اذهبي الى المحتوى
أمتك

جنائزنا

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

جنائزنا كما يريدها الإسلام

تسبب فجيعة فقدان الأحبة لكثيرين منا صدمة مروعة قد تؤدى إلى بعض السلوكيات الخاطئة التى لا تلائم الإيمان الصادق بقضاء الله وقدره فضلا عن إعاقتها للإجراءات الشرعية الواجب أدائها تجاه الفقيد كما تلعب بعض التقاليد السيئة دورها فى الحيلولة دون اتباع الهدى النبوى فى مثل هذه الظروف لكن من الحزم والعزم أن نتشبث فى هذه المواقف بإيماننا بالله تعالى وبسنة نبينا الحبيب  كى ننال الأجر كاملا غير منقوص وتكون جنائزنا كما يريدها الإسلام.

النهى عن الإسراف فى الحزن والجزع

فالإسلام لم يقف فى وجه الحزن مطلقا كيف وهو فطرة ربانية جبلت عليها النفس إذا فارقها عزيز عليها ولقد فاضت عينى رسول الله  لما رفعت إليه أمامة بنت ابنته زينب رضى الله عنها وكانت تجود بنفسها فقال سعد يا رسول الله

ما هذا (أى البكاء) فقال  (هذه رحمة جعلها الله تعالى فى قلوب من شاء من عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)متفق عليه. إلا أن المنهى عنه فى هذه المواقف هو الإسراف الزائد فى الحزن والجزع لأنه ينقلب فى حقيقة الأمر إلى تسخط على أقدار الله تعالى وترك للصبر المأمور به العبد فى تلك المحن والذى فيه الثواب الجزيل والأجر العظيم قال تعالى (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)البقرة 155-157. فأشارت الآيات الكريمة إلى أن المؤمن إذا استسلم لأمر الله ورجع واسترجع عند المصيبة كتب له ثلاث خصال من الخير الصلاة من الله، والرحمة، وتحقيق سبيل الهدى وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله  قال (يقول الله تعالى: ما لعبدى المؤمن عندى جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة)رواه البخارى. وفى الحديث أيضا (ومن يتصبر يصبره الله وما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر)متفق عليه. وقال على كرم الله وجهه: كل مطيع يكال له كيلا ويوزن له وزنا إلا الصابرون فإنه يحثى لهم حثيا، وهذا مصداق قوله تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)الزمر 10.

وهكذا أقر الإسلام الحزن والبكاء على الميت ولكن إذا خلا من الصراخ والنواح ولطم الخدود وشق الجيوب وفى الصحيح أن رسول الله  قال (إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا أو يرحم) وأشار إلى لسانه أما النياحة فقد جاءت الأحاديث مصرحة بتحريمها إذ يقول  (النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب)رواه مسلم وقال  (ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعى بدعوى الجاهلية)رواه مسلم. وقال  (صوتان ملعونان فى الدنيا والآخرة مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة)رواه البزار، كما برئ النبى  من الصالقة والحالقة والشاقة(1) بل إن هذه التصرفات الخاطئة تمثل أكبر عائق يمنع الحاضرين من القيام بحق المحتضر الواجب عليهم من تلقينه الشهادة لقوله  (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله)رواه مسلم وقوله  (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوما من الدهر وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه)رواه ابن حبان، فإذا قضى نحبه وأسلم الروح فعلى الحاضرين أن يغمضوا عينيه ويدعون له لحديث أم سلمة رضى الله عنها قالت: دخل رسول الله  على أبى سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال (إن الروح إذا قبض تبعه البصر) فضج ناس من أهله فقال (لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون) ثم قال (اللهم اغفر لأبى سلمة وارفع درجته فى المهديين واخلفه فى عقبه فى الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له فى قبره ونور له فيه)رواه مسلم. ثم يغطى ويعجل بتجهيزه وإخراجه وأن يبادر بعضهم لقضاء دينه من ماله ولو أتى عليه كله فإن لم يكن له مال وتطوع بالقضاء عنه بعض المسلمين جاز ذلك.

