دموع القدس 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 23 سبتمبر, 2003 (معدل) :?: الاستعداد ليوم الحساب..... السلام عليكم الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم "منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارةً أخرى " و أشهد أن لا اله إلا الله القائل مبصراً و مذكراً " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً و أنكم إلينا لا ترجعون " و أشهد أن محمداً عبده و رسوله و المنزل عليه من رب العالمين " إنك ميت و إنهم ميتون " صلى الله عليه و على آله وصحابته و من سار على نهجه إلى يوم الدين . أما بعد ..... ان الدنيا با لنسبة للمسلم رحلة طويلة شاقة و العبد منذ استقرت قدمه فى هذه الدار و هو مسافر لربه و مدة سفره هى عمره الذى كتب له و قد جعلت الأيام و الليالى مراحل لهذا السفر فكل يوم و ليلة مرحلة من المراحل فلا يزال يطويها مرحلة بعد مرحلة حتى ينتهى السفر فلو انتقلنا بقلوبنا الى المقابر و تخيلنا اننا سألنا الموتى ماذا يتمنون لكانت الاجابة كما قال الله تعالى"قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون" و نحن بفضل الله ما زالت أمامنا الفرصة و لكن كم من الساعات و الأيام التى نضيعها فيما لا ينفع و نتمنى وقتها لو نرجع الى الدنيا ساعة واحدة نعمل فيها الصالحات فلابد و أن نوقن جميعا بأن الموت لابد و أن يطرق بابنا ان عاجلا أو آجلا حتى و ان شغلتنا دنيانا و أنستنا هذا المصير و أننا لم نخلق فى دنيانا هذه الا للتزود منها للدار الآخرة التى هى الدار الباقية عندما يقال خلود يا أهل الجنة فى الجنة وخلود يا أهل النار فى النار .....حينئذ يكون الندم حيث لا ينفع الندم جمعوا فلم يأكلوا .......و زرعوا فلم يحصدوا ......و بنوا ولم يسكنوا .....وآملوا الأمال و لم يدركوا .......بل قطعوا الثياب ولم يلبسوا يا سبحان الله .........عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك عجبت لمن أيقن بالحساب ثم هو لا يعمل عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب فالدنيا مزرعة و الحصاد هناك"وأن ليس للانسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى" كان ابن عمر رضى الله عنهما يقول :اذا أمسيت فلا تنتظر الصباح و اذا أصبحت فلا تنتظر المساء و خذ من صحتك لمرضك و من حياتك لموتك و عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبىّ و قال " كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " فيجب على المؤمن أن لا يتخذ الدنيا وطنا و مسكنا و لكن يجب أن يكون فيها على جناح سفر يهيىء جهازه للرحيل قال الرسول صلى الله عليه وسلم"مالي وللدنيا ، ماأنا والدنيا ؟ إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظل تحت شجرة ثم راح وتركها " و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء " وقال صلى الله عليه و سلم "ما الدنيا فى الآخرة الا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه فى اليم فلينظر بما يرجع " •و من وصايا المسيح عليه السلام لأصحابه "من ذا الذى يبنى على موج البحر دارا تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا" و قال أيضا "اعبروها ولا تعمروها " قال صلى الله عليه وسلم"ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله تعالى وما والاه وعالما أومتعلما " و قال صلى الله عليه وسلم " من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة " و قال صلى الله عليه وسلم "الدنيا سجن المؤمن, وجنة الكافر " •قال الحسن :المؤمن فى الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها ولا ينافس أهلها فى عزها له شأن وللناس شأن •كان عطاء السليمى يقول فى دعائه :الهم ارحم فى الدنيا غربتى و ارحم فى القبر وحشتى و ارحم موقفى غدا بين يديك النفس تبكى على الدنيا و قد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها الا التى كان قبل الموت يبنيها •قيل لحمد بن واسع :كيف أصبحت ؟ قال :ما ظنك برجل يرتحل كل يوم مرحلة الى الآخرة •و قيل للامام أحمد :متى يجد العبد طعم الراحة ..... قال:عند أول قدم فى الجنة و قال صلى الله عليه وسلم "أتانى جبريل فقال :يا محمد عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, واعمل ما شئت فإنك مجزىّ به " •قال طلق بن حبيب : ان حقوق الله تعالى أعظم من أن يقوم بها العباد و ان نعم الله أكثر من أن تحصى و لكن أصبحوا تائبين و أمسوا تائبين فعلينا أن نجدد التوبة من جميع الذنوب بالكف عنها والندم عليها و العزم الأكيد على عدم معاودتها ......فهل لك أن تحقق لنفسك السعادة فى لحظة واحدة و هى لحظة صدق يجلس فيها العبد مع نفسه فلا يخدعها ولا تخدعه يفكر فيما مضى من عمره و يتذكر قول القائل : ما مضى من أعمارنا و ان طالت أوقاته فقد ذهبت لذاته و بقيت تبعاته و كأنه لم يكن اذا جاء الموت و ميقاته قال الله عز وجل "أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون " تلا بعض السلف هذه الآيه و بكى و قال :اذا جاء الموت لم يغن عن المرء ما كان فيه من اللذة و النعيم ......فهل لك ياعبد الله فى الفلاح و النجاح و الفوز و النجاة فى لحظة واحدة ..لحظة صدق تتذكر ما مضى من جنايات و مخالفات فتصلح الماضى بتوبة وتصلح الحاضربعمل صالح و تصلح المستقبل بعزيمة صادقة ونية مخلصة على الاستمرار فى طاعة الله عز و جل و التزود بالتقوى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قل آمنت بالله ثم استقم " قال ابن القيم رحمه الله : هلم الى الدخول على الله و مجاورته فى دار السلام بلا نصب ولا تعب و لا عناء بل من أقرب الطرق و أسهلها و ذلك أنك فى وقت بين وقتين و هو فى الحقيقة عمرك و هو وقتك الحاضر بين ما مضى وما يستقبل فالذى مضى تصلحه بالتوبة و الندم و الاستغفار و ذلك شىء لا تعب عليك فيه و لا نصب و لا معاناة عمل شاق انما هو عمل قلب و تمتنع فيما يستقبل من الذنوب وامتناعك ترك و راحة ليس هو عملا بالجوارح يشق عليك معاناته و انما هو عزم و نية جازمة و لكن الشأن فى عمرك الذى هو وقتك الذىبين الوقتين فان أضعته أضعت سعادتك ونجاتك و ان حفظته مع اصلاح الوقتين اللذين قبله و بعده( بما ذكر) نجوت و فزت بالراحة و اللذة والنعيم بك أستجير ومن يجير سواك ارحم ضعيفا يحتمى بحماك يا رب أذنبت فاغفر زلتى أ نت المجيب لكل من ناداك نسأل الله أن يختم لنا بخاتمة السعادة و أن يرزقنا الحسنى و زيادة و أ ن يجعلنا من عباده المتقين الذين يسعدون فى الدنيا بالطاعات و محبة رب العالمين و فى الآخرة بالجنات و النظر الى وجه الله الكريم ......... و آ خر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين تم تعديل 21 أبريل, 2009 بواسطة " المشتاقة إلى الجنة " شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
~ كفى يا نفس ~ 102 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 23 أبريل, 2009 وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته موضوع طيّب أختي الحبيبة. أسأل الله العليّ العظيم أن يجعله في ميزان حسناتكِ شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
