اذهبي الى المحتوى
~ أم العبادلة ~

أسئلة طفلك لا تهمليها

المشاركات التي تم ترشيحها

أسئلة طفلك لا تهمليها

 

أ. مروة يوسف عاشور

 

أطفالُنا هم فلذات أكبادنا، تلك الصفحات البيضاء النقيَّة الطاهرة، لا تعرف طريقًا للَّف والدوران، ولم تسلك سبيلاً للاحتيال والمداهنة.

 

ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحَيْن عن أبي هريرة: ((كلُّ مولودٍ يُولد على الفِطْرة، فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسَانه، كمثل البهيمة تنتج البهيمة، هل تحس فيها من جدعاء)).

 

فعندما يبدأ الطفلُ في الإدراك، وتصبو نفسُه الرقيقةُ إلى التطلُّع لما حوله من أحداث وكلمات وأفعال، ويكتشفُ بتطلُّعاته العالمَ حوله بمختلف أنماطه وغريب أشكاله، سيبدأ - ولا شكَّ - في الاستفسار، وإظهار العجب من بعض الأمور، وستبدأ سلسةٌ من الأسئلة الطويلة التي لا تكاد تنتهي.

 

في بداية الأمر يَسْعَدُ الأبوان كثيرًا بهذه الأسئلة، ويظهران للطفل اهتمامًا بالغًا وسعادة لا توصف، ثم لن تلبثَ في خضم مشاغل الحياة أن تتحولَ تلك السعادةُ وهذا التشجيعُ إلى تبرُّمٍ وضيقٍ وتأفُّفٍ من كثرة ثرثرته وكلماته التي لا تكاد تنتهي.

 

وشيئًا فشيئًا يتحوَّل التشجيعُ والفرحُ إلى ثورة من الغضب، تقذف حممها في وجه هذا المخلوق الصغير، فتحرق في نفسِه كلَّ شوقٍ، وتخمد في قلبه كلَّ لهفةٍ، فلا يجد المسكينُ مَن يلجأ إليه بعد هذا الانكسار إلا أن يتوجَّه إلى طفلٍ في مثل عُمره، أو إلى وسيلة من وسائل الإعلام غير الموثوقة، فيأخذ منها ما يشاء من معلومات مغلوطة، وأفكار مشبوهة، والأمر أخطر مما يتوقَّع الأبوان؛ فقد تكون العقيدةُ هي أول ما يتزعزع عنده، وقد تكون تلك الإجابة التي حصل عليها كافيةً للقضاء على دينه، أو تدمير أخلاقه!

 

ونحن نسمع ونواجه كثيرًا أسئلة غريبةً من أطفالنا، قد نفهم بعضها، ولكن بعضها لا نفهم منه شيئًا!

 

وكثيرًا ما تسارع بعضُ الأمهات والآباء أيضًا بالإجابة عن سؤال الطفل دون تفكيرٍ، وكما يظنون على قدر عُمره وإدراكه!

 

فهم متيقِّنون أنَّ هذا طفل صغير ولن يتفهَّم، وعلينا بالإجابة المختصرة، وإن كان بها من الأغلاط ما بها، فلن يهتمَّ الطفل، ولعلَّها تُصَحَّح فيما بعد، فالمهمُّ أن يسكتَ الآن!

 

قرأتُ ذات يوم عن طفلٍ ذهب إلى أُمِّه يسألها عن نفسه: كيف جاء إلى الدُّنيا؟!

 

وهذا السؤال قد يتكرَّر كثيرًا من أطفالنا، فما كان من الأُمِّ إلا أن ردَّت ردًّا سريعًا يناسب عُمْر الطفل، قائلة له: الله وضعك في بطني، ثم خرجتَ منها.

 

لَم يكتفِ الطفلُ وعاد يسألها: وهل كلُّنا في بطوننا أطفال؟

 

فأجابت وهي منهمكة في أعمال المنزل: الفتيات فقط، ولم تشأ أن تسترسلَ معه في أمر الزواج، وأنَّ الفتيات الصغيرات وغير المتزوجات لا يمكن أن يوجدَ لديهِنَّ أطفال!