منهج الإسلام فى تجهيز الميت

الواجب فى غسل الميت أن يعمم بدنه بالماء مرة واحدة ولو كان جنبا أو حائضا والسنة فى ذلك أن يوضع الميت فوق مكان مرتفع (خشبة الغسل) ويجرد من ثيابه ويوضع عليه ساترا يستر عورته قال الإمام أحمد (يغطى ما بين سرته وركبتيه) هذا ما لم يكن صبياً ولا يحضر عند غسله إلا من تدعو الحاجة إلى حضوره وينبغى أن يكون الغاسل ثقة أمينا صالحا لينشر ما يراه من الخير ويستر ما يظهر له من شر.

وتجب النية ابتداءً على القائم بالغسل لأنه هو المخاطب به ثم يبدأ برفع الميت ما بين الجالس والنائم ويعصر بطنه عصرا رفيقا لإخراج ما عسى أن يكون بها على أن يلف على يده اليسرى خرقة يمسح بها عورة الميت دون أن يراها مع صب الماء من تحت السترة على العورة ويستثنى من ذلك العصر الحامل كى لا يتأذى ما فى بطنها.

ثم يوضئه وضوئه للصلاة ولا يدخل الماء فى فيه ولا أنفه بل يدخل أصبعيه مبلولتين بالماء بين شفتيه فيمسح أسنانه وفى منخريه فينظفهما ثم يغسله ثلاثا بالماء والصابون أو الماء القراح مبتدئا باليمين فإن رأى الزيادة على الثلاث لعدم حصول الإنقاء بها غسله خمسا أو سبعا على أن يكون عدد الغسلات دائما وترا ويجعل فى الأخيرة الطيب بدلا من الصابون فإذا كان الميت امرأة نقض شعرها وغسله ثم يُجعل ثلاثة قرون وترسل من خلفها فإذا فرغ من الغسل جفف بدنه بثوب نظيف وطيبه خاصة مواضع السجود لشرفها ومغابنه(2).

ففى المغنى لابن قدامة قيل لأحمد يذر المسك على الميت أو يطلى به؟ قال: (لا يبالى قد روى عن ابن عمر أنه ذر عليه) وروى عنه (أى ابن عمر) أنه مسحه بالمسك مسحا وابن سيرين طلا إنسانا بالمسك من قرنه إلى قدميه ولا يوضع الطيب فى عينيه لأنه يفسد العضو ويتلفه ولا يصنع مثله بالحى ثم يدرج فى كفنه ثلاثة أثواب بيض بعد تبخيرها ثلاث مرات فعن أم عطية قالت دخل علينا رسول الله  حين توفيت ابنته فقال (اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن بماء وسدر واجعلن فى الأخيرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذننى فلما فرغنا آذناه فأعطانا حقوة فقال

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أشعرنها إياه يعنى إزاره)رواه الجماعة وفى رواية لهم (ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها) وفيه قالت فضفرنا شعرها ثلاثة قرون فألقيناها خلفها.

إن هذه البساطة الإسلامية فى تجهيز الميت تتنافى مع ما يفعله البعض من وضع رغيف وكوز ماء فى الموضع الذى غُسل فيه الميت ثلاث ليال بعد موته أو إبقاء سراج فى موضع الغسل ثلاث ليال من غروب الشمس إلى طلوعها وتقود الخرافات آخرين فيعتقدون أن الموتى يتفاخرون فى قبورهم بالأكفان وحسنها مما يحملهم على المغالاة فيها حتى وصل الأمر فى بعض الأحيان إلى اتخاذها حريرا ونرى آخرين يكتبون دعاء على الكفن كما يُكتب اسم الميت وأنه يشهد الشهادتين وأسماء أهل البيت عليهم السلام وإلقاء ذلك فى الكفن لكن الأفضل فى كل هذا الخضم أن نعتقد بأن خير الهدى هدى محمد  وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار.

آداب حمل الجنازة واتباعها

مراسم تشييع الجنازة من أكثر الأمور التى يمكن أن يخالطها العديد من البدع والمنكرات لأن بعض المشاركين يرون فى زيادة التكلف فى مراحلها أكبر وفاء يمكن أن يقدمونه للميت كما أن الرياء يلعب دوره بالنسبة لأهل الميت فيتخذوا هذا التكلف ذريعة لإظهار الحزن والألم على فقيدهم ولكن السنة القولية والعملية الثابتة عن رسول الله  فى الجنازة هى حملها واتباعها فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله  (من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط)متفق عليه والسنة أن يتبع الجنازة الرجال دون النساء لنهى النبى  لهن عن اتباعها وهو نهى تنزيه عند جمهور أهل العلم لحديث أم عطية قالت (نهانا رسول الله  عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا)رواه البخارى.

