أيتها الفتنة ...انجلى فقد أتعبتنا

[مسك خير 0]

 

أيتها الفتنة ...انجلى فقد أتعبتنا

 

 

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد.

 

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.

 

 

فى خضم هذه الأحداث المتلاحقة....

 

وفى الوقت الذى ينبغى فيه أن يلتف المسلمون حول علمائهم ويوحدوا صفوفهم ولو لمرة واحدة .........

 

فى الوقت الذى يفسد فيه عدو الله فى الأرض ويهلك الحرث و النسل.....

 

يظهر منا من يعيث الفتنة بين الناس و علمائهم .......

 

تراه يرسل آلاف الرسائل::

 

(ما رأيك في فتور قناة كذا تجاه أحداث غزة؟؟أهذا ما يقتضيه العلم الشرعى الذى ينادون به؟؟تعال واكتب ... ادل بدلوك و قل رأيك!!!)

 

وللأسف... تبدأ مقالات الفتنة تكتب متأثرة بالرسالة المذكورة...

 

أقلام تسارع فى اتهام العلماء بالعمالة و التخاذل و الخنوع........

 

هواجس تنتاب بعض من هم فى أول الطريق وشكوك تساورهم حول صحة المنهج و صلاح العالم .....

 

ويدخل فيها أهل الحق و يختلطون بالمرجفين ممن ينادون بالانقلابات و الصراخ و... و...و...و...

 

وتبدأ الأقلام الطاعنة تكتب وتلمز وتشجب..........

 

وأقلام أخرى تتطاول بلا حياء و الله أعلم من وراءها......

 

وأقلام ثالثة تريد أن تمسك العصا من النصف فتتعاطف مع القضية وتشكر جهود العلماء من جهة بينما تلمح بأخطاء ما يستغلها البعض فى إشعال مزيد من الفتن.........

 

وأقلام رابعة تستنكر ما يقال:( كيف تقولون هذا على أهل العلم؟يكفى جهودهم وبثهم لبرامج تذاع طوال الليل و النهار من أجل القضية..)

 

فترد أقلام الفتنة:(ماهكذا ينبغى أن يكون العلماء...هم السبب فى خنوع البعض...يخافون على مراكزهم من كلمة حق...أين نداؤهم للجهاد؟أين تظاهراتهم؟أين هم من العز بن عبد السلام؟)

 

وأقلام ترد:(الكل عاجز و المظاهرات لا تفعل شيئا وجزى الله العلماء خيرا).

 

وبين هذا وذاك تضيع أفهام أهل خير انفعلوا من أجل القضية ولكن أخطأوا الطريق........

 

فيا أهل الخير.....

 

ليس هذا وقت الفتن...

 

من أنكر على عالم شيئا فلينصحه فيما بينه و بينه ولا يفضحه على الملأ..........

 

وليعلم كل شخص أن ما يكتبه إما فى ميزان حسناته أو فى ميزان سيئاته......

 

فليتخير أحدنا كلمته ........

 

وليضعها فى الوقت المناسب...فى المكان المناسب ...للشخص المناسب...

 

ولنذكر أحوال الصحابة فى زمن الفتن:

 

حين كانت الفتنة تدور بين الناس اعتزلها سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه وقال:

 

سمعت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: " إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي " أخرجه مسلم .

 

وحين حدثت الفتنة بين الصحابة اعتزلها عبد الله بن عمر و عبد الله بن عباس رضى الله عنهما وحين انتصر جيش على رضى الله عنه تمنى أن لم يكن قد خرج للحرب -على الرغم أنه من أنه كان على الحق.

 

وكانت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها تبكى حين تقرأ قوله تعالى : ""وقرن فى بيوتكن""ندما على خروجها يوم الجمل - على الرغم من أنها ما خرجت إلا لمنع الفتنة.

 

وحين خاض بعض طلبة العلم فى بعض علماء السنة قال الشيخ ابو إسحاق بأنه قد آثر السكوت لأن الصالح قد يخطىء فى الفتنة .

 

إخوتاه..............

 

 

لنتأمل قول الله تعالى:

 

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) الأنفال

 

يأمر تعالى عباده المؤمنين أن يؤدوا ما ائتمنهم اللّه عليه من أوامره ونواهيه، فإن الأمانة قد عرضها اللّه على السماوات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولافمن أدى الأمانة استحق من اللّه الثواب الجزيل، ومن لم يؤدها بل خانها استحق العقاب الوبيل، وصار خائنا للّه وللرسول ولأمانته، منقصا لنفسه بكونه اتصفت نفسه بأخس الصفات، وأقبح الشيات، وهي الخيانة مفوتا لها أكمل الصفات وأتمها، وهي الأمانة.

ولما كان العبد ممتحنا بأمواله وأولاده، فربما حمله محبة ذلك على تقديم هوى نفسه على أداء أمانته، أخبر اللّه تعالى أن الأموال والأولاد فتنة يبتلي اللّه بهما عباده، وأنها عارية ستؤدى لمن أعطاها، وترد لمن استودعها وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (ا.ه.تفسير السعدى)

 

تأمل قوله تعالى :

 

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ *) { 45 - 49 ْ} الأنفال

 

يقول تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً ْ} أي: طائفة من الكفار تقاتلكم.

{ فَاثْبُتُوا ْ} لقتالها، واستعملوا الصبر وحبس النفس على هذه الطاعة الكبيرة، التي عاقبتها العز والنصر.

واستعينوا على ذلك بالإكثار من ذكر اللّه { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ْ} أي: تدركون ما تطلبون من الانتصار على أعدائكم،فالصبر والثبات والإكثار من ذكر اللّه من أكبر الأسباب للنصر.

{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ْ} في استعمال ما أمرا به، والمشي خلف ذلك في جميع الأحوال.

{ وَلَا تَنَازَعُوا ْ} تنازعا يوجب تشتت القلوب وتفرقها، { فَتَفْشَلُوا ْ} أي: تجبنوا { وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ْ} أي: تنحل عزائمكم، وتفرق قوتكم، ويرفع ما وعدتم به من النصر على طاعة اللّه ورسوله.

{ وَاصْبِرُوا ْ} نفوسكم على طاعة اللّه { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ْ} بالعون والنصر والتأييد، واخشعوا لربكم واخضعوا له.

 

(تفسير السعدى)

 

 

وعلى المسلم فى وقت الفتنة أن يلتزم الصمت فلا ينطق إلا بكلمة ترضى الله حقا وفى الوقت المناسب فى الموضع المناسب.....

 

وأفضل من الصراخ أن نكثر من الدعوات لأنها سلاح المؤمن الحقيقى .......

 

وهو سبيل استجلاب النصر من رب النصر ملك السماوات و الأرض الذى لا يعجزه شىء و قلوب العباد فى قبضته و نواصيهم بيده.........

 

وكم من مرة أيد الله بها عباده بالدعاء..

 

قال تعالى( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ )الأنفال 9

 

 

ثم الدعم المادى و المعنوى و كتابة المقالات الحاضة على التفرق لا التشتت..........

 

فما يزيد الشقاق الصف المؤمن إلا هوانا..........

 

ويا كل من خاض فى الفتنة اتق الله...

 

و اخش يوما تجتمع فيه مع من ظلمت عند قنطرة المظالم إن لم يغفر الله ثم إن لم يغفر لك صاحب المظلمة.......

 

فكيف إذا كان صاحب المظلمة عالما راح عمره فى تبيين الحق و لو كان على حساب نفسه و بيته و ووقته؟

 

 

فاستغفر الله مما صنعت و أضللت غيرك وأنت تزعم إرادة الخير.

 

ويا أيتها الفتنة انجلى...انجلى... ...فقد أتعبتنا .

__________________

تم تعديل 18 يناير, 2009 بواسطة مسك خير

[التائبه 2008 1]

[التائبه 2008 1]

[(** امة الله**) 0]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيك اختي مسك الخير نعم القول

 

انا تكلم مع الاخوات الا نخوض في ذم الحكام والعلماء وتتبع كل ما تقوله النشرات والاخبار

لاننا محاسبون امام الله عن كل كلمة يوم القيامة

لكن اظن عواطفهم تتكلم اكثر من عقولهم والاحرى نلزم علماءنا وما يقولوه لانهم اهل لمعرفة الحق اكثر من اي انسان اخر حتى وان كان يضاد عواطفنا لان الحق ليس بالعواطف

والله تعالى اعلم

[مسك خير 0]

أختى التائبة...جزاك الله خيرا على مروك الجميل.

 

 

أختى أمة الله

صدقت أخيتى ...وعلينا احترام أهل العلم

 

كم من ليلة نمنا فيها و هم يطالعون دروس العلم ليعلمونا ؟

كم من مرة أرادوا النوم فيها فحرمناهم الهناء بمكالماتنا و سؤالناو إلحاحنا؟

 

كم من مرة عصيانهم فصبروا و علموا وذاقوا المكاره من أجل توصيل كلمة الله - وليتنا نعمل بها؟

 

ليتق الله كل منا فلحوم العلماء مسمومة

 

وعند الله تجتمع الخصوم

تم تعديل 19 يناير, 2009 بواسطة مسك خير