اذهبي الى المحتوى
~ كفى يا نفس ~

ஓ♥♡ سلــ ( أتوب .. وأعود ) ــسلة ... ♡♥ஓ

المشاركات التي تم ترشيحها

post-30765-1272867667.gif

الجزء السادس (6)

 

 

الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

 

فإن من أعظم نعم الله عز وجل أن فتح باب التوبة،وجعله فجرأ تبدأ معه رحلة العودة بقلوب منكسرة،ودموع منسكبة، وجباه خاضعة

 

فجد في التوبة وسارع إليها فليس للعبد مستراح إلا تحت شجرة طوبى، ولا للمحب قرار إلا يوم المزيد فسارع إلى التوبة، وهب من

 

الغفلة، واعلم أن خير أيامك يوم العودة إلى الله عز وجل، فاصدق في ذلك السير وليهنئك حديث رسول الله : « لله أشد فرحا بتوبة

 

عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع

 

في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا

 

ربك، أخطأ من شدة الفرح » [رواه مسلم].

 

ومع هذا الفضل الكبير للتوبة و للعائد إلى الله الا ان هناك الكثير من العوائق التى تعوق التوبة ومنها :

 

 

post-30765-1272867699.gif

 

عوائــــــــــــــــــــــــــــق التــــــــــــــــــــــــوبـــــــة

 

 

العائق الثالث من عوائق التوبة: الاعتذار والتعلل والبحث عن المبررات:

 

من أخطر عوائق التوبة تزيين الشيطان عندما تقول لإمرأة إنّك متبرّجة لم لا ترتدين الخمار.. تقول لك إنها ظروف إنّ زوجي لا يرضى وأبي لا يرضى.. وهذا هو البحث عن المبرر.. وإذا سألت حليق اللحية: لم تحلقها..؟ يقول: طاعة الأب.. وبرّ الوالدين فرض.. مبررات.. إنه الهوى.. أو ما يسمى بالمنطق التبريري وهو أكبر مرض يواجه شباب الصحوة..

 

تزيين الشيطان:{ أفمن زيّن له سوء عمله فرءاه حسنا} [فاطر:8] نجد هذا يطيل ثوبه ويقول إنه لا يطيله بسبب الكبر.. وإذا كانت الموضة تأمر بأن يكون رداء الرجل حتى الركبة لاتبعها الجميع ويتناسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما يقول إسبال الثوب، إسبال في النار.. فههنا تخرج علينا المبررات.. هذا هو تزيين الشيطان..

 

والعلاج الدافع لهذا السبب: طلب العلم، واتهام النفس.

العائق الرابع: الاغترار بستر الله وتوالي نعمه.

 

فإذا أذنب العبد الذنب وستره الله.. فيظن أن الستر إنما كان بحسن تخطيطه.. ولم يفكر أن القضية ليست بحسن التخطيط وإنما القضية بستر الحلم عليه..

 

وعلاج هذا الخوف من العقوبة بهتك الستر المسبل عليك.. والعلم بأن الإمهال استدراج قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:" إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحبّ وهو مقيك على معاصيه فاعلم إنما ذلك منه إستدراج" أخرجه الامام أحمد (16860) في مسند الشاميين، وقال الشيخ الألباني رحمه الله إسناده جيد "مشكاة المصابيح" (5201).

 

وقال تعالى:{ فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون* وأملي لهم، إنّ كيدي متين} [القلم:44-45]. لله المثل الأعلى لكننا سنطرح هنا مثالا.. بموظف دخل في مرة ووجد نقودا في درج المكتب الخاص للمدير فأخذها.. فأخذ الشك المدير فيه فماذا يعمل؟

 

إنه في مرة أخرى يضع نقودا في نفس الدرج.. ويتغافل حتى يضع الموظف يده في الدرج لأخذ النقود فعندها يمسكه ويقول إنه ما فصله من عمله في المرة الأولى إلا لعدم التأكد..

 

إنّ هذا مثال الاستدراج ولله المثل الأعلى.. فتجد الشاب قد فعل كذا وكذا وستره الله.. ويطلب من الله الرزق فيعطيه.. وقد قلنا من قبل وحذرنا.. فإياك أن تظن أن إجابة الله لدعائك كرامة.. فقد يعطي الله العبد ما يطلب وهو يكرهه ليكون فيه هلاكه..

 

أليس الله قد أجاب إبليس دعوته وهو أبغض خلقه إليه.. عندما قال له إبليس:{ قال ربّ فأنظرني الى يوم يبعثون* قال فإنك من المنظرين} [الحجر: 36-37].

 

فأنت تطلب الرزق.. والزوجة الجميلة.. الطيبة.. والوظيفة المريحة.. فيعطيك وعندها تظن أن الله يحبك.. ألا ترى معاصيك ومخازيك.. ألا تتدبر قول الله تعالى:{ إنما نملي لهم ليزدادوا إثما} [آل عمران: 178].

 

واستمع لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنّ الله يعطي الدنيا لمن يحبّ ومن لا يحبّ".

 

فانظر الى الدنيا لقد أعطاها الله للكفرة والفاسقين أيعني ذلك أنه يحبهم.. أبدا.. فخف من الله قدر قربه منك.. وارجوه قدر قربه منك.. ولا يأمن مكر الله إلا القوم الفاسقون.

