اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد
  • المتواجدات الآن   0 عضوات, 0 مجهول, 91 زوار (القائمه الكامله)

    لاتوجد عضوات مسجلات متواجدات الآن

  • العضوات المتواجدات اليوم

    1 عضوة تواجدت خلال ال 24 ساعة الماضية
    أكثر عدد لتواجد العضوات كان 8، وتحقق
  • أحدث المشاركات

    • س1أذكر آيه المباهله ؟

      فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ
      وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾

      س2آية أولها عدل ( في الجزاء ) وأوسطها تحذير وآخرها رحمة فما هي ؟
      يوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا
      وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)

      س3 -ماهي المنه التي من الله بها على عبادة ؟مع ذكر الدليل
      هذه المنة التي امتن الله بها على عباده المؤمنين أكبر المنن، بل هي أصلها؛
      وهي الامتنان عليهم بهذا الرسول الكريم،
      الذي جمع الله به جميع المحاسن الموجودة في الرسل؛
      ومن كماله العظيم هذه الآثار التي جعلها الله نتيجة رسالته
      ، التي بها كمال المؤمنين علما وعملا، وأخلاقا وآدابا،
      وبها زال عنهم كل شر وضرر، فبعثه الله من أنفسهم وأنفسهم وقبيلتهم،
      يعرفون نسبه أشرف الأنساب،
      وصدقه وأمانته وكماله الذي فاق به الأولين والآخرين،
      ناصحا لهم مشفقا، حريصا على هدايتهم.
      {
      " لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
      وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }

      س4 ماهي الشهوات التي زينت وحببت للناااس؟

      ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة
      من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث
      ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ( 14 ) )
      قوله تعالى : ( زين للناس حب الشهوات ) جمع شهوة وهي ما تدعو النفس إليه ( من النساء )
      بدأ بهن لأنهن حبائل الشيطان
      ( والبنين والقناطير ) جمع قنطار واختلفوا فيه
      فقال الربيع بن أنس : القنطار المال الكثير بعضه على بعض ،
      وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه : القنطار ألف ومائتا أوقية
      وقال ابن عباس رضي الله عنهما ألف ومائتا مثقال وعنهما رواية أخرى اثنا عشر ألف درهم وألف دية أحدكم ،
      وعن الحسن القنطار دية أحدكم ،
      وقال سعيد بن جبير وعكرمة : هو مائة ألف ومائة من ومائة رطل ومائة مثقال ومائة درهم ،
      ولقد جاء الإسلام يوم جاء وبمكة مائة رجل قد قنطروا ،
      وقال سعيد بن المسيب وقتادة : ثمانون ألفا ، وقال مجاهد سبعون ألفا ،
      وعن السدي قال : أربعة آلاف مثقال ،
      وقال الحكم : القنطار ما بين السماء والأرض من مال ،
      وقال أبو نضرة : ملء مسك ثور ذهبا أو فضة


      س5قال الله تعالى في سورة آل عمرآن
      (نزل عليك الكتاب بالحق ، وأنزل التوراة والإنجيل
      من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان)
      لماذا سُبق القرآن بنزل و التورة و الانجيل أنزل؟

      1- نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ
      وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ .
      وقد ورد في هذه الآيةِ الكريمة فعلانِ، هما: نَزَّلَ و أَنْزَلَ ،
      واقترنت الصيغةُ الأولى "نَزَّلَ" بالقرآنِ الكريم، وتعني التنزيل مرة بعد مرة،
      وهذا هو المناسب للقرآنِ الذي نزَل منجَّمًا، وعلى فترات شتى،
      وأما التوراةُ والإنجيل، فقد نزلا دفعة واحدة، فصار "أنزل" متوافقًا معهما؛

      (تفسير القرطبي 4/ 9، الكشاف 1/ 331).
      وأما الفرقان الذي هو من أسماء القرآن - كما هو معلوم -
      فقد ورد "َأَنْزَلَ" المناسبُ لِما نزل دفعةً واحدة،
      وسبب ذلك أن المرادَ بالفرقان هو دلالتُهُ الوصفية المفرِّقة بين الحقِّ والباطل،
      وقد فُصِل بينهما بمجردِ نزول القرآن الكريم، لا باكتمالِ نزوله،
      ولم يكن ذلك التفريقُ متدرجًا أو منجَّمًا،
      وكذلك الحال فإن الآياتِ المحكَماتِ والمتشابهات تقترنُ هي الأخرى بـ: "أَنْزَلَ"؛ إذ لا تدرُّجَ فيها.

      س6 أخبر الله تعالى أنه لا يستوي من كان قصده رضوان ربه، والعمل على ما يرضيه،
      كمن ليس كذلك، ممن هو مكب على المعاصي هاتي لآيه الداله على ذلك ؟
      ج-قال تعالى ( أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ
      وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }
      { أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون }
      ولهذا قال هنا: { هم درجات عند الله }
      أي: كل هؤلاء متفاوتون في درجاتهم ومنازلهم
      بحسب تفاوتهم في أعمالهم.
      فالمتبعون لرضوان الله يسعون في نيل الدرجات العاليات،
      والمنازل والغرفات، فيعطيهم الله من فضله وجوده على قدر أعمالهم،
      والمتبعون لمساخط الله يسعون في النزول في الدركات إلى أسفل سافلين،
      كل على حسب عمله، والله تعالى بصير بأعمالهم، لا يخفى عليه منها شيء
      ، بل قد علمها، وأثبتها في اللوح المحفوظ،
      ووكل ملائكته الأمناء الكرام، أن يكتبوها ويحفظوها، ويضبطونها.

      س7 - هناك آيه تدعو للتّمسك بدين الله و عدم الفرقة و الاختلاف بين المسلمين .أذكريها ؟
      ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً
      فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا
      كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾

      س8الآيات دليل على أن العبد قد يكون فيه خصلة كفر وخصلة إيمان،
      وقد يكون إلى أحدهما أقرب منه إلى الأخرى.
      :وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166)
      وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالا لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167)
      الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168) .
      س9ما الحكمة في طلب زكريا عليه السلام أن يجعل الله تعالى له آية (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً )
      أولا_ قد يكون للاطمئنان كما قال سيدنا إبراهيم
      (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي (260) البقرة)
      احتمال كبير أنها لاطمئنان القلب والآية تعني علامة تدل على هذا الأمر ليطمئن قلبي وتثبت قلبي.
      ليس فيها شيء أن يطلب زكريا الاطمئنان كما فعل سيدنا إبراهيم والأمر
      الثاني_ أن يتلقى النعمة بالشكر قبل حصول الآية يبدأ بشكر هذه النعمة
      التي سينعم بها الله سبحانه وتعالى على زكريا بأن يهب له غلاماً
      ما أراد أن ينتظر إلى حين مجيء الغلام
      وإنما أراد أن يسبق هذا بالشكر عند ظهور الاية بمجيء الغلام
      فيبدأ بشكر الله سبحانه وتعالى ولا يؤخرها فهذه علامة الحصول
      فيبدأ بالشكر ولا يؤخرها إلى حين مجيء الآية
      واستعجال السرور أيضاً يريد أن يرى التأييد مباشرة حتى تدخل السرور على قلبه.

      س10/شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَإِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًابِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
      سبب نزول الأية؟
      قال الكلبي : لما ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة ،
      قدم عليه حبران من أحبار أهل الشام ، فلما أبصرا المدينة ،
      قال أحدهما لصاحبه : ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان ،
      فلما دخلا على النبي - صلى الله عليه وسلم - عرفاه بالصفة والنعت ،
      فقالا له : أنت محمد ؟ قال : نعم ، قالا : وأنت أحمد ، قال : نعم ،
      قالا : إنا نسألك عن شهادة ، فإن أنت أخبرتنا بها آمنا بك وصدقناك .
      فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : سلاني ،
      فقالا : أخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله .
      فأنزل الله تعالى على نبيه : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم )
      فأسلم الرجلان وصدقا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

      س11/ما هو المكر في قوله تعالى (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) آل عمران)
      ولماذا سماه الله تعالى المكر؟
      قوله تعالى : ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين
      قوله تعالى : ومكروا يعني كفار بني إسرائيل الذين أحس منهم الكفر ،
      أي قتله .
      وذلك أن عيسى عليه السلام لما أخرجه قومه وأمه من بين أظهرهم عاد إليهم مع الحواريين
      وصاح فيهم بالدعوة فهموا بقتله وتواطئوا على الفتك به ،
      فذلك مكرهم . ومكر الله : استدراجه لعباده من حيث لا يعلمون ;
      عن الفراء وغيره .
      قال ابن عباس : كلما أحدثوا خطيئة جددنا لهم نعمة .
      وقال الزجاج : مكر الله مجازاتهم على مكرهم ;
      فسمي الجزاء باسم الابتداء ; كقوله : الله يستهزئ بهم ، وهو خادعهم .
      وقد تقدم في البقرة .
      وأصل المكر في اللغة الاحتيال والخداع . والمكر : خدالة الساق . وامرأة ممكورة الساقين .
      والمكر : ضرب من الثياب . ويقال : بل هو المغرة ; حكاه ابن فارس .
      وقيل : " مكر الله " إلقاء شبه عيسى على غيره ورفع عيسى إليه ،
      وذلك أن اليهود لما اجتمعوا على قتل عيسى
      دخل البيت هاربا منهم فرفعه جبريل من الكوة إلى السماء ،
      فقال ملكهم لرجل منهم خبيث يقال له يهوذا : ادخل عليه فاقتله
      ، فدخل الخوخة فلم يجد هناك عيسى وألقى الله عليه شبه عيسى ،
      فلما خرج رأوه على شبه عيسى فأخذوه وقتلوه وصلبوه . ثم قالوا :
      وجهه يشبه وجه عيسى ،
      وبدنه يشبه بدن صاحبنا ; فإن كان هذا صاحبنا فأين عيسى وإن كان هذا عيسى فأين صاحبنا فوقع بينهم قتال فقتل بعضهم بعضا ; فذلك قوله تعالى : ومكروا ومكر الله .
      وقيل غير هذا على ما يأتي .
      والله خير الماكرين اسم فاعل من مكر يمكر مكرا .
      وقد عده بعض العلماء في أسماء الله تعالى فيقول إذا دعا به
      : يا خير الماكرين امكر لي . وكان عليه السلام يقول في دعائه : ( اللهم امكر لي ولا تمكر علي ) .
      وقد ذكرناه في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ، والله أعلم .


      س12إذا علمتَ أن معنى (زحزح) في
      قوله تعالى: {فمن زحزح عن النار} أي: دفع
      فما السر في اختيار هذه الكلمة (زحزح)؟
      الحكمة من التعبير بـ(زحزح) -والله أعلم-
      لأن النار أعاذنا الله منها، محفوفة بالشهوات،
      والشهوات تميل إليها النفوس،
      فلا يكاد ينصرف عن هذه الشهوات إلا بزحزحة؛
      لأنه يقبل عليها بقوة.
      ( ابن عثيمين )
      هذه هي القيمة التي يكون فيها الافتراق .
      وهذا هو المصير الذي يفترق فيه فلان عن فلان .
      القيمة الباقية التي تستحق السعي والكد .
      والمصير المخوف الذي يستحق أن يحسب له ألف حساب:
      (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز). .
      ولفظ "زحزح" بذاته يصور معناه بجرسه , ويرسم هيئته , ويلقي ظله !
      وكأنما للنار جاذبية تشد إليها من يقترب منها , ويدخل في مجالها !
      فهو في حاجة إلى من يزحزحه قليلا قليلا ليخلصه من جاذبيتها المنهومة !
      فمن أمكن أن يزحزح عن مجالها , ويستنقذ من جاذبيتها , ويدخل الجنة . . فقد فاز . .
      صورة قوية . بل مشهد حي . فيه حركة وشد وجذب ! وهو كذلك في حقيقته وفي طبيعته .
      فللنار جاذبية ! أليست للمعصية جاذبية أليست النفس في حاجة إلى من يزحزحها زحزحة عن جاذبية المعصية
      بلى ! وهذه هي زحزحتها عن النار ! أليس الإنسان - حتى مع المحاولة واليقظة الدائمة -
      يظل أبدا مقصرا في العمل . .
      إلا أن يدركه فضل الله بلى ! وهذه هي الزحزحة عن النار
      ; حين يدرك الإنسان فضل الله , فيزحزحه عن النار !
      (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) . . إنها متاع .
      ولكنه ليس متاع الحقيقة , ولا متاع الصحو واليقظة . .
      إنها متاع الغرور . المتاع الذي يخدع الإنسان فيحسبه متاعا .
      أو المتاع الذي ينشىء الغرور والخداع !
      فأما المتاع الحق . المتاع الذي يستحق الجهد في تحصيله .
      . فهو ذاك . . هو الفوز بالجنة بعد الزحزحة عن النار .
        س13 قوله تعالى : كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب
      مامعنى كلمه كدأب ؟
      تفسير الجلالين
      دأبُهم ﴿كدأب﴾ كعادة
      ﴿آل فرعون والذين من قبلهم﴾ من الأمم كعاد وثمود
      ﴿كذبوا بآياتنا فأخذهم الله﴾ أهلكم
      ﴿بذنوبهم﴾ والجملة مفسرة لما قبلها
      ﴿والله شديد العقاب﴾ ونزل لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم اليهودَ بالإسلام بعد مرجعه من بدر فقالوا لا يغرنك أن قتلت نفراً من قريش أغمارا لا يعرفون القتال.
      تفسير الميسر

      شأن الكافرين في تكذيبهم وما ينزل بهم،
      شأن آل فرعون والذين من قبلهم من الكافرين،
      أنكروا آيات الله الواضحة، فعاجلهم بالعقوبة بسبب تكذيبهم وعنادهم.
      والله شديد العقاب لمن كفر به وكذَّب رسله
      كَدَأْبِ﴿11 آل عمران﴾ كصنيع أو كعادة
      كدأب ..﴿11 آل عمران﴾ كعادة و شأن ..
      دأب ﴿11 آل عمران﴾ الدأب: العادة، و المثل، و الشأن، و الحال. و قيل: الاجتهاد.
      دأب الدأب: إدامة السير، دأب في السير دأبا. قال تعالى: ﴿وسخر لكم الشمس والقمر دائبين﴾ ، والدأب: العادة المستمرة دائما على حالة، قال تعالى: ﴿كدأب آل فرعون﴾ ، أي: كعادتهم التي يستمرون عليها.

      س14 ماسبب نزول
      قوله تعالى: { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا...} الآية. .
      قال ابن عباس: انهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد،
      فبيناهم كذلك إذ أقبل خالد بن الوليد بخيل المشركين يريد أن يعلو عليهم الجبل،
      فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم لا يعلُون علينا، اللهم لا قوة لنا إلا بك،
      اللهم ليس يعبدك بهذه البلدة غير هؤلاء النفر. فأنزل الله تعالى هذه الآيات، وثاب نفر من المسلمين رماة،
      فصعدوا الجبل ورموا خيل المشركين حتى هزموهم؛ فذلك قوله تعالى: { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ} .

