اذهبي الى المحتوى
حفيدة بنت الصديق

حـــتـــى لا نـــنـــخـــدع .. مـــن هـــم الـــرافـــضـــة ؟؟!!

المشاركات التي تم ترشيحها

حـــتـــى لا نـــنـــخـــدع .. مـــن هـــم الـــرافـــضـــة ؟؟!!

--------------------------------------------------------------------------------


بسم الله الرحمن الرحيم

لحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين والتّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين ..أما بعد :

فإن اليهود والنصارى والمشركين وسائر الكفار .. أعداء للإسلام والمسلمين .. وهذه حقيقة يقررها الإسلام .. ويدركها كل من تمسك بإسلامه ودينه .. وهذا العداء مكشوف وواضح وصريح ولا مجال للمراوغة فيه ..

وهناك أيضاً أعداء آخرين .. خطرهم كبير .. وشرهم عظيم .. حذّر منهم الإسلام .. وحدد مواصفاتهم القرآن .. وسمّيت سورة باسمهم .. وذكرت في السيرة أخبارهم .. أولئك هم المنافقون المجرمون .. الذين يصافحون بيد ويطعنون بالأخرى .. الذين يظهرون الغيرة على الدّين وهم يحطمونه .. الذين يمشون في ركاب الشّيطان .. يعلنون طاعة الرحمن .. ويضمرون المخالفة والعصيان .. يتحدثون باسم الإسلام وهم ألدُّ أعدائه .. ويدّعون سماحته وهم مسّاحه .. إن فُضح أمرهم .. وكشفت مقالاتهم .. وتبيّنت أهدافهم .. حلفوا بالله ما أردنا وما قصدنا .. يحلفون بالله ليرضى الناس عنهم .. يخادعونهم ويموهون عليهم .. وإذا خلوا إلى بعضهم وإلى شياطينهم كان لسان حالهم ومقالهم : إنّا معكم إنّما نحن مستهزئون .

والمنافقون أصناف عديدون : فمنهم العلمانيّون ، الذين يريدون ديناً حسب مواصفاتهم ومقاييسهم ورغباتهم .. ومنهم الفرق الباطنيّة الهدّامة.. ومنهم عبيد الدّنيا والشّهوات .

هذه مقدّمة ومدخل للموضوع المراد الحديث عنه .. وهو عن طائفة رداءها النفاق .. وشعارها الكذب .. ودينها اللعن والتكفير للصّحابة وأتباعهم .. ولم لا يُتحدث عنهم ! وهم يخدعون من يجهل حقيقتهم .. ويلبسون لباس الدّين .. ويظهرون التّباكي على قضايا المسلمين .. ويرددون دعوتهم للتقارب ووحدة الصّف ونبذ الخلاف .. إنهم طـائـفـة الـشّيـعة الـرافـضـة .. وأسـأل الله أن يـهدي الجميع صراطه المستقيم .. وأن يعز دينه وأولياءه ..

وإلـيـك أيـها الـمـسـلم نـبـذة مـخـتـصـرة عـنـهم :


تسمياتهم :

يُطلق عليه الرافضة :

وذلك لرفضهم خلافة أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم .. ويقولون بأن علياً رضي الله عنه أحق بها وأنه منصوص على إمامته من الله عز وجل ..

ويُطلق عليهم الإمامية :

وذلك لأنهم جعلوا من الإمامة ركناً من أركان الإسلام وأصلاً من أصوله .. لا يصح إيمان أحد إلا بالإيمان بها .. ولا يدخل الجنة من أنكرها أو جحدها ..

ويُطلق عليهم الجعفرية :

وذلك لأنهم ينسبون مذهبهم إلى جعفر الصادق رضي الله عنه ...

بالإضافة إلى اللفظة العامة وهي (الشيعة) والتي يدخل فيها باقي طوائفهم الكثيرة ..


نشأة التشيع :

الذي بدأ غرس بذرة التشيع هو عبد الله بن سبأ اليهودي [عبد الله بن سبأ رأس الطائفة السبئية وكانت تقول بألوهية علي، كما تقول برجعته وتطعن في الصحابة... أصله من اليمن وكان يهودياً يتظاهر بالإسلام، رحل لنشر فتنته إلى الحجاز فالبصرة فالكوفة، ودخل دمشق في أيام عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فأخرجه أهلها، فانصرف إلى مصر وجهر ببدعته. قال ابن حجر: "عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة ضال مضل، أحسب أن علياً حرقة بالنار" اه‍. وقد تكاثر ذكر أخبار فتنته وشذوذه وسعيه في التآمر هو وطائفته في كتب الفرق والرجال والتاريخ وغيرها من مصادر السنة والشيعة جميعاً.
انظر في ذلك: الملطي/ التنبيه والرد ص: 18، الأشعري/ مقالات الإسلاميين: 1/86، البغدادي/ الفرق بين الفرق ص 233، الشهرستاني/ الملل والنحل: 1/174، الإسفراييني/ التبصير في الدين ص: 71-72، الرازي/ اعتقادات فرق المسلمين ص: 86، ابن المرتضى/ المنية والأمل ص: 29، ابن حجر/ لسان الميزان: 3/289، ابن عساكر/ تهذيب تاريخ دمشق: 7/431، السمعاني/ الأنساب: 7/46، ابن الأثير/ اللباب: 1/527، المقدسي/ البدء والتاريخ: 5/129، تاريخ الطبري: 4/340، ابن الأثير/ الكامل: 3/77، ابن كثير/ البداية والنهاية: 7/167، ابن خلدون/ العبر: 2/160،161، الطبري/ تبصير أولي النهى الورقة (14) (مخطوط).
ومن مصادر الشيعة: الناشئ الأكبر/ مسائل الإمامة ص 22-23، القمي/ المقالات والفرق ص: 20، النوبختي/ فرق الشيعة ص: 22، وأورد الكشي عدة روايات في ابن سبأ (رجال الكشي، انظر الروايات رقم: 170-171، 172، 173، 174، من ص 106-108)، ابن أبي الحديد/ شرح نهج البلاغة: 2/308.]

والذي بدأ حركته في أواخر عهد عثمان، وأكد طائفة من الباحثين القدماء والمعاصرين على أن ابن سبأ هو أساس المذهب الشيعي والحجر الأول في بنائه [انظر - مثلاً - : ابن تيمية الذي يعتبر ابن سبأ أول من أحدث القول بالعصمة لعلي، وبالنص عليه في الخلافة، وأنه أراد إفساد دين الإسلام، كما أفسد بولس دين النصارى (مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية/ جمع عبد الرحمن بن قاسم: 4/518). وكذا ابن المرتضى في كتابه المنية والأمل ص: 125، ومن المعاصرين - مثلاً - أبو زهرة الذي ذكر أن عبد الله بن سبأ هو الطاغوت الأكبر الذي كان على رأس الطوائف الناقمين على الإسلام الذين يكيدون لأهله، وأنه قال برجعة علي، وأنه وصي محمد، ودعا إلى ذلك.
وذكر أبو زرهة أن فتنة ابن سبأ وزمرته كانت من أعظم الفتن التي نبت في ظلها المذهب الشيعي (انظر: تاريخ المذاهب الإسلامية: 1/31-33)، وسعيد الأفغاني الذي يرى أن ابن سبأ أحد أبطال جمعية سرية (تلمودية) غايتها تقويض الدولة الإسلامية، وأنها تعمل لحساب دولة الروم (انظر: عائشة والسياسة ص: 60)، وانظر: القصيمي في الصراع: 1/41.].

وقد تواتر ذكره في كتب السنة والشيعة على حد سواء.

يقر سعد بن عبد الله القمي شيخ الطائفة وفقيهها ووجهها، كما ينعته النجاشي [رجال النجاشي ص: 126.] (المتوفى سنة 229-301) بوجود ابن سبأ، ويذكر أسماء بعض أصحابه الذين تآمروا معه، ويلقب فرقته بالسبئية، ويرى أنها أول فرقة في الإسلام قالت بالغلو، ويعتبر ابن سبأ "أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم، وادعى أن علياً – رضي الله عنه – أمره بذلك"، ويذكر القمي أن علياً بلغه ذلك فأمر بقتله ثم ترك ذلك واكتفى بنفيه إلى المدائن [المقالات والفرق ص: 20.].

كما ينقل عن جماعة من أهل العلم - كما يصفهم -: "أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم، ووالى علياً وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بهذه المقالة، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي بمثل ذلك، وهو أول من شهد بالقول بفرض إمامة علي بن أبي طالب وأظهر البراءة من أعدائه.. وأكفرهم، فمن هاهنا قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية [المقالات والفرق ص: 20.].

ثم يذكر القمي موقف ابن سبأ حينما بلغه نعي علي حيث ادعى أنه لم يمت وقال برجعته، وغلا فيه [المقالات والفرق ص: 21.].

هذا ما يقوله القمي عن ابن سبأ، والقمي عند الشيعة ثقة واسع المعرفة بالأخبار [انظر: الطوسي/ الفهرست ص: 105، الأردبيلي / جامع الرواة : 1/352.]، ومعلوماته - عندهم - مهمة نظراً لقدم فترتها الزمنية، ولأن سعداً القمي كما روى شيخهم الملقب عندهم بالصدوق قد لاقى في إمامهم المعصوم - في نظرهم - الحسن العسكري وسمع منه [انظر: ابن بابويه القمي/ إكمال الدين ص: 425-453.].

ونجد شيخهم الآخر النوبختي يتحدث عن ابن سبأ ويتفق فيما يقوله عن ابن سبأ مع القمي حتى في الألفاظ نفسها [انظر: فرق الشيعة للنوبختي ص: 22-23.]، والنوبختي ثقة معتمد عندهم [انظر: الطوسي/ الفهرست ص: 75، الأردبيلي/ جامع الرواة : 1/228، عباس القمي/ الكنى والألقاب: 1/148، الحائري/ متقبس الأثر: 16/125.].

وعالمهم الكشي [وهو عندهم "ثقة بصير بالأخبار والرجال" (الطوسي/ الفهرست: 171).] يروي ست روايات في ذكر ابن سبأ [رجال الكشي ص: 106-108، 305.] وذلك في كتابه المعروف "برجال الكشي" والذي هو من أقدم كتب الشيعة المعتمدة في علم الرجال، وتشير تلك الروايات إلى أن ابن سبأ ادعى النبوة وأنه زعم أن أمير المؤمنين هو الله - تعالى الله وتقدس - وأن علياً استتابه فلم يتب، فأحرقه بالنار، كما ينقل الكشي لعن الأئمة لعبد الله ابن سبأ، وأنه كان يكذب على علي، كقول علي بن الحسين: "لعن الله من كذب علينا إني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي، لقد ادعى أمراً عظيماً، ما له لعنه الله، كان علي - رضي الله عنه - والله عبداً لله صالحاً أخو رسول الله ما نال الكرامة من الله إلا بطاعته" [المصدر السابق: ص: 108.].

ثم قال الكشي بعد ذكر تلك الروايات: "ذكر أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي - رضي الله عنه - مثل ذلك، وكان أول من شهد بالقول بفرض إمامة علي وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه وأكفرهم، فمن ها هنا قال من خالف الشيعة: أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية" [المصدر السابق ص : 108-109.]. هذه مقالة الكشي وهي تتفق مع كلام القمي والنوبختي وكلهم يوثقون قولهم هذا بنسبته إلى أهل العلم.

ثم إن هذه الروايات الست كلها جاءت في رجال الكشي، والذي يعتبرونه أحد الأصول الأربعة التي عليها المعول في تراجم الرجال، وقام الطوسي شيخ الطائفة عندهم بتهذيب الكتاب، فصار عندهم أكثر ثقة وتحقيقاً حيث اجتمع في تأليفه الكشي الذي هو عندهم ثقة، بصير بالأخبار وبالرجال مع الطوسي وهو صاحب كتابين من صحاحهم الأربعة، ومؤلف كتابين من كتبهم الأربعة المعول عليها في علم الرجال عندهم [وما نقلناه عن الكشي هو من تذهيب الطوسي واختياره؛ لأن الأصل – كما يقولون – مفقود لا يعرف له أثر. (انظر: مقدمة رجال الكشي ص 17-18، يوسف البحراني/ لؤلؤة البحرين ص: 403).].

ثم إن كثيراً من كتب الرجال الأخرى عندهم جاءت على ذكر ابن سبأ [لعل أقدم مصدر عند الشيعة تحدث عن ابن سبأ والسبئية وهو كتاب: مسائل الإمامة ص: 22-23 لعبد الله الناشئ الأكبر (المتوفى سنة 293ه‍).
(راجع ترجمته في وفيات الأعيان: 3/91-92، أنباء الرواة: 2/128-129).

ومن كتبهم في الرجال التي جاءت على ذكر ابن سبأ: المازندراني/ منتهى المقال (غير مرقم الصفحات)، الاستراباذي/ منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال ص: 203-204، الأردبيلي/ جامع الرواة: 1/485، ابن داود الحلي/ الرجال: 2/71، التستري/ قاموس الرجال: 5/461 وما بعدها، رجال الطوسي ص: 51.

ومن كتبهم في الحديث والفقه التي جاء فيها ذكر ابن سبأ: ابن بابويه القمي/ من لا يحضره الفقيه: 1/213، الخصال ص: 628، الطوسي، تهذيب الأحكام: 2/322، المجلسي/ بحار الأنوار: 25/286 وما بعدها.]، كما جاء ذكر ابن سبأ في أهم وأوسع كتبهم الرجالية المعاصرة وهو تنقيح المقال [تنقيح المقال: 2/183.] لشيخهم عبد الله الممقاني [انظر: الأعلمي/ مقتبس الأثر: 21/230.] (المتوفى سنة 1351ه‍).

وهكذا تعترف كتب الشيعة بأن ابن سبأ هو أول من قال بالوصية لعلي ورجعته وطعن في الخلفاء الثلاثة والصحابة.. وهي آراء وعقائد أصبحت فيما بعد من أسس المذهب الشيعي، وذلك حينما صيغت هذه الآراء وغيرها على شكل روايات وأحاديث ونسبت لآل البيت زوراً وبهتاناً، فوجدت القبول لدى كثير من العوام وغيرهم ولا سيما العجم ..

فاتني تسمية من التسميات المشهورة للرافضة إلا وهي :

الإثنا عشرية :

حيث أنهم يعتقدون أن لهم إثنا عشر إماماً منصوص عليهم .. وهم :

1- علي بن أبي طالب

2- الحسن بن علي

3- الحسين بن علي

4- علي بن الحسين

5- محمد بن علي

6- جعفر بن محمد

7- موسى بن جعفر

8- علي بن موسى

9- محمد بن علي

10- علي بن محمد

11- الحسن بن علي

12- محمد بن الحسن


وهذا هي التسميات المشهورة للشيعة الرافضة ..

وهناك تسميات أخرى أطلقها عليهم أصحاب الفِرَق .. منها :

القطعية :

وذلك لأنهم قطعوا على موت موسى بن جعفر الصادق ..

وأصحاب الانتظار :

وذلك لأنهم يقولون بظهور إمامهم الثاني عشر الذي اختفى عن الأنظار منذ أكثر من ألف سنة .. وما زالوا ينتظرون هذا الظهور منذ ذلك الحين !!!!

وهناك تسمية يُطلقها الشيعة الرافضة على أنفسهم وهي لفظة :

الخاصة :

وهو لقب يطلقه شيوخ الشيعة على طائفتهم، ويلقبون أهل السنة والجماعة بالعامة.

جاء في دائرة المعارف الشيعية ما نصه:

"الخاصة في اصطلاح بعض أهل الدارية: الإمامية الاثنا عشرية، والعامة: أهل السنة والجماعة" [دائرة المعارف: 17/122.].

كفر من لا يؤمن بولاية الأئمة الاثنى عشر

يرى الشيعة أن الإمامة اصل من أصول الدين وان النبي وآله نص على اثنى عشر إماماً .. ولك الآن أخي المسلم أن تقف على موقفهم ممن لا يقول بقولهم :

يقول رئيس محدثيهم محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق في رسالة الاعتقادات (ص103 ط مركز نشر الكتاب إيران 1370) ما نصه:

"واعتقادنا فيمن جحد إمامه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده عليهم السلام أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة نبينا محمد صلى الله عليه ?آله".


وينقل حديثا منسوبا إلى الإمام الصادق أنه قال:

"المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا" رسالة الاعتقادات الصفحة نفسها.

أقول :

يقصد بآخرهم هو إمامهم الثاني عشر (الخرافة المزعومة) الذي ينتظرون ظهوره منذ أكثر من ألف سنة .. ويقصدون بأولهم محمد صلى الله عليه وسلم .. بمعنى أن من يُنكر ولو آخر إمام لهم فإنه بمثابة من أنكر محمداً صلى الله عليه وسلم .. وهذا يقتضي التكفير والله المستعان ..


وينسب أيضاً إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:

"الأئمة من بعدي اثنى عشر أولهم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وآخرهم القائم طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي من أنكر واحدا منهم قد أنكرني". المصدر نفسه.

وأقوال الصدوق هذه وأحاديثه نقلها عنه علامتهم محمد باقر المجلسي في بحار الأنوار (27/61-62).


ويقول علامتهم على الإطلاق جمال الدين الحسن يوسف بن المطهر الحلي :

"إن الإمامة لطف عام والنبوة لطف خاص ومنكر اللطف العام (الأئمة الاثنى عشر) شر من إنكار اللطف الخاص أي إن منكر الإمامية شر من منكر النبوة وإليك نص ما قاله هذا الضال المضل في كتابه الألفين في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (13 /3 مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت 1982). قال:

"الإمامة لطف عام والنبوة لطف خاص لإمكان خلو الزمان من نبي حي بخلاف الإمام لما سيأتي وإنكار اللطف العام شر من إنكار اللطف الخاص وإلى هذا أشار الصادق بقوله عن منكرالإمامة أصلا ورأسا وهو شرهم".


ويقول شيخهم ومحدثهم يوسف البحراني في موسوعته المعتمدة عند الشيعة (الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ?18 ?153 ? دار الأضواء بيروت لبنان):

"وليت شعري أي فرق بين من كفر بالله سبحانه وتعالى ورسوله وبين من كفر بالأئمة عليهم السلام مع ثبوت كون الإمامة من أصول الدين".


ويقول حكيمهم ومحققهم وفيلسوفهم محمد محسن المعروف بالفيض الكاشاني في منهاج النجاة (?48 ط دار الإسلامية بيروت 1987?):

"ومن جحد إمامه أحدهم – أي الأئمة الاثنى عشر – فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء عليهم السلام".


ويقول الملا محمد باقر المجلسي والذي يلقبونه بالعلم العلامة الحجة فخر الأمة في بحار الأنوار (23/390):

"إعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام وفضل عليهم غيرهم يدل أنهم مخلدون في النار".

قلت: فالذين تعاطفوا مع الشيعة مخلدون في النار على معتقد من تعاطفوا معهم فهل من معتبر.


ويقول شيخهم محمد حسن النجفي في جواهر الكلام (6/62 ط دار إحياء التراث العربي بيروت):

"والمخالف لأهل الحق كافر بلا خلاف بيننا .. كالمحكي عن الفاضل محمد صالح في شرح أصول الكافي بل والشريف القاضي نور الله في إحقاق الحق من الحكم بكفر منكري الولاية لأنها أصل من أصول الدين".

أقول :

لاحظ كيف ينقل شيخهم إتفاقهم (الرافضة) على كفر من يُخالفهم .. وبدون أي خلاف بينهم في ذلك .. وبهذا يدخل حتى المتعاطفون مع الشيعة في هذا التكفير ..


هذا وقد نقل شيخهم محسن الطبطبائي الملقب بالحكيم كفر من خالفهم بلا خلاف بينهم وذلك في كتابه مستمسك العروة الوثقى (1/392 ?3 مطبعة الآداب في النجف 1970?).


ويقول آية الله الشيخ عبد الله المامقاني الملقب عندهم بالعلامة الثاني في تنقيح المقال (1/208 باب الفوائد ط النجف 1952?):

"وغاية ما يستفاد من الأخبار جريان حكم الكافر والمشرك في الآخرة على كل من لم يكن اثنى عشري".

أقول :

وهذا يشمل حتى باقي طوائف الشيعة من غير الإثني عشرية !!!


ويقول محدثهم وشيخهم الجليل عندهم عباس القمي في منازل الآخرة (ص 149 ط دار التعارف للمطبوعات 1991):

"أحد منازل الآخرة المهولة الصراط … وهو في الآخرة تجسيد للصراط المستقيم في الدنيا الذي هو الدين الحق وطريق الولاية واتباع حضرة أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين من ذريته صلى الله عليه وآله وسلم وكل من عدل عن هذا الطريق ومال إلى الباطل بقول أو فعل فسيزل من تلك العقبة ويسقط في جهنم".

أقول:

والمقصود بأتباع علي والأئمة الطاهرين هو ما ينسبه الشيعة إليهم في كتبهم الخاصة بهم كالكافي وتهذيب الأحكام والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه والوافي ووسائل الشيعة وتفسير القمي والعياشي والصافي وبحار الأنوار ... وغيرها من كتبهم فالصراط المستقيم هو ما في هذه الكتب الشيعية هذا هو معتقدهم.


ويقول علامتهم محمد باقر المجلسي كما نقله عنه محدثهم عباس القمي في كتابه المذكور (ص150):

"وهذه العقبات كلها على الصراط واسم عقبة منها الولاية يوقف جميع الخلائق عندها فيسألون عن ولاية أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام من بعده فمن أتى بها نجا وجاوز ومن لم يأت بها بقي فهوى وذكر قوله عز وجل: وقفوهم إنهم مسؤولون (الصافات: 24).

وفي الكتاب المذكور (ص97) في تفسير قوله عز وجل: من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون. (النمل: 89) .. عن أمير المؤمنين :

"الحسنة معرفة الولاية وحبنا أهل البيت".

أقول :

فلاحظ أن الولاية لا تعني مجرد حب "أهل البيت" بل الإعتقاد بالأئمة الاثنى عشر على أنهم منصوص عليهم، وأنهم معصومون وكلامهم وحي إلهي ككلام النبي ..


وأورد مرجع الشيعة الراحل آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني في كتابه (الأربعون حديثا ص510 – 511 ط دار التعارف للمطبوعات بيروت 1991): عن محمد بن مسلم الثقفي قال:

"سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن قول الله عز وجل: فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيماً (الفرقان: 70). فقال:

"يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يقام بموقف الحساب فيكون الله تعالى هو الذي يتولى حسابه لا يطلع على حسابه أحداً من الناس فيعرفه ذنوبه حتى إذا أقر بسيئاته قال الله عز وجل للكتبة: بدلوها حسنات وأظهروها للناس فيقول الناس حينئذ ما كان لهذا العبد سيئة واحدة ! ثم يأمر الله به إلى الجنة فهذا تأويل الآية وهي في المذنبين من شيعتنا خاصة".

ويعلق الخميني على هذه الرواية في كتابه الذكور (ص511) فيقول:

ومن المعلوم أن هذا الأمر يختص بشيعة أهل البيت ويحرم عنه الناس الآخرون لأن الإيمان لا يحصل إلا بواسطة ولاية علي وأوصيائه من المعصومين الطاهرين عليهم السلام بل لا يقبل الإيمان بالله ورسوله من دون الولاية كما نذكر ذلك في الفصل التالي".


ويقول الخميني في (الأربعون حديثاً ص512) :

"إن ما مر في ذيل الحديث الشريف من أن ولاية أهل البيت ومعرفتهم شرط في قبول الأعمال يعتبر من الأمور المسلمة بل تكون من ضروريات مذهب التشيع المقدس وتكون الأخبار في هذا الموضوع أكبر من طاقة مثل هذه الكتب المختصرة على استيعابها وأكثر من حجم التواتر ويتبرك هذا الكتاب بذكر بعض تلك الأخبار".

فلاحظ أن الولاية التي يختص بها الشيعة من العقائد الأساسية التي لا يتزحزح عنها الشيعة إلى يوم يبعثون .. وهي أكثر عندهم من حجم التواتر كما يقرر الخميني .. ولا تقبل الأعمال إلا بها بل ولا يقبل الإيمان بالله ورسوله إلا بها ..


وها هو الخميني يقرر ذلك بصراحة ووضوح في كتابه المذكور (ص513) فيقول:

"والأخبار في هذا الموضوع وبهذا المضمون كثيرة ويستفاد من مجموعها أن ولاية أهل البيت عليهم السلام شرط في قبول الأعمال عند الله سبحانه بل هو شرط في قبول الأيمان بالله والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم".


وأورد شيخهم كامل سليمان في كتاب يوم الاخلاص في ظل القائم المهدي (ص45 ط السابعة دار الكتاب اللبنانية بيروت لبنان) حديثاً منسوباً إلى النبي ونصه:

"أثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم الله فهمي… هؤلاء هم خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي من أطاعهم فقد أطاعني ومن عصاهم فقد عصاني ومن أنكرهم أو أنكر واحد منهم فقد أنكرني بهم يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وبهم يحفظ الله الأرض أن تميد بأهلها".


وأورد الشيعي المذكور وهو معاصر (ص44) حديثاً آخر نسبه إلى النبي :

"المقر بهم – أي الأئمة الاثنى عشر – مؤمن والمنكر لهم كافر".


ويقول شيخهم يوسف البحراني في الحدائق الناضرة (18/53):

"إنك قد عرفت أن المخالف كافر لاحظ له في الإسلام بوجه من الوجوه كما حققنا في كتابنا الشهاب الثاقب".


ويقول علامتهم السيد عبد الله شبر الذي يلقب عندهم بالسيد الأعظم والعماد الأقوم علامة العلماء وتاج الفقهاء رئيس الملة والدين جامع المعقول والمنقول مهذب الفروع والأصول في كتابه (حق اليقين في معرفة أصول الدين 2/188 طبع بيروت):

"وأما سائر المخالفين ممن لم ينصب ولم يعاند ولم يتعصب فالذي عليه جملة من الإمامية كالسيد المرتضي أنهم كفار في الدنيا والآخرة والذي عليه الأكثر الأشهر أنهم كفار مخلدون في الآخرة".


وقال المفيد في المسائل نقلا عن بحار الأنوار للمجلسي (23/391).

"اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار".


وقد صدق الشيخ موسى جار الله التركستاني عندما قال في كتابه الوشيعة في نقد عقائد الشيعة (ط لاهور 1983):

"وكنت أتعجب وأتأسف إذ كنت أرى في كتب الشيعة أن أعدى أعداء الشيعة واقواهم هم أهل السنة والجماعة ورأيت رأي العين أن روح العداء قد استولت على قلوب جميع طبقات الشيعة".

هذا رأي الشيخ موسى جار الله الذي قرأ كتبهم وعايشهم ..


ولكي تزداد يقينا بصحة هذه النظرة الناتجة عن علم ومخالطة للقوم استمع إلى شيخهم محمد حسن النجفي وهو يعلن وبصراحة عداء الشيعة الشديد لاهل السنة فيقول في موسوعته الفقهية المتداولة بيني الشيعة جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام (22/62 – 3?) :

"ومعلوم أن الله تعالى عقد الأخوة بين المؤمنين بقوله تعالى: إنما المؤمنون إخوة (الحجرات: 10). دون غيرهم
وكيف يتصور الأخوة بين المؤمن والمخالفات بعد تواتر الروايات وتظافر الآيات في وجوب معاداتهم والبراءة منهم".


فلاحظ وجوب معاداة أهل السنة والبراءة منهم جاء بموجب روايات متواترة عندهم حسب كلام هذا النجفي
الذي يثنى عليه إمامهم الخميني في المكاسب المحرمة فاستيقظوا أيها الغافلون.

سأورد هنا نبذة مختصرة جداً عن أهم كتب الشيعة الإمامية في التفسير والحديث والعقيدة ..


فأقول :


أهم كتب الإمامية المعتمدة والمعتبرة في التفسير هي :

1- تفسير علي بن إبراهيم القمي (تفسير القُمِّي) ..

2- تفسير العياشي ..

3- تفسير فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي (تفسير فُرات) ..

هذه هي أهم كتبهم المعتمدة القديمة في التفسير .. حيث كان زمنها حتى القرن الرابع تقريباً ..


أما كتب التفسير المتأخرة المعتمدة عندهم فهي :

1- تفسير الصافي (لشيخهم محمد محسن المعروف بالفيض الكاشاني) ..

2- البرهان في تفسير القرآن (لشيخهم هاشم بن سليمان البحراني) ..

3- مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار .. (لشيخهم أبي الحسن بن محمد العاملي الفتوني)


وهناك كتب أخرى في هذا الباب .. بيد أن ما تقدم ذكره هي ما يعدُّه الإمامية أهم كتبهم في التفسير وأصحها وأكثر اعتباراً واعتماداً ..

والعجيب حقاً .. أن كل أصحاب تلك الكتب قد قالوا بتحريف القرآن !!! (كما سيأتي بيانه لاحقاً بإذن الله تعالى) ..

*******************

كتبهم المعتمدة في الحديث (مروياتهم عن الإئمة) :

القديمة منها :

1- الكافي ..

2- التهذيب ..

3- الاستبصار ..

4- من لا يحضره الفقيه ..


المتأخرة منها :

1- الوافي ..

2- بحار الأنوار ..

3- الوسائل ..

4- مستدرك الوسائل ..

ويُطلق الإمامية على هذه الكتب (الصحاح الثمانية) .. ولها عندهم أهمية كبرى ..

**************************

كتب العقيدة المعتمدة عندهم :


المتقدمة منها :

1- اعتقادات ابن بابويه.

2- أوائل المقالات (لشيخهم لمفيد) ..

3- تصحيح الاعتقاد (للمفيد أيضاً) ..

4- نهج المسترشدين (لابن المطهر الحلي) ..

5- الاعتقاد (للمجلسي صاحب البحار) ..

المتأخرة منها :

1- عقائد الإمامية (للمظفر) ..

2- عقائد الإمامية الاثني عشرية (للزنجاني) ..

وغيرها من الكتب ..

نكمل ما بدأناه من توضيح وتجلية وتبيان لواقع الرافضة ودينهم الذين يتعبدون به ..

فأقول مستعيناً بالله الواحد الأحد الفرد الصمد ..

قد مر بنا ما تنضح به كتب القوم من تكفير للمسلمين ممن لا يقولون بالولاية .. وكيف أن الولاية أصبحت هي المعيار والمقياس الذي يُصبح الإنسان من خلالها مؤمناً أو كافراً ..

ولكن ..

قد يحتج الرافضة ويلوون عنق الحقيقة ويتخفون خلف تقيتهم المقيتة (كما هي عادتهم) ويقولون بأن ما ورد أعلاه إنما هو في حق الناصب أو النواصب .. وقد يتساءلون :

هل تعتبرون أنفسكم نواصب تنصبون العداء لأهل البيت وتشكِّون في ذلك .. حتى ظننتم أنكم داخلون في سياق تلك الأحاديث ؟؟!!

وللأسف الشديد أن بعض العامة من أهل السنة والجماعة قد يُخدع بمثل هذا التبرير .. وتنطلي عليه الحيلة .. لأنه لا يعلم حقيقة ما في كتب القوم .. وما هو المراد الحق مما جاء فيها ..

والسؤال الذي يطرح نفسه :

من هو الناصبي ؟؟!! ومن هم النواصب ؟؟!!

دعونا نسبر أغوار كتب الرافضة حتى نعثر على الحقيقة :


كثيراً جداً ما وردت في كتب الشيعة لفظة (الناصب) أو (النواصب) .. وهو عندهم كافر مستحق لجهنم .. فمن يقصدون بقولهم (ناصب) :


يقول شيخهم حسين بن الشيخ محمد آل عصفور الدرازي البحراني الشيعي في كتابه (المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخرسانية ص 157 طبع بيروت):


"على أنك قد عرفت سابقاً أنه ليس الناصب إلا عبارة عن التقديم على علي غيره".


أقول :

وبهذا يكون جميع أهل السنة والجماعة نواصب لأنهم يُقدِّمون الخلفاء الثلاثة على علي رضي الله عنهم أجمعين .. وبالتالي هم كُفار ..

*************

يقول الشيخ حسين بن الشيخ آل عصفور الدرازي البحراني في كتابه السابق (المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية ص 147):

"بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنيا".

ويقول هذا الدرازي في الموضع المذكور:

"ولا كلام في أن المراد بالناصبة هم أهل التسنن".

**************

ويقول شيخهم وعالمهم ومحققهم ومدققهم وحكيمهم حسين بن شهاب الدين الكركي العاملي في كتاب (هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار ص106 الطبعة الأولى 1396هـ) :

"كالشبهة التي أوجبت للكفار إنكار نبوة النبي والنواصب إنكار خلافة الوصي".


**************

ويقول الشيخ الشيعي علي آل محسن في كتابه – كشف الحقائق – دار الصفوة – بيروت ص 249 :

"وأما النواصب من علماء أهل السنة فكثيرون أيضاً منهم ابن تيمية وابن كثير الدمشقي وابن الجوزي وشمس الدين الذهبي وابن حزم الأندلسي .. وغيرهم".

**************

وذكر العلامة الشيعي محسن المعلم في كتابه (النصب والنواصب) ط دار الهادي – بيروت – في الباب الخامس – الفصل الثالث – ص 259 تحت عنوان: (النواصب في العباد) أكثر من مائتي ناصب – على حد زعمه - .

وذكر منهم:

عمر بن الخطاب، أبو بكر الصديق، عثمان بن عفان، أم المؤمنين عائشة، أنس بن مالك، حسان بن ثابت، الزبير بن العوام، سعيد بن المسيب، سعد بن أبي وقاص، طلحة بن عبيد الله، الإمام الأوزاعي، الإمام مالك، أبو موسى الأشعري، عروة بن الزبير، ابن حزم، ابن تيمية، الامام الذهبي، الإمام البخاري، الزهري، المغيرة بن ?عبة، أبو بكر الباقلاني، الشيخ حامد الفقي رئيس أنصار السنة المحمدية في مصر، محمد رشيد رضا، محب الدين الخطيب، محمود شكري الآلوسي … وغيرهم كثير.

إذن النواصب هم كل أهل السنة ..

******************

وعندما ترى لفظة (العامة) في كتب الرافضة فإن المقصود بها أهل السنة أيضاً :

حيث يقول آية الله العظمى محمد الحسيني الشيرازي في موسوعته الضخمة الفقه (33/38 ط الثانية دار العلوم بيروت 1409هـ) :

"الثالث مصادمة الخبرين المذكورين بالضرورة بعد أن فسر الناصب بمطلق العامة كخبر ابن سنان عن أبي عبد الله ..".

قد يقول قائل :

كيف نعرف أن المقصود عندهم بالعامة أهل السنة؟

فأقول:

نحن لا ندين الشيعة إلا من كتبهم وأقوال علمائهم :

يقول آية الله العظمى محسن الأمين في كتابه المعروف (أعيان الشيعة 1/21ط دار التعارف بيروت لبنان 1986):

"الخاصة وهذا يطلقه أصحابنا على انفسهم مقابل العامة الذين يسمون بأهل السنة والجماعة".

***************

ويقول عالمهم ومحققهم ومدققهم وحكيمهم الشيخ حسين بن شهاب الدين الكركي العاملي المتوفي 1076 في (هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار ص 264 ط الأولى 1396هـ) :

"فذهب إلى الأول جماعة من العامة كالمزني الغزالي والصيرفي ومن الخاصة كالعلامة في أحد قوليه.." .


ويقول آية الله العظمى المحقق الكبير (عندهم) الشيخ فتح الله النمازي الشيرازي في (قاعدة لا ضرر ولا ضرار) (ص 21 نشر دار الأضواء بيروت الطبعة الأولى):

"وأما الحديث من طرق العامة فقد روى كثير من محدثيهم كالبخاري ومسلم..".


*****************

ثم خرج علينا شيعي دكتور اسمه محمد التيجاني السماوي في كتاب سماه (الشيعة هم اهل السنة طبعته مؤسسة الفجر في لندن وبيروت) ولدى هذا الرجل إجازتان من عالمين شيعيين كلاهما بدرجة "آية الله العظمى" أحدهما الأمام الخوئي في النجف والآخر المرعشي النجفي في قم صرح بذلك في الصفحة (316) من كتابه هذا ..

أقول خرج علينا هذا الشيعي مصارحاً أهل السنة بأنهم نواصب .


يقول التيجاني في الصفحة 79:

"وبما أن أهل الحديث هم أنفسهم أهل السنة والجماعة فثبت بالدليل الذي لا ريب فيه أن السنة المقصودة عندهم هي بغض علي بن أبي طالب ولعنه والبراءة منه فهي النصب".

فيا عباد الله هل يلعن أهل السنة عليا ويبرأون منه؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.


ويقول في الصفحة 161:

"وغني عن التعريف بأن مذهب النواصب هو مذهب أهل السنة الجماعة".

ومعلوم أن أهل السنة قد خالفوا النواصب وردوا عليهم بإظهار مناقب أهل البيت رضي الله عنهم والتي وجدوها في أمهات كتبهم دليل على بهتان التيجاني ومن نحا نحوه ونهج منهجه عليهم من الله ما يستحقون .

ويقول: في الصفحة 163:

" وبعد هذا العرض يتبين لنا بوضوح بأن النواصب الذين عادوا علياً وحاربوا أهل البيت عليهم السلام هم الذين سموا أنفسهم بأهل السنة والجماعة".


((بقي أن نعرف أن النواصب (أهل السنة) عند الشيعة الرافضة أنجاس دمهم ومالهم مباح))

عقيدة الشيعة فـي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم


تقوم عقيدة الشيعة الإثنى عشرية على سب وشتم وتكفـير الصحابة رضوان الله عليهم.

ذكر الكليني فـي (فروع الكافـي) عن جعفر عليه السلام:


"كان الناس أهل ردة بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، إلا ثلاثة، فقلت:من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي".


وذكر المجلسي فـي (حق اليقين) أنه قال لعلي بن الحسين مولى له:


"لي عليك حق الخدمة فأخبرني عن أبي بكر وعمر؟ فقال:إنهما كانا كافرين، الذي يحبهما فهو كافر أيضا".


وفـي تفسير القمي عند قوله تعالى:

"وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي" قالوا: الفحشاء أبو بكر، والمنكر عمر، والبغي عثمان".


وذكر الكشي صاحب معرفة أخبار الرجال قال:


(قال أبو جعفر عليه السلام: ارتد الناس إلا ثلاثة نفر، سلمان وأبو ذر والمقداد، قال: قلت: فعمار؟ قال: قد كان حاص حيصة ثم رجع، ثم قال: إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شيء فالمقداد، وأما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض.. وأما أبو ذر فأمره أمير المؤمنين بالسكوت ولم يكن تأخذه في الله لومة لائم فأبى أن يتكلم".(معرفة أخبار الرجال: محمد بن عمر الكشي ص8).


ونقل الكشي أيضا عن أبي جعفر عليه السلام قال:

كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة، فقلت: من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي، ثم عرف الناس بعد يسير وقال هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى وأبو أن يبايعوا لأبي بكر".( معرفة أخبار الرجال:الكشي ص4).


ونقل الكشي أيضا:

"فقال الكميت : يا سيدي أسألك عن مسألة ثم قال: سل. فقال: أسألك عن رجلين -يعني أبا بكر وعمر- ، فقال: يا كميت ابن يزيد، ما أهريق في الإسلام مهجمة من دم ولا اكتسب مال من غير حله ولا نكح فرج حرام إلا وذلك في أعناقهما إلى يوم يقوم قائمنا ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما".(معرفة أخبار الرجال:محمد بن عمر الكشي ص135).


وذكر الكشي أيضا:

"عن الورد بن زيد قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلني الله فداك قدم الكميت، فقال:أدخله، فسأله الكميت عن الشيخين، فقال له أبو جعفر عليه السلام: ما أهريق دم ولا حكم بحكم غير موافق لحكم الله وحكم رسوله وحكم علي عليه السلام إلا هو في أعناقهما، فقال الكميت: الله أكبر، الله أكبر، حسبي حسبي".(المصدر السابق ص135).



ويقولون فـي كتابهم(مفتاح الجنان):

"اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وألعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما.. الخ" ويعنون بذلك أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة.


وفـي يوم عاشوراء يأتون بكلب ويسمونه عمر، ثم ينهالون عليه ضربا بالعصي ورجما بالحجارة حتى يموت، ثم يأتون بسخلة ويسمونها عائشة، ثم يبدؤون بنتف شعرها وينهالون عليها ضربا بالأحذية حتى تموت. كما أنهم يحتفلون باليوم الذي قتل فـيه الفاروق عمر بن الخطاب ويسمون قاتله أبا لؤلؤة المجوسي: بابا شجاع الدين، رضي الله عن الصحابة أجمعين وعن أمهات المؤمنين ..

انظر أخي المسلم ما أحقد وما أخبث هذه الفرقة، وما يقولونه فـي خيار البشر بعد الأنبياء عليهم السلام والذين أثنى الله عليهم ورسوله، وأجمعت الأمة على عدالتهم وفضلهم، وشهد التاريخ والواقع والأمور المعلومة الضرورية بخيريّتهم وسابقتهم وجهادهم فـي الإسلام.


يروي الكشي ما يلي:

"قال محمد بن أبي بكر لأمير المؤمنين ابسط يدك لأبايعك، قال: أو ما فعلت ؟ قال: بلى، فبسط يده فقال أشهد أنك إمام مفترض الطاعة وأن أبي فـي النار".(رجال الكشي61)،


وقال أيضاً:

" سمعت ما من أهل بيت إلا وفـيهم نجيب من أنفسهم، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء محمد بن أبي بكر".(رجال الكشي 61).

أقول :

يعني بذلك أن بيت أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه هو بيت سوء .. وبذلك تكون ابنته عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك البيت السيء أهله والذي لم يكن فيه نجيب إلا محمد بن أبي بكر .. وهذا طعن واضح في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فكيف يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوج من بيت سوء ؟؟!! أليس هو الذي أمرنا أن نختار لنطفنا ؟؟!! .. فهل يأمرنا بأمر ثم يأتي خلافه وعكسه .. حاشاه ذلك بأبي هو وأمي ..



وفـي تفسير القمي تحت قوله تعالى (ويوم يعض الظالم على يديه) يقول:

"يعني الأول ـ أبا بكرـ يا ليتني اتخذت مع الرسول علياً ولياً ـ يا ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً-أي عمر-".(تفسير القمي 2/113)


وأيضاً فـيه تحت قوله تعالىوكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يُوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا):

قال أبو عبد الله عليه السلام:"ما بعث الله نبياً إلا وفـي أمته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس من بعده..وأما صاحبا محمد فجبتر وزريق) وفسر جبتر بعمر وزريق بأبي بكر!!!

وفـيه:

"والله ما أهريق من دم ولا قرع بعصا ولا غصب فرج حرام ولا أخذ مال من غير علم إلا وزر ذلك فـي أعناقهما من غير أن ينقص من أوزار العاملين بشيء".( تفسير القمي 1/383.


ويضيف "الكشي" فـي روايته:

"..ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما". (رجال الكشي 180)


بل حتى عم الرسول صلى الله عليه وسلم العباس وبنوه لم يسلموا من سبهم وشتمهم، فـيورد "الكشي" كذباً على زين العابدين أنه قال لأبن عباس:

فـيمن نزلت (ومن كان فـي هذه أعمى فهو فـي الآخرة أعمى وأضل سبيلا ) ؟ وفـيمن نزلت (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم) ..

وأما الأوليان فنزلتا فـي أبيه العباس". (رجال الكشي ص53).


وفـي طلحة والزبير ..

يقول " القمي " فـي تفسيره: ( إن آية إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنّة حتى يلج الجمل فـي سَمِّ الخياط ) نزلت فـيهما". (تفسير القمي 1/230)


وفـي مراسلة تمت بين السيد " إبراهيم الراوي "-من علماء السُنّة -وبين " محمد مهدي السبزواري"- من مجتهدي الشيعة- يشكو له قول " بهاء الدين العاملي " فـي حاشيته على تفسير "البيضاوي" فـي قوله تعالى يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم) أنها نزلت فـي أبي بكر وعمر والصحابة..

فـيرد عليه السبزواري بجواب تاريخه 4/4/ 1347هـ:

"قلتم أدام الله ظلكم:

وإذا صدق قول الشيعة فـي ارتداد الصحابة كلهم الذين يتجاوز عددهم مائة ألف- إلا خمسة أو ستة أو سبعةـ والصواب ثلاثة فلِم يقاتل أبو بكر أهل الردة ويردهم إلى الإسلام؟ وكفره كفر حكمي لا كفر واقعي كعبادة الوثن والصنم،ولم يعتقد الشيعة كفر الصحابة وعائشة فـي حياة النبي، وإنما قالوا إنهم ارتدوا بعد النبي".( حاشية المنتقى من منهاج الاعتدال 32 ).