 

 

العائق الخامس من عوائق التوبة: تعلق الذنب بأحكام يخشى العاصي منها بعد التوبة:

 

فإن الشاب قد يزني.. وهو قد سمع ان من زنى يزنى به ولو في جدار بيته فيقول.. إذان لم أتوب.. فإذا سمع قول الله {الزاني لا لاينكح إلا زانية } [النور:3] فيقول إذن لن أتزوج فإنّ من أتزوجها لا بد وأن تكون زانية ونسي قول الله سبحانه وتعالى:{ ولا تزر وازرة وزر أخرى} [الأنعام:164] المقصود أن القلب قد يتعلق بأحكام.. فقد يظن أنه لو تاب سيرجم ويقام عليه الحد فيقول دعني مع الذنوب إذن.. من سرق مالا يؤمر بعد التوبة أن يرد المظالم..

 

فإذا لم يستطع قال لك دعني فلا فائدة ولكن لا يجب الاستسلام لتلبيس إبليس الذي يصنع من الذنب خمدقا يحاصرك فيه فلا تخرج من الذنب أبدا فيقول هل ستتوب.. إنّك لن تستطيع.. إنّك لا تصلح للتوبة.. ولا بدّ أن ننسى قول الله تعالى:{ إنّ الله يغفر الذنوب جميعا} [الزمر:53] وأنه سبحانه يقبل التوبة عن عباده وقد قال سبحانه وتعالى { ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون} [الحجر: 56] فلا تقنطوا من رحمة الله والتوبة تجب ما قبلها.. قال ربنا { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} [الزمر:53].

 

العائق السادس من عوائق التوبة: الابتلاءات التي تقع على التائب بعد التوبة:

 

يقول ربنا تبارك وتعالى:{ أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين} [العنكبوت 2-3] لا بد هنا من العلم بأنك عندما تتوب سيعاديك أهلك.. ستجد نفسك بعد ان كنت حليقا.. ترتدي أحد الموضات.. متعطرا يتهافت عليك الناس في الوظائف.. وعندما تبت الى الله ورجعت اليه فأعفيت لحيتك ولبيت القميص الأبيض والعمامة تبحث عن عمل فلا تجد.. فعندها يجب أن تتذكر قول الله تعالى عندما يقول:{ ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير إطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه وخسر الدنيا والآخرة} [الحج:11]. ستجد العداء ن زملائك في العمل المدير مثلا قد تنافقه عندما شعرت أن النفاق هو العملة الرابحة أما الآن فإذا دخلت قلت السلام عليكم.. يقول اللهم اكفنا شرّ هذا النهار.. وهكذا النفاق الاجتماعي وعلى ذلك فقس..

 

المقصود ستجد العداء من المدير والزملاء.. الهل والأقارب.. الزوجة والأصدقاء.. الجيران.. عداء من جميع الجبهات.. قال ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم: ليتني أكون معك يوم يخرجك قومك فقال له مرتاعا:" أومخرجيّ هم"؟ قال: نهم.. لم يأت رجل قط بما جئت إلا عودي. أخرجه البخاري (4) كتاب بدء الوحي، ومسلم (160) كتاب الايمان.

 

هذا هو محمد الصادق الأمين.. اما عن قوم صالح فقد قالوا:{ ياصالح قد كنت فينا مرجوّا من قبل هذا} [هود:62].. كنا نحبك.. ماذا جرى لك لترافق المتطرفين.. أجننت.. فحين يرى العداء يفاجأ بأن الدنيا قد اشتعلت من حوله فيعود من حيث أتى.. ولكن اعلم قول الله تعالى:{ ولينصرنّ الله من ينصره} [الحج:40]. هذه سنّة الله التكوينية أن يكون العداء في البداية ثم يكون ظهور الحق، قال الامام الشافعي:" لا تمكين حتى تبتلى" الكل سيعلم أنك على حق.. واعلم إنك إما ستكون شهادة حق للاسلام وإما أن تكون شهادة زور ضد الاسلام حين تعود لتلك الشرور والمعاصي..

 

قلنا مرارا وتكرارا إنّ إنتصار المسلمين يوم حورصروا فيالشعب ثلاث سنين لم يكن أقل من انتصارهم في غزوة بدر لأن المشركين حين رأوا الثبات قالوا إن المسلمين على حق.. وكذلك فعندما يرون منك الثبات سيقولون إنّ الملتزمين على حق.. فإياك أن ترجع، واستعن بالله واثبت.

 

post-30765-1272867699.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-30765-1272867699.gif

العائق الأخير: العصرة التي تصيب قلب التائب:

 

يقول ابن القيّم في كتاب " طريق الهجرتين" ص 340 دار الحديث، ها هنا دقيقة قلّ من من يتفطن لها إلا فقيه في هذا الشأن.. رحم الله ابن القيّم ورضي عنه.. قال وهي أن كل تائب لا بد له في أول توبته من عصرة وضغطة في قلبه.. من همّ أو غم.. من ضيق أو حزن.. يجب أن تشعر بهذه العصرة عندما تتوب.. الخوف من أن تكون قد ضللت الطريق.. فأنت لا تعرف جوانب الطريق.. لا تدري أوله ولا تعلم الى أين يفضي بك آخره.. ويقول ابن القيّم: ولو لم يكن إلا تألمه بفراق محبوبه.. فقد كانت الذنوب محبوباته.. أنيسته في وحشته.. فعندما يتوب سوف يفقد هذا الأنيس.. سوف يفقد أشياء كان يحبها.. سيتألم لفراق عيوبه التي لازمته ردحا من الزمان.. فينضغط قلبه وينعصر لذلك ويضيق صدره.. فأكثر الخلق يتوبون ثم ينكثون على أعقابهم ويعودوا الى المعاصي لأجل هذه المحبة للمعاصي.. والعالم الموفق يعلم أن الفرحة والسرور واللذة الحاصلة عقيب التوبة تكون على قدر هذه العصرة أقوى وأشد كانت الفرحة واللذة أكمل وأتم..

 

إنّ هذه العصرة دليل على حياة قلبك وقوة استعداده.. لو كان قلبك ميتا واستعدادك ضعيفا لما انعصر.. واعلم أن الشيطان لص الإيمان.. واللص إنما يقصد المكان المعمور.. بمعنى أن يحاول سرقة الايمان من القلب المعمور بالإيمان.. إنه لا يذهب الى المقهى أو الى الملهى.. فمن يجلس هناك ليس في قلبه ما يسرق.. إنما يقصد المكان المعمور من اجل السرقة..

 

لما قيل لإبن عباس إنّ اليهود يقولون نحن لا نوسوس في الصلاة.. قال: سبحان الله كيف يوسوس الشيطان لشيطان.. هم الشياطين.. والشيطان لص الإيمان.. والشيطان إنما يقصد المكان المعمور أما المكان الخرب فلا يرجو أن يظفر منه بشيء.. فإذا قويت المعارضات الشيطانية.. قويت العصرة.. فيوسوس لمن لبست النقاب.. ما الذي دفعك لهذه الفعلة الشنعاء.. أما انتظرت حتى تتزوجين.. ويوسوس لمن التزم وأعفى اللحية أما كنت انتظرت قليلا قبل الالتزام حتى كونت مستقبلك من السرقة.. المقصود أن هذه العصرة وسوسة الشيطان إذا دخل الشيطان ليوسوس دل على أن في قلبك من الخير ما يشتد حرص الشيطان على نزعه منه..

 

إنّ قوة المعارض والمضاد تدل على قوة معارضته وضده..

 

الإنسان القوي إما أن يكون رأسا في الخير أو رأسا في الشر.

إنّ النفوس الأبية القوية إذا كانت خيرة صارت رأسا في الخير وإن كانت شريرة صارت رأسا في الشر ولما كانت رأسا في الشر حرص الشيطان على ألا تبقى في الخير فتحصل قوة مجاذبة بينك وبين الشيطان.

 

فإنه بحسب موافقته لهذا العارض وصبره عليه يثمر له ذلك من اليقين والثبات والعزم ما يوجب زيادة انشراحه وطمأنينته دليل على حرص الشيطان عليك..

 

وهذا دليل قوة إيمان لذلك ينعصر قلبك لأنه لو لم يكن فيه إيمان كان فورا قد عاد من حيث أتى فلذلك ينبغي أن تعلم أن ثباتك وعزمك سيوجب لك بعد النصر انشراحا وطمأنينة..

 

كلما عظم المطلوب كثرت العوارض وهذه سنة الله في الخلق وانظر الى الجنة وعظمها.. انظر في المقابل الى الموانع والقواطع التي حالت دونها.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" حفّت الجنة بالمكاره" مسلم ( 2723) كتاب الجنة وصفة نعيمها، والترمذي (2559) كتاب صفة الجنة. حتى أوجبت أن ذهب من كلّ ألف رجل واحد يدخل الجنة وقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي " يا آدم اخرج بعث النار فيقول آدم وما بعث النار يا رب يقول الله سبحانه وتعالى من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون الى النار وواحد الى الجنة"..

فما السبب؟؟

السبب أن الجنة قد حفت بالموانع والقواطع.. انظر الى محبة الله سبحانه وتعالى والانقطاع اليه والتبتل اليه وحدع والأنس به وحده.. انظر الى محبته واتخاذه وايا ووكيلا وكافيا وحسيبا.. هل يكتسب العبد أشرف من هذا.. انظر الى القواطع والحوائل المانعة دون ذلك.... هل الطرق الموصلة الى محبة الله سبحانه وتعالى بهذه السهولة.. إنّ هذا غير ممكن.. إنّ هذه الطرق تحتاج الى الكثير من المجاهدة لذا ينبغي أن تنتبه الى هذا الأمر.. انتبه الى تلك العصرة الحادثة بالتوبة..

فلما كانت التوبة من أجلّ الأمور وأعظمها نصبت عليها المعارضات والمحن ليتميز الصادق من الكاذب.. وتقع الفتنة ويحصل الابتلاء ويتميز من يصلح ممن لا يصلح.. قال سبحانه:{ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء، فآمنوا بالله ورسله، وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم} [آل عمران: 179].

 

فاصبر على تلك العصرة قليلا.. تفضي بك الى رياض الأنس وجنات القدس.

 

يقول ابن القيّم:

 

ولكن إذا صبر على هذه العصرة قليلا أفضت به الى رياض الأنس وجنات الانشراح وإن لم يصبر { انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين} [الحج:11].

 

فاصبر أخي في الله على تلك العصرة ولا تهتم بها.. وتأمل نصر الله بعد ذلك فهذه العصرة لا بد منها.. وهي علامة من علامات الصحة.. فليطمئن قلبك.. وانطلق .. وانطلق..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-30765-1272867699.gif

 

من أقوالـــــــــــ السلف

 

 

قال يحي بن معاذ رضي الله عنه: ( من أعظم الاغترار عندي: التمادي في الذنوب مع رجاء العفو من غير ندامة، وتوقع القرب من الله تعالى بغير طاعة، وانتظار زرع الجنة ببذر النار، وطلب دار المطيعين بالمعاصي، وانتظار الجزاء بغير عمل، والتمني على الله عز وجل مع الإفراط. ومن أحب الجنة انقطع عن الشهوات، ومن خاف النار انصرف عن السيئات )

 

وقال الحسن البصري: ( إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة، يقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي، وكذب، لو أحسن الظن لأحسن العمل )

 

وقال رحمه الله : ( إن المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة، إن المؤمن يفجؤ الشيء بعجبه فيقول: والله إني لأشتهيك، وإنك لمن حاجتي ولكن والله ما من صلة إليك، هيهات، هيهات، حيل بيني وبينك، ويفرط منه الشيء

فيرجع إلى نفسه فيقول: ما أردت إلى هذا، مالي ولهذا!

