طيبة أم حسام 174 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 24 مايو, 2016 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية إلى والدته يعتذر فيها عن إقامته بمصر ، لأنه يرى ذلك أمرًا ضروريًا لتعليم الناس ... قال - رحمه الله - : من أحمد بن تيمية إلى الوالدة السعيدة ، أقر الله عينها بنعمه ، وأسبغ عليها جزيل كرمه ، وجعلها من خيار إمائه وخدمه. سلام عليكم ، ورحمة الله وبركاته ، وبعد : فإنا نحمد اليكم الله الذي لا إله إلا هو ، وهو للحمد أهل ، وهو على كل شيئ قدير . ونسأله أن يصلي على خاتم النبيين ، وإمام المتقين محمد عبده ورسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا - . كتابي إليكم عن نعم من الله عظيمة ، ومنن كريمة ، وآلاء جسيمة ، نشكر الله عليها ، ونسأله المزيد من فضله ، ونعم الله كلما جاءت في نمو وازدياد ، وأياديه جلت عن التعداد . وتعلمون أن مقامنا الساعة في هذه البلاد ، إنما هو لأمور ضرورية ، متى أهملناها فسد علينا أمر الدين والدنيا ، ولسنا والله مختارين للبعد عنكم ، ولو حملتنا الطيور لسرنا إليكم ، ولكن الغائب عذره معه . وأنتم لو اطلعتم على باطن الأمور فإنكم - ولله الحمد - ما تختارون الساعة إلا ذلك ، ولم نعزم على الإقامة والاستيطان شهرًا واحدًا ، بل كل يوم نستخير الله لنا ولكم ، وادعوا لنا بالخيرة . فنسأل الله العظيم أن يخير لنا ولكم وللمسلمين ما فيه الخيرة ، في خير وعافية . ومع هذا فقد فتح الله من أبواب الخير والرحمة والهداية والبركة ، ما لم يكن يخطر بالبال ، ولا يدور في الخيال . ونحن في كل وقت مهمومون بالسفر ، مستخيرون الله - سبحانه وتعالى - ، فلا يظن الظان أنَّا نؤثر على قربكم شيئًا من أمور الدنيا ، بل ولا نؤثر من أمور الدين ما يكون قربكم أرجح منه ، ولكن ثم أمور كبار نخاف الضرر الخاص والعام من إهمالها ، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب . والمطلوب كثرة الدعاء بالخيرة ، فإن الله يعلم ولا نعلم ، ويقدر ولا نقدر ، وهو علام الغيوب . وقد قال النبي : (من سعادة ابن آدم استخارته الله ورضاه بما يقسم الله له ، ومن شقاوة ابن آدم ترك استخارته الله ، وسخطه بما يقسم له ) () . والتاجر يكون مسافرًا فيخاف ضياع بعض ماله ، فيحتاج أن يقيم حتى يستوفيه ، وما نحن فيه أمر يجل عن الوصف ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كثيرًا كثيرًا، وعلى سائر من في البيت من الكبار والصغار ، وسائر الجيران والأهل و الأصحاب واحدًا واحدًا ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك