اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد
  • أحدث المشاركات

    • عباد الله: اتقوا الله تعالى وتَعَلَّمُوا مِن هديِ نبيِّكم صلى الله عليه وسلم ما يَنفعُكم في دينكم ودُنياكم وأُخراكم، فخيرُ الْهَدْيِ هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وإنَّ معرفتَكَ أخي المسلم لهدي نبيِّك صلى الله عليه وسلم في أمورهِ كُلِّها يدعوك إلى اتِّباعهِ ومَحَبَّتهِ ومَحَبَّةِ ما يُحبُّه وكَراهةِ ما يَكْرَهُه، ويدعوكَ إلى الاقتداءِ به صلى الله عليه وسلم، قال ابنُ عبدِ البرِّ: (ومِن صريحِ الإيمانِ حُبُّ ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُحبُّه، واتِّباعُ ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَفعَلُه؛ أَلا ترَى إلى قولِ أنس: فلم أزَلْ أُحبُّ الدُّبَّاءَ بعدَ ذلك اليوم) انتهى، ومِن التعرُّف على هديه صلى الله عليه وسلم: أنْ نَتَعَرَّفَ في هذه الْجُمُعَةِ على طعامهِ وشَرابهِ صلى الله عليه وسلم.

      عباد الله: لقد تَنَاوَلَ صلى الله عليه وسلم مِن الأطعمة النباتية مِن الحبوب:
      أولًا: الشعير، قال أبو هريرةَ رضي الله عنه: (خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَشْبَعْ مِنَ خُبْزِ الشَّعِيرِ) رواه البخاري، وقال ابْنِ عَبَّاسٍ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبِيتُ اللَّيَالِي الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًَا -أي خالي البطن جائعًا- وأَهْلُهُ لا يَجِدُونَ عَشَاءً، وكَانَ أَكْثَرُ ‌خُبْزِهِمْ خُبْزَ الشَّعِيرِ) رواه الترمذي وصحَّحه، و(عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا كَانَ يَبْقَى عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ‌مِنْ ‌خُبْزِ ‌الشَّعِيرِ ‌قَلِيلٌ ولا كَثِيرٌ») رواه الطبراني في الأوسط وحسَّنه المنذري.

      ومِن الْحُبوب ثانيًا: الْحِنْطةُ -وهي القَمْحُ والبُرُّ-: قالَ أَبُو حَازِمٍ: (رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ مِرَارًا يَقُولُ: «وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، مَا شَبِعَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًَا ‌مِنْ ‌خُبْزِ ‌حِنْطَةٍ ‌حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا») رواه مسلم.

      ثالثًا: الثريد -وهو طعامٌ يُتخذ مِن التمرِ والدقيقِ والسَّمْنِ-: قالَ وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ: (أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَأْسِ الثَّرِيدِ فَقَالَ: «كُلُوا بِسْمِ اللهِ مِنْ حَوَالَيْهَا، ‌واعْفُوا ‌رَأْسَهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَأْتِيهَا مِنْ فَوْقِهَا») رواه ابنُ ماجه وصحَّحه الألباني.

      رابعًا: الْخَزِيرَةُ، قال عِتْبانُ بنُ مالِك في دعوتهِ للنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيتِه: (وَحَبَسْنَاهُ ‌عَلَى ‌خَزِيرٍ صَنَعْنَاهُ لَهُ) الحديث رواه البخاري ومسلم، قال ابنُ الأثير: (الْخَزِيرَةُ: ‌لَحْمٌ ‌يَقَطَّع ‌صِغَارًا ويُصَبُّ عَلَيْهِ ماءٌ كَثِير، فَإِذَا نَضِج ذُرَّ عَلَيْهِ الدَّقيق، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا لَحْمٌ فَهِيَ عَصِيدَة، وَقِيلَ: هِيَ حَسًَا مِنْ دَقِيقٍ ودَسَمٍ، وَقِيلَ: إِذَا كَانَ مِنْ دَقيق فَهِيَ حَرِيرَة، وَإِذَا كَانَ مِنْ نُخَالة فَهُوَ خَزِيرَةٌ) انتهى.

      خامسًا: العَصِيدُ -هُوَ دَقيق ‌يُلَتُّ ‌بالسَّمْن ‌ويُطْبخ-: قال عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ: (بَعَثَنِي أَبِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَدْعُوهُ إِلَى طَعَامٍ، فَجَاءَ مَعِي، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَنْزِلِ أَسْرَعْتُ، فَأَعْلَمْتُ أَبَوَيَّ فَخَرَجَا فَتَلَقَّيَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَحَّبَا بِهِ، وَوَضَعْنَا لَهُ قَطِيفَةً كَانَتْ عِنْدَنَا زِئْبِرِيَّةً -أي قطيفة ضخمة- فَقَعَدَ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ أَبِي لأُمِّي: ‌هَاتِ ‌طَعَامَكِ، فَجَاءَتْ بِقَصْعَةٍ فِيهَا دَقِيقٌ قَدْ عَصَدَتْهُ بِمَاءٍ وَمِلْحٍ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «خُذُوا بِاسْمِ اللهِ مِنْ حَوَالَيْهَا، وَذَرُوا ذُرْوَتَهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ فِيهَا»، فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَكَلْنَا مَعَهُ، وَفَضَلَ مِنْهَا فَضْلَةٌ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ، وَبَارِكْ عَلَيْهِمْ، وَوَسِّعْ عَلَيْهِمْ في أَرْزَاقِهِمْ») رواه الإمام أحمد وصححه محققو المسند.

      سادسًا: السويق: ففي حديث خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر: (ثُمَّ ‌دَعَا ‌بالأَزْوَادِ -الطعام الذي يُتخذ للسفر- فَلَمْ يُؤْتَ إِلاَّ بِالسَّوِيقِ، فَأَمَرَ بِهِ فَثُرِّيَ -أي بُلَّ بالْماءِ-، فَأَكَلَ وَأَكَلْنَا) رواه البخاري، والسويق هو اسمٌ لصنف من الطعام يُتخذ مِن حَبِّ القمحِ الغضِّ غيرِ الناضجِ، يُحمَّص ويُدق ويُخلط بالتمرِ أو السكر الطبيعي ويُؤكل في السفر حين يصعبُ الطبخ-.

      سابعًا: الْجَشِيشةُ- جاء في حديث عِتبان: (وَحَبَسْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ‌جَشِيشَةٍ ‌صَنَعْنَاهَا لَهُ) رواه مسلم، قال ابن الأثير: (جَشِيشَة: هِيَ أَنْ تُطْحَن الحِنْطَة طَحنًا جَلِيلا، ثُمَّ تُجْعَل في القُدُور ويُلقَى عَلَيْهَا لَحْمٌ أَوْ تَمْرٌ وتُطْبَخ، وَقَدْ يُقال لَهَا ‌دَشِيشَة بالدَّال) انتهى.

        عباد الله: وأما الثمارُ التي كان يأكلُها صلى الله عليه وسلم.

      فأولُها: التمرُ والرُّطَب: فقد كان يأكلها مُفردًا ومقرونًا بغيره، قال أَنَسٌ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ ‌حَتَّى ‌يَأْكُلَ ‌تَمَرَاتٍ) رواه البخاري، وقال عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ: (نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي قَالَ: فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ ‌طَعَامًا ‌وَوَطْبَةً فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِتَمْرٍ، فَكَانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِي النَّوَى بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ، وَيَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى) الحديث رواه مسلم، والوَطْبة: هو الحيس يجمع التمر البَرْني والأَقِط الْمَدقوق والسَّمِن، وقالت عائشة رضي الله عنها: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَأْكُلُ الْبِطِّيخَ بِالرُّطَبِ فَيَقُولُ: ‌«نَكْسِرُ ‌حَرَّ ‌هَذَا بِبَرْدِ هَذَا، وَبَرْدَ هَذَا بِحَرِّ هَذَا») رواه أبو داود وحسَّنه الألباني، وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ‌يَجْمَعُ ‌بَيْنَ ‌الرَّطِبِ ‌وَالْخِرْبِزِ) رواه النسائيُّ في الكبرى وصحَّحه ابنُ حَجَر، وقال: (الْخِرْبِزِ.. نَوْعٌ مِنَ الْبِطِّيخِ الأَصْفَرِ) انتهى، وقال عبدُالله بنُ جعفر: («رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ‌يَأْكُلُ ‌الرُّطَبَ ‌بِالْقِثَّاءِ») رواه البخاري ومسلم، والقِثاء نوعٌ مِن الْخِيار، قال ابن القيم: (وإذا كَانَ في أَحَدِ الطَّعَامَيْنِ كَيْفِيَّةٌ ‌تَحْتَاجُ ‌إِلَى ‌كَسْرٍ ‌وَتَعْدِيلٍ، كَسَرَهَا وَعَدَّلَهَا بِضِدِّهَا إِنْ أَمْكَنَ، كَتَعْدِيلِه صلى الله عليه وسلم حَرَارَةِ الرُّطَبِ بِالْبِطِّيخِ) انتهى.


      ثانيًا: الرُمَّان، (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ ‌بِرُمَّانٍ ‌يَوْمَ ‌عَرَفَةَ فَأَكَلَ) رواه ابن حبان في صحيحه وصححه الألباني.

      ثالثًا: الكَبَاث -وهو النضيج مِن ثَمَرِ الأراك- قال جَابِرٌ: (كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَجْنِي الْكَبَاثَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ‌«عَلَيْكُمْ ‌بِالأَسْوَدِ ‌مِنْهُ فَإِنَّهُ أَطْيَبُهُ») رواه البخاري ومسلم.

      رابعًا: جُمَّار النخل -وهو الشحم الذي في وسَطِ النخلة- قال ابْنُ عُمَرَ: (كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ‌وَهْوَ ‌يَأْكُلُ ‌جُمَّارًا) رواه البخاري.

      خامسًا: الدُّبَّاء -وهو القَرْع ومن أنواعه الصغار: الكوسا-: قال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: («إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، قَالَ أَنَسٌ: فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ، فَقَرَّبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُبْزًا مِنْ شَعِيرٍ وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ، قَالَ أَنَسٌ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوْلِ الصَّحْفَةِ، ‌فَلَمْ ‌أَزَلْ ‌أُحِبُّ ‌الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمَِئِذٍ»، وَقَالَ.. فَجَعَلْتُ أَجْمَعُ الدُّبَّاءَ بَيْنَ يَدَيْهِ) رواه البخاري ومسلم.

      سادسًا: وَرَقُ الشجر: قال سَعْدٌ: (رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا لَنَا ‌طَعَامٌ ‌إِلاَّ ‌وَرَقُ الْحُبْلَةِ أَوِ الْحَبَلَةِ حَتَّى يَضَعَ أَحَدُنَا مَا تَضَعُ الشَّاةُ) رواه البخاري، وعند مسلم: (حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا)، والحُبْلَة: ثَمَر السَّمُر، والحَبَلَة: قضيب شجر العنب.



      عباد الله: وأما طعامُ نبيِّكم صلى الله عليه وسلم مِن الزيوت والْخَلِّ والْحَلْوى:
      أولًا: الزيت، (عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: «لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا شَبِعَ ‌مِنْ ‌خُبْزٍ ‌وَزَيْتٍ ‌فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ») رواه مسلم.

      ثانيًا: السَّمْنُ والأَقِط، قال ابنُ عبَّاس: (أَهْدَتْ خَالَتِي أُمُّ حُفَيْدٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا، فَأَكَلَ مِنَ السَّمْنِ وَالأَقِطِ، ‌وَتَرَكَ ‌الضَّبَّ ‌تَقَذُّرًا، وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا مَا أُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) رواه البخاري ومسلم.

      ثالثًا: الزُّبْدُ: (عَنِ ابْنَيْ بُسْرٍ السُّلَمِيَّيْنِ قَالَا: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَضَعْنَا تَحْتَهُ قَطِيفَةً لَنَا، صَبَبْنَاهَا لَهُ صَبًّا، فَجَلَسَ عَلَيْهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل عَلَيْهِ الْوَحْيَ فِي بَيْتِنَا، وَقَدَّمْنَا لَهُ زُبْدًا، وَتَمْرًا، ‌وَكَانَ ‌يُحِبُّ ‌الزُّبْدَ صلى الله عليه وسلم) رواه أبو داود وصححه الألباني.

      رابعًا: الْخَلُّ، عن (طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ فِلَقًا مِنْ خُبْزٍ، فَقَالَ: «مَا مِنْ أُدُمٍ؟» فَقَالُوا: لا، إِلاَّ شَيْءٌ مِنْ خَلٍّ، قَالَ: «فَإِنَّ الْخَلَّ نِعْمَ الأُدُمُ»، قَالَ جَابِرٌ: فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم». وَقَالَ طَلْحَةُ: مَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ جَابِرٍ») رواه مسلم.

