اذهبي الى المحتوى
~ أم العبادلة ~

مشاكل ما بعد فطام طفلك

المشاركات التي تم ترشيحها

الســــــــــــــــــــــــــــؤال

 

بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد..

 

ابنتي بعد الفطام تغيرت أخلاقها جدا، فبعد الفطام بشهر التزمتُ بمدرسة للغة ثلاثة أيام في الأسبوع من الساعة 8.30 : 12.00 ظهرا، هذا بعد فترة الفطام وآخذ معي خديجة إلى المدرسة، وأتركها تجلس مع مربية وكثير من الأطفال، ولكن هذه المربية تتحدث طبعا الألمانية والأطفال من عدة جنسيات، وبالتالي ليس هناك لغة تفاهم.

 

ولا أدري، لعل هذا الأمر سيئ لابنتي. المهم.. منذ فترة ما يقارب شهرين وخديجة بدأت تتعامل بطريقة فظة نوعا ما، فهي أولا: تعبر عن استيائها مني ومن أبيها بأن تفعل كل ما تشعر أنه يغيظنا، مثل الوقوف أمام التلفاز أو رمي الأشياء من على الطاولة.

 

ثانيا: إنني أشعر أنها من طفولتها المبكرة وهي معتدة بنفسها، وفهمها عالٍ عن سنها إلى حد ما، أنا لا أقول ذكية لكن أقصد أنها تتعامل بتركيز أحيانا مع الغير. مشكلتي معها أنها كثيرة الصراخ في الطريق، وعند الناس، وفي السوبر ماركت، وفي البيت، وإلى الآن لم تر ردة فعلي على الموضوع. أنا بانتظار استشارتكم الصحيحة حتى لا أتعامل معها بطريقة خاطئة تجرح شعورها أو تؤثر في المستقبل على شخصيتها، وأكتفي الآن بالصد عنها وتركها تصرخ كما تشاء، وإن كانت تصرخ لتحصل على شيء ما فلا أعطيها إياه، علما بأن سنها الآن سنة وعشرة شهور. وفي الطريق تسبب لي الإحراج أمام الألمان، فكلهم ينظرون إلي نظرات غريبة، ويراقبون ما سأفعله معها، أما في البيت فوالله أحيانا أدخل إلى غرفة ثانية وأبكي منها.

 

ثالثا: هي تحب أن تأكل بنفسها رغم أن أكلها سيئ جدا، وعندما تأكل تبهدل الدنيا. وحينما تأكل فجأة ترمي الطعام من فمها. أريد أن أخلصها من هذه العادة السيئة ولا أدري كيف. حاليا هي لا تفهم الحرام، وأحاول الشرح لها وأقول لها: هذا خطأ يا خديجة، فتقول لي طبعا بلغتها الطفولية غير المفهومة ما معناه: ماما، ييه الأكل على الأرض، وتبدأ بالتكشير. لكنها في الوقت نفسه لا تتوقف عن فعله.

 

وفي المدرسة تقول لي المربية: إنها تضرب الأطفال وغير لطيفة إلا مع من يكبرونها سنا؛ فهي تحب اللعب معهم، مثلا: أخذتها للحديقة ولعبنا ساعتين وكانت هناك فتاة ألمانية 3.5 سنوات لعبت معها لكن ليس بانفتاح كبير. أحيانا أشعر أنها تغار، وعندما يأتي عندي أناس معهم أطفال لا تسمح لهم باللعب بألعابها، وإذا أتى طفل عندها وقبل أن يطلب اللعبة ترميها وتبدأ بالبكاء، وهذا يسبب لي الإحراج. أنا لا يهمني الناس، المهم أن تساعدوني وتبصروني بالطريق الصحيح للرد على تصرفاتها.

 

الحمد لله أطوِّل بالي عليها جدا، لكن أباها أحيانا يتعصب عليها. المشكلة أنها لا تتأثر ولا تنظر إليه وبذلك تجبره على الضحك. والآن عندي شهر إجازة وأريد أن أتفرغ لها كي أصلح من هذه السلوكيات. أنا دائما أشتري لها الألعاب التي تنمي قدرات الطفل من ألعاب الخشب وغيرها، وهي تتجاوب معي والحمد لله.

 

وللحق هي أحيانا تكون عبارة عن ملاك، وأنا أحبها جدا حتى في قمة تعصبها.

 

رابعا: وهو أهم شيء؛ أنا أشعر أنني قصرت معها من ناحية الحنان؛ فهي منذ ولادتها وهي تنام في سرير منفصل لكن في غرفتي، وكانت تستيقظ في الليل كي ترضع فأستيقظ وأرضعها وأعيدها إلى سريرها. وعندما بلغت 8 شهور كنت أنام بجانبها عندما أرضعها، وبعد تقريبا ساعتين أعود لسريري، ولكن عندما فطمتها شعرت أني ارتكبت خطأ كبيرا يصعب إصلاحه؛ لأن طريقة الفطام كانت فجائية وبلا مقدمات.

