اذهبي الى المحتوى
نور الاسلام 2

أحكى لطفلك طفولته صلى الله عليه وسلم

المشاركات التي تم ترشيحها

post-25272-1253861527.gif

 

 

 

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

حكاية زواج هاشم

 

 

عندما أشتد الفقر والجوع بالناس فى مكة فكر عمرو بن مناف ( هاشم جد النبي ) في أمر يفرج به عن أهله فكان يسافر إلي الشام صيفا و في الشتاء إلي اليمن لكي يتاجر و يتأتي بالطعام إلي قومه فكان أول من علَّم أهل مكة التجارة إلي الشام و اليمن و قد ذكر الله تعالي هاتين الرحلتين في سورة قريش ،

و في إحدي المرات وعندما كان هاشم مسافراً إلي الشام مر بيثرب _ المدينة _ فتزوج سلمي بنت عمرو إحدي سيدات بني النجار و تركها وهي حامل بإبنه عبد المطلب لتلد بين أهلها الذين كانو قد اشترطوا عليه أن تلد سلمي بينهم

 

 

 

 

حكاية بئر زمزم

 

 

 

 

و مرت الأعوام,وولدت سلمى بنت عمرو عبد المطلب بن هاشم جد النبى صلى الله عليه وسلم, وكبر عبد المطلب, و قدر الله له أن يعيش فى مكة بلد أبيه , وكان عبد المطلب يسقى الحجيج الذين يأتون للحج بمكة , ويقوم بخدمة بيت الحرام , فالتف الناس حوله , وجعلوه زعيما لهم. وكان عبد المطلب يحب بيت الله الحرام , وكان قد سمع عن بئر زمزم التى حفرت , فتمنى أن يعرف مكانها ليعيد حفرها من جديد. و فى ليلة من الليالى,رأى عبد المطلب فى المنام من ينادى عليه قائلا: احفر بئر زمزم . وتكرر هذا الأمر أكثر من مرة , و رأى مكانها فى المنام. فأخبر قومه بذلك فاستهزئوا به , ولم يصدقوه , و لم يكن عند عبد المطلب إلا ولد واحد , إسمه حارث , فطلب منه أن يساعده فى حفر البئر , فقام عبد المطلب وابنه الحارث يحفران بئر زمزم .

 

 

نذر عبد المطلب

 

 

وعندما أعيدت البئر مرة أخرى , قاسمه قومه فيها , فأحس بالظلم والضعف , فقد شاركه قومه فى البئر التى حفرها , لأنه لا أولاد له إلا حارث , فرفع عبد المطلب يديه إلى السماء , يدعوا الله تعالى أن يرزقه عشرة من الأولاد .

 

 

و نذر إن أعطاه الله عشرة من الأبناء أن يذبح واحدا منهم , تقربا إلى الله تعالى .

 

و كان ذلك بالطبع قبل الإسلام , ولم يكن يعرف عبد المطلب أن ذبح الولد الحرام , و لكنه كان يقصد أن يتقربب إلى الله يذبح أغلى من عنده وهو ولده .

 

 

 

حكاية الذبيح

 

 

أتعرفون أن عبد الله والد الرسول كان سيذبح ؟

 

 

 

لقد مرت سنوات على عبد المطلب, و قد إستجاب الله دعاءه , و حقق رجاءه , فقد رزقه عشرة من الأولاد , فأحس بنعمة الله , و فرح فرحا شديدا , فإن أولاده سيساعدونه , و يكونون له عونا , لأن العرب فىالجاهلية كانت القوة هى التى تسودهم , فالقوى يأكل الضعيف , و لكن ظهر الحزن على وجه عبد المطلب , فقد تذكر نذره و وعده أن يذبح واحداً من أولاده إن رزقه الله عشرة من الأولاد . و قرر عبد المطلب أن يضحى بأحد أولاده , كما وعد الله بذلك , وفكر عبد المطلب من يذبح من أولاده؟ ولكنه ترك الأمر لله , فأجرى قرعة بين أولاده , فكانت المفاجأة , لقد خرج سهم عبد الله أصغر أولاده , و أحبهم إلى قلبه , فأعاد القرعة , و لكنها كانت كل مرة تخرج على عبد الله.