 

والله لا أعود لهذا أبدأ إن شاء الله، إن المؤمنين قوم أوثقهم القرآن، وحال بينهم وبين هلكتهم، إن المؤمن أسير في الدنيا، يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئا حتى يلقى الله عز وجل، يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه وبصره ولسانه وجوارحه )

 

أيها السائر في طريق الحياة.. جهاد النفس جهاد طويل وطريق محفوف بالمكاره، مذاقه مر وملمسه خشن، فعليك بالسير في ركاب التائبين حتى تحط رحالك في جنات عدن.

 

وقال الحسن: ( ابن آدم.. إنك تموت وحدك، وتدخل القبر وحدك، وتبعث وحدك، وتحاسب وحدك )

 

فينبغي لكل ذي لب وفطنة أن يحذر عواقب المعاصي، فإنه ليس بين الآدمي وبين الله تعالى قرابة ولا رحم، وإنما هو قائم بالقسط، حاكم بالعدل، وإن كان حلمه يسع الذنوب، وإن شاء أخذ وأخذ باليسير، فالحذر الحذر .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-30765-1272867699.gif

ندعوك أختي الحبيبية للاستماع إلى التسجيلات التالية :

 

~~ من قصص التائبين ~~

 

توبة راقص بآية واحدة !

 

صرخة تائب

 

عـــــــــــــــــائــــــد

 

عائد..نادم..تائب

 

 

~~ وقراءة المقالات التالية للاستفادة ~~

 

سبب توبتي وسعادتي..??

 

حقاً إنها الليلة الأولى من حياتي

 

وأضاءت حياتي برحمه الله

 

التوبه وقصتي معها

 

يـوم تـوبـتـي

post-30765-1272867748.gif

 

listen1034.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

بارك الله في الغاليات كفى يانفس وأم علي ومريم لاحرمكما أجر ماقمتما به من جهد

 

لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

اللهم إني أستغفرك من كل سيئة

 

ارتكبتُها في وضح النهار أوسواد الليل

 

في ملأٍ أو خلوة

 

في سرٍ أو علانية

 

فلم أستحيي منك

 

وأنت ناظر إلي...

 

اللهم إني أستغفرك من كل فريضة

 

أوجبتَها عليّ في الليل أوالنهار

 

تركتُها خطأً أو عمدا

 

أو نسياناً أو جهلا

 

وأستغفرك من كل سنة من سنن خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

 

تركتُها غفلةً أو سهوا

أو

نسياناً أو تهاوناً أو جهلا...

 

أستغفر الله وأتوب إليه

 

مما يكرهه الله

 

قولاً أوفعلا

 

باطناً أوظاهرا

 

أستغفرالله وأتوب إليه وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى إله وصحبه والتابعين لسنته إلى يوم الدين

 

متابعين إن شاء الله

 

تم تعديل بواسطة **المحتســـــبه**

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله تبارك الله أسأل الله أن يجعل هذا المجهود العظيم في ميزان حسناتكما

وأن يتوب علينا ويغفر ويرحم ويتجاوز عن أخطائنا

متابعة إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سلسلة رائــــــــعة اختنا

 

كفـــــــــــى يا نفس

 

اللهم اني اسألك توبة نصوحا اللهم بلغني رضاك والجنة

 

اللهم ردني اليك ردا جميلا اللهم آآآآآمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

بارك الله فيكنّ أخواتي الحبيبات "شيماء حسنين " و أم عبد الرحمن 82"

 

مروركنّ الطيب ومتابعتكنّ للموضوع أسعدتنا

 

اللهم اني اسألك توبة نصوحا اللهم بلغني رضاك والجنة

 

اللهّم آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
ما شاء الله تبارك الله أسأل الله أن يجعل هذا المجهود العظيم في ميزان حسناتكما

وأن يتوب علينا ويغفر ويرحم ويتجاوز عن أخطائنا

متابعة إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

بارك الله فيكن اخواتي الغاليات,

وجعله في ميزان حسناتكن ونفع به ان شاء الله

سلسلة في غايةالروعة,نحن في اشد الحاجة لها,

اللهم اجعلنا واياكن من التوابين ومن المتطهرين,

ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين,وغلبنا على انفسنا

والشيطان,شكرا جزيلا,متابعة معكن ان شاءالله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة

جزيتي اخيتي الف خير وان شاء الله يكتب في ميزان حسناتك

الهم اني اتوب اليك واستغفرك

تم تعديل بواسطة ~ كفى يا نفس ~
استبدال كلمة "أعمالك" ب "حسناتك"

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهمّ آميـــــــــــن

بارك الله فيكنّ أخواتي الغاليات وجزاكن الله خيرًا

 

بوركتِ أم علي ومريم :)

 

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة

جزيتي اخيتي الف خير وان شاء الله يكتب في ميزان حسناتك

الهم اني اتوب اليك واستغفرك

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهمّ آمييــــــــن وإيّاك أختي

وتفضّلي سبب استبدال كلمة " أعمالك " ب " حسناتك"

 

قول : جَعَله الله في موازين أعمالك ( تعبير خاطئ )

 

أسعد الله قلوبكنّ جميعًا :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ يا حبيبة على هذه السلسله الطيبه المباركة

وجعلها في ميزان حسناتك

متابعه معك ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاك الله خيراً وجعله فى ميزان حسناتك ياغالية

نسأل الله أن يتوب علينا ويجعلنا من التوابين المتطهرين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

استغفر الله استغفر الله استغفر الله استغفر الله استغفر الله استغفر الله استغفر الله

 

