اذهبي الى المحتوى
أم عمر و فاطمة

الوســائل المفيدة للــحياة السـعيدة

المشاركات التي تم ترشيحها

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

 

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

حياكن الله اخواتي الغاليات

 

اضع بين ايديكن كتابـــا راااااااائعا من لآلئ الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ونفعنا بعلمه

 

فعلا كتيب صغير لكنه يحمل من المعاني والحكم ما يذهب عن النفس همومها واحزانها

 

وابدا ان شاء الله بنقل المقدمة وان شاء الله اوافيكن بالتتمة بعون الله تعالى

 

 

 

 

 

 

 

 

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تأليف:

 

 

الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي

 

(رحمه الله)

 

 

 

 

 

 

المقــدمة

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

 

فإن هذه الرسالة المباركة المسماة: (الوسائل المفيدة للحياة السعيدة) توضح وتبين معنى السعادة الحقيقية التي هي الهدف الأسمى لكل إنسان في هذه الحياة، وقد اختلفت الآراء وتباينت في مفهوم السعادة وكيف تتحقق. فهناك من يرى أنها تتحقق بجمع الأموال وتنميتها، والبعض يراها في صحة الأبدان والأمن والأوطان، ومنهم من يراها في الرزق الحلال وتحصيل العلم النافع، ومنهم من يراها في الإيمان الصادق والعمل الصالح والاستقامة على ذلك، ولا مانع من دخول كل ما ذكر في مفهوم السعادة ما دام متفقاً مع القواعد والضوابط الشرعية غير أن السعادة تنقسم إلى قسمين:

 

1- سعادة دنيوية مؤقتة محدودة بعمر قصير متغير.

 

2- وسعادة أخروية دائمة لا انقطاع لها ولا حدود.

 

وكلاهما متلازمتان مقترنتان ببعضهما فسعادة الدنيا مقرونة بسعادة الآخرة والحياة السعيدة الكاملة الطيبة في الدنيا والآخرة إنما هي برضا الله للمؤمنين المتقين كما قال تعالى:

 

(من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) [ سورة النحل آية رقم 97].

 

أيها الأخ المبارك ترى ما هي السعادة كلها؟ وكيف تتحقق؟ وما هي الشقاوة كلها؟ وكيف نحذرها؟!!!

 

إن السعادة مجموعة في طاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

 

كما أن الشقاوة كلها مجموعة في معصية الله ورسوله، قال تعالي: (ومن يُطِعِ الله ورسُوله فقد فاز فوزاً عظيماً) [ سورة الأحزاب: آية رقم 71]. وقال تعالى: (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً) [ سورة الأحزاب: آية رقم 36].

 

وهذا الكتاب الذي بين أيدينا هو كتاب (الوسائل المفيدة للحياة السعيدة) لفضيلة الشيخ العلامة: عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي ـ رحمه الله- يشتمل على ثمانية فصول، بين المؤلف فيها الأسباب المؤدية إلى السعادة الحقيقية، وأوضح طرقها ووسائلها وأسباب الحصول عليها معتمداً في ذلك على الأدلة الشرعية المستمدة من الكتاب والسنة، لأجل رسم الطريق الصحيح للحياة السعيدة التي يتمناها كل مسلم، وليسير عليها المجتمع المسلم في تنظيم حياته على نور وبصيرة.

 

وإسهاماً من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في نشر الوعي الصحيح وتوعية الناس بهذه الوسائل فقد تم اختيار هذا الكتاب ليكون أحد منشوراتها النافعة وليكون دليلاً ومرشداً في هذه الحياة المليئة بالمنغصات.

 

نسأل الله العلي القدير أن يجزل الأجر والثواب لمن ألفه وسعى في طبعه ونشره وإخراجه أو أعان على ذلك والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 

 

د. عبد الله بن أحمد الزيد

 

وكيل الوزارة المساعد لشؤون المطبوعات والنشر

 

 

يتـــــــــــــــــــــــــبع إن شــــــــاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

فعلًا الكتاب رائـــع

جزاكِ الله خيرًا

ورحم الله شيخنا عبد الرحمن السعدي .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ماشاء الله بارك الله فيكِ وفى شيخنا

 

نتابعكِ بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جزك الله خير الجزاء فى الدنيا والاخره اختى الحبيبه فى الله نفعنا الله وايكى بهذا الكتب القيم ورزقنا الله العمل نتبعك ان شاء الله اختك فى الله حفيدة ابو بكر جديده بالمنتدى :ohmy: :unsure: :icon_eek:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

فعلًا الكتاب رائـــع

جزاكِ الله خيرًا

ورحم الله شيخنا عبد الرحمن السعدي .