فداء عبد الله

 

 

فظل عبد المطلب مهموما, ماذا يفعل ؟ لقد خرجت القرعة على أحب أولاده إليه و أصغرهم , إنه عبد الله فاستشاره قومه , فأشارت عليه كاهنه أن يفتدى ولده بالإبل , وعمل عبد المطلب بنصيحة الكاهنة , فكانت القرعة تخرج على عبد الله , فكان يزيد عدد الإبل , حتى بلغت مائة , و عندئذ وقعت القرعة على الإبل , فذبح عبد المطلب مائة من الإبل , فداء لولده عبد الله , ووزعها إلى الفقراء و المساكين , و أطعم أهله و عشيرة , و أعم أهله وعشيرته , و حمد عبد المطلب الله على نجاة إبنه عبد الله , فأخذه فى حضنه , و غمرة بعطفة وحنانه,

 

 

 

حكاية زواج عبد الله

 

و كبر عبد الله بن عبد المطلب , و كان أكرم شباب قريش , و أحسنهم أخلاقا , و أجملهم منظرا , و رأى عبد المطلب ولده قد كبر , ففكر فى أن يزوجه , لأن الزنى كان منتشرا بين العرب فى الجاهلية , لكن عبد المطلب كان يربى أولاده على العفة و الطهارة , فرشح له عبد المطلب أن يتزوج آمنة بنت وهب ، أطهر نساء بنى زهرة و سيدتهم . و تزوج عبد الله من آمنة ، و كانت مكة كلها فرحة بهذا الزواج المبارك بين رجل صالح و إمرأة صالحة . و عاش عبد الله مع آمنة بضعة شهور ، و استأذنها فى الخروج للتجارة ، و لكن عبد الله مات فى الطريق فى المدينة ، و كانت آمنة حاملا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لما عادت القافلة إنتظرت آمنة زوجها ، و لكنه لم يعد , فقد علمت أنه مات , فحزنت عليه حزنا شديدا , و حزن عليه أبوه عبد المطلب , و انتظر الجميع ميلاد ابن عبد الله .

 

 

 

حكاية حادثة الفيل

 

 

و مات عبد الله ، و عاشت آمنة فى بيت زوجها تنتظر مولودها . و فى يوم من الأيام ، خرج أهل مكة خائفين , فقد علموا أن أبرهة قد آتى بجيش كبير يتقدمه فيل ضخم ليهدم الكعبة بيت الله الحرام , وكان أبرهة قد أخذ إبلاً لعبد المطلب , فطلب عبد المطلب أن يقابله , فلما كلم عبد المطلب أبرهة , قال له: لقد أخذت إبلاً منى , فردها إلى . فقال إبرهة: حسبتك جئت لتقول لي لا تهدم البيت الحرام . فرد عليه عبد المطلب . أما الإبل , فأنا صاحبها , وللبيت رب يحميه .

 

و كان أبرهة يقصد بهدم الكعبة أن ينصرف الناس عنها , ليحجوا إلى الكنيسة التى بناها فى اليمن . و خرج أهل مكة إلى الجبال , و دخل أبرهة بجيشه, ومعه فيل ضخم , و تقدم نحو الكعبة ليهدمها , و لكن الله أمرالفيل ألا يتحرك , و رقد الفيل , فكانوا يضربونه , و لكنه أصر على ألا يتحرك , و أرسل الله طيرا صغيرة , تحمل فى أرجلها حجارة من نار , تقتل جيش أبرهة , و حمى الله البيت الحرام من الهدم .

 

 

 

 

و فى نفس عام الفيل , يوم الإثنين , الثانى عشر من شهر ربيع الأول عام 571 م , خرجت ثويبة الأسلمية خادمة أبى لهب بن عبد المطلب تسرع إلى سيدها , و تبشره بميلاد إبن أخيه , ففرح فرحا شديدا, إذهبى فأنت حرة

 

و قد كافأ الله أبا لهب لصنيعه هذا , فإنه - سبحانه - سيخفف عنه العذاب يوم القيامة كل يوم اثنين , لأنه فرح بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم , و أعتق خادمته

 

 

 

و كانت الشفاء بنت عوف بن الحارث أم عبد الرحمن بن عوف هى التى تولت ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم فى بيت أبى طالب

 

 

 

و أرسلت آمنة إلى جده من يخبره بميلاد الرسول فنظر إلى السماء وشكر الله تعالى , و أتى إليه , و نظر إلى قلبه , و حمله و ذهب به إلى الكعبة , و دخل به الكعبة و هو يشكر الله تعالى , و يدعو للمولود أن يبارك فيه , ثم خرج به ليعيده إلى أمه .

 

و فى اليوم السابع من الميلاد , قام عبد المطلب بختانه , و صنع له وليمة دعا إليها الناس , و سماه محمدا .

 

و عند الكعبة , سألت قريش عبد المطلب : لماذا لم تسمه كأسماء قبيلتك , و سميته محمدا؟

 

فقال : أردت أن يحمده الله فى السماء , و يحمده الناس فى الأرض.

 

حكاية رضاعة الرسول

 

 

و كان من عادة العرب أن يرسلوا أولادهم فى سن الرضاعة إلى البداية , لأن البادية أحسن هواء , و أنقى جوا , كما أن سكان البادية أفصح فى اللسان و الكلام .

 

و من قبيلة بنى سعد , خرجت مجموعة من النسوة , وكان من بينهن حليمة السعدية , خرجت هى و زوجها , و معهما ولد رضيع , على أتان لها (أنثى الحمار) , و معهما ناقة عجوز , و كان ذلك فى سنة مجدبة , و كانت حليمة آخر الركب , لضعف أتانها .

 

و لما وصلت النسوة من بنى سعد إلى مكة المكرمة , أخذت كل واحدة تبحث عن رضيع لها , و ترجو أن يكون أبوه غنيا , حتى يعطيها مالا جزيلا , و قدر الله تعالى أن تأخذ كل من النسوة رضيعا , و لما عُرض عليها و على زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبوه حبا شديدا .

 

 

 

أولى بركات الرسول صلى الله عليه وسلم

 

 

و مع علمها أنه يتيم , و لكن حليمة تعلق قلبها بالرضيع فأخذته و رجت من الله أن يكون فيه بركة , فقالت لزوجها : سآخذ محمد بن عبد الله ، عسى أن يكون فيه بركة لنا . فقال زوجها : نعم يا حليمة , خذيه , فوالله إنى لأرجو أن يرزقنا الله به رزقا حلالا , و بركه من عنده .

 

و أخذت حليمة الرسول صلى الله عليه وسلم و سعدت به سعادة بالغة , و ما إن وضعته على صدرها , حتى إمتلأ ثديها باللبن , فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يرضع منها حتى شبع , ثم أخذت و لدها فأرضعته . فكان ذلك أول بركات الرسول صلى الله عليه وسلم , و نظرت حليمة إلى زوجها , و نظر إليها , و هما يحمدان الله تعالى , فقد تحقق ما كانا يتوقعان , فهذه أول بركات الرسول صلى الله عليه وسلم .

 

 

 

 

قالت حليمة:لم يبقَ من صواحبي امرأة إلا أخذت صبيًا غيري فكرهت أن أرجع ولم آخذ شيئًا، فقلت لزوجي والله لأرجعن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه. قالت فأتيته فأخذته ورجعت إلى رحلي، فقال زوجي: قد أخذتيه، فقلت نعم والله، فقال: عسى أن تكون فيه بركة. فأخذتـُه فسعدتٌ بأخذه، وأقبل عليه ثدياها بما شاء الله من اللبن، وشرب من اللبن حتى تركه من الشبع، ، فكان ذلك اولى بركات الرسول صلى الله عليه و سلم . و لما أن الرحيل ، وودعت حليمة السعدية آمنة بنت وهب أم الرسول الله صلى الله عليه وسلم ،وجاءت حليمة لتركب آتانها فإذا بالآتان تسرع في المشي ،وقد لاحظ نسوة بنى سعد ذلك ، فقلن لها : أليست أتانك الضعيفة يا بنت أبى ذؤيب ؟! فقالت : بلى ، و لكنها غلامى الرضيع . فكان لك ثاني بركات الرسول الله صلى الله عليه وسلم . و عند حلب ماعز ضعيفة فوجىء زوجها بأنها تدر لبنا وفيراً ببركة الرضيع. وكان ذلك ثالث بركات النبي صلى الله عليه وسلم

 

و مكث الرسول صلى الله عليه وسلم فى بنى سعد سنتين كاملتين .

 

ثم ذهبت حليمة إلى آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم تستأذنها أن تبقى لها محمداً , حتى يشب , ويكبرفلما سألت آمنة : و لماذا تريدين أن يبقى معك محمد يا حليمة ؟ فقالت لها : يا سيدتى , و الله , لقد أحببت محمداً حباً شديداً , منذ أخذته منك , و ما زالت بركات الله تنزل علينا , منذ أن أخذناه . فقالت آمنة : والله , إن إبنى هذا سيكون شأن , فاحفظيه يا حليمة . فقالت : لا تخافى يا سيدتى , فمحمد فى عينى , و عادت حليمة السعدية برسول الله صلى الله عليه وسلم فرحة , فإن بركة ستبقى معنا سنين أخرى . و لما شب الرسول صلى الله عليه وسلم , بدأ يخرج يرعى الأغنام لحليمة السعديه , و كان كلما نزل بمكان من إخوته من حليمة , وجد فيه عشبا كثيرا , فكانت النساء تقول لأولادهن : اسرحوا , حيث يسرح راعى حليمة السعدية , لما كن يرين من بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 

حكاية شق الصدر

 

 

و فى يوم من الأيام , خرج الرسول صلى الله عليه وسلم مع ابن حليمة السعدية يرعان الغنم , فإذا برجلين عظيمين , يأخذان رسول الله صلى الله عليه وسلم و يرقدانه , و يشقان صدره , و كان إخوة من الرضاعة يشاهد ما يحدث له عن قرب , فخاف عليه , و أسرع راجعا إلى أمه ليحكى لها ما شاهده .

 

فأسرعت حليمة السعدية نحو المكان الذى يرعى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم , و فوجئت أنه سليم معافى , لكنه كان فيه أصفار فى الوجه , فسألته عما حدث, فحكى لها, فضمته إلى صدرها , و خافت عليه , فرجعت به إلى السيدة آمنة تحكى لها ما حدث , فطمأنتها السيدة آمنة , و عاد النبى صلى الله عليه وسلم مرة أخرى إلى بادية بنى سعد .

 

 

حكاية كفالة عبد المطلب

 

 

و لم يمكث الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرا بعد حادثة شق الصدر فى بنى سعد , فقد رجع إلى أمه آمنة , لينعم بحنانها , و كانت تحاول أن تعوضه اليتم الذى عاشه .

 

و تذكرت آمنة زوجها عبد الله , و أرادت أن تزور قبره مع إبنها محمد , فسافرت إلى يثرب (المدينة المنورة) , فنزلت فى دار النابغة عند أخوال جد النبى بنى النجار , و مكثت هناك شهرا , و لما رأى اليهود محمدا فعرفوا أنه نبى هذه الأمة , و قالوا : هذا نبى هذه الأمة , ويثرب هى البلدة التى سيهاجر إليها , فخافت آمنة عليه , فرجعت به , و كان معها أم أيمن , و هى التى أخبرتها بما كان يقول اليهود , و فى الطريق إلى مكة , مرضت آمنة , و ماتت , و دفنت فى مكان يسمى ((الأبواء)) و عادت أم أيمن حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم به , ليكون فى كفالة جده عبد المطلب.

 

 

 

 

 

بصورة مبسطة

تستطيعى ان تحكى لابنائك

 

منقول للإفادة

تم تعديل بواسطة { الــهـــا م }
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيكي اختي نور الاسلام.

نعم حكايات مبسطة و سهلة الفهم.

مشكورة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حادثة شق الصدر التي حدثت لمحمد (صلَّى الله عليه وسلم) في بني سعد:

مكث "محمد" في مضارب "بني سعد" خمس سنوات، صح فيها بدنه واطَّرد نماؤه، وهذه السنوات الخمس هي عمر الطفل. فلا ينتظر أن يقع فيها شيء يذكر. غير أن السنن الصحاح سجلت في هذه الفترة ما عرف بعد بحادث "شق الصدر".عن أنس أن رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه، فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرجه، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك: ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده إلى مكانه. وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني مرضعته- أن محمداً قد قتل. فاستقبلوه وهو منتقع اللون.

وهذه القصة التي روعت حليمة وزوجها، ومحمد مسترضع فيهم، نجدها قد تكررت مرة أخرى ومحمد عليه الصلاة والسلام رسول جاوز الخمسين من عمره، فعن مالك بن صعصعة أن رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) حدثهم عن ليلة أسري به قال: بينا أنا في الحطيم -وربما قال في الحِجْر- مضطجع بين النائم واليقظان أتاني آت، فشق ما بين هذه إلى هذه -يعني ثغرة نحره إلى شعرته- قال: فاستخرج قلبي: ثم أتيت بطست من ذهب مملوء إيماناً، فغسل قلبي، ثم حشي ثم أعيد....

لو كان الشر إفراز غدة في الجسم ينحسم بانحسامها؛ أو لو كان الخير مادة يزود بها القلب كما تزود الطائرة بالوقود فتستطيع السمو والتحليق.. لقلنا: إن ظواهر الآثار مقصودة. ولكن أمر الخير والشر أبعد من ذلك؛ بل من البديهي أنه بالناحية الروحية في الإنسان ألصق. وإذا اتصل الأمر بالحدود التي يعمل الروح في نطاقها، أو بتعبير آخر عندما ينتهي البحث إلى ضرورة استكشاف الوسائل التي يسيِّر بها الروح هذا الغلاف المنسوج من اللحم والدم، يصبح البحث لا جدوى منه، لأنه فوق الطاقة.

وشيء واحد هو الذي نستطيع استنتاجه من هذه الآثار، أن بشراً ممتازاً كمحمد لا تدعه العناية غرضاً للوساوس الصغيرة التي تناوش غيره من سائر الناس. فإذا كانت للشر "موجات" تملأ الآفاق، وكانت هناك قلوب تسرع إلى التقاطها والتأثر بها فقلوب النبيين -بتولي الله لها- لا تستقبل هذه التيارات الخبيثة ولا تهتز لها. وبذلك يكون جهد المرسلين في "متابعة الترقي" لا في "مقاومة التدلي" وفي تطهير العامة من المنكر لا في التطهر منه، فقد عافاهم الله من لوثاته.

عن عبدالله بن مسعود قال رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم): "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة". قالوا: وإياك يا رسول الله قال: "وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير".

وفي حديث عن عائشة، قال لها رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم). أغِرتِ؟ قالت: وما لمثلي لا يغار على مثلك! فقال لها رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم): لقد جاءك شيطانك! قالت: أو معي شيطان؟ قال: ليس أحد إلا ومعه شيطان. قالت: ومعك؟ قال نعم، ولكن أعانني الله عليه فأسلم أي انقاد وأذعن فلا يستطيع أن يهجس بشر.

ولعل أحاديث شق الصدر تشير إلى هذه الحصانات التي أضفاها الله على محمد (صلَّى الله عليه وسلم) فجعلته من طفولته بنجوة قصية عن مزالق الطبع الإنساني ومفاتن الحياة الأرضية، وقد أورد الخازن في تفسيره القصة الأولى -أيام الرضاعة- عند تفسيره لقول الله عز وجل: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ. الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ..}.

وشرح الصدر الذي عنته الآيات ليس نتيجة جراحة يجريها مَلَك أو طبيب ويحسن أن تعرف شيئاً عن أساليب الحقيقة والمجاز التي تقع في السنة.