مقتل عمر رضي الله عنه:


لم تكتف الشيعة بوضع تلك الروايات في سب وطعن الصحابة بل وصل به الحقد والكره وبغض الصحابة إلى أنهم يحتفلون بمقتل الفاروق عمر رضي الله عليه، فقد ذكر الشيعي الجزائري في كتابه(الأنوار النعمانية 1/108) ذلك الاحتفال فقال قاتله الله تحت عنواننور سماوي يكشف عن ثواب يوم قتل عمر بن الخطاب) قال:

مقتل الثاني يوم التاسع من شهر ربيع الأول: أخبرنا الأمين السيد أبو المبارك أحمد بن محمد بن أردشير البتساني قال: أخبرنا السيد أبو البركات بن محمد الجرجاني قال: أخبرنا هبة الله القمي واسمه يحيى قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن محمد البغدادي. قال:حدثنا الفقيه الحسن ابن الحسن السامري أنه قال:

"كنت أنا ويحيى بن أحمد بن جريج البغدادي فقصدنا أحمد بن إسحاق القمي وهو صاحب الإمام الحسن العسكري عليه السلام بمدينة قم فقرعنا عليه الباب فخرجت إلينا من داره صبية عراقية فسألناها عنه فقالت: هو مشغول وعياله فإنه يوم عيد. قلنا:سبحان الله الأعياد عندما أربعة: عيد الفطر وعيد النحر والغدير والجمعة. قالت:روى سيدي أحمد بن إسحاق عن سيده العسكري عن أبيه علي بن محمد عليهم السلام إن هذا يوم عيد وهو من خيار الأعياد عند أهل البيت وعنده مواليهم. قلنا: فاستأذني بالدخول عليه وعرفيه بمكاننا. قال: فخرج علينا وهو متزر بمئزر له متشح بكسائه يمسح وجهه فأنكرنا عليه ذلك. فقال:لا عليكم إنني كنت اغتسل للعيد فإن هذا اليوم هو التاسع من شهر ربيع الأول يوم العيد. فأدخلنا داره وأجلسنا على سرير له ثم قال لنا:إن قصدت مولاي أبا الحسين العسكري عليه السلام مع من إخواني في مصل هذا اليوم وهو اليوم التاسع من ربيع الأول فرأينا سيدنا عليه السلام قد أمر جميع خدمه أن يلبس ما يمكنه من الثياب الجدد وكان بين يديه محمرة يحرق فيها العود. قلنا:يا ابن رسول الله هل تجد في هذا اليوم لأهل البيت فرحا ؟ فقال:وأي يوم أعظم حرمة من هذا اليوم عند أهل البيت وأفرح ؟ وقد حدثني ابن عليه السلام أن حذيفة دخل في مثل هذا اليوم هو اليوم التاسع من شهر بيع الأول على رسول الله (ص). قال حذيفة فرأيت أمير المؤمنين (ع) مع ولديه الحسن والحسين(ع) مع رسول الله(ص) يأكلون والرسول (ص) يبتسم في وجوههما ويقول: كلا هنيئا مريئا لكما ببركة هذا اليوم وسعادته فإنه اليوم الذي يقبض الله فيه عدوه وعدو جدكما ويستجيب دعاء أمكما. فإنّه اليوم الذي يكسر فيه شوكة مبغض جدكما وناصر عدوكما. كلا فإنّه اليوم الذي يفقد فيه فرعون أهل بيتي وهامانهم وظالمهم. وغاصب حقهم . كلا فإنه اليوم الذي يفرج الله فيه قلبكما وقلت أمكما. قال حذيفة: قلت:يا رسول الله في أمتك وأصحابك من يهتك هذا الحرم ؟ قال رسول الله (ص) جبت من المنافقين يظلم أهل بيت ويستعمل في أمتي الربا ويدعوهم إلى نفسه ويتطاول على الأمة من بعدي ويستجلب أموال الله من غير حله وينقلها في غير طاعته ويحمل على كتفه درة الخزي، ويضل الناس عن سبيل الله ويحرف كتابة ويغير سنتي ويغصب أرث ولدي وينصب نفسه علما ويكذبني ويكذب أخي ووزيري ووصي وزوج ابنتي ويتغلب على ابنتي ويمنعها حلها وتدعو فيستجاب لها بالدعاء في مثل هذا اليوم ؟ قال حذيفة: قلت: يا رسول الله ادع الله ليهلكه في حياتك قال: ي حذيفة لا أحب أن اجترئ على الله. لما قد سبق في علمه لكني سالت الله عز وجل أن يجعل اليوم الذي يقبضه فيه إليه فضيلة على سائر الأيام ويكون تلك سنة يستن بها أحبائي وشيعة أهل بيتي ومحبوهم فأوحى الله عز وجل إليّ فقال: يا محمد أنه قد سبق في علمي أن يمسك وأهل بيتك محن الدنيا ويلازمها، وظلم المنافقين والمعاندين من عبادي ممن نصحتم وخانوك، محضتهم وغشوك، وصافيتهم وكاشحوك، وأوصلتهم وخالفوك، وأوعدتهم فكذبوك فإني بحولي وقوتي وسلطاني لأفتحن على روح من يغصب بعدك عليا ووصيك وولي حقك من العذاب الأليم ولا وصلته وأصحابه قعرا يشرف عليه ابليس فيلعنه ولأجعل ذلك المنافق عبرة في القيامة مع فراعنة الأنبياء وأعداء الدين في المحشر. ولأحشرنهم وأوليائهم وجميع الظلمة والمنافقين في جهنم ولأدخلنهم فيها أبدا الآبدين. يا محمد أنا انتقم من الذي يجترئ عليّ ويستترك كلامي ويشرك بي ويبعد الناس عن سبيلي وينصب نفسه عجلا لأمتك وكفر بي. إني قد أمرت سكان سبع سمواتي من شيعتكم ومحبيكم أن يتعيّدوا في هذا اليوم الذي أقبضه إلى فيه وأمرتهم أن ينصبوا كراسي كرامتي بإزاء البيت المعمور ويثنوا عليّ ويستغفروا لشيعتكم من ولد آدم. يا محمد وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق ثلاثة أيام، من أجل ذلك اليوم، ولا أكتب عليهم من أجل ذلك اليوم ولا أكتب عليهم شيئا من خطاياهم، كرامة لك ولوصيك. يا محمد:إني قد جعلت ذلك عيدا لك، ولأهل بيتك وللمؤمنين من شيعتك. وآليت على نفسي بعزتي وجلالي وعلوي في رفيع مكاني أنّ من وسّع في ذلك اليوم على أهله وأقاربه لأزيدنّ في ماله وعمره ولأعتقنه من النار، ولأجعلن سعيه مشكورا وذنبه مغفورا، وأعماله مقبولة. ثمّ قام رسول الله (ص) فدخل بيت أم سلمة فرجعت عنه وأنا غير شاك في أمر الشيخ الثاني حتى رأينه بعد رسول الله (ص) قد فتح الشر وأعاد الكفر والارتداد عن الدين وحرّف القرآن".


يتبين لك أخي المسلم وقاحتهم وسوء أدبهم وطعنهم فـي زوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة، الذي هو طعن فـي شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، بل طعن فـي الله سبحانه وتعالى من خلال رواية أحاديث تظهر ما تكنه صدورهم :

منها قول القمي فـي تفسيره فـي قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا). يقول إنها نزلت فـي اتهام عائشة لمارية القبطية".(تفسير القمي 2/318)،


وأيضاً فـي قوله تعالى: (إنّ الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم) قال:

"إن العامة رووا أنها نزلت فـي عائشة وما رضي الله عنه"ميت به فـي غزوة بني المصطلق من خزاعة،وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت فـي مارية القبطية وما رمتها به بعض النساء المنافقات".(تفسير القمي 2/99).


وفـي تفسير البرهان لهاشم البحراني يورد هذه الرواية فـي لعن أبي بكر وعمر:

"عن محمد الباقر: من وراء شمسكم هذه أربعون شمساً، ما بين عين شمس إلى عين شمس أربعون عاماً فـيها خلق عظيم ما يعلمون أن الله خلق آدم أو لم يخلقه، وإن من وراء قمركم هذا أربعين قمرا ـ إلى أن قال ـ قد أُلهموا كما أُلهمت النحلة لعنة الأول والثاني-أبي بكر وعمر-فـي كل الأوقات، وقد وكل بهم ملائكة متى لم يلعنوا ُذبوا". (تفسير البرهان لهاشم البحراني ص47).


بل إنّ وقاحتهم وسوء أدبهم بلغت حداً أن اتهموا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي زوّجه علي رضي الله عنه ابنته أم كلثوم، بأنه كان مصاباً بداء لا يشفـيه إلا ماء الرجال-قاتلهم الله أنّى يؤفكون- كما فـي كتاب اسمه "الزهراء" لأحد طواغيتهم فـي نجف العراق.

وما دعاء الجبت والطاغوت عنا ببعيد، والدعاء يقع فـي صفحتين ممهوراً بأختام عدة من طواغيتهم منهم:الخوئي، ومحسن الحكيم، وشريعتمداري. ويبدأ هذا الدعاء:

اللهم العن جبتي قريش وطاغوتيهما وإفكيهما وابنتيهما الذين حرفا كتابك..(كتاب تحفة العوام).


وبلغت استهانة الخميني بأصحاب رسول الله صلى الله عنه وسلم أن فضّل عليهم شعب إيران كما يذكر ذلك فـي وصيته:

"وأنا أزعم بجرأة أن الشعب الإيراني بجماهيره المليونية فـي العصر الراهن أفضل من أهل الحجاز فـي عصر رسول الله" الوصية السياسية:الخميني ص 23)


ويقول هذا الخبيث فـي سبه لخير الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم:

"إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين، وما قاما به من مخالفات للقران، ومن تلاعب بإحكام الإله، وما حللاه وما حرماه من عندهما، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وضد أولاده، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين"،


ثم يقول فـي الصفحة الأخرى:

"وأن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى، والأفاقين والجائرين غير جديرين بأن يكونوا فـي موضع الإمامة، وأن يكونوا ضمن أولي الأمر".(كشف لأسرار:الخميني ص126-127).


ويقول هذا المجرم فـي حق عمر رضي الله عنه:

"وأغمض عينيه-ويقصد النبي صلى الله عليه وسلم- وفـي أُذنيه كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية، والنابعة من أعمال الكفر والزندقة، والمخالفة لآيات ورد ذكرها فـي القرآن الكريم". (كشف الأسرار:الخميني ص137).

وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها


يزعم الشيعة أنهم يٌحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته ويتبعون نهجهم ويهتدون بهديهم .. وإذا بهم يطعنون في عرض من يدَّعون أنهم يُحبونه -كذبوا- .. حيث طعنوا في شرف بعض زوجاته بأبي هو وأمي ..

فقد زعم الشيعة أن قول الله سبحانه وتعالى:

(وضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخاتناهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين) (التحريم: 10).

مثل ضربه إليه لعائشة وحفصة رضي الله عنهما!!!


وقد فسر بعض الشيعة الخيانة في قوله: (فخانتاهما): بارتكاب الفاحشة – والعياذ بالله تعالى.


قال المفسر الشيعي الكبير القمي في تفسيره عند تفسير هذه الآية :


"والله ما عنى بقوله(فخانتاهما) إلا الفاحشة. وليقيمن الحد على (فلانة) فيما أتت في طريق ( )، وكان (فلان) يحبها فلما أرادت أن تخرج إلى … قال لها فلان: لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم، فزوجت نفسها من فلان).

وأيضاً ذكرها البحراني في البرهان (ج4 ص358) دار التفسير – قم .



أخي المسلم لقد استعمل الشيعة التقية حين قالوا (فلانة) بدل عائشة أو وضعوا الأقواس فارغة أو نقط وكل هذا من باب التقية.

ومما يؤكد أن المقصودة بفلانة هي (عائشة) ما رواه الشيعة من روايات مكذوبة جاء فيها:

"إنه لما نزل قول الله تعالى: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وازواجه أمهاتهم (الأحزاب: 6) وحرم الله نساء النبي صلى الله عليه وآله على المسلمين، غضب طلحة، فقال: "يحرم محمد علينا نساءه، ويتزوج هو بنسائنا، لئن أمات الله محمداً لنركض بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نسائنا".

وقد ذكر هذه الروايات البحراني في البرهان (ج3 ص333 – 334) وسلطان الجنادي في بيان السعادة (ج3 ص253 – الأعلمي – بيروت) وزين الدين النباطي في الصراط المستقيم (ج3 ص23، 35 المطبعة المرتضوية).


وقذفها رضي الله عنها الحافظ الشيعي رجب البرسي في كتابه مشارق انوار اليقين ص 86 الأعلمي – بيروت حيث قال:

(إن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة وفرقتها على مبغضي علي). عليه من الله ما يستحق ..


وقذفها رضي الله عنها العالم الشيعي المجلسي حين روى هذه الرواية التي تذكر أن عائشة رضي الله عنها، وعلي ينامان في فراش واحد ولحاف واحد. في كتابه بحار الأنوار ج40 ص2 دار إحياء التراث العربي – بيروت) والرواية هي:

"قال علي : سافرت مع رسول الله ليس له خادم غيري وكان له الحاف ليس له الحاف غيره ومعه عائشة وكان رسول الله ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره فإذا قام إلى صلاة الليل يحط بيده اللحاف من وسطه بين وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا).


أقول :

وهذا طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم ورميه بأنه لا يغار على عرضه -وحاشاه وربي ذلك- .. بالإضافة إلى أن فيه طعن في علي رضي الله عنه الذي رضي أن ينام مع إمرأة لا تحل له في فراش واحد .. بالإضافة إلى مرادهم وهو الطعن في عائشة رضي الله عنها وأرضاها ..


وقد أفرد العلامة زين الدين النباطي في كتابه الصراط المستقيم ج3 /161-168 فصلين .. الفصل الأول سماه:

(فصل في أم الشرور عائشة أم المؤمنين .. وفصل آخر خصصه للطعن في حفصة رضي الله عنهما سماه (فصل في أختها حفصة).


وذكر المفسر العياسي في تفسيره .. والمفسر الكاشاني في الصافي .. والبحراني في البرهان :

أن عائشة وحفصة رضي الله عنهما سقتا السم لرسول الله صلى الله عليه وذلك عند هذه الآية (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) "سورة آل عمران".


قال الملقب عند الشيعة بعمدة العلماء والمحققين محمد نبي التوسيركاني في (كتابه لئالي الأخبار – مكتبة العلامة – قم ج4 ص92). ما نصه:

"اعلم أن أشرف الأمكنة والأوقات والحالات وأنسبها للعن عليهم – عليهم اللعنة - إذا كنت في المبال فقل عند كل واحد من التخلية والاستبراء والتطهير مرارا بفراغ من البال. اللهم العن عمر ثم أبا بكر وعمر ثم عثمان وعمر ثم عثمان وعمر ثم معاوية وعمر ثم يزيد وعمر ثم ابن زياد وعمر ثم ابن سعد وعمر ثم شمراً وعمر ثم عسكرهم وعمر. اللهم العن عائشة وحفصة وهنداً وأم الحكم والعن من رضي بأفعالهم إلى يوم القيامة".


والله عز وجل يقول في كتابه الحكيم :

(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وزوجاته أمهاتهم)

والله المستعان ..
إباحة دماء أهل السنة


يستبيح الشيعة دماء أهل السنة لأنهم كما أوضحنا في حكم الكفار والنواصب عندهم .. وإليكم بعض ما تنضح به كتبهم في إباحة دماء أهل السنة :


روى شيخهم محمد بن علي بن بابوية القمي والملقب عندهم بالصدوق وبرئيس المحدثين في كتابه علل الشرايع (ص601 طبع النجف) عن داود بن فرقد قال:

"قلت لأبي عبد الله : ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم ولكني أتقى عليك فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل، قلت: فما ترى في ماله؟ قال: تَوَّه ما قدرت عليه" وذكر هذه الرواية الخبيثة شيخهم الحر العاملي في وسائل الشيعة (18/463)


والسيد نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية (2/307) إذ قال:

"جواز قتلهم (أي النواصب) واستباحة أموالهم".

أقول:

والعلة هنا هي الحرص على عدم وقوع الشيعي تحت طائلة الشرع فيقتص منه .. وعلى هذا فإن للشيعي قتل السني بالسم او الحرق أو الصعق الكهربائي .. هذا مع وجود التقية التي وجدت لحماية معتقدات وأرواح الشيعة .. أما إذا رفعت التقية فسيقع القتل العام في أهل السنة كما هو حاصل لأهل السنة في العراق ..

ولو ألقينا نظرة تاريخية فالدولة العباسية دولة سنية .. ولحسن نية أهل السنة عين الخليفة العباسي وزيراً شيعيا وهو الخواجة نصير الدين الطوسي الشيعي .. فغدر هذا النصير الطوسي بالخلافة وتحالف مع التتار .. فوقعت مجزرة بغداد التي راح ضحيتها مئات الآلاف من المسلمين بسبب خيانة هذا الشيعي .. فهل بكى الشيعة على هؤلاء القتلى أم باركوا عمل نصيرهم الطوسي؟


يقول علامتهم المتتبع -كما وصفوه- الميرزا محمد باقر الموسوي الخونسري الأصبهاني في روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات (1/300 – 301 منشورات مكتبة إسماعيليان قم إيران) في ترجمة هذا المجرم ما نصه:

"هو المحقق المتكلم الحكيم المتبحر الجليل … ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزار للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان بن تولي جنكيز خان من عظماء سلاطين التاتارية وأتراك المغول ومجيئه في موكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد لإرشاد العباد وإصلاح البلاد وقطع دابر سلسلة البغي والفساد وإخماد دائرة الجور والإلباس بإبداد دائرة ملك بني العباس وإيقاع القتل العام من أتباع اولئك الطغاة إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار فانهار بها في ماء دجلة ومنها إلى نار جهنم دار البوار ومحل الأشقياء والأشرار".


والخميني أيضاً يبارك عمل الطوسي ويعتبره نصراً للإسلام:


يقول الخميني في كتابه المعروف بالحكومة الإسلامية (ص: 142 ط4) ما نصه:

"وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحداً منا بالدخول في ركب السلاطين فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله".

أقول: فلاحظ كيف أن مجزرة بغداد التي دبرها النصير الطوسي هي نصرة للإسلام والمسلمين.

وهؤلاء الذين يدخلون في سلك سلاطين أهل السنة لا يتورعون عن قتل أهل السنة إن سنحت لهم الفرصة كما فعل علي بن يقطين هذا عندما هدم السجن على خمسمائة من السنة فقتلهم.


نقل لنا هذه الحادثة العالم الشيعي الذي وصفوه بالكامل الباذل صدر الحكماء ورئيس العلماء نعمة الله الجزائري في كتابه المعروف الأنوار النعمانية (2/308 طبع تبريز إيران) وإليك القصة بنصها قال:

"وفي الروايات أن علي بن يقطين وهو وزير الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين .. وكان من خواص الشيعة فأمر غلمانه وهدوا سقف الحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل تقريبا .. فأراد الخلاص من تبعات دمائهم فأرسل إلى الإمام مولانا الكاظم فكتب عليه السلام إليه جواب كتابه .. بأنك لو كنت تقدمت إلي قبل قتلهم لما كان عليك شيء من دمائهم .. وحيث أنك لم تتقدم إلي فكفر عن كل رجل قتلته منهم بتيس والتيس خير منه!!!


ونقل هذه الرواية أيضاً محسن المعلم في كتابه (النصب والنواصب) ص622ط. دار الهادي – بيروت ليستدل هذا المجرم على جواز قتل أهل السنة أي النواصب في نظره.


ويقول الدكتور الهندي المسلم محمد يوسف النجرامي في كتابه الشيعة في الميزان (ص7 طبع مصر):

"إن الحروب الصليبية التي قام بها الصليبيون ضد الأمة الإسلامية ليست إلا حلقة من الحلقات المدبرة التي دبرها الشيعة ضد الإسلام والمسلمين كما يذكر ابن الاثير وغيره من المؤرخين .. وإقامة الدولة الفاطمية في مصر ومحاولاتها تشويه صور السنيين وإنزالها العقاب على كل شخص ينكر معتقدات الشيعة .. وقتل الملك النادر في دلهي من قبل الحاكم الشيعي آصف خان على رؤوس الأشهاد وإراقة دماء السنيين في ملتان من قبل الوالي أبي الفتح داود الشيعي .. ومذبحة جماعية للسنيين في مدينة لكناؤ الهند وضواحيها من قبل أمراء الشيعة على أساس عدم تمسكهم بمعتقدات الشيعة بشأن سب الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم .. وارتكاب المير صادق جريمة الخيانة والغدر في حق السلطان تيبو وطعن المير جعفر وراء ظهر الأمير سراج الدولة..".


ويقول الدكتور محمد يوسف النجرامي في كتابه المذكور أيضاً (نفس الصفحة) :

"إن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها حكومة الإمام الخميني ضد أمة السنة والجماعة فإنها ليست غريبة عليهم حيث إن التاريخ يشهد بأن الشيعة كانوا وراء تلك النكسات والنكبات التي تعرضت لها الأمة الإسلامية على مر التاريخ".


وعندما كتب عنهم عبد المنعم النمر تعرض لتهديد ووعيد منهم وقد ذكر هذا في كتابه "الشيعة المهدي الدروز تاريخ ووثائق" (ص 10ط الثانية 1988م).

إن الشيعة يكنون البغض والعداء والكراهية لأهل السنة ولكنهم لا يجاهرون بهذا العداء بناء على عقيدة التقية الخبيثة بمجاملتهم لأهل السنة وإظهار المودة الزائفة، وهذا جعل أهل السنة لا يفطنون إلى موقف الشيعة الحقيقي ..


وفي هذا يقول الدكتور عبد المنعم النمر في كتابه المؤامرة على الكعبة من القرامطة إلى الخميني (ص118 طبع مكتبة التراث الإسلامي القاهرة):

"ولكننا نحن العرب السنيين لا نفطن إلى هذا .. بل ظننا أن السنين الطويلة قد تكفلت مع الإسلام بمحوه وإزالته .. فلم يخطر لنا على بال فشاركنا الإيرانيين فرحهم واعتقدنا أن الخميني سيتجاوز أو ينسى مثلنا كل هذه المسائل التاريخية ويؤدي دوره كزعيم إسلامي لأمة إسلامية يقود الصحوة الإسلامية منها وذلك لصالح الإسلام والمسلمين جميعاً لا فرق بين فارسي وعربي ولا بين شيعي وسني .. ولكن اظهرت الأحداث بعد ذلك أننا كنا غارقين في أحلام وردية أو في بحر آمالنا مما لا يزال بعض شبابنا ورجالنا غارقين فيها حتى الآن برغم الاحداث المزعجة".


هذا وقد نشرت مجلة روز اليوسف في عددها 3409 بتاريخ 11/10/93 تحقيقها عن الشيعة في مصر نقتطف منه هذا الخبر:

"ولإزالة الحاجز النفسي بينهم وبين الأجهزة الأمنية عرض الشيعة في مصر في منشوراتهم عرضا غريبا وطريفا .. حيث طلبوا من الجهات الأمنية استخدام الورقة الشيعية في مواجهة تيار الجهاد والجماعات المتطرفة .. لأن الشيعة حسب قولهم هم الأقدر على كشف التيارات السلفية وتعريتها وفي فضح فتاوى ابن تيمية حسب قولهم أيضاً التي يستخدمها المترطفون في القتل ونشر الفوضى والاضطراب..".


والآن أتدري أخي المسلم ماذا يفعل الشيعي بمن يخالفه عندما يتولى مركزاً في دولة ليست لهم اليد الطولي فيها؟!