ويجب الإسراع بالجنازة فى السير بها سيراً دون الرمل لحديث أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله 

(أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم)رواه الجماعة. ويجوز المشى أمامها وخلفها وعن يمينها ويسارها على أن يكون قريبا منها إلا الراكب فيسير خلفها لقوله 

(الراكب يسير خلف الجنازة)رواه الترمذى.

وقيام الجالس لها إذا مرت أمامه منسوخ لحديث على كرم الله وجهه قال (كان رسول الله  أمرنا بالقيام فى الجنازة ثم جلس بعد ذلك وأمرنا بالجلوس)رواه أحمد.

ولقد كان الإسراف السلوكى مشكلة كل عصر ومصر حتى فى عهد رسول الله  لم تخلو مظاهر الجنازة من تكلف أدخلها إلى ساحة البدعة لكن رسول الله  واجه كل هذه التجاوزات بكل حزم ونهى أصحابه عنها فمن هذه الأمور رفع الصوت بالبكاء أو الذكر فى الجنازة أو اتباعها بالبخور أو النار وفى ذلك يقول صلوات الله وسلامه عليه (لا تُتبع الجنازة بصوت ولا نار)رواه أحمد. وكان أصحابه من بعده يكرهون رفع الصوت عند الجنائز فعن عبد الله بن عمر قال (نهى رسول الله  أن تتبع جنازة معها رانة) وروى ابن ماجة أن أبا موسى الأشعرى حين حضره الموت قال لا تتبعونى بمجمر قالوا أو سمعت فيه شيئا؟ قال نعم من رسول الله  وفى الوقت الحاضر نرى البعض يضع عمامة على خشبة الميت وتحمل الأعلام وأكاليل الزهور وربما صورة كبيرة للميت أمام الجنازة والبعض يترك السنة فى التزام الصمت أثناء سير الجنازة فيجهر بالذكر أو بآيات من القرآن الكريم أو أبيات من البردة أو يصيح أحدهم بقوله (استغفروا له يغفر الله لكم) أو (الفاتحة) وربما استأجر بعضهم فرقة موسيقية تتبع الجنازة بمقطوعات موسيقية حزينة بزعمهم ومنهم من يطوف بالجنازة حول أضرحة الأولياء أو حول البيت العتيق سبعا بل قد نجد المبالغة فى التكريم تصل إلى حد وضع الخشبة على سيارة أو مدفع حربى والبعض يرى التكريم فى ذبح الخرفان عند خروج الجنازة تحت عتبة الباب وكل هذا تكلف ما أنزل الله به من سلطان.

التعزية سنة لن تموت

قال فى اللسان. العزاء: الصبر عن كل ما فقدت ويقال إنه لعزى صبور إذا كان حسن العزاء على المصائب والتعزية التصبر والحمل على الصبر بذكر ما يسلى المصاب ويخفف حزنه ويهون عليه مصيبته فعن أنس بن مالك رضى الله عنه عن النبى  أنه قال (من عزى أخاه المؤمن فى مصيبته كساه الله حلة خضراء يحبر بها يوم القيامة) قيل يا رسول الله ما يحبر؟ قال (يغبط)رواه الخطيب.

وتؤدى التعزية لأهل الميت كبارهم وصغارهم ويخص خيارهم والمنظور إليهم من بينهم ويعزيهم بما يظن أنه يسليهم ويكف حزنهم ويحملهم على الرضا والصبر مما ثبت عنه  إن كان يعلمه ويستحضره وإلا فبما تيسر له من الكلام الحسن الذى يحقق الغرض ولا يخالف الشرع روى البخارى عن أسامة بن زيد رضى الله عنهما قال أرسلت ابنة النبى  إليه: إن ابنا لى قبض فأتنا فأرسل يقرئ السلام ويقول (إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شئ عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب) والسنة أن يُعزى أهل الميت وأقاربه ثم ينصرف كل فى حوائجه دون أن يجلس أحد سواء أكان معزى أو معزيا فعن جابر بن عبد الله البجلى رضى الله عنه قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة وهذا هو هدى السلف الصالح، قال الشافعى فى الأم: أكره المأتم وهى الجماعة وإن لم يكن لهم بكاء فإن ذلك يجدد الحزن ويكلف المؤنة مع ما مضى فيه من الأثر قال النووى: قال الشافعى وأصحابه رحمهم الله: يكره الجلوس للتعزية قالوا: ويعنى بالجلوس أن يجتمع أهل الميت فى بيت ليقصدهم من أراد التعزية بل ينبغى أن ينصرفوا فى حوائجهم ولا فرق بين الرجال والنساء فى كراهة الجلوس لها صرح به المحاملى ونقله عن نص الشافعى رضى الله عنه فإن ضم إلى الاجتماع أمر آخر من البدع المحرمة كان من قبائح المحرمات.

يقول الشيخ سيد سابق (وما يفعله بعض الناس اليوم من الاجتماع للتعزية وإقامة السرادقات وفرش البسط وصرف الأموال الطائلة من أجل المباهاة والمفاخرة من الأمور المحدثة والبدع المنكرة التى يجب على المسلمين اجتنابها ويحرم عليهم فعلها لاسيما وأنه يقع فيها الكثير مما يخالف هدى الكتاب ويناقض تعاليم السنة ويسير وفق عادات الجاهلية كالتغنى بالقرآن وعدم التزام آداب التلاوة وترك الإنصات والتشاغل عنه بشرب الدخان وغيره ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوزه كثير من ذوى الأهواء فلم يكتفوا بالأيام الأولى بل جعلوا يوم الأربعين يوم تجدد لهذه المنكرات وإعادة لهذه البدع وجعلوا

[ ذكرى أولى ] بمناسبة مرور عام على الوفاة [ وذكرى ثانية ] وهكذا مما لا يتفق مع عقل ولا نقل)(3).

وبعد فإننا فى حاجة لأن نصبغ مشاعرنا وسلوكياتنا بصبغة الإسلام فى السراء والضراء والعسر واليسر والمنشط والمكره كى نستحق عن جدارة أجر المسلمين العاملين.

الهوامش والمصادر

(1) الصالقة = هى التى ترفع صوتها عند الفجيعة بالموت.

الحالقة = هى التى تحلق رأسها عند المصيبة.

الشاقة = هى التى تشق ثوبها.

(2) المغابن: المواضع التى ثنى من الإنسان كأصول الفخذين وتحت الإبطين لأنها أماكن تجمع الوسخ غالبا.

(3) فقه السنة. السيد سابق جـ 1 صــ 476.

- المغنى ابن قدامة - نيل الأوطار الشوكانى

- أحكام الجنائز وبدعها للألبانى - فقه السنة السيد سابق

- فتح البارى ابن حجر العسقلانى

وكتبه

د/ خالد سعد النجار

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اخواتى هذه مقالة د/ خالد سد النجار

ولكن والله لى سؤال يحيرنى لما بعد اسم النبى نضع حرف (P) اختصر

 

ولكن والله ما اجمل الصلاة اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته

 

حيّاكِ الله أختي الحبيبة وباركَ فيكِ

 

طرحٌ قيّم

 

جزاكِ الله خير الجزاء وأسعد قلبكِ في الدّنيا والآخرة.

 

 

ولكن والله لى سؤال يحيرنى لما بعد اسم النبى نضع حرف (P) اختصر

 

اعتقد يا حبيبة أنّها كانت في الأصل صورة جاهزة كهذه sallah.gif,

 

وبعد عملية الــ كوبي وبيست ظهرت بهذا الشّكل.

 

والأولى يا حبيبة أن تعيدي كتابتها بارك الله فيكِ .

 

ويا حبّذا يا غالية لو أعدتِ تنسيق الموضوع :) وفصل الكلام عن بعضه البعض.

 

باركَ الله فيكِ وبوقتكِ غاليتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تفضّلي هذا يا غالية

 

 

https://akhawat.islamway.net/forum/index.ph...+أن+تكتب+كاملةً

 

 

هل يجوز كتابة (ص) أو (صلعم) إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، بدلاً من كتابتها كاملة ؟.

