اذهبي الى المحتوى

ام الزوبير

العضوات الجديدات
  • عدد المشاركات

    176
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ آخر زيارة

  • الأيام التي فازت فيها

    1

مشاركات المكتوبهة بواسطة ام الزوبير


  1. السلام عليكن ورحمه الله وبركاته

    يا اخوات احببت ان اخبركن بدوره اساسيات التعليم الدولي الحديث للدكتور ايمن شمروخ هتبدأ ان شاء الله الجمعه القادمه من الساعه التاسعه صباحا

    الدبلومه دي بجد مهمه جدا لكل ام تتعلمها انا اخذتها ولله الحمد واستفدت منها كتير جدا

    ######

    دي صفحه اداره التدريب بالهيئه الشرعيه

    ادخلو عليها وان شاء الله تستفيدو


  2. مَنْ صَاحِـبُـك ؟

     

     

    محمد الخضيري

    @mkh1384

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

     

    صديقان تعرفت عليهما في معترك الحياة ، كان أحدهما متوسط الدخل والآخر ثرياً، كان لقائي بالثري أكثر بحكم قرب السكن ولتوقعي أن يسدّ حاجتي في وقت الشدّة، ولم أكن أشكّ في ذلك مما أراه من الحفاوة والاحترام .

    ذات يوم احتجت مبلغ 30.000 ريال فما بدر لي إلا الصاحب الغني، وقلت سيكون فرحه عظيماً بعرضي حاجتي عليه.

    اتصلت به وعرضت عليه الأمر وتفاجأت بأن الرجل يتلعثم في الردّ ويتلكأ في الجواب ويختم المكالمة بأنه بحاجة إلى وقت في التفكير، صُدمت من رده ولم أُبْدِ له شيئاً، لكني قررت أن لا أحرجه وأن لا آخذ منه شيئاً.

    أغلقت السماعة ثم اتصلت على صاحبي الأول الذي تعرفت عليه في رياض المساجد وحلق الذكر وساحات المراكز الصيفية فأجابني بالسؤال التالي:

    أين أنت الآن ؟

    قلت: في بيتي .

    قال:" خيراً، سآتيك بعد قليل ". ظننته سيأتي ليتحدث معي في الموضوع بعد نصف ساعة ، إذ به يطرق الباب ويضع المبلغ نقداً بيدي، شكرته على سرعة استجابته وطلبت منه أن نوثق القرض طاعة لله، فأبى، وقال : إن جئت به فالحمد لله وإن لم تستطع فأنت في حلٍّ ولذا لا حاجة إلى الكتابة" ،

    هكذا أقنعني....

    أخذت المبلغ وقضيت حاجتي في نفس اليوم بل في نفس الساعة .

    من الغد اتصل بي صاحبي الثري وطلب مني أن أحضر لمنزله ، حضرت وأبدى موافقته على القرض ثم طلب مني بطاقتي الشخصية، فصَوَّرها ، ثم طلب مني أن أكتب إقراراً بالقرض وطريقة سداد المبلغ والمدة المتوقعة، كتبته، ثم وضع مدير مكتبه الأوراق في ملف خاص بالموضوع ثم كتب الشيك باسمي ، ولعلمكم أيها السادة لم يكن بي حاجة للمبلغ لأن صاحبي الذي هو صاحبي قد قضاها لكني أردت أعرف النهاية ولا أخزي الرجل، ثم شكرته وودعته.

     

    لقد قررت أن أصرف المبلغ من البنك ثم أسدده له في غضون عشرة أيام، وفعلت ذلك بحمد الله، وقد تعجب من سرعة سدادي للقرض ، فقلت له : لقد قضيت حاجتي وأريد براءة ذمتي.

    بقيت صحبتي واحترامي لصاحبي هذا لكن عرفت أن الأصحاب ليسوا صنفاً واحداً، فمنهم من يكون للمؤانسة والسراء، ومنهم من يكون للسراء والضراء، ومنهم من يكون عدة للدنيا والأخرى، وهذا خيرهم فإنك لا تندم على مصاحبته ولا على مجالسته، إن أصابتك مصيبة أعانك ، وإن حلت بك نعمة فرح لك كما يفرح لنفسه وهكذا كان صديقي الأول، وهذا ما تنتجه الصداقة إذا كانت لله.

    لذلك انا مش ندمانه ابدا علي ناس كنت اظنهم اخواني لكن الحمد لله ان خلصني منهم

    • معجبة 1

  3. نوادر في زماننا

     

    نبيل جلهوم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إذا قابلتك هذه النوادر من خلق الله فأنت أسعد السعداء .

     

     

    من إذا حزنت ... أسعدك .

    من إذا تضايقت ... أضحكك .

    من إذا تألمت ... طبّبَك .

    من إذا نسيت ... ذكّرك .

    من إذا خلوت ... جاورك .

    من إذا بكيت ... هدّأك وطمأنك.

    من إذا مللت .. أنعشك .

     

    ****

     

    من إذا أتيته .... جاءك مهرولا .

    من إذا أحببته ... جاءك عاشقا .

    من إذا ناديته ... جاءك مُلبيا .

     

    ****

     

    من إذا رأيته ... أسعدك .

    من إذا سمعته .... أطربك .

    من إذا إنفلتّ ... قوّمك .

    من إذا تكلّم .... أدهشك .

    من إذا كَتَب .... أرْشَدَك .

     

     

    حقا ... إنها نوادر فى زمن النوادر .


  4. بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله ..

     

    والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعــــــــــد .

     

    إخواني وأخواتي ...

     

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

     

    القصر العالي هوالذي يسكنه كل واحد منٌا على حسب حاله وما قدر الله له .قديكون قصراً

     

    عاليا في بنائه . ويكون خيمة في صحراء قاحلة . ويكون كوخاً خشبياً على ضفة نهر .ويكون

     

    أوراق شجر . ويكون في العراء والتشرد . المهم أن كل واحد يعتز في قصره !!!!

     

    السعادة تنتشر في محيطة ولو كانت مزيفة !!

     

    فرح . طمأنينة .محبة . شفقة . صلة . أنس . وهلم جرٌا ....

     

    في هذا القصر رعية ورعاة .وملك وملكة !!

     

    ملكة من ؟ وتتملك من ؟ وكيف جاءها الملك ؟ ومن أين ورثته ؟ أسئلة كثيرة ... سنبحر في معرفتها ..

     

    ملكة القصر ... هي .

     

    من تبث المودة .

     

    من يسري رحيق شذاها ويسري عبيرها في القصر .

     

    من تنعش البيت بوصاياها ومراسيمها .

     

    هي رمز العطف .

     

    عنوان الحنان والشفقة .

     

    هي الدعاء المستمر .

     

    زينة الحياة .

     

    هي سعادة المجالس .

     

    طاعتها طريق للجنة .

     

    وعقوقها طريق للنار .

     

    أسألكم بالله .

     

    هل هناك أحنٌ يد في الوجود من يدها الناعمة تجد بردها على صدرك ؟؟!!

     

    هل هناك أجمل وأروع وأبرق من بسمتها ؟؟

     

    هل هناك أخلص من دعائها لولدها ؟؟

     

    هل ؟وهل؟ وهل ؟

     

    كم آثرتتنا على أنفسنا . كم ليلة سهرت معك إلى ظهور الفجر .إن غبت عنها لم يغب خيالك .

     

    كم تعبت في حملها . مشقة . إجهاد . ألم . مرض . سهر . مخاطر .موت .

     

    الله أكـــــــــــبر ..

     

    قال تعالى : { حملته أمه وهناً على وهن } وقال تعالى { حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً }

     

    ملكة القصر ..

     

    كانت تجوع لتشبع أنـت .

     

    وتسهر لتنام أنـــــت .

     

    وتتعب لتستريح أنـت .

     

    طعامك درٌها . وقصرك جوفها . وجوادك ظهرها . آآآآآه على الأيام الخوالي ..

     

    لاتحن إلا إليك .تهواك .وترعاك .قلبها معلق معك .

     

    ملكة القصر .

     

    في الليل البهيم تتنقل في أركان البيت مع سجادتها الطاهرة لتكون بقربك . صلاة لله .بكاء من أجلك . دعاء منها لحفظك .تكبير وتهليل وتمجيد .. وفي الأخيــــــــر دموع ساخنة على وخديها وأنت لاتعلم ولكن الله يعلم .

     

    ملكة القصر .

     

    هي والله الطريق الموصل إلى الجنة !!!

     

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ويحك إلزم رجلها فثم الجنٌة » حديث صحيح .

     

    وقال تعالى عن عيسى عليه السلام : { وبرٌاً بوالدتي ولم يجعلني جبٌاراً شقيٌاً } . .

     

    ويقول ابن عباس رضي الله عنهما : ( إني لاأعلم عملاً أقرب إلى الله من بر الوالدة ) .

     

    يا أحباب ملكة القصر .

     

    إذا أردتم الرفعة .

     

    السمعة الحسنة .

     

    المحمــــــــدة .

     

    المنقبة .

     

    طول العمر .

     

    بركة الرزق .

     

    طـرد الغم .

     

    زوال الهم .

     

    صفو الكدر .

     

    السعادة ولين القلب .

     

    عليكم ثم عليكم .. ببر هذه الأم الغالية ..

     

    طاعتها وبرها وإسعادها وعدم عقوقها ..

     

    ولما قست القلوب . وانقلبت الموازين . وذبح البر والوفاء . واختلت المعايير .

     

    أهينت الملكة . وأصبحت خادمة القصر . ظهر التمرد .والتأفف . والسخط . والتضجر . ورميت

     

    بأقذع الألفاظ وأنواع الشتائم ..

     

    حدثني أحد الثقاة أن شاباً غضب من أمه ومن شدة الإنتقام سمٌى كلب صيده على اسم أمه

     

    نعوذ بالله من حال أهل الضلال ..

     

    ملكة القصر .

     

    لايجوز إغضابها ولو أغضبتك وضربتك وشتمتك ..

     

    من أبكى أمه .

     

    من أحزنهــــا .

     

    من أسهر ليلها .

     

    من أذاقها الهموم .

     

    من جرٌعها غصص الفراق .

     

    من طعنها في قلبها بخنجر القطيعة .

     

    من جعلها أليفة الحزن وحليفة الغم وصديقة اليأس ..

     

    الأمـــــل يلوح والتوبة مقبولة .

     

    إرجع إليها .

     

    إنطرح على حضنها .

     

    إلزم رجلها .

     

    أضحكها كما أبكيتها .

     

    كيف أنساك وقد أفنيت عمراً --- ترسمين الحب حولي والأماني

    كيف أنساك وفي قلبي هوى --- صاغه النور حروفاً في لسانــي

    كيف يا أمٌاه أنسى قبـــــلة --- ويداً كل مناها في احتضــــاني

     

    بعد هذا كله ألا تستحق هذه الأم العزيزة ؟؟.

     

    أن نسميها ملكة القصر .

     

    وأن نطبع على جبينها في كل ثانية قبلة. وقبلة .وقبلات ..

     

    بلى والله .