 

فهي إلى الآن عندما تريد النوم أو أحيانا عندما تلعب تقوم بوضع طرف كمها على فمها وتقوم بعملية الرضاعة. أشعر أن هذا يعطيها شعورا مريحا لكني عندما أراها تفعل هذا أبدأ بالبكاء؛ لشعوري أنني السبب في ذلك.

 

ساعدوني في كيفية التصرف معها، وما الكلمات التي يجب أن تسمعها مني؟ فأحيانا أقرأ بعض الاستشارات لكني لا أستطيع فهم النقاط العملية المهمة في تطبيق ذلك السلوك، علما أني -والله شهيد- قد استفدت جدا من هذا الموقع الرائع، جزاكم الله خيرا.

 

*******************************

 

الإجـــــــــــــــــــــــــــــــــابة

 

مرحبا أم سمية.. وإني أشكر الله إليك هذه الثقة في قسم (معا نربي أبناءنا)، وهذا التواصل المتكرر في مراحل نمو الحبيبة الصغيرة (خديجة). وما زلت أذكر استشارتكم الرقيقة وأنت تحاولين المعاونة في فطام الغالية (خديجة)، وقد أعاننا الله في أحد أيام فبراير (2005) على الرد في ذلك الوقت، فلعله أفادك.

 

ونتمنى من الله سبحانه أن نرى اليوم الذي تسأليننا فيه عن كيفية تهيئتها للخطبة والزواج، ومشاكل الأخت (خديجة) في الحمل والولادة، ومشاكل (أبناء خديجة).

 

ونسأله سبحانه أن يعيننا على حسن الرد وحسن التواصل مع قرائنا وأصدقائنا من آباء وأمهات مخلصين ومخلصات.

 

حقا، إن التربية عملية تواصل وتعاون. وحقا كم هو رائع ذلك الشعار، أقصد العنوان: (معا نربي أبناءنا).

 

ثانيا: فإنني أحييك على هذا الشرح الطيب الدقيق، وهذه المشاعر الوالدية الراقية كما عهدناك (أم سمية).

 

ثالثا: فإنني أبشركم بمستقبل طيب لأسرتكم الصغيرة في ظل هذا الحب والود والرعاية والاهتمام بأبنائكم.

 

رابعا: فيسرني أن أبشركم مقدما بحالة الحبيبة (خديجة) وأنا أحاول تفسير حالتها، ومحاولة معاونتكم في حلها.

 

فهي من تساؤلكم تبدو لنا كإحدى الصور العادية جدا والمتوقعة لأي طفلة في مثل عمرها وهو عمر السنتين؛ تمر ببعض الظروف الخاصة فيكون تفاعلها هو بعينه ما تفعله صغيرتكم الغالية، وتكون رسائلها النفسية والجسدية مثل التي يرسلها من هم في مثل سنها ويواجهون ما تواجهه، ويشتد استغرابها عندما تجد الكبار والمحيطين -خاصة أحب الناس وأعز الناس وهما والديها- وهم حيارى لا يفهمون لغتها ولا يترجمون رسائلها، فتزداد الهوة، وتشتد الحالة من العادية -أي عدم فهم مرحلية الأبناء- إلى المرضية، ونقصد به أزمة وصراع الأجيال، ويخسر الطرفان كلاهما المعركة.

 

وتكون نتيجة الصراع:

 

1- طفلا مسكينا مريضا نفسيا، وقد يتطور إلى مريض عضوي.

 

2- آباء وأمهات حيارى، تعساء مع أولادهم، لا يدرون كيف يجيدون فن التعامل مع أزمتهم الوالدية.

 

3- مجتمعا مفككا منفرط الوحدات الأسرية.

 

4- أمة في خطر لفقدها أجيال من الأصحاء الأسوياء ينهضون بها، فتمرض بمرضهم وتتأخر بتأخرهم.

 

وبعد..

 

فمعذرة لهذه الهموم والشجون التي أثارتها في نفسي رسالتكم الطيبة.

 

خامسا: فالحل المثالي لأي مشكلة من مشاكل الطفولة يجب أن يتم وفق منهجية معينة ذات خطوات أربع:

 

الخطوة الأولى: فهم الحالة؛ أي فهم المرحلة السنية التي يمر بها الطفل وسماتها المميزة.

 

الخطوة الثانية: كيفية أو فن التعامل مع كل مرحلة سنية.

 

الخطوة الثالثة: فهم الظروف أو التغيرات البيئية غير الطبيعية التي تمر بها الأسرة عامة والطفل خاصة، والتي أدت إلى تغير سلوك الطفل.

 

الخطوة الرابعة: محاولة الوقاية من الحالة السلوكية الخاصة أو تغييرها وعلاجها.

فلو تمت -وبطريقة صحيحة- تلك المنهجية الرباعية في كل مشاكلنا مع أبنائنا ما كانت هناك مشاكل ولاستمتعنا بأبنائنا، ولاستمتعنا بكل مرحلة يمرون بها ونحن نجيد فن التعامل مع كل مرحلة بفهمنا لها مسبقا، ولتوقعاتنا بما سوف يحدث منهم؛ فالتربية فن وفقه جيد ومتعة لا تدانيها متعة.

 

سادسا: ولنحاول تطبيق هذه المنهجية الذهبية الرباعية على حالة ابنتنا الغالية خديجة (خديجة.. ورسائل التمرد والرفض وعدم التكيف).

 

الخطوة الأولى: ما أبرز سمات المرحلية السنية لعمر سنتين؟

 

1- النرجسية، أو حب الذات، أو التمحور حول الذات.

 

2- بناء الاهتمامات، ونقصد بها كل القيم والمبادئ العامة التي تصوغ الضمير أو ما يسميه علماء النفس (الأنا العليا).

 

3- بناء مهارات التخاطب والتواصل الاجتماعي.

 

4- التعرف على الآخر؛ أي كل المحيطين سوى الوالدين.

 

5- استكشاف البيئة المحيطة من أشخاص وأشياء وأماكن.

 

الخطوة الثانية: كيفية أو فن التعامل مع هذه المرحلة السنية (سنتين).

 

1- الدعم الإيجابي.. ونقصد بالدعم أو التدعيم هو كل قول أو فعل ينشئ سلوكا أو يدعم سلوكا. وقد يكون دعما إيجابيا معنويا أو ماديا، مثل: (القبلة والملامسة والابتسامة والمداعبة والممازحة والهدايا والعطايا والتفقد والتشجيع والتقدير وحفظ السر).

 

2- الحوار والاستماع.

 

3- المجالسة.

 

4- تجنب التخطيء.

 

5- الحرية.

 

6- الترفيه واللعب.

 

7-الدعاء.

 

الخطوة الثالثة: فهم الظروف أو التغيرات البيئية غير الطبيعية التي تمر بها الأسرة عامة والطفل خاصة، والتي أدت إلى تغير سلوك الطفل.

 

والآن.. تعالي لنرى أبرز الأسباب التي جعلت الصغيرة (خديجة) ترسل رسائلها الشفوية والفعلية والسلوكية التي تظهر لوالديها تمردها على هذه الضغوط النفسية والمادية التي وقفت عائقا أمام سماتها وصفاتها؛ خاصة حبها لذاتها ومحاولة اكتشاف الواقع، واكتساب مهارات الاتصال الاجتماعي..

 

1- أول من عاملتهم كانوا أجانب مختلفي الجنسيات واللغات، فاحتارت بين من يتحدثون في البيت بلسان عربي وآخرين بلسان أعجمي، وكانت رسالتها التمردية: دلوني.. من أتبعه ومن يقول الحقيقة؟

 

2- نلاحظ أنها تتمرد بالخارج وتكون رقيقة بالداخل.. وكانت رسالتها الصراخية في الشارع: أنا أرفض هذه البيئة التي لا أفهمها ولا تشعرني بالود!.

 

3- أنها تحب ذاتها جدا، ومن باب حب الذات تتمسك بأشيائها وتخاف عليها خاصة اللعب.

 

فالرسالة الطبيعية في هذه السن: لن أسمح لأي غريب بلمس ما يخصني ويقتحم ذاتي ومملكتي!.

 

4- مص الأصابع أو أي شيء آخر هو فعل طبيعي ومؤقت.. وهو رسالة من الصغيرة: أواه.. كم أشتاق للثدي وللرضاعة!.

 

الخطوة الرابعة: ما آليات الوقاية من هذه الحالة الخاصة (خديجة) أو تغييرها وعلاجها؟

 

1- الفهم الجيد لسمات مرحلتها السنية.

 

2- تطبيق فن التعامل مع مرحلتها السنية.

 

3- محاولة تعريفها تدريجيا بالمحيطين، وإنشاء علاقات اجتماعية معهم ولو بالزيارات الخاصة لكسر حاجز الخوف والرهبة.

 

4- تجنب تخطيئها، خاصة عند مص الأصابع.

 

5- تجاهل تصرفاتها الصراخية التمردية، وفهم رسائلها بمزيد من الحب وعدم مراجعتها عند ثورتها بل عند هدوئها.

 

6- المزيد من الحب والمجالسة والدفء الأسري؛ خاصة بين الوالدين أمامها.

 

7- احرصي على قراءة أذكار النوم والرقية الشرعية، وهي موجودة بأي كتاب للأذكار، وامسحي بها على أبنائك قبل النوم.

 

وتابعينا بأخبارك.

http://www.islamonline.net/servlet/Satelli...FParentCounselA

تم تعديل بواسطة ღ أمـ الرحمن ـة ღ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيراً أخية على الموضوع الرائع والشيق أسأل الله أن يجعل أطفالنا شباباً أقوياء أصحاء

وأن يكونوا لنا سنداً إنه على كل شئ قدير

أنرتِ الساحة مشرفتي الغالية لاحرمنا الله إطلالتكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×