اللهم اقبل توبتنا واغفر لنا دنوبنا ويسر لنا امورنا يا رب العلي العظيم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

وفيكنّ بارك الله ، يسعدنا مروركنّ وردودكنّ العطرة

 

سائلات المولى عز وجل أن يتوب علينا توبة نصوحة ويجعلنا من التائبات الطاهرات

 

تأملن معي هذه الآية الكريمة :

 

(يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (الحجرات :17)

 

كما وأدعوكنّ لقراءة الموضوع التالي :

 

قلوبنا على درب الإيمان ..!!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

حبيباتي بارك الله فيكن و جزاكن خيرا كثيرا

أتممت للتو من قراءة الأسطر الطيبة و الكلمات النفيسة

و يااا الله أحس بحزن أو خوف أو قلق أو...........شوق

شوق إلى الأنس بالله

كم هي قاهرة قسوة القلب و الغفلة

رب اغفر و ارحم و أنت خير الرّاحمين

أخواتي

ما أصعب الإستهانة بالذنوب

و ما أصعب إغواء الشيطان لنا حين نعتقد أنّنا ما دمنا بعيدين عن الكبائر و أننا لسنا متبرجات و نصلي و نصوم و لدينا حتى النوافل أننا بذلك بخير

هيهات هيهات

ماذا عن غفلة القلوب ماذا عن غياب الخشوع و ماذا و ماذا و ماذا

ماذا عن الغضب المتمكّن منا المسيطر علينا لأتفه الأسباب

ماذا عن سوء الظن

ماذا عن ألسنتنا و الغيبة

لا حول و لا قوة إلاّ بالله

الله المستعان

ليتكن يا غاليات أن تفتحن بابا للنقاش في هذه الأمور لأنّها و الله مأساة و مصيبة و العياذ بالله

علّ الحزن الذي سكن القلوب ينجلي و تنشرح الصدور

:rolleyes: :wub: :cry:

بوركتن

ياااااااا رب اجعل ما نقول خالصا لك وحدك يا أرحم الراحمين

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

حيّاكِ الله أختي راضية إن شاء الله :)

كيف حالك؟

منذ زمن لم أركِ، عساكِ بخير أختي؟

 

بإذن الله تعالى سنحاول تغطية الأمور التي ذكرتها، ونسأل الله تعالى التّوفيق والسّداد

بارك الله فيكِ وجزاك الله خيرًا وشكر لكِ حضورك الهادف المتميّز

وفقكِ الله لكلّ خير وأسعد الله قلبكِ ياغالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يا رب غفرانك يا رب العالمين مالك السموات وارض والكون مغير احوالنا يا رب استغفرك واتوب اليك ويا رب ساعدني يا رب على ثبات قلبي الضعيف واغفني وابعدني عنا المعاصي سبحانك يارب العالمين يا رب الكون الكبير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مجهود موفق يا حبيبة

 

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك ..

 

اشتقت اليكم :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
يا رب غفرانك يا رب العالمين مالك السموات وارض والكون مغير احوالنا يا رب استغفرك واتوب اليك ويا رب ساعدني يا رب على ثبات قلبي الضعيف واغفني وابعدني عنا المعاصي سبحانك يارب العالمين يا رب الكون الكبير

 

حيّيتِ ياغالية : )

اللهمّ آميـــــــن

 

مجهود موفق يا حبيبة

 

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك ..

 

اشتقت اليكم :)

 

حيّيتِ ياغالية : )

أسعد الله قلبكِ ووفقكِ وبارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيرًا

لا حرمنا ربي تواجدكِ الغالي على القلب

واشتقت لكِ أيضًا ياغالية : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-30765-1272867667.gif

 

نـــــ ( طريق التوبة ) ـــــور - الجزء السابع

 

عينين جاحظتين.. ووجه مكفهر..

 

جفنين... وكفين... وصدر مستعر...

حنين...، وأنين... ودمع منهمر...

رفع رأسه وقال لي:

 

أسألك بالله.. هل يغفر الله لي...؟!!

 

والله لقد فعلت...، وفعلت...، وفعلت...

 

قلت:

 

أخي: أرخي ستر الله عليك.. وتستر بعافيته..

 

فإن طعم الفضيحة مر...

واعلم أن ربك غفور رحيم... نعم والله... لو أتيته لا تشرك به شيئًا، ومعك من الخطايا والذنوب ما يضيق به الأفق.. تريد عفوه... ومغفرته.. غفر لك على ما كان منك ولا يبالي...

 

ولو تقربت إليه شبرًا تقرب إليك ذراعًا..، ولو تقربت ذراعًا تقرب إليك باعًا... بل لو أتيته تمشي أتاك هرولة.. جل في علاه، وتقدس في ربوبيته وإلاهيته وأسمائه الحسنى وصفاته العلى... سبحانه.. يفرح بتوبتك فرحًا شديدًا... يليق بجلاله وعظمته.. يعدك مغفرة منه وفضلا.. يبدل سيئاتك حسنات..

 

قال: عجبًا... جنيت... وجنيت... ذنوبًا عظيمة.. ثم يبدلها حسنات.. ما هو دليلك بالله عليك...؟!

قلت:

 

ألم تقرأ قول الحق جل في علاه... " فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا" [الفرقان: 70].

 

card4074.jpg

 

 

فبكى صاحبي – والله – حتى رحمته...

 

أيها المبارك...

 

اجعل من أنينك، وتوجعك من ذنبك مفتاحًا للولوج إلى الجنة.. بفضل الله ورحمته ومنه...

 

وأبشر بغفور رحيم.. يقبل التوبة عن عباده..

 

أبشر بخير يوم في حياتك.. إن أنت جددتها بالتوبة الصادقة الناصحة...

 

لا للعودة للذنب.. لا للرضا به..

 

لا للتساهل فيه.. لا للتمادي عليه..

 

لا للتفكير فيما مضى..

 

وإنما فكر في الإصلاح بالتوبة، والإحسان بالعودة..

 

 

أيها المبارك...

إن أنين المذنبين لا يقطعه إلا الوقوف بين يدي رب العالمين... عله أن يرحمك مع المرحومين... وأن يعتقك مع المعتقين، وأن يقبلك مع المقبولين..

 

إن إسبال العبرات..

 

وسكب الدمعات... والألم والحسرات وإتباع الزفرات الزفرات...

 

أمارة الخضوع والخشوع.. على باب الملك جل في علاه..

 

وتأمل الطفل الصغير إذا رغب في طلب بكى حتى يحصل عليه...

 

أفلا تبكي... بين يدي ربك جل وعز... إن رغبت في التوبة والعطاء...!!!

 

أفلا تنطرح على الأعتاب... إن أردت ولوج الباب...!!!

 

أفلا تطرق باب التوبة، والاستعتاب...!!!

 

أفلا تخط بمداد الدموع توبة صادقة... وأوبةً ناصحة... وعودًا حميدًا... لتعيش عيشًا سعيدًا!!!

 

إذا فردِّد... ردد أيها التائب..." رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ" [آل عمران: 193، 194].

 

 

ردد أيها التائب... «اللهم إني استغفرك وأتوب إليك».

 

ردد أيها التائب...

 

«أتوب إليك يا رحمن مما

 

جنت نفسي فقد عظمت ذنوبي...»

 

وأوقد شمعةً بدمعة...

 

واجعل من كل عبرة... عبرة...

 

وعد إلى رحاب الرضا... إلى شواطئ المغفرة... إلى دنيا السعادة.. وسعادة الدنيا... عُدْ... عُدْ... عُدْ...

 

card166.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-30765-1272867699.gif

وبعد أختي الحبيبة فلنا وقفات وتنبيهات مهمة فى التوبة :

 

ولتعلم أيها الحبيب أنهُ ثمة تنبيهات ومسائل قد تكون قبل التوبة أو في أثنائها أو بعدها فيجب الحذر منها وهي كالتالي :

 

 

1- فلربما وقف الشيطان بطريق توبتك مصوراً لك ذلك الكم الهائل من المعاصي التي اقترفتها ليثقل بها خُطاك عن الطريق المستقيم الذي حث الله عليه في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولئن أطعته فذلك الغبن والخسارة حقاً ، فإياك وأن تتبع خطاه ، فلم يُعرف عنه قط ولن يعرف أنه ناصح لك طرفة عين .

 

واعلم أنه مهما كانت الذنوب كبيره فلن تكون أكبر من رحمة الله تعالى قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " فلا يحل لأحد أن يقنط من رحمة الله ولا أن يُقنّط الناس من رحمته ؛لذا قال بعض السلف: وإن الفقيه كل الفقه الذي لا يؤيس الناس من رحمة الله ولا يجرؤهم على معاصي الله"

.

واسمع نداءه لك – وهو الغني عنك، وأنت الذي لا ينفك فقرك إليه لحظة من اللحظات – في الحديث القدسي حيث يقول: (( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ))

 

فبادري أُختي ولا تترددي ما دمت في زمن الإنظار وسارعي قبل فوات الأوان ولأعمار فالعمر منهدم والدهر منصرم.

 

 

قدم لنفسك توبةً مرجوةً قبل الممات وقبل حبس الألسنِ

 

post-30765-1272867699.gif

 

2- احذر كل الحذر من التسويف والتأجيل في التوبة بحجة الخوف من الانتكاسة أو أن يستهزء بك أو أن يُتكلم فيك أو إن تتغير نظرة الأقارب لك أو غير ذلك من الحجج الواهية وهذا من الأمور العجيبة والمخذله التي يعتقدها بعض الشباب ، فهو إذا أراد أن يعصي أو يذنب أذنب مباشرة ، أما إذا أراد أن يتوب فإنه يسوف ويؤجل ، وهذا لا شك أنه من تلبيس إبليس على هذا الشاب ؛ ولو قيل له أنه ستموت بعد لحظات ليبادر إلى التوبة مباشره والرجوع إلى الله بأسرع وقت .

 

قال أبو بكر الواسطي - رحمه الله - : "التأني في كل شيء حسن إلا في ثلاث خصال : عند وقت الصلاة ، وعند دفن الميت , والتوبة عند المعصية " .

فلا ينبغي لمسلم أن يؤجل في التوبة لأن الأعمار بيد الله، ولأن القلوب أيضا بيد الله، ولا ينبغي أيضا أن يغتر العبد بحلم الله عليه أو بنعم الله عليه إن كان غير مطيع لله؛ لأنها ليست دليل رضا الله عليه، بل قد تكون دليل سوء مآله وعاقبته والعياذ بالله .

فيا من يذنب ولا يتوب كم قد كُتِبَتْ عليك من الذنوب ؟ فخَلِّ الأمل الكذوب، فرب شروق بلا غروب !!