 

 

الحمد لله

 

المشروع هو أن نكتب جملة " صلى الله عليه وسلم " ، ولا ينبغي الاكتفاء باختصاراتها ، مثل " صلعم " أو " ص " .

 

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :

 

وبما أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة في الصلوات في التشهد ، ومشروعة في الخطب

 

والأدعية والاستغفار ، وبعد الأذان وعند دخول المسجد والخروج منه وعند ذكره وفي مواضع أخرى : فهي تتأكد

 

عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك .

 

والمشروع أن تكتب كاملةً تحقيقاً لما أمرنا الله تعالى به ، وليتذكرها القارئ عند مروره عليها ، ولا ينبغي

 

عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله على كلمة ( ص ) أو ( صلعم ) وما أشبهها من الرموز التي

 

قد يستعملها بعض الكتبة والمؤلفين ، لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله :

 

( صلُّوا عليهِ وسلِّموا تسْليماً ) الأحزاب/56 ، مع أنه لا يتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة

 

( صلى الله عليه وسلم ) كاملة .

 

وقد لا ينتبه لها القارئ أو لا يفهم المراد بها ، علما بأن الرمز لها قد كرهه أهل العلم وحذروا منه .

 

فقد قال ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح في النوع الخامس والعشرين من كتابه :

 

" في كتابة الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده " قال ما نصه :

 

التاسع : أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكره ، ولا يسأم

 

من تكرير ذلك عند تكرره فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته ، ومن أغفل ذلك فقد حرم

 

حظا عظيما . وقد رأينا لأهل ذلك منامات صالحة ، وما يكتبه من ذلك فهو دعاء يثبته لا كلام يرويه فلذلك لا يتقيد

 

فيه بالرواية . ولا يقتصر فيه على ما في الأصل .

 

وهكذا الأمر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه نحو عز وجل وتبارك وتعالى ، وما ضاهى ذلك ، إلى أن

 

قال : ( ثم ليتجنب في إثباتها نقصين : أحدهما : أن يكتبها منقوصةً صورةً رامزاً إليها بحرفين أو نحو ذلك ،

 

والثاني : أن يكتبها منقوصةً معنىً بألا يكتب ( وسلم ) .

 

وروي عن حمزة الكناني رحمه الله تعالى أنه كان يقول : كنت أكتب الحديث ، وكنت أكتب عند ذكر النبي

 

( صلى الله عليه ) ولا أكتب ( وسلم ) فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي : ما لك لا تتم

 

الصلاة عليَّ ؟ قال : فما كتبت بعد ذلك ( صلى الله عليه ) إلا كتبت ( وسلم ) ... إلى أن قال ابن الصلاح : قلت :

 

ويكره أيضا الاقتصار على قوله : ( عليه السلام ) والله أعلم . انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصاً .

 

وقال العلامة السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه " فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي " ما نصه :

 

( واجتنب أيها الكاتب ( الرمز لها ) أي الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطك بأن تقتصر

 

منها على حرفين ونحو ذلك فتكون منقوصة - صورة - كما يفعله ( الكتاني ) والجهلة من أبناء العجم غالبا وعوام الطلبة ،

 

فيكتبون بدلا من صلى الله عليه وسلم ( ص ) أو ( صم ) أو ( صلعم ) فذلك لما فيه من نقص الأجر لنقص الكتابة خلاف الأولى ) .

 

وقال السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه " تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي " : ( ويكره الاقتصار على الصلاة

 

أو التسليم هنا وفي كل موضع شرعت فيه الصلاة كما في شرح مسلم وغيره لقوله تعالى : ( صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )

 

إلى أن قال : ويكره الرمز إليهما في الكتابة بحرف أو حرفين كمن يكتب ( صلعم ) بل يكتبهما بكمالها ) انتهى المقصود

 

من كلامه رحمه الله تعالى ملخصا .

 

هذا ووصيتي لكل مسلم وقارئ وكاتب أن يلتمس الأفضل ويبحث عما فيه زيادة أجره وثوابه ويبتعد عما يبطله أو ينقصه .

 

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه رضاه ، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

 

" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 2 / 397 – 399 ) .

 

 

 

الإسلام سؤال وجواب

تم تعديل بواسطة " المشتاقة إلى الجنة "

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×