اذهبي الى المحتوى
الولاء والبراء

فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة

السؤال: بارك الله فيكم المستمع م. أ. أ. من القصيم يقول أسـأل عـن قـوله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) لأنني قرأت بعض التفاسير وخشيت أن يكون في بعضها ما يخالف مذهب أهل السنة والجماعة وكذلك في قوله تعالى (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) نريد الجواب الشافي بارك الله فيكم؟

الجواب

 

 

الشيخ: أحب أن أنبه على قول السائل إنه يسأل عن قوله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) فإن ظاهر لفظه أن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من مقول الله والذي ينبغي إذا أراد أن يستعيذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم أن يقدمها على قول الله فيقول مثلاً أسأل عن هذه الآية ثم يذكرها أو يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ما معنى قوله تعالى كذا وكذا وأما بالنسبة لسؤاله فإن مذهب أهل السنة والجماعة أن يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم بدون تحريف بل يجرى الكلام على ظاهره لأن المتكلم به وهو الله عز وجل أعلم بنفسه وبغيره ولأنه تبارك وتعالى أصدق القائلين وكلامه أفصح الكلام وأبينه ومراده عز وجل من عباده أن يهتدوا ولا يضلوا وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أعلم الناس بربه وكلامه أصدق كلام الخلق وأفصحه ومراده صلى الله عليه وسلم هداية الخلق دون ضلالهم وهذه الصفات الأربع العلم والصدق والفصاحة وإرادة الخير إذا توافرت في كلام فقد بلغ الغاية في وجوب الأخذ بمدلوله على ظاهره ولا يجوز أن يحرف إلى غير الظاهر وبناء على هذه القاعدة العظيمة نقول إن كل ما وصف الله به نفسه من الصفات فهو حق على ظاهرها ففي الآية الأولى التي ذكرها قال الله تبارك وتعالى عن المنافقين (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) قال ذلك عز وجل ليبين أن خداعهم ومكرهم دون خداع الله تعالى لهم ومكره بهم فهو كقوله (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) والخداع ليس وصفاً مطلقاً بالنسبة لله ولكنه وصف في مقابلة من يخادعونه ليبين أنه عز وجل أقدر منهم على الخداع والمكر وهذا لا شك يدل على القوة وعلى ضعف المقابل وليس به أي نقص يتوجه إلى الله عز وجل ولهذا نرى الناس إذا أرادوا أن يخدعوا شخصاً فعرف خداعهم وخادعهم علموا أنه أقوى منهم وأشد فالخداع في مقابلة المخادع صفة كمال وليس صفة نقص ويذكر أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما بارز عمرو بن ود وخرج إليه عمرو قال علي إني لم أخرج لإبارز رجلين فالتفت عمرو يظن أنه قد لحقه آخر فلما التفت ضربه علي حتى أهلكه فهذا من الخداع الجائز لأن عمرو بن ود إنما خرج من أجل أن يقتل علياً رضي الله عنه والحرب خدعة فخدعه علي رضي الله عنه بهذه الكلمة حتى قضى عليه ويعد هذا من قدرة علي رضي الله عنه وقوته في خداع خصمه ولهذا نقول إن الخداع والاستهزاء والمكر والكيد الذي وصف الله به نفسه إنما يوصف الله به في مقابل من فعل ذلك لا على سبيل الاطلاق ولهذا ننبه على مسألة يقولها بعض العامة يقولون خان الله من يخون فيظنون أن الخيانة مثل الخداع وهذا ليس بصحيح لأن الخيانة خداع في غير موضعه ومكر في غير موضعه فلا يجوز أن يوصف الله بها ولهذا قال الله تعالى (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُم) ولم يقل فخانهم لأن الخيانة وصف لا يليق بالله تعالى مطلقاً لأنه مذموم على كل حال.

 

http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1107.shtml

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
إن الخداع والاستهزاء والمكر والكيد الذي وصف الله به نفسه إنما يوصف الله به في مقابل من فعل ذلك لا على سبيل الاطلاق

 

 

 

بارك الله بك أختي الغالية

 

الولاء والبراء جزاك الله كل خير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×