص على قدر إعمال العقل في أحداثها وفوائدها ورسائلها

     

    ملخّص سورة يوسف:
    (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)
    بقدر تقواك وصبرك يكن أجرك عند الله عزوجل فثق به وتوكل عليه وحده فإنه لن يضيّعك!

     

    ﴿قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين﴾
    بمجرد اعترافهم واعتذارهم
    طوى كل تلك الآلام التي تجرعها بسببهم
    وعفا عنهم بدون تردد
    هكذا نفوس الكبار

     

    ﴿قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم﴾
    لم يطلب المنصب لأجل نفع نفسه وإنما لأجل نفع الأمة حفاظا على مكتسباتها.. لانه حفيظ عليم

     

    {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }
    تَخلّق بخلق الأنبياء ،لا جدال ،ولا عتاب ،
    بل عفوٌ وتسامح ، ومغفرةٌ من رب العباد ..

     

    لابأس بأن نحتاط ونتزود بوسائل الحماية والوقاية..
    ولكن حذاري أن نغفل الدعاء والتضرع لله باسمه الحفيظ..
    ( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )

     

    ( عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً )
    قوة الرجاء والتوكل جمعته بهم جميعا
    اقطع رجاءك من المخلوق فإنه عاجز .
    قوي رجاءك بالخالق فإنه وحده القادر .

     

    قاعده لا تتبدل ولا تتغير ؛ الحق يبقى وإن ظن الناس بزواله واندثاره والباطل يضمحل وينتهي مهما علا وانتفش ( فأَمَّا الزَّبدُ فيَذهَبُ جُفاءً وأَمَّا مَا ينفَعُ النَّاسَ فيَمكُثُ فِي الأَرضِ كَذَٰلِكَ يضرِبُ اللهُ الأَمثَال)

     

    مالازم أحد للذكر إلا وزال همه وانشرحت نفسه واطمئن قلبه!
    فبالذكر تمحى الذنوب وترتفع الدرجات وتتنزل الرحمات..
    الذكر حياة المؤمن وقوته ومتنفسه! ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)

     

    (وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ )
    الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل على الله تعالى

     

    حين تعجز عن وصف همومك ‏‏وشرح ألمك ؛ ‏قل :
    ﴿رَبَّنا إِنَّكَ تَعلَمُ ما نُخفي وَما نُعلِنُ ﴾ابراهيم : 38
    أي: أنت أعلم بنا منا .
    ‏أفياء الوحي

     

    ‏من أسباب الثبات على الحق والهدى: ترك الظلم
    ‏﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ﴾إبراهيم :27
    د.فوزية الخليفي

     

    ﴿.. وَلَنَصبِرَنَّ عَلى ما آذَيتُمونا وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلونَ﴾
    إبراهيم :12
    شعار المؤمن حين يشتدّ به الأذى ، يتدثر بالصبر والتوكل


    ﴿إِلَيهِ أَدعُوا وإلَيهِ مَآب﴾ الرعد :36
    ذكّر نفسك دائما أنك راجع إلى الله ، فلا تهتم بما يقول الناس فيك، مآبك إلى مولاك

     

    { تَوَفَّنِي مُسْلِمًا}
    يوسف : 101
    أعظم من الجمال ، و أعظم من المال ، و أعظم من العز ، و أعظم من الحرية :
    أن يتوفاك الله مسلماً

     

    إخلاص النيــة من أهــم ما يعين على الصبر .
    { وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ }الرعد:22
    هذا هو الصبر النافع الذي هو من خصائص أهل الإيمان ..
    فإن العبد إذا جعل رضى الله نصب عينيه هـانت عليه الدنيـــا بمــا فيهــا.
    يارب لا تجعل الدنيا أكبر همنا ..
    الشيخ السعدي رحمه الله تعالى

     

    {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ}
    الرعد : 6
    جمع بين الوعدِ والوعيدِ، ليعظُم رجاء الناس في فضلِه ، ويشتدَّ خوفُهم من عقابه.

     

    قاعدة قرآنية محكمة ، وشواهدها لا تحصى :
    {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} يوسف :90
    لكن تنبه لشرطيها الكبيرين .