     

    والله يحفظكم .

     

    وكتب .

    الشيخ صالح بن ضبف الله الفريدي .

    fri5###يُمنع نشر عناوين البريد الإلكتروني###.net


  5. حتى ترتاح نفسُك

     

    عمر بن عبد المجيد البيانوني

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    حتى ترتاح نفسُك، ويهدأ ضميرك، كن واسع الصدر، فأعقل الناس وأسعدهم هم أعذرهم للناس، وأبعدهم عن العقل والحكمة هم أسرعهم لوماً وأقلُّهم تحقُّقاً وتثبُّتاً فيما صدر عنهم.

     

    ما أجمل أن يعذر بعضنا بعضاً، فأنت لا تعلم عن ظروف الآخرين الغائبة عنك، ولا تدري ما الذي قاده إلى ذلك التصرف الذي لم يعجبك.

     

    فعندما تجد من أحد موقفاً لا يليق فعله أو خطأ لا ينبغي الوقوع فيه، فلا تنسى أنه قد يكون وراء ذلك أسبابٌ لم تدركها، وأمورٌ اضطرته إلى هذا التصرف.

     

    ويزداد هذا أهمية حينما لا تعرف عن إنسان إلا كل خير، ورأيتَ تصرفاً يناقض ما تعرف عنه، فإن استطعت أن تسمع منه وتعرف ماذا حصل فعلتَ ذلك، وإلا فالتمس الأعذار له.

     

    حين تكون النفسُ سليمةً جميلةً ترى الأشياء بصورتها الإيجابية، وتصنع من الليمون الحامض شراباً حلواً، وتجعل من المِحَن مِنَحَاً وعطايا وفوائد عظيمة.

     

    حين يكون الصدر واسعاً يتسع المكان الضيق لعدد كبير من الناس، أما إذا كان الصدر ضيقاً فإن أوسع المساحات تضيق على أقل عدد منهم.

    لَعَمْرُكَ مَا ضَاقَتْ بلاَدٌ بأهْلِهَا ... وَلكِنَّ أخْلاقَ الرجَالِ تَضِيقُ

     

    حين يكون المعدنُ أصيلاً، والقلبُ صافياً سليماً، فلا تنتظر من صاحبه إلا خيراً عميماً، وفضلاً جسيماً ..

     

    وحين يكون الأصلُ الشريفُ معدوماً، والباطنُ خواءً فارغاً مذموماً، والإحساسُ بالجمال مفقوداً، فلا تنتظر إلا شراً مَهِيناً وضلالاً مبيناً.

     

    لا تَلُمْ صديقَك على تقصيره معك، فلستَ الوحيد في هذا الكون الفسيح، ولست الوحيد في قلبه، فقد يكون عنده من الأصدقاء والأحباب من هم أكثر محبة له منك، وهو أشد حباً لهم من محبته لك ـ مع كامل الاحترام والتقدير ـ ، ومع هذا لا يلتقي بهم إلا نادراً، فالناس عندهم ما يشغلهم من أعمال ومهمات، وأهل وأصدقاء، فلا تتعلق بإنسان تعلقاً شديداً يجعلك لا تستطيع العيش بدونه.

     

    ومَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهواكَ قلبُهُ ... وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا

    فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحةٌ ... وفي القلبِ صبرٌ للحبيبِ ولو جفا

     

    فلا تجعل سعادتك مرهونة لشخص أو لعمل أو متاع، فسعادتك في نفسك وفي نظرتك للأشياء من حولك، فلا تعلقها بأمر خارجٍ عنها.

     

    فالنظرة السليمة والإيجابية للأشياء هي طريقك إلى السعادة، فمثلاً حينما تنظر إلى نقد الناس لك على أنه طريق للترقي نحو الأفضل، فهذا يجعلك تسعد بالنقد وتطلبه من أهله.

     

    حتى النقد الهدام الذي يقصد به التحطيم والتحقير، يمكن أن تسعد به عندما تعرف أنه لا تُرمَى إلا الشجرة المثمرة، وأنه لا يُعرَف طِيب العود إلا باشتعال النار فيه، وأن النقد ضريبة طبيعية لكلِّ من يعمل شيئاً، فتجعل ذلك محفزاً لك على العمل والإبداع.

     

    فهناك أناس لا يخطؤون؛ لأنهم لا يعملون شيئاً، فهذا الذي لا يعرف إلا أن ينقد الناس، لو كان مكان مَنْ ينتقده فقد يخطئ أكثر من أخطائه بكثير، فعلى من يَنتقِد أن يكون واقعياً، منصفاً.

     

    تأكد أنه لا يمكن لكلمة قالها أحدهم فيك، أو لموقف حصل، أن يغير هذا من الحقيقة والواقع شيئاً، فآراء الناس ليست حقائق قطعية، وإنما هي وجهات نظر تحتمل الصواب والخطأ، فلا تبالغ وتهتم كثيراً في الرد على من أساء إليك بشيء، فدع أفعالك تكذب ما قال، واترك الناس يحكمون بما يرونه.

     

    إذا أساء إليك أحدٌ فلا تعامله بما يستحق أو بمثل ما يعاملك، بل بما ترضاه لنفسك وبما يعبر عن أخلاقك ومبادئك، فكما قال الشيخ سلمان العودة: (أنت لستَ مسؤولاً عما يعمله الآخرون تجاهك، بل عمَّا تعمله أنت تجاه الآخرين).

     

    فبالتسامح وسعة الصدر، تحسن إلى نفسك وتسعدها قبل أن تحسن إلى غيرك.

    وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.

     


  6. صور حصريــة!!

     

    لاتحزن ( أبو مهند )

     

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    كنت أبحث عن موضوع في( قوقل ) ,وبينما أنا أبحث ذهب بي هذا العفريت ( قوقل )

    إلى أحد المنتديات النسائية المشهورة جداً بين النساء.

     

    أول ما دخلت المنتدى لفت نظري تلك الفتاة التي كتبت موضوع بعنوان

     

    ((( ألحقوا يابنات صور حصرية جداً لـ ........ ؟؟؟ ).

     

    الذي يقرأ الموضوع لأول مرة يظن أن هذا الموضوع يدل على قيام حرب عالمية رابعة,

    أو أن هناك قنبلة نووية سيتم إطلاقها بعد يوم,

    أو أن المسيح الدجال قد خرج وتم تصويره في أحد شواطئ جدة أو ... أو .... أو ....

     

    لكن تتفاجأ بعد ذلك إذا أكملت قراءة الموضوع لتجد شيئاً عجبا و تنصدم بواقع مرير و يضيق صدرك بما يعيشه كثير من الناس من فراغ روحي,

    بل وفراغ عقلي أحياناً.

     

    نعم,

    لقد كانت تلك الصور التي وصفتها كاتبة الموضوع لممثل فاسق أظهر فسقه أمام ملايين البشر

    في مسلسل يعرض في الشاشات ليدمر عقول المسلمين.

     

    لقد أغتر كثير من الفتيات بجماله, حتى إن بعضن النساء وضعت صورته في غرفتها,

    ولربما جلست تنظر إليه صباح مساء, حتى بدأت تحلم به أحلام سعيدة وهي والله أحلام شيطانية خبيثه.

     

    في الحقيقة أني لم أدخل الموضوع لكي لا أرى صور ذلك الممثل,

    ولكن الذي أدهشني

    كثرة الردود على ذلك الموضوع حيث يوجد أمام الموضوع عدة صفحات .

     

    فقلت في نفسي سبحان الله لهذه الدرجة أصبحت عقول البعض خفيفة حتى إنها تطير خلف كل شيء .

     

    إن المسلم العاقل يتذكر دائماً قول المصطفى

    ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله )

    وقوله ( أنت مع من أحببت ).

     

    فهل ترضى تلك الفتاة التي وضعت تلك الصور أن تحشر يوم القيامة مع ذلك الممثل ؟؟؟؟؟

     

    وهل وصلت بنا الخفة والسفة أن نتتبع صور هؤلاء ؟ إذاً فماذا بقي لديننا ؟؟؟

     

    وماذا بقي لحب الصحابة والسلف الصالح ؟؟؟

     

    كتبه أخوكم في الله ::

     

    أبو مهند (( لاتحزن ))


  7. نحو فتاة رَبانيّة

     

    بقلم : نبيل جلهوم *

     

    لماذا الفتيات والشابات !!!

     

    لأنهن أصحاب العفة والطهر وبنات الحاضر وأمهات المستقبل ورعاة الفضيلة .

    لأنهن المنطلق لكل خير والطريق لكل إزدهار وهداية .

    لأنهن الأمل الذى يبعثر رياح اليأس . والشمس التى تذيب الجليد .

    لأنهن أصحاب الفضيلة وزيت المصباح الذى يضيء الظلمات ويحقق الطموحات .

    لأن صلاحهن وهدايتهن تعنى صلاح الدنيا من بعدهن .

    لأنه إذا تم تعهدهن بتربية صحيحة معتدلة فإن المجتمع لن يكون إلا كريما طاهراً عفيفاً .

    لأنهن غدا الحاضنات للطفل والمرضعات والأمهات والمربيات ومصابيح البيوت .

    لأنهن النجوم التى بها يهتدى الناس نحو الفضيلة وصنع الكرامة والإستقرار والعفة .

    إبنتى الفتاة المسلمة والشابة المصونة

    إليكِ ثُلاثية الفلاح

    ( إقرأى ..... وتدبرى .... وإعملى )

     

    01 . إحذرى ..

    أن تشغلك الدراسة أو الوظيفة عن طاعة ربك والعمل لنيل رضاه وجنته .

     

    02 . إجعلى ..

    نيتك من دراستك ووظيفتك أنك بها تتعبدين الإله فتكون دراستك ووظيفتك عبادة تتقربين بها إلى ربك

     

    03 إعلمى ..

    أن الدنيا ساعة .. فإجتهدى أن تجعليها كلها لله فى الطاعة .

     

    04 . إحذرى ..

    رفيقات السوء .. فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل .

     

    05 إحرصى ..

    على مصاحبة الصالحات .. فالتشبه بالصالحات ومصاحبتهن فيه فلاح وصلاح .

     

    06 . إحذرى ..

    أن تفتنك الفضائيات والإنترنت , فهو عالم كبير وسلاح ذو حدين ,فخذى الصالح ودعى الطالح وإسألى ربك الحفظ والعناية وعدم الغواية .

     

    07 . قومى ..

    إلى الصلاة متى سمعتِ النداء فهى صلة بالله وراحة .. أرحنا بها يا بلال .

     

    08 . غضى ..

    بصرك عن الحرام , خاصة أنه قد إنتشر يمنة ويسرة , وإستعينى بالله ولاتعجزى وأسرعى بالإستغفار .

     

    09 . كونى ..

    فى دراستك أو وظيفتك مميزة متميزة يُشار إليكِ بالبنان خُلُقا وعلماً وعملاً وأداءً .

     

    10. لا تتبسطى . .

    فى الحديث مع الجنس الآخر , أقرباء كانوا أو غرباء , فمعظم النار من مستصغر الشرر .

