اذهبي الى المحتوى
غداً ألقى الأحبة

أخواتي .. هل تفقدنا قلوبنا ؟؟؟

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

هـل تفقـدنا قلـوبنا ؟؟؟

********************************

الحمد لله تعالى المتفضل بالنعماء , والمنزه عن الأنداد والشركاء , والصلاة والسلام على النبي قدوة الأتقياء , وعلى آله وأصحابه أصدق أولياء .. وبعد :

لا يزال المخلصون يحاسبون أنفسهم .. ويتهمونها بالتقصير .. ويقرعونها بسوط المجاهدة .. حتى تستقيم على الجادة .

القلب ! .. تلك المضغة العجيبة .. ماذا عنها ؟؟؟!

القلب ! .. هو ذلك الوعاء , الذي إن شئنا ملأتاه بالخير .. وإن شئنا ملأتاه بالشر !!!

القلب ! .. حرص العارفون على تطهيره .. وإخلائه من الآفات !!!

فهـل تفقـدنا قلـوبنا ؟!

هـل وقفـنا على خبايـاها ؟!

مـاذا تحمـل ؟! .. خيراً فيه صلاحنا .. أم شراً فيه هلاكنا ؟؟؟!!!

القلب ! .. تلك المضغة المتقلبة !!!

قال الله تعالى : ( وَنُقَلِّبُ أفْئِدَتَهُمْ وَأبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أوَّلَ مَرَّةٍ وَنََذَرُهُمْ فِي طُغْيَانَهِمْ يَعْمَهُونَ ) . الأنعام : 11

قال بعضهم : " سُمِّيَ القلب قلباً لتقلُّبه " .

وعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – قال : أكثر ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم -يحلف : " لا ومقلب القلوب " . رواه البخاري .

لقد غفل خلقٌ كثير عن تفقد قلوبهم .. والوقوف على عيوبها ..

حتى استفحل شرها .. وعم ضررها .

وهذه .. وقفات مع قلوبنا .. فلنحاسب أنفسنا مع كل وقفة منها :

• أين قلوبنا من الإيمان الصادق ؟!

***********************

إن الإيمان درجة عالية خاطب الله تعالى بها عباده المخلصين .. كما أنه تعالى ذم أولئك الذين ادعوه ولم يوقر في قلوبهم . قال تعالى : ( قَالتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنْوا وَلَكِن قُولُوا أسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) . الحجرات : 14

فإن للإيمان الصادق أثر عجيب على القلب , فترى صاحبه قوى الصلة بالله تعالى , يرضى بما رضيه الله تعالى , ويسخط لما أسخطه .. يحب لله .. ويبغض لله .

وأصدق من حمل هذا المعنى هم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم . فقال الله تعالى : ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤمِنُونَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَادُّون مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانُوا آباءَهُمْ أو أبْنَاءَهُم أو إخْوَانَهُم أو عَشِرتَهُم أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وأيَّدَهُم بِرُوحٍ منهُ ويُدخِلُهُم جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنَّهَارُ خَالِدينَ فِيهَا رَضِي اللهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ أولَئِكَ حِزبُ اللهِ ألا إنَّ حِزبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحُونَ ) . المجادلة : 22

قال القرطبي – رحمه الله – : " وخصَّ القلوب بالذكر لأنها موضع الإيمان " .

إن المؤمن الصادق لا يقدم على فعل إلا بعد أن ينظر في عاقبته , فإن كان فيه رضى لله تعالى أقدم عليه , وإن لم يكن فيه رضى لله أحجم عن فعله .

• هل تفقدنا الخير في قلوبنا ؟!

******************

إن القلب الصالح هو الذي نجده عامراً بحب الخير والصلاح .. وإذا صدَّق هذا القلب يقينه بفعله كان الجزاء من الله تعالى خير جزاء . قال الله تعالى : ( اللهُ فِي قُلُيَا أيُّهَا النَّبيُّ قُل لِمَن فِي أيديِكُم مِّنَ الأسرْى إن يَعلَمِ وبِكُم خَيراً يُؤتِكُمْ خَيراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُم وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) . الأنفال : 70

• هل قلوبنا قلوباً شاكرةً ؟!

*********************

إن شكر القلب من علامات صلاحه ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قلب شاكر , ولسان ذاكر , وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك , خير ما اكتنز الناس " . صحيح الجامع .

 

• أين نحن من خشوع القلب ؟!

**********************

خشوع القلب هو : " خضوعه وانكساره وتذللـه لله تعالى " . فما نصيبنا من هذا ؟؟؟

ولأهمية الخشوع أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه أول شيء يرفع من هذه الأمة : " أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع , حتى لا ترى فيها خاشعاً " . رواه الطبراني .

إن الأكثرين أعرضت قلوبهم عن الخشوع لله تعالى وسيطرت عليهم الغفلة والشهوات .

• أين نحن من لين القلب ورقته ؟!