 

وجزاك ربي خيرا اختي الحبيبة

مرورك الطيب عطر الموضوع

بارك الرحمن فيك

 

ماشاء الله بارك الله فيكِ وفى شيخنا

 

نتابعكِ بإذن الله

 

وفيك بارك ربي اختي الحبيبة

جزيت خيرا على المرور الطيب العطر

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جزك الله خير الجزاء فى الدنيا والاخره اختى الحبيبه فى الله نفعنا الله وايكى بهذا الكتب القيم ورزقنا الله العمل نتبعك ان شاء الله اختك فى الله حفيدة ابو بكر جديده بالمنتدى

 

وجزاك ربي خيرا اخيتي الحبيبة على هذا الرد الطيب

مرحبا بك بين اخواتك

فحياك الله وبياك وجعل الجنة مثونا ومثواك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مقدمة الطبعة الأولى

 

هذه الرسالة التي بين أيدينا تضع الخطوط العريضة للسعادة الحقيقية التي ينشدها المرء ويسعى إليها بعيدة عن الجنوح البشري ومعتمدة في رسم الخطوط والزوايا على الأدلة المكينة من القرآن العظيم والإرشاد النبوي الحكيم. وهي.. هي نفسها السعادة التي يتبناها الرجل المؤمن، ويحياها المجتمع المؤمن لأنها الطريق الوحيد لتنظيم مسيرته في الحياة على تقوى من الله ورضوان.

 

وكاتب الرسالة هو صاحب ا لفضيلة الشيخ العالم العلامة (عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله آل سعدي) المولود بمدينة "عنيزة" بالقصيم في إقليم نجد بالمملكة العربية السعودية، وكان أبواه قد توفيا في صغره، إلا أنه كان على قدر وفير من الذكاء والفطنة والرغبة في طلب العلم، وقد بدأ حفظ القرآن في سن مبكرة حتى أتمه وأتقنه في الثانية عشر من عمره وشرع في طلب العلوم وأخذ يتلقاها عن علماء بلده وغيرهم ممن قدم إليها وبذل جهده في سبيل ذلك حتى نال الحظ الأوفر والنصيب الأكبر من العلوم والمعارف.

 

وفي سن الثالثة والعشرين ابتدأ الجمع بين طلب العلم وتدريسه واستفادته وإفادته وقضى في ذلك جميع وقته طول حياته وقد تلقى الكثيرون عنه وانتفعوا به.

 

1- ومن شيوخه الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر وكان أول من قرأ عليه.

 

2- الشيخ صالح بن عثمان قاضي عنيزة أخذ عنه الأصول والفقه والتوحيد والتفسير والعربية، ولازمه إلى وفاته، وكان الشيخ ذا معرفة تامة بالفقه وأصوله وخبرة كاملة بالتوحيد ومسائله بسبب اشتغاله بالكتب المعتبرة واهتمامه بتصانيف ابن تيمية وابن القيم خاصة. كما كان ذا عناية فائقة بالتفسير وفنونه، فقرأه حتى برع فيه وأتقنه، وصارت له اليد الطولى فيه، وله من المؤلفات في التفسير:

1- تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن في ثمانية أجزاء.

 

2- تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن.

 

3- القواعد الحسان لتفسير القرآن.

 

ومن مؤلفاته التي ينصح باقتنائها والاستفادة منها سوى ما تقدم:

 

4- الإرشاد إلى معرفة الأحكام.

 

5- الرياض الناضرة.

 

6- بهجة قلوب الأبرار.

 

7- منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين.

 

8- حكم شرب الدخان وبيعه وشرائه.

 

9- الفتاوى السعدية.

 

10- له ثلاثة دواوين خطب منبرية نافعة.

 

11- الحق الواضح المبين بشرح توحيد الأنبياء والمرسلين.

 

12- توضيح الكافية الشافية (نونية ابن القيم).

 

وله مؤلفات كثيرة في الفقه والتوحيد والحديث والأصول والأبحاث الاجتماعية والفتاوى المختلفة.

 

وفاتــه: وقد أصيب بمرض شديد مفاجئ أنذر بدنو منيته، حيث وافاه الأجل في ليلة الخميس الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة 1376هـ بمدينة عنيزة، وقد ترك أثراً وحزناً عميقاً في نفس كل من عرفه أو سمع عنه أو قرأ له رحمه الله رحمة واسعة ونفعنا بعلمه ومؤلفاته. آمين.

 

الرياض في 11 رمضان 1378هـ.

 

 

يتــــــــــــبـــــــــــــــع إن شـــــاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مقدمة المؤلف

 

 

الحمد لله الذي له الحمد كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم.

 

أما بعد: فإن راحة القلب، وطمأنينته وسروره وزوال همومه وغمومه، هو المطلب لكل أحد، وبه تحصل الحياة الطيبة، ويتم السرور والابتهاج، ولذلك أسباب دينية، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين، وأما من سواهم، فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه، فاتتهم من وجوه أنفع وأثبت وأحسن حالاً ومآلاً.

 

ولكني سأذكر برسالتي هذه ما يحضرني من الأسباب لهذا المطلب الأعلى، الذي يسعى له كل أحد.

 

فمنهم من أصاب كثيراً منها فعاش عيشة هنيئة، وحيى حياة طيبة، ومنهم من أخفق فيها كلها فعاش عيشة الشقاء، وحيي حياة التعساء. ومنهم من هو بين بين، بحسب ما وفق له. والله الموفق المستعان به على كل خير، وعلى دفع كل شر.

 

 

 

 

يتــــــــــــبـــــــــــــــع إن شـــــاء الله

تم تعديل بواسطة هـــاجـــر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فصــــل1-وأعظم الأسباب لذلك وأصلها وأسها هو الإيمان والعمل الصالح، قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) (1).

 

فأخبر تعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح، بالحياة الطيبة في هذه الدار، وبالجزاء الحسن في هذه الدار وفي دار القرار.

 

وسبب ذلك واضح، فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح، المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة، معهم أصول وأسس يتلقون فيها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج، وأسباب القلق والهم والأحزان.

 

يتلقون المحاب والمسار بقبول لها، وشكر عليها، واستعمال لها فيما ينفع، فإذا استعملوها على هذا الوجه. أحدث لهم من الابتهاج بها، والطمع في بقائها وبركتها، ورجاء ثواب الشاكرين، أموراً عظيمة تفوق بخيراتها وبركاتها هذه المسرات التي هذه ثمراتها.

 

ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لما يمكنهم مقاومته، وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه، والصبر الجميل لما ليس لهم منه بد، وبذلك يحصل لهم من آثار المكاره من المقاومات النافعة، والتجارب والقوة، ومن الصبر واحتساب الأجر والثواب أمور عظيمة تضمحل معها المكاره، وتحل محلها المسار والآمال الطيبة، والطمع في فضل الله وثوابه، كما عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا في الحديث الصحيح أنه قال: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن) (2).

 

فأخبر صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يتضاعف غنمه وخيره وثمرات أعماله في كل ما يطرقه من السرور والمكاره. لهذا تجد اثنين تطرقهما نائبة من نوائب الخير أو الشر فيتفاوتان تفاوتاً عظيماً في تلقيها، وذلك بحسب تفاوتهما في الإيمان والعمل الصالح. هذا الموصوف بهذين الوصفين يتلقى الخير والشر بما ذكرناه من الشكر والصبر وما يتبعهما، فيحدث له السرور والابتهاج، وزوال الهم والغم، والقلق، وضيق الصدر، وشقاء الحياة وتتم له الحياة الطيبة في هذه الدار. والآخر يتلقى المحاب بأشرٍ وبطرٍ وطغيان. فتنحرف أخلاقه ويتلقاها كما تتلقاها البهائم بجشع وهلع، ومع ذلك فإنه غير مستريح القلب، بل مشتته من جهات عديدة، مشتت من جهة خوفه من زوال محبوباته، ومن كثرة المعارضات الناشئة عنها غالباً، ومن جهة أن النفوس لا تقف عند حد بل لا تزال متشوقة لأمور أخرى، قد تحصل وقد لا تحصل، وإن حصلت على الفرض والتقدير فهو أيضاً قلق من الجهات المذكورة ويتلقى المكاره بقلق وجزع وخوف وضجر، فلا تسأل عن ما يحدث له من شقاء الحياة، ومن الأمراض الفكرية والعصبية، ومن الخوف الذي قد يصل به إلى أسوأ الحالات وأفظع المزعجات، لأنه لا يرجو ثواباً. ولا صبر عنده يسليه ويهون عليه.

 

وكل هذا مشاهد بالتجربة، ومثل واحد من هذا النوع، إذا تدبرته ونزلته على أحوال الناس، رأيت الفرق العظيم بين المؤمن العامل بمقتضى إيمانه، وبين من لم يكن كذلك، وهو أن الدين يحث غاية الحث على القناعة برزق الله، وبما آتى العباد من فضله وكرمه المتنوع.

 

فالمؤمن إذا ابتلي بمرض أو فقر، أو نحوه من الأعراض التي كل أحد عرضة لها، فإنه - بإيمانه وبما عنده من القناعة والرضى بما قسم الله له - يكون قرير العين، لا يتطلب بقلبه أمراً لم يقدر له، ينظر إلى من هو دونه، ولا ينظر إلى من هو فوقه، وربما زادت بهجته وسروره وراحته على من هو متحصل على جميع المطالب الدنيوية، إذا لم يؤت القناعة.

 

كما تجد هذا الذي ليس عنده عمل بمقتضى الإيمان، إذا ابتلي بشيء من الفقر، أو فقد بعض المطالب الدنيوية، تجده في غاية التعاسة والشقاء.