      س 15إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله
      يبشرك بكلمة منه اسمه
      المسيح عيسى ابن مريم}

      لم يقل: (عيسى ابنك) وإنما
      قال {ابن مريم}

      مع أن الخطاب لمريم!

      فما الحكمة في ذلك؟

      وإنما قيل : ( ابن مريم ) مع كون الخطاب لها ،
      إعلاما لها بأنه ينسب إليها ; لأنه ليس له أب ولذلك قالت بعد البشارة : رب أنى يكون لي ولد ؟ إلخ .

      هذا والله اعلم وأحكم

      س16قال تعالى( ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ( 200 ) )
      مالمقصود بأصبرو وصابرو؟
      فإذا كان العطف يقتضي المغايرة
      فهذا يعني إن هناك فرقا بين الصبر والمصابرة
      وهذا الفرق كما يقول ابن القيم رحمة الله- أن الصبر دون المصابرة ؛
      لان الانتقال في الآية من الأدنى إلى الأعلى،فالصبر حال المومن مع نفسه،
      والمصابرة حال المومن مع خصمه،
      والمرابطة هي الثبات واللزوم والإقامة على الصبر والمصابرة
      .فقد يصبر العبد ولايصابر،وقد يصبر ويصابر ولا يرابط،
      ،وقد يصبر ويصابر ويرابط من غير تعبد بالتقوى
      ولهذا ضم الله تعالى إليها التقوى لبيان أنها ملاك ذلك كله وان الفلاح موقوف عليها

      س17 الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار)
      تأمل الآية.. وما الحكمة في قوله: {تأكله النار}؟
      نما قال: {تأكله النار}؛
      لأن أكل النار للذي قربه أحدهم لله في ذلك الزمان،
      كان دليلا على قبول الله منه ما قرب له،
      ودلالة على صدق المقرب فيما ادعى أنه محق فيما نازع أو قال.
      { الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
      فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ }
      يخبر تعالى عن حال هؤلاء المفترين القائلين: { إن الله عهد إلينا } أي: تقدم إلينا وأوصى،
      { ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار }

      فجمعوا بين الكذب على الله، وحصر آية الرسل بما قالوه،
      من هذا الإفك المبين، وأنهم إن لم يؤمنوا برسول لم يأتهم بقربان تأكله النار،
      فهم -في ذلك- مطيعون لربهم، ملتزمون عهده، وقد علم أن كل رسول يرسله الله،
      يؤيده من الآيات والبراهين، ما على مثله آمن البشر، ولم يقصرها على ما قالوه،
      ومع هذا فقد قالوا إفكا لم يلتزموه، وباطلا لم يعملوا به،
      ولهذا أمر الله رسوله أن يقول لهم: { قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات }
      الدالات على صدقهم { وبالذي قلتم } بأن أتاكم بقربان تأكله النار
      { فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين } أي: في دعواهم الإيمان برسول يأتي بقربان تأكله النار، فقد تبين بهذا كذبهم، وعنادهم وتناقضهم.
      ثم سلَّى رسوله صلى الله عليه وسلم،
      فقال: { فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك }
      أي: هذه عادة الظالمين، ودأبهم الكفر بالله،
      وتكذيب رسل الله وليس تكذيبهم لرسل الله، عن قصور ما أتوا به، أو عدم تبين حجة، بل قد { جاءوا بالبينات } أي: الحجج العقلية، والبراهين النقلية،
      { والزبر } أي: الكتب المزبورة المنزلة من السماء، التي لا يمكن أن يأتي بها غير الرسل.
      { والكتاب المنير } للأحكام الشرعية، وبيان ما اشتملت عليه من المحاسن العقلية،
      ومنير أيضا للأخبار الصادقة، فإذا كان هذا عادتهم في عدم الإيمان بالرسل،
      الذين هذا وصفهم، فلا يحزنك أمرهم، ولا يهمنك شأنهم.

      س18قال تعالى( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ......)
      مامعنى كلمه تحسونهم في القرآن؟
      تَحُسُّونَهُمْ﴿152 آل عمران﴾ تقتلونهم
      معنى: ((إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ))
      الحسّ هو القتل على نحو الاستئصال والإفناء،
      وهو إشارة إلى النصر السريع الذي كان للمسلمين في بداية معركة اُحُد قبل أن يعصي الرماة أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ويتركوا مواضعهم في الجبل طلباً للغنيمة.
        س19أختاري لأجابه الصحيحه
      1- (.......... منّ الله على المؤمنين. ) { و لقد – لقد}
      لقد
      2- (........... لنفسٍ أن تموت.) {و ما كان – ما كان}
      وماكان
      3- ( ... ما في السموات و ما في الأرض) {لله – و لله }
      والله
      4- ( ......... تعالوا إلى كلمة سوآء بيننا) {يا أهل الكتاب – قل يا أهل الكتاب }
      قل ياأهل الكتاب
      5- ( يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا بطانةً من دونكم لايألونكم خبالا ودوا ماعنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وماتخفي صدورهم أكبر قد بينّا لكم الآيات .....) {لعلّكم تعقلون - لعلّكم تهتدون- إن كنت تعقلون}
      إن كنت تعقلون
      س20هاتي من السورة آيه تدل على ان أختيار الله غالب على أختيار العبد؟
      قال تعالى (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ)

      س21بماذا شبه الله ماينفق الكافرون ؟
      وعندما نمعن النظر في قوله الحق:
      { مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَـٰكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

      نجد في هذه الآية " مشبها " و " مشبها به " ، المُشَبَّه هم القوم الذي ينفقون أموالهم بغير نية الله، أي كافرون بالله، والمُشَبَّه به: هو الزرع الذي أصابته الريح وفيها الصر، والنتيجة أنه لا جدوى هنا، ولا هناك.

      --س22 سبب نزول قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ و
      َتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)

      قوله تعالى : { قل اللهم مالك الملك } في سبب نزولها ثلاثة أقوال .
      أحدها : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لما فتح مكة ، ووعد أمته ملك فارس والروم ،
      قال المنافقون واليهود : هيهات ، فنزلت هذه الآية . قاله ابن عباس ، وأنس بن مالك ،
      والثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته ، فنزلت هذه الآية . حكاه قتادة .
      الثالثة: روى الواحدي عن عمرو بن عوف رضي الله عنه،
      قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخندق يوم الأحزاب، ثم قطع - أي: أعطى - لكل عشرة أربعين ذراعاً،
      قال عمرو بن عوف: كنت أنا وسلمان وحذيفة و النعمان بن مقرن المزني وستة من الأنصار في أربعين ذراعاً، فحفرنا حتى إذا كنا تحت ذي ناب،
      أخرج الله من بطن الخندق صخرة مروة، كسرت حديدنا
      ، وشقت علينا، فقلنا: يا سلمان! ارق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
      فأخبره خبر هذه الصخرة، فإما أن نعدل عنها،
      وإما أن يأمرنا فيها بأمره، فإنا لا نحب أن نجاوز خطه،
      قال: فرقى سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
      وهو ضارب عليه قبة تركية، فقال: يا رسول الله! خرجت صخرة بيضاء مروة من بطن الخندق
      ، فكسرت حديدنا، وشقته علينا، حتى ما يحيك فيها قليل ولا كثير،
      فمرنا فيها بأمر، فإنا لا نحب أن نجاوز خطك، قال:
      فهبط رسول الله صلى الله عليه وسلم مع سلمان الخندق، والتسعة على شفة الخندق،
      فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم المعول من سلمان، فضربها ضربة صدعها،
      وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها - يريد ما بين طرفي المدينة -
      حتى كأن مصباحاً في جوف بيت مظلم،
      وكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبير فتح، فكبر المسلمون
      ، ثم ضربها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكسرها، وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها،
      حتى كأن مصباحاً في جوف بيت مظلم،
      وكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبير فتح وكبر المسلمون،
      ثم ضربها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكسرها،
      وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها،
      حتى كأن مصباحاً في جوف بيت مظلم،
      وكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبير فتح وكبر المسلمون
      ، وأخذ يد سلمان ورقى، فقال سلمان: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! لقد رأيتُ شيئاً ما رأيتُ مثله قط،
      فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القوم،
      فقال: (رأيتم ما يقول سلمان)؟
      قالوا: نعم يا رسول الله! قال
      : (ضربت ضربتي الأولى، فبرق الذي رأيتم، أضاءت لي منها قصور الحيرة،
      ومدائن كسرى كأنها أنياب الكلاب، وأخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي ظاهرة عليها،
      ثم ضربت ضربتي الثانية فبرق الذي رأيتم، أضاءت لي منها القصور الحمر من أرض الروم
      كأنها أنياب الكلاب، وأخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي ظاهرة عليها،
      ثم ضربت ضربتي الثالثة فبرق الذي رأيتم،
      أضاءت لي منها قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب،
      وأخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي ظاهرة عليها، فأبشروا، فاستبشر المسلمون،
      وقالوا: الحمد لله موعد صدق، وعدنا النصر بعد الحفر،
      فقال المنافقون: ألا تعجبون يُمَنِّيكم ويعدكم الباطل،
      ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى، وأنها تفتح لكم،
      وأنتم إنما تحفرون الخندق من الفَرَق - أي: الخوف -، ولا تستطيعون أن تبرزوا)؟
      قال: فنزل القرآن {وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا} (الأحزاب:12)،
      وأنزل الله تعالى في هذه القصة قوله: {قل اللهم مالك الملك..} الآية.
      وهذه الراوية ذكرها الرازي في تفسيره، وتابعه الآلوسي في ذلك،
      ولم يذكرها الطبري، ولا ابن كثير.


      س23في ذكر قصة يحيى -عليه السلام- قبل قصة عيسى –عليه السلام- حكمة من الباري ماهي الحكمه؟
      وذلك أنه تدرّج بأخبار العباد من الغريب إلى ما هو أغرب منه،
      فذكر وجود يحيى بن زكريا بين أبوين أحدهما كبير، والآخر عاقر! ثم ذكر أغرب من ذلك وأعجب،
      وهو وجود عيسى –عليه السلام- من أم بلا أب !! ليدل عباده أنه الفعال لما يريد، وأنه ما شاء كان... ومالم يشأ لم يكن .


      س24( قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً
      فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ)
      - جاء التعبير ( كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ) آل عمران:47 وفي قصة يحيى ( كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) آل عمران:41
      مالسرفي ذلك؟
      والسر في ذلك: هو أن خلق عيسى –عليه السلام- من غير أب،
      إيجاد واختراع من غير سبب عادي، فناسبه ذكر الخلق. وهناك في يحيى،
      الزوج والزوجة موجودان، فناسبه ذكر الفعل.


      س 25 هناك آيه تدل على أن الوفاء بالعهد مرتبط بالتقوى أذكريها ؟
      ( بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ آل عمران:76-
      نلمح هنا أن الوفاء بالعهد مرتبط بالتقوى، ومن ثم لايتغير في التعامل مع عدو أو صديق..
      فليس هو مسألة مصلحة، إنما مسألة تعامل مع الله أبداً، دون النظر إلى من يُتعامل معه.
      ] سيد قطب/ في ظلال القرآن.

      س26( إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا
      وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ* وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) آل عمران:122-123
      - نزلت الآيات في وقعة أُحد، وأدخل فيه أثنائها وقعة بدر،
      مالحكمه من الجمع القصتين ؟
      ومن حكمة الجمع بين القصتين
      أن الله يحب من عباده إذا أصابهم ما يكرهون أن يتذكروا ما يحبون، فيخفف عنهم البلاء
      ويشكروا الله على نعمه العظيمة التي إذا قوبلت بما ينالهم من المكروه الذي هو في الحقيقة خير لهم،
      كان المكروه بالنسبة إلى المحبوب نزرا يسيرا.
      ]السعدي / تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان   المصدر عالم حواء  
    • * "ذِكر رحمت ربك عبدَه "
      أعظم ما تُستنزل به رحمات الله .
      . العبودية الحقة له سبحانه .


      * "إذ نادى ربه نداء خفيا"
      لعل من أسباب اقتران إجابة الدعاء بإخفائه.
      أنه لا يكون
      إلا ممن اشتد
      إيمانه بعلم الله فكان ذلك توسلا بإيمان.


      * "إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا"
      تملّق إلى الله في دعائك ..
      بذكر حاجتك وشدة بلائك ..
      وضعفك وانحنائك.

      * "ولم أكن بدعائك رب شقيا"
      اعترافك بإجابته لدعوات الأمس ..
      باب لإجابته لدعوات اليوم،

      * "فهب لي من لدنك وليا"
      إذا اشتدت حاجتك ..
      وتقطعت دونها الأسباب ..
      فأكثر من "لدنك"
      فإن العطاءات المدهشة تحضر معها.



      * "فهب لي من لدنك وليا"
      قبل أن تذكر حاجتك.
      .اعترف في دعائك أنها لن تصلك تلك الحاجة إلا من قبله سبحانه..
      فهذا تملق تستنزل به الإجابة.



      * "يرثني ويرث من آل يعقوب"
      دعا لابنه _
      الذي يستحيل في العادة أن يأتي _ بالنبوة ! :
      الذين يؤمن بقدرته ..
      يُغرِب في دعوته.

      * "لم نجعل له من قبل سميا"
      فيه إشارة إلى مشروعية
      حرص بعض الناس على ابتكار أسماء أبنائهم ..
      ولكن ينبغي عدم إغفال معنى الاسم .




      * "رب أنى يكون لي غلام"
      بعض العطاءات الربانية تبلغ في إدهاشها وإبهارها حدا ..
      تنسى معه أنك أنت من دعوت بها.


      * "قال ربك هو علي هين"
      إذا كان على الله سهلا
      هينا أن يخلق طفلا من شيخ طاعن وامرأة عاقر ..
      فشفاؤه لمريض أسهل ..
      وكشفه لكربة أهون .



      * "قال رب اجعل لي آية"
      جبلت النفوس على حب البشارات قبل حصول الأعطيات.
      لذلك كان من نعم الله:الرياح قبل المطر.والرؤى.وإرهاصات النبوة .


      * "فخرج على قومه من المحراب"،
      "إذ تسوروا المحراب"،"
      كلما دخل عليها زكريا المحراب"
      علاقتك بالله تظهر في الأماكن التي تكثر المكث فيها .



      * "فأوحى إليهم أن سبحوا"
      لو لم تستطع أن تدعو إلى الله إلا بالإيماء والإشارة ..
      فافعل .

      * "كهيعص"
      يجب تعظيم هذا المقطع القرآني مع أننا لا نفهمه ..
      وهذه رسالة لعقولنا
      أن تسلم بما جاء به الشرع مما تقصر عن إدراكه عقولنا .



      * "يا يحيى خذ الكتاب بقوة"
      لم يرسل الله أعظم ملائكته بأقدس كتبه إلى أزكى خلقه.
      .لنأخذها بلين وضعف..
      باسم: السماحة والوسطية والاعتدال .

      * "وكان تقيا"
      أعظم تزكية !!
      وبقينا نحن لا ندري أيقول عنا ربنا في الملأ الأعلى :
      وكان تقيا .. أم وكان شقيا ..
      يارب غفرانك.



      * "إذ انتبذت من أهلها"
      يشتد الأنس بالله ببعض الصالحين لدرجة يستوحشون فيها من أقرب الناس.
      .فيبحثون عن أماكن خالية يناجون فيها حبيبهم.

      * "ولنجعله آية للناس"
      أحيي في القلوب العلامات الدالة على الله.فهذا مراد
      عظيم لله خلق لأجله وقدر لأجله كثيرا من المخلوقات
      والمقدرات.


      * "قال ربك هو علي هين"
      رسالة إلى كل عقيم:
      أمرك صعب جدا على أطباء الدنيا
      ولكنه على رب الأطباء هين.
      .فأذكر في دعائك أن مطلوبك هين عليه.



      * "فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة"
      إذا ألجأت الحاجة أحدا إليك ..
      فأسقط عليه ما استطعت من رطب الخير :
      لا تكن النخلة أكرم منك .



      * "قد جعل ربك تحتك سريا .
      وهزي إليك بجذع النخلة"
      إذا انفتح باب رحمة للعبد من السماء ..
      فراقب البركات وهي تنزل .



      * "فإما ترين من البشر أحدا
      فقولي إني نذرت للرحمن صوما"
      الذين يفوضون كل أمرهم لله..
      يرزقهم الله .
      . ويرضيهم الله..
      ويدافع عنهم الله .

      * "يا أخت هارون"
      في نهيك الرجل عن معصية:
      حرك في قلبه نخوة ما..ذكره بصلاحه السالف..
      اذكر أسماء أهل التقوى عنده..فلعل الإيمان أن يتحرك.

      * "كيف نكلم من كان في المهد"
      العادة تنهاهم عن أن يكلموه ..
      والمعجزة تأمره أن يكلمهم !



      * "إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا"
      حب الاختلاء بالرب .
      . من أقدم صفات العباد.

      * "واذكر في الكتاب مريم"
      جمعت بعض الزاد ..
      وأثواب العبادة .. وخرجت
      .. لم تعلم أن الذي خرجت من أجله سيحدث العالمين بتفاصيل خروجها.



      * "فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا"
      أحكم إغلاق النوافذ المطله على خلقه ..
      يفتح لك بابا عظيما مطلا على كرمه.

      * "مكانا شرقيا" ، "مكانا قصيا"
      في عبادتها حرصت على اختيار الجهة .
      . أما في حملها فلم تحرص!!
      الهم يجعل الجهات متشابهة.




      * " يا ليتني مت "
      بلاء تمنت معه الموت يرزقها الله بسببه رسولا من أولي العزم :
      بلاءات الصالحين مخابئ للمنح العظيمة.

      * "فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما"
      متعبون هؤلاء البشر ..
      منذ الأزل ..
      لابد أن يستهلكوك بأسئلتهم المحرجة.




      * "إني نذرت للرحمن صوما"
      وإن كان الصوم عن الكلام من الشرع القديم الذي لم يقر
      .إلا أن تشريعه سابقا دليل
      على أفضلية التقليل من الكلام .

      * "قال إني عبد الله"
      انظر إلى ضلال النصارى :
      يؤسسون عقيدة مخالفة لأول كلمة ينطق بها نبيهم عليه السلام.



      * "وجعلني مباركا"
      من بركته أنه من أطول أبناء آدم عمرا ..
      ومن بركته أنه ممن اختصه الله بسكنى السماء في حياته.

      * "إنا نحن نرث الأرض ومن عليها "
      أتيت إلى الدنيا وبيدك شهادة وفاتك .
      . ففيم طول الأمل ؟

      * "وإلينا يرجعون"
      كل الطرق التي يهربون فيها .
      . نهايتها بوابات تؤديهم إليه.



      * سورة مريم مليئة بالآيات التي
      لا يمكنك أن تكتب حرفا عما تحركه في نفسك من معاني.



      المصدر : صيد الفوائد
         
    • {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: ٢٨] « إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ» (فاطر:28)،ومعنى «إنما يخشى الله من عباده العلماء» كما قال المفسرون: لا يخشى الله تعالى حق الخشية إلا العلماء الذين عرفوه حق معرفته. أوضح سفيان الثوري عن أبي حيان التيمي عن رجل قال: كان يقال العلماء ثلاثة: عالم بالله عالم بأمر الله، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله، فالعالم بالله وبأمر الله: الذي يخشى الله تعالى ويعلم الحدود والفرائض، والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله: الذي يخشى الله ولا يعلم الحدود ولا الفرائض، والعالم بأمر الله ليس العالم بالله : الذي يعلم الحدود والفرائض ولا يخشى الله عز وجل . وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في معنى الآية: أى الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير، وقال سعيد بن جبير: الخشية هي التي تحول بينك وبين معصية الله عز وجل، وقال الحسن البصري فى معنى الآية: أى أن العالم هو من خشي الرحمن بالغيب، ورغب فيما رغب الله فيه، وزهد فيما سخط الله فيه، وورد عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: ليس العلم عن كثرة الحديث، ولكن العلم عن كثرة الخشية. {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: ٢٨] كلما كانت المعرفة بالله أتم والعلم به أكمل ، كلما كانت الخشية له أعظم وأكثر ...

      لن تخش ربك بحق إلا إذا علمت عظمته ، ولن تزهد في الدنيا إلا بمعرفة الآخرة ... وكثيراً مانردد هذه الوصية : (يجب الرجوع إلى العلماء الكبار ) فمن هم الكبار ؟ لقد بيّن الله الكبار بالآية الكريمة {إنما يخش اللهَ من عباده العلماءُ} أهل العلم المنتفعون بعلمهم هم أكثر الناس خشية من الله .

      من عرف اللهَ اشتدّ حياؤه منه وحبه له وخوفه من معصيته ، وكلما ازداد معرفة بالله ازداد حياءً وخوفاً وحباً .. فكفى بخشية الله علماً ، وكفى بالاغترار بالله جهلاً .
      والذي لم تقم بقلبه خشية باعثة على تعظيم حرمات الله ، فليس عالماً ولا إماماً ولو أتقن كل العلوم وحفظ المتون .  
    • قد ذكر تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى عشرة أسباب مانعة من العقوبة بإذن الله تعالى, وقد ذكرها في عدة مواضع من كتبه في الفتاوى وغيرها, وقد رأيت أن أجمع موضع لها وأحسن عرض هو ما سطّره في منهاج السنة النبوية (6/205_235) وسأذكرها باختصار وتصرّف لاقتضاء المقام لذلك, مع إضافات من مواضع أخرى له, قال رحمه الله تعالى:

      السبب الأول: التوبة, فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له, والتوبة مقبولة من جميع الذنوب الكفر والفسوق والعصيان, قال الله تعالى: "قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف" وقال تعالى: "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين" .

      السبب الثاني: الاستغفارُ, فإن الاستغفارَ هو طلب المغفرة, وهو من جنس الدعاء والسؤال, وهو مقرون بالتوبة في الغالب ومأمورٌ به, لكن قد يتوب الإنسان ولا يدعو, وقد يدعو ولا يتوب, وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: "أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي, فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب, ثم عاد فأذنب فقال: أي ربِّ اغفر لي ذنبي, فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب, ثم عاد فأذنب, فقال: أي رب اغفر لي ذنبي, فقال تعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي" والتوبة تمحو جميع السيئات وليس شيء يغفر جميع الذنوب إلا التوبة, فإن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء, وأما التوبة فإنه قال تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم" وهذه لمن تاب, ولهذا قال: "لا تقنطوا من رحمة الله" وقال: بعدها: "وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون" وأما الاستغفار بدون التوبة فهذا لا يستلزم المغفرة, ولكن هو سبب من الأسباب.

      السبب الثالث: الأعمالُ الصالحة, فإن الله تعالى يقول: "إن الحسنات يذهبن السيئات" وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل يوصيه: "يا معاذ اتق الله حيثما كنت, وأتبع السيئة الحسنة تمحها, وخالق الناس بخلق حسن" وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" أخرجاه في الصحيحين, وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" وقال: "من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" وقال: "أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهراً يغتسل فيه كلَّ يوم خمسَ مرات هل كان يبقى من دونه شيء" قالوا: لا, قال: "كذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا كما يمحو الماء الدرن" وهذا كلّه في الصحيح وقال: "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" رواه الترمذي وصححه, وقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم . تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون . يغفرْ لكم ذنوبَكم ويدخلْكم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبةً في جنات عدن ذلك الفوز العظيم" وفي الصحيح: "يغفر للشهيد كل شيء إلا الدين" وما رُوي أنَّ شهيد البحر يُغفر له الدَّيْنُ فإسناده ضعيف والدَّيْنُ حقٌّ لآدميٍّ فلابد من استيفائه, وفي الصحيح: "صومُ يومِ عرفةَ كفارةُ سنتين, وصومُ يومِ عاشوراء كفارة سنة"
      وأكثرُ الناس يقصّرون في الحسنات, حتى في نفسِ صلاتهم, فالسعيدُ منهم من يُكتب له نصفها! وهم يفعلون السيئاتِ كثيراً فلهذا يُكَفّرُ بما يُقبل من الصلوات الخمس شيءٌ, وبما يُقبل من الجمعة شيءُ, وبما يُقبل من صيامِ رمضان شيءٌ آخر, وكذلك سائرُ الأعمال. وليس كلُّ حسنةِ تمحو كلَّ سيئة, بل المحوُ يكون للصغائر تارة, ويكون للكبائر تارة باعتبار الموازنة._فالحسنة الكبيرة تكفّر السيئة الكبيرة_ والنوع الواحدُ من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يُكمل فيه إخلاصَه وعبوديتَهُ, لله فيغفرَ اللهُ له به كبائرَ, كما في الترمذي وابنِ ماجه وغيرهما عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يُصاحُ برجل من أمتي يوم القيامة على رؤوس الخلائق, فينشرُ عليه تسعةٌ وتسعون سجلاً, كلُّ سجل منها مدَّ البصر فيقال: هل تنكر من هذا شيئاً؟ فيقول: لا يا رب, فيقول: لا ظُلمَ عليك, فتُخرجُ له بطاقةٌ قدرُ الكفِّ, فيها شهادةُ أن لا إله إلا الله, فيقول: أين تقعُ هذه البطاقةُ مع هذه السجلاتِ؟ فتُوضعُ البطاقةُ في كِفّّه والسجلات في كفة فثقلت البطاقة وطاشت السجلات" فهذه حال من قالها بإخلاص وصدق كما قالها هذا الشخص, وإلا فأهلُ الكبائر الذين دخلوا النار كلُّهم كانوا يقولون: لا إله إلا الله, ولم يترجَّحْ قولُهُم على سيئاتهم, كما رجح قولُ صاحب البطاقة, وكذلك في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه فيها العطش, فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج, فإذا كلب يلهثُ يأكلُ الثرى من العطش, فقال الرجل: "لقد بلغ هذا الكلبُ من العطش مثلُ الذي كان بلغَ منِّي, فنزل البئرَ فملأ خفه ثم أمسكه بفيه حتى رَقَيَ فسقى الكلبَ فشكرَ اللهُ له فغفر له" وفي لفظ في الصحيحين: "إن امرأةً بغيًّا رأت كلباً في يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانَه من العطش, فنزعت له مُوقَهَا فسقته به, فغُفِرَ لها" وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما رجل يمشي في طريق, وجد غصن شوك على الطريق فأخَّره, فشكر الله له فغفر له"
      وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دخلت أمرأة النار في هرة ربطتها, لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت" فهذه سقتِ الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغُفر لها, وإلا فليس كلُّ بغيٍّ تسقي كلباً يُغفرُ لها. وكذلك هذا الذي نحّى غصنَ الشوك عن الطريق فعله إذ ذاك بإيمان خالصٍ وإخلاصٍ قائمٍ بقلبه فغُفر له بذلك, فإن الأعمالَ تتفاضلُ بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص, وإن الرجلين ليكونُ مقامُهما في الصف واحداً وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض, وليس كل من نحّى غصن شوك عن الطريق يُغفرُ له, قال الله تعالى: "لن ينال اللهَ لحومُها ولا دماؤُها ولكن يناله التقوى منكم" فالناس يشتركون في الهدايا والضحايا والله لا ينالُه الدمُ المُهراقُ ولا اللحمُ المأكولُ والتّصدّقُ به, لكن يناله تقوى القلوب. فضلَ الأعمال وثوابَها ليس لمجردِ صورِها الظاهرة, بل لحقائقها التي في القلوب, والناس يتفاضلون في ذلك تفاضلاً عظيمًا.

      السبب الرابع: دعاءُ المؤمنين له, فإن دعاءَ المؤمنين واستغفارَهم للمؤمن, كذلك صلاتَهم على الميت ودعاءَهم وشفاعتهم له من أسباب المغفرة. كذلك استغفار الملائكة له وشفاعتهم, وقد وردت بذلك عدة آيات وأحاديث.

      السبب الخامس: دعاءُ النبي صلى الله عليه وسلم واستغفاره في حياته وبعد مماته, كشفاعته يوم القيامة, فإن رسول قد استغفر لأمته إبّان حياته, وسيشفع لمن أذن له له من أمته يوم القيامة, وقد تواترت عنه أحاديث الشفاعة، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" والشفاعة إنما تُطلب من الله, فنسألُ الله أن يشفّع فينا نبيه صلوات الله عليه وسلامه وبركاته.

      السبب السادس: ما يُفعل بعد الموت من عمل صالح يُهدي له, مثلُ من يتصدّقُ عنه ويحج عنه ويصوم عنه, فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن ذلك يصل إلى الميت وينفعُه, وهذا غيرُ دعاءِ ولدِه فإن ذلك من عمله وكسبه بخلاف غيره, قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقةِ جارية, أو علمِ يُنتفعُ به, أو ولدٍ صالح يدعو له" رواه مسلم.

      السبب السابع: المصائبُ الدنيوية التي يُكفّرُ الله بها الخطايا, كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما يصيبُ المؤمنَ من وَصَبٍ ولا نَصَبٍ ولا غمٍّ ولا همٍّ ولا حُزْنٍ ولا أذى, حتى الشوكةَ يشاكُهَا؛ إلا كَفَّر الله بها من خطاياه" وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَثَلُ المؤمنِ مِثْلُ الخامةِ من الزرع تُفيئُها الرياحُ, تقوِّمُهَا تارةً, وتُميلُها أخرى, ومثل المنافق كمِثْلِ شجرة الأَرْزَةِ _وهي الصُّنَوبَر_ لا تزال ثابتةً على أصلها حتى يكونً انجعافُها مرّة واحدة" وهذا المعنى متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة.
      وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة, سألتُه أن لا يُهلك أمتي بسنة عامة فأعطانيها, وسألتُه أن لا يُسلّط عليهم عدوا من غيرهم فيجتاحَهُم فأعطانيها, وسألتُه أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها" وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه لما نزل قولُهُ تعالى: "قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم" قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بوجهك" "أو من تحت أرجلكم" قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بوجهك" "أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضَكم بأس بعض" قال: "هذا أهون وأيسر" فهذا أمر لا بد منه للأمة عموماً.

      السبب الثامن: ما يُبتلى به المؤمن في قبره من الضغطة والرّوعة وفتنة الملكين, وإن للقبر لضمّة لو نجا منها أحدٌ لنجا سعدُ بن معاذ.

      السبب التاسع: ما يحصلُ له في الآخرة من كرب أهوال يوم القيامة, وهي شديدة جداً, وكُرَبِ القيامة لا تشبهُها كُربٌ, كالفزع والحشر وإدناء الشمس على الخلائق والعطش وجوازِ الصراط المنصوب على متن جهنّم وغير ذلك, كذلك اقتصاص الله تعالى لعباده المؤمنين من بعضهم قبل دخول الجنة, وفي الصحيحين أن المؤمنين إذا عَبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيُقتصُّ لبعضهم من بعض, فإذا هُذِّبُوا ونقُّوا أُذن لهم في دخول الجنة. والله المستعان.

      السبب العاشر: رَحْمَةُ اللَّهِ وَعَفْوُهُ وَمَغْفِرَتُهُ بِلَا سَبَبٍ مِنْ الْعِبَادِ. فنسأل الله الكريم من فضله ونعوذ به من سخطه وعقابه, فهذه الأسباب قد جعلها رحمة لعبادة لمنع أو تخفف عنهم العذاب.
      اللهم إن رحمتك أرجى من أعمالنا, ومغفرتك أوسع من ذنوبنا, فاغفر لنا وارحمنا, إنك أنت الغفور الرحيم, وصل اللهم وسلم وبارك على محمد وآله.
      إبراهيم الدميجي صيد الفوائد
    • ﴿ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَٰرَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ ۙ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣٧﴾]
      قال كثير من الصحابة: نزلت هذه الآية في أهل الأسواق الذين إذا سمعوا النداء بالصلاة تركوا كل شغل، وبادروا، ورأى سالم بن عبد الله أهل الأسواق وهم مقبلون إلى الصلاة فقال: هؤلاء الذين أراد الله بقوله: (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله). القرطبي:15/286.  
      ﴿ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَٰرَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ ﴾ [سورة النور آية:﴿٣٧﴾]
      (رجال): فيه إشعار بهممهم السامية، ونياتهم وعزائمهم العالية؛ التي بها صاروا عماراً للمساجد؛ التي هي بيوت الله في أرضه، ومواطن عبادته، وشكره، وتوحيده، وتنْزيهه. ابن كثير:3/284.   ﴿ وَأَقْسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَٰنِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ ۖ قُل لَّا تُقْسِمُوا۟ ۖ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [سورة النور آية:﴿٥٣﴾]
      ذلك أن المنافقين كانوا يقولون لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أينما كنت نكن معك، لئن خرجت خرجنا، وإن أقمت أقمنا، وإن أمرتنا بالجهاد جاهدنا، فقال تعالى: (قل لا تقسموا): لا تحلفوا، وقد تم الكلام، ثم قال: (طاعة معروفة): يعني: هذه طاعة بالقول باللسان دون الاعتقاد، وهي معروفة؛ يعني: أمر عرف منكم أنكم تكذبون، وتقولون ما لا تفعلون. البغوي:3/309.   ﴿ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَخْشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ ﴾ [سورة النور آية:﴿٥٢﴾]
      جمعت الآية أسباب الفوز في الآخرة وأيضاً في الدنيا. ابن عاشور:18/276.   ﴿ أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُۥ ﴾ [سورة النور آية:﴿٥٠﴾]
      يحرم إساءة الظن بأحكام الشريعة، وأن يظن بها خلاف العدل والحكمة. السعدي:572.   ﴿ وَإِذَا دُعُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ ﴾ [سورة النور آية:﴿٤٨﴾]
      روي أن رجلا من المنافقين اسمه بشر كانت بينه وبين رجل من اليهود خصومة فدعاه اليهودي إلى التحاكم عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان المنافق مبطلا فأبى من ذلك ودعا اليهودي إلى كعب بن الأشرف، فنزلت هذه الآية فيه، وأسند الزهراوي عن الحسن بن أبي الحسن أنه قال: من دعاه خصمه إلى حكم من حكام المسلمين فلم يجب فهو ظالم. ابن عطية:4/191.   ﴿ وَيَقُولُونَ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّنۢ بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَآ أُو۟لَٰٓئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [سورة النور آية:﴿٤٧﴾]
      وفي هذه الآيات دليل على أن الإيمان ليس هو مجرد القول، حتى يقترن به العمل، ولهذا نفى الإيمان عمن تولى عن الطاعة. السعدي:572.   ﴿ لَّقَدْ أَنزَلْنَآ ءَايَٰتٍ مُّبَيِّنَٰتٍ ۚ وَٱللَّهُ يَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [سورة النور آية:﴿٤٦﴾]
      (آيات مبينات): يعم كل ما نصب الله تعالى من آية وصَنَعَهُ للعبرة. وكل ما نص في كتابه من آية تنبيه وتذكير. ابن عطية:4/191.   ﴿ يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُو۟لِى ٱلْأَبْصَٰرِ ﴾ [سورة النور آية:﴿٤٤﴾]
      أي لكل من له بصيرة يراجعها ويعلمها؛ فالأبصار هنا جمع بصر بمعنى البصيرة بخلافها فيما سبق. وقيل: هو بمعنى البصر الظاهر كما هو المتبادر منه، والتعبير بذلك دون البصائر للإيذان بوضوح الدلالة. الألوسي:9/384.   ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لِيَسْتَـْٔذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا۟ ٱلْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَٰثَ مَرَّٰتٍ ﴾ [سورة النور آية:﴿٥٨﴾]
      وإنما خص هذه الأوقات لأنها ساعات الخلوة ووضع الثياب، فربما يبدو من الإنسان ما لا يحب أن يراه أحد. القرطبي 15/313.  
      ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مُعْجِزِينَ فِى ٱلْأَرْضِ ۚ وَمَأْوَىٰهُمُ ٱلنَّارُ ۖ وَلَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ ﴾ [سورة النور آية:﴿٥٧﴾]
      وقوله تعالى: (في الأرض) ظرف لمعجزين...لإفادة شمول عدم الإعجاز لجميع أجزائها؛ أي: لا تحسبنهم معجزين الله تعالى عن إدراكهم وإهلاكهم في قطر من أقطار الأرض بما رحبت وإن هربوا منها كل مهرب. الألوسي:9/398.   ﴿ وَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [سورة النور آية:﴿٥٦﴾]
      يأمر تعالى بإقامة الصلاة...وبإيتاء الزكاة...فهذان أكبر الطاعات وأجلهما؛ جامعتان لحقه وحق خلقه، للإخلاص للمعبود، وللإحسان إلى العبيد. ثم عطف عليهما الأمر العام فقال: (وأطيعوا الرسول)...(لعلكم) حين تقومون بذلك (ترحمون) فمن أراد الرحمة فهذا طريقها، ومن رجاها من دون إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الرسول فهو مُتَمَنٍّ كاذب، وقد منته نفسه بالأماني الكاذبة. السعدي:573.   ﴿ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ ﴾ [سورة النور آية:﴿٥٥﴾]
      (ومن كفر بعد ذلك) التمكين والسلطنة التامة لكم يا معشر المسلمين (فأولئك هم الفاسقون) الذين خرجوا عن طاعة الله وفسدوا، فلم يصلحوا لصالح، ولم يكن فيهم أهلية للخير؛ لأن الذي يترك الإيمان في حال عزه وقهره وعدم وجود الأسباب المانعة منه يدل على فساد نيته، وخبث طويته؛ لأنه لا داعي له لترك الدين إلا ذلك. السعدي:573.   ﴿ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمْ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ ﴾ [سورة النور آية:﴿٥٥﴾]
      في الآية دلالة واضحة على أن خلفاء الأمة مثل: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن ومعاوية كانوا بمحل الرضى من الله تعالى؛ لأنه استخلفهم استخلافاً كاملاً كما استخلف الذين من قبلهم، وفتح لهم البلاد من المشرق إلى المغرب، وأخاف منهم الأكاسرة والقياصرة. ابن عاشور:18/286.   ﴿ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا۟ ﴾ [سورة النور آية:﴿٥٤﴾]