عن عائشة أن بعض أزواج النبي (صلَّى الله عليه وسلم) قلن: يا رسول الله، أينا أسرع بك لحوقاً؟ قال: أطولكن يداً. فأخذن قصبة يذرعنها فكانت سودة أطولهن يداً، فعلمنا بعد أنما كان طول يدها بالصدقة. وكانت تحب الصدقة وكانت أسرعنا لحوقا به....

آب "محمد" (صلَّى الله عليه وسلم) إلى مكة بعد أعوام طيبة قضاها في البادية،... آب ليجد أماً كريمة حبست نفسها عليه، وشيخاً مهيباً يلتمس في مرآه العزاء عن ابنه الذي خلّى مكانه في شرخ الشباب. وكأن الأيام أبت له قراراً بين هذه الصدور الرقيقة، فأخذت تحرمه منها، واحداً بعد الآخر.

رأت "آمنة" -وفاء لذكرى زوجها الراحل- أن تزور قبره بـ "يثرب" فخرجت من "مكة" قاطعة رحلة تبلغ خمسمائة كيلومتر في الذهاب غير مثيلتها في الإياب، ومعها في هذه السفرة الشاقة ابنها "محمد" (صلَّى الله عليه وسلم) وخادمتها "أم أيمن" وعبدالله لم يمت في أرض غريبة فقد مات بين أخواله بني النجار. قال ابن الأثير:

إن هاشماً شخص في تجارة إلى الشام فلما قدم المدينة نزل على عمرو بن لبيد الخزرجي، فرأى ابنته

سلمى" فأعجبته، فتزوجها، وشرط أبوها ألا تلد ولداً إلا في أهلها، ثم مضى هاشم لوجهه. وعاد من الشام فبنى بها في أهلها ثم حملها إلى مكة فحملت. فلما أثقلت ردها إلى أهلها ومضى إلى الشام فمات بـ "غزة" وولدت له "سلمى" عبد المطلب فمكث في المدينة سبع سنين...".

وقد ظل محمد عليه الصلاة والسلام لدى أخواله قريباً من قبر أبيه نحو شهر. ثم قفل عائداً إلى مكة. وإذا المرض يلاحق أمه ويلح عليها في أوائل الطريق فماتت بـ "الأبواء" وتركته وحيداً مع الخادم المشدوهة لحال طفل يفقد أباه وهو جنين، ويفقد أمه وهو ابن خمس سنين.

إن المصاب الجديد نكأ الجروح القديمة مما جعل مشاعر الحنو في فؤاد "عبد المطلب" تربو نحو الصبي الناشىء، فكان لا يدعه لوحدته المفروضة، بل يؤثر أن يصحبه في مجالسه العامة. كان إذا جلس على فراشه بجوار الكعبة، أدناه منه في حين يجلس الشيوخ حوله.

وقد تأخرت سن عبد المطلب حتى قيل: إنه توفي وله مائة وعشرون سنة إلا أنه فارق الحياة وعمر "محمد" يناهز الثمانية. فرأى -قبل وفاته- أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبي طالب.

ونهض أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه، ضمه إلى ولده وقدمه عليهم، واختصه بفضل احترام وتقدير. وظل فوق أربعين سنة يعز جانبه ويبسط عليه حمايته، ويصادق ويخاصم من أجله.

ودرج محمد عليه الصلاة والسلام في بيت أبي طالب والسن تمضي به قدماً إلى الوعي العميق بما حوله. فأصر على أن يشارك عمه هموم العيش، إذ كان أبو طالب -على كثرة أولاده- قليل المال، فلما قرر أن يمضي على سنن آبائه في متابعة الرحيل إلى الشام ابتغاء الاتجار والربح قرر أن يكون معه. وكان عمره نحو الثلاث عشرة سنة

 

أحبك فى الله

تم تعديل بواسطة { الــهـــا م }

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيراً

أختى الغالية

سلماء

تم تعديل بواسطة نور الاسلام 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×