     

    11. إستفتحى ..

    يومك بنية طيبة صادقة على أن تبتعدين عن الذنوب وتهجرين المعاصى .

     

    12. إعقدى ..

    النية من أول النهار على أن تجعلين عملك طوال يومك كله لله ومن أجل الله وطاعة لله .

     

    13. حاولى ..

    دائما أن تكونى مرتبة ومنظمة فى حياتك , وضعى كل شيء فى محله وفى مكانه الصحيح ففى ذلك راحة كبيرة وسعادة .

     

    14. إهتمى ...

    بأن تكونى دائما متوضئةَ , فلا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن وهو حصن وتحصين من إبليس وجنده .

     

    15إلزمى ..

    آداب وأذكار الرسول صلى الله عليه وسلم فى حال نومه وإستيقاظه وأكله وشرابه ولباسه ودخوله .

     

    16. إقرأى ..

    القرآن الكريم كل يوم وحاولى أن يكون جزءاً وإحذرى أن يمر عليك يوما بدون قرائتك وردا طيبا منه .

     

    17. برمجى ..

    يومك على أن يبتدأ بأذكار الصباح , وعند المغرب أو قبله أذكار المساء فهذا حصن وتحصين .

     

    18. لاترفعى ..

    صوتك أكثر مما يحتاج إليه السامع فإن فى ذلك رعونة وايذاء وسوء أدب .

     

    19. إحرصى ..

    على التسمية قبل عمل أى شيء فكل شيء ذى بال لا يُبتدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع أى قليل البركة .

     

    20. إنتبهى ..

    إلى كل كتاب ومجلة ونشرة ومعلومة تهدم دينك وتحارب ربك وتهين رسولك . وكونى منها حذرة ولها محاربة .

     

    21 . تميّزى ..

    إن كنت طالبة فى مدرسة أو جامعة فلا تسمحين لنفسك إلا أن تكونى الأميز خُلُقا والأولى علماً وتفوقاً . وإن كنتِ موظفة فلا تكونين إلا المثالية .

     

    22 . جاهدى ..

    نفسك على صلاة النوافل الإثنا عشر يوميا فهى تبنى لك قصرا فى الجنة .. وفى الدنيا تجعل الله منك قريبا فيكن سمعكِ الذى تسمعين به وبصرك الذى تبصرين به ويدك التى تبطشين بها.

     

    23. إصبرى ..

    على البلاء والمرض والداء , فما هو إلا تكفير للخطايا ورِفعة أكيدة عند رب البرايا .

     

    24. لاتحزنى ..

    على أى شيء , فالدنيا لا تستحق من الإنسان أن يعطى لها أى همّ ولاتفكير , فهى حتما زائلة وماهى إلا معبرا للآخرة , وما السعادة الحقّة إلا فى جنات الله وعند النظر إلى وجهه الرب الكريم .

     

    25. لاتنسى ..

    كثرة ذكر الله يوميا .. فالذاكرين الله والذاكرات كثيرا أعد الله لهم عظيم الخيرات فى الأرض وفوق السموات .

     

    26. إحرصى ..

    على الكشف الصحى الدورى العام على صحتك كل ستة أشهر ولا تنتظرى ظهور المرض ثم تذهبين لعلاجه

     

    27. تشرفى ..

    بالدعوة إلى الله – بوسطية وإعتدال - مكان تواجدك .. مدرسة أو جامعة أو دائرة عمل .. فالدعوة إليه شرف لايمنحه إلا لمن يحبه .. ويكفى أنها مهمة الأنبياء والرسل ... البلاغ .

     

    28لاتكثرى ..

    الجدل فى أى أمر من الأمور فإن المراء دائما لايأتى بخير.

     

    29تجنّبى ..

    غيبة عباد الله والتجريح فيهم ولاتتكلمين إلا بخير.

     

    30إحذرى ..

    آفة العُجْب والكِبر والخيلاء والرياء وحب المدح والثناء فهى المحبطات للأعمال .

     

    31إسألى ..

    ربك دائما أن يستعملك لدينه و إلا لن تجدين نفسك إلا مُستبدلة .. أجارنا وإياكِ الله من الإستبدال .

     

    32. إجتهدى ..

    فى الإنتفاع بالوقت فى كل مايرضى الرحمن فالوقت هو الحياة وإن كان لك مهمة فأوجزى فى قضائها .

     

    33. كونى ..

    مع الناس كالشجر .. يقذفه الناس بالحجر ويهديهم هو بأحلى الثمر .

     

    34. لاتنتظرى . .

    شكرا من أحد إذا أحسنتِ اليه .. فكثير من الناس قد ينكرون جميل صنعك بل قد يحاربونك فى الوقت الذى قد تكونين أنت سببا فى سعادتهم وطريقا لرفعتهم .. فهؤلاء أتركيهم ولاتحزنى من جحودهم لمعروفك وجميل إحسانك لهم بل إحزنى عليهم وعلى سوء خلقهم ونكرانهم لجميلك .. فلا تنتظرى الشكر من أحد ويكفيك الأجر من الله القوى الصمد .

     

    35. إستعدى ..

    دائما لليوم الذى سترحلين فيه من دنياك فتزودى من التقوى وأكثرى من الصالحات وإقنعى بما أعطاكِ الله .

     

    36. كونى ..

    إيجاببة ومشاركة وفعّالة فى مجتمعك النسائى ولاتكوني سلبية ولا إنطوائية .

     

    37. طهّرى ..

    قلبك من الحقد والغل والحسد فهى أمراض تتعس القلوب ولاتحقق أى مطلوب ولاتضرّ إلا صاحبها .

     

    38. إبتعدى ..

    عن الشدة فى الدين وكونى وسطية معتدلة .. فالرفق ماكان فى شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه

     

    39. تداوىِ ..

    دائما بدواء السماء فسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولاحول ولاقوة إلا بالله هى دواء ربانى يشفى الصدور ويشق البحور ويحقق كل مأمول .

     

    40. حدّدى ..

    قبل التحدث مع الآخرين .. متى ستبدأين الحديث ومتى ستنتهين ولاتكونى ثرثارة كثيرة الكلام .

     

    41. عبّرى ..

    عن رأيك عند مناقشة الآخرين , ولكن بأدب وموضوعية , فإن الحماقة داءُ قد أتعب من أراد أن يداويه .

     

    42. نمّى ..

    ذاتك بإستمرار , فأنتِ مُطالبة بتطوير نفسك لتقفى على سُلّم التميز ولاتسمحي لنفسك إلا أن تكونى الأولى .

     

    43. صمّمى ..

    على بلوغ أهدافك النبيلة مستعينة بربك متضرعة إليه سائلة إياه العون والسند . فهذا يذلل العقبات أمامك .

     

    44. إستفيدى ..

    من تجارب الماضى فى تقييم أمورك الحالية والتخطيط لأمورك المستقبلية .. فالتخطيط لازم للنجاح .

     

    45. ركزى ..

    فى مهمة واحدة إذا تعددت المهمات . فما جعل الله لعبد من قلبين فى جوفه .

     

    46. إعلمى ..

    أن الحياة الدنيا معبر للآخرة , فإجتهدى أن تتخطينها بسلام وطاعة تعبرينها بخاتمة السعادة إن شاء الله .

     

    47. ثِقى ..

    دائما فى نفسك فلا تستصغرينها فأنتِ غنية بربك قوية بإيمانك عزيزة بدينك رائدة بحجابك وأخلاقك وعفّتك

     

    48. إنتبهى ..

    من النفس والشيطان والهوى فهؤلاء أعداء يجب أن تنتصرين عليهم .. ولن يعين فى ذلك إلا مولاك وخالقك

    فهو المعين والمستعان .

     

    49. إستفتحى ..

    يومك دائما بعزم صادق على هجر المعاصى فيه , تنالين بذلك التوفيق طول يومك .

     

    50. مارسى ..

    عبادة الزهد من آن لآخر , فإن النعمة لا تدوم .وإستشعرى حال أخواتك فى الصومال من مرض وجوع وسوء حال , وماذا كنتِ ستفعلين إذا كنتِ مكانهم .

     

    51. إهتمى ..

    بأمر المسلمين .. فإنه من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم .

     

    52. كَوّنى ..

    مكتبة ولو صغيرة فى ركن بيتك بها النافع لك فى دينك وعلمك وموهبتك وكونى قارئة مميزة وتفقهى

    فى دينك تملكين زمام أمرك وتُريحين مَنْ هُمْ حولك .

     

    53. إحملى ..

    كتاب الله فى جيبك عند خروجك من بيتك ففى ذلك شرف .. فضلا عن سهولة القراءة فيه فى المدرسة فى الكلية فى المواصلات فالقرآن دستورك ونمهج حياتك .

     

    54. لاتكونى ..

    إمّعة , تفعلين إذا فعل الناس وتتوقفين إذا توقفوا .. وكونى ذات شخصية يُشار إليها بالبنان .. مُميّزة .

     

    55. إدرسى ..

    أفكارك قبل أن تعرضينها على الآخرين .. ورتّبى فيها أولوياتك حسب الأهمية .. وكونى ممنهجة .

     

    56. إ ياكِ ..

    من التسويف فى أمور جُعلتِ منوطة بها ومسئولة عنها ففى التسويف مضيعة للهدف وتعجيز للإنجاز .

     

    57. حَسّنى ..

    سلوكك دائما وغيّرى مايجب تغييره منها , وكونى فى ذلك شجاعة , فتغيير النفس هو بداية كل خير للدنيا .. وهو الأساس .

     

    58. إحرصى ..

    على جمال لسانك مع النساء قبل جمال حجابك , وهل يكبّ الناس على مناخيرهم فى جهنم غير حصائد ألسنتهم .

     

    60. إحرصى ..

    على أسباب الصحة .. وعالجى أمراضك .. فالمؤمن القوى خير وأحب من الضعيف وفى كل خير .

     

    61. تأمّلى ..

    فى نعم الله من حولك .. وقتها ستجدين أنك تحتاجين أن تكونى شاكرة لأنعم خالقك .. وقليل من عباد الله الشكور , فكونى من هذا القليل .

     

    62. توضأى ..

    وضوءا تتطهرين به من أوساخ القلب قبل أوساخ الأعضاء وإجعلى من الوضوء إنطلاقه نحو الطهر والنقاء ظاهرا فى الأعضاء وباطنا فى النفس والمشاعر والقلب وكل خير .

     

    63. كُونى ..

    واقعية وإبتعدى عن الأحلام التى لاتُسمن ولاتغنى من جوع .. ورتّبى أولوياتك تصبحين ناجحة و مستقرة .

     

    64. جدّدى ..

    علاقتك مع من حولك من الفتيات والشابات والنساء وكُونى مؤثرة وفعالة وشامة وعلامة للصلاح .

     

    65. كُونى ..

    قدوة .. بسلوكك , بأخلاقك , بإيجابيتك , بِسَمْتِك , بروحك .. وكونى من القوم العمليون .

    أى الذين يعملون أكثر مما يقولون .

     

    66. زُورى ..

    المستشفى ولو مرة فى السنة لتعرفين فضل الله عليك فى الصحة والعافية . وأنها نعمة لا تقدر بمال .

     

    67. زُورى ..

    المحكمة ولو مرة فى العام لتعرفين فضل الله عليكِ فى أخلاقك الحسنة وحُسن علاقتك بالله .

     

    68. زُورى ..

    الحدائق لتعرفين فضل الله عليكِ فى جمال الطبيعة وروعة الكون .. وبأنه لايعدل جمال الله جمال آخر .

     

    69. زُورى ..

    ربك كل آن لتعرفين فضل الله عليك فى نعم الحياة .. وفضله عليكِ أن جعلكِ مسلمة مُوحّدة ساجدة له راكعة .. قد خلقك الله من أب مسلم وأم مسلمة وهى نعمة , فالحمد لله أن خلقك مسلمة فهى أعظم نعمة وأكرم هدية .

     

    70. إذا ضاقت عليكِ :

    الدنيا فإرفعى صوتكِ وحرّكى جوارحك وقولى بأعلى صوتك يا الله .. ياالله .. ياالله .

     

    71. إذا أصابك ِ :

    الهم والحزن والكرب فقولى بكل جوارحك .. يالله.. ليس لى رب سواك ... إلى من تكلُنى .

     

    72. لاتجعلى ..

    سندك إلا على الله فهو نعم المولى ونعم النصير .. ونعم الناصر وصاحب العزة وبيده التمكين .

     

    73. إياك ِ :

    من نكران الجميل لمن كان له بعد الله عليكِ فضل ولو صغير .

     

    74. لاتصاحبى ..

    إلا مؤمنة ولا تأكل طعامكِ الا تقيّة فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل .

     

    75. تخلّقى ..

    بأحسن الأخلاق .. فإن أكثر مايدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق .

     

    76. إرفقى ..

    بالأهل والناس فى كل ظرف وحال.. فالحلم والأناة خصلتان يحبهما الله ورسوله .

     

    77. أحسنى ..

    التمرّغ بجبينك ساجدة على الأرض ين يدى الله .. فأقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد , وهو شرف لكِ .

     

    78. قفى ..

    على الدوام بباب الرحمن وأتبعى الطرْق على الباب .. فبابه لا يغلقه فى وجه سائل .. فنعم الكريم هو الله .

     

    79. رطّبى ..

    لسانكِ بذكر الله الدائم من سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله .. فكل واحدة منها غرس لكِ فى الجنة .

     

    80. أكثرى ..

    من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهى من أجمل الذكر ومن موجبات الشفاعة .. بل أمر من الله.

     

    81. لتسعدى ...

    أشكرى الله إذا أنعم عليكِ , وإصبرى إذا إبتلاك وأستغفرى إذا أذنبتِ . ولاتنامى نهاية يومك إلا بقلب صاف لا حقد فيه ولا حسد .

     

    82. أنفقى ..

    فى سبيل الله .. فما نقص مال من صدقة .. فضلا عن أنه طُهرة .. وخير قُربى وبرهان على الإيمان .

     

    83. أحسنى ..

    الإستماع إلى الآخر من النساء , تكسبين بذلك حبهم ومودتهم وثقتهم و إحترامهم .

     

    84. لاتقاطعى ..

    غيرك فى الحديث فإن فى ذلك مغضبة له وأمنحيه فرصته التامة فى توصيل مايريد .

     

    85. جدّدى ..

    العهد كل صباح بأن تكونى فى يومكِ وقْفا لله .. تعملين لرضاه .. وتسْعِين لجنته .

     

    86. إحذرى ..

    الدعاء على العصاة والمذنبين .. فَلَرُبّ يوم يأتى عليهم يصبحون هم دعاة ومصلحون وأسألى ربكِ لك ولهن ولنا الهدى والتقى والعفاف والغنى .. فإنما الأعمال بالخواتيم .

     

    87. تعرّفى ..

    على الله حق المعرفة .. فمن عرف الله لم يعرف سواه .. ولم يفكّر أبدا فى غير رضاه .

     

    88. تعرّفى ..

    على نبيك وقدوتك .. فإن من عرف محمدا صلى عليه الله ما إحتاج مُربيا ولاقدوةً سواه .

     

    89. تأدّبى ..

    عند قراءة القرآن ,كونى متوضئة ولاتنسي أنكِ تناجين به ربكِ , فإستشعرى ذلك تصبحين مطمأنة ورابحة وسعيدة .

     

    90. تشجعى ..

    بالإعتراف بالخطأ نحو الغير وطلب السماح والعفو منه فهذا من أصول الأخلاق والانتصار على النفس .

     

    91. ضعى ..

    نُصب عينيك أن السعادة الحقيقية إنما هى فى طاعة الله والعمل لنيل حبه ورضاه .

     

    92. حاسبى ..

    نفسك نهاية اليوم .. ماذا قدمتِ لله .. وماذا صنعتِ من الخير لخلق الله .. فإن وجدت خيرا فاحمدى الله وإن كانت الأخرى فاستغفرى ثم إعقدى العزم على التطوير فى العلاقة بينك وبين الله وبينك وبين بنات ونساء مجتمعك .

     

    93. تعرفى ..

    على عيوب نفسك بوضوح وصراحة وعالجيها بحزم , فالكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.

     

    94. مارسى ..

    عبادة التفكر فى ملكوت الله , فتفكّر ساعة خير من قيام ليلة كما قال أبو الدرداء رضى الله عنه .

     

    95. إقبلى و تزوجى ..

    من الصالح الطيب صاحب الدين العارف بحقوق ربه الذى يمسك بيديك إلى الجنة , وألحّى على الله أن يرزقك الإختيار الموفق الذى تسعدين به ويكون عوناً لك على مرضات الله .

     

    96. تذكّرى ..

    لحظات خروج الروح لبارئها .. فمن وقتها يكون المصير قد تحدّد إما إلى جنة وإما إلى نار ..

    نسأل الله لنا ولكِ ولأمة محمد قاطبة النجاة والعتق من النار .

     

    97. أَحْسِنى ..

    الظن فى الله ... فكم من محنة إنقلبت إلى منحة ... أنا عند ظن عبدى بى .. صدق الله .

     

    98. لاتُفرّطى ..

    فى تحميل النفس أكثر من طاقتها .. فلا أجمل من الإعتدال والوسطية كمنهج حياة .

     

    99. إحمدى ..

    المولى دائما .. وكونى ممن قال الله عنهم : وقليل من عبادى الشكور . فكونى من هذا القليل .

     

    100. لاتستهينى ..

    بالكلمة .. فهى أسيرةُ لكِ طالما أنها مازالت فى فمكِ , أما إذا خرجت فقد جعلتكِ لها أسيرة .

     

    101. أدرسى ..

    أفكارك جيدا وقبل عرضها على الآخرين تسلمين وتغنمين كثيرا .

     

    102.أقيمى ..

    دولة الإسلام فى قلبكِ وسلوكك وأخلاقك تقم على أرضكِ وداخل مجنمعك .

     

    103.أصلحى ..

    نفسك وإدعي غيرك ... فالدعوة إلى الله إصطفاء وشرف ... وهى مهمة الأنبياء .

     

    103. تفنّنى ..

    فى كيف تمتلكين قلب والديك .. كونى معهما مهذبة رقيقة لايسمعون منك الصراخ .. وتقربى إليهما بكل مباح .. وإعلمى أن فى طاعتهما كل خير وفلاح ... و لاتنسين لهما جميل صنيعهما .. فهما لك المفتاح لكل سعد وسعادة وسرور ونجاح .

     

    خاتمة :

    اللهم وأسكنّا يا سميع يا قريب جنة عدن أعدت للمتقين دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر .دعواهم أن الحمد لله رب العالمين , يا الله , يا نافع , يا رحمن , يا رحيم , و بقدرتك العظيمة .

    أسألك أن ترفع قدر فتيات وشابات المسلمين .

    وأن تشرح صدورهن وأن تيسّر أمورهن .

    وأن ترزقهن من حيث لا يحتسبن بفضلك وإحسانك و كرمك يا من هو الله .

    وأسألك بجمال العزة و بجلال الهيبة و عزة القدرة و جبروت العظمة .

    أن تجعلهن من عبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

    وأسألك اللهم أن تكتب لهن عفّة جميلة وسترا عظيما .

    ورزقاً كثيرا وقلباً قريرا و علماً غزيرا و عملاً بريرا .

    و ملكاً في الفردوس كبيرا .

    و صلى اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيرا .

    إلى يوم الدين و الحمد لله رب العالمين بقدر عظمة ذاتك يا أرحم الراحم .

     

    * كاتب إسلامى .

    • معجبة 1

  8. أيها الملتزم .. لا تخدع نفسك

     

    هاني الشيخ جمعة سهل (*)

     

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    هل أنت ملتزم ؟ قد يبدو السؤال غريباً أو مستفزاً ، لو سألتَ أحد الشباب الملتزمين هذا السؤال ربما نظر إليك بازدراء ولسانه حاله يقول : ألا تعرفني؟ أنا فلان، التزمت منذ سبع سنوات !

    تعال معي نقف وقفة تأمل قصيرة نلقي من خلالها الضوء على هذه الحقيقة ، حقيقة الالتزام !

    تعجبت كثيراً من مقولةٍ نقلها ابن القيم رحمه الله في كتابه (مدارج السالكين) عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنه كان يقول : (والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت ، وما أسلمت بعد إسلاماً جيداً) !

    من هنا أتساءل ، هل نحن ملتزمون حقيقة ؟ أم أننا نخدع أنفسنا بمظاهر الصلاح والاستقامة ونحن أبعد ما نكون عنها ؟!! قد يكون أحدنا إماماً لأحد المساجد ، أو مدرساً للقرآن الكريم ، أو موظفاً في مؤسسة إسلامية ، لكن هل هذا دليل كافٍ على استقامته وصلاحه ؟!

     

    تعال معي نتأمل في حال بعض الملتزمين اليوم ، من خلال النقاط التالية :

    - ملتزم لكنه لا يدري لماذا التزم ؟ رأى نفسه مع صحبة صالحة منذ صغره واجتمع بهم في المسجد أو في حلقات تحفيظ القرآن فظن أنه من الصالحين ، ولم يجدد نيته في سلوك هذا الطريق.

    - ملتزم لكنه يرائي بكثير من أعماله الصالحة ، ولا يفتأ يخبر الناس بما فعل بعبارة صريحة أو بإشارة خفية.

    - ملتزم لكنه يدخل إلى المسجد يوم الجمعة مع قول الخطيب : (إن الله يأمر بالعدل والإحسان ...)

    - ملتزم لكنه قاطع لرحمه ، لا يزورهم ولا يسأل عن أخبارهم ، ولا يكاد يرى أحداً منهم إلا لماماً .

    - ملتزم لكنه دائم التأخر عن صلاة الجماعة ، لا تراه إلا في آخر الصفوف يقضي ما فاته ، أما (الخشوع) فالثريا أقرب منالاً منه .

