اذهبي الى المحتوى
مروة يحيى

:: عـــــــــــــاشق... تُرى من العاشق ومن المعشوق؟!! ::

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله...

 

 

عـــــــــــــاشق... تُرى من العاشق ومن المعشوق؟!!

 

 

قِصة (العاشِق) مِن البداية:

 

ولا يذكر هذا العاشق من طفولته الأولى إلا ذكريات مع أبيه وأمه وجدته وجيرانه، أما أبوه فهو شيخ القبيلة، وعمدة البلدة، متديّن معتزّ بدينه، حريص على الفرائض والنوافل، صارم في التزامه، قوي الشخصية بين عشيرته، يخافه هذا العاشق، ويحسب لغضبه ألف حساب، وربما استصحبه على صغره في المجالس ومجامع القبيلة، فيستمع صخبًا وضجيجًا لا يدري ما معناه .

 

وأما أمه فهو بِكرها، وهي تُدعى به وتعتزّ، وتحبه كل الحُب، وتنقُل أخباره، وتتحدث معه في مجالس النساء، أخذ منها حُبها للشِعر، وقدرتها على الحديث وإيراد القصص، وأمّا جدته لأبيه، فقد صاحبها مدة طويلة لكرمها وأناقتها، والعجيب فيها عقلُها الراجح، واهتمامُها بزيها وطهرها ونظافتها؛ فهي غاية في زكاء الرائحة والاهتمام بالمظهر. وأما الجيران فكبار وصغار ورجال ونساء، والكل له مع هذا العاشق حكاية طريفة، أو قصة نادرة.

 

وهذا العاشِق جريء مِن صُغره؛ ربما جَمَعَ الأطفالَ وهو في السادسة فخطبهم، وهو لا يعرف ما يقول!!

 

ويذكُر أنّه صفَّ أبناء قريته مِن أقرانه، وصلّى بهم على شاةٍ ماتت في القرية صلاة الجنازة بزعمه، ودعا لها بالرحمة، والأطفال خلفه يؤمّنون، فلمـّـا سمِع الكِبار بهذه الحادثة؛ صارت نكتة الموسم و مَزحة القرية.

 

وهو مشاغِب يحشر نفسه في كلِّ صغيرةٍ و كبيرة، فإذا رأى رجلاً أجنبيًا وقف وسأله عن اسمه، وماذا يريد، وإلى أين يذهب ؟! وكثيراً ما يجمع أبناء القرية ويعرُض معهم (عَرضـْـة القرية) بقصائد يحفظها، حتى إنه لمّا مات أحد رجال قريته واجتمع الناس بعد دفنه عند أهله المصابين في أبيهم ، ظنَّ أنه لابد مِن حفل طربٍ و لعب، فجمع الأطفال وأخذوا يرقصون و ينشدون فطرده أقاربه مِن البيت لأنه خالف المناسبة وعكس الأمور! وجوّ القرية يساعد على الحديث الجرأة وارتجال الكلمات؛ لوجود الشعراء وأصحاب الأخبار والحكايات القصص.

 

وفي ذاكرة هذا العاشق صور لا تُنسى وذكريات لا تُمحى مِن مشاهد القرية؛ فهي ساعات لكنها سنوات مِن الشوق والصبابات، لأن العمر نسبي للمحب، فكم مِن ليلة حب أقصر مِن دقيقة، وكم مِن يوم هجر أطول مِن سنة؛ فالزمن يخضع لنظرية النسبية التي ربما أخذها أنيشتاين مِن ابن زيدون حيث يقول:

 

إن يطُلْ بُعدك يا ليلى فكم *** بتُّ أشكو قِصر الليل معك!

 

وهذا العاشق إذا عاد بذاكرته إلى أيام الطفولة هدّه الشوق، وأضناه الحنين؛ حيث يذكر مِن أيام طفولته صورة الصباح المشرق الوضّاء يملأ القرية نورًا وبهجة؛ فيقع شعاع الشمس على السفوح الخضراء كما تقع المجوهرات على صدر الحسناء، ويذكر مشهد خرير ماء الساقية العذب الذي يصب في غدران القرية، كأن الفضة أذيبت في أحواض مِن البلور والمرمر، فلا تسمع إلا خرير الماء على الصخور الملساء، مع هفيف نسيم أرق مِن العافية، وأهنا مِن البُشرى.