      خامسًا: أكلُه صلى الله عليه وسلم من الْخَبِيص: وهو معمول من تَمْرٍ وسَمْنٍ وهو من الحلوى، والحديث رواه الحارث في مسنده بسند حسن.

      و(عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‌يُحِبُّ ‌الْحَلْوَاءَ ‌وَالْعَسَلَ») رواه البخاري ومسلم، قال ابن القيم: (‌وَكَانَ صلى الله عليه وسلم ‌يُحِبُّ ‌الْحَلْوَاءَ ‌وَالْعَسَلَ، وَهَذِهِ الثَّلاثَةُ - أَعْنِي: اللَّحْمَ وَالْعَسَلَ وَالْحَلْوَاءَ - مِنْ أَفْضَلِ الأَغْذِيَةِ، وَأَنْفَعِهَا لِلْبَدَنِ، وَالْكَبِدِ وَالأَعْضَاءِ، ولِلاغْتِذَاءِ بِهَا نَفْعٌ عَظِيمٌ فِي حِفْظِ الصِّحَّةِ وَالْقُوَّةِ، ولا يَنْفِرُ مِنْهَا إِلاَّ مَنْ بِهِ عِلَّةٌ وَآفَةٌ) انتهى، وانتبه لقوله: (ولا يَنْفِرُ مِنْهَا إِلاَّ مَنْ بِهِ عِلَّةٌ وَآفَةٌ).




      فأما أطعمة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، فمنها:

      أولًا: اللحم، فقد أكل صلى الله عليه وسلم من لحم الإبل التي أهداها في حَجَّته وشَرِبَ مِن مرقها، كما رواه مسلم، وأكل من لحم البقر، كما رواه مسلم، وأكل من لحم الشاة، كما رواه مسلم، وأكل مِن لَحْمِ الْحُمُر الوحشية -وهي المعروفة بألوانها المخطَّطة بالأبيض والأسود- كما في البخاري ومسلم، وأكلَ صلى الله عليه وسلم مِمَّا شَوى له بلالٌ مِن كَبِد وسنامِ الإبل، كما رواه مسلم، وأكل صلى الله عليه وسلم مِن سواد بطن الشاةِ -وهو كبدها أو كلُّ ما في بطنها مِن كَبِدٍ وغيرِه، كما في البخاري ومسلم، وأكلَ صلى الله عليه وسلم كَتِفَ الشاة، كما في البخاري ومسلم، وأكلَ صلى الله عليه وسلم مِن الذراع وكانت تُعجبه، كما في البخاري، وأكلَ صلى الله عليه وسلم الكُراع، كما رواه الإمام أحمد وصححه الألباني، والكُراع هو مُستدق الساق العاري من اللحم، وكان صلى الله عليه وسلم يأكل اللحم المتبقي على العظام، كما رواه مسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يأكلُ القديد وهو اللحم المملوح المجفف في الشمس، كما رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.

      ثانيًا: الْجُبْن، وأَكَلَهُ صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، كما رواه أبو داود وحسَّنه الألباني.




      عباد الله: ومما أكله نبيُّنا صلى الله عليه وسلم من الطيور:
      أولًا: الدجاج، فقد أكلَهُ صلى الله عليه وسلم، كما رواه البخاري.

      ثانيًا: الْجَرَاد، فقد أكلَه صلى الله عليه وسلم، كما رواه البخاري ومسلم.

      عباد الله: ومما أكله نبيُّنا صلى الله عليه وسلم من الحيوانات البرية: الحوت، كما رواه البخاري ومسلم.




      عباد الله: وأما أشربته صلى الله عليه وسلم: فمنها:
      أولًا: اللَّبَن، كما رواه البخاري ومسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يشربه كثيرًا.

      ثانيًا: الْماء، وكان صلى الله عليه وسلم يشرب الماء بأنواعه من زمزم وغيره، كما رواه البخاري ومسلم.

      ثالثًا: كان صلى الله عليه وسلم يشرب العسل، كما رواه البخاري ومسلم.

      رابعًا: كان صلى الله عليه وسلم يشرب الْمَاءَ المخلوط باللبن، والماء الْمخلوط بالسويق وهو المتخذ من مدقوق الحنطة والشعير، كما في البخاري ومسلم.

      خامسًا: كان صلى الله عليه وسلم يشرب منقوع التمر، كما في البخاري ومسلم.

      سادسًا: كان صلى الله عليه وسلم يشرب منقوع الزبيب، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُنْقَعُ لَهُ الزَّبِيبُ ‌فَيَشْرَبُهُ ‌الْيَوْمَ، ‌وَالْغَدَ، وَبَعْدَ الْغَدِ إِلَى مَسَاءِ الثَّالِثَةِ، ثُمَّ يَأْمُرُ بِهِ فَيُسْقَى أَوْ يُهَرَاقُ»؛ رواه مسلم.

      سابعًا: كان صلى الله عليه وسلم يشرب النبيذ، كما رواه مسلم، وهو ما يُعمل من الأشربة من التمر أو الزبيب أو العسل فيُترك عليه الماء ليصير نبيذا.

      ثامنًا: كان صلى الله عليه وسلم يشرب الْمَرَق كما تقدَّم.

      تاسعًا: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ‌يُعْجِبُهُ ‌الثُّفْلُ)؛ رواه الإمام أحمد وحسنه محققو المسند، والثفل: هو حُثالة الشيء وهو الثخين الذي يبقى أسفل الصافي، وقيل هو ما بقي من الطعام في أسفل الإناء.

      عباد الله: إن فيما سمعتم إفادة للمٌتأسين بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتقريب للمقتدين بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتيسير على الباحث عن الجوانب الطبية والعلاجية للنبي صلى الله عليه وسلم، فطعامه وشرابه صلى الله عليه وسلم مُتكامل ومُتنوِّع، يُلَبِّي حاجة الجسم، وغيرُ مُتكَلَّف، فلم يقتصر صلى الله عليه وسلم على نوعٍ واحدٍ من المشتقات النباتية أو الحيوانية، بل كان يتناول هذا وهذا، كما كان صلى الله عليه وسلم يتناول المطاعم والمشارب المفردة والمركبة من أكثر من صنف، والمطعومات البرية والبحرية، والحلو والدسم، والمطبوخ والنيئ، وإن شاء الله نتحدث في إحدى الجمع القادمة عن آدابه صلى الله عليه وسلم في طريقة أكله وشربه، رَزَقَنَا الله جميعًا التأسِّي به صلى الله عليه وسلم في جميع أمورنا، اللهم ارزقنا الاهتداء بهدي نبيك صلى الله عليه وسلم، آمين.

      الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
      شبكة الالوكة



         

    • -  إذا أراد اللهُ عزَّ وجلَّ بعبدٍ خيرًا عسَّلهُ، وهل تَدْرونَ ما عسَّلهُ؟ قالوا: اللهُ عزَّ وجلَّ ورسولُهُ أعلمُ، قال: يفتَحُ اللهُ عزَّ وجلَّ له عملًا صالحًا بيْنَ يَدَيْ موْتِهِ حتَّى يَرضى عنه جيرانُهُ، أو مَن حوْلَهُ. خلاصة حكم المحدث : صحيح
      الراوي : عمرو بن الحمق | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار | الصفحة أو الرقم : 2641
      | التخريج : أخرجه ابن حبان (342)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (3298)، والحاكم (1258) باختلاف يسير     حُسْنُ الخاتِمةِ مِن تَوْفيقِ اللهِ سُبحانَه وتَعالى للعَبدِ، وإلهامُ العَبدِ أنْ يَعمَلَ صالِحًا قبلَ مَوْتِه مِنَ البَشائرِ له، ومِن إرادةِ اللهِ الخَيرَ به.   وفي هذا الحَديثِ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "إذا أرادَ اللهُ عزَّ وجلَّ بعبدٍ خَيرًا"، وإرادةُ اللهِ الخَيرَ لعَبدِه إنَّما تَكونُ بنَجاحِه وتَوْفيقِه له في الآخِرةِ فيُدخِلُه الجَنَّةَ، "عَسَلَه" من عَسَلِ الطعامِ، "وهل تَدْرونَ ما عَسَلَه؟ قالوا: اللهُ عزَّ وجلَّ ورسولُه أعلَمُ، قال: يَفتَحُ اللهُ عزَّ وجلَّ له عمَلًا صالِحًا بينَ يَدَيْ مَوْتِه" يَجعَلُه يَقومُ بعمَلٍ صالحٍ قبلَ مَوْتِه، ويَقبِضُ رُوحَه، وهو يُقيمُ هذا العمَلَ، أو عَقِبَ فِعْلِه له، كأنْ يُوفِّقَه للصَّلاةِ، أوِ الصِّيامِ، ويَقبِضَه على تلك الحالِ ونحوِ ذلك مِنَ الأعمالِ الصالحةِ، فعندَ مُسلمٍ: "يُبعَثُ كلُّ عبدٍ على ما مات عليه"، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "حتى يَرْضى عنه جِيرانُه، أو مَن حَوْلَه" من أهلِه وجيرانِه ومَعارِفِه، فيُبْرِئُونَ ذِمَّتَه، ويُثْنونَ عليه خَيرًا، فيَتقبَّلُ اللهُ شَهادَتَهم وتَزْكيَتَهم فيه، فشَبَّهَ ما رزَقَه اللهُ منَ العمَلِ الصالِحِ بالعَسَلِ الذي هو الطعامُ الصالحُ الذي يَحْلو به كلُّ شيءٍ، ويُصلِحُ كلَّ ما خالَطَه.   الدرر السنية    
    • السكينة هي الطمأنينة التي يلقيها الله في قلوب عباده، فتبعث على السكون والوقار، وتثبت القلب عند المخاوف، فلا تزلزله الفتن، ولا تؤثر فيه المحن، بل يزداد إيمانا ويقينا. وقد ذكرها الله عز وجل في ستة مواضع من كتابه الكريم، كلها تتضمن هذه المعاني من الجلال والوقار الذي يهبه الله تعالى موهبة لعباده المؤمنين، ولرسله المقربين. يقول ابن القيم رحمه الله في شرح منزلة "السكينة" من منازل السالكين إلى الله: " هذه المنزلة من منازل المواهب، لا من منازل المكاسب، وقد ذكر الله سبحانه السكينة في كتابه في ستة مواضع: الأولى: قوله تعالى: وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ البقرة/248. الثاني: قوله تعالى: ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ التوبة/26. الثالث: قوله تعالى: إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا التوبة/40. الرابع: قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ الفتح/4. الخامس: قوله تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا الفتح/18. السادس: قوله تعالى: إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ الفتح/26. وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور: قرأ آيات السكينة. وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه تعجز العقول عن حملها، من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة، قال: فلما اشتد علي الأمر قلت لأقاربي ومن حولي: اقرأوا آيات السكينة، قال: ثم أقلع عني ذلك الحال، وجلست وما بي قَلَبَة. وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه، فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه وطمأنينته.   وأصل السكينة هي الطمأنينة والوقار والسكون الذي ينزله الله في قلب عبده عند اضطرابه من شدة المخاوف، فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه، ويوجب له زيادة الإيمان، وقوة اليقين، والثبات، ولهذا أخبر سبحانه عن إنزالها على رسوله وعلى المؤمنين في مواضع القلق والاضطراب كيوم الهجرة، إذ هو وصاحبه في الغار، والعدو فوق رءوسهم، لو نظر أحدهم إلى ما تحت قدميه لرآهما، وكيوم حنين حين ولوا مدبرين من شدة بأس الكفار لا يلوي أحد منهم على أحد، وكيوم الحديبية حين اضطربت قلوبهم من تحكم الكفار عليهم، ودخولهم تحت شروطهم التي لا تحملها النفوس، وحسبك بضعف عمر رضي الله عنه عن حملها، وهو عمر، حتى ثبته الله بالصدِّيق رضي الله عنه. وفي الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: رأيت النبي ينقل من تراب الخندق حتى وارى التراب جلدة بطنه وهو يرتجز بكلمة عبد الله بن رواحة رضي الله عنه: اللهم لولا أنت ما اهتدينا... ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا... وثبت الأقدام إن لاقينا إن الألى قد بغوا علينا... وإن أرادوا فتنة أبينا وفي صفة رسول الله في الكتب المتقدمة: إني باعث نبيا أميا، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا متزين بالفحش، ولا قوال للخنا، أسدده لكل جميل، وأهب له كل خلق كريم، ثم أجعل السكينة لباسه، والبر شعاره، والتقوى ضميره، والحكمة معقوله، والصدق والوفاء طبيعته، والعفو والمعروف خلقه، والعدل سيرته، والحق شريعته، والهدى إمامه، والإسلام ملته، وأحمد اسمه." انتهى باختصار " مدارج السالكين" (2/502-504) فمن قرأ آيات السكينة في مواقف الخوف والفزع، أو في مواقف الشبهات والفتن، أو عند الهم والحزن، أو عند اشتداد وسواس الشيطان، يقرؤها رجاء أن يثبت الله قلبه بما ثبت به قلوب المؤمنين فلا حرج عليه، ورجي أن يكون له ذلك، كما كان لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، ولكن على ألا ينسب استحباب قراءة هذه الآيات ـ وبهذه الكيفية ـ إلى الشريعة، ولا يتخذه عبادة تشبه عبادة الأذكار والأدعية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة.   الاسلام سؤال وجواب  
    • من جلال اسم الله الرفيق أنه يهيئ عباده لما يريد بهم من عظيم أقداره، فتراه يسوق من الأحداث العجيبة ما يكون توطئة لهذه الأقدار قبل نزولها، إذ لو هجمت عليهم فجأة دون مؤشرات ومبشرات لكان فيها اختلال أحوالهم، أو ذهاب عقولهم، أو هلاك نفوسهم، ولكنه لكمال علمه بضعف عباده وكمال رحمته ولطفه يسوق المقادير شيئًا فشيئًا، وهو القادر -لو شاء- أن يجعل خلقه وأمره يحدث في لحظة، ولكن حكمته لاتبلغها الأفهام ولا تحيط بها الأوهام، ولك أن تتخيل أن نبينا ﷺ -والذي كان من أكمل الناس عقلًا وأقواهم نفسًا- قد هيأه الله للنبوة شيئًا فشيئًا فلم تهجم عليه مرة واحدة، وإنما ساق بين يديها من الأقدار ما يكون توطئة لها، فقد مكث قبل نزول الوحي ستة أشهر يرى الرؤيا فتقع مثل فلق الصبح، وكان إذا خرج لشعاب مكة وبطون أوديتها يسمع تسليم الشجر والحجر: (السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا رسول الله)، فيلتفت عن يمينه وشماله فلا يرى شيئًا، فمكث يسمع تسليمها عليه بالرسالة ما شاء الله أن يمكث، حتى جاءه جبريل -عليه السلام- بماجاءه من كرامة الله وهو في غار حراء، فكان لهذا الحدث الرهيب أثر بليغ عليه ﷺ؛ إذ رجع وفؤاده يرجف من هول ما رأى وسمع، حتى دخل على خديجة وهو يقول: (إني خشيت على نفسي)، أي خاف على نفسه الهلاك من شدة الرعب على ما استظهره ابن حجر في تفسير هذه الجملة، فما ظنك بحاله لو هجمت عليه النبوة فجأة من دون مقدمات وممهدات؟!