 

3- يكثر السؤال عن تحديث النفس بالمعصية والتي يظن البعض أحياناً أنها تنقص التوبة أو أنها تبطلها أو أنه لم يتب أصلاً أو يتهم نفسه بنفاق وقد يكون هذا هاجس عند الكثير من الشباب ؛وهو في الحقيقة لا يضر إذا دافعه الشاب بل هو أمر طبيعي وجبلي وقد يقع لأي إنسان بل أنه وقع لبعض الصحابة رضى الله عنهم وعندما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله تجاوز لأمتي عمَّا حدَّثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل " وإنما يضر استدعاؤه ومحادثته ، فالخواطر كالمار على الطريق إن تركتها مرّت وانصرفت عنك ، وإن استدعيتها سحرتك بحديثها وغرورها ،ويقول ابن القيم – رحمه الله - : " قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة...ومنها:

 

حراسة الخواطر وحفظها والحذر من إهمالها والاسترسال معها فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء ؛ لأنها هي بذر الشيطان ، والنفس في أرض القلب ، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات ،ثم يسقيها بسقيه حتى تكون عزائم ، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال ، ولا ريب أن دفع الخواطر أيسر من دفع الإرادات والعزائم ؛

 

فإن قلت فما الطريق إلى حفظ الخواطر ؟ قلت أسباب عدة :

 

أولا: العلم الجازم باطلاع الرب سبحانه ونظره إلى قلبك وعلمه بتفصيل خواطرك .

 

ثــانـياً: حياؤك منه .

 

ثــالـثاً: إجلالك له أن يرى مثل تلك الخواطر في بيته الذي خلق لمعرفته .

 

رابعـاً: خوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر .

 

خامساً: إيثارك له أن تساكن قلبك غير محبته .

 

سادساً: خشيتك أن تتولد تلك الخواطر ،ويستعر شرارها ، فتأكل ما في القلب من الإيمان ومحبة الله فتذهب به جملة وأنت لا تشعر .

 

سابعاً: أن تعلم أن تلك الخواطر بمنزلة الحب الذي يلقى للطائر ليصاد به ،فاعلم أن كل خاطر منها فهو حبة في فخ منصوب لصيدك وأنت لا تشعر .

 

ثامناًً: أن تعلم أن تلك الخواطر الرديئة لا تجتمع هي وخواطر الإيمان ودواعي المحبة والإنابة أصلاً بل هي ضدها من كل وجه ، وما اجتمعتا في قلب إلا وغلب أحدهما صاحبه ، وأخرجه واستوطن مكانه ، فما الظن بقلب غلبت خواطر النفس والشيطان فيه خواطر الإيمان والمعرفة والمحبة فأخرجتها واستوطنت مكانها لكن لو كان للقلب حياة لشعر بألم ذلك وأحس بمصابه " .

 

فا حذر وستعن بالله على دفع وساوس الشيطان ولا تسلم خاطرتك له فتعصي ربك قال تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } .

 

post-30765-1272867699.gif

 

 

4- لا بد أن تفارق دواعي المعصية أياً كانت صديق أو مجلة أو شريط أو رقم معين أو مجلس أو غير ذلك من دواعي الشر والرذيلة !!

 

ذلك أن وجود التائب في مكان المعصية يذكره بها ويحرك في النفس الداعي إليها، فيقع في حبائل الشيطان ويرجع على ما كان عليه ؛ وهنا أيها الأحبة أحب أن أنبه إلى أمر مهم يقع فيه بعض الشباب وهو أن بعض الشباب يتوب ويبقى مع صحبته السابقين بدعوى دعوتهم الى طريق الأستقامه ومن ثمَ تفاجأ بانتكاسته ويحتج بعدم القدرة على الاستمرار !!

 

وهذا في الحقيقة أمر طبيعي فكيف تريد الثبات على الاستقامة والتوبة وأنت لم تفارق الدواعي والأسباب التي تدعوك إلى المعصية ومنهم أصحاب السوء ولا شك أنه من مداخل الشيطان !! الم تسمع بقصة ذلك الرجل الذي قتل تسعه وتسعين نفساً وعندما أرد الله له التوبة وفقه لها وسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُل عليه ، فقال :إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة .فقال :" نعم ومن يحول بينك وبين التوبة" وأمره أن يذهب إلى أرض كذا وكذا فإن بها أُناساً يعبدون الله , فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء .

 

إذاً دعاه إلى مفارقة دواعي وأسباب المعصية ،فانتبه لهذا يا رعاك الله وشحذ الهمة ، وقوي العزيمة وتخلص مما يحرك في نفسك دواعي المعصية والرذيلة .

 

post-30765-1272867699.gif

 

 

 

5- ولا يسمى تائباً من ترك الذنوب لأنها تؤثر على جاهه وسمعته بين الناس، أو ربما طرد من وظيفتـه. ولا يسمى تائباً من ترك الذنوب لحفظ صحته وقوته، كمن ترك الزنا أو الفاحشة خشية الأمراض الفتاكة المعدية، أو لأنها تضعف جسمه وذاكرته. ولا يسمى تائباً من ترك السرقة لأنه لا يجد منفذاً للبيت، أو لم يستطع فتح الخزينة، أو خشي الحارس والشرطي. ولا يسمى تائباً من ترك أخذ الرشوة لأنه خشي أن يكون معطيها من هيئة مكافحة الرشوة مثلاً. ولا يسمى تائباً من ترك شرب الخمر وتعاطي المخدرات لإفلاسه. وكذلك لا يسمى تائباً من عجز عن فعل معصية لأمر خارج عن إرادته ،كالكاذب إذا أصيب بشلل أفقده النطق ، أو الزاني إذا فقد القدرة على الوقاع ، أو السارق إذا أصيب بحادث أفقده أطرافه. بل لابد لمثل هذا من الندم ، والإقلاع عن تمني المعصية أو التأسف، على فواتها ولمثل هذا يقول صلى الله عليه وسلم : " الندم توبة " .

 

والله نزّل العاجز المتمني بالقول منزلة الفاعل ، ألا تراه صلى الله عليه وسلم قال: (( إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقاً ، فهذا بأفضل المنازل ، وعبد رزقه الله علماً ، ولم يرزقه مالاً ، فهو صادق النية ، يقول : لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان ، فهو بنيته ، فأجرهما سواء ، وعبد رزقه الله مالاً ، ولم يرزقه علماً يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقاً ، فهذا بأخبث المنازل ، وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول:لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته ، فوزرهما سواء".

