رجاء محمد الجاهوش 17 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 22 يناير, 2009 (معدل) لِيَكونَ لهَا شَمْعَة ..! رجاء محمد الجاهوش أغمَضت عَينيْها بهدوءٍ مُحاولة الاسترخاء ... فقد كانَ يَومها ـ بَل يوم العالَم بأسْره ـ مُختلفا ، أرهقتها صور القتلى والجَرحى والدَّمار التي ما فتِئت تُشاهدها مُنذ الصَّباح ، وآلمَها هَوان الدّم المُسلم ، فبَكت ، وصَدى بُكائها : " لَزَوَال الدُّنْيَا أَهونُ على الله من قَتْلِ مُسلمٍ ..! " غلبَها النَّوم فغَفت ، فكم هي بحاجَةٍ إلى ساعةِ نومٍ ـ فقط ساعَة ـ لتستيقظ بَعدها وتلزم مُصلاها . - في هدأةِ الليل وسكونِه انسلَّت مِن سَريرها ، ومَشت بتؤدَة تتفقد أبناءَها ، وهي تدعو الله أن يَحفظهم بحفظِهِ ، ويَكلأهم برعايتِهِ ، وأن يَهدي زوجَها ويُصلحهُ ، ثمَّ توضَّأت وجَلست بين يَديِّ الله تستغفرَه وتسبِّحه وتناجيه ... تتفكّر في كلِّ ما مرّ عليها في يومِها ، من هُمُوم عامّة وخاصّة ، تبحَثُ عن مَخرج وسط كلّ هذه المَتاهات ، يُعييها التفكير فتستقبل القِبلة : تركع ، تسجد ، ويطول سجودها ، فلا مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ . "قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " - ( الجمعة:8) أرعَبتها هذه الآية كما أرعَبتها صُوَر المَوت المُبعثرة هنا وهناك ، ردَّدتها كثيرًا كمَن يريدُ حفظ شيء في ذاكرتِهِ فلا يَبرَحها ، وترسيخ معنى في نفسِهِ فلا يُفارقها ! تذكّرت تلك الليلة ..! ليلة أطفأت صَديقتها " صفاء " ـ التي تشاركها الغرفة في السَّكن الجامِعي ـ الأنوارَ وتمدّدت على الأرض ، ثمَّ لفّت نفسَها بلحفاها ، متخيّلة نفسَها داخل قبرَها وقد فارَقها الأهل والأصحاب ، وبَقيَت وحدَها غريبَة بينَ الدودِ والتّراب ! كانت تريد لذلك القلب الثاوي بين الضلوع أن يرقَّ بذكر هَاذِمِ الَّلذَّاتِ ، ولهذه الرُّوح الأسيرَة أن تحلّق في سَماواتِ العُبوديَّة الحقّة ، فالْكَيِّسُ مَنْ دانَ نَفسه وعملِ لما بعَد المَوْتِ . " كم من الوقتِ مرّ يا "صفاء" على ذلك الموقف ؟! سنين و سنين ، وها هُوَ يَجْثُمُ أمامي اللَّيْلة كأنَّه الأمس القريب ! " تحدّثها نفسها بخوض ذات التَّجربَة إلا أنها تخشى أن يَستيقظ أحدٌ مِن أهلِ بيتِها فيفزَع إذا رآها على تلكَ الحالة . زارَها خاطرٌ فاطمَأنَّت إليهِ ... "سأفعلُ كما تفعل صَغيرتي وأختبئ في خِزانة مَلابسي ... سأضُمُ بَعضي إلى بَعضي ليسَعني المَكان ، مُستشعرة حال مَن يَجلسون في الظلام ، لا يَملكون سِوى شمْعَة ، وأولئك الذين يَرقدون تحتَ الرُّكام وهُم أحياء ، حيث لا ماء ولا نسْمَة هواء" أطفأتْ أنوارَ الغرفة ، وجَلبَت هاتفها النَّقال ليكونَ لها شَمْعَة ، ثمَّ اندسَّت في خزانة مَلابِسها وأحكمت إغلاقها ... سرى ضوء هاتفها النَّقال في جَمرة المكان ، ثمَّ بدأ يتلاشى رُوَيْدًا رُوَيْدًا ... ظلام دامِس ، المَكان ضيّق ضيّق ، والهواء النَّقي كادَ أن يَنفد ! رُحماكَ يا ألله ! رُحماكَ يا ألله ! رُحماكَ يا ألله ! سَطعَ النُّور فجأة ..! يَدٌ قاسِيَة اقتلعَتها مِن مَكانها ثمَّ هَوَت بها إلى الأرض ، ودوَّى صَوتٌ أصَمَّ المَدى : - ماذا تفعلين هُنا ؟! معَ مَن تتحدّثين في هذه السَّاعَة المُتأخرة مِن اللَّيْلِ يا ... ؟!! تم تعديل 11 فبراير, 2009 بواسطة رجاء محمد الجاهوش شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