      وكذلك ما مهّده لمريم الصدّيقة في الرزق الذي يأتيها بلا سعي ولا سبب، حتى ذكر بعضهم أنها تُرزق بالطعام في غير أوانه زيادة فيالعجب، فكانت فاكهة الصيف تأتيها في الشتاء، وفاكهة الشتاء تأتيها في الصيف إمعانًا في خرق العادات، وكل ذلك مستمر متكرر كمايُفهم من لفظ (كلما) في الآية الكريمة: (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا)، ولعل من حكمة ذلك ترسيخ معاني القدرة الإلهية قبل حملها بعيسى -عليه السلام-، فكان خرق العادة في رزقها تمهيدًا لخرق العادة في حملها، وزيادةً في يقينها وإيمانها وصبرها، وترقيها مندرجة (علم اليقين) إلى درجة (عين اليقين) ثم إلى (حق اليقين).





      ومن أجلّ صور الرفق الإلهي ما يكون تمهيدًا وتوطئة لعباداتٍ عظيمة يريدها الله لعبده، فيسوق بين يديها من الأقدار والأحداث العجيبة مايكون صنعًا وتربيةً لهذا العبد، ولولا ذلك الصنع الذي تقدمها ماكان للعبد أن يحمل أعباءها، ولكن الله رفيق بعباده ولطيف بهم، يفتح لهم من أبواب الخير أبوبًا صغيرة تنتهي بهم إلى أبوابه الكبيرة، وقد يسوقهم مع تلك الأبواب الممهِدة على كرهٍ منهم، فتجد الواحد منهم يكابد مراحلهامرحلةً مرحلةً، يتبصّر الحكمةَ من ورائها فلا يبصرها، ولربما حاول أن يعود أدراجه فيُحال بينه وبين ما أراده، فيختار أن يمضي في طريقٍ لايعلم نهايته، وما علم أن الخير مخبوء في عاقبته، وأن هذا الطريق الذي يقطع فيه أيامه وأعوامه ما هو إلا صنعٌ يمهّده لباب من الخير الممتد،والعطاء الذي لا ينفد، وأنّى للعبد أن يدرك حجم العطاء حتى ولو عرض عليه في أوّل أمره، لأن عقله عاجز عن استيعاب خفايا الحكمة وقاصرٌعن إدراك خبايا الألطاف، فكان من رحمة الله به أن ساقه إلى هذا الخير على كرهٍ منه، لينال هذه الكرامة في عاقبة أمره، وصارت حاله كحال من يُقاد إلى الجنة رغمًا عنه، و (عجب ربك من أناس يقادون إلى الجنة بالسلاسل).



      ومن مشاهد رحمة الله ورفقه عند البلاء ما يهيء لعباده من أسباب الصبر والرضا قبل نزول البلاء وبعد نزوله، وتختلف هذه الأسباب تبعًالاختلاف البلاء وشدته، وكلما كان البلاء عظيمًا كانت أسباب الثبات التي يسوقها الله لعباده أكثر وأعظم، فهذا عثمان رضي الله عنه يبشرهالنبي ﷺ بالجنة على بلوى تصيبه، وكانت هذه البشارة والتثبيت قبل نزول البلاء بنحوٍ من ثلاثين سنة، ولا زال النبي ﷺ يتعاهده بالتثبيت حتى في مرض موته وقبل أن يفارق الدنيا، فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده أن النبي ﷺ أرسل إلى عثمان، فجاء، فخلا به، فجعل رسول الله ﷺ يكلمه ووجه عثمان يتغير، فكان من آخر ما كلمه أن ضرب على منكبه وقال: (يا عثمان: إن الله عز وجل عسى أن يلبسك قميصًا، فإنأرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني) كررها عليه ثلاثًا زيادةً في التأكيد وإمعانًا في التثبيت
      ولا يزال الرفيق -تبارك وتعالى- يتولى ذا النورين بالعناية والرفق والتأييد حتى بعد نزول الفتنة، فقد ورد عنه أنه قال قبل موته: (إني رأيت رسول الله ﷺ البارحة في المنام، ورأيت أبا بكر وعمر، وإنهم قالوا لي: اصبر؛ فإنك تفطر عندنا القابلة، ثم دعا بمصحف، فنشره بين يديه،فقتل وهو بين يديه)، ومتى ما رأى العبد أن الله يبعث في طريقه أمورًا تعينه على الصبر أيام بلائه، فليعلم أنه قد أراد أن يُبلّغه، ولو أراد أنيقطعه؛ ما تابع عليه المَدد!



      ومن رأفة الله ورفقه بالمكروبين، أنه لا يفجؤهم بالفرج وهم في عمق البلاء، بل يسوق بين يدي رحمته ما يُشعر بحصولها أو قرب وصولها (ولمافصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف)، وذلك حتى لا يهجم عليهم الفرح وهم في شدة الحزن فيكون في ذلك ذهاب عقولهم أو هلاك نفوسهم.



      وكلما كان البلاء عظيمًا كانت البشارات بالفرج أعظم وأكثر وصور هذه البشارات لا ينتظمها الوصف ولا يحيط بها العد، فقد تكون رؤياصالحة، وقد جاء في الحديث: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات؛ الرؤيا الصالحة يراها العبد أو تُرى له)، وقد تكون آية يقرؤها العبد أو يسمعها فتستقر في قلبه، أو كلمة يلقيها الله على لسان عبد من عباده فتجري من نفس المبتلى جريان الماء في العود فتورق بها نفسه وتخضرّ بعد طول يباسها، أو مشهدًا يراه فيعتبر به، أو رَوْحًا يجده في نفسه من دون سبب، والله يتابع على عباده نَفَحَات الفرج كلما أجدبت أرواحهم وقلّت موارد صبرهم، فتكون كالغيث الذي يحيي آمالهم ويملأ حياض الصبر في أرواحهم، وهي رياح البشرى التي يسوقها الله بين يدي رحمته، فمن أحسها فليستبشر، فالله أكرم من أن يُذيق عبدَه نَفْحَةَ الفرج ثم لا يبلُّغه إياه!



        غير أن هاهنا ملحظًا لطيفًا أختم به، وهو أن هذه البشارات قد تكون قبل مجيء الفرج بزمن بعيد، وذلك حتى لا يهلك العبد غمًّا، أو يموت أسفًا من شدة ما يلقاه من البلاء، فتأتي هذه البشارات لكي تنتشله كلما أشرف على الهلاك أو انقطعت به السُّبل، ولأجل أن يحفظ الله جذوة حسن الظن به في نفس عبده المؤمن، لأن سوء الظن بالله واليأس من رحمته عذابٌ لا يُصب على قلب مؤمن أبدًا (إنه لا ييأس من روح الله إلاالقوم الكافرون).


      صيد الفوائد


    • الضيف فضيلة الشيخ إبراهيم الأزرق تغريدات الشيخ إبراهيم الأزرق لاتعرضن لذكرنا مع ذكرهم! قرأ صدر سورة الطور مالك بن دينار فغشي عليه والحسن البصري فبكى وجبير بن مطعم فكاد قلبه ينصدع، وقرأتها فكان ماذا؟! اختلاف أوجه التفسير في المقسم به لايمنع التدبر فالقسم منه تعالى عظيم والأمر المقسم عليه عظيم أيما كان المقسم به فالاعتبار مطلوب في قسمه سبحانه دليل على أن تأكيد النبأ قد يكون من حسن الكلام الذي لا يتنزه عنه مقام أحد ليقال هو غير مفتقر لتأكيد إذ المخاطب محتاج إليه. يرجح أحد المعاني عند اختلاف أوجه التفسير كالمراد بالطور والكتاب والبيت والسقف.. حمل الخطاب على معهود المبتدئين به لاما لايعرفونه (في خوض يلعبون) سورة الطور تختصر لك حقيقة الأمم المكذبة على ما أعطوا من فهوم وعلوم وجلد وعمل، لكنها لاتتكشف للمفتونين إلا يوم الدين! (بما كنتم تعملون) سورة الطور، ما أعظم فضلك وإحسانك ربنا! تشكر على العمل اليسير عبدك! بالأجر الدائم الجزيل، وما وفاك عبد حقك. (ألحقنا بهم ذريتهم) من تمام إكرام المرء إلحاق ذريته به في ذلك التكريم، وذلك في الدارين، غير أن له أسبابا فاحرص على بذر بذرتها في الذرية! (لا لغو فيها)  سورة الطور تنويه بنعيم لأهل الجنة يُثنّى في القرآن، والمغبون من وفقه الله تعالى اليوم لقوم قليل أذاهم! فأي الرجال المهذب! (إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا) سورة الطور، ما ذكروا في موجبات منة الله كثير عمل، بل حالة قلبية إن تحققت بها وفقت لخير عظيم! تساءل أهل الجنة عن أفعالهم فما نوهوا منها بغير الدعاء ثم عولوا على رحمة الله وبره (إنا كنا ندعوه)، (إنه هو البر الرحيم) فاشدد عقدك فيه! (فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين) تبكيت وتعجيز للمكذبين منذ أكثر من 1447سنة! فأي معجزة بعدها يريد العاجزون! (أم خلقوا من غير شيء) ! آية أعيا الملحدين جوابها! فهم يعلمون أن كأس عصير لايمكن أن يأتي صدفة أو بغير معدٍّ له فكيف بهذا الكون! (أم خلقوا من غير شيء)؟ لايملك الملحد جوابا إلا تمويها بنحو: من خلق الله؟ وهذا لايرفع حقيقة أن لي خالقا، لكنه يثبت جهله بخالقه وأنه لامثل له!     تغريدات المشاركين تحت وسم المجلس والتي أعيد تغريدها من قبل الضيف يقول أهل الجنة: ﴿إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين﴾ في الجنة تصبح ذكريات اﻷحزان والمخاوف لذائذ بها يتحدثون (إن المتقين في جناتٍ ونعيم) نهايةسعيدة تهون عليك مشقةالرحلة الآن لأن وعد الله آتٍ لامحالةفلاتفتر ولاتتوقف بل واصل لتصل كما فضل الله بعض البشر على بعض فإنه فضل بعض مخلوقاته على بعض؛ من بقاع وجبال وأنهار؛ فله سبحانه الأمر والحكم، وعلينا الرضا والتسليم (إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين) خوفــــك اﻵن من الجليــــل سبب لناجتك من المخاوف يوم القيامة ﴿يوم يدعون إلى نار جهنم دعا﴾ ﴿فاكهين بما آتاهم ربهم )شتان بين من يُدفع إلى النار دفعاً وبين ومن يتلذذ بنعيم الله! ﴿واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا﴾ لا شيء يمنحنا قوة الصبر على آلامنا مثل اليقين بأن ربنا الرحيم يرانا ونحن نتألم (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون﴾ أهدها لكل حائر باحث عن الحقيقة. بَعضُنَا أصبحت قلوبهم مثل قلوب المشركين لا يتعظون بكسوف و زلازل﴿وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم﴾ (فاكهين بماآتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم) فوزان النجاةمن النار والنعيم بالجنة بفضل الله وبرحمته جزاءالإيمان والعمل ” قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ” كانت الشكوى والأحزان في الدنيا أما في الجنان فكل هذا من الذكريات (إن عذاب ربك لواقع) كان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه إذا قراء هذه الآية يمرض فيعاد فهل قلوبنا تختلف عن قلبه !!https://pbs.twimg.com/media/CaTkTamWIAEWuFS.jpg (إن عذاب ربك لواقع () ماله من دافع) قال ابن عثيمين: إذا كان العذاب واقع وليس له دافع اليس الجدير بنا أن نخاف !! { إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين } اشغلهم الخوف من الله وصرفهم عن اللذات والشهوات في الدنيا فكان الجزاء الجنة. {والبيت المعمور} إنما عُمر البيت في السماء بعبادة الله تعالى؛ ولن تُعمَرَ بيوتُ المسلمين في الأرض إلا بالعبودية والطاعة له سبحانه. ﴿أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون﴾ استفهام أفحم الملحدين : فيلزم من عدم وجود الخالق عدم وجود المخلوق. من دقائق وبلاغة القرآن في الدنيا قال تعالى ” كلوا واشربوا ولا تسرفوا” وفي الجنة قال في سورة الطور “كلوا واشربوا هنيئا” الفرق بيّن (إنا كنا من قبل ندعوه) لحظات الدعاء بقيت خالدة في أذهان أهل الجنة فلم ينسوها فتلذذ بالدعاء فهو عبادةولنكثر فعطاء الله أكثر {إن عذاب ربك لواقع…} كل الخلق خاضع لقهر الله تعالى، ولا يملك أحد دفع شيء من أمره، فما أحرانا أن نتأدب معه ونلزم شرعه وهديه. من تمام نعيم أهل الجنةألحق بهم ذريتهم الذين اتبعوهم بإيمان،يلحقهم الله بمنازلهم وإن لم يبلغوها،جزاءلآبائهم وزيادةفي ثوابهم قال الله عن بيته المعمورة بالعبادة ( والبيت المعمور). فبماذا عمرنا بيوتنا؟!! {وتسير الجبال سيرا} الجبال الراسخة في شموخها، تضطرب أحوالها وتتبدل يوم القيامة لهول المشهد وعظم الخطب، فكيف بك أيها العبد الضعيف؟ طريق الجنة باختصار: لا تأمن من النار = (إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين) لا تيأس من الجنة = (إنا كنا من قبل ندعوه)! {هذه النار التي كنتم بها تكذبون} من كذَّب بالجزاء وأنكر العذابْ، يوشكُ أن يراه عِيانًا، ويَصلى حَرَّه يقينًا بلا ارتيابْ. (أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون) الأنبياء عليهم السلام لايأخذون على دعوتهم عوضاً …( يبذلون ولا يأخذون وأتباعهم على آثارهم يقتدون) ” وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ” أهل الباطل لا تزيدهم الحجج إلا عناداً وتكذيبا (لالغوفيهاولاتأثيم )ليس في الجنةلغووهوالكلام الذي لافائدةمنه،ولاتأثيم وهوالذي فيه إثم،انتفى الأمران فثبت الثالث فكلامهم سلام طيب {أم أنتم لا تبصرون} عذاب الآخرة حقيقة ثابتة إن لم تبصرها في الدنيا بعيني فؤادك وتعمل لها، ستبصرها بعيون جوارحك وتتجرع مرَّها. أهمية التسبيح والعبادة في تهيئة الطمأنينة النفسية للمسلم (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم) {إن المتقين في جنات..} تقدم الوعيد بالجحيم والعذاب، وأعقبه الوعد بالنعيم والثواب، ليحلق العبد دوما في العلاء؛ بجناحي الخوف والرجاء (فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) تسلية وعناية ولطف من الله سبحانه لرسوله الكريم ومع ذلك يوصيه بالتسبيح فالتوكل يتطلب العمل قال القاسم بن محمد: رأيت عائشة قائمة تصلي وتبكي تقرأ (فمن الله علينا…) فذهبت إلى السوق ثم رجعت وهي لا تزال ترددها. “وأقبل بعضهم على بعض يتسآءلون”أهل الجنة يتذاكرون مجالسهم التي كانت في الدنيا،جعلنا الله ممن يتذكر هذا المجلس في جنات النعيم “قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ” أي خائفين وجلين فتركنا من خوفه الذنوب وأصلحنا لذلك العيوب .. /السعدي ( إن عذاب ربك لواقع ) هذا الخبر لو بثته القنوات الإخبارية لخفنا ولوجلنا من هوله وشدته ولكن قلوبنا ران عليها ما كسبت من ذنوب {قالوا إنا كنا قبلُ في أهلنا مشفقين} مَن خاف اللهَ في الدنيا واتَّقاه، أمَّنه الله في الآخرة وأسعده ورضَّاه. ( قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين) المؤمن مشفقٌ وجل، يخاف ربه، ويخشى ذنبه، ويرجو القبول، وتؤرقه الخاتمة والمصير. “إنا كنا من قبل ندعوه ..” الفوز والنجاة إنما هي بإخلاص العبادة لا بمجرد السؤال والطلب .. / ابن القيم (الطور)هذا الجبل العظيم الذي أقسم به العظيم هو أحدالجبال التي ستسير حينئذ! إذا كيف سيكون هول ذلك المشهد فوقك ذلك اليوم؟ ” واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ” أعظم ما يعين على مواجهة المكذبين: الصبر والتوكل والذكر “والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم..” ماأجملهامن تعزية لمن فقد حبيباً أن سيكون ثم لقاء في الجنة. ( إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم) دعواتك في جوف الليل، وتحرّيك أوقات الإجابة،خوفا وطمعا هي سبيل نجاتك وسبب يوصلك للجنة. {أم تأمرهم أحلامهم بهذا} إذا ما تجاوزَتِ النفوسُ الحدَّ في المكابرة والعِنادْ، حُرمت العقولُ من الرُّشد والسَّدادْ. (والشاهد (أم هم قوم طاغون).) {أم تسألهم أجرا} إذا رأيتَ الداعيةَ حريصًا على الدنيا، طمَّاعًا بما في أيدي الناس، فاحكُم على دعوته بالبَوار. “وإن يرواكسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم” الكافرلايتعظ بما يرى من آيات الله بخلاف المؤمن الذي يعتبربكل آية.   تغريدات حسابي إسلاميات تحت وسم المجلس والتي أعيد تغريدها من قبل الضيف تكررت(أم) في السورة 15 مرة،استفهامات تقرع العقل والقلب مرة بعد مرة بالحجج البينة والمنطق الحق الذي يدحض كل شبهة وباطل أقسم الله في مفتتح السورة بثوابت مشاهَدة وثوابت غيبية ليكون إيماننا بالغيب ثابتًا كإيماننا بما نراه عيانًا (إنا كنا من قبل ندعوه) لا تستهن بالدعاء.. فدعواتك في الدنيا تجد أثرها في الآخرة عند البر الرحيم لا يضيع منها شيء! (كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون) الجزاء من جنس العمل لا من جنس الأمانيّ!! اعمل خيرا تلقّ خيرا منه وزيادة (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان) لا صلة ولا نسب في الآخرة إلا نسب الإيمان فلنربي أنفسنا وذريتنا عليه من الآن     سؤال المجلس: في  سورة الطور آية تبشر بعذاب الكافرين الباغين في الدنيا قبل الآخرة فما هي؟ الإجابة: وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ الإجابة في الآية (٤٧) من  سورة الطورونظيرها آية السجدة: (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر) [ سورة السجدة الآية (21) ].   تغريدات المشاركين تحت وسم المجلس والتي لم يعاد تغريدها من قبل الضيف (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) قال ابن عطيةهذه الآية ينبغي أن يقررها كل مؤمن في نفسه، فإنها تفسح مضايق الدنيا من أراد التأثر بهذه السورة فليقرأها بتمهل وتدبر ويتصور أحوال الآخرة .. يجد قلبه يخشع ويرق .. “وأقبل بعضهم على بعض يتسآءلون”أهل الجنة يتذاكرون مجالسهم التي كانت في الدنيا،جعلنا الله ممن يتذكر هذا المجلس في جنات النعيم (إنا كنا من قبل ندعوه) لحظات الدعاء بقيت خالدة في أذهان أهل الجنة فلم ينسوها فتلذذ بالدعاء فهو عبادةولنكثر فعطاء الله أكثر “والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم” الجمع بين اﻵباء واﻷبناء في الجنة في منزلة واحدة وإن قصر عمل بعضهم إكراما لهم جميعا حتى تتم الفرحة يا من يشكك بالقرآن العظيم تدبر سورة الطور “أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون” تشكيكك بالقرآن تشكيك بإيمانك كان عليه السلام يقرأ في المغرب ب الطور ولما بلغ”أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون”قال جبير بن مطعم:ووقر الإيمان في قلبي ( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ) أي بلاء كان يلاقيه نبينا في لحكم ربه.. يوصيه بالصبر ثم يواسيه بأجمل وصف للقرب (فإنك بأعيننا) (إنا كنا من قبل ندعوه) لكي يقبل ﷲ دعاءك اجعله بين قوسين: -الثقة برحمته (إنه هو البر الرحيم) -الوجل من عذابه (مشفقين) (إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البرالرحيم) من نعيم أهل الجنة التلذذ باستشعار إكرام الله ورحمته بعد زوال الكرب فتنعم في دنياك بمثلها ( إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ) فمن بره بنا ورحمته إيانا، أنالنا رضاه والجنة، ووقانا سخطه والنار ،فلا تترك الدعاء ابدا “إن عذاب ربك لواقع”آية عظيمة تنقاد لها القلوب الخائفة،كان عمر رضي الله عنه إذا قرأ هذه اﻵية يمرض حتى يعاد لشدة وقعها على القلب (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان)قال ابن عباس:إن الله يرفع للمؤمن ذريته,وإن كانوا دونه في العمل ليقربهم عينه “كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون” عن يوم تترك فيه طعامك وشرابك ابتغاء مرضات الله…أتظنه ينساه الكريم لك؟ أهمية التسبيح والعبادة في تهيئة الطمأنينة النفسية للمسلم (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم) (فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) تسلية وعناية ولطف من الله سبحانه لرسوله الكريم ومع ذلك يوصيه بالتسبيح فالتوكل يتطلب العمل (إنا كنا من قبل ندعوه) دعواتك في الدنيا وإن لم تستجب فإنها مدخرة لك في الآخرة لتفرح بنعيم الجنة فاصبر وأكثر من الدعاء. {إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم}من رحمته سبحانه أنه لايجمع على عبده خَوْفَين ولاأمنَيْن، ( أفسحرٌ هذا أم أنتم لاتبصرون) أمام النار انتفى التكذيب، وتجلت الحقائق، وانتهت الفرصة،وذهل العقل من هول المشهد حتى اتهمت الأعين. (والذين ءامنواواتبعتهم ذريتهم بإيمان الحقنابهم ذريتهم وما ألتنهم من عملهم من شيء)حتى في الجنةمن تمام نعيمالأباء؛أنه يلحق بهن ذريتهم ﴿يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون﴾ كل من كاد لهذا الدين سيندم على كيده يوم لا ينفع الندم.     تغريدات حسابي إسلاميات تحت وسم المجلس والتي لم يعاد تغريدها من قبل الضيف مقصد السورة: تحقيق الوعد الإلهي بالوعيد الأخروي هو من أثبت الثوابت الطور والجبال الرواسي تسير يوم القيامةسيرا والسماء (السقف المرفوع) تمور ويبقى الكتاب المسطور شاهدا على كل صغيرة وكبيرة (إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين) من أشفق من عذاب الله في الدنيا أمّنه الله في الآخرة(فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم) (إن المتقين في جنات ونعيم) ذكر الأكل والشراب وقرةالعين بإلحاق الذرية والمسكن والخدم والحديث ألم تتشوف أرواحنا للنعيم؟! ممايعين على الحياة وابتلاءاتها ومواجهة المعاندين: الصبر(واصبر) التسبيح(وسبح بحمد ربك) كثرة الذكر(ومن الليل فسبحه) مهما كان قربك من الله (فإنك بأعيننا) فهذا لا يقلل من حاجتك للتسبيح وكثرة الذكر والقيام بين يدي ربك صابرا مستعينا به (ومن الليل فسبّحه) الليل للتسبيح والتقرب إلى الله فماذا نقول وقد طال فيه نومنا وقلّ قيامنا والبعض حوّله مرتعا للسهر!!   جمع التغريدات: إسلاميات  
  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      182567
    • إجمالي المشاركات
      2536177
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93298
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    Hend khaled
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×