اذهبي الى المحتوى

امانى يسرى محمد

العضوات
  • عدد المشاركات

    7669
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ آخر زيارة

  • الأيام التي فازت فيها

    60

مشاركات المكتوبهة بواسطة امانى يسرى محمد


  1. {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [المائدة : 42]

    يقول الله تعالى في حديث قدسي (ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ... )
    أعزائي :
    الله هو المقسط و العدل ويأمر عباده بالعدل ....فما بالنا نتغاضى ولا نبالي فنظلم من حولنا ؟!!!! والله لايحب الظالمين..
    إذا أردت ان يحبك الله ياعزيزي ، فأقم في قلبك أعدل محاكم التاريخ ، وامنح من تتهمه أقصى حقوق التعبير عن نفسه ، واستوف بنفسك حججه وتبريراته ، وامنحه حق الإعتراض والاستئناف على قرارك عليه ، وانتبه أن يؤثر أحدهم عليك فيتغير سير العدل في ضميرك .. لانك انت المسؤول امام الله إن ظلمته ..
    اللهم لاتجعلنا من الظالمين ولا المظلومين وأعنا على العدل في أقوالنا وأفعالنا برحمتك يا ارحم الراحمين..


    وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42)

    1- إذا مدحت أحدا فوق حقيقته وقدره فلا تعجب حينئذ إذا وصفك أحد دون حقيقتك وقدرك؛ إذ كل منكما كذب فأعطى اﻵخر ما ليس أهلا له(إن الله يحب المقسطين) ./ سعود الشريم
    2-وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } حتى ولو كانوا ظلمة وأعداء، فلا يمنعك ذلك من العدل في الحكم بينهم. وفي هذا بيان فضيلة العدل والقسط في الحكم بين الناس، وأن الله تعالى يحبه./السعدي
    3-مقام المقسطين بين الناس عظيمًا يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ الله عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا)) صحيح مسلم


    29572567_196816770921152_755730210317790

  2. سورتان في القرآن بدأت بالويل،،
    “ ويل للمطففين “
    “ ويل لكل همزة لمزة “
    الأولى : في أموال الناس،،
    والثانية : في أعراض الناس…
    فلا تغفل عنهما

     

    { حتى زرتم المقابر }
    الدنيا ممر..
    القبر زيارة..
    الآخرة دار الخلود..
    فالعاقل يجتهد في دنياه ليرتاح في قبره ويفوز في أخرته.

     

    ﴿ويل لِلْمُطَفِّفِينَ﴾ [المطففين: 1]: 
    إذا كان الويل لمن طفف مكيال الدنيا، فكيف حال من طفف مكيال الدين، وفي الحديث: «أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته». خالد أبوشادي

     

    حين تدعوك نفسك إلى معصية وأنت في خلوة عن الناس فتذكر
    (ألم يعلم بأن الله يرى)

     

    ﴿فويل للمصلين﴾
    هم يصلون لكن كيف هي صلاتهم!
    ﴿الذين هم عن صلاتهم ساهون﴾
    أي لا هون لا يبالون بها حتى ينقضي وقتها
    فلننتبه من تأخير الصلاة تهاونا وإهمالا
    ﴿الذين هم يراءون﴾
    يراؤون بصلاتهم لا يخلصونها لله
    فلنراجع نياتنا ونسأل الله أن يعيذنا من الرياء

     

    { لايسمعون فيها لغواً ولا كذاباً}
    مما يكدر المجالس ويذهب بركتها الكلام الباطل والكذب والمراء ولذا فأهل الجنة يتنعمون وينزهون عن سماع مثل هذا اللغو .

     

    سورة الفلق (تعالج الشرور الظاهرة)
    سورة الناس (تعالج الشرور الخفية)
    ولو التزم الناس بهذين السورتين في الرقية للعلاج من بعض الأمراض المنتشرة لتغيرت أحوالهم، ولقد جُربتا كرقية من بعض الأمراض المنتشرة لا سيما النفسية والروحية فكان لهما عظيم النفع والأثر!.

     

    عجبًا لمن يشكي الفراغ ويضيعه فيما لا يفيده وهو يقرأ ويسمع قول ربه:
    ﴿فَإِذا فَرَغتَ فَانصَب ۝ وَإِلى رَبِّكَ فَارغَب﴾

     

    ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ {7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ {8} 
    لنجاتك لا تستصغر الطاعات و لا تستحقر المعاصي

     

    { أما من استغنى } {فأنت له تصدى}
    درس للدعاة:
    لاتقدم مصلحة غير متيقنة على مصلحة راجحة .
    فالعناية بالمقبلين أولى من المشكوك في تقبلهم .

     

    {إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}
    لو رفضت أمك رؤيتك طيلة حياتها لكان أصعب عقاب في حياتك
    فكيف بمن سيحرم من رؤية الرحيم

     

    { يا ليتني قدمت لحياتي }
    نموذج محزن لمن لم يستعد للمستقبل الحقيقي

     

    {إن إلينا إيابهم (25) ثم إن علينا حسابهم (26)} 
    تأكيد أن العودة حتمية إلى ملك الملوك 
    ثم الحساب العسير الشديد الأليم ..

     

    {الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف }
    نعمتان لن تنعم بأحدهما مالم تتحقق الأخرى .
    ومما يحافظ عليهما ( فليعبدوا رب هذا البيت )
    اللهم أدم على بلادنا وبلاد المسلمين الأمن والإيمان.

     

    ﴿ يوم تبلى السرائر ﴾
    قال رجل لِـ أبي الدرداء : 
    أوصني .. 
    قال: "تَذگّر يَومًا تَصيرُ فِيهِ السَريرَة عَلانِيه

     

    { فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا }
    قال عبد الله بن عمرو ؛
    مانزل على أهل النار قط أشد من هذه الآية .
    نعوذ بالله من حال أهل النار

     

    (وأرسل عليهم طيرا أبابيل) 
    جاءوا باضخم الحيوانات لكن منعهم من الهدم طيور صغيره!

     

    السبب:مراقبة ﷲ {وأما من خاف مقام ربه} 
    العمل:مخالفة الهوى{ونهى النفس عن الهوى}
    النتيجة:دخول الجنة {فإن الجنة هي المأوى}

     

    ﴿وَاسجُد وَاقتَرِب )
    أن تنحني من طولك وتضع جبهتك على الأرض لن تذهب سـُدى ...سيرفعك الله بها درجة بالجنة ...وتكون أقرب الى الله وأنت ساجد .

     

    { تعرف في وُجُوهِهِم نضرة النعيم }
    جدوا في الدنيا بالطاعات حتى أُرهقت أبدانهم ووجوههم فعوضهم الله في الآخرة نضرةً ونوراً ونعيماً وبهاءً.

     

    (وأما بنعمة ربك فحدث) شكرا لله عليها وليس مفاخرة ولا مباهاة ولا قهرا لقلوب الآخرين ولا استعراضا على وسائل التواصل

     

    (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر)
    كل ما ألهاك التكاثر به من الدنيا ينتهي لحظة توسد التراب
    ولن يؤنسك إلا تكاثرك في عمل الآخرة!

     

    ( يَوْم يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ) 
    الخيبة كل الخيبة أن يغتر الإنسان بعد رؤية أثر شؤم معصيته في الدنيا فيزداد في المعاصي متناسياً يوم الحسرة

     

    (فإذا فرغت فانصب) 
    دعوة للعمل 
    (وإلى ربك فارغب)
    إخلاص القصد

     

    ﴿ونيسرك لليسرى﴾
    لن تقوى على عمل الصالحات إلا بعون الله وتيسيره، فأبرأ من حولك وقوتك وألجأ إلى حوله وقوته في تهوين وتيسير العمل عليك بما يرضي ربك ويدخلك جنته.

     

    كلُّ بقعةٍ تحلُّ فيها ستـَتحدَّثُ عن صَنيعِك يوماً ما..!! 
    ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾

     

    ﴿وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن﴾
    قد تبتلى بالمرض أو بالفقر أو بعدم الزواج أو الحرمان من الذرية أو غير ذلك..
    احذر أن يغلبنك الشيطان فتنطق بما يُشعرك به أن سبب ما تمر به هو أنك دون من حولك، أو أن ذلك لهوانك على ربك.

     

    ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى ﴾"لولا المَصائبُ لَبَطَرَ العَبدُ، وبَغَى، وطَغَى، فيَحْميَه بِها مِن ذلك ويُطَهِّرَه، مِمَّا فيه، فسبحانَ مَنْ يَرحَمُ ببلائِه، ويَبْتَلِي بنعمائِه"

     

    تفكر أيها الإنسان في مسيرة حياتك (من نطفة خلقه فقدّره) إلى (ثم إذا شاء أنشره)
    وتفكر في مسيرة رزق الله إليك (فلينظر الإنسان إلى طعامه) إلى (متاعا لكم ولأنعامكم)
    فإنه لن يسعك إلا أن تؤمن به إلهًا وربًا وخالقا ورازقا

     

    ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ..﴾ 
    سورة الشرح تعلمنا أنه :
    إذا عملت طاعة شرح الله صدرك ، وغفر ذنبك ، وإن غفر ذنبك فرج همك وأعلى ذكرك..

     

    كل ما يرتبط بالوقت من ( ليل ، نهار ( ضحى ) ، شمس و قمر ) خص الله تعالى له سور مستقلة ليتبين لنا مدى أهمية الوقت فهو العمر و ما زال الكثير مضيع لوقته غير منتبه لضياع عمره معه

     

    ( وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ {3} 
    نرى التطفيف اليوم في كل شىء و خاصة المسؤليات فالكثير يضع مسؤلياته على عاتق غيره و لا يرضى أن يتحمل مع الغير بعض مسؤلياته

     

    ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {4} 
    وجهك هو أجمل وجه بكل ما فيه فلا تعصي الله و تغير خلقته لترضي البشر

     

    قال الله عن الشمس:"وجعلنا سراجا وهاجا " 
    وقال جل وعلا عن محمد: "سراجا منيرا"
    والفرق:[السراج المنير أكمل من السراج الوهاج، فإن الوهاج له حرارة تؤذي والمنير يهتدي بنوره من غير أذى بوهجه]

     

    ﴿فَلْيَنظُرِ ٱلْإِنسَٰنُ إِلَىٰ طَعَامِهِۦٓ﴾ 
    حتى وأنت على طاعمك لا تنفك عن عبادة الله تأمل في هذا الطعام على إختلاف انواعه وأشكاله ومذاقه وكيف ابدع الله

     

    Image may contain: one or more people and text


  3. صامت شهرها ولازمت محرابها وناجت ربها طوال رمضان ثم تبرجت في العيد 
    ﴿ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ﴾


     بعد اقترب العيد واقتربت معه 
    ذكريات ناس تحت التراب 
    يا رب كما اسعدونا وهم معنا 
    فأسعدهم وهم عندك ..


    يا من بينه وبين أخيه هجر، أو بينه وبين رحمه قطيعة=تذكّر قول رسول الله ﷺ: "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"
    انتصر على نفسك والشيطان، واسبُق إلى تلك الخيرية وفُز بها.
    د.  بندر الشراري



    لا تظنّ أن دعواتك التي لم تصادف ليلة القدر .. لن تستجاب . كلا !
    فأبوابُ السماء مفتوحة، وربك قريبٌ مجيب. تأفلُ ليلة القدر ، لكنّ ربك لا يأفل.. 


    الفلكيون مختلفون في رؤية  هلال شوال
     ، وأصحاب الرؤى مختلفون في تحديد ليله القدر .
    واستراح من هذا وذاك المتمسكون بالسنة "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته" وقام عشره تحرياً .


    الأكل قبل صلاة عيد الفطر سنة، وقد كان بالأمس في الوقت نفسه كبيرة، لأن العبرة ليست بالأيام وإنما لأن الله عظيم فعظُمت أوامره ونواهيه/ عبد العزيز الطريفى


    عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إنَّ هذين يومان . نهى رسولُ اللهِ ﷺ عن صيامِهما : يومُ فطرِكم من صيامِكم ، والآخرُ يومَ تأكلون فيه من نُسكِكُم رواه مسلم 1137


    وأنت تشتري ثياب العيد لأطفالك لا تنسى من كان يشتري لك الثياب وأنت صغير 
    ولا تنسى من كانت تلبسك كسوة العيد في صباح يوم العيد وهي تتبسم في وجهك وتقبلك 
    لاتنسوا الأحياء من الهدايا والأموات من الصدقة والدعاء 
    《 وقل ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيراً 》


    نعمةٌ تستحق الشكر أكثر=أن تكون معطي الزكاة، لا آخذها.


    ليس من العدل فضلا عن الإحسان أن يكون عيد العاملات المنزليات: زيادة الكدّ والتعب والسهر، بل أشركوهن الفرحة، وخفّفوا عنهن العمل.


    إظهار الفرح في العيد سنّة، يسعد الصديق ويغيظ العدو، كان النبي ﷺ يأذن للحبشة يلعبون في المسجد، ويقول: (لتعلم يهود أن في ديننا فسحة)


    أخي المبارك: وطِّن نفسك أيام العيد على أن تقابل كل أحد بالبشر والسرور تغلب على حظوظ النفس ونزعاتها نحو الانتقام لا تجعل للحقد والشحناء مكاناً في عيدك تذكر أن من عفا وأصلح فأجره على ﷲ لا تفتك هذه المنقبة ( فأجره على ﷲ ) وفي سبيل ذلك يهون كل شيء أقدم على العفو والصفح وأنت الرابح./د.خالد الخشلان



    ‏ختم القرآن في رمضان رجولة.
    ‏ختم القرآن في شوال بطولة، وقليلٌ فاعله./خالد ابو شادى
     
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏زهرة‏‏

  4. {.......اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}
    [سبأ : 13]
    كم هو مؤثر هذا الخطاب الإلهي ! حتى مع جحودنا لشكره يضمنا تحت جناح عبوديته !! ربي اجعلنا من الشاكرين لك ..
    أعزائي :
    كثيرون الذين يشكرون الله بالقلب واللسان لكنهم يغفلون عن شكره بالعمل .. وشكر الله بالعمل هو أعظم الشكر و أقله تطبيقا للأسف ..(وقليل من عبادي الشكور) لنكن من هذه القلة الشاكرة ..
    يكون شكر الله على نعمه بذكره وإقرار فضله وتأكيد ذلك بتسخير هذه النعم فيما يرضي الله من نشر العلم والتصدق ومساعدة الناس ....
    قال الله في نوح (إنه كان عبدا شكورا)
    وفي ابراهيم (شاكرا لأنعمه)
    وفي داود (اعملوا آل داود شكرا)

    وأنت ياعزيزي هل تريد ان تكون عبدا مميزا ؟؟ إذن كن شكورا ..بعملك وقلبك ولسانك .. اللهم منك العون والمدد ..


    يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ (13)

    1- كثيرون الذين يشكرون الله بالقلب واللسان،ويغفلون عن شكره بالعمل وهو أعظم الشكر وأقله تطبيقا بينهم(اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور). /سعود الشريم

    2- كن من القلة الذين يشكرون(وقليل من عبادي الشكور)ومن القلة الذين يعلمون(ولكن أكثر الناس لا يعلمون)ومن القلة التي تحب الحق(وأكثرهم للحق كارهون) / سعود الشريم

    -3 )وقليل من عبادي الشكور) ما أقسى هذا الخطاب الإلهي حتى مع جحودنا لشكره يضمّنا تحت جناح عبوديته ربي اجعلنا من الشاكرين . / نايف الفيصل

    4- ﴿ اعمَلوا آل داوُود شُكرا ﴾ يكون حمد الله على نعمه ؛ بذكره وإقرار فضله ، وشكره عليها يكون ؛ بتوظيفها فيما يرضى من القول والعمل ./ روائع القرآن

    5- نوح " إنه كان عَـبْـداً شكورا " إبراهيم " شاكراً لأنعمه " داود " اعملوا آل داود شكرا " وأنـــــت ؟؟/ نايف الفيصل

    6- ﴿ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُور ﴾ تريد أن تكون عبداً مميزاً ؟ كن شكوراً بعملك وقلبك ولسانك . / روائع القران

    7- "وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ" المفلح من تذكر نعم الله عليه وشكرها. / فوائد القرآن

    8- الحمد يكون بالقول ﴿وقالوا الحمد لله﴾ والشكر يكون: بالقلب ﴿أبوء لك بنعمتك علي﴾ واللسان ﴿وأما بنعمة ربك فحدث﴾ والعمل ﴿اعملوا آل داود شكرا﴾ / نايف الفيصل

    - 9 }وقليل من عبادي الشكور{ وهذا ديدن بني آدم ﻻ يعرف قدر النعمة التي بين يديه إﻻ عندما يفقدها،مع أنه كان يمتلكها لكن لم يحافظ عليها ! / مها العنزي

    10- ( وقليل من عبادي الشكور)ما احلم الله على من عصاه لم ينزع عنهم لباس العبودية رغم قلة شكرهم له (اللهم اجعلنا من القليل) /خواطر قرآنية

    11- كم في أقدارنا مما يشهد بإحسان الرب لنا ولكن .. "قليل من عبادي الشكور"./ روائع القرآن

    29683212_196613117608184_239703431572699

  5. وَلَمَّا فَصَلَتْ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94)

    قبل قدوم الفرج هناك نسمات البشائر تهب على النفوس المتعبة تبشر بالسعد القادم ، وكم هو مؤلم الحنين وشوق الأب لابنه الغائب ، لكن مع هذا العذاب هناك رب رحيم لم يخيب قلبا تحرق شوقا لولده الذي حوله الإحسان والصبر والتقوى إلى عطر بشري تشعر به النفوس المؤمنة ..
     
    بالتأكيد كان في البيت كثيرون ، ولكن يعقوب فقط دون سواه هو من وجد ريح يوسف ، فرائحة الأحباب لايجدها من جهل قدرهم ...فلا تقابل راي الآخر بالسخرية فيتألم ، لاسيما إذا كان هرم .. لنراع كبار السن ..
     
    واعلم أنه مهما نأت بالاحبة الدار ومهما طال الغياب سيبقى طيفهم ورائحتهم عالقة في الفؤاد..
     
    لاتقنط من رحمة الله ، فإن روحك المتعبة التي ملت الإنتظار ستهب عليها لامحالة رياح الفرج من رب كريم جزاء لصبرها وقوة إيمانها ويقينها بالله ..
     
    اللهم إنا نستودعك أحبتنا .. اللهم احفظهم أينما كانوا وأسعدنا برؤيتهم ، واجمعنا معهم بخير ..


     
    وَلَمَّا فَصَلَتْ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94)

    1- ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف " متى ما أحسنت الظن بالله ولم تقنط من روحه ، حتماً ستجد ريح ما أمّلت قبل أن يصل إليك / الكناني

    2- قال : " إني لأجد ريح يوسف " فأجابوه " إنك لفي ضلالك القديم " هو عبر عن مشاعره وأشواقه وما بداخله .. فقابلوه بمحاكمتها .. فائدة : لا تحاكم أحبتك حين يشتكون إليك ، تعاطف معهم ،، هم لا يريدون قاضيا / الكناني

    3- [ قال اني لأجد ريح يوسف ] كم هو متعب الحنين , وشوق الأب لإبنه الغائب لكن مع هذا العذاب فهنالك رب رحيم لم يخيب قلب تحرق شوقا / مها العنزي

    4- (إني لأجد ريح يوسف) قميص في رحل بعير على بعد ، ومع ذلك وجد يعقوب ريح محبوبه يوسف (التعامل بين الأحباب يكون : بالأرواح) /عقيل الشمري

    5- "إني لأجد ريح يوسف" لقد حوله الإحسان والصبر والتقوى إلى عطر بشري.. تستروحه النفوس المؤمنة / علي الفيفي

    6- إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون" كن واثقا بعلمك الصحيح وإن جوبهتَ بالسخرية والاستهزاء. ( لولا أن تفندون ) دليل على أن الإنسان يكره تسفيه رأيه ويألم من ذلك لاسيما إذا هرِم ! فلنراع كبار السن / الكناني


     
    7- ﴿قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف﴾ مهما نأت بالأحبة الدار أو شَطَّ بهم المزار سيبقى طيفهم ورائحتهم عالقة في الفؤاد . ربّ إني أستودعك أحبتي . ./ إبراهيم العقيل

    8- ﴿ إني لأجد ريح يوسف ﴾ روحك المثقلة المتعبة التي ملت الإنتظار ستهب عليها ﻻ محالة رياح الفرج من ربها جزاء لصبرها ! / تأملات قرآنية

    9- قد يتحول كل شيء ضدك ويبقى الله معك، فكن مع الله يَكن كل شي معك: (إني لأجد ريح يوسف( روائع القرآن

    10- الثقة بلله والصبر على الشدائد مفتاح الفرج وقال يعقوب "يا بني إذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تياسوا من روح الله"/ روائع القرآن

    11- أنصت لشعورك واستمع لنفسك وهي تحدثك ﴿لأجد ريح يوسف﴾ ولو خالفك من حولك ﴿إنك لفي ضلالك﴾ فلربما كنت أنت المحق ﴿ألم أقل لكم إني أعلم﴾/ روائع القرآن


     
    29570338_196612824274880_901500175465117

  6. في سورة القلم، أمر الله ﷻ نبيه ﷺ بالصبر ﴿فاصبر لحكم ربك﴾.
    وفي سورة المعارج وصف الصبر بالجميل: ﴿فاصبر صبرا جميلا﴾.
    وفي سورة نوح ﷺ عرض نموذجًا للصابرين.
    وفي سورة الإنسان ذكر جزاء الصابرين: ﴿وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا﴾.

     

    ﴿إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا﴾
    [الإنسان: ٢]
    أمشاج مختلطة متداخلة ولا يزال هذا الوصف ملازما للنفس البشرية في مشاعرها ورغباتها ونوازعها وأحوالها إلا من كان لله وبالله ومع الله وإلى الله

     

    ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾[القلم: ٤]
    تدنو منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بقدر اتباعك لهديه وخلقه
    فعظمة أخلاقك في الدنيا تؤدي إلى عظمة منزلتك في الآخرة

     

    (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا)
    الدعوة إلى الله ، وليس لها وقت معين، ولا مكان محدد ، بل هي وظيفة العمر كله...

     

    ﴿إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ﴾ [القلم: 17]: أقسموا على أن يحرموا الفقراء، فحرمهم الله، ولو عزموا على إكرامهم لأكرمهم الله.

     

    ﴿تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير﴾
    هذه الآية تحطم كل حاجز وعائق نفسي حال بينك وبين أمنية استعظمت حصولك عليها.

     

    ﴿فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا۝يرسل السماء عليكم مدرارا۝ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا﴾ [نوح: ١٠-١٢]
    اعترافك بنقصك يزيدك

     

    {لا نريد منكم جزاءًا و لا شكورا}
    عملوا وهم لا يريدون من البشر جزاء
    فاكرمهم ﷲ ب {إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا}
    .

    ﴿فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا﴾[الجن: ١]
    سماعك القرآن بإعجاب وانبهار وتعظيم يفتح الأقفال ويزيح الأغلال ويفسح المجال لهدايات القرآن

     

    ﴿أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم﴾[الملك: ٢٢]
    سويا شامخا مترفعا عن الآفات في بنيات الطريق يرى سبيل الهداية بوضوح ويسلكه بثبات

     

    كم ضاقت الدنيا بضجيج المجرمين؟!!
    وكثرة خوضهم بالباطل سيأتي يوم سكوتهم
    {هذا يوم لا ينطقون}

     

    ﴿إن الإنسان خلق هلوعا۝إذا مسه الشر جزوعا۝وإذا مسه الخير منوعا۝إلا المصلين﴾[المعارج: ١٩-٢٢]
    إيمانك وصلتك بالله تضبط انفعالاتك وتقوم سلوكك

     

    بعد جد وصدق واشفاق وخشية ووجل تنطلق الاسارير بالبهجة وتطير الروح بالسرور
    ﴿فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه﴾[الحاقة: ١٩]

     

    ﴿وإنه لتذكرة للمتقين﴾
    كلما كان العبد أكثر تقوى لربه، كان أكثر انتفاعا بمواعظ القرآن .

     

    ( هَٰذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ ۝ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ)
    الحذار الحذار من يومٍ لا تُقبلُ فيه الأعْذار ..

     

    عندما يتربى العبد بالقرآن يصبح:
    صبره جميلا (فاصبر صبرا جميلا)
    وهجره جميلا (واهجرهم هجرا جميلا)

     

    تخيل،،
    الشرارة التي تخرج من النار بحجم قصر عظيم
    فكيف بضخامة النار ذاتها؟!
    {إنها ترمي بشرر كالقصر}

     

    ﴿إن لك في النهار سبحا طويلا﴾ [المزمل: ٧]
    خذ من ليلك زادا لنهارك

     

    ﴿لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر﴾[المدثر: ٣٧]
    التوقف يلحق بأي حالة
    التقدم او التأخر؟

     

    ( وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) 
    كل نعمة لا توصلك بالله تعالى فهي نقمة

     

    المخلص لا ينتظر شهرةً ولا ثناء من الناس..
    شعاره في العطاء : ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُور

     

    ( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا)
    إذا أقمت الدين أقام الله لك الدنيا .. 
    وإذا أقمت الروح أقام الله لك البدن .

     

    لم يرد وصف الضلال بالكبير إلا في سورة الملك 
    (إن أنتم إلا في ضلال كبير) 
    يقابله 
    (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة (وأجر كبير))

     

    السؤال: ﴿ما سلككم في سقر﴾؟ 
    الإجابة:
    ﴿قالوا لم نك من المصلين﴾.
    ﴿ولم نك نطعم المسكين﴾.
    ﴿وكنا نخوض مع الخائضين﴾.
    ﴿وكنا نكذب بيوم الدين﴾.
    لتفوز بالجنة، وتنجو من النار:
    أقم صلاتك.
    أدّ زكاتك.
    احفظ لسانك.
    تعاهد إيمانك.

     

    عندما تتأمل الطيور في جو السماء وهي ترفرف أجنحتها ولا تقع تدرك عظمة من يمسكها
    فالذي حفظها في جو السماء لن يعجزه ان يحفظك وانت على الأرض فثق يالله

     

    الصلاة الخاشعة تقي من الجزع واليأس
    (إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون)

     

    ليلة التاسع والعشرين آخر أوتار العشر الأخيرة، وقد تكون آخر ليلة من رمضان قال صلى الله عليه وسلم : ( ألتمسوا ليلةَ القدرِ آخر ليلة مِن رمضان ) ويقول ابن تيمية : العبرة بكمال النهايات لابنقص البدايات.

     

    لاتناموا وانتم حُزانى
    اقرؤوا سورة الملك 
    الله جل وعلا يقول لكم:
    { ألا يعلمُ من خلق وهو اللطيف الخبير}
    الله أعلم بحالك منك، وأدرى بك من والديك، ومن أقرب الناس إليك،وهو لطيف بخلقه خبير بعباده.فطِب نفساً وكُن به موقناً.

     

    ( قم فأنذر )
    رسالة تؤكد عالمية هذا الدين فهي رسالة لكل من يسمعها في كل زمان ومكان ... لم يحدد مخاطب ولا منذر فهي للجميع

     

    ﴿تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير﴾
    هذه الآية تحطم كل حاجز وعائق نفسي حال بينك وبين أمنية استعظمت حصولك عليها.

     

    إِنَّهُۥ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ (٣٣) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ﴾ 
    هذه الآية تدل على عظم الصدقة وفضلها؛ لأنه قرن منع طعام المسكين بالكفر بالله. [ابن جزي: ٢/٤٩٤]

     

    ﴿فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ﴾ [القلم: 19]: كم من ظالم نائم، ولا يدري أن قرار إهلاكه قد اتُخِذ، وجاري التنفيذ.

     

    ﴿وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ قال ابن كيسان: «لا تستكثر عملك، فتراه من نفسك، إنّما عملك مِنَّة من الله سبحانه عليك، إذ جعل لك سبيلا إلى عبادته، فله بذلك الشكر أن هداك له».

     

    ﴿قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى﴾ 
    جاء عن كثير من السلف أنها نزلت في زكاة الفطر وصلاة العيد. وقد كان عمر بن عبد العزيز يأمر الناس بإخراج صدقة الفطر ويتلو هذه الآية، وفي هذه الآية إثبات حقيقة الفلاح لمن تزكى.[الإمام البيهقي]

     

    ( هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ) [الحاقة : 29]
    يا صاحب السلطان سيتخلف عنك السلطان في ذلك اليوم فلا يحملك سلطانك على ظلم الخلق

     

    .﴿خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ وَقَدْ كَانُوا۟ يُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمْ سَٰلِمُونَ﴾ 
    السجود في الدنيا فيه تذلل لله 
    ومن تكبر عنه اذله الله يوم لقائه

     

    من طال وقوفه في الصلاة ليلاً ونهاراً لله ، وتحمل لأجله المشاق في مرضاته وطاعته ، خف عليه الوقوف يوم القيامة وسَهُل عليه ، 
    وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله : 
    ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلا * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا)
    -ابن القيم -

    ( مَآ أَغْنَىٰ عَنِّى مَالِيَهْ )
    مال لا يغني عنك من الله شيئا 
    لا يستحق أن نشغل بجمعه عن طاعة الله

     

    ( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير)
    بيده كل الأمور .... سعادتك ورزقك .. أحزانك والهموم .. مرضك وعجزك ..
    بيده أن يزيل خواطر تؤلمك .. بيده ماتعسر من أمرك ... وهو على كل شيء قدير

     

    ﴿تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾ 
    من الحسرة أن تنشغل بكتب الخلق وبين يديك كتاب الخالق

     

    ﴿تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾ 
    مهما تنوعت الكتب وتنوعت أساليبها فلن تكون شيئا في مقابل القرآن الذي نزل من عند رب العالمين

     

    {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة* وحملت الأرض والجبال فدكتا دكةً واحدة* فيومئذٍ وقعت الواقعة}
    من حقارة الدنيا أن جعلها الله تنتهيبـِ (نفخة)

     

    الاستغفار بوابة انهمار الخيرات 
    وسيل تحقيق الامنيات ..
    (يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا)

     

    ويطاف عليهم بآنية من فضة)
    (قوارير من فضة)
    (وحّلّوا أساور من فضة)
    فضّة ليس كالتي نعرفها! 
    فضّة تناسب نعيم الجنان!
    رب لا تحرمنا ووالدينا ومن نحب

     

    ( إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)
    لاتتعب نفسك بتصنيف الناس ... عليك بنفسك فلن تُسأل عنهم !!

     

    ( الله .. العزيز.. الغفور.. اللطيف.. الخبير.. أسماء الله الحسنى في سورة الملك وورد اسم الرحمن ٣ مرات فيها ..
    تكرار الرحمة تناسب أن السورة غفرت لمن قرأها كما في الحديث .

     

    {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ}
    حتى ما يتوقع انه بسيط وامكاني الحدوث و يترتب عليه الاعذار ،،
    لا يحدث لقيام الحجة عليهم 
    قضي الأمر ..
    اللهم اجرنا من عذاب الخزي ..

     

    خوفك اليوم و عملك الصالح لطاعة مولاك هو سبب نجاتك غداً ..
    {إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا}
    {فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا} 
    نتيجة حتمية لمن سخر دنياه طاعةً لمولاه ..

     

    ( هو أهل التقوى وأهل المغفرة )
    لو ساورتك شكوك القنوط واليأس بسبب عظم ذنوبك فاستشعر أن ربك أهل المغفرة مهما كانت فداحة ذنوبك .

     

    ( إنا سمعنا قرآناً عجبا)
    استمعوا لسورة فغيرت مجرى حياتهم ... وربما الكثير منا ختم القرآن ولم تؤثر فيه آية ...⚘ اللهم أصلح قلوبنا⚘

     

    {إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين} [القلم : 7]
    الله مطلع على قلبك فإن كان قلبك يريد الهداية حقا وجاهد لها فسيمنحه الهداية . 
    لكن من يسلك طريق أهل الغواية وهو يريد الهداية فهذا قد لا يوفق . لأنه لو كان صادقا لسلك طريق الهداية وفعل اسبابها

     

    (انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب)
    (إن المتقين في ظلال وعيون)
    حتى الظلال تختلف يوم القيامة! وشتان بين ظل يظلل ويبرّد وبين ظل لا ضليل ولا يغني من اللهب!

     

    (ولا أقسم بالنفس اللوامة) القيامة 
    وجه الربط بين يوم القيامة والنفس اللوامة ؛ 
    أن تمام اللوم إنما يظهر يوم القيامة ..

     

    ( يوماً يجعل الولدان شيباً)
    شاب طفل لم يذنب ... فكيف بحالي وحالك ...؟؟!

     

    {وإنك لعلى خلق عظيم} [القلم : 4]
    من اراد عظيم الأخلاق فعليه بسنة من اقسم الله بأنه على خلق عظيم .

     

    ﴿وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوْ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [الملك: 13]: حتى النيات والخطرات مراقبة، فكيف بالأفعال والكلمات؟!

     

    {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} [الملك : 10]
    السماع الحقيقي لآيات الله ليس مجرد وصولها إلى الأذن ولكن ما وصل للقلب ونتج عنه عمل وترك .

     

    أحسنْ إنتاج فيلم حياتك؛ لأنه سيُعرضُ يوم القيامة، 
    قال تعالى: {يومئذٍ تعرضونَ لا تخفى منكمْ خافية ٌ}
    تأملها جيدًا.

     

    ( مالكم لاترجون لله وقارا)
    إياك أن تجعل الله أهون الناظرين إليك !!

     

    (فاقرأوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله)
    هؤلاء فقط أجاز الله لهم عزوجل التخفيف من قيام الليل
    فما بال كثير منا إلا من رحم ربي أجاز لنفسه عدم قيام الليل مطلقاً وهم أصحاء أشداء؟!

     

    {أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم} 
    شبه الله حال الكافر بشخص يمشي على الارض منكس رأسه كمن يمشي وينظر إلى موضع قدمه فهو لا يدرك المخاطر فربا ذهب إلى حتفه بنفسه .
    وشبه المؤمن بمن يمشي مستويا رافعا رأسه يشاهد المخاطر فيتجنبها .

     

    (لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه * ثم إن علينا بيانه) 
    القرآن يعلّمنا كيف نتلقى القرآن..

     

    (وإنه لتذكرة للمتقين} 
    {وإنه لحسرة على الكافرين} 
    الكتاب واحد ولكنه هداية لقوم وحسرة على قوم .

     

    (وإنه لتذكرة للمتقين} 
    {وإنه لحسرة على الكافرين} 
    اختر أي الطريقين

     

    {وإنه لتذكرة للمتقين} [الحاقة : 48]
    عدم التقوى تحول بينك وبين هدايات القرآن

     

    {ولو تقول علينا بعض الأقاويل} [الحاقة : 44]
    {لأخذنا منه باليمين} [الحاقة : 45]
    {ثم لقطعنا منه الوتين} [الحاقة : 46]
    قبل أن تقول بقولك في كتاب الله وشرعه توقف مع هذه الآيات .. نسأل الله السلامه .

     

    {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين} [القلم : 17]
    اضمار الشر قد يحرمك من الخير

     

     

    ﴿إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ﴾ [القلم:17]: تأمل خطورة النية السئة، ماذا صنعت بهم {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ﴾ احترقت حديقتهم حتى صارت رمادًا.

     
     
    (قُم) أمر إلهي، حرفان فقط، عاش النبي صلى الله عليه وسلم 23 سنة ممتثلا لهذا الأمر ما فتر، ما كلّ ولا ملّ.. فما هي أطول مدّة امتثلنا فيها لأوامر الله جلّ وعلا؟!
     
     

    قمة السعادة حينما تستلم كتابك بيمينك 
    وتنادي : ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾
    من سعادتك تناديهم ليقرؤوا كتابك.. 
    ويشاركونك فرحتك ومشاعرك..
    فما أجملها من لحظة ..!!
    وما أتمها من فرحة!!
    فيارب أجعلنا من أصحاب اليمين.
     
     
    "وثيابك فطهّر"بعضهم لايهتم بنظافة جسده وملبسه ظنّاً منه أنه زهد.
     


    ( وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا )

    المال و البنون قد يكون زينة لك في الدنيا و قد يكون سبب فتنتك فاحذرهما و طبق شرع الله لتسلم منهما
     

     

    {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور} [الملك : 2]

    أحسن عملا وليس أكثر عملا

     


    ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ۝ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾

    صانوا وجوههم في الدنيا عمّا يُغضب الله ، فنضّرها وأكرمها بالنظر إليه في الآخرة..
    اللهم اجعلنا منهم ..

     


    ﴿إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ۝ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ..﴾

    مَن أراد الوقايةَ من النار ؛ فليتقِ الله في هذه الدار .

     


    ( وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً )

    الأرض و ما عليها من نعيم و الجبال راسخة زائلة لا محالة فاحذر أن تجمع الزائل بالحرام 

     


    ﴿واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا﴾ 
    من كمال الإخلاق 
    لو يؤلمنا احد بكلامه وتصرفاته وقسوته
    فلا نقابل الإساءة بالإساءة ولا الأذى بالأذى
    ولا نشغل انفسنا في اقوى الرد
    كن جميلا حتى في الهجر
    وليس هناك أجمل لو تخلقنا بأخلاق القرآن

     


    لكل من يعاني من الجزع:
    ١-أقم صلاتك.
    ٢-تصدق وأخرج زكاة أموالك.
    ٣-صدق وآمن باليوم الآخر واخشى ربك.
    ٤-احفظ فرجك.
    ٥-حافظ على الفرائض،وأعد الأمانة لأصحابها.
    ٦- أطع الله فيما عهد إليك،وصن عهدك للناس وأوفي به.
    ٧-أشهد بالحق كما رأيت وسمعت بالعدل.
    ٨-حافظ على صلاتك
    سورة المعارج

     


    لكل من يعاني من الجزع:
    ١-أقم صلاتك.
    ٢-تصدق وأخرج زكاة أموالك.
    ٣-صدق وآمن باليوم الآخر واخشى ربك.
    ٤-احفظ فرجك.
    ٥-حافظ على الفرائض،وأعد الأمانة لأصحابها.
    ٦- أطع الله فيما عهد إليك،وصن عهدك للناس وأوفي به.
    ٧-أشهد بالحق كما رأيت وسمعت بالعدل.
    ٨-حافظ على صلاتك
    سورة المعارج

     


    ( قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ )

    الوسطية تعني الإعتدال و ليس الإنحلال 


    ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ المدثر (٣٧)
    لم يذكرفي الآية واقفًا؛ لأنه لا منزل بين الجنة والنار، فمن لم يتقدم بالأعمال الصالحة، فهو متأخر بالأعمال السيئة. ابن القيم.


    "واضبر ع مايقولون واهجرهم هجراً جميل"
    الهجر الجميل الذي لاأذية فيه.

     


  7. ﴿وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ [الحشر: 18]: تشمل كلماتك المكتوبة على صفحتك في مواقع التواصل، ومقاطعك المسجلة على اليوتيوب، فهذه حسنات أو سيئات جارية بعد موتك.

     

     

    سمعت عن أناس ضاقت بهم الأرض بعد الطلاق،وعاش المطلق،والطليقة،والأبناء،والأهل،بل والقبيلة بمآسي وهموم قد امتدت لسنين! فعلمت أن الشيطان وسوس للناس ليحزنهم،وحرمهم من تدبر قول الله (وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته).وقوله(سيجعل الله بعد عسر يسرا).

     

     

    أوسمة الصحابة من الله: ﴿أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ﴾ ﴿أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ﴾ {أولئك هم الصادقون} {فأولئك هم المفلحون} ونحن نقول: {ربنا اغفرلنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان...}

     

     

     

    (لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) لا تحزن و إن ملك أعداء الله الدنيا و ما فيها فهم أهل هلاك مهما طال الزمن

     

     

    (أحصاه الله ونسوه) نسيان الذنوب وتجاهلها لن يمحوها من كتاب أعمالك أكثرمن الاستغفاروالتوبة لعل الله عزوجل يبدلها لك حسنات

     

    (قد سمع الله قول التي تجادلك)(والله يسمع)(سميع بصير) في آية واحدة 
    إذا استحضرنا صفة السميع لكل أقوالنا سنفاجأ كم سنفضّل الصمت!

     

    ( والله يسمع تحاوركما)
    في كل حوار تذكر هذا !!

     

    "وتشتكي إلى الله" 
    الشكوى أخص من الدعاء.. كما تشتكي لأحبّ حبيب لوعتك.. اشتك إلى ربك..فأنت في ليالي القرب..
    " وتشتكي إلى الله والله يسمع " 
    كم هو قريب منا سبحانه !! لايحتاج منا رفع صوت أو واسطات يكفي أن تقول :يارب

     

    ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم﴾ 
    تعبك اليوم وكدحك وعملك، هو نورك غدا يسعى بين يديك ، وعلى قدر إيمانك يزداد نورك..

     

    (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم)
    هل في قوانين البشر الوضعية أعدل من الإسلام وأشد سماحة منه؟!

     

    ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾
    هو الرجل تصيبه مصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم..
    فمن عظم إيمانه بالله ؛ هانت المصائبُ عليه..

     

    ﴿فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا﴾ [الحشر: ٢] ثق بنصر الله وتأييده، ولا تشغل تفكيرك كيف سيأتي الفرج والنصر، بل انشغل في إصلاح ذاتك فمتى تحقق الشرط تحقق المشروط ﴿إن تنصروا الله ينصركم﴾ [محمد: ٧]

     

    ﴿لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون﴾ كل بهرجات الفوز هنا لأهل الباطل ستذهب أدراج الرياح، ويبقى الفوز الحقيقي يومئذ لأصحاب الحق فقط.

     

    ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ﴾ أي : فلما زاغوا عن اتباع الحق مع علمهم به ، أزاغ الله قلوبهم عن الهدى ، وأسكنها الشك والحيرة والخذلان ( ابن كثير )

     

    ﴿وقذف في قلوبهم الرعب﴾ [الحشر: ٢] الرعب جند خفي من جنود الله، ينصر به عباده وأولياءه.

     

    ﴿الم ترَ إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هُم منكم وَلَا مِنْهُمْ﴾ قال القشيري: من وافق مغضوباً عليه أشرك نفسه في استحقاق غضب من هو غضبان عليه؛ فمن تولى مغضوباً عليه من قبل الله استوجب غضب الله، وكفى بذلك هواناً وحزناً وحرماناً. [البقاعي: ١٩/٣٨٧

     

    (هوالله الذي لا إله إلا هو) توحيد مطلق (عالم الغيب والشهادة)علم الله المطلق (الرحمن الرحيم) رحمته في توزيع الفيء وتراحم المهاجرين والأنصار (الملك) قادر على إزالة ملك يهود بني النضير (القدوس السلام) تنزيه لله عن كل نقص (المؤمن) يهب الأمن لعباده في الدنيا ويؤمنهم في الجنة

     


    لا تيأس.. ولا تغتم.. وتفاءل بالخير من ربك فمهما اشتدَّ الأمر،، وضاق الصدر، فـ ﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ 

     

    ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي) إلى من يحزن على حال المسلمين ... هذا وعد الله ووعده حق سبحانه ألا إن نصر الله قريب !

     

    ﴿نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ من سعى وراء النور في الدنيا سعى النورُ بين يديه في الآخرة..

     

    ﴿كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين﴾ سيقول لك : اكفُر !؟ نعم ، هوَ لن يقولها لك صريحةً لأنك حينئذ لن تطيعه لانكشاف الأمر ، لكنهُ حولها يدندن ! يُغريكَ في كل حينٍ بجمال الزَرع لتسقط في الجرف الذي خلفه.

     


    لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾ فـ لا تحزن ، و لا تيأس ، واستبشر بالخيرِ من ربك . 

     

    امرأة نوح وامرأة لوط عليهما السلام لم ينفعهما كونهما زوجتين لنبيين وامرأة فرعون الطاغيه لم يضرها لطغيان زوجها عندما فرت الى الله فكل انسان الزمناه طائره ولا تزر وزارة وزر أخرى فلا تقل لماذا هؤلاء عليهم ملاحظات وآباؤهم صالحين او العكس انك لا تهدي من احببت

     

    "إذ قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة" . كانت تعيش في قصر فلما أبصر قلبها لذة الإيمان وتسامت روحها لنعيم الآخرة تحطمت في عينيها قصور الدنيا وملذاتها 

     

    ﴿فَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ﴾ هاتان العباداتان هما أم العبادات البدنية والمالية؛ فمن قام بهما على الوجه الشرعي فقد قام بحقوق الله وحقوق عباده. [السعدي: ٨٤٧]

     

    " وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا " . علاج المشاكل الأسرية / . العفو: ترك العقاب. والصفح: ترك العتاب. والغفران: ستر الذنب فل يُذكر .  . و أتت قبل سورة الطلاق .. فلله الحكمة البالغة في كل أمر .

     

    (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض) الإسلام ليس دين رهبانية! الإسلام دين واقعي يوازن بين مقتضيات الدنيا ومقتضيات الآخرة والمفلح من عاش في الدنيا محققا هذا التوازن.

     

    ﴿وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ﴾ كانوا إذا دخلوا على النبي ﷺ يخفتون لفظ ﴿السلام عليكم﴾؛ لأنه شعار الإسلام، ولما فيه من جمع معنى السلامة؛ يعدلون عن ذلك ويقولون: ﴿أَنْعِمْ صباحاً﴾، وهي تحية العرب في الجاهلية؛ ابن عاشور

     

    ﴿يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْعِلْمَ دَرَجَٰتٍ﴾ اللام في ﴿العلم﴾ ليست للاستغراق، وإنما هي للعهد؛ أي: العلم الذي بعث الله به نبيه ﷺ، وإذا كانوا قد أوتوا هذا العلم كان اتباعهم واجباً. [ابن القيم: ٣/١٤٣]

     

    كل فرج وكل تيسير مقرون بتقوى الله عز وجل (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ) : (يجعل لَهُ مَخْرَجًا)، (ويرزقه مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، (يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)، (يكفرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)

     

    ﴿ يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ﴾ المحن تُظهر معادن الناس


  8. تابع الجزء السابع والعشرين

    ١- ﴿قُتِلَ الخَرّاصونَ﴾ أى لُعِنَ الآخذون بالتخمين والظنون مع ترك دلائل اليقين وبراهين العلم والمقدمات والنتائج والبحث والفحص والدراسة
    ٢- ﴿كانوا قَليلًا مِنَ اللَّيلِ ما يَهجَعونَ﴾ قال مُطرِّف : قَلَّ ليلة أتت عليهم إلا صلوا فيها من أولها أو من وسطها ، وقرأ الأحنف بن قيس هذه الآية فقال : لست من أهل هذه الآية
    ٣- ﴿وَبِالأَسحارِ هُم يَستَغفِرونَ﴾ قال الرازى : رغم أنهم كانوا يتهجدون ويجتهدون إلا أنهم يستغفرون من التقصير وهذا من سيرة الكريم يأتى بأبلغ وجوه الكرم ويستقله ويعتذر من التقصير ، واللئيم يأتى بالقليل ويستكثره ويمن به
    ٤- ﴿وَفي أَموالِهِم حَقٌّ لِلسّائِلِ وَالمَحرومِ﴾ قال ابن عباس : فى أموالهم حق سوى الزكاة يصلون بها رحماً أو يقرون بها ضيفاً أو يحملون بها كلاً
    ٥- ﴿وَبَشَّروهُ بِغُلامٍ عَليمٍ﴾ فالغلام الجاهل لا يُبشر به بل هو وبالٌ على أهله وعلى الناس
    ٦- روى الشيخان ومالك عن جبير بن مطعم قال : سمعت النبى ﷺ يقرأ فى المغرب بالطور فما سمعت أحداً أحسنَ صوتاً أو قراءةً منه
    ٧- ﴿وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ حينَ تَقومُ﴾ روى البخارى فى صحيحه وأحمد فى مسنده عن عبادة بن الصامت عن رسول الله ﷺ قال : من تعارَّ من الليل فقال ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله )) ثم قال ((رب اغفر لى أو دعا )) استجيب له .. فإن عزم فتوضأ ثم صلى قبلت صلاته
    ٨- روى البخارى عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : أول سورة أنزلت فيها سجدة ((والنجم)) قال : فسجد رسول الله ﷺ وسجد من خلفه إلا رجلاً رأيته أخذ كفاً من تراب فسجد عليه فرأيته بعد ذلك قُتل كافرا
    ٩- ﴿عَلَّمَهُ شَديدُ القُوى ۝ ذو مِرَّةٍ ..﴾ والعربُ تقولُ لكل قوى العقلِ والرأيِِ (ذو مِرَّةٍ) .. وهكذا ينبغى أن يكون المعلم
    ١٠- ﴿ما كَذَبَ الفُؤادُ ما رَأى﴾ الأهم من رؤية العين رؤية القلب
    ١١- ﴿إِلَّا اللَّمَمَ﴾ أى الصغائر من الذنوب ، ورُوى عن ابن عباس قال : هو الرجل يَلُمُ بالفاحشة ثم يتوب ولا يعود ، قال : وقال رسول الله ﷺ
    إن تَغفِر اللهمَ تَغفِر جَمَّا ... وأى عبد لك لا ألَمَا
    ١٢- ﴿أَم لِلإِنسانِ ما تَمَنّى﴾ لن تنال أهدافك بمجرد التمنى والتشهى ، ولكن لابد من التخطيط الرشيد والعمل المتواصل والهمة العالية
    ١٣- ﴿وَأَن لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما سَعى﴾ قال ابن كثير : ومن هذه الآية الكريمة استنبط الشافعى رحمه الله ومن تبعه أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم ، ولهذا لم يندب إليه رسول الله. ﷺ أمته ولا حثهم عليه ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماء ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة رضى الله عنهم ولو كان خيراً لسبقونا إليه ، وباب القربات يقتصر فيه على النصوص ولا يتصرف فيه بأنواع الأقيسةِ والأراء ؛ فأما الدعاء والصدقة فذاك مجمع على وصولهما ومنصوص من الشارع عليهما
    ١٤- ﴿وَلَقَد يَسَّرنَا القُرآنَ لِلذِّكرِ فَهَل مِن مُدَّكِرٍ﴾ لم يقل تعالى : فهل من قارئ ؟؟ إذ ما فائدة القراءة إذا لم تثمر اتعاظاً واعتباراً ورشدا
    ١٥- ﴿وَكُلُّ صَغيرٍ وَكَبيرٍ مُستَطَرٌ﴾ أى مكتوب لا يُمحى ولا يُنسى
    روى الامام أحمد عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله ﷺ كان يقول : يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا
    لا تحقرنَّ من الذنوب صغيراً ... إن الصغير غداً يعودُ كبيرا
    إن الصغير ولو تقادمَ عهده ... عند الله مسطرٌ تسطيرا
    فازجر هواكَ عن البطالة لا تكن ... صعب القياد وشمرن تشميرا
    إن المحبّ إذا أحبّ إلهه ... طار الفؤاد وألهم التفكيرا
    فاسأل هدايتك الإله فتتئد ... فكفى بربك هاديا ونصيراً
    ١٦- قال القاضي البيضاوى لما كانت السورة مقصورة على تعداد النعم الدنيوية والأخروية
    صدرها بـ .. ﴿الرَّحمنُ﴾ ، وقدم ما هو أصل النعم الدينية وأجلها وهو إنعامه بالقرآن وتنزيله وتعليمه ؛ فإنه أساس الدين ومنشأ الشرع وأعظم الوحى وأعز الكتب..
    ١٧- أبدع الرازى بذكر فوائد جليلة من قوله تعالى ﴿كُلُّ مَن عَلَيها فانٍ﴾ ومنها الحثُ على العبادة ، وصرف الزمان اليسير إلى الطاعة
    ومنها المنعُ من الوثوق بما يكون للمرء .. فلا يقول -إذا كان فى نعمة- إنها لن تذهب فيترك الرجوع إلى الله معتمداً على ماله وملكه
    ومنها الأمر بالصبرِ إن كان فى ضر معتمداً على أن الأمر ذاهب والضر زائل
    ومنها ترك إتخاذ الغير معبوداً والزجرُ عن الاغترار بالقرب من الملوك وترك التقرب من ملك الملوك
    ومنها حسن التوحيد وترك الشرك الظاهر والخفى جميعاً لأن الفانى لا يصلح لأن يُعبد
    ١٨- ﴿كُلَّ يَومٍ هُوَ في شَأنٍ﴾ قال مجاهد يعطى سائلاً ، ويفك عانياً ، ويجيب داعياً ، ويشفى سقيماً
    ١٩- ﴿مُتَّكِئينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِن إِستَبرَقٍ﴾ قال ابن مسعود : هذه البطائن فكيف لو رأيتم الظواهر !!
    ٢٠- قال شيخ الإسلام فى متشابه القرآن : ذكرت هذه الآية ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) إحدى وثلاثين مرة ؛ ثمانية منها ذكرت عقب آيات فيها تعداد عجائب خلق الله وبدائع صنعه ومبدأ الخلق ومعادهم ، ثم سبعة منها عقب آيات فيها ذكر النار وشدائدها بعدد أبواب جهنم وحسن ذكر الآلاء عقبها لأن من جملة الآلاء رفعُ البلاء وتأخير العقاب ، وبعد هذه السبعة ثمانية فى وصف الجنتين وأهلهما بعدد أبواب الجنة ، وثمانية أخرى بعدها فى الجنتين اللتين هما دون الجنتين الأوليين أخذا من قوله ﴿وَمِن دونِهِما جَنَّتانِ﴾ فمن اعتقد الثمانية الأولى وعمل بموجبها استحق هاتين الثمانيتين من الله ووقاه السبعة السابقة ..


  9.  

    {...لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ○ قَالُوا لَا ضَيْرَ ۖ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ} [الشعراء :49 - 50]
    قالها فرعون للسحرة يتوعدهم بالعذاب عندما سجدوا خاشعين لله .. فقالوا (لاضير) لقد آمنا بالله العظيم ..
    أعزائي :
    أتدرون ماهو الأمر الذي لاضير فيه ؟!!
    هو أن تقطع ارجلهم وأيديهم من خلاف ، ويقتلوا ويصلبوا !!!
    كل ذلك وقالوا هو هين ولا ضرر علينا طالما عائدون إلى الله ..
    لقد ازدادوا تخويفا فازدادوا قوة لم تكن من قبل .. فالمؤمن أشجع الكائنات والمخلوقات وكل اوجاع الدنيا تتبدد عندما تهب نسائم الأجر في الآخرة ..
    يامن تتألم من اوجاعك ، يامن ملأ الحزن قلبك .. تعلم من الآية الكريمة وقل (لاضير إنا إلى ربنا منقلبون) هي كلمة قالها مؤمنون في أوقاتهم العصيبة فخلدها الله في القرآن ..
    لنتعلم الصبر والرضى فنحن نعيش في دنيا الفناء ، والنعيم هناك في الجنة إن شاء الله حيث ننسى كل آلامنا في أول خطوة فيها..

    قل لكل آلامك ومخاوفك (لاضير) فلا تضام و ربك الرحمن يسمعك ويراك وهو أكرم الأكرمين..



    قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)

    1- يرعى سوءك ويسكت عنه ما دمت في صفه،فإذا تبت رماك بما كان يرعاه!! ففرعون هو الذي علم السحرة،فلما آمنوا بموسى قال(إنه لكبيركم الذي علمكم السحر) / سعود الشريم

    2- قال ( لأصلبنكم) (لأقطعن) فقالوا : (لا ضير) ازداد تخويفا فازدادوا قوة لم تكن من قبل" / عقيل الشمري

    3- لما رضي قال (إن لكم لأجرا) ولما سخط قال(لأُصلبنَّكُم) البعض أراؤه تبعاً لتغيراته النفسية. / د.عقيل الشمري



    قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50)

    1-  لا ضير إنّا إلى ربنا منقلبون" كل أوجاع الدنيا تتبدد ..عندما تهبّ أنسام الأجر في الآخرة. / عبد الله بلقاسم

    2-  قالوا لاضير إنا إلى ربنا منقلبون" اكتب في أوقاتك العصيبة .. الكلمات الخالدة وُلدت في اللحظات الرهيبة. / عبد الله بلقاسم

    3-  قالوا لاضير" يهددهم بأنه سيقطع أيديهم وأرجلهم وهم يقولون :لاضير ! كل مواجعك ومخاوفك قل لها : لاضيـر. / عبد الله بلقاسم

             4-الإيمان الصادق باليوم الآخر من أسباب الثبات،أما تعجب من قوة رسوخ عقيدة سحرة فرعون برغم قصر عمر إيمانهم {قالوا لاضير إنا (إلى ربنا منقلبون) / أبرار بنت فهد القاسم

           5- ﴿قَالُوا لَا ضَيْر إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ﴾ إذا آمنت لم تعد بمقدار نفسك، ولكن بمقدار القوة التي أنت بها مؤمن. / روائع القرآن
      
    29570454_196610297608466_129755339720206


     




  10.  43. فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65)
    توعد بالعذاب الأليم لكل من نسب إلى عيسى ما هو برئ منه.
    44. وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)
    الله .. المعبود في السماء، والمقصود -في طلب الحوائج- في الأرض، فأهل السماء لا يعبدون إلا الله، وأهل الأرض (حتى الكافرين منهم) لا يقضي حوائجهم إلا الله.
    45. وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88)
    قال قتادة: «هذا قول نبيكم عليه الصلاة والسلام، يشكو قومه إلى ربه».
    والتعبير بقوله: ﴿قَوْمٌ﴾ يشير إلى أن كفرهم كان كفرا جماعيا، لا حالة فردية.
    46. فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)
    امتثل رسول الله ﷺ أمر ربه، وقابل أذى قومه بالعفو والصفح، ورد الإساءة بالإحسان واللسان الجميل، وهذا حال السائرين في طريق النبيين.


    47. حم (1):
    كانوا يحبون الحواميم! قال ابن مسعود: «إذا وقعتُ في أل ﴿حم﴾ وقعت في روضات أتأنق فيهن».
    48. أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5):
    قال ابن عاشور:
    «وبعض تلك الأمور الحكيمة ينفذ الأمر به إلى الملائكة الموكلين بأنواع الشؤون، وبعضها ينفذ الأمر به على لسان الرسول مدة حياته الدنيوية، وبعضا يلهم إليه من ألهمه الله أفعالا حكيمة، والله هو العالم بتفاصيل ذلك».
    49. رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7)
    فضل اليقين!
    قال رسول الله ﷺ: «صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل والأمل». صحيح الجامع رقم: 3845
    50. إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15):
    كشف العذاب عنهم، فقابلوا هذه النعمة بالعودة إلى الكفر!
    51. يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)
    الانتقام الحقيقي في الآخرة وليس في الدنيا!
    قال ابن عباس: «قال ابن مسعود: البطشة الكبرى يوم بدر، وأنا أقول: هي يوم القيامة».
    52. وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17)
    كل الناس مختبرون، وكل الأمم مرَّت بالفتنة، وهذه هي طبيعة الدنيا والمهمة التي خلق الله لأجلها الحياة.
    53. وصفه ربه بالكرم؛ لأنه كان كريما عليه، والفائدة: من أثنى الله عليه، هل يضُرُّه ذم الخلق؟!
    54. قال الفراء : «كريمٌ على ربه إذ اختصَّه بالنبوة وإسماع الكلام».
    كرامة العبد على ربه هي اصطفاؤه لصالح الأعمال والأحوال لا اختصاصه بالكنوز والأموال.
    55. أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18)
    قال موسى لفرعون: علامَ تحبس هؤلاء القوم، قوم أحرار اتخذتهم عبيدا، فخَلِّ سبيلهم.
    والدرس المستفاد: تحرير الأمم ورفع الظلم من أهم وظائف المرسلين.

    56. وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (19)
    أقبح العلو ما كان على الله، وأشد الكِبر ما كان عن عبادة الله، وأفظع الكِبر ما كان مع وجود الآية البيِّنة والحجة الساطعة.
    57. وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20)
    أي جعلتُ ربي عوذا أي مَلْجَأ، فالاستعاذة بالله أقوى حصن يضمن السلامة، ويكفل الأمان.
    58. كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45)
    المهل هو النحاس أو الرصاص المذاب، يشوي وجوههم في الظاهر، قبل أن يحرق أمعاءهم في الباطن.
    59. كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)
    يغلي داخل البطن تماما كما يغلي خارجها، فما ظنك بأثَر غليانه في بطن صاحبه؟!
    60. خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47)
    يقال للزبانية خذوه وجُرّوه وسوقوه، والعتل هو أن تأخذ بتلابيب الرجل، فتجذبه إليك وتجرَّه إلى حبس أو مصيبة.
    61. ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48)
    قال مقاتل: «يضرب مالكٌ خازن النار ضربة على رأس أبي جهل بمقمع من حديد، فيتفتت رأسه عن دماغه، فيجري دماغه عل جسده، ثم يصب الملك فيه ماء حميما قد انتهى حرُّه، فيقع في بطنه، فيقول الملك: ذق العذاب».
    62. إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50)
    جاء أن أبا جهل قال للنبي ﷺ: ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء، لقد علمتَ أنني أمنع أهل بطحاء، وأنا العزيز الكريم، فقتله الله تعالى يوم بدر، وأذله وعيَّره بكلمته: ﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾.
    63. إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51)
    قال ابن القيم: «﴿الأمين﴾: الآمن من كل سوء وآفة ومكروه، وهو الذي قد جمع صفات الأمن كلها، فهو آمن من الزوال والخراب، وأنواع النقص، وأهله آمنون فيه من الخروج والنقص والنَّكَد، والبلد الأمين الذي قد أمن أهله فيه مما يخاف منه سواهم».
    64. كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54)
    قال مجاهد: «الحوراء التي يحار فيها الطرف»، فهنيئا لزوجها، ومن دفع ثمنها، وقدَّم مهرَها.
    65. كم زوجة للمؤمن في الجنة؟!
    في الحديث: «ولكل واحدٍ منهم زوجتان، يُرى مُخُّ سوقها من وراء اللحم من الحُسْن» صحيح الجامع رقم: 2566
    66. فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58):
    هنا أخبر الله بتيسيره لفهم القرآن، لأن الغرض منه التذكر، وبذا قامت الحجة على من كل من بلَغَه القرآن.

    67. تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)
    لم يكن فى علمك ولا فى وسعك معرفة هذه الغيبيات، ولا الوقوف على قدرة الله في هذه الكائنات، ولولا أن الله عرَّفك بها ما عرفت.
    68. من لا يؤمن بهذه الآيات فبأي حديث يؤمن؟ ومن أي أصل غير القرآن يستمد؟ ومن أي بحر معرفة غير الوحي يغترف؟ هيهات هيهات.

    69. وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9):
    عاقبة الاستهزاء والسخرية العذاب والإهانة.
    كقول أبي جهل عن شجرة الزقوم مستهزئا: زقِّمونا، وقوله لما سمع قوله تعالى: ﴿عليها تسعة عشر﴾: أنا ألقاهم وحدي.
    70. مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10)
    أمامهم وخلفهم النار، فلا مفَرَّ منها ولا قيمة لأنصار، ومن يتولاك إن خذلك الله، ومن يرفع قدرك إن وضعك الله؟
    71. هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11)
    هذا القرآن هو أصل الهداية، وأعلى درجاتها تجدها في القرآن، والهداية أهم صفاته وسماته، فمن لم يسترشد بالقرآن ضَلَّ واحتار، وتقدم نحو النار!
    72. وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11)
    يدخل في هذا التهديد: النضر بن الحارث، الذي كان يشترى أحاديث الأعاجم؛ ليشغل بها الناس عن سماع القرآن، وقيل إن هذه الآيات نزلت فيه.

    73. إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا
    إن أراد الله بك نعمة فلن يمنعها عنك أحد، وإن أراد أن يصرف عنك نعمة، فلن يجلبها لك أحد، فلا تعلِّق قلبك بغير الله، وثق بربِّك، وتوكَّل عليه.
    74. وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19)
    لا تغتروا بولاية الظالمين لبعضهم في الدنيا، فسرعان ما تنقلب في الآخرة لعداوة.
    75. وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)
    الجثو هو الجلوس على الرُّكَب، فكل أمة تترقب مصيرها، وظهور نتيجة امتحانها، وثمرة سعيها.
    76. قال الرازي:
    «فإن قيل: الجثو على الركبة إنما يليق بالخائف، والمؤمنون لا خوف عليهم يوم القيامة، قلنا: إن المُـــحِقَّ الآمِن قد يشارك المبطل في مثل هذه الحالة إلى أن يظهر كونه محقا».
    77. هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29)
    قال ابن عباس وغيره: «تكتب الملائكة أعمال العباد، ثم تصعد بها إلى السماء، فيقابلون الملائكة الذين في ديوان الأعمال على ما بأيديهم مما قد أبرز لهم من اللوح المحفوظ في كل ليلة قدر، مما كتبه الله في القِدَم على العباد قبل أن يخلقهم، فلا يزيد حرفا ولا ينقص حرفا، ثم قرأ: ﴿إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون﴾».
    78. فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30)
    فوز مبين، وسهلٌ يسير!
    في الحديث: «إن الله خلق مائة رحمة، رحمة منها قسمها بين الخلائق، وتسعة وتسعين إلى يوم القيامة» . صحيح الجامع رقم: 1765

    79. وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33)
    كانت العقوبات تنهمر عليهم في الدنيا كمحق البركات وتبديد الأوقات وعدم التوفيق للطاعات وتعسير الحاجات، لكن ما انتبهوا إلا اليوم لشدة ما هم فيه من الغفلات.
    كل من استهزأ بشعائر الدين سيعاين عقوبته بعينه يوم الدين
    هذا ما توعد به رب العالمين، فيا وَيْل المستهزئين!
    80. وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا
    الجزاء من جنس العمل
    وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى يقول لبعض العبيد يوم القيامة : " ألم أزوجك ؟ ألم أكرمك ؟ ألم أسخر لك الخيل والإبل ، وأذرك ترأس وتربع ؟ فيقول : بلى ، يا رب . فيقول : أفظننت أنك ملاقي ؟ فيقول : لا . فيقول الله تعالى : فاليوم أنساك كما نسيتني " .
    81. وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35)
    82. فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)
    ابن الأنباري -الإمام الحافظ اللغوي ذو الفنون- كان يقول: "الرب على ثلاثة أقسام: يكون الرب بمعنى المالك، ويكون الرب بمعنى السيد المطاع، ويكون الرب بمعنى المصلح".

     

  11. {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان : 30]
    الآية مخيفة فالنبي يشتكي ربه هجران قومه للقرآن.. وما أعظم شكايته!!
    أعزائي :
    كفى بالقرآن منهجا للحياة وهاديا لكل خير وإنه من لدن حكيم عليم ..ذلك الكتاب المعجز له حلاوة ولذة لن تتذوقها إن لم يكن مصحفك بين يديك ، ينطق به لسانك تجويدا وتدبرا ، إذ لابد أن يكون بين القرآن وقلبك قصة حب ...
    تخيل ياعزيزي لو لم يكن القرآن موجودا في حياتنا .. ترى ماذا كان حالنا ؟!! أي سلوان وأي نور سيكون لنا ؟! ومن اين نستمد السعادة والصبر ؟! فكيف نهجره ؟!!
    وهجر القرآن هو هجر قراءته ، تدبره ،حفظه ، والعمل به ..
    كم من الاوقات ياعزيزي تهدر للتسلية في أماكن ما كان للقرآن فيها ذكر ولا حتى آية واحدة !! فانظر كيف هي علاقتك مع القرآن ؟؟
    اللهم اجعلنا من أهل القرآن وخاصته .. أطلق به ألسنتنا ونور به حياتنا وآخرتنا ..



    وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30)
     
    1- ( إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) المريض يطلب مصحفاً ليشفي مرضه ، والميت يتمنى مصحفاً ليرفع درجته ، ونحن بأفضل أحوالنا كيف نهجره ؟ / عايض المطيري

    2- ( يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) من صور الهجر المعاصرة للقرآن الكريم : هجر قراءته- هجر تدبره- هجر حفظه- هجر الاستشفاء به. / عقيل الشمري

    3- ( وقال الرسول ياربِّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) في شكوى النبي - صلى الله عليه وسلم - من هجر الناس للقرآن ؛ دليل على أن ذلك من أصعب الأمور وأبغضها لديه . /عبد الله المهيلان

    4- (وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)،، الموضع الوحيد في القرآن الذي نادى فيه نبي ربه بحرف النداء لشدة الهم الذي لحق به! / وليد العاصمي

    5- { وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا } إذا كان من يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يسمى هاجرا ، فكيف بمن لا يقرأ القرآن ليال وليال ! / نايف الفيصل

    6- } إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا{ وأي هجر أبلغ من أنك تقرأ كل شيء وتتصفح كل شيء وتتابع كل شيء وأعظم كتاب وأبركه يعلوه الغبار/ مها العنزي

    29542293_196154854320677_125326343479574

  12. السؤال
    ما معنى " لأن الله يقدر فيها الأرزاق وأمور العباد وتأخذ الملائكة صحائف الأقدار عاماً كاملاً من ليلة القدر إلى ليلة قدر أخرى ، فلا يبقى جليل ولا حقير إلا كتب الله أمره عاماً كاملاً " ، فعندما تأخذ الملائكة صحائف الأقدار ماذا تفعل بها هل تطلع عليها ؟ وهل تعرف الملائكة ما يحدث من الغيب هذه السنة وهو من اطلاع الله تعالى لها أو ماذا ؟
    ملخص الجواب:
    وخلاصة الجواب : أن الله تعالى يطلع بعض الملائكة (وهم الكتبة) على ما سيقع في تلك السنة من الأحداث ، ويأمرهم بنسخه من اللوح المحفوظ . وأما ما زاد على ذلك من إعطاء كل ملك من الملائكة ما يخصه من تلك الصحف ، فلم يدل على ذلك دليل . والله تعالى أعلم .


    نص الجواب
    الحمد لله
    أولا :
    قال الله تعالى :
    ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) الدخان/ 3، 4 ، أي : يأمر الله تعالى الكتبة من الملائكة بنسخ ما سيقع في تلك السنة من اللوح المحفوظ ، هكذا ورد عن بعض السلف ، ونقله المفسرون .
    روى ابن أبي حاتم في تفسيره (18527) - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) قَالَ: " يُكْتَبُ مِنْ أُمِّ الْكِتَابِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مَا يَكُونُ فِي السَّنَةِ مِنْ رِزْقٍ أَوْ مَوْتٍ أَوْ حَيَاةٍ أَوْ مَطَرٍ، حَتَّى يُكْتَبَ الْحَاجُّ ؛ يَحِجُّ فُلانٌ ، وَيَحِجُّ فَلانٌ " .
    وروى الحاكم (3678) وصححه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : " إِنَّكَ لَتَرَى الرَّجُلَ يَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ، وَقَدْ وَقَعَ اسْمُهُ فِي الْمَوْتَى" ، ثُمَّ قَرَأَ ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ، إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) ، يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ : يُفْرَقُ أَمْرُ الدُّنْيَا إِلَى مِثْلِهَا مِنْ قَابِلٍ " .
    قال ابن كثير رحمه الله :
    " أَيْ: فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ يُفْصَلُ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى الْكَتَبَةِ أَمْرُ السَّنَةِ ، وَمَا يَكُونُ فِيهَا مِنَ الْآجَالِ وَالْأَرْزَاقِ ، وَمَا يَكُونُ فِيهَا إِلَى آخِرِهَا ، وَهَكَذَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي مَالِكٍ ، وَمُجَاهِدٍ ، وَالضَّحَّاكِ ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ . وَقَوْلُهُ: (حَكِيمٌ) أَيْ: مُحْكَمٌ لَا يُبَدَّلُ وَلَا يُغَيَّرُ " .
    انتهى من "تفسير ابن كثير" (7/ 246) ، ونحوه قاله الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير" (6/422) ، والشيخ ابن عثيمين في "فتاواه" (20/344) .
    ثانيا :
    لا يعلم الغيب إلا الله ، قال تعالى : ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) النمل/65 . 
    قال ابن كثير رحمه الله :
    " يقول تعالى آمرًا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول معلمًا لجميع الخلق : إنه لا يعلم أحد الغيب إلا الله عز وجل ، فإنه المنفرد بذلك وحده ، لا شريك له " انتهى من "تفسير ابن كثير" (6 /207) .
    لكن الله تعالى يُطلع من شاء من خلقه ، على ما يشاء من أمر غيبه ، قال تعالى :
    ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ) الجن/26،27 .
    قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
    " علم المغيبات من اختصاص الله تعالى فلا يعلمها أحد من خلقه ، لا جني ولا غيره ، إلا ما أوحى الله به إلى من شاء من ملائكته أو رسله " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (1 /346).
    ودل ما ذكر من نسخ الملائكة لما يحصل من أمور العام ، على أن الله تعالى يطلع الملائكة الكتبة على ما سيكون في هذه السنة ، ويأمرهم بنسخه من اللوح المحفوظ .
    قال النووي رحمه الله :
    " قَالَ الْعُلَمَاءُ : وَسُمِّيَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ لِمَا تكْتَبُ فِيهَا المَلَائِكَة مِنَ الْأَقْدَارِ وَالْأَرْزَاقِ وَالْآجَالِ الَّتِي تَكُونُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، كَقَوْلِهِ تعالى : (فيها يفرق كل أمر حكيم) . 
    وَقَوْلِهِ تَعَالَى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ ربهم من كل أمر) : وَمَعْنَاهُ: يُظْهِرُ لِلْمَلَائِكَةِ مَا سَيَكُونُ فِيهَا، وَيَأْمُرُهُمْ بِفِعْلِ مَا هُوَ مِنْ وَظِيفَتِهِمْ ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِمَّا سَبَقَ عِلْمُ اللَّهِ تَعَالَى بِهِ وَتَقْدِيرُهُ لَهُ " انتهى من "شرح النووي على مسلم" (8/ 57) .
    ثالثا : 
    ذكر بعض العلماء أن الله تعالى يأمر الملائكة الكتبة إذا انتهوا من كتابة ما سيكون في تلك السنة : يأمرهم بإعطاء كل ملك من الملائكة ما يخصه من تلك الصحف ، ولكنهم لم يذكروا دليلا على ذلك .
    قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : 
    "وإيضاح معنى الآية : أن الله تبارك وتعالى في كل ليلة قدر من السنة يبين للملائكة ويكتب لهم ، بالتفصيل والإيضاح جميع ما يقع في تلك السنة ، إلى ليلة القدر من السنة الجديدة .
    فتبين في ذلك الآجال والأرزاق والفقر والغنى ، والخصب والجدب والصحة والمرض ، والحروب والزلازل ، وجميع ما يقع في تلك السنة ، كائناً ما كان .
    قال الزمخشري في "الكشاف" : ومعنى (يفرق) : يفصل ويكتب (كل أمر حكيم) من أرزاق العباد وآجالهم ، وجميع أمورهم فيها ، إلى الأخرى القابلة . 
    إلى أن قال : فتدفع نسخة الأرزاق إلى ميكائيل ، ونسخة الحروب إلى جبرائيل ، وكذلك الزلازل ، والصواعق والخسف ، ونسخة الأعمال إلى إسماعيل صاحب سماء الدنيا ، وهو ملك عظيم ، ونسخة المصائب إلى ملك الموت ا ه محل الغرض منه بلفظه .
    ومرادنا بيان معنى الآية ، لا التزام صحة دفع النسخ المذكورة للملائكة المذكورين ، لأنا لم نعلم له مستنداً " انتهى من "أضواء البيان" (7/271) .

    الاسلام سؤال وجواب





  13. ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ [الذاريات: 50]: فرار السعداء إليه، وفرار الأشقياء منه.


    ﴿فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم﴾ [الذاريات: ٢٨] الفطنة والحذر لا تعارض إحسان الظن وحسن العمل


    ﴿(فدَعَا )ربه أني مغلوبٌ فانتصر.. ( ففتحنا )أبواب السماء بماءٍ مُنهمر﴾ الدعاء مفتاح لأبواب السماء



    ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ يسره الله للحفظ. ويسر معانيه للتدبر. ويسر أحكامه للعمل. ويسره لمن يريد التذكر والاتعاظ.


    (إنا كنا ندعوه من قبل إنه هو البرّ الرحيم) ضعها نصب عينيك وأنت تتضرع إلى الله بالدعاء في الدنيا.. دعاؤك اليوم تستذكره هناك في الجنة وترى أثره عين اليقين من رب برّ رحيم رب ألهمنا الدعاء..


    {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة...} هذه ليلة ٢٧ تقترب فإين المتقربون لربهم المتسابقون لمغفرته وجنته


    ﴿حور مقصورات في الخيام﴾ المستورة المصونة في بيتها ممدوحة حتى في الجنة!.


    {فطال عليهم العمر فقست قلوبهم} البعض لا تزيده السنون إلا قسوة في قلبه
    طول الأمل = حياة بلا عمل


    ﴿والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم﴾ لأن الابن قرة العين ومهجة الفؤاد، جعل الله من تمام النعيم أن يلحق الأولاد بالأباء إن كانوا على الإيمان، ولو لم تبلغ بهم أعمالهم تلك المنزلة!.


    ﴿أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾[النجم :38]: القرآن يعلمنا الإنصاف


    (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّىٰ عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) كثيرون هم: قنوات ماجنة، جلسات لاغية، تجمعات لاهية، وسمر في معصية، تلهي عن الله والدار الآخرة .. فالواجب الإعراض عنها..


    (والنجم إذا هوى) تتهاوى النجوم وتسقط بأمر الله عزوجل ويرتقي عبد الله ونبيه صلى الله عليه وسلم بأمر الله (وهو بالأفق الأعلى) (عند سدرة المنتهى)


    (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ ....) فروا إليه بقلوبكم .. بحاجاتكم .. بذنوبكم ... بدعواتكم .. فأبوابه مفتوحة ! ساعة مباركة وليلة مباركة ..


    (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) علموا مافي الليل من أنس وأسرار ومناجاة فتركوا لأجلها كل محبوب !!


    قال أحد السلف : كم من معصية بالخفاء منعتني منها هذه الآية : { ولمن خاف مقام ربه جنتان }


    {فكانت هباء منبثا} هذه الأرض التي تقاتل الناس لأجلها وتمنوا فيها الأمنيات وعصوا الله فيها حبا لها في يوم القيامة تكون لاشي ولا يبقى الا ماقدموا بها


    ﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ صلاح الآباء بركة على الأبناء في الدنيا والآخرة.. .ورد عن محمد بن المنكدر أنه كان يقول لولده والله يا بني إني لأزيد في صلاتي ابتغاء صلاحك


    ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ لا شيء يمنحنا قوة الصبر على آلامنا مثل اليقين بأن ربنا الرحيم يرانا ونحن نتألم.


    ( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) لاتحزن إن ساء يومك فغدًا شأنٌ آخر !!


    (وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ ) من طبع الله على بصيرته كيف سيفرق بين السحاب والعقاب !


    ين (وقالوا مجنون وازدجر) و (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر) رحلة مكابدة وصبر اختصرتها دعوة نبي (فدعا ربه إني مغلوب فانتصِر) ادعُ الله بيقين تدهشك استجابته!


    {يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر } مجرد التخيل يبعث على الخوف .. سحب على الوجه الالم على أشده و قمة الإهانة والاذلال .. ما أسرع سطوة الله على المجرمين . اللهم اجرنا من العذاب والخزي ..


    { وأن سعيه سوف يرى } لا تخبر بأعمالك الصالحة فهناك يوم جميل ينتظرك سترى فيها سعيك فلا تستعجل

    (إنهم كانوا قبل ذلك محسنين) ومن أعظم الإحسان الإحسان في عبادة الله تعالى (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون * وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)


    "فلا تزكّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" بعضهم يرى عمله بعين نفسه عظيم وهم لم يحقّق التقوى،مهما بلغت من الخير لاتزكّي نفسك.


    (لايمسه إلا المطهرون) إذا كان ورقه لايمسه إلا المطهرون ؛ فمعانيه لا يهتدي بها إلا القلوب الطاهرة . ابن تيمية.

    {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [القمر : 17] لا تستصعب القرآن حفظا وتلاوة وتدبرا فهو ميسر لمن اقبل عليه


    {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} [النجم : 39] ولذلك قيل الصدقة الجارية من سعي الإنسان والولد الصالح من سعي الإنسان والعلم الذي ينتفع به من سعي الإنسان ولذلك يصله ثوابها


    {إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم} [الطور : 28] كم من دعوة دعوت الله بها ونسيتها لكنك ستجدها في ذلك اليوم أحوج ما تكون إليها ..


    {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات : 56] إذا حققت هذا الهدف ( عبادة الله ) فلا يضرك فشلك فيما عداه من الأهداف

    (ما ينطق عن الهوى) (ما كذب الفؤاد ما رأى) (ما زاغ البصر وما طغى) أصدق التزكية ما كانت من الله عزوجل (فلا تزكّوا أنفسكم)


    {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات : 56] لا تنشغل بما لم تخلق لأجله عما خلقت لأجله


  14. الجزء الخامس والعشرون
     
    لا يتوفر وصف للصورة.
    1. وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47)
    الله يناديهم بنفسه ليشهدوا!
    الشهيد يجوز أن يكون بمعنى المشاهد، أي المبصر، أي ما منا أحدٌ يَرى الذين كنا ندعوهم شركاءك الآن، أو يكون الشهيد بمعنى الشاهد، أي ما منا أحد يشهد أنهم شركاؤك، فيكون هذا اعترافا بكذبهم في ما مضى.

    2. لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49):
    هذا خُلُقٌ مرتكز في نفس الإنسان والفطرة البشرية، وهو حب الاستزادة من الخير، واليأس عند نزول الشر، اليأس من زواله، واليأس أن يعقبه الخير، لكن يتم تهذيبه بوازع الإيمان.

    3. وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي
    هذا بجهدي وذكائي وسعيي، فأن الذي خطَّطت، وأنا الذي قدَّمت، وأنا، وأنا، وأنا حتى تُهلِكه (أنا).
    4. وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى
    من أعظم الاغترار والجرأة على الجبار: أن تزعم أن لك مكانة خاصة عنده، وأنت لست كذلك.
    5. وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51):
    كلما زادت نعم الله على لعبد زاد نسيانه للشكر وإعراضه عن الذكر، والعكس عند نزل الضر، يكون إقباله على الذكر والاستعانة بالرب، وهنا تكون النعمة بلاء، والحرمان عطاء.

    6. سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
    السين تفيد الاستقبال، ومَنْ نزل فيهم القرآن قرءوها هكذا، ونحن نقرؤها هكذا، وستظهر كل يوم آيات جديدة تدلُّ الناس على ربهم حتى تقوم الساعة.

    7. حم (1) عسق (2)
    اشتهر تسميتها عند السلف «حم عسق»، وكذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير والترمذي في «جامعه»، وتُسمَّى «سورة عسق» بدون لفظ حم لقصد الاختصار، ولم يثبت عن النبي ﷺ شيء في تسميتها.
    8. كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)
    كيف قال تعالى: (كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ) بلفظ المضارع، والوحى إليه وإلى من قبله ماضي؟
    قال الزمخشري: «قصَد بلفظ المضارع كون ذلك عادة وسُنَّة لله تعالى».
    9. الله سبحانه هو الذي أوحى بالرسالات جميعها للرسل جميعهم، والرسالة لبنبوية الخاتمة ما هي إلا امتدادٌ لأمر قديم مطَّرد، يقرِّر وحدة الدين، ووحدة المنهج، ووحدة الالهدف والغاية.
    10. لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4):
    وأنت ليس لك فيهما شيء، وكل ما معك اليوم فهو مُعار، ومادة اختبار، نجاحك في جنة، وسقوطك فيها نار!
    11. كلُّ ما في السموات وما في الأرض هو خلق الله ومُلْكُه ومِلْكُه، لذا يتصرف فيه كيف شاء، و (ما) اسمٌ موصول يفيد العموم، أي لتشمل العاقل وغير العاقل.
    12. وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4):
    هذا الخالق والمالك العظيم لابد أن يكون مُنَزَّهًا، فهو العَلِيُّ أي المتعالي عن الأشباه والأنداد والأمثال والأضداد، وهو العظيم في ذاته، وصفاته، وأفعاله.
    13. وَهُوَ الْعَلِيُّ (4):
    قال الطبري: «وهو ذو علوٍّ وارتفاع على كل شيء، والأشياء كلها دونه، لأنهم في سلطانه، جارية عليهم قدرته، ماضية فيهم مشيئته».
    14. تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ
    أي ، تنشق كل سماء فوق التي تليها فَرَقا من عظمة الله، ولولا أن الله أمسكها لتفطَّرَت،
    15. وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ
    من أسباب تسبيح الملائكة؟! قال القرطبي: «قيل: يتعجبون من جرأة المشركين، فيذكر التسبيح في موضع التعجب، وعن علي : أن تسبيحهم تعجب مما يرون من تعرضهم لسخط الله».
    16. وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ
    ما أرحم الله بنا، نقترف الذنوب ونبارز بها علام الغيوب، فيكلِّف ملائكته بالاستغفار لنا عسانا نتوب!
    17. وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ
    من أسماء القيامة: يوم الجمع، يجمع الله فيه الأولين والآخرين في صعيد واحد للحساب ثم الجزاء، ويجمع فيه بين المرء وعمله، وبين الجسد وروحه، وبين المرء وشكله في الخير والشر، وكل هذا لا ريب فيه إلا عند المنافقين والمعاندين.
    18. وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً
    لو شاء لجعلهم جميعا على الهدى وأدخلهم الجنة، فهو القادر الذي لا يمتنع عليه شيء، لكنه خلق الدنيا للاختبار؛ مِنّا من يختار الجنة، ومِنّا من يختار النار.
    19. وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ (8)
    ليست المشيئة إجبارا! قال الآلوسي ما ملخصه: «أي: أنه تعالى يُدخِل في رحمته من يشاء أن يُدخِله فيها، ويدخل في عذابه من يشاء أن يدخله فيه، ولا ريب في أن مشيئته تعالى لكل من الإدخالين، تابعة لاستحقاق كل فريق لعمله».
    20. وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (8)
    ولم يقل: (ويدخل من يشاء في عذابه)، للإيذان بأن الإدخال في العذاب، بسبب سوء اختيار الداخلين فيه.
    21. أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9)
    هذه مقوِّمات الولي الحق: يحيي الموتى، وهو على كل شيء قدير، فمن اتخذ وليا من دون الله، فهو أعمى البصيرة، مشكوك في صحة عقله أو قوة إيمانه.
    22. يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12)
    يوسِّع رزقه على من يشاء من خلقه، فيُكثِر ماله، ويُقَتِّر على من يشاء منهم فيضيِّق عليه ويُفْقِره؛ لأنه عليم بمن يُصلِحه بسط الرزق، ومن يفسِده.
    23. وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)
    الهادي ليس فقط الذي يهدي الطائعين للطاعة، بل هو الذي يهدي كذلك العصاة للتوبة.
    24. وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ
    لا تغتر بأنك مسلم أو أن الله آتاك القرآن، فقد حدث ذلك مع غيرك، فاختلفوا، فمنهم من اهتدى، ومنهم من غوى.
    25. أبغض الاختلاف ما كان بعد علم، لأن العلم في هذه الحالة حُجَّة على صاحبه.
    26. اختلافهم لم يكن من أجل الوصول إلى الحق، بل الدافع إليه البغي والحسد والعناد.
    27. وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ:
    هذه الكلمة بتأخير الحساب والعذاب إلى الآخرة، وعدم تعجيل ذلك في الدنيا.
    28. وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14)
    قال مجاهد: «معنى ﴿من بعدهم﴾: من قبلهم، يعني من قبل مشركي مكة، وهم اليهود والنصارى».

    29. فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ
    لابد مع الدعوة من استقامة، ومع الأمر بالمعروف من امتثالٍ للأمر، ومع النهي عن المنكر من اجتنابٍ له.
    30. ﴿نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب﴾:
    «كل الناس يغدو، فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها». صحيح الجامع رقم: 925
    يغفر الذنوب العظيمة مهما كثرت، ويشكرك على العمل القليل بالأجر الكثير مهما قلَّ.
    31. قال ابن القيم:
    «من علِم أن الرب شكور تنوَّع في معاملته، ومن عرف أنه واسع المغفرة تعلق بأذيال مغفرته».
    32. وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28):
    إذا تولاك، فيا لَسَعْدك وهَناك، فاحمده على ما له من الكمال، وما أوصل إليك من ألوان الإفضال.

    33. وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ
    دواب في الآرض، لكن هل هناك دوابٌّ في السماء؟! قيل: لعلها الملائكة أو الجن أو خلقا مما لا نعلمه.
    34. وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29)
    قل لمن يستبعد أمر البعث: كما لم يتعذر على الله خلقكم، فلن يتعذَّر عليه جمعكم بعد أن تبلى أجسامكم وتتفرق في القبور أوصالكم.

    35. وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)
    ولم يذكر ماذا يُبيِّن هذا الكتاب، ليدل على أنه مبيِّن لكل ما يحتاج إليه العباد من أمور الدنيا والآخرة.

    36. َمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21)
    كل أمرٍ لا دليل عليه من عقل أو نقل، فهو باطل، كما ظهر هنا في أمر عبادة الملائكة.
    37. قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24)
    هنا أوضَحَ إبراهيم بأظهر دليل وأقصر سبيل أنهم ما أرادوا اتباع الحق والهدى، بل قصدوا اتباع الباطل والهوى.
    38. فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25)
    هذا تهديد بالانتقام من كل من شابههم في أقوالهم وأفعالهم، فليست قصص القرآن للتسالي!
    39. وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26):
     حكمتان  لتخصيص والد إبراهيم بالذكر:
    الأولى: أنها أدَلُّ على اجتناب عبادة الأصنام، بحيث لا يُتَسامَح فيها ولو مع أقرب الناس إليه.
    الثانية: إبراهيم قدوة في إبطال قول المشركين عن آبائهم: ﴿وإنّا على آثارهم مهتدون﴾، فقد خالف إبراهيم أباه لأنه على باطل، فخالِفوا أيها المشركون آباءكم المبطلين.
    40. وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا
    41. وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48)
    وأخذناهم بالعذاب أي بالأشياء التي سلطها عليها كالطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم.
    42. وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62):
    عداوته لا تخفى، بدأت بإخراج أبيك من الجنة، ثم توعده بإضلالك، وسحبك معه إلى النار.
     
    يتبع

    لا يتوفر وصف للصورة.

  15.  

    {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون : 60]
    المؤمنون حق الإيمان خائفون دائما ألا تقبل أعمالهم وألا تنجيهم من عذاب ربهم إذا رجعوا إليه للحساب ..
    أعزائي :
    المؤمن يحسن ويخاف ..والمنافق يسيء ويأمن !!!
    لاتغتر ياعزيزي بالصالحات من أعمالك أمام خالقك ومولاك مهما كثرت ولاتأمن مكر الله ..
    واعلم انه من علامات قبول عبادتك أن تزيدك خشية من الله ..
    كان المؤمنون يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه .. وقع في قلوبهم الخوف والرجاء أيقبل هذا العمل أم لا ؟!!
    وهذا الفاروق أحد المبشرين بالجنة ، لم يتملكه الغرور .. بل كان يقول :لو نادى مناد يوم القيامة كل الناس يدخلون الجنة إلا واحدا لخشيت أن أكون أنا ..رضي الله عنك ياأمير المؤمنين..فماذا سنقول نحن ؟!!
    اللهم تقبل منا وارض عنا وأمنا من عذابك يوم تبعث عبادك ..

    ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)

    1- المؤمن جمع إيمانا وخشية.. والمنافق جمع إساءة وأمنا.. {وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} الحسن البصري ./ روائع القرآن

    2-( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ) "من علامات قبول العبادة أن تزيد صاحبها من الله خشية لا تغرّه ولا تؤمّنه ." / عبد العزيز الطريفي

    3- "والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة"، فلنحذر أن نغتر بعملنا في رمضان إعجابا واستكثارا، ولنكن على وجل أن يُرد عملنا "ولاتمنن تستكثر" / أ.د. ناصر العمر

    4-﴿والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون﴾ المؤمن يجمع بين إحسان في الطاعة وخشية والمنافق يجمع بين إساءة وأمنا. / عبد المحسن المطيري

    5- )والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) ومن العلامات الظاهرة بعد رمضان ملازمة الاستغفار، واتباع العبادة بالعبادة كصيام الست وتلاوة القرآن / أ. د.ناصرالعمر

    6- ﴿والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون﴾ . كانوا يعملون وهم خائفون ونحن لا نعمل وآمنون .. رب أيقظ غفلة قلوبنا / أبرار بنت فهد القاسم

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏


  16. ﴿ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد﴾
    أي قول دون استثناء، فتخير من كلماتك ما تحب أن تراه يوم العرض.


    في سياق الحديث مع المؤمنين (ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليما حكيما) عليما بصدق قلوبهم فيسخّر جنوده لنصرتهم
    في سياق الحديث عن الكافرين والمنافقين (ولله جنود السموات والأرض وكان الله عزيزا حكيما) عزيزا لا يغالبه أحد فيسخّر جنوده لقهرهم.



    (شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ۚ ) الفتح: ١١
    في المواسم الفاضلة احذر أن تردد ذلك العذر المستهلك وغير المقبول فالخاسر هو أنت وستكون من المتخلفين عن ركب الرحمه والمغفره




    #سورة_الحجرات تهذّب لسان المؤمن (لا ترفعوا أصواتكم، لا يسخر، لا تلمزوا، لاتنابزوا، لا يغتب بعضكم بعضا، لا تجسسوا، لا تمنّوا)
    و 
    #سورة_ق تبين له خطورة اللسان (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
    مسؤوليتك فردية فتحمّل تبعاتها!


    التمسك بالدين في وقت الفتن وغلبة الشهوات والشبهات والدفاع عنه من وسائل نصرة الله ورسوله ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾


    احذر أن تكره شيئاً من الدين
    { كَرِهُواْ مَا أَنزَلَ ٱللَّهُ }
    فالعقوبة شديدة: { فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ }


    (أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) حين تقع الاختبارات سيظهر الله مدى تقواك .. حين تصلح لها ستكون النتيجة {لهم مغفرة وأجر عظيم}


    { والله الغني وأنتم الفقراء} لو استشعرها كل مؤمن لعرف حقيقة نفسه وفقره ولو كان أغنى أهل الأرض


    {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} [الذاريات : 17] الليل وقت الراحة لكنهم وجدوا راحتهم في القيام بين يدي الله


    ﴿وأصلح لي في ذريتي﴾ ينبغي على المؤمن أن يحرص على الدعاء بالصلاح لذريته، كما يحرص على توفير حاجاتهم وبل أكثر؛ لأنه بصلاح دينهم تصلح دنياهم وآخرتهم!.



    انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء زوجة نوح وزوجة لوط لم ينفعهما كونهما زوجتي لنبيين وفي فراش فرعون امرأة لها بيت بالجنه فلا نقول لما اولاد فلان الصالح اولاده عليهم ملاحظات



    {وسقوا ماء حميما فقطع أمعائهم} الأمعاء تقطعت فكيف بما فوقها ؟! الفم ، البلعوم ، المعدة... الخ نعوذ بالله من النار



    {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم} [محمد : 31] الأحداث التي تواجهك يوميا ليس صدف هي اختبار لصدق إيمانك وصبرك


    ﴿وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا﴾ كلماتك التي تخاطب بها والديك سيخاطبك بها أبناءك..﴿فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾


    علمتني آية {إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}، أن أقول لمن يتسرع في حكمه علي، أسمع منَّي، ولا تسمع عنَّي.



    { ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما} [الفتح : 25] درء المفاسد مقدم على جلب المصالح


    {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} [الحجرات : 6] من صفات المؤمنين التبين من الأخبار وتمحيصها وخاصة إذا كان ناقلها معروف بالفسق .


    (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون) لا تغمض عينيك عن الحقائق التي تحيط بك فتهلك بعمى الجهل


    {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق : 18] قد تختفي عن سمع الناس ولكن هل ستختفي من رقيب و عتيد


    ( وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) صلاح البال نعيم لا يعرفه إلا من فقده ، فكل غنى دون صلاح البال فقر و كل فقر مع صلاح البال غنى


    (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
    الظالم محروم من الهداية وهي عقوبة الهيه مستحقه جزاء استكباره عن الحق بعد التمكن منه .


    {فلَوْ صدَقُوا الله لكان خيْراً لهُمْ}، ومن صدق الله في جميع أموره؛ صنع الله له فوق ما يصنع لغيره. ابن القيم


    {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} [الحجرات : 13] جعلكم شعوبا وقبائل لتعارفوا وليس لتفاخروا ومن أراد الفخر فعليه بالتقوى .

     

  17. ﺃﺭﻭﻉُ ﻣﺎ ﻓﻲ السُّجُود ﺃﻧﻚَ ﺗﻬﻤﺲُ ﻓﻲ ﺃﺫﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻴﺴﻤﻌﻚَ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ !"


    كل المخاوف تجلب لك الهموم
    إلا الخوف من الله فإنه يجلب لك الجنة
    ﴿ ولِمنْ خافَ مقامَ رَبِّهِ جَنّتَان ﴾
    اللهم أرزقنا خشيتك في السر والعلن


    - سلِّم لله إن أراد أمراً واترك ما تريد لما يريد
    وما لك إرادة إذا أراد الله ما لا تريد
    راتب النابلسى


    من سترك تحت سقف المعصية لن يخذلك تحت جناح التوبة...

    حياتك كلها دُعاء .. َ الاستخارة دُعاء ، وعند دخول المنزل أو الخروج منه دُعاء ، وعند السفر دُعاء ، وفي صلاتك دُعاء ، وفي طلب الرِّزق دُعاء ، وعند اشتداد الهمِّ وطول البلاء دُعاء .. َ الدعاء روح العبوديَّة ، ومفتاح التوفيق ، وسعادة الدنيا وعِزُّها ، ونجاة الآخرة ومُستقرُّ الجنة .
    سلطان العرابى

    ﴿ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون﴾و
    جمع الخير كله في هذه الكلمات الثلاث: اتقوا الله،وابتغوا إليه الوسيلة،وجاهدوا في سبيله فالمسلمون إذااتقوا ربهم وتركوا محارمه وابتغوا إليه الوسيلة وتقربوا إليه بطاعته وجاهدوا أعداءه تمت لهم السعادة
    ابن الباز

    لا تركن لإيمانك، ولا تدينك واستقامتك؛ فالقلوب بين يدي الرحمن يقلبها!
    سل الله الثبات في ليلك ونهارك، وقيامك وقعودك وسجودك!
    بل من دعاء الراسخين في العلم:"ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب"؛ فكيف بغيرهم؟!
    يا رب الثبات حتى نلقاك.


    مع تقدم العمر نخسر كثيراً من حاسة البصر لصالح قوة البصيره.
    *وتتراجع قدراتنا الجسديه لصالح قدراتنا الفكريه.
    * ونتنازل عن أمانينا الشخصية للحفاظ على محبة ذوينا ومحبينا.
    *مع تقدمنا في العمر نحن ﻻ نخسر بل نستبدل الخسائر بأرباح . .
    جعلنا الله وإياكم ممن طال عمره وصلُحَ عمله


    لو اغتبت كل يوم( شخصين فقط ) وعِشت ستين سنة مثلاًفهذا يعني : أنك من يوم سن البلوغ إلى يوم وفاتك ، ستخاصم ( 32400 ) خصماً يوم القيامة .هل أنت مستعد لذلك ؟
    راتب النابلسى


    عطاءات الرضا للنبي المصطفى في القرءان الكريم في مواطن ثلاثة:
    - في القبلة: "فلنولّينّك قبلة ترضاها"،
    - في الأجر: "ولسوف يعطيك ربّك فترضى"،
    - في التّسبيح: "وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبّح وأطراف النّهار لعلك ترضى".
    الأمّة المحمدية مَرْضِيّة في نبيها.


    الذي ينبغي للإنسان إذا أصيب بالمصيبة أن يتلهى عنها وأن لايذكرها، بل إنه إذاذ كرها ينبغي أن يفعل الأسباب التي تزيلها من قلبه حتى لايحدث له ذلك حزنا جديدا، والشيطان إذا وجد من القلب هشاشة إلى هذا الحد فإنه يتسلط عليه بتذكرالمصائب، حتى يبقى لايسر ولاينشرح صدره.
    ابن عثيمين


    ﻭﺍﻟﻘُﻠﻮﺏُ ﺳَﺘﺒْﻘَﻰ ﻣُﺘﻘَﻠِّﺒﺔ ،ﺣﺘَّﻰ ﺗَﺘَﻌﻠﻖ ﺑﺎلله فتثبُت.


    لا تطلب الكمال من كل أحد، قرّب الناس إلى الخير بمقدار بعدهم عنه، فليس البعيد عنه كالقريب منه،
    فهذا ليس من الاضطراب فيك بل هو عين الحكمة .
    عبد العزيز الطريفى .


    عندما تُغلق على نفسك الباب وأنت تعصي الله فتذكر :
    ( هذا الإله العظيم الذي تعصيه الآن، هو الذي أمر الهواء أن يدخل من تحت عقب نفس هذا الباب ، لتتنفس وأنت على هذا الحال )
    ألا تستحي من الله ؟
    راتب النابلسى


    No photo description available.

  18.  {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِين وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُون} [المؤمنون 97-98]
    وساوس الشياطين دعوة إلى الباطل وصد عن الحق
    نستجير بك ربنا من وسوستهم ونستعيذ بك من حضورهم في شيء من أمورنا..
    أعزائي :
    الشيطان يهمز همزا خفيا فإن لم يعالج بالاستعاذة ..حضر حضورا .. وهو يعرف من اين يهمز لك ياعزيزي فخذ الحذر ، وتذكر قول الله (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) فقد جلس للإنسان على الصراط المستقيم يأتيه من كل الجهات ويشاركه في كل امور حياته ، لايفتر عنه ليلا ولا نهارا يزين له المعاصي خطوة بعد خطوة فإن تبعه هلك .. والعياذ بالله
    فالحزم الحزم في صد الشيطان وإبعاده بالاستعاذة وطاعة الله وكلنا يعلم أن البيت الذي يقرأ فيه القرآن لاتدخله الشياطين ..
    فلنجعل بيوتنا مباركة بالقرآن ومحصنة بآياته ..
    اللهم لاتجعل للشيطان مكانا في بيوتنا ولا في قلوبنا واصرفه عنا برحمتك يا ارحم الراحمين ..


    وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97)

    1- (وأعوذ بك من همزات الشياطين) (همزات) : الشيطان يعرف من أين (يهمز) فخذ الحذر! / عقيل الشمري

    2- (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون) الشيطان (يهمز همزاً خفياً) فإن لم يعالج بالاستعاذة (حضر حضوراً) / عقيل الشمري

    3-قوله : ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين ) : أمره أن يستعيذ من الشياطين ، لأنهم لا تنفع معهم الحيل ، ولا ينقادون بالمعروف .
    وقد قدمنا عند الاستعاذة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، من همزه ونفخه ونفثه " ابن كثير

    4-( وقل رب أعوذ بك ) أي : أمتنع وأعتصم بك ، ( من همزات الشياطين ) قال ابن عباس : نزعاتهم . وقال الحسن : وساوسهم . وقال مجاهد : نفخهم ونفثهم . وقال أهل المعاني : دفعهم بالإغواء إلى المعاصي ، وأصل الهمز شدة الدفع .البغوي

    5-( وأعوذ بك رب أن يحضرون ) أي : في شيء من أمري; ولهذا أمر بذكر الله في ابتداء الأمور وذلك مطردة للشياطين عند الأكل والجماع والذبح ، وغير ذلك من الأمور; ولهذا روى أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اللهم إني أعوذ بك من الهرم ، وأعوذ بك من الهدم ومن الغرق ، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت " . ابن الكثير


    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏

  19. جوامع الدعاء من صحيح السنة النبوية احرص على حفظ ادعية النبي ﷺ والدعاء بها:
    ﴿ ١ ﴾ « اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار »متفق عليه
    ﴿ ٢ ﴾ « اللهم أعنا على شكرك، وذكرك، وحسن عبادتك »الصحيحة (٨٤٤)
    ﴿ ٣ ﴾ « اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني »رواه مسلم
    ﴿ ٤ ﴾ « اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر »رواه مسلم
    ﴿ ٥ ﴾ « اللهم إني أسألك الهُدى، والتُقى، والعفاف، والغنى »رواه مسلم
    ﴿ ٦ ﴾ « اللهم إني أعوذ بك من جَهْدِ البلاء، ودَرَكِ الشقاء، وسُوء ِالقضاء، وشماتة الأعداء »متفق عليه
    ﴿ ٧ ﴾ « يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك »حسنه الترمذي
    ﴿ ٨ ﴾ « اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا، ومتعن بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا»
    حسنه الترمذي
    ﴿ ٩ ﴾ « اللهم إني أعوذ بك من الهَمِّ، والحَزَن، والعجز، والكسل، والبُخل، وضَلَعِ الدَّينِ، وقَهْرِ الرجال »
    حسنه الترمذي
    ﴿ ١٠ ﴾ « اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل بعد »
    رواه مسلم
    ﴿ ١١ ﴾ « اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك »
    رواه مسلم
    ﴿ ١٢ ﴾ « اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم »
    متفق عليه
    ﴿ ١٣ ﴾ « اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك »
    رواه مسلم
    ﴿ ١٤ ﴾ « اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا »
    صححه الألباني
    ﴿ ١٥ ﴾ « اللهم احفظني بالإسلام قائما، واحفظني بالإسلام قاعدا، واحفظني بالإسلام راقدا، ولا تشمت بي عدوا حاسدا، اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك »
    الصحيحة (١٥٤٠)
    ﴿ ١٦ ﴾ « اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم إني أسألك خشيتك في الغي والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين »
    صححه الألباني.
    ﴿ ١٧ ﴾ « رب اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري كله، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي، وعمدي، وجهلي، وهزلي، وكل ذلك عندي، الله اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، أنت المقدم، وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير »
    متفق عليه
    ﴿ ١٨ ﴾ « اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن نُرَدَّ إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وعذاب القبر »
    رواه البخاري
    ﴿ ١٩ ﴾ « اللهم اهدني وسددني »
    رواه البخاري.
    ﴿ ٢٠ ﴾ « اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عني »
    قال الترمذي: حسن صحيح.
    ﴿ ٢١ ﴾ « اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة »
    الصحيحة (١١٣٨)
    ﴿ ٢٢ ﴾ « اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجُبن، والبخل، والهَرَم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها »
    رواه البخاري.
    ﴿ ٢٣ ﴾ « اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي »
    رواه الترمذي وصححه الالباني
    ﴿ ٢٤ ﴾ « رب أعني ولا تُعن علي، وانصُرني ولا تنصُر علي، وامكُر لي ولا تمكُر علي، واهدني ويسِّر الهدى لي، وانصُرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكَّارًا، لك ذكَّارًا، لك رهَّابًا، لك مِطواعًا، لك مُخبِتًا، إليك أوَّاهًا مُنِيبًا، رب تقبَّل توبتي، واغسل حَوبَتِي، وأجب دعوتي، وثبِّ حُجَّتي، وسدِّد لساني، واهد قلبي، واسلُل سخيمة صدري »
    قال الترمذي: حسن صحيح.
    ﴿ ٢٥ ﴾ « اللهم إني أعوذ بك من القِلَّة والفقر والذِّلة، وأعوذ بك أن أظلم أو أُظلم »
    الصحيحة (١٤٤٥)
    ﴿ ٢٦ ﴾ « اللهم حاسبني حسابًا يسيرًا »
    صحححه الألباني في المشكاة (٥٥٦٢)
    ﴿ ٢٧ ﴾ « اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون »
    صحيح الترغيب (١/ ٩٧)
    ﴿ ٢٨ ﴾ « اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك »
    حسنه الترمذي
    ﴿ ٢٩ ﴾ « اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك، فإنه لا يملكها إلا أنت »
    الصحيحة ( ١٥٤٣)
    ﴿ ٣٠ ﴾ « اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك، و عزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلباً سليمًا، و لسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب »
     الصحيحة (٣٢٢٨

    • معجبة 1

  20. ﴿ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى﴾
    قال الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب: "للكافر أمنيتان
    أما في دنياه فهذه: ﴿إن لي عنده للحسنى﴾ وأما في آخرته: فـ﴿ياليتني كنت ترابا﴾" والأماني على الله تعالى وترك الجد في الطاعة مذموم لكل أحد. تفسير ابن عطية (5/ 22)


    ﴿أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون﴾ 
    عن الفضيل أنه بلغها فجعل يرددها ويبكي ويقول: يا فضيل! 
    ليت شعري من أي الفريقين أنت.