هَمسآت المَطر 2 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 22 يناير, 2009 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .., باركَ الله فيكِ أختنا الحبيبة رجاء وزادكِ علماً وعملاً ., أطفأتْ أنوارَ الغرفة ، وجَلبَت هاتفها النَّقال ليكونَ لها شَمْعَة ، ثمَّ اندسَّت في خزانة مَلابِسها وأحكمت إغلاقها ...سرى ضوء هاتفها النَّقال في جَمرة المكان ، ثمَّ بدأ يتلاشى رُوَيْدًا رُوَيْدًا ... ظلام دامِس ، المَكان ضيّق ضيّق ، والهواء النَّقي كادَ أن يَنفد ! تذكرني تلكَ الكلمات بأحدٍ من السلف الصالح عندما كان يذنب ذنباً يحفر في حجرته حفره ويضع نفسه فيها ( كأنه القبر ) ويتخل أنه في حفرته دون الرجوع إلى الدنيا ويعاقب نفسه ومن بعد ذلك يخرج ويعطي نفسه الفرصه لتصحيح عمله ومراجعة حسباته مع الله ذاكَ مثلها مثل الشمعة التي تضيئ لنا الطريق فدامَ لنا شمعه تنير طريقنا إذن من خلالها سنعرف طريقنا فاللهم اجعل في قلوبنا نورا نراكَ به ونخشاكَ فيه باااااركَ الله فيكِ حبيبتي كم أشتاق لقراءة كلماتكِ ماشاء الله موفقة بإذن الله رجاء الغالية :) شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
رجاء محمد الجاهوش 17 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 24 يناير, 2009 (معدل) أختي العزيزة o0o يارب سامحني o0o وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكِ ، وجزاك خير الجزاء لحضورك العذب الكريم . تذكرني تلكَ الكلمات بأحدٍ من السلف الصالح عندما كان يذنب ذنباً يحفر في حجرته حفرهويضع نفسه فيها ( كأنه القبر ) ويتخل أنه في حفرته دون الرجوع إلى الدنيا ويعاقب نفسه ومن بعد ذلك يخرج ويعطي نفسه الفرصه لتصحيح عمله ومراجعة حسباته مع الله نعم ، وقد حاولت "صفاء" تقليده لكن بطريقة مختلفة ! فاللهم اجعل في قلوبنا نورا نراكَ به ونخشاكَ فيه .. اللهم آمين .. باااااركَ الله فيكِ حبيبتي كم أشتاق لقراءة كلماتكِ ماشاء الله موفقة بإذن الله رجاء الغالية :) أسعدَ الله قلبكِ برضاه ، وأكرمكِ في الدارين . دمتِ بخير وعطاء تم تعديل 24 يناير, 2009 بواسطة رجاء محمد الجاهوش شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
(نشوى) 105 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 27 يناير, 2009 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، بارك الله فيكِ رجاء الحبيبة وزادكِ تميزا وسبحان الله .... نعتبر من قصتكِ الكثير من عدم الغفلة عن تذكر الموت فى أى وقت ومن مراعاة أن من حولنا قد لا يفهمون تصرفاتنا بل ربما يفسرونها بطريقة خاطئة لذا من الأسلم لنا جميعا أن نكون واضحين بحيث لا نعطى فرصة لظن سئ قد يكون سببا فى تفريقنا عن من نحب وهذه الزوجة مثلا لو كانت أشركت زوجها فى فكرها من البداية ما كان سيظن بها سوءا والله المستعان شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
رجاء محمد الجاهوش 17 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 28 يناير, 2009 أختي العزيزة سجدة قلب مسلم وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته وفيكِ بارك الله ، وجزاك خير الجزاء لحضورك العذب الكريم . نعتبر من قصتكِ الكثير : من عدم الغفلة عن تذكر الموت فى أى وقت ..ومن مراعاة أن من حولنا قد لا يفهمون تصرفاتنا ، بل ربما يفسرونها بطريقة خاطئة لذا من الأسلم لنا جميعا أن نكون واضحين بحيث لا نعطى فرصة لظن سئ قد يكون سببا فى تفريقنا عن من نحب جميل أن تهديكِ القصّة هذه المعاني الطيّبة ، والأجمل أن نقرأ بهذا العمق . دمتِ بخير وعطاء شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
المتفائلة (ريفيّة) 979 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 1 فبراير, 2009 ماشاء الله قلم مميز ، دام مداده ياغالية قصة رائعة ونهاية لم تكن متوقعة لكنها أظهرت لنا إختلاف تفكير بعض الناس بوركتِ شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
المتفائلة (ريفيّة) 979 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 1 فبراير, 2009 (معدل) ... تم تعديل 1 فبراير, 2009 بواسطة المتفائلة شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
رجاء محمد الجاهوش 17 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 2 فبراير, 2009 أختي العزيزة المتفائلة أكرمكِ الله ، وجزاك خير الجزاء لحضورك وتشجيعك الكريم . دمتِ بخير وعطاء شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك