اذهبي الى المحتوى
رافعة الراية

تأملات في سورة الفاتحة

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

{إهدنا الصراط المستقيم}

الهداية في اللغة مشتقة من : الميل ، يقال: هادَ إذا مال..

 

ومنه قوله تعالى:{هُدنا إليك } ، أي مِلنا إليك..وقوله: { الذين هادوا } أي مالوا عن الطريق..

 

والهداية سُميت هداية لأنها تُميلُ القلبَ إلى المُهدي..

والهداية في القرآن تُطلق على ثلاث معاني :

هداية توفيق :

وهي خاصة بالله عزوجل أشارَ إليها قوله تعالى:{ إنك لا تهدي من أحببتَ ولكن الله يهدي من يشاء}..

 

هداية دلالة وإرشاد:

فكما أنها من صفات رب العالمين ، فكذلك العبد له هداية دلالة وإرشاد..قال تعالى:{ إنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ }.

 

فالعبدُ يهدي أي يدل غيره ويرشده..

 

وهي أعظم وظيفة للأنبياء ، وورثتهم العلماء فهم علَّمهم الله وهم يعلمون الناس ، وهذه الهداية لا يلزمُ منها أن يُوفق العبد للحق فهو قد يُدلُ على الحق ولكنه يُمنع من هداية التوفيق..{ ليس عليك هداهم }..

هداية إلهام:

وقد أشار إليها قوله تعالى:{ سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدَّر فهدى }. 
 أي : قدَّرَ له رزقه ، وهداهُ إليه..

 

من الذي ألهم الطفل أن يرفعَ رأسهُ عند ثدي أمه فيحرك فكيه حتى يرضع هذا اللبن ، هذه هداية
 إلهام ، فالأم لم تُعلم طفلها كيف يرضع لكن الله ألهمه وهداه..

 

من ألهم الطائر في السماء مكان الحبة في الأرض ؟..

 

من ألهم النملة في حجرها والحوت في البحر ، وكل الخلق وكل الدواب لأرزاقهم ...؟؟ إنه الله الذي 
 قدَّر فهدى ..

 

والإنسان محتاجٌ إلى هذه الهدايات كلها .. فإن ضلَّ احتاج من يهديه إلى الطريق ، وإن وصل احتاج من يعرفه بالطريق ، وإن سلكْ احتاج الوصول إلى الهدف وألاَّ ينقطعَ في الطريق .. وإن قطعَ الطريق احتاج إلى من

 

يبلغه غايته ، وأن ينيله مرامه ويهديه له ..

 

{ اهدنا } :

جاءت بصيغة الجمع وذلك لأن الهداية تكون للإنسان كله .. فالإنسان عبارة عن مجموعة أجزاء : عينان.. لسان .. قلب.. يدان .. رجلان .. وكلاً منها يحتاج إلى هدايةٍ خاصة..

 

و كما قال تعالى:{ يهدي قلبه } ، فالقلبُ يُهدى ، وإذا هُدي القلب هُدي اللسان تبعاً له ، فاللسان وزيرٌ للقلب ، فإذا هُدي القلب واللسان هُديت بقيت الجوارح ..

 

فمن هُدي قلبه ولسانه وجوارحه فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيم ، فلا يعتقد في قلبه إلاَّ خيراً ، ولا يقول بلسانه إلا خيراً ، ولا يفعل بجوارحه إلاّ خيراً..

{ اهدنا } :

جاءت بصيغةِ الجمعِ أيضاً لأن الاجتماعُ على الهدى تثبيتٌ وقوة .. وكثرةُ السائرين على الطريق تُورِثُ الأنس وتُهوِّن مشقة السير ، بخلاف الانفراد في السير فإنه يورثُ الوحشة ، ويستجلبُ الملل..

 

والإنسان إذا كان معه سالكون لم يستوحش..

 

 

{ الصراط المستقيم}:

هو طريقٌ معروفٌ مستقيم وكل ما سواه معوّج..

 

هذا الطريق: هو شرع الله عزوجل ، وهو الكتاب والسنة ..

 

قال تعالى :{ وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السُبُلَ فتفرقَ بكم عن سبيله ِ}.

 

فوحَّد لفظ الصراطِ وسبيله ، وجمعَ السُبلُ المخالفة له ، وهذا لأن الطريق الموصل إلى الله واحد.. وهو ما بعثَ به رسله وأنزل به كتبه .. لا يصل إليه أحد إلا من هذه الطريق .. ولو أتى الناسُ من كل طريقٍ واستفتحوا

 

من كل باب فالطريق عليهم مسدودة والأبواب عليهم مغلقة إلا من هذا الطريق الواحد..

******

 

{ صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالّين }

خُتمت الفاتحة بتقسيم الناس إلى ثلاثة أصناف :

منعمٌ عليهم ، ومغضوبٌ عليهم ، وضآلّيِن .. وهذا التقسيم على أساس العلم والعمل بالدين..

 

فالمنعمُ عليهم:

هُمْ من أُنعِمَ عليهم بنعمة الإيمان والهداية ، والتوفيق والاستقامة على الدين والعمل به ..

 

قال تعالى :{ ومن يُطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُنَ أولئكَ رفيقاً }..

 

همْ علِموا ، وعملوا بما علموا ، ومن ثمَّ دعواْ الناس إلى ما تعلموا ، فهؤلاء منعمٌ عليهم بالعِلم ، ومنعمٌ عليهم بالعمل ، ومنعمٌ عليهم بالدعوة إلى دين الله..

المغضوب عليهم:

علِموا الحق ولم يعملوا به وجحدوه، فغضبَ الله عليهم ، وهم اليهود , ومن سارَ على شاكلتهم..

 

ولاحِظ أن كلمة { المغضوبُ } جاءت مبنيةٌ على المجهول ليعُمَّ الغضبُ عليهم غضبُ الله وغضبُ الغاضبين لله ولا يتخصصُ لغاضبٍ معين.. فهم مغضوبٌ عليهم من كل الجهات ..

 

إن في حذف فاعل الغضب من الإشعار بإهانة المغضوب عليه ، وتحقيره وتصغيرِ شأنه ماليس في ذكر فاعل النعمة من إكرام المنعم عليه والإشادة بذكره ورفع قدره ماليس في حذفه..

الضاليـن:

هم الذين لا عِلمَ عندهم ، يعملون بلا عِلم ، يعبدون الله على جهل ، وهم النصارى ومن سارَ على شاكلتهم..

 

قال سفيان بن عيننة : " مَنْ فَسَد من علماؤنا فيه شبه من اليهود ، ومن فسَد من عُبادنا فيه شبهٌ من النصارى"..فطلبُ الهداية هو أنفع وأعظم وأجمع دعاء يدعو به العبد .. ومن هُديَ فقد رُحِمَ .. إذ أن النعمة

 

الحقيقية تكون بالهداية..

 

لذلك يُقال بعد قراءة الفاتحة { آمين } أي: اللهم استجب..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مشكورة وجزاك الله كل خير

 

اللهم ثبتنا على دينك واهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نفع الله بك أختي الفاضلة

رافعة الراية

جعل الله ماكتبت في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

شجرة الحور ، مسلمة ، قراني كياني

 

 

بارك الله في مروركن الطيب ونسأل الله الثبات على الخير والطاعات

 

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×