    - ملتزم لكنه لم يحفظ القرآن حتى الآن ؛ فهو مشغول لا وقت له .

    - ملتزم لكنه دائم العبوس ، مكفهر الوجه ، مقطب الجبين ، سيء الخلق ، إذا غضب رأيت وجهه كالليل إذا عسعس .

    - ملتزم لكنه ما زال يصافح بعض النساء من أهله ؛ خوفاً من (الإحراج) !

    - ملتزم لكنه ما زال يتابع المباريات المهمة في الدوري الأسباني ، وكأس العالم ، ومباريات الكأس المحلية !

    - ملتزم لكن لسانه لا يسكت عن غيبة المسلمين ، والكلام في أعراضهم ، قد مكر به الشيطان فأوقعه في سوء عمله ، فولغ في أعراض العلماء والدعاة ، وأصبح لسانه يفري فيهم ليلاً ونهاراً ، وهو يرى أنها غضبة لله ، ودفاعٌ عن السنة ، وذبٌ عن منهج السلف ، ويبقى السؤال : أحقاً كان ذلك (لله) ؟ وما أصدق قول ابن القيم رحمه الله : (ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ من أكل الحرام والظلم والسرقة وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم وغير ذلك ، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ، حتى ترى ذلك الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة ، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً ، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب ، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ، ولا يبالي ما يقول) !

    - ملتزم لكنه تزبب قبل أن يتحصرم ، أغراه طلبه للعلم عدة سنوات فظن أنه علامة عصره ، ووحيد دهره ، فاغتر بذلك وأصيب بمرض التعالم ، وتجرأ على الفتوى في أمور لو عرضت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر ! فترى الشاب الملتزم في زماننا يستطيع أن يفتي في أي مسألة ، فهو يتكلم عن مسائل الجهاد المعاصرة ، ويستطيع تنزيل أحكام التكفير على الأعيان ، ويصدر الأحكام على أهل العلم ، بل حتى على الجماعات والفرق ، بناء على ما أوصله إليه (اجتهاده)!

    - ملتزم لكنه لا يقبل النصيحة ، فإذا نصحته تمعر وجهه ، وضاق صدره ، وتذمر منك .

    - ملتزم لكنه ما زال مفتوناً بالدنيا ، فهو يتابع آخر الموضات ، ولا يستخدم إلا أحدث أجهزة الجوال ، ويبحث عن آخر موديلات السيارات ، وأغلى أنواع الساعات .

    - ملتزم لكنه لا يتحمل البرامج الجادة ، فإذا كان البرنامج مرحاً ممتعاً بالنسبة له وجدته أول الحاضرين ، أما الدروس العملية والجلسات التربوية ، فلا يظهر له فيها أثر .

    - ملتزم لكن الفوضى تملأ حياته ، فلا يلتزم بمواعيد ، ولا يعرف قيمة الوقت ، ولم يحدد أهداف حياته فضلاً عن التخطيط لها ومتابعة تنفيذها .

    - ملتزم لكن ليس له تخصص واضح يسير عليه ، يخدم الدين من خلاله .

    - ملتزم لكنه لا ينكر المنكرات ، يمر منذ الصباح بعشرات المنكرات في طريقه ، ومكان عمله ، ومع أصدقائه ، بل حتى في بيته ، فلا ينكر منها شيئاً ، بل ربما جالس أهل المنكر وهم على منكرهم .

    - ملتزم لكنه متساهل ببعض المحرمات ، فهو يسبل إزاره أحياناً ، خصوصاً في وقت العمل ، ولا يجد بأساً في المزاح مع المرأة الأجنبية ، كما أنه لا يبالي بسماع موسيقى الأخبار ، ولا يتورع عن النظر إلى بعض الصور المحرمة على الفيس بوك .

    - ملتزم لكن لا حظ له من قيام الليل ، وليس له ورد يومي من القرآن ، وليس له دروس ثابتة في طلب العلم ، ولا يحرص على الأذكار ، والسنن الرواتب ، ولا تدمع عينه من خشية الله .

    أليس هذا هو حال كثير من الملتزمين اليوم ؟!!


  9. حكم تجاوز الميقات بدون إحرام

    msword.gif

    د.ظَافِرُ بْنُ حَسَنْ آل جَبْعَان

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم اهدني وسددني وثبتني

    حكم تجاوز الميقات بدون إحرام

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

     

    فقد يتساءل كثير ممن يريد الحج والعمرة عن حكم تجاوز الميقات بدون إحرام، أو من يحرم ثم يُصد ويمنع من دخول مكة بأي سبب كان، سواء بسبب المرض، أو عدم وجود تصريح للحج أو العمرة، أو خوف ونحو ذلك فالذي يظهر - والله تعالى أعلم - أن من أراد الحج والعمرة ثم أحصر عن دخول مكة لا يخلو من ثلاث حالات:

     

    الحالة الأولى: أن يحرم من الميقات ويلبس ثياب الإحرام ويمضي لمكة ثم يحصر عن دخولها.

    الحالة الثانية: أن يحرم من الميقات ولا يلبس ثياب الإحرام ويمضي لمكة، وقد يحصر أو لا يحصر.

    الحالة الثالثة: أن يؤخر الإحرام حتى يتجاوز الميقات ويدخل مكة ثم يحرم بالحج أو العمرة من مكة أو من دون الميقات إذا جاوز ما يخافه أو يحذره، أو ما يكون سببًا لمنعه من دخول مكة.

     

    تنبيه: المقصود بالإحرام هو: نية الدخول في النسك، وليس المقصود به لبس ثياب الإحرام.

     

    وتفصيل هذه الحالات الثلاث فيما يلي:

     

    الحالة الأولى: أن يحرم من الميقات ويلبس ثياب الإحرام ويمضي لمكة، فهذا الأصل والذي عليه السنة، لكنه يخاف أن يُحصر عن الدخول إلى مكة فله حالتان:

     

    1- أن يشترط عند إحرامه.

    2- أن لا يشترط عند إحرامه؛ وتفصيلهما فيما يلي:

     

    1- إن اشترط عند إحرامه وجاءه ما يصده عن دخول مكة، وأحصر عن دخولها فإنه يحل من إحرامه ولا شيء عليه، ودليل ذلك ما جاء في الصحيحين من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: دخل رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - على ضُبَاعَةَ بنت الزُّبير فقال لها:«لَعَلَّكِ أَرَدْتِ الْحَجَّ؟» قَالَتْ: وَاللَّهِ لاَ أَجِدُنِي إِلاَّ وَجِعَةً. فَقَالَ لَهَا:« حُجِّي وَاشْتَرِطِي، قُولِي: اللَّهُمَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي ».

     

    فيشرع لمن خاف أن يحصر ويمنع من دخول مكة أن يشترط، ويقول:( فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني )، فإذا قال ذلك وصد عن دخول مكة فلا شيء عليه ويحل من إحرامه.

     

    2- أن لا يشترط عند إحرامه؛ ثم يحصل له أن منع من دخول مكة، فإنه هنا لا يحل حتى يذبح هدياً ويتحلل بعده بالحلق أو التقصير، دلَّ لذلك قول الله تعالى:{ وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ } [البقرة:196]، فدلت الآية الكريمة على أن من أحصر ومُنِع من دخول مكة فإنه يذبح هدياً ثم يتحلل بعد ذلك، وقد دلَّ لذلك - أيضاً - ما جاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية صده كفار قريش عن دخول مكة، فلم يستطع الدخول تحلل - صلى الله عليه وسلم - بعد أن ذبح هديه.

     

    تنبيه: لا يجوز التحلل إلا بعد الذبح، فإذا ذبح الفدية فقد تحلل، فإذا لم يجد بقي على إحرامه إلى أن يصوم عشرة أيام، ثم يتحلل؛ لأن الله جعل صيام عشرة أيام قائما مقام الهدي، يقول تعالى:{ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} [البقرة:196]، والله جعل على المحصر هدياً:{فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [البقرة:196].

     

    وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى- عن رجل حج بدون تصريح فمنع من دخول مكة فماذا يلزمه؟

     

    فقال - رحمه الله تعالى - :( إن كان قال عند الإحرام: إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني فيحل ولا شيء عليه، وإذا لم يشترط فالواجب عليه أن يذبح هدياً لقوله تعالى:{ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ }[البقرة:196]، ويتحلل، أي: يحلق أو يقصر حيث أحصر). مجموع فتاوى ابن عثيمين(23/433).

     

    الحالة الثانية: أن يحرم من الميقات ولا يلبس ثياب الإحرام ويمضي لمكة، وقد يحصر أو لا يحصر، فهذا قد وقع في محذور من محذورات الإحرام، وهو لُبس المخيط، فعليه فدية ارتكاب محظورات الإحرام، وهي ما تسمى بفدية الأذى، فإذا كان عليه مخيط، وغطى رأسه فإن عليه فدتين على الصحيح، وإن لم يغطي رأسه فعليه فدية واحدة، وهي: فدية لُبس المخيط، وهي ما تسمى بفدية الأذى.

     

    وفدية الأذى هي: أن يُخَيَّرَ بين ذبح شاة ويفرق لحمها على فقراء الحرم، أو إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع، أو صيام ثلاثة أيام، يقول الله تعالى:{ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ } [البقرة:196].

     

    قال كعب بن عُجرة - رضي الله عنه - قال: أتى عليَّ النبي – صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية والقملُ يتناثر على وجهي فقال:« أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رَأْسِكَ؟ » قلتُ: نعم . قَالَ: « فَاحْلِقْ، وَصُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ ، أَوِ انْسُكْ نَسِيكَةً » أخرجه البخاري(3869)، ومسلم(8020).

     

    وعند أحمد والترمذي قال كعب بن عُجرة - رضي الله عنه - :(والذي نفسي بيده لفيَّ أنزلت هذه الآية وَإِيَّايَ عَنَى بِهَا:{ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}، قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم- بِالْحُدَيْبِيَةِ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ وَقَدْ حَصَرَنَا الْمُشْرِكُونَ وَكَانَتْ لِي وَفْرَةٌ فَجَعَلَتِ الْهَوَامُّ تَسَاقَطُ عَلَى وَجْهي فَمَرَّ بِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ:« كَأَنَّ هَوَامَّ رَأْسِكَ تُؤْذِيكَ؟ » قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ:« فَاحْلِقْ ». وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ. قَالَ مُجَاهِدٌ:( الصِّيَامُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ، وَالطَّعَامُ سِتَّةُ مَسَاكِينَ، وَالنُّسُكُ شَاةٌ فَصَاعِدًا). أخرجه أحمد(3/43 برقم:18117، ط:شعيب) ، والترمذي(2899) واللفظ له.

     

    الحالة الثالثة: أن يؤخر الإحرام حتى يُجاوز الميقات ويدخل مكة ثم يُحرم بالحج أو العمرة من مكة أو من دون الميقات إذا جاوز ما يخافه أو يحذره، أو ما يكون سببًا لمنعه من دخول مكة، ففي هذه الحال فإنه قد ترك واجباً من واجبات الحج والعمرة وهو الإحرام من الميقات، وهذه المسألة مسألة ترك واجب من واجبات الحج والعمرة، والجمهور من المذاهب الأربعة على أن من ترك واجباً فعليه دم، مستدلين بقول الصحابي الجليل عبدالله بن عباس – رضي الله عنهما – :( من نسي من نسكه شيئًا أو تركه، فليهرق دمًا ) أخرجه مالك(1/419برقم:940)، والبيهقي في السنن الكبرى(5/30)، والدارقطني(2/244)، قال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير(1/350):( رواه مالك، والبيهقي موقوفًا عليه بإسناد صحيح، ولا أعرفه مرفوعًا)، وقال الألباني:(ضعيف مرفوعاً وثبت موقوفاً) الإرواء(1100).

     

    وهناك قول آخر: وهو مروي عن عطاء، وإبراهيم النخعي، والحسن البصري بأنه لا دم عليه وإنما عليه التوبة. ينظر: طرح التثريب (5/5), شرح صحيح البخاري لابن بطال (4/192).

     

    واستدلوا على ذلك بعدم ورود مع يدل على إيجاب الدم على من ترك الإحرام حتى تجاوز الميقات مع عموم البلوى به, واستدلوا - أيضاً – بأن أموال الناس معصومة, والأصل براءة الذمة، ولعل الثاني أقرب والأول أحوط. والله تعالى أعلم وأحكم.

    هذا ما يسر الله قوله وأعان على إيراده، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.


  10. بسم الله الرحمن الرحيم

     

     

    ماذا نقصد بالتعارف الرباني؟

    1- هو الذي يقوم على غير أرحام ولا أنساب ولا قرابات تجمع المتعارفين.

    2- هو الذي يكون لله خالصًا ، ومن المنفعة الشخصية مُتخلِّصًا ومُتبرِّئًا.

    3- هو الذي ينطلق من نبع القرآن العظيم؛ ﴿ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ [الحجرات: 13].

    4- هو ما يدعو صاحبَه للدُّعاء لمن تعرف إليه عن ظهر قلب بالغيب حبًّا خالصًا.

    5- هو ما يجعل صاحبَه يكون على الدوام متلهفًا ومتشوقًا لرؤية من تعرَّف إليه.

    6- هو الذي بفضله يجعل الله المتعارفين فيه يومَ القيامة على منابرَ من نور يغبطهم النبيون والشهداء.

    7- هو ما كان لله وحدَه، فكان لزامًا أن يدوم ويتصل .

    8- هو ما قيل فيه على لسان معلم الناس الخيرَ محمدٍ : من السبعة الذين يُظلهم الله في ظله يومَ لا ظِلَّ إلا ظله : اثنان تحابَّا في الله ، اجتمعَا عليه وتفرَّقَا عليه ، وما التحابُّ إلا ثمرة من ثمرات التعارف الجميل .

    9- هو ما يتحقق به الخير ، وتدوم به السعادة ، وتنشرح به الصدور.

    10- هو ما يجعل المتعارفين كالجسد الواحد ؛ يشعرون بالهمِّ في آنٍ واحد ، ويستلهمون الرضا من الرب الواحد.

    11- هو ما تُذاب به الهموم ، وتُحل به المشاكل ، وتُنوَّر به البصائر ، وترتاح به النفوس .

    12- هو ما يحقق للمتعارفين ما لم تحققه صلة الدم والقرابة .

    13- هو ما ينوي صاحبه به أن يجعله لله قربى ، ونحو الجنة سبيلاً وطريقًا.

    التعارف يُحبه الله ورسوله :

    إن روعةَ الإسلام وجماله جعلت منه دينًا شاملاً يبحث في كل ما من شأنه إشاعة الحبِّ ، والمودة ، والانسجام ، والأُنس بين عباد الله ؛ لأنَّه إذا تَحقق ذلك الأُنس ، وتوهَّجت تلك المودة في قلوب العباد بعضهم ببعض ، فإن النِّتاج لا شَكَّ لن يكون إلا مُجتمعًا صالِحًا، للحق مُتَّبعًا ، وبالقرآن مُنتهجًا ، وللسنة مُحبًّا ومُتبعًا ، وبالعقيدة الصحيحة معتقدًا ، وللسلف الصالح وصحابة الرسول مسترشدًا ومحبًّا.

    لهذا كان حرص الإسلام واضحًا على أن يتودد المسلم لغيره من الناس بالتعرف إليهم ، فالتعرُّف والتعارف خطوة على طريق الأُخُوَّة الصادقة التي بها تنصلح الأحوال ، وأمامها تهتز المصاعب والجبال ، وبدونها لا تقوم لأمة الإسلام قائمة.

    وقد حَرَصَ المنهج الرباني في القرآن الكريم على ذلك أشدَّ الحرص ؛ حيث قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ [الحجرات: 13].

    كما أن من أول ما حرص عليه سيدنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - عند تأسيسه للدولة الإسلامية في المدينة المنورة - زادها الله نورًا - كان حريصًا على تَحقيق الأُخُوة والمؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين لتحقيق التعارف المتين؛ إيمانًا منه - صلَّى الله عليه وسلَّم - واعتقادًا بأن التعارف والتآخي بين أفراد الصف المسلم سيكون اللبنة الأم والقوية والأولى نحو تحقيق الغايات وإرساء دعائم القوة والمتانة للدولة المسلمة.

    فدينُ الإسلام دينٌ عظيم له من الأسس الهامة التي يرتكز عليها ويدعو لها ، وهي الحب والتعارف والتآخي بين أفراد المسلمين ، وهذا من شأنه أن تتكسر القيود، وتنصهر الأرواح، فتكون كالنفس الواحدة.

    (( فالأرواح جنودٌ مُجندة ، ما تعارف منها ائتلف ، وما تنافر منها اختلف )).

     

    نحو تعارف رباني

     

    ونريد هنا أن نصوغ بعضَ المفاهيم نحو تعارف يستحق صفة الربانية ؛ حتى تتحقق الخيرية في العباد المتعارفين.

    1- هل هناك بالفعل داخل مجتمع المسلمين ما يسمى تعارفًا صحيحًا قويًّا متينًا ، أو أنه مفهوم نظري أكثر مما هو واقعي وعملي ؟

    2- هل التعارفُ والحب يعني الرُّقيَّ الأخلاقي ، والمحافظةَ على ذوقيات التعامل بين الناس ، أو أن الحب والتعارف يعني عدمَ مراعاة الشعور ، وعدم احترام الآخرين ، وعدم المبالاة براحتهم وإسعادهم ؟

    3- هل يصحُّ لمجتمع المتعارفين والمتحابِّين أن يكون بينهم أهوجُ التصرف ، وقليلُ الذوق ، وعديم الإحساس ، وبطيء الإغاثة، ومُتبلِّد الشعور ، وشديد المعاملة، وبَخيل اليد ؟

    4- هل الحبُّ والتعارف يعني عدمَ احترام الصغير للكبير ، وعدمَ استيعاب الكبير للصغير ، أو أن الله قد رفع بعض الناس على بعضهم درجات ؛ ليتخذ بعضهم بعضًا سُخرِيًّا ، وأنَّ كلاًّ منا مُيسر لما خُلِق له ؟

    5- هل الحب والتعارف يعني طرْق الأبواب ، والاتصال بالتليفون في مواعيد راحة يحق للمسلم أن يستمتع بها ؛ حتى يستطيع المعاودة لمزاولة نشاطه وحياته ؟

    6- هل من الحبِّ والتعارف أن يقترض الناسُ بعضُهم من بعض ، ثم يتردَّدون في ردِّ الحقوق ، ويتباطؤون للدرجة التي يصبح فيها الْمُقرِض مُستغربًا دَهِشًا ، بل قد يصبح على ما أقرضه نادمًا ؟

    7- هل من الحب والتعارف أن يغلب القولُ على العمل، وتغلب الفلسفات على الحق والحقيقة ؟

    8- هل من الحبِّ والتعارف أن يتصلَ المتعارف بالمتعارف إليه ، ويسأل عنه، ويبعث له الرسائل على المحمول والجوال ، ثم لا يجد تبادل المعروف والإحسان على الأقل بمثله ؛ مصداقًا لقوله - تعالى -: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾ [النساء: 86]، أو أن المتعارف إليه سيظلُّ دائمًا ظلومًا لغيره كفَّارًا بنعمة حُبه له واتصاله به، وسؤاله عنه بذوقه الرفيع ؟

    9- هل من الحب والتعارُف أن يفتقد المتعارفون بعضُهم بعضًا عند مرض أحدِهم ومحنته ، وتغيُّر أحواله وشدة بأس ظروفه ؟

    10- هل من الحب والتعارف أن تنسى الجميل ، وتُنكر المعروف ، وتَفجُر عند الخصومة ؟

    11- هل من الحب والتعارف أن تخلف الموعد دون أن تكلِّف نفسك بالاتصال ؛ لتعتذر عن موعدك أو تأخرك عنه ؟

    خاتمة

    اللهم أنت الباقي بلا زوال ، الغني بلا مثال ، القدوس الطاهر العلي القاهر نسألك بأسمائك الحسنى ما علمنا منها وما لم نعلم - أن تغفرَ لنا وللمسلمين، وترحمنا والمسلمين أجمعين، اللهم إنا ببابك واقفون فلا تطردنا ، وإياك نسأل فلا تخيبنا، اللهم ارحم تضرعنا والمسلمين جميعًا، وآمن خوفنا، وتقبل أعمالنا ، وأصلح أحوالنا ، واجعل بطاعتك اشتغالنا، واختم بالسعادة آجالنا، اللهم هذا ذُلُّنا ظاهرٌ بين يديك ، وحالنا لا يخفى عليك، أمَرْتَنا فتركنا ، ونهيتنا فارتكبنا ، ولا يسعنا إلا عفوك فاعفُ عنا ؛ إنك عفوٌّ رؤوف رحيم ، وصَلِّ اللهم على نبينا محمد طِبِّ القلوب ودوائها ، وعلى آله وصحبه وسَلِّم.


  11. (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَاً)

     

    عمر بن عبد المجيد البيانوني

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    يا لها من قاعدة عظيمة تدلُّنا على المخرج من مصائبنا وهمومنا، إنَّ المخرج هو تقوى الله (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَاً)، مخرجاً من الضيق والعنت في الدنيا والآخرة، ورزقاً من حيث لا يتوقع الإنسان ولا يحتسب.

     

    والتَّقْوَى من الوِقَاية وهي: حفظُ الشيءِ ممّا يضرُّه ويؤذيه، وجعل الإنسان نفسه في وِقَايَةٍ مما يخاف منه، فالتَّقْوَى هي حفظ النفس عمَّا يؤثم، وذلك بفعل المأمور وترك المحظور.

     

    وقد ورد أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أُبَي بن كعب عن التقوى فقال له: أما سلكتَ طريقاً ذا شوك؟ قال: بلى! قال: فما عملت؟ قال: شمَّرت واجتهدت. قال: فذلك التقوى.

    فالتقوى هي الضمير الحي لدى الإنسان والوازع الداخلي فيه، ورقابته الذاتية لنفسه، فيكون ذا إحساس عالٍ في ضميره، ويَقَظَة في شعوره، وخشية مستمرة، وتَوَقٍ لأشواك الطريق.

     

    قال طلق بن حبيب رضي الله عنه في التقوى هي: (العمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله). فبالتقوى يحرص المؤمن على رضا الله تعالى، ويبتعد عمَّا يسخطه ويغضبه.

     

    فتقوى الله هي سبب تفريج الشدائد والمصائب، وهي التي تزيد إيمانه ويقينه بالله سبحانه، قال ابن عطاء: (على قدر قربهم من التقوى أدركوا من اليقين).

     

    قال تعالى: (إِنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ)، والكريم حقاً هو الكريم عند الله تعالى، فالميزان الصحيح لقيمة الإنسان هو ميزان التقوى، ميزان الاتصال بالله وذكره وتقواه.

     

    وكفى المتقين جزاءً أنَّ الله معهم بنصره ومعونته وتأييده، قال تعالى: (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).

     

    فازرع التقوى في قلبك، حتى تنبت نباتاً حسناً، تحصد منه ثماراً يانعة، قطوفها دانية، من التوفيق والفلاح والخيرات والمسرَّات في الدنيا والآخرة، فالله سبحانه أكرم من أن يعامله العبد نقداً فيجازيه نسيئةً، بل يَرَى العبدُ مِنْ ثواب عمله في الدنيا قبل الآخرة من السعادة والسرور وما يكرمهم الله تعالى به من النِّعَم.

     

    وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.


  12. (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)

     

     

    عمر بن عبد المجيد البيانوني

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

     

    (حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) قالها إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام حين أُلقي في النار، فجَعَلَ اللهُ النارَ برداً وسلاماً عليه، (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدَاً وَسَلَامَاً عَلَى إِبْرَاهِيمَ)، فلا يمكن لشيء أن ينفع أو يضر إلا بإذن الله تعالى، فالله هو الذي جعل النار محرقة فهي لا تحرق بذاتها، فإذا أراد لها أن تكون برداً وسلاماً صارت كذلك، قال ابن عباس: (لو لم يتبع بردها سلاماً لمات إبراهيم من شدَّة بردها).

     

    فالله الذي جعل النار برداً سلاماً هو الذي يجعل المِحَن مِنَحاً وعطايا، ويجعل الفقرَ والحاجةَ سعةً وغنى، ويجعل الهمومَ والأحزانَ أفراحاً ومسرَّات، ويجعل المنعَ عطاءً ورحمةً، وهذا كلُّه لمن توكَّل على الله تعالى وأيقن به وأحسن الظن بالله سبحانه.

     

    (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانَاً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).

    (حَسْبُنَا اللهُ) أي الله كافينا، (وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، لمن وَكَل حاجته إليه وتوكل في قضائها عليه.

    فماذا كان جزاؤهم: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).

    لقد انتصروا عندما أيقنوا أنَّ الله معهم فتوكلوا عليه، وعلموا أنَّ النصر من عند الله، (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى).

     

    قال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ، إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ)، فمن يتوكل على الله يكفيه ما أهمه، فالله بالغ أمره. فما قدَّر الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فالتوكُّل عليه هو توكُّل على القويِّ القادر الفعَّال لما يريد.

     

    والتوكل أن يوقن العبد بكفاية الربِّ، قال الجنيد: (التوكل هو سُكُون الْقَلْب إِلَى مَوْعُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)، وقال بعضهم: (التوكل هو علم القلب بكفاية الربِّ للعبد).

     

    ومتى كان العَبْدُ حَسَنَ الظنِّ بالله، حَسَنَ الرجاءِ له، صادقَ التوكُّلِ عليه : فإن اللهَ لا يخيب أمله فيه، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل، ولا يضيع عمل عامل.

     

    وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.


  13. والله لتُسألن عن الفيسبوك

     

    أيمن الشعبان

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    الحمد لله مسبب الأسباب، وخالق الناس من تراب، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، والصلاة والسلام على النبي الحبيب والآل والأصحاب، وبعد:

    شئنا أم أبينا أصبح هنالك عالَم كبير ضخم، مترامي الأطراف متشعب الأوصال، سهل المنال شديد الإقبال، فرضه الواقع والتطور الهائل المتسارع، في تكنولوجيا وتقنيات الشبكة العنكبوتية، بات يُعرف بعالم" الفيسبوك" بلغ مستخدميه في العالم قرابة 900 مليون، منهم قرابة 43 مليون عربي.

    بعيدا عن فكرة الفيسبوك التجارية والاجتماعية ومؤسسيه، وطريقة عرض البيانات وأرشفتها وسرعة التواصل، وما فيه من وسائل استخباراتية، ينبغي علينا نحن المسلمون أن نقف العديد من الوقفات، التي قد تمس عقيدتنا وأخلاقنا وديننا وشرعنا الحنيف، ولابد من التأمل فيه من جوانب متنوعة، وإعادة النظر في طريقة وكيفية وآلية الاستخدام، بعد أن استغرقنا في استخدامه، حتى وصل إلى حد الإدمان في حالات كثيرة.

     

    الفيسبوك سلاح ذو حدين

    مما لا شك فيه أن هذا العالم المتداخل، وتلك التقنية المنتشرة، كسائر الوسائل المستخدمة في حياتنا اليومية؛ سلاح ذو حدين إما أن ينفعك في دينك ودنياك، إن أحسنت استثماره واستخدامه واتقيت الله فيه وجعلته نصب عينيك، وراقبته في كل حرف أو نظرة أو تغريدة أو مشاركة، بخلافه سيكون وبال عليك وستندم على كل لحظة قضيتها فيه.

    فكل ما فيه مُسطّر مؤرشف مسجل موثق، لدى الشركة المؤسسة على هاردات وسيرفرات ضخمة غير محددة السعة، فقد يتم التلاعب بها أو الاختراق أو التغيير، لكن هنالك أرشيف وسجلات محفوظة عند رب الأرض والسماوات، لا تتغير ولا تتبدل، قال تعالى( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَامًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ )[1]، من الأفعال قليلاً كان أو كثيراً ويضبطونه نقيراً أو قطميراً[2].

    فالله الله في استثمارها بأحسن الأوجه وأنفعها وإياك ومغرياتها، فإما تكون نعمة تحصد ثمارها في جنات النعيم، أو تصبح نقمة تجني ويلاتها في أسفل سافلين – عياذا بالله- فهي بين النعمة والنقمة، والنتيجة إما ( فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ )[3]، وإما ( في ضَلَالٍ وَسُعُرٍ. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ )[4]، نسأل الله العافية.

     

    يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور

    فلا يقل قائل لعلي أشترك بحساب وهمي في تلك الصفحة، وبالتالي أغوص فيه بما لذ من المحرمات والمنكرات والعلاقات المشبوهة والصور المنكرة والمقاطع الماجنة!! بلا رقيب ولا حسيب، أو قد أفتح صفحتي من جهازي المحمول أو الآيفون، فلا يراني أحد كلا وحاشا.. فمن خلقك وخلق الكون بأسره مُطّلع على كل حركة وسكنة، ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ )[5]، ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )[6]، و كان الفضيل بن عياض إذا قرأ هذه الآية يقول: يا ويلتنا ضجوا إلى الله من الصغائر قبل الكبائر.

    قال سبحانه( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )[7]، وهذه الآية عبارة عن علم الله تعالى بجميع الخفيات، فمن ذلك كسر الجفون والغمز بالعين أو النظرة التي تفهم معنى، أو يريد بها صاحبها معنى[8]، وقال مجاهد: خائِنَةَ الْأَعْيُنِ: مسارقة النظر إلى ما لا يجوز[9].

    والله لو كانت هنالك مراقبة حقيقية لله عز وجل لما تمادينا بكثير من المعاصي التي تتعلق بهذه الصفحة التي باتت فتنة، لم يسلم منها إلا من رحم الله، تأملوا أن الله عز وجل يعلم ( ما تخفي الصدور ) مما لم يبينه العبد لغيره، فالله تعالى يعلم ذلك الخفي، فغيره من الأمور الظاهرة من باب أولى وأحرى[10].

    إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً، فلا تَقُلْ *** خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ

    ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ ساعة *** وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِ يغيب

    لهَوْنَا، لَعَمرُ اللّهِ، حتى تَتابَعَتْ *** ذُنوبٌ على آثارهِنّ ذُنُوبُ

     

    الفيسبوك منبر خطابة

    تخيل وأنت في طريق سفرك مررت بقرية أو مدينة أو ناحية قبيل صلاة الجمعة، وانتدبوك للخطابة إذ تخلف خطيبهم، أو كنت في مجلس فيه عشرين أو ثلاثين أو أكثر أو أقل وتركوا لك الحديث، بالله عليك هل يستقيم أن تتحدث عن سفاسف الأمور!! أو تتكلم عن أشياء لا تسمن ولا تغني من جوع!! أم أنك ستحرص على ذكر ما هو نافع ومفيد للحضور.

    فكم صديق لديك في صفحتك ( 100، 500 ) أكثر أو أقل، وكل صديق له أصدقاء فكل ما تكتبه أو تنشره من صور ومقاطع فيديو أو مشاركات، سيطلع عليه ولو نسبة ضئيلة من هؤلاء على أقل تقدير، فكأنك في مجلس أو منبر خطابي وطرحت فكرتك وكلماتك أمامهم، فهل من العقل مثلا الطعن في العلماء أو استثمارها في الغيبة والنميمة والكذب؟! وهل من الأدب والأخلاق نشر الصور الماجنة والمناظر المشينة أو كتابة تغريدات بعيدة عن الحياء والعفة؟! وهل من الفطنة والكياسة تضييع الأوقات بقضايا هابطة بعيدة عن أدنى القيم؟!

    فلا تخرج منك إلا الدرر والنفائس، ولا تُسطر يداك إلا الفرائد والعبر، فخير الناس أنفعهم للناس كما قال عليه الصلاة والسلام[11]، وليكن شغلك الشاغل في صفحتك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا تسكت عن منكر أبدا، ولا تبخل بنشر معروف إطلاقا، فأنت مؤتمن وإياك والمجاملة على حساب الدين أو الخوض مع الخائضين والتمادي في أعراض المسلمين.

    ولما كانت صفحتك منبر خطابة، فإياك أن تكون كالشمعة التي تضيء لغيرها وتحرق نفسها، فكثير من الناس ينشرون كلمات طيبة وحِكم جميلة وقصص معبرة، لكن سلوكه على أرض الواقع مغاير وفعاله مخالفة، فيخشى على كثير من مستخدمي الفيسبوك وغيرها من صفحات التواصل الاجتماعي أن ينطبق عليهم قول ربنا( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ )[12].