     
    ﴿ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض﴾ 
    قال شقيق بن إبراهيم: لو أن الله تعالى رزق العباد من غير كسب، لتفرغوا وتفاسدوا في الأرض، ولكن شغلهم بالكسب، حتى لا يتفرغوا للفساد. 
    تفسير السمرقندي (3/ 244)


    "ورحمةُ ربكَ خيرٌ مما يجمعون"
    من أدركته رحمة الله فقد أدركه كل خير.

    {وإذا ما غضبوا هم يغفرون}
    لم يقل: أنهم لا يغضبون
    بل عند غضبهم يغفرون ويسامحون

    من أعظم الآيات المرغبة في العفوقوله:
    "فمن عفاوأصلح فأجره على الله"
    حيث سيكون الأجرعلى الله الكريم
    وليس على العبدالضعيف.

    (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونآى بجانبه)
    كم مرة أمسيت متضرعا إلى ﷲ أن يشفيك..
    فلما أصبحت معافى قمت كأن لم تكن مريضا؟!


    ﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾
    الحقيقة الغائبة عن أذهـان الغفـلة .


    {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات}
    [يعفو/يقبل]فعل مستمر
    فكلمااحدثت ذنب فأحدث له توبة
    فإن الله عفوغفور رحيم

    (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ)
    [سورة الزخرف 54] 
    هكذا هم الطغاة دائما يعتمون فى دعواتهم الباطلة على ذوى العقول الخفيفة !!

    (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [سورة الزخرف 32]
    (قال حاتم الأصم : تأملتها فعلمت أنّ القسمة من الله،فما حسدت أحدا أبداً.)
    فإذا علمت أن المتفضّل هو الله، الرازق هو الله، فلم التحاسد إذا !!
    فنصيبك من رحمة الله سيصلك رغما عنك وعن الناس أجمعين ونصيب غيرك من رحمة الله سيصله فاطمئن ولا تحسد !!


    {ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين}
    لاتجعله يصدك في هذه الليالي الفضلية عن عبادة الله والتزود بالطاعات
    فهو عدو مبين كما اخبرنا رب العالمين


    ﴿الله لطيف بعباده﴾ [الشورى: ١٩]
    اطمئن؛ فألطاف الله تحيط بك.


    اعلم أن أعظم الخذلان أن يضلك الله تعالى وأنت على علم
    ﴿ أَفَرَءَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ ﴾


    ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾
    يُقدِّر الله في ليلة القدر ما يحصل في السنة القادمة من أجلٍ وعملٍ ورِزقٍ..
    فاسألوا الله وألِحُّوا عليه أن يرزقكم مقادير السعادة والتوفيق ..
    وأفضل ما تدعو به في ليلة القدر:«اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»


    (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)
    متى قدم حكم البشر على حكم الله تعالى حل الفساد و الإفساد


    على قدر تحقيقك للعبودية يغشاك لطف الله
    ﴿الله لطيف بعباده﴾ [الشورى: ١٩]
    زد في عبوديته سبحانه يزد لطفه بك


    {فما بكت عليهم السماء والأرض}
    الكون يتأثر بأعمال الخلق
    فيبكي لفقد المؤمنين
    ويستريح من الكافرين


    (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)، في الآية عظيم ترغيب من الله في الصفح والعفو ومقابلة من أساء إلينا بالحسنى .. وهي تنزل بردا وسلاما على المصلحين الذين يتعرضون لأذى الناس وهم يقدمون الصفح والعفو على الإنتقام ..


    ﴿نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا﴾
    قال حاتم الأصم :
    تأملتها فعلمت أن القسمة من الله
    فما حسدت أحداً أبداً.


    تكررت مفردة العفو في سورة الشورى أكثر من مرة
    ﴿وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون﴾
    ﴿وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير﴾
    ﴿أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير﴾
    اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا .


    حين تعرض عن أمر الله ستجد الشيطان يؤزك
    فيصدك حتى عن ذكر الله
    ( وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ)
    و يغريك و يغرك حتى تحسب على شيء
    (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ)
    انقلاب للحقائق .


    كم يصد الترف عن طريق الاستقامة ..
    (إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ)
    صرفهم التنعم وحب الجاه، عن النظر والتدبر والاستماع للحق..


    (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ)
    أنت كداعية مهمتك محددة في إبلاغ و بيان شرع الله للناس و ليس هدايتهم !!


    ﴿وَجَزَٰٓؤُا۟ سيئة سيئة مثلها فمن عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِ﴾
    شرط الله في العفو: الإصلاح فيه؛ ليدل ذلك على أنه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته، فإنه في هذه الحال لا يكون مأموراً به. [السعدي:٧٦٠]


    ( واستقم كما أمرت )
    كما أمرت لا كما رغبث
    واعلم أنك أن لم تكن مستقيما على أمر ربك فأنت تابع لهوى نفسك .


    ﴿فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا )
    كل نعيم في الدنيا ماهو إلا متاع سرعان ما ينتهي
    أما نعيم الآخرة فهو النعيم الدائم
    والعاقل هو من كان همه ما يدوم لا ما يزول .


    {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب} [الشورى : 20]
    ارادة الدنيا لا يجلب لك فوق ما قدر لك
    لكن ارادتك للآخرة تمنحك إياها وزيادة .


    {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)
    الهادي ليس فقط الذي يهدي الطائعين للطاعة، بل هو الذي يهدي كذلك العصاة للتوبة.


    ﴿وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ﴾
    ولم يقل: «ولا تتبع دينهم»؛ لأن حقيقة دينهم الذي شرعه الله لهم هو دين الرسل كلهم، ولكنهم لم يتبعوه، بل اتبعوا أهواءهم، واتخذوا دينهم لهواً ولعباً. [السعدي:٧٥٥]


    اجتهد مع نفسك واهلك في الدنيا
    لا تترك نفسك واياهم للضياع الحقيقي
    (إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)


    (يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ..) (وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا..) عطاء الله نعمة، وحرمانه لحكمة، والمؤمن يعلم أن كل قضاء من الله لخير له، إن أعطي شكر وإن حرم صبر وما ذلك إلا لأن الله (عَلِيمٌ قَدِيرٌ)


    ﴿ وينشر رحمته وهو (الولي الحميد)﴾
    قال ابن عاشور:
    اختار صفتي "الولي الحميد"لأن الولي يحسن إلى مواليه والحميد يعطي ما يُحمد عليه .


    ﴿وَكَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ روحًا مِن أَمرِنا ما كُنتَ تَدري مَا الكِتابُ وَلَا الإيمانُ وَلكِن جَعَلناهُ نورًا نَهدي بِهِ مَن نَشاءُ﴾
    أخبر أنه [روح] تحصل به الحياة
    و [نور] تحصل به الإضاءة. ابن القيم.


    { اللهُ لطيفٌ بعباده }
    آية جمعتْ كلّ معاني الرحمة الإلهية
    فكل حُزن سيعقبُه فَرَح،
    وكل مَرض سيعقبه شفاء
    وكلّ هَمّ من ورائه حكمة
    اللهم الطف بعبادك.


    (والذي نزّل من السماء ماء بقدر)
    مراكز الرصد الجوي في الكون كله لن تستطيع أن تعرف قدر الماء النازل من السماء ولا تستطيع أن تجزم بموعد نزوله ومكان نزوله...
    الله عزوجل وحده يعلم!


    (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)
    الروح قوام حياة الأبدان والقرآن قوام حياة القلوب
    فهل قرأنا القرآن يوما باحثين عن الحياة؟!


    {تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ..} [الشورى : 5]
    وتقديم التسبيح على الحمد إشارة إلى أن تنزيه الله عمّا لا يليق به أهم من إثبات صفات الكمال له؛ لأن التنزيه تمهيد لإدراك كمالاته تعالى. [ابن عاشور:٢٥/٣٣]


    ﴿ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير﴾ [الشورى: ٢٧]
    لا تحزن إن دعوت بالغنى يومًا، وتأخرت الإجابة، أو لم يُستجب لك، فربك أعلم بالخير والأصلح لك، تدبر ختام الآية (إنه بعباده خبير بصير)


    (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير)
    يحاربون شرع الله بكل ما أتوا من قوة فإذا حلت بهم المصائب جاءوا بكل الأسباب إلا الذنوب!! ،و وضعوا كل الحلول إلا التوبة !!


    ( فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) كما أمرك الله كن لا كما تأمرك نفسك .
    ( وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ ) لن يرضى عنك البشر مهما حاربة شرع الله لترضي هواهم ، فانشغل بما يرضي الله تسلم .


    {فإن يشإ الله يختم على قلبك}
    تهديد عظيم في حق ﷺ
    مخدوع ومسكين من لا يخاف عقوبة الله


    ﴿وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلْإِنسَٰنِ أَعْرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٍ﴾
    لا شكر في الرخاء و لا صبر في الضراء،


    ﴿تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ۚ وَٱلْمَلَٰٓئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾
    السماوات على عظمتها تكاد تتفطر من خشية الله وبني آدم بعضهم لا يعرف حتى الله


    من يعيش للدنيا يحرص على زخرفها الزائل (أسورة من ذهب) (سقف من فضة)
    ومن يريد الآخرة يُجزى بزخرفها الباقي (يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين)


    (إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
    تلك الخسارة الحقيقية
    ما دونها معوض و مدرك ..


    "وإنهم ليصّدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون"
    تجنّب كل من يجعلك تنسى وتغفل عن ذكر الله ولاتكون في ظل قربه؛ولو كان هذا الشخص من أقرب الناس إليك.


    ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )
    في عفوه فلا تيأس مهما كان حالك، وفي قدرته عليك إذا حاربة شرعه .


    ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ﴾
    ● عند رحيلك ليس العبرة أن يبكيك الأهل والأصدقاء ؛ وإنما العبرة بكاء مصلاك في الأرض ، ومصعد عملك في السماء.


    ﴿ ليس كمثله شيء ﴾
    وليس كحبه وتعظيمه وتقديسه واجلاله وطاعته والخضوع له شيء
    سبحانه جل في علاه


    {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب} [الشورى : 10]
    يفهم من الآية أن مالم نختلف فيه
    لا يرد . وهذا دليل على حجية إجماع الأمة
    وأن الأمة لا تجمع على ضلالة


    (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا)
    هو القرآن وسماه روحاً لأن فيه حياة من موت الجهل .... وكان مالك بن دينار يقول : يا أهل القرآن ، ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟ فإن القرآن ربيع القلوب كما أن الغيث ربيع الأرض. القرطبي 18/509


  21.  

    89. فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ
    فمن مِن خلق الله أعظم فرية ممن كذب على الله، فادّعى أن له ولد وصاحبة، أو أنه حرَّم ما لم يحرمه من المطاعم
    من الكذب على الله أن تفسر القرآن بغير علم.
    سئل أبو بكر عن فول الله تعالى: (وفاكهة أبا)، فقال: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إن قلت في كلام الله ما لا أعلم.
    الظلم مراتب، والذنوب درجات، تتفاضل بينها بين صغائر وكبائر، وحتى الكبائر تتفاوت.
    90. وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33)
    قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: والذي جاء بالصدق هو رسول الله ﷺ، وصدق به المسلمون أولئك هم المتقون.
    91_لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35):
    . من صفات المتقين وعلاماتهم البارزة: استعظام الصغائر التي فرطت منهم، ولو غفَرها الله، لاستعظامهم الذنب، ومعرفتهم بقدر من عصوه.
    . من تدليل الله لعباده المتقين: أن يضاعِف لهم الأجر، فتكون حسناتهم الصغيرة كالكبيرة، وينالون ثوابهم كله على أكمل الوجوه، وبحساب الأحسن مما عملوا.
    92. فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39):
    تهديد بأن مصيركم إلى النار، وستعاينون ذلك عن قريب، لكن لن يفيدكم هذا العلم لأنه في دار الجزاء لا دار العمل.
    93. مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40):
    عذاب الدارَيْن!
    ﴿عَذابٌ يُخْزِيهِ﴾ في الدنيا، وقد أخزاهم الله يوم بدر، ﴿وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ﴾ في الآخرة، وهو عذاب النار.
    94. إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41):
    من أحسن منكم، فإحسانه إلى نفسه اكتسبه، ومن أساء فبلاؤه على نفسه جلَبَه، والله أغنى الأغنياء عن طاعة المقبلين، ولا تضره زلَّات المعرضين.
    95. وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
    . يتوفى الله نفسين: النفس التي ماتت موتا حقيقيا، والنفس التي ماتت بالنوم موتا مؤقتا، ثم يمسك روح التي ماتت عنده، ويرسل الأخرى أي يردها إلى بدن النائم ليستيقظ، ويتكرر هذا الأمر كل ليلة.
    96. قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44)
    لا يشفع الأنبياء ولا الشهداء ولا العلماء ولا الأطفال فضلا عن الأصنام إلا بإذن الله.
    97. وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)
    يزداد إيمانك، فينشرح صدرك لذكر الله نطقا وسماعا، ويقل إيمانك، فينقبِض صدرك من الذكر، وتهرب منه.
    . إذا مات القلب أظلم، فآثر الظلام على الضوء، والعذاب على النجاة.
    98. وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
    لو تصدَّقوا في الدنيا بمثقال ذرة لتُقُبِّل منهم، لكن يوم القيامة لا يقبل منهم ضعف كنوز الأرض لو بذلوه.
    لو بكوا في الدنيا دمعة واحدة، لمحت كثيرا من سجلات سيئاتهم، لكن يوم القيامة لو بكوا أنهار الدماء، لم يرحم بكاءهم.
    99. وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48)
    عاقبة الاستهزاء! استهزؤوا بالبعث فبعثهم الله، وبالعذاب فعذَّبهم الله، وأحاط بهم من كل جانب، فلا فرصة للهرب ولا للنجاة، وعبَّر بــالفعل الماضي (وحاق) للإيذان بتحقق وقوعه حتى كأنه وقع بالفعل.
    100. وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55)
    وأحسن ما أُنزِل من الله هو القرآن، وأحسن: اسم تفضيل مستعمل في معنى: كامل الحُسْن، وليس في معنى: تفضيل بعضه على بعض؛ لأن جميع ما في القرآن حَسَن.
    101. أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56):
    متى ما واتتك فرصة فاغتنمها، وإلا لاحقتك الحسرات، فقلَّما عادت فرصة بعد الفوات.
    102. أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57):
    الاحتجاج بالقدر لتبرير الأخطاء احتجاج سخيف، أبطله الله في كتابه، ويلجأ إليه المنحرفون في جميع العصور والأزمان، ويعيدون ترديده يوم القيامة.
    104. وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ (61)
    هذا رجل تقي.. هذه زوجة تقِيَّة .. أبشر بشهادة الناس لك اليوم بالتقوى، فهي جواز عبورك عبر بوابات الجنة غدا.
    105. اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ (62):
    خالق الفرح بلا سبب، وخالق الفرَج من العدم، وخالق اليُسر من رحِم العُسْر، ففيم اليأس؟!
    106. اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62):
    الله خالق كل شيء، فكيف عبدتم من لم يخلق شيئا؟! الله مدبِّر كل شيء بكمال حكمة وعظيم قدرة، فكيف اتخذتم غيره وكيلا؟!
    107. لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (63)
    المقاليد: المفاتيح، فكل كنوز السماوات والأرض في خزائن الله، ومفاتيح خزائن الله بيد الله، وهذه كناية عن أن أي عطاء دنيوي أو أخروي، مادي أو معنوي، يصل المؤمن أو الكافر، والبر أو الفاجر، هو من الله وحده.
    108. قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64):
    ساوموه .. نعبد إلهك يوما، وتعبد إلهنا يوما، فردَّ عليهم: ما أقبح جهلكم، وهل الإيمان صفقة تجارية حتى تخضع للأخذ والرد؟!
    حاول المشركون مع النبي ﷺ كي يشرك بالله، فما ظنك بمحاولاتهم اليوم للإيقاع بالمسلمين في براثن الشرك وشراك الكفر؟
    109. وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65):
    الآية تنفير من الشرك وتقبيح له بأعظم لهجة، لأنه إذا كان رسول الله ﷺ لو وقع في شيء منه- على سبيل الفرض- حبط عمله، وكان من الخاسرين، فكيف بغيره من أفراد أمته؟!
    110. وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ (67)
    هذه الآية مذكورة في سور ثلاث، في سورة الأنعام، وفي سورة الحج، وفي هذه السورة: سورة الزمر.
    111. والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه (67)
    عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «يقبض الله الأرض، ويطوي السموات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض صحيح البخاري رقم: 4812
    112. وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا
    لا تزال أبواب النار مغلقة، كما تُغلَق أبواب السجون، حتى يأتي أصحاب الجرائم الذين يسجنون فيها، فتُفتَح لهم ثم تُغلَق عليهم.
    113. ﴿حم﴾ [غافر: 1]: قال ابن عباس: إن لكل شيء لبابا، ولباب القرآن الحواميم، وقال مسعر بن كدام: كان يُقال لهن: العرائس.
    114. تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ
    عزة القدر، وعزة القهر وعزة الامتناع عن أي نقص.
    115. رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ (8):
    قال سعيد بن جبير: يدخل المؤمن الجنة، فيقول: أين أبي؟! أين أمي؟! أين ولدي؟ أين زوجتي؟ فيقال: إنهم لم يعملوا مثل عملك، فيقول: إني كنت أعمل لي ولهم، فيقال: أدخلوهم الجنة».
    116. قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11):
    اعترفوا حيث لا ينفع الاعتراف، وندموا حين لا ينفع الندم، بعد أن مروا بموتين وحياتين!
    ليس المهم فقط أن تؤمن، الأهم أن تؤمن قبل الوقت الضائع.
    117. فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11):
    قالوها بلهجة اليائس، الواثق أنه لا سبيل للرجوع، ولا طريق للهروب، ولا سكة لإعادة المحاولة.
    118. وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا
    ليس الإيمان هنا هو الإيمان بالله، بل معناه: إن يجعلوا لله شركاء من دونه، تُصدِّقوا ذلك وتؤمنوا به.
    119.فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12):
    الله هو الحاكم في خلقه، والقضاء له وحده لا لغيره، ولا يمكن لأحد ردَّ حكمه وعقابه، ولا سبيل إلى النجاة لعلوِّه وكبريائه.
    120. هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا
    تقديم الآيات على الرزق دليل على أن النعم الدينية أهم من النعم الدنيوية.
    121. وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (13)
    لن ينتفع بآيات الله، ولن يشكر رزقه وعطاءه، إلا صاحب إنابة وصدق في التوجه إلى الله.
    123. قال أبو هلال العسكري في الفروق اللغوية:
    «الفرق بين التوبة والإنابة: قيل: التوبة هي الندم على فعل ما سبق، والإنابة: ترك المعاصي في المستقبل».
    124. فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14):
    عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما: كان النبي ﷺ إذا انصرف من الصلاة يقول:
    «لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله، مخلصين له الدَينَ ولو كره الكافرون، أهل النعمة والفضل والثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون». صحيح أبي داود رقم: 1350
    125. وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14):
    سيرك في طريق الحق وعلى الصراط المستقيم، سيغيظ منك الكافرين وجموع المنافقين، فلا تلتفت إلى كراهيتهم، وامضِ لما أمرك الله.
    126. رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ (15)
    أن تأتي بعد: ﴿مخلصين له الدين﴾ إشارة إلى إن الإخلاص سبب رفع الدرجات.
    سبحانه! رافع درجات اأنبياء والاولياء، ولذا رفع محمدا ﷺ فوق الخلائق، واختصه بالدعوة والرسالة.
    127. ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ
    نموذجان رفعهما (رفيع الدرجات): العرش، وهو أعظم مخلوقات الله، والروح: جبريل، وهو أعظم ملائكة الله.
    128. لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15)
    لا تظن أن ظالما سيفلت بجريمته! قال ميمون بن مهران: «يلتقي فيه الظالم بالمظلوم».
    129. يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ (16)
    قد تختبئ اليوم في غرفتك، أو خلف شاشتك، أو باسم مستعار على صفحتك، لكن غدا .. لا مجال للاختباء، ولا فرصة للمكر والدهاء.
    130. لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16):
    قال الحسن: «هو السائل تعالى، وهو المجيب، لأنه يقول ذلك حين لا أحد يجيبه، فيجيب نفسه سبحانه فيقول: لله الواحد القهار».
    131. الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ
    لا تدل الآية على أن الميت لا ينتفع بعمل غيره، فقد جاء في الحديث أن رجلا أتى النبي ﷺ وأخبره بأن أمه ماتت فجأة، وأنها لو تكلمت لتصدقت، أفأتصدق عنها؟ فقال له النبي ﷺ: نعم، وفي البخاري: «من مات وعليه صوم، صام عنه وليه». صحيح البخاري رقم: 2756
    132. إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17)
    قال ابن كثير: «أي يحاسب الخلائق كلهم كما يحاسب نفسا واحدة».
    133. وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ
    كل من تعلق بغير الله فقد تعلق بسراب، وارتبط بمن لا يضره ولا ينفعه، وهو أعجز من أن ينفع نفسه أو يضرها فضلا عن أن ينفع غيره أو يضره.