 

ومثل آخر: إذا حدثت أسباب الخوف، وألمت بالإنسان المزعجات، تجد صحيح الإيمان ثابت القلب، مطمئن النفس، متمكناً من تدبيره وتسييره لهذا الأمر الذي دهمه بما في وسعه من فكر وقول وعمل، قد وطن نفسه لهذا المزعج الملم، وهذه أحوال تريح الإنسان وتثبت فؤاده.

 

كما تجد فاقد الإيمان بعكس هذه الحال إذا وقعت المخاوف انزعج لها ضميره، وتوترت أعصابه، وتشتت أفكاره وداخله الخوف والرعب، واجتمع عليه الخوف الخارجي، والقلق الباطني الذي لا يمكن التعبير عن كنهه، وهذا النوع من الناس إن لم يحصل لهم بعض الأسباب الطبيعية التي تحتاج إلى تمرين كثير انهارت قواهم وتوترت أعصابهم، وذلك لفقد الإيمان الذي يحمل على الصبر، خصوصاً في المحال الحرجة، والأحوال المحزنة المزعجة.

 

فالبر والفاجر، والمؤمن والكافر يشتركان في جلب الشجاعة الاكتسابية، وفي الغريزة التي تلطف المخاوف وتهونها، ولكن يتميز المؤمن بقوة إيمانه وصبره وتوكله على الله واعتماده عليه، واحتسابه لثوابه ـ أموراً تزداد بها شجاعته، وتخفف عنه وطأة الخوف، وتهون عليه المصاعب، كما قال تعالى: (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون) (3). ويحصل لهم من معونة الله ومعينه الخاص ومدده ما يبعثر المخاوف. وقال تعالى" (واصبروا إن الله مع الصابرين) (4).

 

2- ومن الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق، الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل، وأنواع المعروف، وكلها خير وإحسان، وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها، ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب، ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابــه

 

فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير، ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه، قال تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) (5).

 

فأخبر تعالى أن هذه الأمور كلها خير ممن صدرت منه. والخير يجلب الخير، ويدفع الشر. وأن المؤمن المحتسب يؤتيه الله أجراً عظيماً ومن جملة الأجر العظيم: زوال الهم والغم والأكدار ونحوها.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فصـــل

 

3- ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب، واشتغال القلب ببعض المكدرات: الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة. فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه. وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم، ففرحت نفسه، وازداد نشاطه، وهذا السبب أيضاً مشترك بين المؤمن وغيره. ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه، وبعمل الخير الذي يعمله، إن كان عبادة فهو عبادة، وإن كان شغلاً دنيوياً أو عادةً أصحبها النية الصالحة. وقصد الاستعانة بذلك على طاعة الله، فلذلك أثره الفعال في دفع الهم والغموم والأحزان، فكم من إنسان ابتلي بالقلق وملازمة الأكدار، فحلت به الأمراض المتنوعة، فصار دواؤه الناجع (نسيانه السبب الذي كدره وأقلقه، واشتغاله بعمل من مهماته).

 

وينبغي أن يكون الشغل الذي يشتغل فيه مما تأنس به النفس وتشتاقه، فإن هذا أدعى لحصول هذا المقصود النافع، والله أعلم.

 

4- ومما يدفع به الهم والقلق اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل، وعن الحزن على الوقت الماضي، ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن، (6)، فلا ينفع الحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها وقد يضر الهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل، فعلى العبد أن يكون ابن يومه، يجمع جده واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر، فإن جمع القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال، ويتسلى به العبد عن الهم والحزن. والنبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدعاء أو أرشد أمته إلى دعاء فإنما يحث مع الاستعانة بالله والطمع في فضله على الجد والاجتهاد في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله. والتخلي عما كان يدعو لدفعه لأن الدعاء مقارن للعمل، فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا، ويسأل ربه نجاح مقصده. ويستعينه على ذلك، كما قال صلى الله عليه وسلم (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) (7)، فجمع صلى الله عليه وسلم بين الأمر بالحرص على الأمور النافعة في كل حال. والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة، ومشاهدة قضاء الله وقدره.

 

وجعل الأمور قسمين: قسماً يمكن العبد السعي في تحصيله أو تحصيل ما يمكن منه، أو دفعه أو تخفيفه فهذا يبدي فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده. وقسماً لا يمكن فيه ذلك، فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويسلم، ولا ريب أن مراعاة هذا الأصل سبب للسرور وزوال الهم والغم.

 

يــــــــــتــــــــــبع بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

فعلًا الكتاب رائـــع

جزاكِ الله خيرًا

ورحم الله شيخنا عبد الرحمن السعدي .

نُتابع معك ِ بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×