    لا تنه عن خلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عـــظيم

    ابدأ بنفسك فانهها عن غيها *** فـــــإذا انتهت فأنت حــكيم

    فهناك يُسمع ما تقول ويُشتفي *** بالقول منك وينفع التعليم

    ولخطورة الأمر لنتأمل معاً حديث النبي عليه الصلاة والسلام، وعقوبة الخطيب الذي خالفت أقواله أفعاله، يقول عليه الصلاة والسلام( أتيت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار كلما قرضت وفت فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون و يقرءون كتاب الله و لا يعملون به)[13].

    فالحذر كل الحذر من مخالفة التغريدات الأفعال، ومباينة الأقوال حقيقة ما نحن عليه بأرض الواقع، وألا نكون كالمنافقين الذين ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ )[14]، وكذلك يقول عليه الصلاة والسلام محذرا من هذه الظاهرة الخطيرة التي أشبه ما تكون بالفصام النكد؛ ( مثل العالم الذي يعلم الناس الخير و ينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس و يحرق نفسه )[15]، فكل من بلغ آية أو حديثا أو موعظة وحكمة وفائدة فهو عالم بها، ينبغي عليه تطبيقها حتى تلقى صدى حقيقيا وتخرج من القلب إلى القلب.

     

    إياك والخوض مع الخائضين

    كثير من مستخدمي الفيسبوك أو عموم الشبكة العنكبوتية، يريدون إثبات وجودهم من خلال الإدلاء بالرأي في كل شيء، أو نشر ما هب ودب، وتناقل المقولات والأخبار والقصص بل بعض الأحيان الأحكام الشرعية وغيرها دون أدنى تثبت أو روية، مما يوقع الكثير في المخالفات الشرعية التي بعضها يصل إلى الكفر أو الفسق أو البدعة والمعصية دون معرفة أو استشعار.

    ما ينبغي أن نحرص عليه هو التثبت أولا مما نكتبه وننشره، وتمحيص ما نقرأه ونطلع عليه، وغربلة ما نتناقله عبر التغريدات أو حتى الرسائل الخاصة، والتحقق ومطابقة ما نود التعليق عليه أو الإعجاب به، هل هو حق أو باطل؟ صدق أو كذب؟ موافق أم مخالف للشرع؟!

    مما لا شك فيه أن عالم الانترنت عالم كبير مفتوح ويحوي الغث والسمين، الصالح والطالح، النافع والضار، فمن ليس لديه حصانة شرعية أو حصافة فكرية أو تعامل عقلاني، فإنه سيزل لا محالة، لذلك يجب أن لا نستعجل في تناقل كل ما هو منشور دون روية أو تأني، ولا حتى الإعجاب بكل ما هو منشور تمشيا مع أهواء الناشر أو بحسب اسم الناشر ومدى قربنا منه ومحبتنا له، فالحق لا يعرف بالرجال أعرف الحق تعرف أهله.

    احرص على استقلاليتك وشخصيتك الواضحة بعيدا عن التقليد الأعمى، ولا تكن إمعة إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت معهم، ولا تُعجب إلا بكل ما هو حق، ولا تجامل على حساب دينك، ولا تنقل كلمة أو معلومة حتى تعرضها على شرع الله، فإن وافقت فلك بذلك الأجر وإن خالفت فستحمل وزر كل من يقرأها أو يطلع عليها ويتضرر منها.

    يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كنّا في الجاهليّة نعدّ الإمّعة الّذي يتبع النّاس إلى الطّعام من غير أن يدعى، وإنّ الإمّعة فيكم اليوم المُحقِب[16] دينه.

    يقول اللّيث: رجل إمّعة يقول لكلّ أحد: أنا معك، ورجل إمّع وإمّعة للّذي يكون لضعف رأيه مع كلّ أحد.

    كم رأينا أخوة أفاضل وأخوات فضليات سارعوا لنقل ما بلغهم دون تمحيص، فوافقوا باطلا وأيدوا محرما!! بحسن نية دون قصد منهم، وكم شاهدنا من أحبابنا من أعجب بتغريدة فيها مخالفة دون دراية منه، والبعض قد نشر بدعة أو سكت عن باطل نتيجة للاستعجال.

     

    كل أمتي معافى إلا المجاهرين

    احذر أخي رعاك الله أن تجهر بأي معصية أو ذنب أو مخالفة شرعية في صفحتك؛ من خلال نشر الصور المخلة أو المقاطع الفاضحة، وكذلك نشر الأغاني والموسيقى والكلمات المحرمة، فالعجب كل العجب ممن يتباهى بنشر الرذيلة ويفتخر بإشاعة الفاحشة، والحذر كل الحذر من نشر صور أو تغريدات خاصة فيها مجاهرة بمعصية أو خطيئة.

    يقول عليه الصلاة والسلام( كل أمتي معافى إلا المجاهرين و إن من الجهار أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح و قد ستره الله تعالى فيقول: عملت البارحة كذا و كذا و قد بات يستره ربه و يصبح يكشف ستر الله عنه)[17].

    وهنا لابد من التنبيه على بعض الصور المنشورة كتوقيع أو خلفية، تخدش الحياء أو صورة امرأة سافرة متبرجة، وقد وقع هذا الأمر من قبل بعض الأخوات وحتى لا تضع صورتها فتقوم بنشر صورة امرأة فاتنة متبرجة فتفتن غيرها وعليها بذلك وزر كل من نظر إليها، لذلك يجب التنبه لهذه القضية وعدم التساهل والتهاون بها.

    فمن ابتلاه الله بمثل تلك المعاصي والإدمان عليها، يجب عليه التوبة منها وعدم نشرها والافتخار بها وهتك ستر الله عليه، عندها يتعدى ضرر وأثر تلك المعصية إلى غيرك بعد أن كانت متعلقة بك فحسب.

     

    اغتنم أوقاتك

    كثير من الناس أصبح لديه إدمان وإفراط في استخدام الفيسبوك، حتى أصبح يستيقظ معه وينام جنبه، حتى منعه من تلاوة القرآن وأداء الصلوات في وقتها، وشغلته تلك الصفحة عن أعماله ومهامه الدنيوية، وحتى الدينية لمن كان لديه طلب علم أو دعوة إلى الله أو ما شابه، حتى أصبحت غاية لدى الكثيرين مع أنها لا تعدو أن تكون وسيلة!

    يقول عليه الصلاة والسلام( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه ؟ و عن شبابه فيم أبلاه؟ و عن ماله من أين اكتسبه؟ و فيم أنفقه؟ و ماذا عمل فيما علم ؟ )[18].

    ولا أبالغ إذا قلت أن صفحة الفيسبوك جمعت هذه الأمور الخمسة، فهي أصبحت جزء من العمر لأنك تقضي أمامها الساعات الطوال أو أقل من ذلك، والغالب على الشباب المتحمس استخدامها فاعدد لذلك جوابا عند الله!!

    كما أن تلك الصفحة تحتاج للانترنت وهذا قطعا تُصرف عليه أموال، فكما أنك ستسأل من أين اكتسبتها كذلك تسأل كيف أنفقتها!! والفيسبوك تعتبر موسوعة علمية وبستان لتبادل المعلومات بيسر وسهولة، فكل معلومة تقرأها سوف تكون عليك حجة يوم القيامة ماذا عملت بها؟!

    وكتب بعض السلف إلى أخ له: يا أخي يخيل لك أنك مقيم، بل أنت دائب السير، تساق مع ذلك سوقا حثيثا، الموت موجه إليك، والدنيا تطوى من ورائك، وما مضى من عمرك، فليس بكار عليك.

    قال بعض الحكماء: كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره، وكيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله، وتقوده حياته إلى موته.

    فلا تضيّع وقتك مع تلك الصفحة إلا بكل خير، ولا تستهوينك فإنها مغرية ولا تخدعنّك فإنها براقة، وليكن وقتك مقسما مرتبا مجدولا ولا تلتفت إلا لما ينفعك في دينك ودنياك، واجعلها جسر مودة ومحبة وصلة رحم ودعوة وطلب علم، ولا تجعلها مكان خصومة وجدال ومِراء وقيل وقال.

    اغتنم في الفراغ فضل ركوع *** فعسى أن يكون موتك بغتة

    كم صحيح رأيت من غير سقم *** ذهبت نفسه صحيحة فلتة

    اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

    اللهم ارحم في الدنيا غربتنا، وارحم في القبر وحشتنا، وارحم موقفنا غدا بين يديك.

    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


  14. خاطرة: من يستحق صحبتي

     

    خالد بن سعود البليهد

     

     

    إذا وجدت صاحبك لا ينصرك في المضايق ويمنع عنك الخير وهو قادر على إنفاذه وخيره سابق إلى الأباعد ولا يقبل عليك إلا تجملا فاعلم أنه ليس بأهل لصحبتك ومودتك. وإذا وجدنه مقبلا عليك بقلبه وقالبه حريصا على إيصال الخير إليك حافظا لودك محسنا في التودد لك تسري محبته ومودته لروحك من غير استئذان ولا تكلف فأوقن أنه صاحبك الذي تبحث عنه . ومن الناس من تجد في صحبته أنسا وفرحا وتفاؤلا وأملا في الحياة ومنهم من تجد في مجلسه حزنا وكآبة وبؤسا وفشلا فلا تزره إلا إذا كنت ترجو صلاحه. والناس ثلاثة شخص يتأثر بالخير وشخص يؤثر على غيره بالخير وشخص سبهللا لا يؤثر ولا يتأثر فاحذر أن تكون الثالث وإن وجدته فلا تصحبه ولا تؤمل عليه واحرص أن تكون الثاني فإن عجزت فكن الأول. وصحبة الفاسق تمرض القلب وصحبة الأحمق تفسد العقل وصحبة السفيه تفسد الطباع وصحبة البخيل تورث اللؤم وصحبة الشريف تورث الشهامة وصحبة الصالح توقظ الغافل من الرقدة. وليس أضر على دين المؤمن من صحبة أهل البدع إن لم يفسدوا قلبه عرضوه للتهمة ومواطن الريب. وليس أنفع للفتى من صحبة صاحب سنة يدله على هدي النبي وآثار السلف ويربيه على اتباع الحق. ومن صحب قوما عرف بهم فاحرص على صحبة الأفاضل من أهل العلم والنسك.

     

    خالد سعود البليهد


  15. رحلت يا رمضان! والرحيل مر على الصالحين، فابكوا عليه بالأحزان وودعوه، وأجروا لأجل فراقه الدموع وشيعوه.

    لو بذلت دموع عيني كلها ما عبرت عن حزني علي فراقك يا رمضان

    وما عبرت عن ندمي علي تقصيري فيك ولكن عزائي ان رب رمضان هو رب الدهر كله هو الحي الباقي الذي لا يموت فارجوه ان يقبل تويتي واوبتي وان يهون علينا فراق الشهر انه ولي ذلك والقادر عليه


  16. فلو كان السناء كمن ذكرنا لفضلت النساء علي الرجال

    وما التانيث لاسم الشمس عيب وما التذكير فخر للهلال

    فعلا انها امراه بالف رجل وما اكثرهن نسااااااااااااااء لكن رجاااااااال

    بوركتي يا حبيبه وجعل ما نقلتي في موازين حسناتك

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×