     

    من أعظم الأشياء ضررًا على العبد بطالته وفراغه، فإن النفس لا تقعد فارغة بل إن لم يشغلها بما ينفعها شغلته بما يضره ، (إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) .

     

    {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} يوسف : 76
    لاتغتر بعلمك مهما رأيت أنك فقت به غيرك ، واكسر جماح نفسك وتعاليها بهذه الآية.
    د. محمد الربيعة

     

    وَما شَهِدنا إِلّا بِما عَلِمنا ﴾ يوسف : 81
    الكلام في الأشياء شهادة ؛ فالشيء الذي لا تعرف حقيقته لا تخض فيه.
    الشنقيطي

     

    ﴿عَسَى اللَّهُ أَن يَأتِيَني بِهِم جَميعًا إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ﴾
    يوسف : 83
    هذا دأب المؤمن في علاقته مع ربه، فهو يحسن الظن به دوما*

     

    من أعظم ما يسلي المؤمن إذا فاته شيء من حظوظ الدنيا، أو ابتلي بشيء من كبدها أن يتدبر هذه الآية :
    { وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} يوسف :57

     

    No photo description available.


  22. الجزء الثانى عشر


    "وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ " هود
    الإنسان -بطبعه جاهل ظالم بأن الله إذا أذاقه منه رحمة كالصحة والرزق، والأولاد، ثم نزعها منه، فإنه يستسلم لليأس، وينقاد للقنوط، فلا يرجو ثواب الله، أو خير من مصيبته

     

    ﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين﴾ [هود:6]
    • لا تخَف على نفسك من ذهابِ الرزق، فإن رزقَك قد ضُمِنَ لك، ولكن خَف عليها من انحرافك عن طريقِ النجاة، فإن النجاةَ لم تُضمَن لك.

     

    (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)
    قال الثوري عن بعض أصحابه أنه قال: ثلاث من الصبر: أن لا تحدث بوجعك، ولا بمصيبتك، ولا تزكي نفسك.

     

    (على الله رزقها) أصل الكلام رزقها على الله، قدم الجار والمجرور ليعلم أن الرزق على الله وحده، وأن ذلك حقاً أحقه على نفسه، فأبعد من تعلق بأسباب ومظاهر ونسي مسببها! وضل طريق الرزق من تعلق بقتور ممسك باخل ظن أن مفاتيح الرزق عنده دون الجواد الكريم الباذل!

     

    { ولم يؤت سعة من المال }
    { لولا أنزل عليه كنز }
    هؤلاء هم أهل الدنيا .. نظرتهم للمال أولا ويدورون حوله ويحكمون على الناس من خلاله .

     

    (إِنْ أرِيد إِلَّا الإِصلاح ما استطعت وما توفيقي إِلَّا بِاللَّه عليه توكلت وإليه أنيب)
    شعار المؤمن الثابت على الحق الذي فهم المهمة التي أوكلت إليه: الاستخلاف في الأرض
    بذل الوسع في الإصلاح
    التبرؤ من الحول والقوة
    التوكل على الله
    الإنابة إلى الله

     

    ﴿ من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون﴾ [هود:15]
    • مَن قصُرَ نظرُه جعل همَّه الدنيا، والظفرَ بشهواتها، ومن بعُدَ نظرُه جعل غايتَه الآخرة، والفوزَ بخيراتها.
    [هدايات القرآن الكريم:223]

     

    (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ، وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ)
    الجزاء من جنس العمل، فكما يكون الطاغية متقدماً على قومه بالباطل في الدنيا؛ فهو سابق لهم في العذاب

     

    {وَأَقِمِ الصلَاة طرَفَيِ النهَارِ وَزلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ}
    تلك أرجى آية في كتاب الله .
    لنعلم أن الصلاة في قمة الحسنات وأن جميع الحسنات ، تذهب السيئات .

     

    الأحزان لاتبقى والهموم لاتدوم ومهما استوحشت روحك ذلك الظلام فحتمًا سيتبعه صبحٌ مشرق جميل؛ فأحسن الظن وتأمل قوله تعالى: ( أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)

     

    {مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا}
    تشعرك بالراحة والسكينة وتبدد كل مخاوفك

     

    (إنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ)
    ولما كان هذا فيه نوع تزكية للنفس، دفع هذا بقوله: (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ) أي: وما يحصل لي من التوفيق لفعل الخير والانفكاك عن الشر إلا بالله تعالى، لا بحولي ولا بقوتي

     

    (قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا ۖ )
    كثير من الناس يحبونك صالحا ، و يحاربونك مصلحا !!

