اذهبي الى المحتوى
رقة الندى

قصة حرير...من حشرة قز ميتة....إلى مصنع لأرق الحرير

المشاركات التي تم ترشيحها

إنها قصة حدثت في رمضان في مثل هذا الوقت تماما لفتاة تدعى "حرير".....ضمن مشهد من مشاهد مسلسل حياتها......

 

وجدتها جالسة متعمقة في التفكير..وهل من شيء متعب أكثر من التفكير..؟؟..دخلت خلسة لخلايا دماغها وإذا بها تردد وتقول:لست أول ولا آخر فتاة تفعل ما فعلته .....ما بها ؟!!...لا شيء...لا شيء البتة..!!

(ولكن لسان حال خلايا أعصابها يقول غير ذلك..فهي تشعر بندم شديد على ما قدمته يداها وبعد ماذا؟؟!...بعد طول غياب..إذ أنها قضت فترة لاهي بالقصيرة ولا بالطويلة ولكنها تحت عنوان "لحظات من حياتها" حيث كانت تعيش بسعادة غامرة بطمأنينة اللجوء لله والبكاء بين يديه والتأمل بما خلق الله من نعم ومصائب وابتلاءات..(وذلك بعد طول انقطاع عن الله والتمسك بحباله)......كان ذلك خصيصا في رمضان حيث لم يلهها أمر عن تلاوة القراّن مع العلم ان هذه اول مرة في شهر رمضان تتعدى الجزء الثالث!!! مع انها شابه فصيحة قوية قادرة على كثير من الامور ونشيطة في شتى الأشياء..الا..تلاوة القران ّوالصلاة..! فما كان يسبقها احد بالكسل والخمول...ولكن هذا كله تغير هذه السنة من رمضان وبهبة من رب الارض والسماء.....

حيث انها كانت تقرأ بتلهف شديد لتعرف ما جرى من قصص مشوقة في القراّن فتاره تبكي من الخوف وتارة اخرى تضحك ملأ فاها من الفرح وكثير من الاوقات تكون غارقة في التأمل باّياته تعالى....فوجدت الامر غاية في اللذة والمتعة لدرجة انها كانت تنهي جزئين من القراّن في جلسة واحدة دون ان تشعر بملل, وما ينهضها عن تلاوة القراّن الا امر طارئ كمساعدة والدتها والصلاة واحيانا القيام بأعمال عليها تنفيذها....لكنها تذهب ويبقى فكرها منشغل في سور القراّن وما ان تنهض عن التلاوة الا ويعيدها الشوق اليه فهذه الايات ما سبق لها ان قرأتها او حتى سمعت بها...وكانت قد عزمت على ان تتم ختمه مرتين هذا الشهر...ولكن للأسف هذا الامر لم يطل كثيرا...

ما زلت هنا في دماغها اتجول بين طياته باحثة عن مواقف جديدة وصالحة للنشر)..فجأة...قالت حرير بصوت متعجرف: ما الحاجة لختم القراّن مرتين هذا الشهر؟! فمرة واحدة تكفي..(وقد غرها ما قد قرأت)...(ولكن بدأ رأسها بالانخفاض رويدا رويدا حيث بدأت بالانزلاق مع حركة رأسها...وهي تردد وتقول بصوت يحفه الحزن والندم والحسرة والالم:..) لا..لا..ما هذه الترهات التي انطق بها...(ورفعت رأسها بقوة شخصية ما تفوقها قوة وعزيمة تهز الجبال الراسيات) لن اتراجع ابدا عما كنت فد عزمت عليه فأنا استطيع..نعم استطيع....

يجب ان اثبت لنفسي الضعيفة انني قادرة على ختم القراّن مرتين في شهر....نعم قادرة....

(ففرت وتدحرجت دمعة حبيسة من جفنها كانت على وشك ان تجف..)...

(قالت وهي تسترجع ما جرى من احداث اليوم وهي تقضم اصابعها حسرة وندم..)هامسة: يا للعار يا "حرير"

وا فضيحتاه......كيف استطاع شيطون صغير ان يجرك لهاوية الشهوات في نهار رمضان لاسترجاع الايام الخوالي..مع انك على يقين ان اسياده سجناء هذا الشهر..!!....يا للهول...يا الهي ....يا لي من تافهة حقيرة...

فمشهد جنسي واحد وما شاهدته الا للفضول والله استطاع ان يدغدغ ويداعب مشاعري وذكرني بأحاسيس سابقة كنت على وشك نسيانها فما لبثت لحظات الا ووجدت نفسي امارس العادة السرية..!! يا الهي ما اقذرني...

وانا اعلم علم اليقين ان هذا الامر يفطر الصائمين لكني لم ابالي ولم ترتعش لي شعرة!!!

(فجاة غطت وجهها بكفيها اللاتي تدنستا جراء معصيتها القذرة وبدأت بالبكاء والنحيب).........(بعد لحظات رفعت رأسها وانزلت كفيها عن وجهها وتوجهت الى مراّة غرفتها متمعنة بحاجبيها ) قالت:يا رب لقد تركت الكثير من المعاصي لأجلك وما امتنعت عنها الا لأتقرب اليك اكثر فأكثر....حتى حاجبي...لطالما تباهيت بجمالهما وهما منمصان مزينان ..... تركت نمصها وصبرت على شكلها الذي اصبح مريعا ...لا لشيئ الا لاني احبك...وحتى استطيع ان ادخل مرة اخرى تحت رحمتك يا الله ولترضى عني فما لي سواك...

 

(فقاطعها صوت اّت من الخارج ....فأنصطت...واذا بأحدهم يستمع الى شريط "يا عابد الحرمين" واذا به يقول:"قال الحافظ ابن كثير رضي الله عنه في تفسيره: وعن امير المؤمنين عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه انه بكى يوما بين اصحابه , فسئل عن ذلك فقال: فكرت في الدنيا ولذاتها وشهواتها فاعتبرت منها بها,ما تكاد شهواتها تنقضي حتى تكدرها مراراتها....ولان لم يكن فيها عبرة لمن اعتبر , ان فيها مواعظ لمن ادكر ")

(فلطمت خدها) قائلة: اّااه لقد وضعت الملح على الجرح..لقد وضعت الملح على الجرح...فعلا والله...لكم من الوقت تلذذت؟! لتوان؟؟....بل لأجزاء من الثانية!!! لكن بعدها فقد اشتعلت حرارة الندم ونسيت شعور اللذة..........يا الهي ما احقرني .....

(فألتفتت يمينا فأذا بعينها تقع على جملة صغيرة كانت قد كتبتها سابقا على الحائط وهي:"انت الوحيد القادرعلى تلوين لوحة حياتك بالالوان التي تراها...فأي الالوان تختار؟!".....)

(فرأيت نظرة امل لمعت في عينيها مع تحرك شفتيها بابتسامة حررها امل دفين..!) قائلة: فعلا والله لن اجعل هذا اليوم يؤثر علي سلبا ولن ادعه يغير ما بداخلي من عزم وثبات بل سأجعله محطة للعبور لمستوى أرقى وارفع في العبادة ولن اقف عند المحطة طويلا فهذا يعيق إرادتي الصلبة... والحمد لله على ما جرى اليوم مع اني تألمت كثيرا واكتويت من الداخل بنار معصيتي...ولكن ما جرى ما هو إلا هدية من الله لكي يبث بداخلي من جديد مشاعر الشجاعة والمغامرة والمعرفة التي خبا نورها قليلا وما هان على الله أن يخبو حتى أعاده سنا يتوهج في سماء الطاعة والخشية من الله.....

(وما هي إلا لحظات إذ بي اسمعهها تدعو بدعاء راق جميل)....

 

اللهم إني أشهدك أني احبك..وأحب رسولك..وأحب صحابته.... وأحب دينك....وأحب ملائكتك ..وأحب عبادك الصالحين اللذين أحببتهم...وأحب كل ما تحب...اللهم إن كنت قد رفقت بمن جحدك...ووصيت بمن كفرك...فكيف بمن تعلق قلبه بك....ربي انك تعلم أن تقصيري في حقك محض جهل مني ومجرد غفلة من نفسي الضعيفة....ربي لا اشك انك أنت الحكيم العزيز الكريم.....اللهم اجزل لي عطاء من فيض حبك...اللهم أكرمني ببركات من محض ودك...اللهم صلني بحبال القرب منك...ولا تحرمني ممن أحببتهم في الدنيا أن الحق بهم في الآخرة....ولا تحرمني منك ولا من رسولك ولا من صحابته ولا من خيار خلقك .....يا كريم

(فلاحظت ان دموعي تنهمر فوق خدي تأثرا بما جرى لهذه الفتاة الشجاعة القوية حين لم تدع طريقا يجعل اليأس يتسلل لقلبها)

 

(واخيرا ابتسمت حرير ابتسامة النصر ونظرت نظرة ملؤها التفائل والامل....ونفس جبلت في الله ولله)

 

في النهاية خرجت من دماغها ومشيت اتفكر بما مر علي.........وبعد فترة التقيتها مصادفة اثناء عملها فعدت للوراء قليلا لاقارن بين الوجه الذي رأيته في تلك المرة وبين هذا الذي يشع نورا وحيوية حيث ان نفسها مطمأنة هادئة....وكل شيئ يهون اذا ما كنا غير مقصرين في جنب الله اما اذ كنا...فأتفه الاسباب كفيله لتعكر صفو حياتك وتدعك تتوه في دوامة من الكاّبة وتغوص بوحل اليأس والقنوط....وكل هذا بسبب ماذا؟!!!...بسبب معاصي تافهة حقيرة ابعدتنا عن الله وعن الأجواء الروحانية حيث الراحة والسرور....ولأننا بطبيعتنا مفطورون على حب الله وعبادته فأن حدنا عن الطريق القويم لن يهدأ لنا بال ولن يقر لنا قرار حتى نعود....سبحان الله...عندما تخاف من امر فأنك تهرب منه ...الا...الله عز وجل فأنك ان خفت منه تهرب اليه....لا اله الا الله.....

 

وانت اخية..... اما ان لك ان تنهضي ....هيا هاتي يدك لنذهب ونصنع طريقا من حرير يقودنا الى جنة عرضها كعرض السماوات والارض.....هيا ماذا تنتظرين؟؟!

post-21673-1221476386.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
(فألتفتت يمينا فأذا بعينها تقع على جملة صغيرة كانت قد كتبتها سابقا على الحائط وهي:"انت الوحيد القادرعلى تلوين لوحة حياتك بالالوان التي تراها...فأي الالوان تختار؟!".....)

 

 

تركت نمصها وصبرت ...لا لشيئ الا لاني احبك...وحتى استطيع ان ادخل مرة اخرى تحت رحمتك يا الله ولترضى عني فما لي سواك...

 

 

نفسها مطمأنة هادئة....وكل شيئ يهون اذا ما كنا غير مقصرين في جنب الله اما اذ كنا...فأتفه الاسباب كفيله لتعكر صفو حياتك وتدعك تتوه في دوامة من الكاّبة وتغوص بوحل اليأس والقنوط

 

 

 

 

راااائع موضوعك أختي الحبيبة ..

 

 

طرح جديد و جميل ومؤثر ايضاً ...

 

 

كجمال تواجدك بيننا يا رقة الندى الغالية

 

 

لا حرمك الله الأجر ..على اختيارك الموفق ..

 

بانتظار القادم .. : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الله يعزك يا اختي * أحلى منتدى *...والجميل يرى كل شيء جميل.....الله يبارك فيكي على مرورك الطيب......تقبلي تحياتي

 

اني احبك بالله

 

 

اختك:رقة الندى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

واياك حبيبتي "ام اولادي"......هذا من لطفك .......الله يجزيكي كل خير........ اسعدني مرورك الطيب.....

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أحبك الله يا رقة الرقيقة ..

 

 

 

بلغك الله ليلة القدر وجمعنا في جنات النعيم ...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×