اذهبي الى المحتوى
* دعاء الغسق *

أصدق الناس أملا أسرعهم توبة

المشاركات التي تم ترشيحها

 

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

عن أبي طويل شطب الممدود أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها فهل لذلك من توبة؟ قال : فهل أسلمت؟ قال : أما أنا فأشهد ألا إله إلا الله وأنك رسول الله. قال : تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن. قال : وغدراتي وفجراتي؟ قال : نعم. قال : الله أكبر. فما زال يكبر حتى توارى.رواه البزار والطبراني وإسناده جيد قوي. قال فيه الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. الحاجة : الذنب الصغير. الداجة : الذنب الكبير.

 

 

الشيخ الهادي بريك .

 

عن أبي طويل شطب الممدود أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها فهل لذلك من توبة؟ قال : فهل أسلمت؟ قال : أما أنا فأشهد ألا إله إلا الله وأنك رسول الله. قال : تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن. قال : وغدراتي وفجراتي؟ قال : نعم. قال : الله أكبر. فما زال يكبر حتى توارى.رواه البزار والطبراني وإسناده جيد قوي. قال فيه الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. الحاجة : الذنب الصغير. الداجة : الذنب الكبير.

 

تأملات في نعمة التوبة في القرآن الكريم.

 

1 ــ التوبة هي العبادة التي لا يستغني عنها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل بله عبد خطاء.( يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ) ـ ( قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ) إلخ .. وسر ذلك هو أنه لا يقدره سبحانه في كونه ولا في خلقه حق قدره أحد أبدا فلا مناص من توبة كل أحد حتى المعصوم إما بسبب نقص في العبادة أو خاطرة في الصدر لا تليق بكمال الرحمان وجلال الديان وجمال من هو كل يوم في شأن .. سبحانه.

 

2 ــ التوبة النصوح تجب ما قبلها. " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ". توبة ينصح بها نفسه والناس والدين النصيحة كما أخبر عليه الصلاة والسلام. ولا يلزم ذلك عدم العود إلى الذنب نفسه بدليل أن اللمم في إحدى روايتي إبن عباس عليهما الرضوان هو إقتراف الذنب مرات قليلة في الحياة. ومن معاني التوبة النصوح : الصدق والإخلاص سيما بالندم العميق والدمعة الحرى وعقد العزم على عدم العود ( ولو عاد بعد ذلك ) و تجديد الأمل في الله سبحانه وتجديد الرجاء في توبته عليه.

 

3 ــ التوبة الجماعية. " وتوبوا إلى الله جميعا أيّها المؤمنون لعلكم تفلحون". توبوا كلكم من الذنب كله وهي دعوة إلى التوبة الجماعية بسبب أنها جاءت بعد الأمر بإلتزام آداب الإستئذان على البيوت وعلاقات الرجال بالنساء والمعنى من ذلك هو أنه لا تستقيم حياة العفاف في المجتمع الإسلامي إلا بتوبة جماعية كبيرة يطغى فيها الخير على الشر أما توبة بعض الناس دون غيرهم فهو أمر لا ينجو به المجتمع من شر الذين " يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا".

 

4 ــ الإعراض عن التوبة من بعض الذنوب ظلم. " ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون". جاء تعقيبا عاما بعد النهي عن السخرية واللمز والتنابز. هو عدوان على أعراض الناس ولذلك كان ظلما و كبيرة . وجاء عليه الوعيد بسبب أن العدوان على أعراض الناس ليس فطرة جبل عليها الناس لا يقدرون على التخلص منها كما هو الحال في قوله " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ".

 

5 ــ ليس للتوبة زمان ولا مكان ولا حال ولا طقوس ولا شروط. للصلاة وللعمل الصالح شروط في الزمان والمكان إلا التوبة فلا تتطلب شيئا من ذلك أبدا. يتوب التائب في أي زمان ومكان وحال بينه وبين ربه في صدره ولو إقترف الذنب بعد الذنب لا يمنعه ذلك من التوبة حتى يغرغر. وهي توبة ينشئها الله سبحانه ويقبلها عن عباده ويستر ذنبها عن عباده كلهم. " ثم تاب الله عليهم ليتوبوا " والتوبة منه سبحانه تكون على العبد ولكن التوبة من العبد تكون إليه " تبت إليك " و" وهو يقبل التوبة عن عباده ". أخرج البخاري عن أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام أخبر عن موسى عليه السلام أنه أصابه وقومه قحط فأستسقى فقال له ربه : فيكم من لم يتب من ذنبه فمره فليخرج فلم يخرج أحد ثم إستسقى ثانية فأمطروا فسأل موسى عليه السلام ربه عن السبب فأخبر بأن العاصي تاب فقال دلني عليه قال : سترته فلا أفضحه.

 

6 ــ التوبة أربح صفقة تجارية. " إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ". إذا أردت إختبار منسوب أملك في ربك فألتقط أول خاطرة تولد في صدرك فإن قالت لك نفسك : أليس ذلك كثير. فجدد عرى اليقين فيه قبل أن يدركك القنوط من رحمته فتهلك. قال العلماء : أكبر الذنب اليأس من رحمة الله سبحانه ولا يضاد ذلك كون الشرك كذلك بسبب أن الشرك يأس والكافر يائس ولو أمل في نفسه وفي ربه وفي الناس من حوله لآمن. لا تجد دائنا في هذه الدنيا ولو كان أباك أو أمك وأخاك يبدل ديونك التي تنقض ظهرك ديونا لك أو يقلب ميزان حسابك عنده فيجتمع شماله إلى يمينه وتتبدل خسارتك أرباحا .. إلا الملك الديان سبحانه الذي وعد ووعده الحق " يبدل الله سيئاتهم حسنات". أجدد لك الدعوة ألا تستكثر ذلك على ربك فهو الغني القوي فإن فعلت عاملك بالعدل لا بالإحسان والفضل والجود والكرم ولن تأمن على نفسك عندها الهلاك... صفقة تجارية رابحة لا يحرم منها شر الكفار : المنافقون." إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله ". .. ولا المرتد " كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم .. إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا "... ولا دهاقنة الظلم الحقود ممن شوى الرضع في أخاديد عميقة تلتهب لظى وهو ينعم بمشهد أم تلقى في النار ورضيعها في حضنها. " إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق". فهل ييأس بعد ذلك مؤمن من توبة التواب الكريم لقراب السماء والأرض وما بينهما موبقات؟ إن يئس فهو إلى هذا أقرب " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون". قال عليه الصلاة والسلام عن إمرأة من جهينة زنت فحدها وصلى عليها " لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم " هل تعلم من أولئك السبعين؟. إنهم الأصحاب الذين يسكنون المدينة إلى جواره عليه الصلاة والسلام. فكم تسع توبتها بحسابنا نحن اليوم؟ أضعاف أضعاف السبعين .. سبعين مرة بعد مرة ..

 

يتبع

تم تعديل بواسطة *رماز*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

موضوع رائع

 

جزاك الله خيرا ياغالية

ذنوب متعلقة بحقوق العباد وأخرى متعلقة بحقوق الله سبحانه. ومعلوم أن حقوق الله مبناها المسامحة وحقوق العباد مبناها المشاحة. ولذلك أضيف شرط رابع للتوبة من هذه الذنوب وهو : إرجاع الحق لأهله ( حديث المفلس ). أما حقوق الله سبحانه فالتوبة النصوح فيها كافية.

سبحانك ما أرحمك !

حقاً التوبة فرصة العمر وهنيئا لمن تاب قبل الموت !

 

جزيت خيرا رموووزة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته

 

موضوع رائع أخيتي الغالية رماز

 

نسأل الله تعالى أن يمنّ علينا بتوبة نصوح قبل الممات

 

باركَ الله فيكِ وجزاكِ خير لجزاء

 

حبّذا ياغالية لو قمتِ بتقسيم الموضوع على عدّة مشاركات ؛ وأرجو منكِ الإطّلاع على هذا أختي :

 

* دعـــوة للتميّز *

 

 

تمّ تعديل بعض الآيات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

الحكمة من التعجيل بالتوبة.

مثل التسويف بالتوبة وتأخيرها كمثل رجل إحتاج إلى قلع شجرة تؤذي الناس في طريقهم أو تستأثر بماء الحقل عما يحيط بها من الغراس فظل يؤجل ذلك يوما بعد يوم حتى خارت قواه بسبب تقدم سنه وضربت جذور تلك الشجرة في الأرض ضربا شديدا وترسخت جذوعها وأغصانها ولم يعد بد من الإستسلام لها .. ذلك مثل المتأخر عن توبته من ذنب ما ... وهي شبيهة بما يسمى التوبة الفرعونية التي لا تقبل " .. آلآن وقد عصيت قبل ".

 

التوبة : علم وحال وعمل. هي علم لأنها عمل يتطلب حضور العقل الذي يسدد العمل وهي حال لأنها تنبت الندم في القلب والذلة بحضرة الله سبحانه " .. رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه " وهي عمل لأنها تقتضي إقلاعا ولو مع العود مرة بعد مرة كما تتطلب قضاء لحقوق الناس من مال أو عرض أو دماء .. تلك هي التوبة النصوح وتلك هي الصفقة التجارية الأكثر ربحا التي تقلب ميزان الحساب رأسا على عقب .. من أجمل ما قيل في التوبة النصوح " أن تضيق عليك الأرض بما رحبت حتى لا يكون لك قرار ثم تضيق عليك نفسك مصداقا لقوله سبحانه في وصف من تاب عليهم من المخلفين

 

" حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا ألا ملجأ من الله إلا إليه ..".

 

إجعل لروحك حمامات ومطهرات إسوة بحمامات بدنك ومطهرات ثوبك: أجزل التوبات : حسنة من جنس السيئة و من أمارات قبول التوبة : تيسير الحسنة بعد السيئة. موئل ذلك : قاعدة في الدين و الدنيا : الجزاء من جنس العمل. فمن قتل نفسا مثلا كانت توبته بتحرير رقبة لأن القتل إماتة مادية والتحرير إحياء معنوي. ومن غنم مالا لا يدري صاحبه تصدق به عليه. روي أن إبن مسعود إشترى من رجل جارية ودخل يزن له الثمن فذهب رب الجارية فأنتظره حتى يئس من عوده فتصدق بالثمن وقال " اللهم هذا عن رب الجارية فإن رضي فالأجر له وإن أبى فالأجر لي وله من حسناتي بقدره".

 

أول حمام : التوبة. قال عليه الصلاة والسلام " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ".

 

ثاني حمام : الإستغفار. قال إبن مسعود هذه الآية خير لأهل الذنوب من الدنيا وما فيها " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فأستغفروا لذنوبهم ".

 

ثالث حمام : الحسنات والطاعات. " إن الحسنات يذهبن السيئات ". وقال عليه الصلاة والسلام "وأتبع السيئة الحسنة تمحها ".

 

رابع حمام : التوحيد الخالص من الشرك. " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ". المهم هو تخليص التوحيد من كل شائبة شرك ولو كانت بمثل ذبابة.

 

خامس حمام : إحسان الوضوء والصلاة. في الصحيحين عن أنس قال كنت عنده عليه الصلاة والسلام فجاءه رجل وقال : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي. قال : ولم يسأله عنه فحضرت الصلاة فصلى مع النبي عليه الصلاة والسلام فلما قضى النبي عليه الصلاة والسلام الصلاة قام إليه الرجل فقال : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقم في كتاب الله. قال : أليس قد صليت معنا؟ قال : نعم. قال : فإن الله قد غفر لك ذنبك.

 

سادس حمام : الصيام والصدقة والحج. " من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " و " الحج يهدم ما كان قبله ".

 

سابع حمام : ذكر الله. " من قال سبحان الله وبحمده في يومه مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر.".

 

ثامن حمام : البر والصلة. بر الوالدين وصلة الرحم.

 

تاسع حمام : الإحسان إلى الخلق. " الصدقة تطفئ غضب الرحمن " و " كل معروف صدقة". ويدخل في الخلق الحيوانات وأبرز مثال من السنة المرأة البغي التي دخلت الجنة بسبب سقياها لكلب من بئر بموقها ( حذائها ).

 

عاشر حمام : المصائب والهموم. " ما يصيب المسلم من وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ". كان الصحابي إذا أذنب فيما دون حد و قصاص تصدق إبتغاء أن يطفئ غضب الرحمان سبحانه.

 

يتبع

تم تعديل بواسطة *رماز*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مم تكون التوبة:

1 ــ من ترك المأمور ( الواجبات والفرائض المعروفة آجلها وعاجلها عينيها وكفائيها ).

 

2 ــ فعل المحظور ( المحرمات والنواهي المعروفة وخاصة كبائرها ).

 

3 ــ ذنوب الجوارح وذنوب القلوب سواء بسواء. ( معاصي اللسان والعين والأذن ..هي معاصي جوارح ولكن الأخطر منها هي معاصي القلوب من مثل الحسد والكبر والرياء والشح وهي المهلكات " شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه ". ). الكبر مثلا مانع ثابت من دخول الجنة " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ".

 

4ــ ذنوب المعاصي وذنوب البدع. المعصية تتعلق بالسلوك ( الكذب مثلا ) أما البدعة فتتعلق بالعقل والقلب وهي بدعة قولية إعتقادية من مثل بدع الفرق المنحرفة عن المنهج الإسلامي الوسط العدل كغالية الباطنية قديما والعلمانية حديثا وهي كذلك بدعة عملية سلوكية من مثل صلاة الرغائب التي إستحدثها الناس في أول رجب الحرام ومثل تأخير الإفطار مبالغة في الحيطة.

 

5 ــ ذنوب قاصرة وذنوب متعدية. الذنوب المتعدية هي التي يتعدى مفعولها إلى الناس في محيط صاحبها ومثالها الكذب. ( الرجل يغدو من بيته يكذب الكذبة تبلغ الآفاق ) ومن أمثلة ذلك ذنوب الأمراء والعلماء ( ثلاثة لا ينظر إليهم : عائل مستكبر وشيخ زان وملك كذاب ). أما الذنوب القاصرة التي تلزم صاحبها فهي من مثل ترك المأمور من العبادة مثل الصيام.

 

6 ــ ذنوب متعلقة بحقوق العباد وأخرى متعلقة بحقوق الله سبحانه. ومعلوم أن حقوق الله مبناها المسامحة وحقوق العباد مبناها المشاحة. ولذلك أضيف شرط رابع للتوبة من هذه الذنوب وهو : إرجاع الحق لأهله ( حديث المفلس ). أما حقوق الله سبحانه فالتوبة النصوح فيها كافية.

 

7 ــ صغائر الذنب وكبائره. الأمر ثابت بالقرآن والسنة رغم جدال بعض علماء التزكية فيه وهو خلاف لفظي. والثابت أن إجتناب الكبائر مكفر للصغائر " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ". ولكن ورد اللمم وأورد إبن عباس فيه قولين. الكبائر نفسها متفاوتة الدرجة بين الموبقات والمهلكات وأكبر الذنب ولكن الثابت أن عددها محصور ممكن الإحصاء بخلاف الصغائر واللمم وأمارة الكبيرة : الحد أو القصاص في الدنيا بنص صحيح صريح أو وعيد شديد أو لعنة وغضب أو عذاب في الآخرة.