 

ومشهد اليوم الممطر في القرية مشهد لا يُنسى؛ فالسماء ربما ابتسمت ابتسامة المغضب ببرقٍ يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار، مع دويّ انفجار الرعد وصخب هائل للصواعق، يسرع بعدها الناس إلى بيوتهم منتظرين الغيث المدرار. ومشهد حقول البُر تتمايل بالسنابل مع طلة الصباح كأنها في يوم عرس أو في مهرجان انتصار، ومشهد حقول الذرة بقاماتها الباسقة كأنهن غوان مترفات أو جوار منعّمات، ومشهد آلاف الطيور وآلاف الحشرات لها زغردة ووصوصة ووزوزة وهمسات ونغمات تملأ الفضاء بنشيد المحبة، وتعمر الجو بغناء السعادة، كل ذلك كان يغري هذا العاشق فتجده مسرعًا بين الحقول، متجولاً بين المزارع، يطارد عصفورًا، ويصيد حمامة، ويسعى وراء فراشة، ويتأمل نحلة، وينصت إلى هدهد، ويتعجّب مِن قُمري.

 

ومِن أين يأتي الهم والغم لهذا العاشق وهو لم يدخل بعد معركة الحياة؛ بل هو بين عيشة راضية، وأنس بأقران، ودلال مِن أهل، وفسحة في وقت، وجمال في طبيعة، فهو ما بين بيت أنس متديّن رضيّ، وحقل أخضر لعوب وتلّ مائس معشب وجبال تائهة فاتنة ورابية ساحرة خلابة وغدير صافٍ عذب وطيور مغردة وسواقٍ هائمة وبساتين ملتفة خضراء؟!

 

مِن أين يأتي الحزن لطفل ما سمع بإسرائيل، ولا بجبروت الاستعمار ولا بغلاء الأسعار ولا بالأمراض المزمنة ولا بثورة الخبز، ولا بمكائد الأعداء ولا بحروب المستبدّين؟! .. طفل أخذ مِن أبيه العصامية والمراجل والتدين، ومِن أمه الأمل وسعة الخاطر، ومِن قريته الشاعرية والعواطف الحية ، استفاد مِن بيئته دروسًا ما قرأها في جامعة، ولا تعلمها على أستاذ، أخذ مِن جبال قريته علو الهِمة، ومِن سهولها البساطة والتواضع، ومِن حقولها عذوبة الكلمة ومِن طيورها نظم الشِعر وصنع القافية، يتذكر هذا الطفل والديه وإخوانه وهُم يحفون بنار موقدة في قرية مطيرة، حيث تصنع القهوة والشاي ويخبز الخبز ويطبخ اللحم في حكايات سمر وقصص يتمنى – الآن – عودة ليلة واحدة مِن تلك الليالي ، بعدما نقلته الأيام إلى حياة الصخب والضجيج المشاغل.

 

وقد تعلم هذا الطفل في بيته قبل الدراسة سورًا مِن القرآن الكريم وبعض الأذكار، فكان يحضر مع والده الصلاة في المسجد ويسمع خطبة الجمعة دون أن يعي – كثيرًا – مضامينها، أنها خطبة مكتوبة قديمًا مكررة، وكان يسمع أهله وهُم يخبرون بقدوم العيد ، فيظن أنّ هذا العيد شخص قادم أو شيء غريب عجيب له جسم وهيأة!

 

 

هذا هو الشيخ عائض القرني

 

 

هذا هو العاشق... فتُرى من المعشوق؟!!

 

هو معشوق أهل الريادة، ومحبي التميز وشداة الإبداع،،

 

هذا المعشوق لا صدّ في محبته ولا هجر في القُرب منه،،

 

بل أُلفة دائمة، وصِلة مستمرة فصحبته توصلك منبر المجد،،

 

وتصعد بك في سلم الكمال، وتعرج بك في درجات التفوق.

 

 

هل تريدون أن تكملوا؟!!

http://almeshkat.net/books/open.php?cat=54&book=4188

تم تعديل بواسطة مروة يحيى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×