***********************

إن أهل القلوب الرقيقة هم أكثر الناس انتفاعاً بالموعظة والتذكرة . قال الله تعالى : ( اللهُ نَزَّلَ أحَسنَ الحَديث كَتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقشَعرُّ مِنهُ جُلُودُ الذِينَ يَخْشَونَ رَبَّهُم ثُمَّ تَلِيِنُ جُلُودُهُم وَقُلُوبُهُم إلَى ذِكرِ اللهِ ذَلكَ هُدَى اللهِ يَهدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن هَادٍ ) . الزمر : 23

إن كتاب الله تعالى أعظم مذكر وواعظ .. فكيف نجد قلوبنا إذا قرعت أسماعنا آياته ؟؟

• أين قلوبنا من الوجل والخوف من الله تعالى ؟!

 

***********************************

الوجل من الله تعالى هو شعار الصالحين , وآية العارفين . فإن القلب إذا حل فيه تعظيم الله تعالى , حرك ذلك فيه كوامن الخوف والرهبة .

قال الحسن البصري – رحمه الله - : " ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق " .

وقال أبو سليمان الداراني – رحمه الله - : " ما فارق الخوف قلباً إلا خرب " .

وأهل الإيمان الصادق تجدهم قائمين لله تعالى بالطاعات , ومع هذا نجدهم خائفين أن لا يقبل منهم . عن عائشة رضي الله عنها قالت : " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : ( وَالذينَ يُؤتُون مَا آتَوا وَقُلُوبُهُم وَجِلَةٌ ) قالت عائشة : أهم الذي يشربون الخمر ويسرقون ؟ قال : " لا يا بنت الصديق , ولكنهم الذين يصومون , ويصلون , ويتصدقون , وهم يخافون أن لا يُقبل منهم ! " . صحيح الترمذي للألباني

 

• هل قلوبنا سليمة ؟!

****************

سلامة القلب أغلى غنيمة فاز بها المؤمن , إذ أنها طريق إلى رضا الله تعالى , ودخول جنته .. ومن سلم قلبه سلمت جوارحه من أوحال الذنوب .. وصفا عمله الصالح .. وإذا كان يوم القيامة كان في زمرة الناجين . قال الله تعالى : ( وَلا تُخزِنِي يَومَ يُبْعَثُونَ * يَومَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلا مَن أتَى اللهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ ) . الشعراء : 87-89

قال سعيد بن المسيب – رحمه الله - : " القلب السليم الصحيح , هو قلب المؤمن , لأن قلب الكافر والمنافق مريض . قال الله تعالى : ( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ) .

وقال أبو عثمان السياري – رحمه الله - : " هو القلب الخالي من البدعة , المطمئن إلى السنة " .

وقد يبحث الإنسان عن سلامة قلبه عند الطبيب , ولا يبحث عن سلامته في كتاب الله تعالى , وشرعه الطاهر , فالمقصود سلامة القلب المعنوية , التي بها صلاح قلوبنا , واستقامة جوارحنا على الطاعات .

ولا ننسى أن نحرص دائماً على سؤال الله تعالى ثبات القلب .

عن شهر بن حوشب قال : قلت لأم سلمة : يا أم المؤمنين : ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك ؟ قالت : كان أكثر دعائه : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " . قالت : فقلت : يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ؟! قال : " يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله , فمن شاء أقام , ومن شاء أزاغ " . رواه الترمذي .

ولسلامة قلوبنا .. علينا أيضاً الحذر من المعاصي .

فإن المعاصي سم القلوب .. وداؤها الأكبر !!!

قال ابن القيم – رحمه الله - : " من عقوبة المعاصي : أنها تعمي بصيرة القلب , وتطمس نوره , وتسد طرق العلم , وتحجب مواد الهداية " .

فلنسع إلى تفقد قلوبنا .. وندع الغفلة .. حتى تصلح منا الأقوال والأفعال .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

منقول بتصرف ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اشكرك أختي في الله عدا القي الاحبة انت دئما عودتنا على مواضعكي ونصائحكي المفيدة ومبهرة جزاكي الله كل خير واصلى على مابدئتي فانتي في فائدة لنا ولكل قارئ :sad:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

تذكرة طيّبة ..

جزاكِ الله خيرًا . ولا حرمكِ ربي الأجـر .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
اشكرك أختي في الله عدا القي الاحبة انت دئما عودتنا على مواضعكي ونصائحكي المفيدة ومبهرة جزاكي الله كل خير واصلى على مابدئتي فانتي في فائدة لنا ولكل قارئ :smile:

بورك فيك ياغالية

وتسلمين يارب

حتى انت اسمك جميل ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

تذكرة طيّبة ..

جزاكِ الله خيرًا . ولا حرمكِ ربي الأجـر .

اللهم امين ..

سررت بمروك مشرفتنا الفاضلة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله كل خير يا غالية

وجعله في ميزان حسناتك

ومن كلامك اكتشفت أن الكثير منا يعاني من مرض

قسوة القلب وما أخطر هذا المرض!ّ!!

نفع الله بك وجزاك الجنة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكن الله خير على مرورك الطيب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×