نترك الإجابة لشيخ طائفتهم ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي في كتابه الفقهي المعتمد عندهم المعروف بـ (النهاية في مجرد الفقه والفتاوى ص302 ط2 دار الكتاب بيروت 1400هـ) حيث قال ما نصه:

"ومن تولى ولاية من قبل ظالم في إقامة حد أو تنفيذ حكم .. فليعتقد أنه متول لذلك من جهة سلطان الحق فليقم به على ما تقتضيه شريعة الإيمان ومهما تمكن من إقامة حد على مخالف له فليقمه فإنه من اعظم الجهاد".

هذا هو موقفهم العدائي من المخالف الذي ثبت لنا من الطوسي في كتابيه الاستبصار وتهذيب الاحكام وغيره من علمائهم أنه السني.

هذا الموقف هو في حالة توليهم مركزاً من المراكز في دولة غير شيعية فما بالك بموقفهم في ظل دولة يحكمها مثل هذا الطوسي وأضرابه ؟‍




إباحة أموال أهل السنة :


وأما إباحة أموال أهل السنة فإضافة إلى ما قرأت نذكر لك ما رووه عن ابي عبد الله أنه قال:

"خذ مال الناصب حيث ما وجدته وادفع إلينا الخمس"

أخرج هذه الرواية شيخ طائفتهم أبو جعفر الطوسي في تهذيب الأحكام (4/122) والفيض الكاشاني في الوافي (6/43 ط دار الكتب الإسلامية بطهران)

ونقل هذا الخبر شيخهم الدرازي البحراني في المحاسن النفسانية (ص167) ووصفه أنه مستفيض.


وبمضمون هذا الخبر أفتى مرجعهم الكبير روح الله الخميني في تحرير الوسيلة (1/352) بقوله:

"والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه".

ونقل هذه الرواية أيضاً محسن المعلم في كتابه (النصب والنواصب) – دار الهادي – بيروت – ص615
يستدل فيها على جواز أخذ مال أهل السنة لأنهم نواصب في نظر هذا الضال.


إن أسلوب الغش والسرقة والنصب والاحتيال وغيرها من الوسائل المحرمة جائز عند الخميني مع اهل السنة بدليل قوله: (وبأي نحو كان).

وبعض المساكين من أهل السنة ذهبوا إلى الخميني في إيران لتقديم التهاني له والبعض الآخر قدم التعازي لأتباعه عند وفاته وهؤلاء المساكين وللأسف الشديد لا يقرؤون ما يكتبه الخميني ولا علم لهم بما يقصده من الناصب والنواصب ولا ترحمه على النصير الطوسي وتأييد ما ارتكبه من خيانة بحق الإسلام والمسلمين في بغداد .. فهذا مما يجهله هؤلاء فهم يتسابقون إلى الجهل فالفائز فيهم أكثرهم جهلا ولا حول ولا قوة إلا بالله.

نعم إنهم مساكين ولم يعلموا أن إباحة دم ومال السني الناصب في معتقدهم هو ما أجمعت عليه طائفتهم يقول فقيههم ومحدثهم الشيخ يوسف البحراني في كتابه المعروف والمعتمد عند الشيعة الحدائق الناضرة في احكام العترة الطاهرة )(12/323-324) ما نصه:

"إن إطلاق المسلم على الناصب وأنه لا يجوز أخذ ماله من حيث الإسلام خلاف ما عليه الطائفة المحقة سلفا وخلفا من الحكم بكفر الناصب ونجاسته وجواز أخذ ماله بل قتله".


ويقول نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية جـ 2/307:

"يجوز قتلهم (أي النواصب) واستباحة أموالهم".


ويقول يوسف البحراني في الحدائق الناضرة (10/360:

"وإلى هذا القول ذهب أبو الصلاح، وابن إدريس، وسلار، وهو الحق الظاهر بل الصريح من الأخبار لاستفاضتها وتكاثرها بكفر المخالف ونصبه وشركه وحل ماله ودمه كما بسطنا عليه الكلام بما لا يحوم حوله شبهة النقض والإبرام في كتاب الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب وما يترتب عليه من المطالب".

نسأل الله العلي العظيم ألا يسلطهم على رقاب المسلمين.

التقية عند الشيعة وعدم مجاهرتهم بمعتقداتهم


التقية عند الشيعة هي التظاهر بعكس الحقيقة .. وهي تبيح للشيعي خداع غيره .. فبناء على هذه التقية ينكر الشيعي ظاهراً ما يعتقده باطناً .. وتبيح له أن يتظاهر باعتقاد ما ينكره باطناً

.. ولذلك تجد الشيعة ينكرون كثيراً من معتقداتهم أمام أهل السنة مثل القول بتحريف القرآن وسب الصحابة وتكفير وقذف المسلمين وإلى غير ذلك من المعتقدات التي سنبينها تباعاً إن شاء الله تعالى ..

وأحسن من عرف هذه العقيدة الخبيثة الشيخ محب الدين الخطيب – رحمه الله تعالى – بقوله:

"وأول موانع التجاوب الصادق بإخلاص بيننا وبينهم ما يسمونه التقية فإنها عقيدة دينية تبيح لهم التظاهر لنا بغير ما يبطنون، فينخدع سليم القلب منا بما يتظاهرون له به من رغبتهم في التفاهم والتقارب .. وهم لا يريدون ذلك ولا يرضون به، ولا يعملون له، إلا على أن يبقى من الطرف الواحد مع بقاء الطرف الآخر في عزلته لا يتزحزح عنها قيد شعرة". الخطوط العريضة ص 10.

*******************

يقول شيخهم ورئيس محدثيهم محمد بن علي بن الحسين الملقب بالصدوق في (رسالة الاعتقادات ص 104. مركز نشر الكتاب إيراني 1370هـ :

"واعتقادنا في التقية أنها واجبة من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة .. والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم فمن تركها قبل خروجه فقد خرج من دين الله وعن دين الإمامية وخالف الله ورسوله والأئمة".


وقد اهتم بها علماؤهم فنجد محمد بن الحسن بن الحر العاملي يعقد في موسوعاته الحديثية وسائل الشيعة (11/472) باباً بعنوان :

"باب وجوب الاعتناء والاهتمام بالتقية وقضاء حقوق الإخوان".

وعقد باباً في موسوعته المذكورة (11/470) بعنوان :

"باب وجوب عشرة العامة بالتقية".

وباباً بعنوان :

"وجوب طاعة السلطان للتقية" وسائل الشيعة (11/471).

ومثله شيخهم وآيتهم حسين البروجردي في جامع أحاديث الشيعة (14/504 وما بعدها ط إيران).


**********************

والروايات التي تحثهم على التقية كثيرة جداً منها :

ما رواه الكليني في الكافي – باب التقية – (2/219) عن معمر بن خلاد قال:

سألت أبا الحسن عن القيام للولاة فقال: قال أبو جعفر : "التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له".


وروى في الأصول من الكافي (2/217) عن أبي عبد الله أنه قال:

"يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شيء إلا في النبيذ والمسح على الخفين".


ويقول شيخهم محمد رضا المظفر في كتابه الدعائي عقائد الإمامية / فصل عقيدتنا في التقية:

وروي عن صادق آل البيت في الأثر الصحيح: "التقية ديني ودين آبائي ومن لا تقية له لا دين له".


وروى الكليني في الكافي (2/217) عن الصادق قال:

"سمعت أبي يقول: لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إليَّ من التقية، يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله،
يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله، يا حبيب إن الناس إنما هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا".


وروى (2/220) عن أبي يعبد الله قال: "التقية ترس الله بينه وبين خلقه".


وروى (2/218) عن أبي عبدي الله قال: "… أبى الله عز وجل لنا ولكم في دينه إلا التقية".

وروى (2/220) عن أبي عبد الله قال: "كان أبي يقول: أي شيء أقر لعيني من التقية إن التقية ?ُنة المؤمن".

وروى الكليني في الكافي (2/372) والفيض الكاشاني في الوافي (3/159 ط دار الكتب الإسلامية طهران) عن أبي عبد الله قال:

"من استفتح نهاره بإذاعة سرنا سلط عليه حر الحديد وضيق المجالس."


وفي الكافي (2/222) والرسائل للخميني (2/185) عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله :

"يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله".


وروى الحر العاملي في وسائل الشيعة (11/473) عن أمير المؤمنين قال:

"التقية من أفضل أعمال المؤمنين"


وفي وسائل الشيعة (11/474) عن علي بن الحسين قال:

يغفر الله للمؤمن كل ذنب ويطهره منه في الدنيا والآخرة ما خلا ذنبين: ترك التقية وتضييع حقوق الإخوان".


وفي جامع الأخبار لشيخهم تاج الدين محمد بن محمد الشعيري (? 95 المطبعة ط الحيدرية ومطبعتها في النجف) عن النبي :

"تارك التقية كتارك الصلاة". !!


وفي وسائل الشيعة (11/466) عن الصادق قال:

"ليس منا من لم يلزم التقية".


وفي جامع الأخبار (ص95) قال أبو عبد الله عليه الصلاة السلام :

"ليس من شيعة علي من لا يتقي".


أقول:

والشيعة حسب معتقدهم مطالبون بالتمسك بالتقية إلى قيام القائم أي إمامهم الثاني عشر الموهوم ومن تركها قبل قيام قائمهم فليس منهم ..

كما يرويه شيخهم ومحدثهم محمد بن الحسن الحر العاملي في كتاب إثبات الهداة (3/477 طبع المكتبة العلمية قم إيران) عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام في حديث عن التقية قال:

"من تركها قبل خروج قائمنا فليس منا"


وكما يرويه الشعيري في جامع الأخبار (ص95) عن الصادق قال:

"ومن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا".


ويقول آيتهم روح الله الموسوي الخميني في كتاب الرسائل (2/174):

"فتارة تكون التقية خوفاً وأخرى تكون مداراة .. والمراد بالمدارة أن يكون المطلوب فيها نفس شمل الكلمة ووحدتها بتحبيب المخالفين وجر مودتهم من غير خوف ضرر كما في التقية خوفاً وسيأتي التعرض لها وأيضاً قد تكون التقية مطلوبة لغيرها وقد تكون مطلوبة لذاتها وهي التي بمعنى الكتمان في مقابل الإذاعة على تأمل فيه".

أقول:

لاحظ مداهنة الرجل في قوله: "… بتحبيب المخالفين وجر مودتهم من غير خوف ضرر.

ولاحظ أنه يجيزها هنا من غير خوف ضرر فتأمل .. وإذا كان المخالفون أخوة له في الدين فلم استعمال التقية معهم؟


ويقول الخميني في الرسائل (2/175) :

"ومنها ما شرعت لأجل مداراة الناس وجلب محبتهم ومودتهم … ومنها التقسيم بحسب المتقي منه فتارة تكون التقية من الكفار وغير المعتقدين بالإسلام سواء كانوا من قبل السلاطين أو الرعية وأخرى تكون من سلاطين العامة وأمرائهم وثالثة من فقهائهم وقضاتهم ورابعة من عوامهم … ثم إن التقية من الكفار وغيرهم قد تكون في إتيان عمل موافقا للعامة كما لو فرض أن السلطان ألزم المسلمين بفتوى أبي حنيفة وقد تكون في غيره".


ويقول الخميني في الرسائل (2/196):

"وليعلم أن المستفاد من تلك الروايات صحة العمل الذي يؤتى به تقية سواء كانت التقية لاختلاف بيننا وبينهم في الحكم كما في المسح على الخفين والإفطار لدى السقوط أو في ثبوت الموضوع الخارجي كالوقوف بعرفات اليوم الثامن لأجل ثبوت الهلال عندهم".

لاحظ تلونه مع أهل السنة تلون الحرباء، لكي يلصق أتباعه بهم حتى لا ينكشف أمرهم، فبدلاً من حثهم وإرشادهم باعتبارنا أخوة له في الدين، راح الخميني يقسم التقية ويعلمهم أنواعها وكيفية العمل معنا تقية.


ثم يأتي الخميني فيكشف المكنون وهو أن التقية معنا لأجل المصالح ولا يشترط أن تكون خوفا على النفس.


يقول الخميني في كتاب الرسائل (2/201):

"ثم إنه لا يتوقف جواز هذه التقية بل وجوبها على الخوف على نفسه أو غيره بل الظاهر أو المصالح النوعية صارت سببا لإيجاب التقية من المخالفين فتجب التقية وكتمان السر لو كان مأمونا وغير خائف على نفسه".


ويقول الخميني في مصباح الهداية (ص154 ط الأولى مؤسسة الوفاء بيروت لبنان):

"إياك أيها الصديق الروحاني ثم إياك والله معينك في أولاك وأخراك أن تكشف هذه الأسرار لغير أهلها أولا تضنن على غير محلها فإن علم باطن الشريعة من النواميس الإلهية والأسرار الربوبية مطلوب ستره عن أيدي الأجانب وأنظارهم لكونه بعيد الغور عن جلى أفكارهم ودقيقها وإياك وأن تنظر نظر الفهم في هذه الأوراق إلا بعد الفحص الكامل عن كلمات المتألهين من أهل الذوق وتعلم المعارف عن أهلها من المشايخ العظام والعرفاء الكرام ?إلا فمجرد الرجوع إلى مثل هذه المعارف لا يزيد إلا خسراناً ولا ينتج إلا حرماناً".

وهذا وما قبله اعتراف صريح من الخميني بأن المذهب يقوم على التكتم والإخفاء والأسرار وكلها فروع مع التقية التي لولاها لصار المذهب في معرض الزوال والانقراض.


وكان علماؤهم يقومون برحلات إلى البلاد السنية حيث يظهرون التقية ويكذبون على أهل السنة بأن يتظاهروا بأنهم من أهل السنة وذلك للتجسس عليهم وتتبع أخطائهم وزلاتهم وكان من هؤلاء شيخهم محمد بن الحسين بن عبد الصمد المعروف بالشيخ البهائي المتوفي سنة 1031هـ الذي قال:

"كنت في الشام مظهراً أني على مذهب الشافعي .." ذكر تقيته وقصته هذه شيخهم محمد محمدي الأشتهاردي في كتابه (أجود المناظرات ص 188 ج1 1416هـ دار الثقلين لبنان).

فلاحظ أخي المسلم أن التقية التي بالغ أئمتهم فيها هي التقية الخبيثة المقيتة التي تحثهم على التحفظ عن إفشاء المذهب والكذب على أهل السنة.


خُلاصة القول :

إن التقية عند القوم (الرافضة) هي في مقام الصلاة .. من تركها كان كمن ترك الصلاة !!! .. وهذه التقية يتخفى وراءها الرافضة عن التصريح بالطعن في زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وفي القرآن قبل كل ذلك .. فتجدهم يُظهرون لأهل السنة أنهم لا يطعنون في القرآن ويؤمنون بكل ما فيه .. وأنهم لا يطعنون في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يُكفرون زوجتيه عائشة وحفصة رضي الله عنهما وعن أمهاتنا أمهات المؤمنين زوجات حبيبنا صلى الله عليه وسلم .. ويُظهرون لعامة أهل السنة الذي يُخدعون بهم أنهم لا يطعنون في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يُكفِّرونهم ..

بينما واقعهم أنهم يقولون بكل ذلك .. بل إن ذلك من أصل دينهم .. ومن لم يقل بذلك منهم فلا يعتبرونه شيعياً بل هو كافر ..
صلاة التقية لخداع أهل السنة


ينخدع البعض بصلاة الشيعة خلف أئمة أهل السنة ويظن هذا دليلاً على محبتهم وأخوتهم لأهل السنة وقد مر في فصل عقيدة الشيعة فيمن لا يقول بإمامة الاثنى عشر قول الخميني إن الإيمان لا يحصل إلا بواسطة ولاية علي وأوصيائه وأن معرفة الولاية شرط في قبول الأعمال حيث ذكر أن هذا من الأمور المسلمة عندهم فتعال واسمع ما يكشف لك المكنون.


بوب شيخهم ومحدثهم محمد بن الحسن الحر العاملي في موسوعته المعتمدة عند الشيعة (وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ج1 ص90) بابا بعنوان:

(بطلان العبادة بدون ولاية الأئمة عليهم السلام واعتقاد إمامتهم) وأدرج تحته تسعة عشر حديثا منها عن ابي جعفر وهو يخاطب شيعته:

"أما والله ما لله – عز ذكره – حاج غيركم ولا يقبل إلا منكم".


ثم قال الحر العاملي في وسائل الشيعة بعد الحديث التاسع عشر (1/96): "والأحاديث في ذلك كثيرة جدا"

ثم بوب بابا في وسائله (5/388) بعنوان:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الحمن الرحيم

 

فقد بوب الحر العاملي في وسائل الشيعة (5/388) بابا بعنوان:

 

"اشتراط كون إمام الجماعة مؤمنا مواليا للأئمة وعدم جواز الاقتداء بالمخالف في الاعتقادات الصحيحة الأصولية إلا تقية".

 

 

ثم بوب في وسائل الشيعة (5/383) بابا بعنوان:

 

"استحباب إيقاع الفريضة قبل المخالف وحضورها معه".

 

 

أقول :

 

يعني بذلك .. أن يُصلى الشيعي صلاة الفريضة قبل أن يُصليها أهل السنة .. وبعد ذلك يحضر الصلاة جماعة مع أهل السنة للتقية !!! ..

 

 

وكذلك بوب باباً في وسائل الشيعة (5/381) عنوانه:

 

"استحباب حضور الجماعة خلف من لا يقتدى به للتقية والقيام في الصف الأول معه".

 

 

وكذلك بوب البروجردي في جامع أحاديث الشيعة (6/410) بابا بعنوان:

 

"عدم جواز الصلاة خلف المخالف في الاعتقادات الصحيحة إلا للتقية فإنه يستحب لها حضور جماعتهم والقيام معهم في الصف الأول ..

 

 

وبوب أيضاً في جامع أحاديث الشيعة (6/418) بابا بعنوان:

 

"أنه يستحب للرجل أن يصلي الفريضة في وقتها ثم يصلي مع المخالف تقية إماماً كان أو مأموماً أو يجعلها نافلة أو يريهم أنه يصلي ولا يصلي !!!".

 

 

لذلك عندما سئل آيتهم العظمى أبو القاسم الخوئي كما في كتاب مسائل وردود (1/26? مهر قم) عن الصلاة مع جماعة المسلمين.

 

أجاب: "تصح إذا كانت تقية".

 

 

وعندما سئل آيتهم العظمى محمد رضا الموسوي الكلبيكاني كما في (إرشاد السائل ? 38? مكتبة الفقيه الكويت) عن الصلاة في مساجد المسلمين.

 

أجاب: "يجوز كل ذلك في حال التقية إذا كان الالتزام بترك الصلاة معهم أو في مساجدهم معرضا للفتنة والتباغض".

 

 

وسئل أيضاً في كتابه مجمع المسائل توزيع مكتبة العرفان – الكويت ج1 ص 194: هل يجوز الاقتداء بإمام جماعة سني أم لا؟

 

أجاب: (يجوز ذلك في حال التقية وثوابه عظيم).

 

 

وقال أيضاً في إرشاد السائل ص 39 ط مكتبة الفقيه – الكويت. حين سئل: (هل تجوز الصلاة خلف السني مأموماً بدون أن اقرأ لنفسي).

 

أجاب: "لا بأس بها مع الضرورة .. ومع عدم الضرورة تعاد الصلاة مع الامكان والله العالم".

 

 

وسئل علي الخامئني في كتابه (أجوبة الاستفتاءات) ص 178 ط دار الحق – بيروت: (هل تجوز الصلاة خلف أهل السنة جماعة)?

 

أجاب: (تجوز الصلاة جماعة خلفهم إذا كانت للمداراة معهم ) ..

 

 

ولكن أخي المسلم عندما نشر هذا الكتاب في الكويت عبر (دار النبأ للنشر والتوزيع) .. طبق الشيعة عقيدة التقية عندهم وغيروا عبارة (للمداراة معهم) إلى عبارة (للحفاظ على الوحدة الإسلامية) !!! .

 

 

وسئل آيتهم كاظم الحائري في كتابه الفتاوى المنتخبة (ج1 ص75) ط مكتبة الفقيه – الكويت: هل تجوز الصلاة خلف اخواننا السنة لغير تقية؟. وما حكم فتوى الإمام الخميني في موسم الحج بجواز الصلاة خلف السنة؟

 

أجاب: (لا يجوز، وقياسه بفتوى الإمام في موسم الحج قياس مع الفارق).

 

 

وقال أيضاً في المصدر السابق ص 81 عندما سئل: (هل عنوان الوحدة الإسلامية تعد مناطاً لجواز الصلاة خلف السني؟) ..

 

أجاب: (الوحدة تعد مناطاً لجواز الصلاة خلف السني، ولكن الاحوط إعادة الصلاة).

 

 

وسئل آيتهم العظمى محمد حسين فضل الله في "المسائل الفقهية ج1 ص107 دار الملاك):

 

هل يجوز الائتمام بالمخالف لنا في المذهب نظرا للاختلاف بعض أحكام الصلاة بيننا وبينه ?

 

أجاب: (يجوز ذلك بعنوان التقية…) .

 

 

وأيضاً الميرزا حسن الحائري الأحقاقي في كتباه أحكام الشيعة ج2 ص 341-342 تحت عنوان (في موارد الجماعة):

 

قال: يجب الحضور عند الضرورة والتقية في جماعة المخالفين والصلاة معهم ويكتفي بها.

 

وقال:

 

إذا تمكن (أي الشيعي) أن يصلي قبل الحضور والاقتداء بهم (أي أهل السنة) في منزله ثم يحضر الجماعة معهم، أو يعيد صلاته بعد الحضور معهم فعل.

 

وقال أيضاً:

 

يستحب في عدم الضرورة حضور جماعتهم (أي أهل السنة) والوقوف معهم في الصف الأول تقية ومتابعتهم ظاهراً ولكن يصلي بنفسه من غير اقتداء.

 

 

أخي المسلم:

 

لقد عرفت بعد هذه الفتاوي أن صلاة الشيعة خلف أهل السنة ما هي إلا مجرد خدعة .. فلقد اعترف بهذه الخدعة الداعية الشيعي محمد التيجاني حيث قال:

 

"فكانوا – يقصد الشيعة – كثيراً ما يصلون مع أهل السنة والجماعة تقية وينسحبون فور انقضاء الصلاة ولعل أكثرهم يعيد صلاته عند الرجوع إلى البيت) كل الحلول عند آل الرسول ص 160 دار المجتبى – بيروت.

 

 

وأيضاً فإن وضع اليد اليمنى على اليسرى والتأمين (قول آمين) بعد الفاتحة كما يفعل أهل السنة من مبطلات الصلاة عند الشيعة .. ولكن يمكن إجازتها في حالة التقية.

 

وقد أفتى بهذا :

 

1- روح الله الموسوي الخميني في تحرير الوسيلة (1/186?2-190) فإنه يرى أن وضع اليد اليمنى على اليسرى من مبطلات الصلاة ولكنه أجازها تقية.

2- آيتهم العظمى محمد رضا الكلبيكاني في مختصر الأحكام (ص68-69).

3- آيتهم العظمى سيد عبد الأعلى السبزواري في جامع الأحكام (ص92-93).

4- حسن الحائري الأحقاقي في أحكام الشيعة – ج2 ص325 – 1997م.

5- محمد حسين فضل الله في المسائل الفقهية ج1 ص92 ط الملاك – بيروت.

6- الميرزا علي الغروي في (موجز الفتاوى المستنبطة والعبادات) ص 181-دار المحجة البيضاء – بيروت).

7- علي السيستاني في المسائل المنتجة ص139 دار التوحيد – الكويت.

8- جواد التبريزي في المسائل المنتخبة ص 119-مكتبة الفقيه – الكويت.

9- أبو القاسم الخوئي (المسائل المنتخبة – مبطلات الصلاة).

 

 

 

 

 

 

 

أقول :

 

وبعد ما تقدم يتضح لنا كيف أن الشيعة لا يتورَّعون عن خداع أهل السنة حتى في الصلاة .. وتتضح من خلالها أيضاً حقيقة النظرة التي ينظرون بها إلى أهل السنة .. وأنهم (أهل السنة) من السوء عند الشيعة لدرجة أن الصلاة خلفهم باطلة ولا تجوز إلا للتقية .. وأنها يجب أن تُقضى بعد انتهاء الجماعة مع أهل السنة .. أو تُصلى قبل أن يُصليها أهل السنة جماعة ..

 

وهذا ينطبق بطبيعة الحال على الشيعة الذي يُصلَّون في الحرمين الشريفين .. فإنهم يُصلَّون مع جماعة المسلمين لمجرد التقية فقط .. ويخدعون بذلك الكثير من عامة المسلمين الذين لا يعرفون حقيقة القوم وخباياهم .. والله المستعان ..

 

صورة لأدعياء التقارب والوحدة .. فلينظروا إلى حقيقة القوم ومعتقداتهم ..

 

 

يتبع بمشيئة الله تعالى ..

-------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لعنهم موتى أهل السنة عند حضور جنائزهم

 

 

قال شيخهم محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد في كتاب (المقنعة ص 85 مؤسسة النشر الإسلامي قم إيران):

 

"ولا يجوز لأحد من أهل الإيمان أن يغسل مخالفا للحق في الولاية ولا يصلي عليه إلا أن تدعوه ضرورة إلى ذلك من جهة التقية فيغسله تغسيل أهل الخلاف ولا يترك معه جريدة وإذا صلى عليه لعنه ولم يدع له فيها".

 

 

ونقل كلامه هذا شيخ طائفتهم ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في تهذيب الأحكام (1/335 ط3 طهران) مقرا له على خبثه وحقده على من ليس على مذهبه وقال:

 

"فالوجه فيه أن المخالف لأهل الحق كافر فيجب أن يكون حكمه حكم الكافر إلا ما خرج بالدليل وإذا كان غسل الكافر لا يجوز فيجب أن يكون غسل المخالف أيضاً غير جائز وأما الصلاة عليه فيكون على حد ما كان يصلي النبي صلى لله عليه وسلم وآله والأئمة عليهم السلام على المنافقين وسنبين فيما بعد كيفية الصلاة على المخالفين إن شاء الله تعالى والذي يدل على أن غسل الكافر لا يجوز بإجماع الأمة لأنه لا خلاف بينهم في أن ذلك محظور في الشريعة".

 

 

واقتطف شيخهم محسن الحكيم في مستمسك العروة الوثقى (1/392) جزءا من كلام الطوسي هذا.

 

 

وروى الطوسي في تهذيب الأحكام (3/196) عن الحلبي عن أبي عبد الله قال:

 

لما مات عبد الله بن أبي سلول حضر النبي صلى لله عليه وآله جنازته فقال عمر لرسول الله: يا رسول الله ألم ينهك الله أن تقوم على قبره؟ فسكت فقال: يا رسول الله ألم ينهك الله أن تقوم على قبره؟ فقال له: ويلك وما يدريك ما قلت؟ إني قلت: اللهم احش جوفه ناراً واملأ قبره ناراً واصله ناراً فقال عبد الله : وُبدى من رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان يكره.

 

أقول :

 

وهذا اتهام من الرافضة للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه يعصي ما أمره الله به .. حيث قام على قبر من نهى الله عز وجل عن القيام على قبره .. كما وأن في هذا اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم بالنفاق والعياذ بالله وحاشاه صلى الله عليه وسلم .. حيث أنه كان يُظهر عكس ما يُبطن .. والله المستعان ..

 

 

وقد ادرج الحر العاملي هذه الرواية في وسائل الشيعة 2/770 تحت باب (كيفية الصلاة على المخالف وكراهة الفرار من جنازته إذا كان يظهر الإسلام).

 

 

وروى الطوسي في تهذيب الأحكام (3/197) وابن بابويه الصدوق !! في فقيه من لا يحضره الفقيه (1/105 ط5 دار الكتب الإسلامية طهران) والحر العاملي في وسائل الشيعة (2/771) :

 

عن أبي عبد الله أن رجلا من المنافقين مات فخرج الحسين بن علي يمشي معه فلقيه مولى له فقال له الحسين : أين تذهب يا فلان؟ قال: فقال له مولاه: افر من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليه فقال له الحسين : انظر أن تقوم على يميني فما تسمعني أن أقول فقل مثله فلما أن كبر عليه وليه قال الحسين : الله أكبر اللهم العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك وأصله حر نارك وأذقه أشد عذابك فإنه كان يتولى أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك" اللفظ للوسائل.

 

فائدة:

 

قال محمد بن الحسن الطوسي في التهذيب (3/316): "وأما ما يتضمن من الأربع تكبيرات محمول على التقية لأنه مذهب المخالفين..".

 

 

أقول:

 

ومن هذا يُفهم بأن المقصود بالمُخالفين هم أهل السنة .. حيث أنهم يكبرون أربع تكبيرات على الجنائز !!!

 

 

وبه يتضح ما جاء في الوسائل من باب الصلاة على المخالف أي السني حيث أدرج تحته الروايات التي أمامك وروى الحر العاملي في وسائل الشيعة (2/771) باب كيفية الصلاة على المخالف (السني) عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال:

 

"إن كان جاحداً للحق فقل: اللهم أملأ جوفه ناراً وقبره ناراً وسلط عليه الحيات والعقارب".

 

وذكر هذه الرواية شيخهم يوسف البحراني في الحدائق (10/414) ومحمد حسن النجفي في جواهر الكلام (12/48).

 

 

وروى شيخهم الصدوق في كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (1/105) عن ابي عبد الله قال:

 

"إذا صليت على عدو الله فقل: اللهم إنا لا نعلم إلا أنه عدو لك ولرسولك اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجل به إلى النار فإنه كان يوالي أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق عليه قبره فإذا رفع فقل! اللهم لا ترفعه ولا تزيكه" وذكرها الحر في وسائل الشيعة (2/77) باب كيفية الصلاة على المخالف وكذلك البحراني في الحدائق (10/414) والنجفي في الجواهر (12/49).

 

 

وقال يوسف البحراني بعد أن أورد هذه الرواية وغيرها في الحدائق (10/415):

 

"وهذه الروايات كلها كما ترى ظاهرة في المخالف من أهل السنة وحينئذ فيجب أن يقصر كل من هذه الأخبار والخبرين المتقدمين على مورده " ?

 

إن قول الإمام (إن كان جاحداً للحق) أي إن كان لا يعتقد بالأئمة الاثنى عشر وهو ركن من أركان الدين عندهم .. لذا قال شيخهم ابن بابوية الصدوق في الفقيه (1/101):

 

"والعلة التي من أجلها يكبر على الميت خمس تكبيرات أن الله تبارك وتعالى فرض على الناس خمس فرائض الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية".

 

 

والولاية كما قلنا هي عندهم إمامة الأئمة الاثنى عشر كما صرح بهذا الشيخ يوسف البحراني في الحدائق (10/359) بقوله:

 

"لا خلاف في وجوب الصلاة على المؤمن المعتقد لإمامة الاثني عشر عليهم السلام كما أنه لا خلاف ولا إشكال في عدم وجوب بل عدم جواز إلا للتقية على الخوارج والنواصب والغلاة والزيدية ونحوها ممن يعتقد خلاف ما علم من الدين ضرورة".

 

 

وقال في شرح الرسالة الصلاتية (ص328):

 

"وليعلم أن الدعاء بعد الرابع للميت إن كان مؤمنا وأما غير المؤمن فيدعوا عليه إن كان مخالفا للحق فيقول:

 

اللهم املأ جوفه نارا وقبره نارا وسلط عليه الحيات والعقارب كذا في صحيحه محمد بن مسلم وروى أيضاً غير ذلك".

 

 

ويقول في الحدائق (10/417):

 

"وبالجملة فإنك قد عرفت مما قدمنا ذكره في المطلب الأول أن المخالف لا يصلي عليه إلا أن تلجئ التقية إلى ذلك".

 

 

وينقل شيخهم أبو أحمد بن أحمد بن خلف آل عصفور البحراني في حاشيته على شرح الرسالة الصلاتية (هامش ص333) كلام علامتهم المفيد ثم يقول بعد ذلك:

 

"ووافقه الشيخ في التهذيب على ذلك حيث استدل له بأن المخالف لأهل الحق كافر فيجب أن يكون حكمه حكم الكفار إلى آخر كلامه ومنع أبو الصلاح من جواز الصلاة على المخالف إلا تقية ومنع ابن إدريس وجوب الصلاة إلا على المعتقد ومن كان بحكمه من المستضعف وابن الست سنين وكذلك يفهم من كلام سلار ومذهب السيد المرتضى في المخالفين واضح حيث حكم بكفرهم" ?. هـ.

 

وقوله (إلا على المعتقد) أي المعتقد بالأئمة الاثنى عشر.

 

 

ويقول الميرزا حسن الحائري الأحقافي في كتابه أحكام الشيعة ج1 ص186 ط مكتبة جعفر الصادق – الكويت – 1997:

 

"لا يجوز الصلاة على الكافر بجميع أقسامه كتابيا أو غيره وكذا على المخالف إلا لتقية أو ضرورة فيلعن عليه عقب التكبيرة الرابعة ولا يكبر للخامسة.

 

ويقول أيضاً في المصدر السابق ج1 ص187:

 

"يجب التكبير خمساً بينهن أربع دعوات إذا كانت الصلاة على المؤمن وإن كانت على المخالف أو المنافق يقتصر على أربع تكبيرات وبعد الرابعة يدعى عليه.

 

 

سبحان الله .. لم يسلم منهم لا الأحياء ولا الأموات ..

 

------------------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قولهم بتحريف القرآن الكريم

 

إن من أخطر ما يُمكن تصوره هو أن يُشكك أحد في القرآن الكريم الذي تعهد الله عز وجل بحفظه حيث قال : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) .. فكيف إذا كان هذا الأحد ممن ينتسب للإسلام !!! ..

 

 

** نعمة الله الجزائري **

 

قال الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية 2/357 ، 358 :

 

 

(( إن تسليم تواترها { القراءات السبع } عن الوحي الآلهي وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاما ومادة وإعرابا ، مع أن أصحابنا رضوان الله عليهم قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها (يقصد الروايات القائلة بالتحريف). نعم قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي وحكموا بأن ما بين دفتي المصحف هو القرآن المنزل لا غير ولم يقع فيه تحريف ولا تبديل)) .

 

(( والظاهر أن هذا القول (يعني قولهم بعدم تحريف القرآن) إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة منها سد باب الطعن عليها بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف لها )) .

 

وهذا الكلام من الجزائري يُوضِّح أن المُنكرين لتحريف القرآن لا يقولون ذلك عن عقيدة منهم بعدم تحريفه .. بل لأجل مصالح أخرى ..

 

 

ويمضي نعمة الله الجزائري فيقرر أن أيادي الصحابة امتدت إلى القرآن وحرفته وحذفت منه الآيات التي تدل على فضل الأئمة فيقول 1/97:

 

((ولا تعجب من كثرة الأخبار الموضوعة ( يقصد الاحاديث التي تروى مناقب وفضائل الصحابة رضوان الله عليهم ) فإنهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم قد غيروا وبدلوا في الدين ما هو أعظم من هذا .. كتغييرهم القرآن وتحريف كلماته وحذف ما فيه من مدائح آل الرسول والأئمة الطاهرين وفضائح المنافقين وإظهار مساويهم كما سيأتي بيانه في نور القرآن (المقصود بنور القرآن هو فصل في كتاب الانوار النعمانية لكن هذا الفصل حذف من الكتاب في طبعات متأخرة لخطورته) .

 

 

ويعزف الجزائري على النغمة المشهورة عند الشيعة بأن القرآن لم يجمعه كما أنزل إلا علي رضوان الله عليه وأن القرآن الصحيح عند المهدي وأن الصحابة ما صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم إلا لتغيير دينه وتحريف القرآن .. انظر 2/360،361،362 ..

 

 

وقال أيضا في ج 2/363 :

 

فإن قلت كيف جاز القراءة في هذا القرآن مع مالحقه من التغيير ، قلت قد روي في الآخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين عليه السلام فيقرى ويعمل بأحكامه ( هذا جواب العالم الجزائري لكل سني اوشيعي يسأل لماذا يقرأ الشيعه القرآن مع انه محرف).

 

 

 

** الفيض الكاشاني **

 

وممن صرح بالتحريف من علمائهم : مفسرهم الكبير الفيض الكاشاني (المتوفى 1091 هـ) صاحب تفسير " الصافي ".

 

قال في مقدمة تفسيره معللا تسمية كتابه بهذا الأسم : (( وبالحري أن يسمى هذا التفسير بالصافي لصفائه عن كدورات آراء العامة والممل والمحير ( تفسير الصافي - منشورات مكتبة الصدر - طهران - ايران ج1 ص13 ))) .

 

وقد مهد لكتابه هذا باثنتي عشرة مقدمة ، خصص المقدمة السادسة لإثبات تحريف القرآن . وعنون لهذه المقدمة بقوله :

 

( المقدمة السادسة في نبذ ما جاء في جمع القرآن ، وتحريفه وزيادته ونقصه ، وتأويل ذلك (تفسير الصافي 40)) .

 

 

وبعد أن ذكر الروايات التي استدل بها على تحريف القرآن ، والتي نقلها من أوثق المصادر المعتمدة عندهم ، خرج بالنتيجة التالية فقال :

 

(( والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه ماهو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مغير محرف ، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام ، في كثير من المواضع ، ومنها لفظة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة ، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ، ومنها غير ذلك ، وأنه ليس أيضا على الترتبيب المرضي عند الله ، وعند رسول صلى الله عليه وآله وسلم (تفسير الصافي 1/49 منشورات الاعلمي ـ بيروت ، ومنشورات الصدر - طهران )) .

 

 

ثم ذكر بعد هذا أن القول بالتحريف اعتقاد كبار مشايخ الإمامية قال :

 

(( وأما اعتقاد مشايخنا رضي الله عنهم في ذلك فالظاهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن ، لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ، ولم يتعرض لقدح فيها ، مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه، وكذلك أستاذه علي بن إبراهيم القمي ـ رضي الله عنه ـ فإن تفسيره مملوء منه ، وله غلو فيه ، وكذلك الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي رضي الله عنه فإنه أيضا نسج على منوالهما في كتاب الإحتجاج (تفسير الصافي 1/52 منشورات الاعلمي ـ بيروت ، ومنشورات الصدر - طهران )) .

 

 

 

** أبو منصور أحمد بن منصور الطبرسي ( المتوفي سنة 620هـ ) **

 

روى الطبرسي في الاحتجاج عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال:

 

(( لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع علي عليه السلام القرآن ، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر وقال : ياعلي اردده فلا حاجة لنا فيه ، فأخذه عليه السلام وانصرف ، ثم أحضروا زيد بن ثابت ـ وكان قارئا للقرآن ـ فقال له عمر : إن عليا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار ، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ، ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكا للمهاجرين والأنصار . فأجابه زيد إلى ذلك .. فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم (الاحتجاج للطبرسي منشورات الأعلمي - بيروت - ص 155 ج1)) .

 

ويزعم الطبرسي أن الله تعالى عندما ذكر قصص الجرائم في القرآن صرح بأسماء مرتكبيها ، لكن الصحابة حذفوا هذه الأسماء ، فبقيت القصص مكناة . يقول :

 

(( إن الكناية عن أسماء أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ، ليست من فعله تعالى ، وإنها من فعل المغيرين والمبدلين الذين جعلوا القرآن عضين ، واعتاضوا الدنيا من الدين .. (المصدر السابق 1/249)) .

 

ولم يكتف الطبرسي بتحريف ألفاظ القرآن ، بل أخذ يؤول معانيه تبعا لهوى نفسه ، فزعم أن في القرآن الكريم رموزا فيها فضائح المنافقين ، وهذه الرموز لايعلم معانيها إلا الأئمة من آل البيت ، ولو علمها الصحابة لأسقطوها مع ما أسقطوا منه ..( المصدر السابق 1/253).

 

هذه هي عقيدة الطبرسي في القرآن ، وما أظهره لا يعد شيئا مما أخفاه في نفسه ، وذلك تمسكا بمبدأ ( التقية ) يقول :

 

(( ولو شرحت لك كلما أسقط وحرف وبدل ، مما يجري هذا المجرى لطال ، وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ، ومثالب الأعداء(المصدر السابق 1/254 )) .

 

ويقول في موضع آخر محذرا الشيعة من الإفصاح عن التقية :

 

(( وليس يسوغ مع عموم التقية التصريح بأسماء المبدلين ، ولا الزيادة في آياته على ما أثبتوه من تلقائهم في الكتاب، لما في ذلك من تقوية حجج أهل التعطيل ، والكفر ، والملل المنحرفة عن قبلتنا ، وإبطال هذا العلم الظاهر ، الذي قد استكان له الموافق والمخالف بوقوع الاصطلاح على الائتمار لهم والرضا بهم ، ولأن أهل الباطل في القديم والحديث أكثر عددا من أهل الحق ( المصدر السابق 1/249 )) .

 

 

** محمــد باقــــر المجلســـــي **

 

والمجلسي يرى أن أخبار التحريف متواترة ولا سبيل إلى إنكارها وروايات التحريف تسقط أخبار الإمامة المتواترة على حد زعمهم فيقول في كتابه (( مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول)) الجزء الثاني عشر ص 525 في معرض شرحه الحديث هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 

إن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم سبعة عشر ألف آية قال عن هذا الحديث (مرآة العقول للمجلسي ص 525 ح 12 دار الكتب الإسلامية ـ ايران ):

 

(( موثق ، وفي بعض النسخ عن هشام بن سالم موضع هارون بن سالم، فالخبر صحيح. ولا يخفي أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى ، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأسا ، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لايقصر عن أخبار الامامة فكيف يثبتونها بالخبر ؟ )) أى كيف يثبتون الإمامة بالخبر إذا طرحوا أخبار التحريف ؟

 

وأيضا يستبعد المجلسي أن تكون الآيات الزائدة تفسيراً ( المصدر السابق).

 

وأيضا بوب في كتابه بحار الأنوار بابا بعنوان (( باب التحريف في الآيات التي هي خلاف ما أنزل الله ( بحار الانوار ج 89 ص 66 - كتاب القرآن))

 

 

 

** الشيخ محمد بن محمد النعمان الملقب بالمفيد**

 

أما المفيد ـ الذي يعد من مؤسسي المذهب ـ فقد نقل إجماعهم على التحريف ومخالفتهم لسائر الفرق الإسلامية في هذه العقيدة .

 

قال في ( أوائل المقالات - ص 48 ـ 49 دار الكتاب الإسلامي ـ بيروت ) :

 

(( واتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الاموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة ، وإن كان بينهم في معنى الرجعة اختلاف ، واتفقوا على إطلاق لفظ البداء في وصف الله تعالى ، وإن كان ذلك من جهة السمع دون القياس ، واتفقوا أن أئمة الضلال (يقصد الصحابة) خالفوا في كثير من تأليف القرآن ، وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأجمعت المعتزلة ، والخوارج ، والزيديه والمرجئة ، وأصحاب الحديث على خلاف الإمامية في جميع ماعددناه )) .

 

وقال أيضا :

 

إن الاخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه الظالمين فيه من الحذف والنقصان (المصدر السابق ص 91).

 

 

 

** أبو الحسن العاملي **

 

قال في المقدمة الثانية لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص 36 (وهذا التفسير مقدمه لتفسير " البرهان " للبحراني ط دار الكتب العلمية - قم - ايران ) :

 

" اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها ، أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول صلى الله عليه وسلم شيء من التغييرات ، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات والآيات ، وأن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى ، ما جمعه علي عليه السلام وحفظه الى أن وصل الى ابنه الحسن عليه السلام ، وهكذا إلى أن وصل إلى القائم عليه السلام ، وهو اليوم عنده صلوات الله عليه .

 

وقد جعل ابو الحسن العاملي الفصل الرابع من المقدمة الثانية رداً على من انكر التحريف . وعنوانها هو :

 

" بيان خلاصة أقوال علمائنا في تغيير القرآن وعدمه وتزييف استدلال من انكر التغير حيث قال :

 

اعلم أن الذي يظهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن لأنه روى روايات كثيرة في هذا المعنى في كتاب الكافي الذي صرح في أوله بأنه كان يثق فيما رواه فيه ولم يتعرض لقدح فيها ولا ذكر معارض لها ، وكذلك شيخه على بن إبراهيم القمي فإن تفسيره مملوء منه وله غلو فيه ..

 

 

 

** سلطان محمد بن حيدر الخرساني **

 

قال في تفسير " بيان السعادة في مقامات العبادة " المجلد الأول ص19،20 - مؤسسة الاعلمي :

 

" اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه بحيث لا يكاد يقع شك في صدور بعضها منهم ..

 

ثم رد بعد ذلك على المُنكرين للتحريف ..

 

 

 

** العلامة الحجة السيد عدنان البحراني **

 

بعد أن ذكر الروايات التي تفيد التحريف في نظره قال في (مشارق الشموس الدريه منشورات المكتبه العدنانيه - البحرين ص 126) :

 

الأخبار التي لا تحصى كثيره وقد تجاوزت حد التواتر ولا في نقلها كثير فائدة بعد شيوع القول بالتحريف والتغيير بين الفريقين(يقصد أن أهل السنة يقولون بالتحريف أيضاً وهذا كذب) وكونه من المسلمات عند الصحابة والتابعين بل وإجماع الفرقة المحقة وكونه من ضروريات مذهبهم وبه تضافرت أخبارهم ((يعني أن الشيعة هي الفرقة المُحقة بقولها تحريف القرآن وهذا القول من ضروريات مذهبهم )) !!!.

 

 

 

**العلامة المحدث الشهير يوسف البحراني **

 

قال في (الدرر النجفية للعلامة المحدث يوسف البحراني مؤسسة آل البيت لاحياء التراث ص 298) بعد أن ذكر الأخبار الدالة على تحريف القرآن في نظره قال :

 

" لايخفى ما في هذه الأخبار من الدلالة الصريحة والمقالة الفصيحة على ما أخترناه ووضوح ما قلناه ولو تطرق الطعن إلى هذه الأخبار على كثرتها وانتشارها لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعة كلها (أي شريعة الشيعة) كما لا يخفى .. إذ الأصول واحدة وكذا الطرق والرواة والمشايخ والنقلة .. ولعمري إن القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج من حسن الظن بأئمة الجور(يعني الصحابة رضوان الله عليهم) وأنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى(يقصد القرآن الكريم) مع ظهور خيانتهم في الأمانة الأخرى(يعني إمامة علي رضي الله عنه) التي هي أشد ضررا على الدين ".

 

* لاحظ أخي المسلم ان هذا العالم الشيعي الكبير عندهم لايستطيع ان يطعن في الروايات التي تثبت التحريف في كتب الشيعة لان هذا الطعن يعتبره طعناً في شريعة مذهب الشيعة .

 

 

أكتفي بما بما تقدم من قول أكابر علماء الشيعة بوقوع التحريف في القرآن تجنباً للإطالة .. وحيث أن القائلين والمُقرِّين بالتحريف كثيرون جداً وأقوالهم مدوَّنة ومصرح بها .. فسأكتفي بذكر أسماء ما تبقى من أسماء أكابر علمائهم القائلين والمُقرِّين بالتحريف :

 

** النوري الطبرسي

 

** الثقة الجليل محمد بن الحسن الصفار

 

** محمد بن إبراهيم النعماني تلميذ الكليني صاحب كتاب (الغيبة) المشهور

 

** الثقة الجليل سعد بن عبد الله القمي في كتاب (ناسخ القرآن ومنسوخه)

 

** السيد علي بن أحمد الكوفي في كتاب (بدع المحدثة)

 

** الشيخ الجليل محمد بن مسعود العياشي (صاحب التفسير المشهور المعروف بتفسير العياشي)

 

** الشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي (صاحب التفسير المشهور المعروف بتفسير فرات)

 

** الثقة النقد محمد بن العباس الماهيار

 

** شيخ المتكلمين ومتقدم النوبختيين أبو سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت صاحب الكتب الكثيرة التي منها (كتاب التنبيه في الإمامة )

 

** وابن أخته الشيخ المتكلم ، الفيلسوف ، أبو محمد،حسن بن موسى ، صاحب التصانيف الجيدة ، منها : كتاب (الفرق والديانات).

 

** الشيخ الجليل أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت صاحب كتاب (الياقوت) الذي شرحه العلامة ووصفه في أوله بقوله (شيخنا الأقدم وإمامنا الأعظم) .

 

** إسحاق الكاتب الذي شاهد الحجة !! ..

 

** رئيس هذه الطائفة الشيخ الذي قيل ربما بعصمته ، أبو القاسم حسين بن روح بن أبي بحر النوبختي ، السفير الثالث بين الشيعة والحجة صلوات الله عليه .

 

** العالم الفاضل المتكلم حاجب بن الليث ابن السراج كذا وصفه في (رياض العلماء) .

 

** الشيخ الجليل الأقدم فضل بن شاذان في مواضع من كتاب (الإيضاح) .

 

** الشيخ الجليل محمد بن الحسن الشيباني صاحب تفسير (نهج البيان عن كشف معاني القرآن ) .

 

** العلامة المحقق الحاج ميرزا حبيب الله الهاشمي الخوئي

 

** الميثم البحراني

 

** السيد محسن الحكيم .

 

** السيد ابو القاسم الخوئي .

 

** روح الله الخميني .

 

** الحاج السيد محمود الحسيني الشاهدوري .

 

** الحاج السيد محمد كاظم شريعتمداري .

 

** العلامة السيد على تقي التقوى .

 

** محمد بن يعقوب الكليني .

 

** العالم الشيعي المقدس الأردبيلي .

 

** الحاج كريم الكرماني الملقب " بمرشد الأنام "

 

** المجتهد الهندي السيد دلدار علي الملقب " بآية الله في العالمين "

 

** ملا محمد تقي الكاشاني .

 

------------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

 

** الـــــبـــــداء **

من أصول الاثني عشرية القول البداء على الله سبحانه وتعالى حتى بالغوا في أمره، فقالوا:

 

"ما عبد الله بشيء مثل البداء" [أصول الكافي، كتاب التوحيد، باب البداء: 1/146، ابن بابويه/ التوحيد، باب البداء: ص332، بحار الأنوار، كتاب التوحيد، باب البداء: 4/107.]

 

و"ما عظم الله عز وجل بمثل البداء" [أصول الكافي: 1/146، التوحيد لابن بابويه ص333، بحار الأنوار: 4/107.]،

 

"ولو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما افتروا من الكلام فيه" [أصول الكافي: 1/148، التوحيد لابن بابويه: ص334، بحار الأنوار: 4/108.]،

 

« وما بعث الله نبيًا قط إلا بتحريم الخمر وأن يقر لله بالبداء" [أصول الكافي: 1/148، التوحيد لابن بابويه: ص334، بحار الأنوار: 4/108.].

 

 

إذا رجعت إلى اللغة العربية لتعرف معنى البداء تجد أن القاموس يقول:

 

بدا بدوًا وبدوًا وبداءة: ظهر.

 

وبدا له في الأمر بدوًا وبداء وبداة: نشأ له فيه رأي [القاموس المحيط، مادة: بدو (4/302).].

 

فالبداء في اللغة – كما ترى – له معنيان:

 

الأول: الظهور بعد الخفاء. تقول: بدا سور المدينة أي: ظهر.

 

والثاني: نشأة الراي الجديد. قال الفراء: بدا لي بداء أي: ظهر لي رأي آخر، وقال الجوهري: بدا له في الأمر بداء أي: نشأ له فيه رأي [الصحاح (6/2278)، ولسان العرب (14/66)، وانظر هذا المعنى في كتب الشيعة مثل: مجمع البحرين للطريحي: 1/45.].

 

وكلا المعنيين وردا في القرآن:

 

فمن الأول قوله تعالى: {وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ} [البقرة، آية: 284.].

 

ومن الثاني قوله: {ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} [يوسف، آية: 35.].

 

وواضح أن البداء بمعنييه يستلزم سبق الجهل وحدوث العلم وكلاهما محال على الله سبحانه. ونسبته إلى الله سبحانه من أعظم الكفر، فكيف تجعل الشيعة الاثنا عشرية هذا من أعظم العبادات، وتدعي أنه ما عظم الله عز وجل بمثل البداء؟! سبحانك هذا بهتان عظيم.

 

وهذا المعنى المنكر يوجد في كتب اليهود ، فقد جاء في التوراة التي حرفها اليهود وفق ما شاءت أهواؤهم نصوص صريحة تتضمن نسبة معنى البداء إلى الله سبحانه :

 

[جاء في التوراة: "فرأى الرب أنه كثر سوء الناس على الأرض. فندم الرب خلقه الإنسان على الأرض وتنكد بقلبه، وقال الرب: لأمحون الإنسان الذي خلقته عن وجه الأرض.." (سفر التكوين، الفصل السادس، فقرة: 5) ومثل هذا المعنى الباطل وما أشبه يتكرر في توراتهم (انظر: سفر الخروج، الفصل: 32 فقرة: 12، 14، وسفر قضاة، الفصل الثاني، فقرة: 18، وسفر صموئيل الأول، الفصل الخامس عشرة فقرة: 10، 34، وسفر صموئيل الثاني، الفصل: 24، فقرة: 16، وسفر أخبار الأيام الأول، الفصل: 21، فقرة: 1، وسفر أرميا، الفصل: 42، فقرة: 10، وسفر عاموس، الفصل: 7، فقرة: 3، وسفر يونان، الفصل: 3، فقرة: 10 وغيرها).

 

قد يسأل سائل :

 

ما غرض الشيعة الإمامية من هذه العقيدة ونشرها بين الناس ؟!

 

والجواب :

 

إن من عقيدة الشيعة الإمامية أن أئمتهم يعلمون الغيب، ويعلمون ما كان وما سيكون ، وأنهم لا يخفى عليهم شيء ! . فإذا أخبر أئمتهم بأمر مستقبل وجاء الأمر على خلاف ما قالوا .. فإما أن يكذبوا بالأمر الذي وقع وهذا محال لوقوعه بين الناس .. وإما أن يكذبوا أئمتهم وينسبوا الخطأ إليهم .. وهذا ينسف عقيدتهم التي أصلوها فيهم من علمهم للغيب .

 

فكان أن أحدثوا عقيدة البداء .. فإذا وقع الأمر على خلاف ما قاله الإمام قالوا: بد لله كذا ، أي أن الله قد غير أمره .

 

ولكن الشيعة الإمامية وقعت في شر أعمالها، فهي أرادت أن تنزه إمامها عن الخلف في الوعد وعن الكذب في الحديث، فاتهمت ربها من حيث تشعر أو لا تشعر بالجهل ! .

 

 

وتجد هذا المعنى في أخبار الاثني عشرية، فإنهم قد أشاعوا بين أتباعهم أن أئمتهم "يعلمون ما كان وما يكون ولا يخفى عليهم الشيء" [أصول الكافي، باب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء: 1/260.]. فإذا نسبوا إلى الأئمة أخبارًا لم تقع قالوا: هذا من باب البداء.

 

جاء في البحار في باب البداء "عن أبي حمزة الثمالي قال:

 

قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام: يا أبا حمزة إن حدثناك بأمر أنه يجيء من هاهنا فجاء من هاهنا، فإن الله يصنع ما يشاء، وإن حدثناك اليوم بحديث وحدثناك غدًا بخلافه فإن الله يمحو ما يشاء ويثبت" [بحار الأنوار: 4/119، تفسير العياشي: 2/217، البرهان: 2/299.].

 

وكان شيوخ الشّيعة يمنُّون أتباعهم بأنّ الأمر سيعود إليهم، والدّولة ستكون لهم، حتى إنّهم حدّدوا ذلك بسبعين سنة في رواية نسبوها لأبي جعفر، فلمّا مضت السّبعون ولم يتحقّق شيء من تلك الوعود اشتكى الأتباع من ذلك، فحاول مؤسّسو المذهب الخروج من هذا المأزق بالقول بأنّه قد بدا لله سبحانه ما اقتضى تغيير هذا الوعد [انظر: تفسير العياشي: 2/218، الغيبة للطّوسي: ص263، بحار الأنوار: 4/214.].

 

وكانت روايات الشّيعة في حياة جعفر الصّادق تتحدّث بأخبار تنسبها لجعفر أنّ الإمامة ستكون بعد موته لابنه إسماعيل، ولكن وقع ما لم يكن بالحسبان، إذ مات إسماعيل قبل موت أبيه فكانت قاصمة الظّهر لهم، وحدث أكبر انشقاق باق إلى اليوم في المذهب الشّيعي، وهو خروج طائفة كبيرة منهم ثبتت على القول بإمامة إسماعيل وهم الإسماعيليّة، رغم أنّهم فزعوا إلى عقيدة البداء لمعالجة هذه المعضلة فنسبوا روايات لجعفر تقول:

 

"ما بدا لله بداء كما بدا له في إسماعيل ابني.. إذ اخترمه قبلي ليعلم بذلك أنّه ليس بإمام بعدي" [التّوحيد لابن بابويه: ص336، وانظر مثل هذا المعنى في أصول الكافي 1/327.].

 

واستجاب لهذا التّأويل طائفة الاثني عشريّة الذين قالوا بإمامة موسى دون إسماعيل.

 

ومؤسسو التشيع يدعون في الأئمة أنهم يعلمون الحوادث الماضية والمستقبلة والآجال والأرزاق.. إلخ. ولكن الأتباع وسائر الناس لا يرون فيهم شيئًا من هذه الدعاوى، والأئمة لا يخبرون الناس بشيء من ذلك، لأنهم لا يملكون ذلك أصلاً ولا يدعونه في أنفسهم فلم يجد مؤسسو التشيع تعليلاً يبررون به هذا العجز إلا عقيدة البداء .. فنقلوا عنهم أنهم يمتنعون عن الإخبار بالغيب ولا يُحدِّثون بالمستقبل مخافة أن يبدو لله تعالى فيغيره [زعموا – مثلاً – أن علي بن الحسين قال: لولا البداء لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة. (تفسير العياشي: 2/215، بحار الأنوار: 4/118).].

 

وزعموا أن الأئمة يعطون علم "الآجال والأرزاق والبلايا والأعراض والأمراض ويشترط (لهم) فيه البداء" [تفسير القمي: 2/290، بحار الأنوار: 4/101.]. وهذه حيلة أخرى منهم ليستروا بها كذبهم إذا أخبروا خلاف الواقع.

 

وقد أمر الشيعة بمقتضى هذه العقيدة بالتسليم بالتناقض والاختلاف والكذب، ففي رواية طويلة في تفسير القمي تخبر عن نهاية دولة بني العباس، قال فيها إمامهم:

 

"إذا حدثناكم بشيء فكان كما نقول فقولوا: صدق الله ورسوله، وإن كان بخلاف ذلك فقولوا: صدق الله ورسوله تؤجروا مرتين.." [تفسير القمي: 1/310-311، بحار الأنوار: 4/99.].

 

ثمة أمر لابد من الإشارة إليه :

 

وهو أن بعض علماء الشيعة الإمامية قد يوهم الناس بأن البداء كالنسخ الذي أخبر الله عنه في كتابه أو أنه هو .. والأمر ليس كذلك، فالنسخ ليس هو ظهور أمر جديد لله ، بل الله عالم بالأمر المنسوخ والأمر الناسخ ، ولكن الله يأمر بأمر في وقت من الأوقات يناسب الحال وقت ذاك ، ثم ينسخه بأمر معلوم عنده في الأزل . أما البداء فهو أن الله يظهر له أمر جديد لم يكن يعلمه في السابق، وبين النسخ والبداء كما بين السماء والأرض، وأين هذا من هذا ؟ .

 

-------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

** عقيدة الطينة **

 

 

عقيدة الطينة من العقائد التي تواصى أرباب العلم في البيت الشيعي على كتمانها وإخفائها على عوامهم، لأنهم يخشون من عاقبة وبالها عليهم . والشيعي لو اطلع على هذه العقيدة لـ ( تعمد أفعال الكفار لحصول اللذة الدنيوية، ولعلمه بأن وبالها الأخروي إنما هو على غيره ) [الأنوار النعمانية : 1/295] .

 

وملخص هذه العقيدة :

 

((أنّ الشّيعي خلق من طينة خاصّة والسّنّي خلق من طينة أخرى، وجرى المزج بين الطينتين بوجه معين، فما في الشّيعي من معاصٍ وجرائم هو من تأثّره بطينة السّنّيّ، وما في السّنّيّ من صلاح وأمانة هو بسبب تأثّره بطينة الشّيعي، فإذا كان يوم القيامة فإنّ سيّئات وموبقات الشّيعة تُوضع على أهل السّنّة، وحسنات أهل السّنّة تُعطى للشّيعة.))

 

ولم يوافق على هذه العقيدة بعض عقلاء الشيعة المتقدمين، وأنكروها وقالوا ما وجد في كتب الشيعة من أخبارها، إنما هي أخبار آحاد تخالف الكتاب والسنة والإجماع فيجب ردها [انظر: الأنوار النعمانية : 1/293] .

 

لكن هذه الأخبار تكاثرت على مر الزمن حتى قال شيخهم نعمة الله الجزائري (ت1112ه‍):

 

"إنّ أصحابنا قد رووا هذه الأخبار بالأسانيد المتكثّرة في الأصول وغيرها، فلم يبق مجال في إنكارها، والحكم عليها بأنّها أخبار آحاد، بل صارت أخبارًا مستفيضة، بل متواترة" [الأنوار النّعمانيّة: 1/293.]، قال هذا في الرد على من أنكرها من شيوخهم السابقين.

 

 

وهذه العقيدة مذكورة في أهم كتب الشيعة .. فقد بوب الكليني في كافيه بقوله : باب طينة المؤمن وطينة الكافر .. وأدرج تحته سبعة أحاديث [انظر : أصول الكافي : 2/2-6].

 

وعقد المجلسي في بحار الأنوار باباً وعنونه بـ : باب الطينة والميثاق .. وأدرج تحته سبعة وستين حديثاً [بحار الأنوار : 5/225-276] .

 

ولذلك فإن منكر هذه العقيدة من الشيعة الإمامية إما مكذب بكتب شيعته أو متقي ، فهما أمران أحلاهما مر ! .

 

بقي أن يقال ما سبب ظهور هذه العقيدة ؟!

 

والجواب:

 

أن كثرة الشكاوي من بعض الشيعة الإمامية لما يجدونه من الموبقات التي يرتكبها كثير من الشيعة، وفي المقابل كثرة الأعمال الصالحة والحسنات التي يعملها أهل السنة، أوجد لديهم شكوك حيال شيعتهم ، فكان منهم أن أحدثوا القول بالطينة لأجل تسكين ما في قلوبهم من شك وحيرة ! .

 

ويتضح الأمر بالرواية التالية :

 

يقول أسحاق القمي لأبي جعفر :

 

(جعلت فداك أرى المؤمن الموحد [أي الشيعي] الذي يقول بقولي، ويدين الله بولايتكم ، وليس بيني وبينه خلاف، يشرب السكر، ويزني،ويلوط، وآتيه في حاجة واحدة فأصيبه معبس الوجه، كالح اللون، ثقيلاً في حاجتي ، بطيئاً فيها، وقد أرى الناصب المخالف لما أنا عليه، ويعرفني بذلك [أي يعرف أنني شيعي]، فآتيه في حاجة، فأصيبه طلق الوجه، حسن البشر، متسرعاً في قضاء حاجتي، فرحاً بها، يحب قضاءها، كثير الصلاة، كثير الصوم، كثير الصدقة، يؤدي الزكاة، ويُستودع فيؤدي الأمانة ) [علل الشرائع لابن بابويه : ص 489-490، وبحار الأنوار: 5/246-247] .

 

يقول (إمامهم): "يا إسحاق (راوي الخبر) ليس تدرون من أين أوتيتم؟ قلت: لا والله، جعلت فداك إلا أن تخبرني..

 

فقال: يا إسحاق، إن الله – عز وجل – لما كان متفردًا بالوحدانية ابتدأ الأشياء لا من شيء، فأجرى الماء العذب على أرض طيبة طاهرة سبعة أيام مع لياليها، ثم نضب [أي نشح ماؤه ونشف. (بحار الأنوار: 5/230/ هامش3).] الماء عنها فقبض قبضة من صفاوة ذلك الطين وهي طينتنا أهل البيت ، فلو أن طينة شيعتنا تركت كما تركت طينتنا لما زنى أحد منهم، وسرق، ولا لاط، ولا شرب المسكر ولا اكتسب شيئًا مما ذكرت، ولكن الله – عز وجل – أجرى الماء المالح على أرض ملعونة من حمأ مسنون [الحمأ: الطين الأسود والمتغير، والمسنون: المنتن. (بحار الأنوار: 5/247، هامش2).]، وهي طينة خبال [الخبال: الفساد، النقصان، (بحار الأنوار: 5/247، هامش رقم3).]، وهي طينة أعدائنا، فلو أن الله – عز وجل – ترك طينتهم كما أخذها لم تروها في خلق الآدميين، ولم يقرّوا بالشهادتين، ولم يصوموا ولم يصلوا، ولم يزكوا، ولم يحجوا البيت، ولم تروا أحدًا منهم بحسن خلق، ولكن الله – تبارك وتعالى – جمع الطينتين – طينتكم وطينتهم – فخلطهما وعركهما عرك الأديم، ومزجهما بالماءين فما رأيت من أخيك من شر لفظ، أو زنا، أو شيء مما ذكرت من شرب مسكر أو غيره، ليس من جوهريته وليس من إيمانه، إنما هو بمسحة الناصب اجترح هذه السيئات التي ذكرت، وما رأيت من الناصب من حسن وجه وحسن خلق، أو صوم، أو صلاة، أو حج بيت، أو صدقة، أو معروف فليس من جوهريته، إنما تلك الأفاعيل من مسحة الإيمان اكتسبها وهو اكتساب مسحة الإيمان.

 

قلت: جعلت فداك فإذا كان يوم القيامة فَمَهْ؟

 

قال لي: يا إسحاق أيجمع الله الخير والشر في موضع واحد؟ إذا كان يوم القيامة نزع الله – عزّ وجلّ – مسحة الإيمان منهم فردّها إلى شيعتنا، ونزع مسحة النّاصب بجميع ما اكتسبوا من السّيّئات فردّها على أعدائنا، وعاد كلّ شيء إلى عنصره الأوّل.

 

قلت: جعلت فداك تُؤخذ حسناتهم فتردّ إلينا، وتُؤخذ سيّئاتنا فتردّ إليهم؟

 

قال: إي والله الذي لا إله إلا هو [علل الشّرائع: ص490-491، بحار الأنوار: 5/247-248.].

 

أقول :

 

عقيدة الطينة التي عند الشيعة مُخالفة لكتاب الله عز وجل والسنة النبوية المُطهرة .. فالله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه الكريم أن الإنسان لا يحمل وزر غيره :

 

 

قال تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام، آية: 164، فاطر، آية:18، والزّمر، آية:7.]،

 

وقال – عز وجل -: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: آية: 21.].

 

وقال – عز وجل -: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [الطّور: آية:21.]،

 

وقال – تعالى -: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة، الآيتان: 7، 8.]،

 

وقوله – سبحانه -: {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ} [غافر، آية: 17.] وغيرها كثير ..

 

 

بينما نجد عكس ذلك تماماً عند الشيعة كما هو واضح فيما تقدَّم ذكره ..

 

والسؤال الذي يطرح نفسه :

 

بأي القولين نأخذ ونُسلِّم .. بقول الله عز وجل .. أم بقول غيره ممن خالفه من البشر ؟؟!!

 

 

يتبع بمشيئة الله تعالى ..

 

----------------------------------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

 

** الـــــرجـــــعـــــة **

 

 

الرجعة عند الشيعة الإمامية تعني ، العودة بعد الموت . وهي من أصول المذهب الشيعي الاثني عشري ..

 

 

يقول ابن بابويه في الاعتقادات [ص90]:

 

(واعتقادنا في الرجعة أنها حق ) ..

 

 

وقال المفيد:

 

(واتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات )[أوائل المقالات: ص51] .

 

 

وقال الطبرسي والحر العاملي وغيرهما من شيوخ الشيعة:

 

بأنها موضع "إجماع الشيعة الإمامية [الطبرسي/ مجمع البيان: 5/252، الحر العاملي/ الإيقاظ من الهجعة: ص33، الحويزي/ نور الثقلين: 4/101، المجلسي/ بحار الأنوار: 53/123

 

 

وقد ذكر المجلسي أنهم أجمعوا على القول بها في جميع الأعصار.]، وأنها من ضروريات مذهبهم" [الإيقاظ من الهجعة: ص60.]..

 

وأنهم "مأمورون بالإقرار بالرجعة واعتقادها وتجديد الاعتراف بها في الأدعية والزيارات ويوم الجمعة وكل وقت كالإقرار بالتوحيد والنبوة والإمامة والقيامة" [الإيقاظ من الهجعة: ص64.].

 

 

ومعنى الرجعة:

 

الرجوع إلى الدنيا بعد الموت [القاموس: 3/28، مجمع البحرين: 4/334.].

 

 

وجنوح الشيعة الإمامية لتأصيل هذه العقيدة وبثها في نفوس الشيعة، هو من باب تصبير الشيعة وتثبيتهم على معتقدهم، لما يرون من حالات الضعف والمهانة التي لقوها من الناس عبر التاريخ، وهي تبعث الأمل لدى الشيعة الإمامية بأن هناك يوماً ما سينتقم فيه الشيعة الإمامية من أعدائهم،وتكون الغلبة لهم .

 

وفي باديء الأمر كان المعتقد في الرجعة هو عودة الإمام ورجعته وهذا ما ذهبت إليه السبئية والكيسانية، ولكن الاثني عشرية لم تقصره على الأئمة؛ بل جعلته عامة للإمام والناس .

 

وقد رصد الألوسي وأحمد أمين هذا التحول وحددوه بالقرن الثالث الهجري [روح المعاني: 20/27، ضحى الإسلام : 3/237] .

 

 

ولذلك قسم الشيعة الإمامية رجوع الناس بعد الموت إلى ثلاثة أصناف :

 

الأول :

 

رجوع المهدي أو خروجه من مخبئه، وكذلك رجوع الأئمة بعد موتهم .

 

الثاني:

 

رجوع خلفاء المسلمين الذين اغتصبوا الخلافة ! ، والاقتصاص منهم .

 

الثالث :

 

رجوع أصحاب الإيمان المحض (وهم الشيعة الإمامية ومن تابعهم ) ، ورجوع أصحاب الكفر المحض (وهم جميع من لم يؤمن بمذهبهم ، وعلى رأسهم أهل السنة بلا شك)، ويستثنى من ذلك المستضعفين (وهم النساء، والبله، ومن لم تتم عليه الحجة كأصحاب الفترة… وهؤلاء عند الشيعة الإمامية مرجون لأمر الله إما يعذبهم أو يتوب عليهم [انظر بحار الأنوار: 8/363، والاعتقادات للمجلسي ص 100]) .

 

والغرض من الرجعة هو انتقام الأئمة والشيعة من أعدائهم [انظر: الإيقاظ من الهجعة: ص58.] وهم سائر المسلمين من غير الشيعة ما عدا المستضعفين، ولذلك فإن سيوف الشيعة تقطر دمًا من كثرة القتل للمسلمين حتى قال أبو عبد الله:

 

"كأني بحمران بن أعين وميسر بن عبد العزيز يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة" [بحار الأنوار: 53/40، وعزاه إلى الاختصاص للمفيد.

 

ولا شك بأن تحديد موضع القتل العام بالمسجد الحرام يدل دلالة أكيدة أن المقصود بالقتل هم المسلمون، وأن هذا ما تحلم به الإمامية.. وهذا الخبر وأمثاله يعطينا – بغض النظر عن العنصر الخرافي فيه – صورة لتفكير تلك الزمر الشيعية التي وضعت تلك الروايات، وأهدافها ومخططاتها، فهي "إسقاطات" لرغبات مكبوتة، ونوازع مقهورة لفرقة تتربص بالأمة الدوائر.

 

 

وأما زمن الرجعة فمنهم من خصها بزمن قيام المهدي [انظر أوائل المقالات للمفيد ص95]، ومنهم من أبى ذلك وقال الرجعة غير الظهور، فالإمام الغائب حي وسيظهر، والرجوع غير الظهور . ومنهم من قال بأن مبدأ الرجعة يكون عند رجوع الحسين بن علي –رضي الله عنهما-، فـ :

 

(أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا، الحسين بن علي عليه السلام ) [بحار الأنوار: 53/39] .

 

وبعض الروايات حددت الرجعة بهدم الحجرة النبوية وإخراج جسد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .

 

ففي بحار الأنوار [53/104-105] أن منتظرهم يقول :

 

(وأجيء إلى يثرب، فأهدم الحجرة، وأخرج من بها وهما طريان (يعني أبا بكر وعمر رضي الله عنهما) ، فآمر بهما تجاه البقيع، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما، فتورقان من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشد من الأول، فينادي منادي الفتنة من السماء: ياسماء انبذي، ويا أرض خذي، فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلا مؤمن [أي شيعي]ثم يكون بعد ذلك الكرة والرجعة ) .

 

 

والأحداث التي تصاحب الرجعة كثيرة وغريبة وعجيبة :

 

ففي الرجعة يتحول صفوة الخلق وهم أنبياء الله ورسله إلى جند لعلي كما يقول هؤلاء الأفاكون حيث قالوا:

 

"لم يبعث الله نبيًا ولا رسولاً إلا رد جميعهم إلى الدنيا حتى يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين" [بحار الأنوار: 53/41.].

 

كما يحلم الشيعة بأن حياتهم في الرجعة ستكون في نعيم لا يخطر على البال حتى "يكون أكلهم وشربهم من الجنة [بحار الأنوار: 53/116.]..

 

ولا يسألون الله حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلى وتقضى لهم" [بحار الأنوار: 53/116.].

 

ويُخيَّر الشيعي وهو في قبره بين الرجعة أو الإقامة في القبر. ويقال له:

 

« يا هذا إنه قد ظهر صاحبك فإن تشأ أن تلحق به فالحق، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربك فأقم » [الغيبة للطوسي: ص276، بحار الأنوار: 53/92.].

 

 

وتنتهي الرجعة بالنسبة للشيعة بالقتل لمن مات من قبل، وبالموت لمن قتل، وهذه النهاية إحدى أغراض الرجعة فهم يقولون في أخبارهم:

 

"ليس أحد من المؤمنين قتل إلا سيرجع حتى يموت، ولا أحد من المؤمنين مات إلا سيرجع حتى يقتل" [تفسير القمي: 2/131، البرهان: 3/211، تفسير الصافي: 4/76، بحار الأنوار: 53/40، وانظر: ص39، 41، 53، 77، 137 من نفس الجزء، وانظر: رجال الكشي: ص407-408.].

 

 

وعقيدة الرجعة عند الإمامية هي – كما قال السويدي رحمه الله – خلاف ما علم من الدين بالضرورة من أنه لا حشر قبل يوم القيامة، وأن الله تعالى كلما توعد كافرًا أو ظالمًا إنما توعده بيوم القيامة [ولكن الشيعة تتوعد كل من سوى الشيعة بالرجعة.]، كما أنها خلاف الآيات والأحاديث المتواترة المصرحة بأنه لا رجوع إلى الدنيا قبل يوم القيامة [السويدي/ نقض عقائد الشيعة: ص1 (مخطوط).].

 

ففكرة الرجعة إلى الدنيا بعد الموت مخالفة صريحة لنص القرآن، وباطلة بدلالة آيات عديدة من كتاب الله سبحانه، قال تعالى:

 

{قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون، آية: 99-100.].

 

فقوله سبحانه: {وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} صريح في نفي الرجعة مطلقًا [مختصر التحفة: ص201.].

 

هذا وكانت عقيدة الرجعة سرًا من أسرار المذهب الشيعي، ولذلك قال أبو الحسين الخياط – أحد شيوخ المعتزلة [كان حيًا قبل سنة 300ه‍ (انظر: معجم المؤلفين: 5/223).] -:

 

"بأنهم قد تواصوا بكتمانها وألا يذكروها في مجالسهم ولا في كتبهم إلا فيما قد أسروه من الكتب ولم يظهروه" [الانتصار: ص97.].

 

وقد وجد في كتب الاثني عشرية ما أشار إليه الخياط من التواصي بكتمان أمر الرجعة، حيث روت بعض كتب الشيعة عن أبي جعفر قال:

 

"لا تقولوا الجبت والطاغوت [قال المجلسي: أي لا تسموا الملعونين بهذين الاسمين، أو لا تتعرضوا لهما بوجه. (بحار الأنوار: 53/40)، وهو يشير بهذا إلى خليفتي رسول الله وصهريه وحبيبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.]،

 

ولا تقولوا الرجعة، فإن قالوا لكم فإنكم قد كنتم تقولون ذلك فقولوا: أما اليوم فلا نقول" [بحار الأنوار: 53/39.].

 

وفي رواية أخرى ينسبونها للصادق قال :

 

"لا تقولوا الجبت والطاغوت وتقولوا الرجعة، فإن قالوا: قد كنتم تقولون؟ قولوا: الآن لا نقول، وهذا من باب التقية التي تعبد الله بها عباده في زمن الأوصياء" [بحار الأنوار: 53/115-116.].

 

هذه تعميمات سرية، تتبادلها الخلايا الشيعية، وحتى تعطيها صفة القطع والقوة، أسندتها لبعض علماء آل البيت، للتغرير بالأحداث والأعاجم وسائر الأتباع من الجهال.

 

 

 

** الــــظــــهــــور **

 

 

أي ظهور الأئمة بعد موتهم لبعض الناس ثم عودتهم لقبورهم، وهذه العقيدة غير رجعة الأئمة، وقد بوب لها المجلسي بعنوان :

 

"باب أنهم يظهرون بعد موتهم، ويظهر منهم الغرائب" [بحار الأنوار: 27/303-304، بصائر الدرجات: ص78.]..

 

فالأئمة يظهرون بعد موتهم، ويراهم بعض الناس، وهذا الظهور غير مرتبط بوقت معين كالرجعة بل هو خاضع لإرادة الأئمة، حتى نسبوا لأمير المؤمنين أنه قال:

 

"يموت من مات منا وليس بميت".

 

وتذكر أساطيرهم أن أبا الحسن الرضا كان يقابل أباه بعد موته، ويتلقى وصاياه وأقواله [بحار الأنوار: 27/303، بصائر الدرجات: ص78.].

 

ويزعم بعض الشيعة أنه دخل على أبي عبد الله فقال له (أي أبو عبد الله) :

 

تشتهي أن ترى أبا جعفر (بعد موته)؟ قال: "قلت: نعم، قال: قم فادخل البيت، فدخلت فإذا هو أبو جعفر" [بحار الأنوار: 27/303، بصائر الدرجات: ص78.]..

 

 

ويزعم آخر بأنه دخل على أبي الحسن فقال له:

 

أتحب أن ترى أبا عبد الله؟ يقول: فقلت: وددت والله، فقال: قم وادخل ذلك البيت، فدخلت البيت فإذا أبو عبد الله عليه السلام قاعد [بحار الأنوار: 27/303، بصائر الدرجات: ص78.].

 

 

"وقال أبو عبد الله – كما يفترون -:

 

أتى قوم من الشيعة الحسن بن علي عليه السلام بعد قتل أمير المؤمنين عليه السلام فسألوه فقال: تعرفون أمير المؤمنين إذا رأيتموه؟ قالوا: نعم، قال: فارفعوا الستر، فعرفوه [كذا في الأصل، وقد تكون "فرفعوه".] فإذا هم بأمير المؤمنين عليه السلام لا ينكرونه" [بحار الأنوار: 27/303،بصائر الدرجات: ص78.].

 

بل وتمتد عقيدتهم هذه لتدعي أيضًا أن الأموات من الأولين يظهرون لهم، جاء في بصائر الدرجات ".. عن عثمان بن عيسى عمّن أخبره!! عن عباية الأسدي قال:

 

دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام وعنده رجل رث الهيئة،وأمير المؤمنين عليه السلام مقبل عليه يكلمه، فلما قام الرجل قلت: أي أمير المؤمنين، من هذا الذي أشغلك عنا؟ قال: هذا وصي موسى عليه السلام" [بصائر الدرجات: ص81، بحار الأنوار: 27/305.].

 

 

وتزعم رواياتهم أن عليًا كان يذهب إلى مقبرة اليهود وأنه خاطب أهل القبور "فأجابوه من جوف القبور:

 

لبيك لبيك مطاع، فقال: كيف ترون العذاب؟ فقالوا: بعصياننا لك كهارون، فنحن ومن عصاك في العذاب.." [كنز الفوائد: ص82، بحار الأنوار: 27/306.].

 

 

كما تدعي رواياتهم بأن رسول الله ظهر بعد موته ليأمر أبا بكر بطاعة علي [انظر: بحار الأنوار: 27/ 304، بصائر الدرجات: ص78.].

 

وأن أبا بكر وعمر يظهران للأئمة في كل موسم حتى يرمونهما بالحجارة أثناء رمي الجمار [انظر: بحار الأنوار: 27/305-306، بصائر الدرجات: ص82.]..

 

 

ولهذا قام محمد الباقر – كما يفترون عليه – برمي خمسة أحجار في غير موضع الجمار ولما قيل له في ذلك قال:

 

"إذا كان كل موسم أخرجا الفاسقين الغاصبين [هكذا في المصدر المنقول عنه، وفي نسخة أخرى – كما أشار في الهامش – أخرجا الفاسقان الغاصبان. (انظر: بحار الأنوار: 27/305، تعليقه رقم (6).]، ثم يفرق بينهما ههنا لا يراهما إلا إمام عدل، فرميت الأول اثنتين والآخر ثلاثة، لأن الآخر أخبث من الأول" [بحار الأنوار: 27/305-306، بصائر الدرجات: ص82.].

 

هذه بعض أخبارهم في هذه "المقالة". وقد ذكر المجلسي بأنه "أورد أكثر أخبار هذا الباب في باب البرزخ، وباب كفر الثلاثة، وباب كفر معاوية، وأبواب معجزات أمير المؤمنين وسائل الأئمة عليهم السلام" [بحار الأنوار: 27/307.] فأخبارهم في شأن هذه الخرافة متكاثرة، وقد ذكر المجلسي أن هذا الظهور قد يكون في أجسادهم الأصلية، ثم قال:

 

"والإيمان الإجمالي في تلك الأمور كاف للمتدين المسلم لما ورد عنهم، ورد علم تفاصيلها إليهم صلوات الله عليهم" [بحار الأنوار: 27/307.].

 

الله المستعان ..

 

يتبع إن شاء الله تعالى ..

 

تحياتي ،،،

 

----------------------------------------------------------------------------------------------------------

المهدية والغيبة عند فرق الشيعة

 

 

فكرة الإيمان بالإمام الخفي أو الغائب توجد لدى معظم فرق الشيعة ، حيث تعتقد في إمامها بعد موته أنه لم يمت، وتقول بخلوده، واختفائه عن الناس، وعودته إلى الظهور في المستقبل مهديًا، ولا تختلف هذه الفرق إلا في تحديد الإمام الذي قدرت له العودة، كما تختلف في تحديد الأئمة وأعيانهم والتي يعتبر الإمام الغائب واحدًا منهم.

 

وتعتبر السبئية – كما يقول القمي، والنوبختي، والشهرستاني وغيرهم – أول فرقة قالت بالوقف على علي [أي لم تسق الإمامة لمن بعده.] وغيبته [القمي/ المقالات والفر: ص19-20، النوبختي/ فرق الشيعة: ص22، الشهرستاني/ الملل والنحل: 1/174.]..

 

حيث زعمت "أن عليًا لم يقتل ولم يمت، ولا يقتل ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، ويملأ الأرض عدلاً وقسطًا كما ملئت ظلمًا وجورًا" [المقالات والفرق: ص19، فرق الشيعة: ص22، مقالات الإسلاميين: 1/86.].

 

ولما بلغ عبد الله بن سبأ نعي علي بالمدائن قال للذي نعاه:

 

"كذبت، لو جئنا بدماغه في سبعين صرة، وأقمت على قتله سبعين عدلاً لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل، ولا يموت حتى يملك الأرض" [فرق الشيعة: ص23، المقالات والفرق: ص21.] وظلت تنتظر عودته من غيبته، ثم انتقلت هذه "الفكرة" من السبئية إلى بعض فرق الكيسانية كالكربية .. حيث قالت لما مات محمد بن الحنفية – وهو الذي تدعي أنه إمامها -: إنه حي لم يمت وهو في جبل رضوى بين مكة والمدينة عن يمينه أسد وعن يساره نمر موكلان به يحفظانه إلى أوان خروجه وقيامه [وقد تغنى شعراؤهم بذلك حتى قال شاعرهم (كثير عزة) :

 

ألا إن الأئمة من قريش ولاة الحق أربعة سواء

علي والثلاثة من بنيه هم الأسباط ليس بهم خفاء

فسبط سبط إيمان وبرّ وسبط غيبته كربلاء

وسبط لا يذوق الموت حتى يقود الخيل يقدمها اللواء

تغيب لا يرى عنا زمان برضوا عنده عسل وماء

 

(انظر: مسائل الإمامة ص26، مقالات الإسلاميين: 1/92-93، الفرق بين الفرق ص41) ..

 

وقد أوردت كتب المقالات أيضًا أشعارًا في هذا المعنى لشعراء آخرين (انظر: مسائل الإمامة ص26، 27، 28، 29)، وقد نظم البغدادي بعض الأبيات في الرد عليها (الفرق بين الفرق: ص41-43).]..

 

وقالوا: إنه المهدي المنتظر [مسائل الإمامة: ص26، فرق الشيعة: ص27، مقالات الإسلاميين: 1/92، الفرق بين الفرق: ص39، التبصير في الدين: ص18-19.].

 

وزعموا أنه سيغيب عنهم سبعين عامًا في جبل رضوى ثم يظهر فيقيم لهم الملك، ويقتل لهم الجبابرة من بني أمية [مسائل الإمامة: ص27.]..

 

فلما مضت سبعون سنة ولم ينالوا من أمانيهم شيئًا حاول بعض شعرائهم توطين أصحابه على هذه العقيدة، وأن يرضوا بالانتظار ولو غاب مهديهم مدة عمر نوح عليه السلام [يقول شاعرهم في ذلك:

 

لو غاب عنا عمر نوح أيقنت منا النفوس بأنه سيؤوب

إنـي لأرجـوه وآملـه كمـا قد كان يأمل يوسفًا يعقوب

 

(المصدر السابق: ص29).].

 

 

ثم شاع التوقف على الإمام وانتظار عودته مهديًا بعد ذلك بين فرق الشيعة.. فبعد وفاة كل إمام من آل البيت تظهر فرقة من أتباعه تدعي فيه هذه الدعوى.. وتنتظر عودته، وتختلف فيما بينها اختلافًا شديدًا في تحديد الإمام الذي وقفت عليه وقدرت له العودة – في زعمهم – ولذلك قال السمعاني: "ثم إنهم في انتظارهم الإمام الذي انتظروه مختلفون اختلافًا يلوح عليه حمق بليغ" [الأنساب: 1/345.].

 

وحتى بعض فرق الزيدية وهي الجارودية تاهت في وهم هذا الانتظار للإمام الذي قد مات، مع اختلاف فروع هذه الطائفة في تحديد الإمام المنتظر، كما نقل ذلك الأشعري [مقالات الإسلاميين: 1/141-142.] والبغدادي [الفرق بين الفرق: ص31-32.] والشهرستاني [الملل والنحل: 1/158-159.] وغيرهم [نشوان/ الحور العين: ص156.].

 

ولذلك فإنه لا صحة لما قاله بعضهم من أن الزيدية كلها تنكر هذا الاتجاه كما قاله أحمد أمين [ضحى الإسلام: 3/243.]، وأشار إليه جولد سيهر [العقيدة والشريعة: ص211.].

 

هذه عقيدة الغيبة عند فرق الشيعة، ارتبطت بأفراد من أهل البيت معروفين وجدوا في التاريخ فعلاً وعاشوا حياتهم كسائر الناس، فلما ماتوا ادعت فيهم هذه الفرق تلك الدعوى، حيث لم تصدق بموتهم، وزعمت أنهم غابوا، وسيعودون للظهور مرة أخرى.

 

أما هذه الفكرة عند الاثني عشرية فتختلف من حيث إنها ارتبطت عندهم "بشخصية خيالية" لا وجود لها عند أكثر فرق الشيعة المعاصرة لظهور هذه "الدعوى" وهي عند أصحابها شخصية رمزية [وتتداول الشيعة أخبارها بالرمز إليه بدون ذكر اسمها.]، لم يرها الناس، ولم يعرفوها، ولا يعلمون مكانها، غابت – كما يدعون – بعد ولادتها، ولم يظهر حملها، وأحيطت ولادتها بسياج من السرية والكتمان، بل إن عائلتها، ووكيلها وأقرب الناس إليها لم يعلموا بأمر هذا الحمل وذلك المولود، وكانوا له منكرين، بل لم يظهر للشيعة التي تدعيه إلا من خلال نواب يدعون الصلة به.

 

هذه الشخصية هي شخصية المهدي المنتظر عندهم، ويشكّل الإيمان بها عند الاثني عشريّة الأصل الذي ينبني عليه مذهبهم، والقاعدة التي تقوم عليها بنية التّشيّع عندهم؛ إذ بعد انتهاء وجود أئمّة الشّيعة بوفاة الحسن العسكري أصبح الإيمان بغيبة ابنه المزعوم هو المحور الذي تدور عليه عقائدهم، والأساس الذي يمسك بنيان الشّيعة من الانهيار.

ولكن كيف ومتى بدأت هذه الفكرة عند الاثني عشرية؟

 

---------------------------------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

نشأة فكرة الغيبة عند الشيعة الاثني عشرية وتطورها

 

حال الشيعة بعد وفاة الحسن العسكري:

 

لابد في الحديث عن النشأة أن نتناول حال الشيعة بعد وفاة الحسن لعلاقته الوثيقة بنشأة هذه الفكرة.

 

إذ بعد وفاة الحسن – إمامهم الحادي عشر – سنة (260ه‍) "لم ير له خلف، ولم يعرف له ولد ظاهر، فاقتسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمّه" [المقالات والفِرَق: ص102، فِرَق الشّيعة: ص96 (وفيها: "ولم ير له أثر").] كما تعترف بذلك كتب الشيعة نفسها.

 

وبسبب ذلك اضطرب أمر الشّيعة، وتفرّق جمعهم، لأنّهم أصبحوا بلا إمام، ولا دين عندهم بدون إمام، لأنّه هو الحجّة على أهل الأرض [أصول الكافي: 1/188.].

 

وحتى كتاب الله سبحانه ليس حجة عندهم إلا به – كما سلف -، وبالإمام بقاء الكون، إذ "لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت" [أصول الكافي: 1/179.]..

 

وهو أمان النّاس "ولو أنّ الإمام رفع من الأرض ساعة لَمَاجَتْ بأهلها كما يموج البحر بأهله" [أصول الكافي: 1/179.].

 

ولكن الإمام مات بلا عقب، وبقيت الأرض بلا إمام، ولم يحدث شيء من هذه الكوارث.. فتحيرت الشيعة واختلفت في أعظم أمر عندها وهو تعيين الإمام، فافترقت إلى أربع عشرة فرقة كما يقول النّوبختي [فِرَق الشّيعة: ص96، المفيد/ الفصول المختارة: ص258.].. أو خمس عشرة فرقة كما ينقل القمّي [المقالات والفِرَق: ص102.].. وهما من الاثني عشريّة. وممّن عاصر أحداث الاختلاف، إذ هما من القرن الثّالث، فمعلوماتهما مهمة في تصوير ما آل إليه أمر الشيعة بعد الحسن العسكري.

 

ومن بعدهما زادت الفرقة واتّسع الاختلاف، حيث يذكر المسعودي الشّيعي (المتوفّى سنة 346ه‍) ما بلغه اختلاف شيعة الحسن بعد وفاته، وأنّه وصل إلى عشرين فرقة [مروج الذّهب: 4/190، وانظر: الصّواعق المحرقة: ص168] فما بالك بما بعده !!

 

 

وقد ذهبت هذه الفرق مذاهب شتّى في أمر الإمامة، فمنهم من قال:

 

"إنّ الحسن بن علي حيّ لم يمت، وإنّما غاب وهو القائم، ولا يجوز أن يموت ولا ولد له ظاهر، لأنّ الأرض لا تخلو من إمام" [فرق الشّيعة: ص96، المقالات والفِرَق: ص106.]. فوقفت هذه الفِرقة على الحسن العسكري وقالت بمهديته وانتظاره كما هي العادة عند الشّيعة بعد وفاة كلّ إمام تدّعي إمامته ..

 

وذهبت فرقة أخرى إلى الإقرار بموته، ولكنّها زعمت أنّه حيّ بعد موته، ولكنّه غائب وسيظهر [فِرَق الشّيعة: ص97، المقالات والفِرَق: ص107.]..

 

بينما فِرَق أخرى حاولت أن تمضي بالإمامة من الحسن إلى أخيه جعفر [المقالات والفرق: ص110.]..

 

وأخرى أبطلت إمامة الحسن بموته عقيمًا [انظر: المقالات والفرق: ص109، فرق الشّيعة: ص 100-101.].

 

 

أما الاثنا عشريّة فقد ذهبت إلى الزّعم بأن للحسن العسكري ولدًا "كان قد أخفى (أي الحسن) مولده، وستر أمره لصعوبة الوقت وشدّة طلب السّلطان له.. فلم يظهر ولده في حياته، ولا عرفه الجمهور بعد وفاته" [المفيد/ الإرشاد: 1005آ+3.].

 

 

ويقابل ذلك اتجاه آخر يقول:

 

"إن الحسن بن علي قد صحت وفاته كما صحت وفاة آبائه بتواطؤ الأخبار التي لا يجوز تكذيب مثلها، وكثرة المشاهدين لموته، وتواتر ذلك عن الولي له والعدو، وهذا ما لا يجب الارتياب فيه، وصح بمثل هذه الأسباب أنه لا ولد له، فلما صح عندنا الوجهان ثبت أنه لا إمام بعد الحسن بن علي، وأن الإمامة انقطعت.. كما جاز أن تنقطع النبوة بعد محمد، فكذلك جائز أن تنقطع الإمامة، لأن الرسالة والنبوة أعظم خطرًا وأجل، والخلق إليها أحوج، والحجة بها ألزم، والعذر بها أقطع، لأن معها البراهين الظاهرة والأعلام الباهرة، فقد انقطعت، فكذلك يجوز أن تنقطع الإمامة" [المقالات والفرق: ص107-108، فرق الشيعة: ص105.].

 

 

وقطعت كذلك فرقة أخرى بموت الحسن بن علي وأنه لا خلف له، وقالت: إن الله سيبعث قائمًا من آل محمد ممن قد مضى، إن شاء بعث الحسن بن علي، وإن شاء بعث غيره، ونحن الآن في زمن فترة انقطعت فيه الإمامة [المقالات والفرق: ص108، وانظر: فرق الشيعة: ص105.].

 

وهكذا تضاربت أقوالهم، واختلفت اتجاهاتهم، وتفرقوا شيعًا وأحزابًا كل حزب بما لديهم فرحون.. وبلغت الحيرة في تلك الفترة أن اختار بعضهم التوقف وقال: "نحن لا ندري ما نقول في ذلك وقد اشتبه علينا الأمر.." [المقالات والفرق: ص115-116، وانظر: فرق الشيعة: ص108.].

 

هذه بعض ملامح الخلاف الذي دب بين الشيعة بعد وفاة الحسن.

 

يتبع بمشيئة الله تعالى

 

----------------------------------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

 

** الشيعة في ظل غيبة مهديهم **

 

 

في ظل الغيبة التي دانت بها الشيعة، وعاشت في حكمها منذ أكثر من ألف ومائة سنة أوقف شيوخ الشيعة – بحكم نيابتهم عن المنتظر – العمل بجملة من أحكام الدين، كما استحدثوا عقائد وأحكامًا لم يأذن بها الله سبحانه.

 

لقد أوقف الشيعة بسبب الغيبة للمنتظر إقامة صلاة الجمعة، كما منعوا إقامة إمام للمسلمين وقالوا: "الجمعة والحكومة لإمام المسلمين" [مفتاح الكرامة/ كتاب الصلاة: 2/69.] والإمام هو هذا المنتظر.

 

ولهذا فإن معظم الشيعة إلى اليوم لا يصلون الجمعة [يقول كاظم الكفائي – وهو من شيوخهم المعاصرين -: "في العراق الآن: الشيعة لا يصلون الجمعة إلا الشيخ الخالصي في المسجد الصفوي في الصحن الكاظمي (كتب هذا القول بخطه للدكتور علي السالوس، ونشره الأخير في كتابه فقه الشيعة ص264)..

 

وفي الكويت لا يقيم الجمعة إلا الشيخ إبراهيم جمال الدين مرجع الإخباريين هناك" (انظر: السالوس فقه الشيعة ص203).

 

 

وحينما سأل بعض أفراد الشيعة كبير شيوخهم وهو محسن الحكيم عن دليلهم في شرطية وجوب الإمام لصلاة الجمعة، كان جوابه بأن لا يسأل هذا السؤال، كما أن بعض شيوخهم يقول بوجوب صلاة الجمعة ولا يقيمها (انظر: محمد عبد الرضا الأسدي/ نص الكتاب ومتواتر الأخبار عن وجوب الجمعة في جميع الأعصار: ص24/27، 28).]..

 

حتى قال بعض المتأخرين: "إن الشيعة من زمان الأئمة كانوا تاركين للجمعة" [البهباني في تعليقه على المدارك، كما نقل ذلك عنه شيخهم الخالصي في كتابه الجمعة: ص131.].

 

 

قال الدكتور موسى الموسوي (شيعي) :

 

" إن الأكثرية من فقهاء الشيعة اجتهدوا أمام النص الصريح وقالوا بالخيار بين صلاة ظهر الجمعة، وأضافوا أن شرط إقامة الجمعة حضور الإمام الذي هو المهدي، ففي عصر غيبة الأئمة تسقط الجمعة من الوجوب العيني، ويكون للمسلمين الخيار في الإيتان بها أو بصلاة الظهر، وقالت فئة أخرى من فقهائنا بحرمة صلاة الجمعة في غيبة الإمام ويقوم مقامها صلاة الظهر.." انظر الشيعة والتصحيح (ص127).

 

 

كما أن الشيعة لا ترى بيعة شرعية إلا للقائم المنتظر، ولذلك فإنهم يجددون البيعة له كل يوم، ففي دعاء لهم يسمونه "دعاء العهد" وفيه: "اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا، وما عشت من أيامي عهدًا أو عقدًا أو بيعة له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبدًا" [عباس القمي/ مفتاح الجنان: ص538.].

 

وفي دعاء يومي آخر للغائب المنتظر يتضمن الإقرار له بالبيعة فيقول:

 

"اللهم هذه بيعة له في عنقي إلى يوم القيامة" [عباس القمي/ مفتاح الجنان: ص538.].

 

 

قال المجلسي:

 

".. ويصفق بيده اليمنى على اليسرى كتصفيق البيعة" [بحار الأنوار: 102/111، وانظر: مفتاح الجنان: ص538-539.].

 

 

كذلك منع الشيعة الجهاد مع ولي أمر المسلمين، لأنه لا جهاد إلا مع الإمام، فقد جاء في الكافي وغيره عن أبي عبد الله قال:

 

"القتال مع غير الإمام المفترض طاعته حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير" [فروع الكافي: 1/334، تهذيب الأحكام: 2/45، وسائل الشيعة: 11/32.].

 

والإمام المفترض الطاعة على المسلمين منذ سنة 260ه‍ إلى اليوم هو منتظرهم الغائب في السرداب. وما قبل سنة 260ه‍ هم بقية الأئمة الاثني عشر، فالجهاد مع أبي بكر وعمر وعثمان وبقية خلفاء المسلمين إلى اليوم هو حرام كحرمة الميتة والدم.!!!

 

وجنود الإسلام الذين يرابطون على الثغور، ويجاهدون في سبيل الله، ولا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والذين فتحوا بلاد الفرس وغيرها ما هم في اعتقاد الشيعة إلا قتلة، الويل لهم، يتعجلون مصيرهم.!!!

 

روى شيخهم الطوسي في التهذيب: ".. عن عبد الله بن سنان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك ما تقول في هؤلاء الذين يقتلون في هذه الثغور؟ قال: فقال: الويل يتعجلون قتلة في الدنيا، وقتلة في الآخرة، والله ما الشهيد إلا شيعتنا ولو ماتوا على فرشهم" [التهذيب: 2/42، وسائل الشيعة: 11/21.].

 

فأنت ترى أن الشيعة ترى أن جهاد المسلمين على مرور التاريخ جهاد باطل لا أجر فيه ولا ثواب، حتى يصفون المجاهدين المسلمين "بالقتلة" ويجردونهم من الأسماء التي شرفهم الله بها "كالمجاهد" و"الشهيد".

 

 

فهل يشك عاقل متجرد من الهوى والتعصب أن واضع هذا المبدأ عدو موتور، وزنديق حاقد.. يتربص بالأمة الدوائر ويبغي فيها الفشل، ولا يريد لها أن تبقى مجاهدة في سبيل الله، رافعة راية الله، ليحتفظ بدينه ودياره، وقد بلغ به التآمر لإشاعة هذا المبدأ أن نسبه لجعفر الصادق وغيره من أهل البيت حتى يجد الرواج بين الأتباع الجهلة من جانب، وحتى يسيء لأهل بيت رسول الله من جانب آخر.

 

 

كذلك صرح الشيعة أيضًا بمنع إقامة حدود الله سبحانه في دولة الإسلام بسبب غيبة إمامهم، لأن أمر الحدود موكول – كما يقولون – إلى الإمام المنصوص عليه، ولم ينص الله سبحانه – بزعمهم – إلا على اثني عشر إمامًا آخرهم قد غاب منذ منتصف القرن الثالث تقريبًا ولابد من انتظار عودته، حتى يقيم الحدود، إلا أنه بحكم التفويض الذي أجراه لشيوخ الشيعة بعد قرابة سبعين سنة من غيبته يحق للشيخ الشيعي فقط من دون سائر قضاة المسلمين أن يتولى إقامة الحدود، وإذا لم يوجد في قطر من أقطار الإسلام أحد من شيوخهم فلا يجوز إقامة الحدود، لأنه لا يتولاها إلا المنتظر أو نائبه من مراجع الشيعة وآياتهم.

 

 

روى شيخهم ابن بابويه وغيره: ".. عن حفص بن غياث قال:

 

سألت أبا عبد الله عليه السلام: من يقيم الحدود: السلطان أو القاضي؟ فقال: إقامة الحدود من إليه الحكم" [ابن بابويه/ من لا يحضره الفقيه: 4/51، تهذيب الأحكام: 10/155، وسائل الشيعة: 18/338.] – كذا -.

 

وقال المفيد:

 

"فأما إقامة الحدود فهو إلى سلطان الإسلام المنصوب من قبل الله، وهم أئمة الهدى من آل محمد عليهم السلام، ومن نصبوه لذلك من الأمراء والحكام، وقد فوضوا النظر فيه إلى فقهاء شيعتهم مع الإمكان" [المقنعة: ص

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ص130، وسائل الشيعة: 18/338.].

 

وتحذر روايات الشيعة من الرجوع إلى محاكم المسلمين وقضاتهم حتى تقول:

 

"من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى طاغوت، وما يحكم له فإنما يأخذ سحتًا، وإن كان حقه ثابتًا، لأنه أخذه بحكم الطاغوت" [فروع الكافي: 7/412، التهذيب: 6/218، وسائل الشيعة: 18/4.].

 

هذه جملة من شرائع الإسلام حرمتها الشيعة بسبب غيبة مهديهم، وأوقفت العمل بها حتى خروجه من غيبته.

 

-----------------------------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كما أنهم شرعوا لأنفسهم أحكامًا في فترة اختفاء هذا المنتظر لم يأذن بها الله سبحانه، ومن ذلك:

 

مسألة التقية والتي هي في الإسلام رخصة عارضة عند الضرورة جعلوها فرضًا لازمًا ودائمًا في فترة الغيبة لا يجوز الخروج عنها حتى يعود المنتظر الذي لن يعود أبدًا، لأنه لم يولد كما يؤكد ذلك المؤرخون، وأهل العلم بالأنساب، وفرق كثيرة من الشيعة نفسها، ومن ترك التقية قبل عودة المنتظر كان كمن ترك الصلاة (كما سبق إيضاح ذلك) ..

 

كذلك جعلوا الاستشهاد في سبيل الله يحصل بمجرد اعتناق التشيع، وانتظار عودة الغائب، لا في الجهاد في سبيل الله، فالشيعي شهيد ولو مات على فراشه.

 

 

قال إمامهم:

 

"إذا مات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيدًا، ومن أدرك قائمنا فقتل معه، كان له أجر شهيدين.." [بحار الأنوار: 52/123، وهو مروي في أمالي الطوسي (انظر: المصدر السابق: 52/122-123).].

 

 

وعقد شيخهم البحراني في المعالم الزلفى بابًا بعنوان:

 

"الباب 59 في أن شيعة آل محمد شهداء وإن ماتوا على فرشهم" [المعالم الزلفى في بيان أحوال النشأة الأولى والأخرى: ص101.] وأورد فيه جملة من أخبارهم.

 

ثم زادت مبالغاتهم – كالعادة – إلى أكثر من هذا القدر حتى روى ابن بابويه بسنده إلى علي بن الحسين قال:

 

"من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله عز وجل أجر ألف شهيد من شهداء بدر وأحد" [إكمال الدين: ص315، بحار الأنوار: 52/125.].

 

ومن أحكامهم فرضية البيعة للغائب المنتظر، حتى شرع عندهم تجديد البيعة مرات وكرات عبر الأدعية في الزيارات لمشاهد الأئمة – كما مر -، لأن "من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله جل وعز ظاهرًا [هذه الكلمة تؤكد أن إمامهم المختفي ليس بإمام، لأنه ليس بظاهر.] عادلاً أصبح ضالاً تائهًا، وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق" [أصول الكافي: 1/375.].

 

أما المبدأ الأكبر الذي اخترعوه في ظل الغيبة فهو مبدأ نيابة الفقيه الشيعي عن الغائب المنتظر.

 

وقد استحل الفقيه الشيعي باسم النيابة أمورًا كثيرة.

 

 

---------------------------------------------------------------------------------------------------

 

** أسباب القول بالغيبة **

 

 

لعل القارئ يعجب من ذلك الإصرار الشديد من الشيعة على القول بإمامة أحد من آل البيت لدرجة أنهم ينكرون موت من مات، أو يدعون أنه حي بعد موته، أو يخترعون ولدًا لمن لا عقب له، وقليل منهم ثاب إلى رشده لما انكشف له الغطاء بموت الإمام عقيمًا فترك التحزب والتشيع وقال بانقطاع الإمامة، ورجع إلى شئون حياته. ولعل هذه الفئة هي التي تتشيع عن صدق، فلما تبين لها الأمر، وسقط القناع رجعت.

 

إن أهم سبب لهذا الإصرار يتبين من خلال اختلاف هذه الفرق ونزاعها فيما بينها للدفاع عن رأيها والفوز بأكثر قدر من الأتباع، حيث إن كل طائفة تنادي بمهدي لها وتكذب الأخرى، ومن خلال تلك الخصومة تتسرب الحقيقة.

 

لنستمع – مثلاً – إلى ما ترويه الاثنا عشرية – التي تقول بالغيبة والوقف على الابن المزعوم للحسن للعسكري – في كشف حقيقة دعوى الطائفة الأخرى التي تقول بالغيبة والوقف على موسى الكاظم تقول:

 

"مات أبو إبراهيم (موسى الكاظم) وليس من قوامه [نوابه ووكلاؤه.] أحد إلا وعنده المال الكثير، وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته طمعًا في الأموال، كان عند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار.." [الغيبة للطّوسي: ص42-43.].

 

وجاء عندهم روايات أخر بهذا المعنى تكشف ما خفي.. وأن وراء دعوى غيبة الإمام وانتظار رجعته الرغبة في الاستئثار بالأموال، وأن هناك فئات منتفعة بدعوى التّشيّع تغرّر بالسّذّج، وتأخذ أموالهم باسم أنّهم نوّاب الإمام، فإذا ما توفّي الإمام أنكروا موته لتبقى الأموال في أيديهم، ويستمرّ دفع الأموال إليهم باسم خمس الإمام الغائب. [انظر: المصدر السابق: ص43 وما بعدها، ورجال الكشي/ الروايات رقم: 759، 871، 888، 893.]

 

وهكذا تدور عمليات النهب والسلب.. والضحية هم أولئك السذج المغفلون الذين يدفعون أموالهم إلى من زعموا أنهم نواب الإمام في بلدان العالم الإسلامي. والذين استمرأوا هذه الغنيمة الباردة فظلوا يذكون في النفوس محبة آل البيت، واستشعار ظلم آل البيت، والحديث عن محن آل البيت، والمطالبة بحق آل البيت.. ليفرقوا الأمة، ويتخذوا من تلك الأموال وسيلة لتغذية جمعياتهم السرية التي تعمل على تقويض كيان الدولة الإسلامية.

 

ولعل من أسباب القول بالمهدية والغيبة أيضًا تطلع الشيعة إلى قيام كيان سياسي لهم مستقل عن دولة الإسلام، وهذا ما نلمسه في اهتمامهم بمسألة الإمامة، ولما خابت آمالهم، وغلبوا على أمرهم وانقلبوا صاغرين هربوا من الواقع إلى الآمال والأحلام كمهرب نفسي ينقذون به أنفسهم من الإحباط وشيعتهم من اليأس، وأخذوا يبثون الرجاء والأمل في نفوس أصحابهم، ويمنونهم بأن الأمر سيكون في النهاية لهم. ولذلك فإن القول بالمهدية والغيبة ينشط دعاته بعد وفاة كل إمام لمواجهة عوامل اليأس وفقدان الأمل، بالإضافة إلى تحقيق المكاسب المادية.

 

كما أن التشيع كان مهوى قلوب أصحاب النحل والأهواء والمذاهب المتطرفة؛ لأنهم يجدون من خلاله الجو المناسب لتحقيق أهدافهم، والعودة إلى معتقداتهم.

 

فانضم إلى ركب التشيع أصناف من أصحاب هذه الاتجاهات الغالية.. وكان هذا «الخليط» يشطح "بالشيعة" نحو معتقداته الموروثة، ولا سيما بعد أن عزلت الشيعة نفسها عن أصول الأمة، وإجماعها.

 

ولهذا فإن مسألة المهدية والغيبة حسب الاعتقاد الشيعي لها جذورها في بعض الديانات والنحل، مما لا يستبعد معه أن لأتباع تلك الديانات دورًا في تأسيس هذه الفكرة في أذهان الشيعة.

 

ويميل بعض المستشرقين أنها ذات أصل يهودي، لأن اليهود يعتقدون بأن إيليا رفع إلى السماء وسيعود في آخر الزمان، ولذلك فإن إيليا هو – حسب رأيهم – النموذج الأول لأئمة الشيعة المختفين الغائبين [جولد سيهر/ العقيدة والشريعة: ص192.].

 

وهذا لا يكفي لإظهار الأثر اليهودي، لأن في الإسلام أن عيسى رفع إلى السماء وسيعود في آخر الزمان، فليست هذه الفكرة التي عرضوها غريبة على الأصول الإسلامية، ولكن لأن المستشرقين ينكرون مسألة المهدية أصلاً قالوا هذا القول. إنما يبرز إيضاح الأثر اليهودي أكثر من أوجه أخرى هي أن نظرية الغيبة ترجع في أصولها إلى ابن سبأ وهو حبر من أحبار اليهود.

 

كذلك ما صرح به بعض شعراء الشيعة من أن فكرة المهدية مستمدة من أخبار كعب الأحبار الذي كان على دين اليهودية قبل إسلامه، ويبدو ذلك بوضوح فيما قاله شاعر الكيسانية كثير عزة في ابن الحنفية:

 

هو المهدي خبرناه كعب أخو الأحبار في الحقب الخوالي [ديوان كثير عزة: 1/275.].

 

ويقول فان فلوتن:

 

"وأما نحن معاشر الغربيين فقد استرعت عقيدة المهدي المنتظر بوجه خاص أنظار المستشرقين منا" [السيادة العربية والإسرائيليات: ص110.].

 

ثم يربط هذه العقيدة بالإسرائيليات ويردها إلى أصول يهودية ونصرانية، لأنه يرى أنها تخل تحت نطاق التنبؤ ببعض الأشخاص والحوادث المعينة، وهو التنبؤ الذي أفاضت فيه كتب إسرائيلية لم تكن معروفة عند العرب في بادي الأمر، وإنما وصلت إليهم عن طريق اليهود والمسيحيين الذين اعتنقوا الإسلام [السيادة العربية والإسرائيليات: ص112.].

 

ويبدو أن ربطه هذه العقيدة باليهودية والنصرانية لمجرد أنها تدخل في نطاق الإخبار بالمغيبات الذي لا يعرفه العرب كما يقول هو ربط ضعيف، ذلك أن من معجزات رسول الإسلام العربي الهاشمي الإخبار ببعض المغيبات، لكن هؤلاء يحللون هذه المسائل وفق عقليتهم الكافرة، واتجاههم المنكر لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

 

ويُرجح في هذه المسألة أن عقيدة الاثني عشرية في المهدية والغيبة ترجع إلى أصول مجوسية، فالشّيعة أكثرهم من الفرس، والفرس من أديانهم المجوسيّة، والمجوس تدّعي أنّ لهم منتظرًا حيًّا باقيًا مهديًّا من ولد بشتاسف بن بهراسف يُقال له: أبشاوثن، وأنّه في حصن عظيم من [لعلها "بين".] خراسان والصّين [تثبيت دلائل النّبوّة: 1/179.].

 

وهذا مطابق لجوهر المذهب الاثني عشري ...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×