    134. الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ
    يجادلون بصيغة المضارع لغفادة تجدد مجادلتهم وتكررها، وأنهم لا ينفكون عنها.
    . من أسباب إضلال الله للعبد: كثرة جداله بغير حق.
    135. كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35):
    قلب المتكبر مغلق بقفل مفتاحه ضائع، لذا لا سبيل لفتح أبواب القلب أمام أنوار الهداية.
    . المتكبر صفة للقلب، لأنه الملك، والجوارح جنود، فإذا تمكَّن الكبر من القلب، تبعته الجوارح.
    136. وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36)
    الحاشية التي حول فرعون سبب أساسي في استمراره في ضلاله.
    . الاقتراحات السخيفة للطغاة تلقى رواجا كبيرا عند أتباعهم من أهل النفاق.
    137. وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ:
    أشد عقوبات الله للعبد: التزيين: أن ترى الباطل حقا، والشر خيرا.
    138. وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ
    صد فرعون الناس عن طريق الله، فصدَّه الله عن الهداية، فكان جزاؤه من جنس عمله.
    139. وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37):
    كل من كاد مؤمنا، فكيده إلى ضياع وخسران.
    140. يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39)
    ابن القيم:
    «وأما الدنيا فمنقطعة، ولذّاتها لا تصفو أبدًا ولا تدوم، بخلاف الآخرة فإنّ لذّاتها دائمة، ونعيمها خالص من كل كدر وأم، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين مع الخلود أبدًا».
    141. مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا (40):
    السيئة تكتب سيئة واحدة، ومع هذا لا تسجَّل في صحيفتك إلا بعد ست ساعات، لتمنحك فرصة للتوبة. في الحديث: «إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها وإلا كتبت واحدة». صحيح الجامع رقم: 2097
    142. وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40):
    سئل النخعي عن عمل كذا، ما ثوابه؟ فقال: إذا قبل لا يُحصَى ثوابه.
    143. إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48):
    حكم الله نهائي، لا نقض فيه ولا استئناف!
    144. كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63):
    الذنوب سبب لانصراف القلوب عن الحق، فالضلال اختيار لا إجبار من الجبار.
    145. اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ
    تعرَّف إليكم بكل طريق وأرشدكم إلى محبته بكل سبيل، فهنا خمس آيات: اثنتان من آيات الآفاق: الأرض والسماء، وثلاثة من آيات النفس: حدوث التصوير وحسن هذا التصوير ورزقها من الطيبات.
    146. هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) :
    استعراض شريط حياتك بأسرها في آية واحدة، وموجزه بغض النظر عن تفاصيلها: من التراب وإلى التراب!
    147. فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78):
    قد ينزل قضاء الله ليُهلِك الأمم وفيها أناس صالحون؟ والسبب: إذا كثر الخبث وغاب المُصلِحون أو غُيِّبوا قهرا.
    148. اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79):
    سخر الأكوان لخدمتك، وجعل كل شيء طوع أمرك، فأنت خليفة الله في الأرض، وباقي المخلوقات –ولو كانت أكبر وأعظم وأقوى منك – تعمل في خدمتك.
    149. كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)
    ومن تفصيل آياته معرفة معانيها وانتشار تفاسيره، وقد أحصاها البعض تفاسير القرآن فبلغت إلى اليوم 289 تفسيرا!
    150. فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4)
    تدل هذه الآية على أن الهادي من هداه الله، وأن الضال من أضله الله.
    151. وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ (5)
    اقتصر هنا على ذكر هذه الأعضاء الثلاثة، وذلك لأن القلب محل المعرفة، وله السلطان على البدن، والسمع والبصر هما وسيلتا تحصيل المعارف، فإذا كانت هذه الثلاثة محجوبة، كان ذلك أقصى درجات الضلال.
    152. فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ
    ﴿إِلَيْهِ﴾ تنبيه على الإخلاص، وأن العامل ينبغي أن يكون الله غايته ومقصوده، فبذلك يكون عمله نافعًا، وبغير ذلك يكون عمله باطلا.
    153. وَاسْتَغْفِرُوهُ (6)
    مهما حرص العبد على الاستقامة، فلابد أن يحصل منه زلل، بتقصير عن مأمور، أو ارتكاب محظور، لذا أمره الله بدواء عظيم ذلك الداء، فقال: ﴿وَاسْتَغْفِرُوهُ﴾
    154. فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا
    خلق الله في كل سماء ما اقتضته حكمته من الملائكة، ومن خلائق لا يعلمها إلا هو سبحانه.
    155. قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ (21)
    قدرة الله فوق حدود العقل، وكل ما خطر ببالك فقدرة الله فوق ذلك.
    156. إذا أراد الله بعبد خيرا قيَّض له قرناء خير يعينونه على الطاعات، ويحملونه عليها، وإذا أراد به غير ذلك سلَّط عليه شياطين الإنس والجن يوسوسون إليه بالسيئات والمنكرات.
    157. وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25)
    هذا أوضح دليل على تكليف الجن مع الإنس، فقد اعترفوا في الآخرة بأنهم كانوا كافرين، وشهدوا على أنفسهم بالكفر، مما يدل على تكليفهم وتوجه خطاب الشرع إليهم.
    158. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا (35)
    وما يُلقَّى هذه الخصلة من دفع السيئة بالتي هي أحسن إلا الصابرون، وهكذا كل خصال الخير.
    159. وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)
    إذا تسللت إلى قلبك نزغات شيطان فبادر إلى ذكر ربِّك، فإن لم تفعل تحولت النزغة إلى فكرة، والفكرة إلى عزم، فإن لم تتحصَّن بحصن الاستعاذة أوقعك العزم في الزلل.
    160. فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38)
    عن حكيم بن حزام قال:
    «بينما رسول الله ﷺ في أصحابه إذ قال لهم: أتسمعون ما أسمع؟ قالوا: ما نسمع من شيء، قال: إني لأسمع أطيط السماء، وما تلام أن تئط، ما فيها موضع شبر إلا عليه ملك ساجد أو قائم». السلسلة الصحيحة رقم: 1060
    161. قال ابن القيم: «ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة، لرأى لها تأثيرًا عجيبًا في الشفاء، ومكثتُ بمكة مدّةً تعتريني أدواء، ولا أجد طبيبًا ولا دواء، فكنتُ أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيرًا عجيبًا، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألمًا، وكان كثير منهم يبرأ سريعًا».
    162. ﴿أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾[فصلت:44]
    يا من تُنادَون للنجاة، فلا تستجيبون..
    يا من تخوَّفون بالنار فلا ترتدعون..
    وتشوَّقون للجنة فلا تبذلون..
    ألا تفهمون؟!
    أم أن دعاة الخير من مكان بعيد ينادون وبكم يهتفون، فلا تسمعون؟!
    163. مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا
    ليس في الدين قيود، بل هي حدود، تضمن سلامتك، وتكفل حمايتك، وتقيك من كل ما يضرك في دينك أو دنياك.


  22. {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان : 63]
    تأمل آثار عباد الرحمن على الأرض وبصماتهم بين الناس ..
    لقد مدح الله فيهم التواضع والوقار والحلم والأدب الرفيع لرزانة العقل فيهم .
    أعزائي :
    هكذا عباد الرحمن .. خفيفة ارواحهم ، رقيقة قلوبهم حتى وهم يمشون على الارض لم يثقلوا عليها ، فقد ظهرت عليهم سكينة الروح والوقار في خطوات أقدامهم متواضعين لله وخلقه .. ملتزمين قول النبي صلى الله عليه وسلم (من تواضع لله رفعه الله)
    الرد بالإساءة على من آذاك سهل ، لكن النفوس الراقية الحكيمة لاتقبل إلا القول الحسن ..فهم يقابلون الأذى بالمعروف والسلام ..لأن ربنا هو السلام وسيلقى أولياءه في جنته بالسلام ، ونبيه الكريم يقول أفشوا السلام بينكم ..
    اللهم آتنا الحكمة وزينا بالتواضع والحلم والقول الحسن ..


     وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63)
    1-  (وعباد الرحمن الذين يمشون على اﻷرض هونا) (سكينة الروح) ظهرت على (خطوات القدم) / عقيل الشمري
    2-  { وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ } الذي يحررك من أنواع العبودية ؛ هي ( عبوديتك لله ) .. فكن عزيزاً ولا تخضع هامتك إلا لله
    3-  (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } لاتجد هذه الصفة في أحد إلا وجدت فيه الحكمة ، وهي من صفات عباد الرحمن/ محمد الربيعة
              4- أتى سفيه إلى الإمام أحمد فسبه وشتمه، فقال له تلاميذه: رُد على هذا السفيه قال: لا والله فأين القرآن إذاً ! {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما{  . / نايف الفيصل
    5- ﴿ وإذا خاطبهم الجاهِلونَ قالوا سلاماً ﴾ ؛ مدح الله فيهم الحِلم الكبير والوقار والأدب الرفيع في الإعراض عن الجاهل لرزانة العقل فيهم. / فرائد قرآنية

    6- ﴿ وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ﴾ إذا خرجت من عدوك لفظة سفه؛ فلا تلقحها بمثلها فتلقح؛ فنسل الخصام نسل مذموم. ابن_القيم / روائع القرآن
    7-(وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) سماهم جاهلين ؛ لأنه لا أجهل ممن يصر على خسارة الناس حوله.
    / عقيل الشمري
    8- " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " وكان التعليق ب(إذا) لأن مخاطبة الجاهلين لهم بالسوء أمر محقق.. ومتى سلم أهل العلم والدين من الجاهلين؟!. /أبو حمزة الكناني
    9- بمقدار عبودية الإنسان لله تكون سكينته، وعدم تأثره بكلام الناس (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)
     
              10- ﴿وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا﴾ . قال محمد ابن الحنفية : أصحاب وقار وعفة لا يسفهون ، وإن سفه عليهم حلموا. / روائع القرآن


    لا يتوفر وصف للصورة.

  23. ﴿حَتّى إِذا ما جاءوها شَهِدَ عَلَيهِم سَمعُهُم وَأَبصارُهُم وَجُلودُهُم بِما كانوا يَعمَلونَ﴾ لا مراوغة ولا محاباة حتى الجوارح تنطق بالحق يوم القيامة فاجعلها في صالحك لا ضدك بالتزود من الخيرات.



    {وقالوا من أشد منا قوة} الاغترار بالنعم وعدم شكر المنعم سبب للعقوبة وزوال النعم.


    ﴿قال إنما أوتيته [على علم] بل هي فتنة﴾ [الزمر: ٤٩] ما أعظمها من فتنة، الاغترار بالعلم، والاعتداد بالرأي وحدّة الذكاء والفهم. إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأول مـا يجني عليه اجـتهـاده


    {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} يتحبب الله إليهم باحسانه وهم يختارون غضبه


    {ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون} [الزمر : 35] وهذا منتهى الفضل والإحسان من الله- تعالى- لعباده المتقين، حيث عاملهم بالفضل ولم يعاملهم بالعدل.

    ﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون﴾ ما اجملها من بشارة يجعل المؤمن لا يخاف من الموت يرجوا وعد الله وفضله طابت حياته بالإستقامة فيموت هادئآ مطمئن لا خوف من مستقبل ولا حزن على ماض


    دموع التائبين وابتهال النادمين له مكانته عند الله حتى أن الله يجعل حملة العرش يدعون لهم: {فاغفر للذين تابوا}



    لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ [الزمر : 34] الأعظم مما يشاؤون .. أنهم عند ربهم


    {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلمًا فاغفر للذين تابوا...} بدؤوا بالثناء على الله تعالى وتعظيمه، ثم لجأوا إليه بالدعاء. وهذا من آداب الدعاء، فاحرص عليه.


    يوم التلاق يوم الآزفة يوم التناد يوم الحساب يوم يقوم الأشهاد يوم تقوم الساعة ليست مجرد أسماء ليوم القيامة من باب التنوع وإنما هي زواجر تقرع القلوب الغافلة عن الآخرة دار القرار فتسعى لها سعيها لتكون دار سعادة لا دار سوء وشقاء


    {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه...} حين يجتمع مع كمال الرجولة تمام الإيمان تتفجر ينابيع الحكمة. انظر إلى هذا الرجل المؤمن كيف وعظ فأرشد وحاور فأقنع.


    { يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور } اختلاسات النظر و هَم الصدور خَفية على البشر ؛ ولكنها معلومة عند من يعلم الخطرات واللحظات والوساوس سبحانه. فكن على حذر أن يراك حيث نهاك .


    {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} آية تهديد ووعيد هزَّت وأرعبت عتبة بن ربيعة حين سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم، ففزع منها وأمسك بفيه، وناشده بالرحم أن يكفَّ؛ لأنه يعلم صدق رسول الله ومتيقن أنه لا ينطق عن الهوى. ما حالنا مع زواجر القرآن؟!


    {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن...} قد يُخطئ عليك فتجد صعوبة في العفو ؛ وهنا يأتي التوجيه: (ادفع..). جاهد نفسك فهذه المنحة إنما يتحصل عليها الصابرون الموفقون . وانتبه لنزغ الشيطان المخذل عن العفو.


    (وقال ربكم "ادعوني" أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن "عبادتي" سيدخلون جهنم داخرين) الدعاء عبادة تُظهر شدة افتقارك إلى مولاك فحذار من الاستكبار عنها!


    { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} عليك أنت فقط أن ترفع كفيك وتقول يارب .. وهو متكفل لك بالإجابة سبحانه جل في علاه .


    ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إلى الله ) فوض أمرك له سبحانه وسيكفيك شر كل عدو ( فَوَقَاهُ الله سيِّئَاتِ ما مَكَرُوا )


    ﴿فَاصبِر إِنَّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاستَغفِر لِذَنبِكَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ بِالعَشِيِّ وَالإِبكارِ﴾ الاستغفار والتسبيح من أسباب الفرج.


    ﴿والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه﴾ هذا حال السماء والأرض.. وأنت بينهما.. فأنى لك المفر؟!


    {أن تقول نفسٌ يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين} جمع مع التفريط في طاعة الله، الاستهزاء والسخرية بعباد الله؛ فجمع الله له مع الحسرة والندامة، سوء العذاب يوم القيامة.


    ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ﴾ ينادي المذنبين المسرفين ويبشرهم بمغفرته ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ فكيف بالتائبين المقبلين؟! ما أرحمك يالله !


    إن أصابك ضرٍ أو خفت من مكرٍ فردد :﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ﴾ والنتيجة :﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾


    ﴿أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُۥ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦ﴾ وفي استحضار الرسول ﷺ بوصف العبودية، وإضافته إلى ضمير الجلالة معنى عظيم من تشريفه بهذه الإِضافة، وتحقيق أنه غير مُسلمِه إلى أعدائه. [ابن عاشور:٢٤/١٣]


    ﴿فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها﴾ هدايتك لنفسك، وضلالك عليك.


    (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) حتى تلك النظرة التي تختلسها في النظر الحرام ستحاسب عليها يوم الوقوف بين يدي الله احفظ بصرك .


    {وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} [الزمر : 48] كم من سيئة فعلها الإنسان ونسيها ويوم القيامة يجدها في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها


    ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) يناديهم ياعبادي وقد لوثتهم الذنوب والخطايا فكيف بهم لو اقبلوا طائعين طاهرين !! اتراه يعرض عنهم . سبحان ربي ما احلمه واكرمه


    {ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} جمادات استجابت لخالقها فإين استجابتنا لربنا؟!!

    ﴿حَتّى إِذا ما جاءوها شَهِدَ عَلَيهِم سَمعُهُم وَأَبصارُهُم وَجُلودُهُم بِما كانوا يَعمَلونَ﴾ لا مراوغة ولا محاباة حتى الجوارح تنطق بالحق يوم القيامة فاجعلها في صالحك لا ضدك بالتزود من الخيرات.


    {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال ابن رجب: الذين قالوا ربنا الله كثير، ولكن أهل الاستقامة قليل .

    (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا) من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدفع عن دين الله، فإن الله يؤيده بنصره ويحفظه بحفظه ويجنبه شر خلقه، فإذا مكر الإعداء فمكر الله أعظم من مكرهم (ولينصرن الله من ينصره)


    ﴿وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ﴾ من ظن بالله خيرًا أعطاه ومـن ظـن به شــرًا أرداه

    {غافر الذنب وقابل التوب} لا يأسَ مع الله دائماً يوجد أمل فاطرق أبواب رحمته بالإحسان بعد الذنب..


    ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ وكم من [ دعوةٍ ] رُفِعت إلى الملك الجليل ، جاءت بالمُستَحيل..


    أقسى عتاب: حين تُعاتب جوارحك يوم القيامة ﴿لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا﴾؟ فيقولون:﴿أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾



    ..~ طمأنينة ~..
    ﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾



    ﴿۞ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُۥٓ ۚ أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَٰفِرِينَ﴾ فإنهم أتوا أصنافاً من الظلم العظيم: ظلم الاعتداء على حرمة الرب بالكذب في صفاته؛ إذ زعموا أن له شركاء في الربوبية، ....


    {فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين} والتعبير بقوله: وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ يدل على أنهم بادروا بتكذيب ما جاءهم به الرسول صلّى الله عليه وسلم من عند ربه، بمجرد أن سمعوه، ودون أن يتدبروه أو يفكروا فيه.


     

  24. Ùا ÙتÙÙر Ùص٠ÙÙصÙرة.
     
    الجزء الرابع والعشرون

    1. ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾  [الزمر: 36]: قال ابن القيم: «فالكفاية التامة مع العبودية التامة والناقصة، فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه».
    2. ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]: قال قتادة في سبب نزولها: مشى خالد بن الوليد إلى العزى ليكسرها بالفأس، فقال له سادنها: أحذِّركَها يا خالد، فإن لها شدة لا يقوم لها شي، فعمد خالد إلى العُزّى فهشم أنفها حتى كسرها بالفأس، وتخويفهم لخالد تخويف للنبي ﷺ، لأنه الذي وجَّه خالدا.
    3. ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]: تقوية لقلب كل مؤمن عند الشدائد، وإزالة للخوف الذي في قلبه تجاه أي خطر.
    4. ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]:قال الآلوسي: «إنكار ونفي لعدم كفايته تعالى على أبلغ وجه، كأن الكفاية من التحقق والظهور بحيث لا يقدر أحد على أن يتفوه بعدمها، أو يتلعثم في الجواب بوجودها».
    5. ﴿قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فيما كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ [الزمر: 46]: كان النبي ﷺ إذا قام من الليل افتتح صلاته: «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم».
    6. قال سعيد بن جبير: إني لأعرف آية ما قرأها أحد قط، فسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه، قوله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فيما كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ [الزمر: 46].
    7. ﴿وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾ [الزمر: 47]: قال مجاهد والسُّدِّي: «عملوا أعمالا توهموا أنها حسنات فإذا هي سيئات»، وقال سفيان الثوري في هذه الآية: «ويل لأهل الرياء .. ويل لأهل الرياء .. هذه آيتهم وقصتهم».
    8. ﴿بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 49]: أي لا يعلم هؤلاء الزاعمون أن ما هم فيه من الخير نتيجة علمهم وسعيهم، لا يعلمون أن عطاء المال فتنة واختبار، ينجحون فيه بالشكر أو يفشلون بالعصيان، فالتبس عليهم تمييز الخير من الشر.
    9. ﴿وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 49]: أكثر الناس لا يعلمون أن ما أوتوه من نعمة في الدنيا هو شرٌّ إن لم يقوموا بشكرها، فيرون المال خيرا كله، وهذا خطأ.
    10. ﴿قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 53]: قال القشيري:
    11. «التسمية ب ﴿يا عِبادِيَ﴾، والوصف بأنهم ﴿أَسْرَفُوا﴾ ذم. فلمّا قال: ﴿يا عِبادِيَ﴾ طمع المطيعون في أن يكونوا هم المقصودين بالآية، فرفعوا رءوسهم، ونكَّس العصاة رؤوسهم وقالوا: من نحن.. حتى يقول لنا هذا؟! فقال تعالى: «الَّذِينَ أَسْرَفُوا» فانقلب الحال، فهؤلاء الذين نكَّسوا رءوسهم انتعشوا وزالت ذلّتهم، والذين رفعوا رءوسهم أطرقوا وزالت صولتهم ».
    12. ﴿قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 53]: قال عبد الله بن مسعود وغيره: «هذه أرجى آية في كتاب الله تعالى».

    13. ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الزمر: 66]: قال السعدي: «فكما أنه تعالى يشكر على النعم الدنيوية، كصحة الجسم وعافيته، وحصول الرزق وغير ذلك، كذلك يُشكَر ويُثنى عليه بالنعم الدينية، كالتوفيق للإخلاص، والتقوى، بل نعم الدين، هي النعم على الحقيقة».
    14. ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الزمر: 66]: في الشكر وقاية من العُجب، فلو عرف العبد حقيقة أن ما به من نعمة إلا من اللهن لم يعجب بنفسه، و لم ينسب لنفسه ما ليس له.
    15. ﴿تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ﴾ [الزمر: 60]: قال القشيري: «هؤلاء الذين ادّعوا أحوالا ولم يصدقوا فيها، وأظهروا المحبة لله ولم يتحققوا بها، وكفاهم افتضاحا بذلك! وأنشدوا:
    ولمّا ادّعيت الحبَّ قالت كذبتنى ... فما لي أرى الأعضاء منك كواسيا؟!
    فما الحبّ حتى تنزف العين بالبكا ... وتخرَس حتى لا تجيب المناديا».
    16. ﴿تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ﴾ [الزمر: 60]: قال ابن عاشور: «ويدخل في الذين كذبوا على الله كل من نسب إلى الله صفة لا دليل له فيها، ومن شرع شيئا فزعم أن الله شرعه متعمدا قاصدا ترويجه للقبول بدون دليل، فيدخل أهل الضلال الذين اختلقوا صفات لله أو نسبوا إليه تشريعا، ولا يدخل أهل الاجتهاد المخطئون في الأدلة، سواء في الفروع بالاتفاق، وفي الأصول -على ما نختاره- إذا استفرغوا الجهود».
    17. ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ﴾ [الزمر: 73]: قال القرطبي: «قال في حق الفريقين﴿وَسِيقَ﴾ بلفظ واحد، فسوق أهل النار طردهم إليها بالخزي والهوان، كما يفعل بالأسارى والخارجين على السلطان إذا سيقوا إلى حبس أو قتل.
    18. وسوق أهل الجنان سوق مراكبهم إلى دار الكرامة والرضوان، لأنه لا يُذهَب بهم إلا راكبين كما يفعل بمن يُشرَّف ويكرَّم من الوافدين على بعض الملوك، فشتان ما بين السَّوْقَين».
    19. ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾ [الزمر: 73]: زيادة الواو دليل على أن الأبواب فتحت لهم قبل أن يأتوا لكرامتهم على الله تعالى، والتقدير حتى إذا جاءوها وأبوابها مفتحة، لكنه حذف الواو في قصة أهل النار، لأنهم وقفوا على النار، وفُتِحت أبوابها بعد وقوفهم عليها ترويعا لهم وتخويفا.
    20. ﴿فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴾ [الزمر: 68]: من أطال القيام في الصلاة اليوم هان عليه طول القيام يوم القيامة.
    21. ﴿وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الزمر: 75]: قال ابن كثير: «أي ونطق الكون أجمعه ناطقه وبهيمه لله رب العالمين بالحمد في حكمه وعدله، ولهذا لم يسند القول إلى قائل، بل أطلقه، فدلَّ على أن جميع المخلوقات شهدت له بالحمد».
    22. ﴿حم﴾ [غافر: 1]: قال ابن عباس: إن لكل شيء لبابا، ولباب القرآن الحواميم، وقال مسعر بن كدام: كان يُقال لهن: العرائس.

    23. ﴿غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ﴾ [غافر: 3]: صفتان إلهيتان ليبقى كل عبد متوازنا دائما بين الخوف والرجاء.
    24. ﴿غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ﴾ [غافر: 3]: هذه الآية بعثها عمر بن الخطاب إلى رجل من أهل الشام كان يفد إلى عمر، ثم انتكس وتتابع في هذا الشراب، ثم قال لأصحابه: ادعوا الله لأخيكم أن يُقبِل بقلبه وأن يتوب الله عليه، فلما بلغ الرجل كتاب عمر رضي الله عنه جعل يقرؤه ويردده ويقول: غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، قد حذَّرني عقوبته، ووعدني أن يغفر لي، فلم يزل يرددها على نفسه حتى ثم تاب.
    25. ﴿ذي الطَّوْل﴾ [غافر: 3]: والطَّوْل يطلق على مطلق القدرة، فكل ما عجَزَتْ عنه قدرتك، فاطلبه من ﴿ذي الطَّوْل﴾.
    26. ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ [غافر: 3]: ما استطاعت الملائكة حمل العرش إلا بالتسبيح، فكل ما صعب عليك ، فاستعن عليه بالتسبيح.
    27. قرأ رجل على سليم بن عيسى قوله تعالى: ﴿وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾، فبكى وقال: «ما أكرم المؤمن على الله، نائماً على فراشه، والملائكة يستغفرون له».
    28. ﴿وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ [غافر: 3]: هذا دليل على محبة الملائكة للمؤمنين! قال السعدي: «الدعاء للشخص من أدلِّ الدلائل على محبتِه، لأنه ﻻيدعو أحد إلا لمن يحبه».
    29. ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ [غافر: 10]: قال ابن جزي: «وهذه الحال تكون للكفار عند دخولهم النار، فإنهم إذا دخلوها مقتوا أنفسهم، أي مقت بعضهم بعضا، ويُحتَمل أن يمقت كل واحد منهم نفسه، فتناديهم الملائكة وتقول لهم: مقت الله لكم في الدنيا على كفركم أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم».
    30. ﴿مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18]: من ألوان العذاب فقد الأحبة الذي يشاركون المرء أوجاعه وآلامه، لذا كان من عذاب أهل النار : فقدان الحميم.
    31. ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر: 10]: أن تختلس نظرة إلى من حولك دون أن يشعر.. حتى هذه الله يعلمها.
    32. ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ﴾ [غافر: 10]: قال ابن عباس: «هو الرجل ينظر إلى المرأة، فإذا نظر إليه أصحابه غضَّ بصره، فإذا رأى منهم غفلة تدسس بالنظر، فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره، وقد علم الله عز وجل منه أنه يود لو نظر إلى عورتها».
    33. ﴿ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى﴾ [غافر: 26]: وما الذي يمنعك؟! لعله أراد: أوجدوا لي الذرائع المناسبة لقتل موسى، وقوموا بتهيئة الرأي العام!
    34. ﴿ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ﴾ [غافر: 26]: الاستهزاء بدعوات الصالحين صفة مشتركة للطغاة في كل عصر.
    35. ﴿إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ ﴾ [غافر: 26]: للطغاة ذرائع كاذبة لاضطهاد المصلحين وإيذائهم، يدلسون بها على الجماهير ويستخفونهم.
    36. ﴿وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ﴾ [غافر: 27]: الكِبْر حجاب يحجب القلب عن تذكّر يوم الحساب.
    37. ﴿فَمَنْ يَنصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر: 29]: أدخل نفسه في الخطاب ليستميل قومه، ويؤلِّف قلوبهم.. هذه حكمة كل داعية.
    38. ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [غافر: 44]: من فوَّض أمره إلى الله ﻻ يعتريه قلق، لأن قلبه معلَّق بالسماء.
    39. ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾: ذكر أن سبب تفويض أمره معهم إلى الله، بأن الله عليم بأحوال جميع العباد، فشمِله علم الله وشمِل خصومه.
    40. العمل: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ﴾، والنتيجة: ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ هل رأيت أرباح التفويض؟ اللهم إني فوضتك في أموري كلها.
    41. ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾: الله وحده القادر على أن ينجيك من كل من يمكر بك، بحسب ما في قلبك من قوة التفويض والتوكل على ربك.
    42. ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾ [غافر: 46]: قال ابن كثير: «وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور».
    43. ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]: قال البغوي: «قال ابن عباس: بالغلبة والقهر. وقال الضحاك: بالحُجَّة، وفي الآخرة بالعذر. وقيل: بالانتقام من الأعداء في الدنيا والآخرة، وكل ذلك قد كان للأنبياء والمؤمنين، فهم منصورون بالحجة على من خالفهم، وقد نصرهم الله بالقهر على من ناوأهم وإهلاك أعدائهم، ونصرهم بعد أن قُتِلوا بالانتقام من أعدائهم، كما نصر يحيى بن زكريا لما قُتِل، قتل به سبعون ألفا، فهم منصورون بأحد هذه الوجوه».
    44. ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]: قال ابن عاشور: «والمعنى لا تستبطىء النصر فإنه واقع، وذلك ما نصر به النبي ﷺ في أيامه على المشركين يوم بدر ويوم الفتح ويوم حنين وفي أيام الغزوات الأخرى، وما عرض من الهزيمة يوم أحد كان امتحانا وتنبيها على سوء مغبة عدم الحفاظ على وصية الرسول ﷺ أن لا يبرحوا من مكانهم، ثم كانت العاقبة للمؤمنين».

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏زهرة‏، و‏نبات‏‏ و‏طبيعة‏‏‏

    45. ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾ [غافر: 51]: كيف يقع النصر في الدنيا؟ وقد قُتِل زكريا، ويحيى، وحاولوا قتل عيسى فرفعه الله، وأُخرِج إبراهيم من أرضه، وهاجر محمد ﷺ؟ والجواب: أن النصر إما يكون في الحياة بمحق الأعداء، أو يكون بالانتقام من الأعداء بعد إيذائهم الأنبياء، وذلك في حياة الأنبياء أو بعدهم، فالوعد أكيد، لكن الميعاد مخفي.
    46. ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [غافر: 51]: قال القشيري: «ننصرهم على أعدائهم بكيد خفّى ولطف غير مرئيّ، من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون».
    47. ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ﴾ [غافر: 52]: الاعتذار اليوم سمت الأبرار، وما أحبه إلى الرحيم الغفار، لكن غدا لا تُقبل أي أعذار، ولا ينفع تبريرٌ من الفجار.
    48. ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾ [غافر: 55]: قال القشيري: «الصبر في انتظار الموعود من الحقّ على حسب الإيمان والتصديق، فمن كان تصديقه ويقينه أتمّ وأقوى كان صبره أتمّ وأوفى».
    49. ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾ [غافر: 55]: قال القشيري في التفسير:
    50. «كن بقلبك فارغا عنهم، وانظر من بعد إلى ما يُفعل بهم، واستيقن بأنه لا بقاء لجولة باطلهم، فإن لقيت بعض ما نتوعدهم به وإلّا فلا تك في ريب من مقاساتهم ذلك بعد».
    51. ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ﴾ [غافر: 55]: قل (سبحان الله وبحمده) كل صباح ومساء، ففي الحديث: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر». صحيح الجامع رقم: 6431
    52. ﴿وَاسْتَغفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [غافر: 55]: قال البغوي: «أمره بالاستغفار مع أنه مغفور له لتستن به أمته».
    53. ﴿وَاسْتَغفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [غافر: 55]: قال الآلوسي: «أُمِر عليه السلام بذلك إبانة لفضل التوبة ومقدارها عند الله تعالى، وأنها صفةُ الأنبياء، وبعثاً للكفرة على الرجوع عما هم عليه بأبلغ وجهٍ وألطفه، فإنه عليه السلام حيث أُمر بها وهو منزَّه عن شائبةِ اقترافِ ما يوجبها من الذنب وإن قلَّ، فتوبتهم وهم عاكفون على أنواع الكفر والمعاصي مما لا بد منه أصلاً (أوْلى)».
    54. ﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]:
    55. كان سفيان الثوري يقول: «يا من أحبُّ عباده إليه من سأله فأكثر سؤاله، ويا من أبغض عباده إليه من لم يسأله، وليس أحد كذلك غيرك يا رب».
    56. ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ﴾ [غافر: 60]: ليس أبسط زلا أروع ولا أجمل ولا ألطف من هذه الطلب!
    57. ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]: لو لم تُرِدْ نيلَ ما أرجو وأطلُبه .. مِن جودِ كفّك ما عوّدتَني الطلبا.
    58. ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]: كان عمر رضي الله عنه يقول: «إني لا أحمل همَّ الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه»، وكان يقول للصحابة: «لستم تُنصَرون بكثرة، وإنما تُنصَرون من السماء».
    59. ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ ﴾ [غافر: 61]: أكثر الناس لا يشكرون نعم الله عليهم؛ فكيف يشكرون الناس؟!
    60. ﴿ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ﴾ [غافر: 75]: قال السعدي: «وهذا هو الفرح المذموم الموجب للعقاب، بخلاف الفرح الممدوح الذي قال الله فيه: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} وهو الفرح بالعلم النافع، والعمل الصالح».
    61. ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ﴾ [غافر: 77]: الاحتمالان إذن قائمان!
    62. أن ترى نهاية عدوك أو لا تراها ..
    لكن الوعد الإلهي بالعقوبة الإلهية ليس خاضعا للاحتمال.
    63. الرسالة هنا: العبد عبدٌ والربُّ رب! وليس للعبد أو من مهماته تحديد ساعة الفرج ولا موعد النهايات ومصارع الطغاة .. بل الأمر في هذا إلى الله وحده.
    64. ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ﴾ [غافر: 77]: إما نرينك يا محمد في حياتك بعض الذي نعد هؤلاء المشركين من العذاب والنقمة أن تحل بهم، فإذا كان هذا حال النبي ^، فكيف بحالنا نحن؟!ﭽﰂ ﰃﭼقبل أن يَحِلَّ بهم ذلك، فإلينا مصيرك ومصيرهم، لنحكم عند ذلك بينك وبينهم بالحقّ بأن ندخلهم النار، ونكرمك بجوارنا في جنات النعيم.
    65. ﴿الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾ [فصلت: 7]: قال الزمخشري: «فإن قلتَ لم خص من بين أوصاف المشركين منع الزكاة مقرونا بالكفر بالآخرة؟ قلت: لأن أحب شي إلى الإنسان ماله، وهو شقيق روحه، فإذا بذله في سبيل الله فذلك أقوى دليل على ثباته واستقامته وصدق نيته ونصوع طويته».
    66. ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [فصلت: 11]: هذه الجمادات أطوع من بعض الأحياء!
    67. ﴿قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [فصلت: 11]: بعضنا يخضع لله كرها، فليتنا نخضع له طوعا كما خضعت السماوات والأرض في رضا وسرور.
    68. ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾ [فصلت: 17]: «أي هداية بيان، وإنما نص عليهم، وإن كان جميع الأمم المهلكة، قد قامت عليهم الحجة، وحصل لهم البيان، لأن آية ثمود، آية باهرة، قد رآها صغيرهم وكبيرهم، وذكرهم وأنثاهم، وكانت آية مبصرة، فلهذا خصهم بزيادة البيان والهدى».
    69. ﴿فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ﴾ [فصلت: 17]: الجزاء من جنس العمل، فمن استحب الضلال على الهدى كالذي أحب العمى على البصر، فكان جزاؤهم بالصاعقة لأنها تُعْمي الأبصار قبل أن تهلكهم كما قال تعالى: ﴿يكاد البرق يخطف أبصارهم﴾ [البقرة: 20] .
    70. ﴿وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ﴾ [فصلت: 23]: قال قتادة: «من استطاع منكم أن يموت وهو حسن الظن بربه فليفعل، فإن الظن اثنان؛ ظن ينجي، وظن يُردي».
    71. ﴿وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ﴾ [فصلت: 23]: قال عمر بن الخطاب في هذه الآية: «هؤلاء قوم كانوا يدمنون المعاصي ولا يتوبون منها ويتكلمون على المغفرة، حتى خرجوا من الدنيا مفاليس، ثم قرأ: ﴿وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ﴾».
    72. ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ [فصلت: 30]: قال أبو بكر ثم استقاموا: لم يشركوا بالله شيئا. وعن عمر: استقاموا على الطريقة لطاعته ثم لم يروغوا روغان الثعالب. وقال عثمان: ثم أخلصوا العمل لله، وعن علي: ثم أدوا الفرائض.
    73. ﴿قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [فصلت: 21]: ولم لا؟ وقد تحررتْ الجوارح من قَيْد الإرادة، وجاء الوقت لتشتكيك إلى الله، وتنطق بكلمة الحق التي كتمتْها تحت سطوة إرادتك وقهْرك.
    74. ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ﴾ [فصلت: 22]: في صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: «اجتمع عند البيت ثلاثة نفر، قرشيان وثقفى، قليلٌ فقْهُ قلوبهم، كثيرٌ شحم بطونهم، فقال أحدهم: أترون الله تعالى يسمع ما نقول؟! فقال الآخر: يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا، فأنزل الله عز وجل: ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ﴾».
    75. ﴿فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴾ [فصلت: 24]: يُقال: ثوى فلان بالمكان، إذا أقام به إقامة دائمة، فهؤلاء إن صبروا واستسلموا فهم باقون في النار، وإن يستعتبوا أي يطلبوا العُتب والاعتذار لم ينفعهم ولم يُقبَل منهم.
    76. ﴿وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴾ [فصلت: 24]: خطب رسول الله ﷺ فقال: « والذي نفسي بيده .. ما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار».
    77. ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ [فصلت: 30]:عن ابن عباس: نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وذلك أن المشركين قالوا ربنا الله والملائكة بناته وهؤلاء شفعاؤنا عند الله، فلم يستقيموا. وقال أبو بكر: ربنا الله وحده لا شريك له ومحمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، فاستقام.
    78. ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ ﴾ [فصلت: 30]: قال الزهري وقتادة: هي نزول الملائكة بالبشارة من الله تعالى عند الموت.
    79. ﴿أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا ﴾ [فصلت: 30]: قال مجاهد: «لا تخافوا على ما تُقدِمون عليه من أمر الآخرة، ولا تحزنوا على ما خلَّفتم من أهل وولد، فإنا نخلفكم في ذلك كله».
    80. ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33]: كان الحسن إذا تلا هذه الآية يقول: «هذا رسول الله، هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا والله أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب إليه».
    81. ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [فصلت: 34]: قال الشاعر:
    وما شي أَحَبُّ إِلَى سَفِيهٍ ... - إِذَا سَبَّ الْكَرِيمَ مِنَ الجواب
    متاركة السفيه بلا جواب ... وأشد عَلَى السَّفِيهِ مِنَ السِّبَابِ
    82. ﴿وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34]: قال أنس بن مالك : «هو الرجل يشتمه أخوه فيقول: إن كنت كاذبا فغفر الله لك، وإن كنت صادقا فغفر الله لي».
    83. ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [فصلت: 34]: قال ابن عباس في تفسير الآية: «ادفع بحلمك جهل من يجهل عليك».
    84. وروي عن ابن عباس قوله: «أمر المسلمين بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم عدوهم، كأنه ولي حميم».
    85. ﴿أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [فصلت: 40]: لو لم يكن الفوز غدا إلا النجاة من أهوال النار وفزع يوم القيامة، والشعور بالأمان، لكفى، فكيف لو كان مع هذا الفوز العظيم بجنات النعيم؟!
    86. ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴾ [فصلت: 41]: ولأنه عزيز، لذا لا يعطيك أعز معانيه إلا بعد أن تُعطِيَه أعز أوقاتك، ولا يمنحك بعضه إلا بعد أن تمنحه كلك، وغلو السلعة يقتضي غلو الثمن!
    87. ﴿مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ﴾ [فصلت: 43]: التهم واحدة على مر العصور، ومع سائر الأنبياء، فكاذب وساحر وكاهن ومجنون ومتآمر، ليس في الأمر جديد!
    88. ﴿أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ [فصلت: 44]: أي أنهم لا يسمعون ولا يفهمون كما أن من دُعِي من مكان بعيد لم يسمع ولم يفهم.


    يتبع

    لا يتوفر وصف للصورة.

  25.  {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء : 107]

    أرسل الله نبيه محمدا رحمة للعالمين ، ولم يجعله الله عذابا على أحد ..
    أعزائي :
    نحتاج لإعادة قراءة السيرة النبوية وتسليط الضوء فيها على صفة الرحمة التي جاء الرسول من أجلها ، لعل أنوارا لم نرها من قبل تشع وتتألق ..
    هل تتصور معي ياعزيزي أن رسولنا بعث رحمة للعالمين؟!!
    حيث طاقة الرحمة هذه تكفي لتدفئة العالم حتى طالت غير البشر !! فكيف هي رحمته للمسلمين !
    فما حالك انت مع من حولك .. أهلك ..جارك ..زملائك.. مجتمعك ؟؟
    إن لم تنعكس هذه الرحمة في تصرفاتك مع البشر وسائر المخلوقات ..فراجع نفسك ..
    وضع حديث نبيك نصب عينيك (ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء)
    أخرجه الترمذي (1924 ) واللفظ له، وأحمد (6494 )،وأخرجه أبو داود (4941 )

    واجعله قاعدة أساسية في جميع تصرفاتك ..إذا كان الرحمن الرحيم أرسل رسوله رحمة للعالمين ..
    فكيف لايكون في صدرك قلبا رحيما طيبا ؟؟!
    اللهم اشملنا برحمتك واجعلنا رحمة لعبادك يا ارحم الراحمين .



    وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)

    1- (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (رحمة للعالمين) : كن (رحمة) على الناس أجمعين /عقيل الشمري

    2- "وما أرسلناك إلا رحمة"نحتاج لإعادة قراءة السيرة على ضوء هذه الصفة التي قصر إرساله عليها؛لعل أنوارا لم نرها من قبل تشع وتتألق/ علي الفيفي

    3- " وما أرسلنك إلا رحمة للعالمين " العالمية واجب رسالي وليست ترفا. / عبد الله بلقاسم

    4- وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين..... العالمية حيث طاقة الرحمة التي تكفي لتدفئة العالم/ عبد الله بلقاسم

    5- ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ ﴿بالمؤمنين رؤوف رحيم﴾ اللهم صلّ وسلم على الرحمة المهداة . /إبراهيم العقيل.

    6- *(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فلم يجعله عذابًا على الناس، وبين بلغة عربية فصيحة، أنه لم يرسل إلا لغرض واحد فقط وهو "الرحمة للعالمين". / سلمان العودة


    7- خير لك أن تعمل على نفسك حتى تدخلها الجنة من أن تحاول إثبات أن غيرك مستحق للنار ؛ ﴿ وما أرسلناك إلّا رحمةً للعالمين ﴾./ فرائد قرآنية

    8- ﴿ وما أرسلناك إلّا رحمةً للعالمين ﴾ ضع هذه الآية كقاعدة أساسية في جميع تصرفاتك. / فرائد قرآنية

    9- ﴿وما أرسلناك إلّا رحمةً للعالمين﴾ ؛ حتى غير البشر أصابتهم رحمة محمد ﷺ فما حالك أنت مع من حولك ؛ أهلك ، جارك ، زملائك ، مجتمعك. راجع نفسك. / فرائد قرآنية

    10- ﴿ وما أرسلناك إلّا رحمةً للعالمين ﴾ إن لم تنعكِس هذه الرحمة في تصرفاتك مع البشر وسائر المخلوقات .. فراجِع إيمانك. / فرائد قرآنية

    11- ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ إذا كان ﷺ رحمة للعالمين فكيف رحمته للمسلمين، اللهم اجعلنا للمسلمين رحمة. / د.عبد المحسن المطيري

    12- الإسلام دين عِز ورحمة ومحبة وسلام وإنسانية ووفاء وصدق وأمانة وتفاؤل وأمل وحسن ظن بالله وبالآخرين؛﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾.. / فرائد قرآنية

    13- أظهر علامات صدق النصح أن تجد في الناصح وعلمه معنى الشفقة والرحمة باﻷمة؛ فإن الله لم يرسل محمداﷺإلا بهذا الوصف)وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ./.سعود الشريم

    14- المصلح حقا من يدفعه يأس الناس وقلقهم إلى بث التفاؤل بعمل إيجابي متميز، يحقق السكينة والرحمة لتلك النفوس الحائرة{وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين{ / د. ناصر العمر

    15- }وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين { شُج وجهه يوم أُحد فشق ذلك على أصحابه فقالوا لو دعوت عليهم ، فقال : إني لم أبعث لعاناً إنما بعثت رحمه. / إشراقة آية

    16- ﴿ وَمَا أرْسَلْنَاكَ إِلّا رَحْمَةً للْعَالَمِين ﴾ . إن الله لم ينعم على أهل الأرض نعمة ؛ أعظم من إرسال محمد ﷺ . / روائع القرآن

    17- تأمل أي فكر أو نهج فإن حمل في مجموعه الكلي معنى الرحمة وإلا فاضرب به عرض الحائط فهو إلى التزوير والخداع أقرب(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) / سعود الشريم

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏

     

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×