 

الخلاصة العامة :

 

التوبة في الإسلام أمل في الله سبحانه وفي الإنسان حيال نفسه وحيال غيره من الناس وهو أمل مفتوح دوما في كل ساعة من ليل ونهار وزمان ومكان وحال يجدد به الإنسان حياته ويطرد به اليأس وينبذ به القنوط فلا يحتاج إلى رجل دين كما هو الحال في المسيحية يتذرع به إلى ربه أو يستغفر له بالنيابة عنه. التوبة بذلك المعنى أكبر نقاط القوة في الإسلام بمعنى منهج المقارنة وهو أمر لو أحسن الدعاة إستخدامه خطاب يسر وبشر بين الناس من عصاة وكافرين وظالمين .. لإنعتقت الدعوة الإسلامية المعاصرة من آسار التهديد بالرحمان سبحانه في غير موضعه.

 

التوبة في الإسلام هي خير رد على دعوات العسر والتشديد والغلو داخل الإسلام وخارجه لتفيئ إلى رحمة الرحمان سبحانه وهل يتردد في التوبة عاقل يعلم علم اليقين أن فجراته كلها وغدراته كلها ـ كما قال راوي هذا الحديث في رأس الموعظة ـ لا يمحوها الله فحسب ولكن يبدلها حسنات متألقة؟

 

التائب من أي ذنب كان ومن أي دين كان ( إلى الإسلام ) هو الإنسان الإيجابي الذي يكون ناجحا في حياته العامة فإذا رأيت تائبا فاشلا في حياته فلك أن تتردد في وصف توبته بأنها نصوح.

 

التائب حبيب الرحمن سبحانه " إن الله يحب التوابين " وهو يفرح به كائنا ما كانت ذنوبه ما لم يغرغر غرغرة فرعون حين أدركه الموت وكل توبة قبل الموت هي توبة " من قريب " ولكن يخشى المرء على نفسه أن يغتاله الموت إغتيالا ولات حين مناص " بادروا بالأعمال سبعا : هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مقعدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر".

 

التائب خير الناس للناس لأنه ينبذ اليأس منهم فيقبل عليهم يتخولهم بالموعظة الحسنة والحكمة على بصيرة " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله " وذلك هو معنى الأمل في الناس منبجسا من الأمل في رب الناس من بيده أقفال قلوبهم يقلبها بين إصبعيه كيف يشاء سبحانه ..

 

التوبة رحمة مهداة يجتمع بها شمل القاتل مع المقتول في الجنة. أخرج الشيخان عن أبي هريرة عليه الرضوان أنه عليه الصلاة والسلام قال : " يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر فيدخلان الجنة. يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيسلم ويستشهد".

 

التوبة تجديد للإيمان ومباشرة للإصلاح والتغيير. لا تكاد تعثر على موضع توبة في القرآن الكريم إلا مشروطا بالإيمان وبالإصلاح حتى لو كان التائب مؤمنا مصلحا وهو يعني أن التوبة هي معراج الإنسان إلى مراقي الخير العظمى. " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ".

 

التوبة حركة شاملة لا تقتصر على زكاة النفس بالعبادة بل هي أوبة إلى المنهاج الإسلامي في كل كبيرة وكل صغيرة وفي كل حقل من حقول الحياة. " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين " ( توبة إقتصادية ) ـ

 

" والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا ". ( توبة فنية ). إلخ ..

 

التوبة فرصة العمر للرجال والنساء سواء بسواء كلما كان " النساء شقائق الرجال ". " التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله " وذلك للجنسين ثم خصهن بـ : " مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات".

 

فأبشر بربك سبحانه وأبشر بتوبته عليك التي تتوسل إليها بــ :

 

1 ــ تجديد الإخلاص مرة بعد مرة.

 

2 ــ إجتناب الكبائر الموبقات في عشرتها الكبرى المعروفة على الأقل.

 

3 ــ إقام الفروض العظمى والواجبات الكبرى.

 

4ــ التعاون على الخير مع الناس تواصيا بالحق وبالصبر وبالمرحمة

 

 

منقول للفائدة من موقع توبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×