      (وإن تطيعوه تهتدوا): إلى الصراط المستقيم قولاً وعملاً؛ فلا سبيل لكم إلى الهداية إلا بطاعته، وبدون ذلك لا يمكن، بل هو محال. السعدي:573.   ﴿ قُلْ أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا۟ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا۟ ۚ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلْبَلَٰغُ ٱلْمُبِينُ ﴾ [سورة النور آية:﴿٥٤﴾]
      وجملة: (وإن تطيعوه تهتدوا) إرداف الترهيب الذي تضمنه قوله: (وعليكم ما حملتم) بالترغيب في الطاعة. ابن عاشور:18/281.   ﴿ ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا۟ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةً طَيِّبَةً ۚ ﴾ [سورة النور آية:﴿٦١﴾]
      ووصفها بالبركة؛ لأن فيها الدعاء، واستجلاب مودة المسلّم عليه. ابن عطية:4/197.
      ﴿ فَسَلِّمُوا۟ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمْ ﴾ [سورة النور آية:﴿٦١﴾]
      أي: فلْيُسَلِّم بعضكم على بعض؛ لأن المسلمين كأنهم شخص واحد من تواددهم، وتراحمهم، وتعاطفهم. السعدي:575.   ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا۟ جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ ﴾ [سورة النور آية:﴿٦١﴾]
      وهذا نفيٌ للحرج، لا نفيٌ للفضيلة، وإلا فالأفضل الاجتماع على الطعام. السعدي:575.   ﴿ أَوْ صَدِيقِكُمْ ﴾ [سورة النور آية:﴿٦١﴾]
      قرن الله عز وجل في هذه الآية الصديق بالقرابة المحضة الوكيدة؛ لأن قرب المودة لصيق، قال ابن عباس- رضي الله عنهما- في كتاب النقاش: الصديق أوكد من القرابة؛ ألا ترى استغاثة الجهنميين: (فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم) [الشعراء: 100-101]. القرطبي:15/351.   ﴿ وَلَا عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا۟ مِنۢ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ ءَابَآئِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَٰنِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَٰتِكُمْ ﴾ [سورة النور آية:﴿٦١﴾]
      وذكر بيوت القرابات، وسقط منها بيوت الأبناء؛ فقال المفسرون: ذلك لأنها داخلة في قوله (من بيوتكم)؛ لأن بيت ابن الرجل بيته. القرطبي:15/347.   ﴿ وَلَا عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا۟ مِنۢ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ ءَابَآئِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَٰنِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَٰمِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَٰلِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَٰلَٰتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُۥٓ أَوْ صَدِيقِكُمْ ﴾ [سورة النور آية:﴿٦١﴾]
      وهذا الحرج المنفي عن الأكل من هذه البيوت، كل ذلك إذا كان بدون إذن، والحكمة فيه معلومة من السياق؛ فإن هؤلاء المسمين قد جرت العادة والعرف بالمسامحة في الأكل منها لأجل القرابة القريبة، أو التصرف التام، أو الصداقة؛ فلو قُدِّر في أحد من هؤلاء عدم المسامحة، والشح في الأكل المذكور، لم يجز الأكل، ولم يرتفع الحرج. السعدي:575.   ﴿ وَٱلْقَوَٰعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّٰتِى لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَٰتٍۭ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [سورة النور آية:﴿٦٠﴾]
      إنما خص القواعد بذلك لانصراف الأنفس عنهن؛ إذ لا مذهب للرجال فيهن، فأبيح لهن ما لم يبح لغيرهن، وأزيل عنهن كلفة التحفظ المتعب لهن. القرطبي:15/340.
      ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ فَقَدَّرَهُۥ تَقْدِيرًا ﴾ [سورة الفرقان آية:﴿٢﴾]
      فسواه وهيأه لما يصلح له، لا خلل فيه ولا تفاوت، وقيل: قدر لكل شيء تقديراً من الأجل والرزق، فجرت المقادير على ما خلق. البغوي:3/321.
      ﴿ تَبَارَكَ ٱلَّذِى نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِۦ لِيَكُونَ لِلْعَٰلَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [سورة الفرقان آية:﴿١﴾]
      والمراد بعبده نبينا محمد ﷺ، وإيراده عليه الصلاة والسلام بذلك العنوان لتشريفه، والإيذان بكونه -صلوات الله تعالى وسلامه عليه- في أقصى مراتب العبودية، والتنبيه على أن الرسول لا يكون إلا عبدا للمرسل ردا على النصارى. الألوسي:9/422.   ﴿ تَبَارَكَ ٱلَّذِى نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِۦ لِيَكُونَ لِلْعَٰلَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [سورة الفرقان آية:﴿١﴾]
      وفي تسميته فرقاناً وجهان: أحدهما: لأنه فرق بين الحق والباطل، والمؤمن والكافر، الثاني: لأن فيه بيان ما شرع من حلال وحرام. القرطبي:15/366.   ﴿ لَّا تَجْعَلُوا۟ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ۚ ﴾ [سورة النور آية:﴿٦٣﴾]
      فيه من تعظيم أمر الرسول ﷺ ما فيه، وذكر أن الشيخ في جماعته كالنبي في أمته، فينبغي أن يحترم في مخاطبته، ويميز على غيره. الألوسي:9/419.   ﴿ لَّا تَجْعَلُوا۟ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ۚ ﴾ [سورة النور آية:﴿٦٣﴾]
      نُهوا عن أن يدعوا الرسول عند مناداته كما يدعو بعضهم بعضاً في اللفظ أو في الهيئة؛ فأما في اللفظ فبأن لا يقولوا: يا محمد، أو يا ابن عبد الله، أو يا ابن عبد المطلب، ولكن: يا رسول الله، أو يا نبيء الله، أو بكنيته: يا أبا القاسم، وأما في الهيئة فبأن لا يدعُوه من وراء الحجرات، وأن لا يُلحوا في دعائه إذا لم يخرج إليهم. ابن عاشور:18/309.   ﴿ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمُ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [سورة النور آية:﴿٦٢﴾]
      (واستغفر لهم) يقول: وادع الله لهم بأن يتفضل عليهم بالعفو عن تبعات ما بينه وبينهم. (إن الله غفور) لذنوب عباده التائبين، (رحيم) بهم أن يعاقبهم عليها بعد توبتهم منها. الطبري:19/229.
      ﴿ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَإِذَا كَانُوا۟ مَعَهُۥ عَلَىٰٓ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا۟ حَتَّىٰ يَسْتَـْٔذِنُوهُ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَـْٔذِنُونَكَ أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ۚ ﴾ [سورة النور آية:﴿٦٢﴾]
      (عَلَى أَمرٍ جَامِعٍ) يقول: على أمر يجمع جميعهم من: حرب حضرت، أو صلاة اجتمع لها، أو تشاور في أمر نزل. (لَمْ يَذهَبوا) يقول: لم ينصرفوا عما اجتمعوا له من الأمر حتى يستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. الطبري:19/228.  
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182460
    • إجمالي المشاركات
      2535990
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93296
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    خلود محمد متولي
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×