     

    (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا)
    ففي هذا أن السلام قبل الكلام
    تفسير السعدي


    قال تعالى:"قالت يا ويلتى ءألِدُ وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب، قالوا أتعجبين من إمر الله"
    هو الله لايعجزه شي يارب ارزقنا اليقين وحسن الظن بك

     

    ( اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ )
    الخوض في النوايا والتقول عليها من الظلم والتعدي..
    فإنما علمها من اختصاص الله سبحانه..

     

    (الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ)
    رسالة لكل مظلوم مهما غابت الحقيقة وأخفاها الخلق
    فلابد من ظهورها ولو بعد حين!
    فقط فوض أمرك لله..

     

    (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ ) ..هود
    الاستغفار والتوبة مفتاح الأرزاق وبوابة النعم من نزول المطر وكثرة الذرية والخير

     

    ﴿يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ﴾
    قال: مع الكافرين ، ولم يقل: مع الغارقين
    لأن مصيبة (الدين) أعظم مصيبة.
    «اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا»

     

    {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا}
    من الحكمة ، عدم البوح بالأخبار
    التي هي مظنة الغيرة أو الحسد .

     

    (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين)
    بقدر ما تجاهد نفسك في الابتعاد عن مواطن الريب يكن خلاصك منها .

     

    (ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون)
    اخذ المال على الدعوة قد يقدح في مصداقية الداعية... ولذلك ترفع عنه الانبياء والصالحون

     

    ﴿ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا﴾.
    ﴿فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا﴾.
    ﴿ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا﴾.
    الإيمان الصادق يحفظ صاحبه من الفتن، وينجيه في الأزمات والمهلكات بفضل الله ورحمته.

     

    فوض أمره إلى الله ، فصار أقوى الخلق .....بتوكله على الله.
    (فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُون)
    (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا)

     

    { أصلاتك تأمرك }
    لقد رأوا صلاته وعلموا أنها أعظم ما تؤثر عليه .. فانظر في صلاتك وهل لها أثر كبير في حياتك .

     

    سورة هود افتتحت (إلى الله مرجعكم) وختمت (وإليه يرجع الأمر كله)
    وبينهما (وإليه ترجعون)
    يا من أيقنت بأن المرجع إليه اعبده وتوكل عليه.

     

    ( فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل)
    لا تتخلى عن الدعوة إلى الله مهما سمعت من الناس..

     

    إذا أذن الله بشيء هيّأ أسبابه، فلما أذن الله بخروج يوسف قدّر أن يرى الملك رؤياه التي ما زادت يوسف إلا عزاً ورفعة إلى رفعته
    (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ ..)

     

    ﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾
    مَنْ يَشْكِي لله بَثَّهُ يَجِدْ أُنْسَـًا يُنْسِيه هَمُّه.

     

    (مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ)
    "الاجتهاد في نفى التهم، واجب وجوب اتقاء الوقوف في مواقفها"

     

    ﴿قالَ يا نوحُ إِنَّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِح﴾
    الإيمان والعمل الصالح هو المعتبر به عند الله وليس النسب ..

     

    ﴿ وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾
    أمر الله نافذ مهما كان في نظرگ مستحيل ...

     

    آية أبكت جمعاً من السلف الصالح
    (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون - أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )

     

    ( يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً ) ليس بالضرورة أن يكون المتاع الحسن بالمال وسعة العيش لكنه قد يمتع المرء بسعادة في قلبه وطمئنينة وقناعة ورضًا وإن ضُيق عليه في رزقه.!

     

    (لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك إن الشيطان للإنسان عدو مبين)
    (من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي)
    الشيطان متربص فاحذر أن تفتح له نافذة الحسد فيدخل منها إلى قلبك فينزغ بينك وبين أحبابك!

     

    {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ }
    وهو برهان الإيمان الذي حصل في قلبه؛ فصرف الله به ما كان هم به، وكتب له حسنة كاملة

     

    ( إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ)
    تعجبت وحُقّ لها أن تتعجب!
    عقيم وعجوز وشيخ كبير..!!
    لكنه ربّ المعجزات سبحانه..
    سيجبر قلبك متى شاء وكيفما يشاء..
    فقط كن على يقين..

     

    ( يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا ) اصدع بها لمن حولك..
    خاطب بها من تحب.. اصحبهم معك في سفينة النجاة..
    فالدعوة أحيانًا تحتاج بعض اللين مع من نحب..

     

    (وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
    طلب المغفرة ابتداء ... ثم أعقبها بطلب الرحمة؛
    لأنّه إذا كان بمحل الرضى من الله؛ كان أهلاً للرحمة

     

    {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ}
    قال القرطبي رحمه الله :
    في هذه الآية تسلية للخلق في فساد أبنائهم وإن كانوا صالحين .

     

    (الذين يبلغون رسالات الله)
    رحم الله من أعان على نصرة الدين ولو بشطر كلمة..

     

    (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ)
    ينبغي للعبد- إذا رأى محلاً فيه فتنة وأسباب معصية- أن يفر منه، ويهرب غاية ما يمكنه؛ ليتمكن من التخلص من المعصية؛ لأن يوسف- عليه السلام- لما راودته التي هو في بيتها؛ فر هارباً، يطلب الباب؛ ليتخلص من شرها

     

    اضلال الآخرين سبب لمضاعفة العذاب
    فإياك ان تدل غيرك على معصية
    ۘ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ ۚ

     

    (وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ ۖ ) هود
    احذر أن تنظر إلى أحدهم فيقع في نفسك
    أنك أفضل منه وتزدري شكله أو عمله فقد يكون خيرا منك وأعظم منزلة عند الله والله أعلم بما في أنفسكم

     

    (فاصبر إن العاقبة للمتقين)
    إن من سنة الله تعالى أن الأعمال العظيمةلاتتم إلا بالثبات والاستمرار .

     

    {وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}
    الإهلاك بعلة الظلم ، والآخذ هو الله
    فأخذه شديد على قدر قوته سبحانه .
    فهو يأخذ أخذَ عزيزٍ مقتدر .

     

    (إن أريد إلا الإصلاح مااستطعت)
    ليس من شرط الإصلاح إدراك النجاح..!

     

    {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}
    المصلحون بوابة خير وأمان ، في كل مجال ، وعلى كل أرض .
    فجاهد أيها المصلح لإصلاح محيطك ، ومن حولك ، لتأمن على نفسك ، من وعيد الله .

     

    "... أو ءاوي إلى ركن شديد"
    إذا لم تكن لديك القدرة لتغيير منكر ما،فابتعد كل البعد عن هؤلاء الجماعة التي تفعل المنكر.

     

    ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾
    كما أَمرَ ربُّك الرحمٰن،
    لا كما تشتهي نفسُك والشيطان.

     

    (ولايلتفت منكم أحد)
    إشاره للمؤمن ألا يلتفت في عمله للوراء إلا على سبيل تقويم الأخطاء..
    لأن كثرة الإلتفات تضيع الوقت وربما أورثت وهناً..

     


  23. {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة : 114]

    تأملوا هذا الوصف البليغ في الولاء والبراء ..
    كم كان سيدنا إبراهيم عليه السلام حليما وهو يدعو والده للإيمان بالله الواحد وترك عبادة الأصنام ويلح في ذلك .. وكان يناديه (يا أبت لما تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ..... فاتبعني أهدك صراطا سويا . يا أبت لاتعبد الشيطان ..... يا أبت إني أخاف ان يمسك عذاب من الرحمن ...) ويجيبه أبوه (... لئن لم تنته لأرجمنك ..) يرفض أبوه دعوته ويهدده بالرجم إن لم ينته !... وإبراهيم عليه السلام كان يتأوه تحسرا وحزنا عليه وخوفا من الله ، ثم تبرأ منه ...



    وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)
    1-(إن إبراهيم..أواه)كثير التأوه حزنا(فلا تقل لهما أف)للتضجر (أواه)و(أف)حرفان لكن: إحداهما رفعت صاحبها والأخرى أسقطته    (انتبه حتى لحروفك) /عقيل الشمري
    2-تأمل هذا الوصف البليغ في الولاء والبراء{ فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه }اللهم إنا نتبرأ من كل عدو لك ولدينك ولرسولك وللمؤمنين. / محمد الربيعة
    3- كيف تجتمع صفة الحلم والغلظة فتكون كمالاتأمل وصف الله لإبراهيم{ فلما تبين له أنه عدو له تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم} / محمد الربيعة
    4-(إن إبراهيم ﻷواه) كثير (التأوه والتحسر) ﻷنه رحيم. حتى (آه) يكتبها الله إن كانت لله / عقيل الشمري
    5- ﴿فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه﴾ البراءة من المفسدين المنحرفين وعموم أعداء الدين من الأهل والأقربين هي منهج الأنبياء والمرسلين   / د. عبدالله المقحم
    6-" فلما تبين له أنه عدوّ لله تبرأ منه " لم يتشبه به ولم يحتفل معه بأعياده ولم يواله ، ولم يحبه !!  / عبدالسلام الرسي
    7-﴿فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه﴾ إبراهيم يتبرأ من أبيه أحب الناس إليه لما علم عداوته لله فما حال المحتفلين مع أعداء الله؟  / إبراهيم العقيل
    8-‏"إن إبراهيم لأواه حليم"حليم: ذو رحمة بالخلق وصفح عما يصدر منهم إليه من الزلات ، لا يستفزه جهل الجاهلين و لا يقابل الجاني عليه بجرمه. / تفسير السعدى
    9-﴿إن إبراهيم لأَوَّاهٌ حليم﴾ الأوّاه:المؤمن بالله والموقن بوعد الله والمتضرّع لله والتوّاب إلى الله فلذلك هو﴿حليمٌ﴾بعباد الله، يعفو ويصفح لله/ روائع القرآن

    حصاد التدبر


    95956551_2973908899352480_7618714625197998080_o.jpg?_nc_cat=103&_nc_sid=8024bb&_nc_ohc=yyHtf1-4PHcAX-bYv0r&_nc_ht=scontent.fcai2-1.fna&_nc_tp=7&oh=c0e0b0c3a244764caff3d49600201e93&oe=5ED7F442

  24. عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أُمِّ عَبْدِاللهِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ»، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: «يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ»؛ متفق عليه، هذا لفظ البخاري.

     

    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:

    ذَكَرَ المؤلِّفُ حديثَ عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه يغزو جيش الكعبة؛ الكعبة المُشَرَّفة حماها الله، وأنقذها من كل شَرٍّ.

     

    هذه الكعبة هي بيت الله؛ بناه إبراهيم، وابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام، وكانا يرفعان القواعد من البيت ويقولان: ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127].

     

    هذا البيت أراد أبرهة أن يغزوه من اليمن، فغزاه بجيش عظيم في مُقَدِّمته فيل عظيم؛ يريد أن يهدم به الكعبة، بيتَ الله؛ فلما قَرُبَ من الكعبة، ووصل إلى مكان يُقال له المُغَمَّس حَرَنَ الفيلُ، وأبى أن يتقدَّم، فجعلوا ينهرونه؛ ليتقدم إلى الكعبة، فأبى، فإذا صرفوه نحو اليمن هرول وأسرع؛ ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام في غزوة الحديبة، لَمَّا أنَّ ناقته حَرَنَتْ، وبركت من غير عِلَّة؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَا خَلَأَتِ الْقَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ»، فالنبي عليه الصلاة والسلام يدافع عن بهيمة؛ لأن الظلم لا ينبغي ولو على البهائم؛ «مَا خَلَأَتِ الْقَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ - أي: عادة - وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ - وحابس الفيل: هو الرب سبحانه وتعالى - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا».

     

    المهم أنَّ الكعبة غُزِيَت مِن قِبَلِ اليمن، في جيش عظيم، يقوده هذا الفيل العظيم؛ ليهدم الكعبة، فلما وصلوا إلي المُغَمَّس أبى الفيل أن يمشي، وَحَرَنَ، فانتهروه، ولكن لا فائدة، فبقوا هناك، وانحبسوا؛ فأرسل الله عليهم طيرًا أبابيل، والأبابيل: يعني الجماعات الكثيرة من الطيور، وكل طير يحمل حجرًا قد أمسكه بِرِجْلِه، ثم يرسله على الواحد منهم، حتى يضربه مع هامته ويخرج إلى دبره، ﴿ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾ [الفيل: 5]؛ كأنهم زرع أكلته البهائم، وأندَكُّوا في الأرض، وفي هذا يقول أمية بن الصلت:

    حُبِسَ الْفِيلُ فِي الْمُغَمَّسِ *** حَتَّى ظَلَّ يَحْبُو كَأَنَّهُ مَعْقُورُ


    فحمى اللهُ عَزَّ وجَلَّ بيتَه من كيد هذا الملك الظالم الذي جاء ليهدم بيت الله، وقد قال الله عزَّ وجَلَّ: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج: 25].

     

    في آخر الزمان يغزو قوم الكعبة، جيش عظيم.

     

    وقوله: «حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ»؛ أي: بأرضٍ واسعة مُتَّسعة، «خَسَفَ اللهُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ»؛ خُسِفَت بهم الأرض، وساخوا فيها هم وأسواقهم، وكُلُّ مَن معهم.

     

    وفي هذا دليل على أنهم جيش عظيم؛ لأن معهم أسواقهم؛ للبيع والشراء وغير ذلك؛ فَيَخْسِفُ الله بأولهم وآخرهم.

     

    لَمَّا قال الرسول صلى الله عليه وسلم هذا، ورَدَ على خاطر عائشة رضي الله عنها سؤال، فقالت: يا رسول الله، كيف يُخْسَف بأولهم وآخرهم، وفيهم أسواقهم، ومَن ليس منهم؟»؛ أسوأقهم: الذين جاؤوا للبيع والشراء، ليس لهم قصدٌ سيئ في غزو الكعبة، وفيهم أُنَاس ليسوا منهم؛ تبعوهم من غير أن يعلموا بِخُطَّتِهِم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَأَسْوَاقِهِمْ وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نِيَّاتِهِمْ»؛ كُلٌّ له ما نوى.

    هذا فَرْدٌ من أفراد قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «إنَّما الأَعمالُ بالنِّيَّاتِ، وإِنَّمَا لِكُلِّ امرئٍ مَا نَوَى».

    وفي هذا الحديث عِبرة: أنَّ مَن شارك أهلَ الباطل، وأهلَ البغي والعدوان؛ فإنه يكون معهم في العقوبة؛ الصالح والطالح، العقوبة إذا وقعت تَعُمُّ الصالح والطالح، والبَرَّ والفاجر، والمؤمن والكافر، والمصلي والمستكبر، ولا تترك أحدًا، ثم يوم القيامة يُبْعَثون على نيَّاتهم؛ يقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 25]؛ والشاهد من هذا الحديث: قولُ الرسول صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ»؛ فهو كقوله: «إنَّما الأَعمالُ بالنِّيَّاتِ، وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى».

     

    المصدر: « شرح رياض الصالحين »


    شبكة الألوكة


  25. الجزء الحادي عشر

     

    (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ)
    جاءت بصيغة المضارع دلالة على تجدد التدبير واستمراره ؛فالله سبحانه لايهمل الخلق .
    وتكررت في كتاب الله اربع مرات ؛ لينزع من قلبك توهم أن أمرك بيد أحد غيره
     
     
    (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ ..)
    وسماها ساعة تهويناً لأوقات الكروب وتشجيعاً على مواقعة المكاره فإن أمدها يسير وأجرها عظيم
     
     
    ﴿وَظَنُّوٓا۟ أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيْهِ﴾
    مَنْ علَّق قلبه بربه ؛ انكشف كربه.
     
     
    {لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ}
    في الدنيا :الثناءالحسن ومودة المؤمنين، والرؤيا الصالحة، والتيسير لأحسن الأعمال والأخلاق.
    في الآخرة: بشارة عند قبض الروح، وفي القبر،ومايُبشر به من رضا الله والنعيم.المقيم
     
     
    ( ويأخذ الصدقات )وأنت تبذل صدقتك
    لا تنظر بعينك للفقير الذي يمسكها ولكن انظر بقلبك إلى الله الذي يأخذها
    ﴿وَإِن يُرِدكَ بِخَيرٍ فلا رَادَّ لِفَضلِهِ﴾
    عش مطمئنًا ، قرير العين.. فكلُّ القوى التي على وجه الأرض..
    لن تستطيع أن تردَّ عنك خيرًا قدَّره الله لك.
     
     
    ﴿وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه﴾ [التوبة: ١١٨]
    الظن هنا بمعنى اليقين، لمّا أيقنوا أن الفرج من الله؛ جاءهم مباشرة: ﴿ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم﴾ [التوبة: ١١٨]
    بشر الموقنين بفرج قريب ..
     
     
    (وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِين )
    قد تبتلى بظالم فتعجز عن المخرج ولكن على انتظار
    أن الله سيحكم ولو بعد حين
     
     
    {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم}
    لا تبتعد عن الحق حتى لاتعاقب بعدم العودة
     
     
    ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾
    كلّما تعلمت آيةً انظُر وقعها على قلبك
    وهل أحيت فيه مواتًا؟
     
     
    (وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ)
    حين تنقطع بك السبل وتضيق بك الحياة وفقدت الأمل بمن حولك ولم يبقى في قلبك
    الا الله..
    حينها أبشر بقرب الفرج..
     
     
    ﴿فإن تولَّوا فقل حسبي الله﴾
    لكل من تخلّى عنك، لكلّ من آذاك، لكل شيء وأي شيء حسبي الله يكفيني"
    يارب أنت حسبنا
     
     
    { وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ }
    توسل إلى الله برحمته أن ينجيك مما تحذر.
     
     
    (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ..) التوبة
    كما أن التوبة تجب الذنوب والخطايا كذلك الصدقات
    فالصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار كما قال ﷺ
     
     
    ﴿ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾
    قلها لنفسك وللشيطان ، كلما دعوك إلى العصيانِ.
     
     
    (الآن حصص الحق )
    بأمر من القوي العزيز تنهار إمرأة العزيز
    سيحصص الحق وتنكشف الحقيقة
    كن على يقين.
     
     
    {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ }
    من فوائد الفتن ؛توقظ الغافلين ،وتُذكر اللاهين ، وتميز المؤمن من المنافق والصادق من الكاذب
     
     
    (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحًاوآخر سيئًا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم)
    مهما اذنبت اعترف بذنبك بينك وبين الله واستغفره واجعل بينك وبين الله عملا صالحاً خالصا لوجهه وأسأله التوبة وأكثر من الصدقات لأن(عسى)من الغفور الرحيم واجبة واقعة
     
     
    {ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها}
    الله لا يأمرك بترك الدنيا ولكن مراده منك ألا تركن إليها وتأنس بها فتنسى آخرتك فتهلك.
     
     
    ( لیس على ٱلضعفاء ولا على ٱلمرضىٰ ولا على ٱلذین لا یجدون ما ینفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله)
    إذا لم تسعفك صحتك ومالك فالتسعفك نيتك الصادقة
     
     
    ‌ {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}
    فلتفرح أيها المؤمن بأن جعلك الله مسلمًا مؤمنًا من أهله ..
    خيرٌ لك من كل ماجمعه الكافر من أموال الدنيا وحطامهاوزخرفها وزهرتها الفانية ،
     
     
    {وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ }
    كسر القلب لله عند المصيبة نعمة يتذوقها اهل الإيمان
     
     
    ﴿خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها ...
    صدقتك تزكية لنفسك،قبل أن تكون سدا لحاجة الفقير.
    زك نفسك...~
     
     
    ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا ﴾
    في كلِّ أحوالك استشعر مراقبة الله .
     
     
    (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
    - وقال [ أي الإمام أحمد]: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ} وهي النظر إلى الله عز وجل
     
     
    لا تغفل عن التسبيح..
    فهو من أكثر الأذكار الواردة في القرآن والسنّة ، وهو دعاء المتقين في الجنّة..
    ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ﴾
     
     
    (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
    لا تستهن بهذا الدعاء فإنه لا يقدر على هذا الاعتراف إلا قلب مخلص في توبته محاسب لنفسه معترف بتقصيره
     
     
    ( يهديهم ربهم بإيمانهم )
    هدايتك على قدر إيمانك
    اللهم نسألك إيمانا خالصا يقربنا إليك .
     
     
    إن تكاسلت عن عمل صالح،أو لم تحسن فيهاأو ضعفت همتك،
    تذكر: ﴿وَقُلِ اعمَلوا فَسَيَرَى (اللَّهُ )عَمَلَكُم وَ(رَسولُهُ) وَ(المُؤمِنونَ) ...
     
     
    ( وٱلذین ٱتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفریقا بین ٱلمؤمنین وإرصادا لمن حارب ٱلله ورسولهۥ من قبل ولیحلفن إن أردنا إلا ٱلحسنىٰ)
    لفساد نيتهم فسد عملهم مع كونه في الظاهر عملا صالحا..
     
     
    ( ولا على ٱلذین إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم علیه تولوا وأعینهم تفیض من ٱلدمع حزنا ألا یجدوا ما ینفقون)
    خلد الله ذكر دموعهم لانها دمعات غالية خرجت حزنا على فوات الطاعة
     
     
    ﴿ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ﴾
    مهما طالَ زمنُ البلاءِ فلا بدَّ من يومٍ يأذنُ اللهُ فيه بالنجاة
    وتكونُ تلك النجاةُ يومَها عظيمةَ الوقع على النفوس والحياة.
     
     
    هل ضاق صدرك من ذنوبك ...هل قنطك الشيطان من رحمة ربك
    تدبر الآية(وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحًا وآخر سيئًا عسى الله أن يتوب عليهم)
    فمن الذي ما أساء قط،إنما يأتي الخوف عندما ينهمك العبد في ذنوبه دون ندم على ما مضى منه ، فهذا على خطر عظيم ،فبشرى للنادمين
     
     
    (بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم )
    صحابه ومجاهدون ومعهم النبي صلى الله عليه وسلم كادت قلوبهم ان تزيغ ..
    لا تثق بنفسك ولا بقدراتك ؛ الثبات من الله وحده ، اطلبه دومًا من الله .
     
     
    {يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين}
    ما اكثر مايحلف المنافق لأجل رضا المخلوق ؛تكررت في الايات بكثرة وذلك ديدنهم
    ما اكثر معاذيرهم الكاذبة، وأيمانهم الفاجرة .
     
     
    "... حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم"
    التزموا هذه الدعوة دائما ففيها من مفاتيح الفرج الكثير.
     
     
    ﴿لَقَد تابَ اللَّهُ عَلَى (النَّبِيِّ):
    .أتظن نفسك مستغنيا عن التوبة؟!
    مهما بلغ بك من عمل ...
     
     
    من أسباب رفع البلاء .. التزام الدعاء
    { دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائما ً فلما كشفنا عنه ضره ..}
     
     
    حينما تجد الأبواب قد أُغلقت.. والهموم قد تتزاحم بداخلك ..
    عندما تعجز عن تخطيط .. أعلنها موقن بها ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ ) وترقب حسن تدبيره ..
     
     
    لا تشخصن خلافك مع أحد ..
    وناقش الفكرة وتبرأ من الفكر ولا تخرج عن أدب الحوار ..
    ﴿ أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون﴾
     
     
    (إليه مرجعكم جميعا)
    (ثم إلينا مرجعكم)
    (فإلينا مرجعهم)
    (ثم إلينا مرجعهم)
    الحياة قطار محطته النهائية عند الله عزوجل فهنيئا لمن ترجّل منه إلى الجنة!
     
     
    (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ}
    تبرأ من كل عدوٍ لله ولرسولك ولدينك ..
    فالولاء والبراء من أوثق عُرى الإيمان ..
     
     
    (وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ)
    حين تنقطع بك السبل وتضيق بك الحياة وفقدت الأمل بمن حولك ولم يبقى في قلبك
    الا الله..
    حينها أبشر بقرب الفرج..
     
     

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×