 

 

6- مسألة / يشكل على بعض الناس هل تقبل التوبة من الذنب مع الإصرار على غيره أو لا ؟؟

 

يقول ابن عثيمين رحمه الله " الصحيح في هذه المسألة أن التوبة تصح من كل ذنب مع الإصرار على غيره لكن لا يُعطى الإنسان اسم التائب على سبيل الإطلاق ولا يستحق المدح الذي بمدح به التائبون، لأن هذا لم يتُب توبة تامة بل توبة ناقصة" .

 

post-30765-1272867699.gif

 

 

7- الإقلاع عن الذنب :

 

إما أن يكون إقلاعاً عن ذنب يتعلق بحق الله عز وجل فهذا يكفي أن يتوب بينه وبين ربه ولا ينبغي بل قد نقول لا يجوز أن تحدث الناس بما صنعت من الحرام أو ترك الواجب ، فإذا كان الله قد مَنِّ عليك بالستر وسترك عن العباد فلا تحدث أحداً بما صنعت إذا تبت إلى الله .

وقد قال صلى الله علية وسلم : " كل أمتي مُعَافى إلا المجاهرين " .

 

ومن المجاهرة كما جاء في الحديث : " أن يفعل الذنب ثم يُصبح يحدث به الناس يقول فعلت كذا وكذا ... " فهذا أيها الأحبة يتعلق بحق الله عزوجل .

أما إذا كان الذنب بينك وبين الخلق نجملها لك فيما يلي :

 

أولاً / فإذا كان مالاً فلا بد أن تؤديه إلى أصحابة ولا تقبل التوبة إلا بأدائه ، فإن كان صاحبه قد مات فإنك تعطيه ورثته فإن لم تعرفه أو غاب عنك هذا الرجل ولم تعرف له مكاناً فتصدق به عنه تخلصاً منه والله سبحانه وتعالى يعلمه ويؤديه إليه .

 

ثانياً / أما إذا كانت المعصية التي فعلتها مع البشر ضرباً وما أشْبه، فاذهب إليه ومكنه من ضربك مثلما ضربته إن كان على الظهر فعلى الظهر أو في أي مكان ضربته فليقتص منك لقوله تعالى : (وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا)(1) ولقوله : (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ).

 

ثالثاً / وإذا كانت المعصية أذية بالقول مثل : أن تكون قد سببته بين الناس ووبَّخته وعيَّرته فلا بد أن تذهب إليه تستحل منه بما تتفقان عليه ، حتى لو قال لا أسمح لك إلا بكذا وكذا من الدراهم فأعطه .

 

رابعاً / وإذا كانت المعصية قد اغتبته يعني أنك تكلمت به في غيبته وقد تحدثت فيه عند الناس وهو غائب فهذا فيه تفصيل .

 

إن كان قد علم بهذه الغيبة فلا بد أن تذهب إلية وتستحله ، وإن لم يكن علم بذلك فلا تذهب إليه واستغفر له وتحدث بمحاسنه في المجالس التي كنت قد اغتبته فيها فإن الحسنات يذهبن السيئات ، وتقول " اللهم اغفر لهُ " فلا بد في التوبة أن توصل الحقوق إلى أهلها .

 

card159.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-30765-1272867699.gif

آثــــار ســــلــفـيــة

 

(1)(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتزيّنوا للعرض الأكبر….).

 

(2) (المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خفّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة)

(3) (رحم الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا، ألستِ صاحبة كذا، ثم ذمّها ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل فكان لها قائلاً).

 

(4)(لو كان للذنوب ريحٌ ما قدر أحدٌ أن يجلس إليّ).

 

(5)وقال يحيى بن معاذ رحمه الله حين سُئل مَنْ خصمك؟ قال: نفسي تبيع الجنة بما فيها من النعيم المقيم بشهوة ساعة.

(6)وقال ميمون بن مهران رحمه الله: لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكه، حتى يعلم من أين مطعمه، ومن أين ملبسه، ومن أين مشربه، أمن حلال ذلك أم من حرام.

(7)وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله: حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة.

 

post-30765-1272867699.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-30765-1272867699.gif

 

20_230.gifتــــــــــــــــــــذكــــــــــــــــــر 20_230.gif:

 

 

كم من شهوة ساعة أورثت ذلا طويلا، وكم من ذنب حرم قيام الليل سنين، وكم من نظرة حرمت صاحبها نور البصيرة، ويكفي هنا قول وهيب ابن الورد حين سئل: ايجد لذة الطاعة من يعصي؟ قال: لا.. ولا من هم. فأعظم عقوبات المعاصي حرمان لذة الطاعات وإن غفل عنها المرء لقلة بصيرته وضعف إيمانه أو لفساد قلبه.. قال ابن الجوزي : "قال بعض أحبار بني إسرائيل : يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني ؟ فقيل له : كم أعاقبك وأنت لا تدري، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟

 

20_230.gifتــــــــــــــــــــــذكـــــــــــــر: 20_230.gif

 

إن النفس لأمارة بالسوء فإن عصتك في الطاعة فاعصها أنت عن المعصية !! ، ولا شيء أولى بأن تمسكه من نفسك ولا شيء أولى بأن تقيّده من لسانك وعينك، فهما بحاجة الي لجام شديد لكي تسيطر عليهما

 

 

20_230.gifتــــــــــــــــــــــذكـــــــــــــر 20_230.gif:

 

إن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب ووهناً ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق

 

وتابعونا بمشيئة الله فى باقى حلقات السلسلة

 

post-30765-1272867748.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×