 

فعاود الطفل أسئلته الملحَّة: يعني كل بنت في بطنها أطفال؟

 

وهنا كانت الأُمُّ قد ملَّت من ثرثرته، بل لعلَّها لم تتنبه أصلاً لكلماته الخطيرة، فقالت بنبرة الغضب: نعم نعم، اذهب واتركني؛ أنا لست متفرِّغة لك!

 

فانصرف الولد وسارع يحكي لأخته الصغيرة ما قالته أُمُّه، وعلى الفور أراد أن يبشرَها أن في بطنها طفلاً جميلاً!

 

فلم تصدِّق الأخت هذا الكلام، فما كان منه إلا أن سارع وأحضر السكين من المطبخ، ورشقه في بطن أخته؛ ليظهر لها صدْق كلماته، وهرعت الأم لترى ابنتها الصغيرة وهي غارقة في دمائها.

 

وبصرْف النظر عن مدى مصداقيَّة هذه القصَّة على وَجْه الخصوص، إلا أنها قد تحدث، ومما لا شك فيه أنَّ إعطاء المعلومات الخاطئة للأطفال قد يَتَسَبَّب في مشكلات لا حصر لها.

 

عزيزتي الأُم:

 

منَ المؤكَّد أنَّك تتفانَيْنَ في خِدمة بيتك، ورعاية أبنائك، والحفاظ عليهم من كلِّ ما يضرُّهم، ولكن قد تَغفُل بعضُ الأمهات عن أهميَّة تلك الأسئلة، وتظنها أشياءَ ثانويَّة، ولا تعلم أنها من الأهميَّة بمكانٍ، ولا تقل أهميَّة عن الاهتمام بنظافة الطفل، وتغذيته وتعليمه العلوم المختلفة.

 

والآن كيف نتعامل مع تلك الأسئلة؟ وكيف نوقف هذا السيل العارم الذي لا نستطيع أن نقاومه؟!

 

أولاً: على كل أُمٍّ وأب أن يعلمَ يقينًا أنَّ طفله صفحة بيضاء، وما يسكبُ فيها سيثبت، ويصعب إخراجه وتغييره فيما بعدُ!

 

ثانيًا: على الأبوين ألا يظهرا أيَّ نوعٍ من أنواع السُّخرية حال عرْض الطفل أحدَ أسئلته مهما بلغ السؤال من سذاجة، فإن كان يبدو لهما تافهًا، فهو بالنسبة له قد يكون غاية في الأهميَّة، فالواجب تجنُّب الضحك أو الاستهزاء حتى بكلمة من كلمات السؤال، وإن غلبهما الضحك؛ لما قد يتلفظ به الأطفال - خاصة من كانت أعمارهم صغيرة - من كلمات متكسِّرة الحروف، أو أن يعبِّرَ عمَّا يقصد بصورة مضحكة، فعليهما وقتها أن يُظهرا فرحهما بالسؤال؛ حتى يعتقد الطفل أن هذا الضحك إنما هو سعادة بكلماته الجميلة، وأسئلته الذكيَّة، وجميل وقتها لو أظهرا الإعجاب والتشجيع ببعض كلمات - مثل: سؤال مهم، أو ممتاز بارك الله فيك - قبْل الشُّروع في الإجابة.

 

ثالثًا: منَ المهم أن تدركَ الأُمُّ أو الأب مدى استيعاب الطفل، فتكون الإجابة على قدْر علمهما بهذا الأمر؛ فمن غير المناسب أن نجيبَ طفلاً في الثامنة أو التاسعة من عمره كما نجيب عن سؤال طفلٍ في الثالثة من عُمره!

والأطفال متفاوتون في الذكاء والإدراك تفاوتًا بيِّنًا، فمِنْ خِلال كثْرة حديث الطفل يُدرك المربِّي مدى استيعابه، ويحدِّد نوع الإجابة التي تُعطَى للطفل.

 

رابعًا: قبْل الإجابة عن سؤال الطفل لا بد أن تعلمَ ما يقصده بالتحديد، فكما أسلفنا: بعض الأطفال قد يُخطئ في التعبير عمَّا يجول في نفسه، وقد ينتج عن ذلك سؤال غير الذي يريده، فالأفضل أن تتيقَّن أولاً من مقصوده بقولك: هل تعني السؤال عن كذا؟ فإن أجاب بـ: نعم، وإلاَّ فتبيَّن ما يقصده أولاً؛ حتى لا تجيبه عن أمر غير ما يريد.

 

خامسًا: إن كنت مشغولاً، فإيَّاك أن تظهرَ له التبرُّم والضيق من السؤال؛ فهو لن يعي أبدًا، ولن يدرك أنَّ أعباء العمل هي السبب في ذلك، وقد تكون لهذه الأفعال ردةُ فِعلٍ سلبيَّة تترك أثرًا سيِّئًا وجرْحًا عميقًا في نفْسه الصغيرة وقلْبه الرقيق، فالتصرُّفُ السليم وقتها أن تحتضنه مثلاً بحنان، وأن تخبره بهدوء: كم أتمنَّى أن أجلس معك؛ لنتحدث وأجيبك عمَّا تريد! لكنِّي متعبٌ جدًّا، وأحتاج للراحة، فهلاَّ سمحتَ لي بأخْذ قِسطٍ من الراحة؟

 

فإن قَبِل، فأكِّد عليه باهتمامٍ ألا ينسى ما كان يريد أن يسألَ عنه؛ لأن ذلك يهمك كثيرًا، كما يهمُّه هو.

 

أيضًا إن كنت لا تعلم الإجابة، فلا تستحي من طفلك ولا تستكبر، وقُلْ له بكلِّ وضوحٍ وتواضعٍ: تعالَ لنبحث عن الإجابة معًا.

 

سادسًا: احذر من الإجابة عن الأسئلة التي تتعلَّق بالعقيدة أشد الحَذَر، وتجنَّبِ القول على الله بغير علمٍ، كأن يسألك الطفل: أين الله؟ فتقول له: هو في كلِّ مكان! ولكن يجب أن تُبيِّنَ له الحقيقة، كما جاء في الحديث: (الله في السماء).

 

سابعًا: عليك بتثقيف نفسك حول بعض ما يَطرحُ الطفل من أسئلة، ولا مانع أن تقرأ في الكتب التي تُعنَى بمثل هذه الأمور، أو تسمع بعض المحاضرات والدروس التي تتحدَّث عن أسئلة الأطفال، وتوجه التوجيه السليم لكيفيَّة التعامل معهم في مثل هذه الأمور.

 

ثامنًا: لا بد أن تنزلَ إلى مستوى وعقل الطفل، ولكن بقدر، فلا يجوز مثلاً أن يسألَ الطفل أُمَّه: كيف جئتُ إلى الدنيا؟ فتقول له كما قالت إحدى الأُمَّهات: لقد وضعتُ بعضَ السكر تحت السجَّادة، فوجدتك قد جئتَ عليها!

 

والذي حدث بعد ذلك أن الطفل - ببراءة - وضع بعض السكَّر، فلما رأى بعض الحشرات عليها فرح بها، ولما قتلتها أُمُّه؛ لتنظف المكان، صرخ وبكى، وانهار قائلاً لها: تقتلين أولادي!

 

فالنزول إلى مستوى عقله وتفكيره يكون على قدر، ويكون بحِكْمة، وليس ليضع في عقله بعض الأقوال المغلوطة!

 

تاسعًا: الأفضل أن تحاولَ رَبطَ الإجابة عن سؤال الطفل بما يرى حوله؛ كان يسأل مثلاً عن كيفيَّة خَلْق النبات، فتريه كيف تكون البذرة في التربة، وعندما يسقيها الإنسانُ فبعضها ينبت، وبعضها لا ينبت، وتبيِّن له أن الله أراد لهذه أن تكبرَ وتصبحَ نبتةً ينتفع بها، وتلك لم يكتب لها، وهكذا في كلِّ شيءٍ، وأن تحثَّه على التأمُّل في الطبيعة حوله، وإظهار قدرة الله في خَلْقه وإبداعه الجَلي حولنا.

 

عاشرًا: حاول تجنُّب هذه العبارة: "عندما تكبر ستعرف"؛ فمِثْل هذه الكلمة تثير فضول الطفل، وتزرع في نفسه عددًا من الأسئلة التي لا تكاد تنتهي:

 

• لماذا لم يجبني، ويبدو أنه يعرف الإجابة؟!

 

• ما معنى عندما أكبر؟

 

• ما الوقت الذي سأعرف فيه؟!

 

• من أين لي أن أحصل على الإجابة قبل أن أكبر؟!

 

ويظلُّ الطفل يحاول العثور على ما لم يجب عنه والدُه أو والدته، وتذكر لي إحدى الأخوات موقفًا حدث لها مع ابنتها ذات السنوات العشر لما سألتها: ما معنى حيض؟!

 

وكانتْ إجابة الأم عجيبة لفتاة قد تكون أوشكتْ على البلوغ؛ إذ قالت لها وبتأنيبٍ وتقريع شديدٍ: أَكُلُّ ما تسمعينه ترددينه؟! ما هذا الذي تقولين؟!

 

ولم تجب عن سؤالها، واكتفتْ بهذا التأنيب!

 

فما كان من البنت إلا أن ضحكت في سخرية قائلة للأُمِّ: أنت لا تعرفين؟ ولكن أنا أعرف!

 

ولسنا هنا بصدد الحديث عن الخطأ الذي ارتكبته تلك الأم بما أجابت به فتاة في مثل هذا العُمر.

 

قد يكون لدى الطفل طرفٌ من الإجابة، أو لديه الإجابة بالفعل، ولكنه يريد فقط أن يعززَ الثقة في الوالد أو الوالدة، فالتصرُّف السيِّئ من التقريع والتأنيب في هذه الحالة ينزع الثقة منه تمامًا، ويضعُ بينه وبين ولده فجوة يصعبُ سدَّها!

 

حادي عشر: بالنسبة للأسئلة التي تتعلق بالبلوغ مثلاً، فالأَوْلَى أن تتولَّى الأم الإجابة عن أسئلة الفتاة، ويتولَّى الأب الإجابة عن أسئلة الولد، ويبين له بطريقة مناسبة، وفي عُمر مناسب، ويتدرَّج معه في عَرْض ما قد يطرأ عليه من تغيير بأسلوب مهذَّبٍ رقيق، مبينًا له بعض الأحكام.

 

ثاني عشر: تيقَّنِي عزيزتي الأم الرحيمة، وتيقَّن أيها الأب العطوف، أنَّكما ستجنيان معًا حصاد إهمال هذه الأسئلة، وستتجلى بعضُ آثاره المؤْلِمة بعد مدة ليست بالطويلة، وستتجرعان مرارة ألمها معًا على قدر هذا الإهمال وتلك الغَفْلة، قد سئل بعضُ الناجحين عن سبب نجاحه، فقال: كان والداي لا يتركان سؤالاً أسألهما إلا أجابا عنه إجابة مُقنعة شافية.

 

وفي المقال القادم - إن شاء الله - سوف أذكرُ أمثلة على أسئلة الأطفال، والصيغة المناسبة في الإجابة عنها.

 

المصدر: الألوكة

 

يتبع: كيف أجيب عن أسئلة طفلي؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كيف أجيب عن أسئلة طفلي؟

تابع لمقال (أسئلة طفلك لا تهمليها)

 

كثيرًا ما يفاجئنا الصغارُ ببعض الأسئلة التي تكون بالنسبة لنا محيِّرة؛ فبعضها لا نعرف لها إجابة، وبعضها يضعنا في حَرَجٍ من الإجابة، فما ردود أفعالنا التي ينبغي أن نلتزمَ بها؛ سواء علمنا الإجابة أم جهلناها.

 

أخي الوالد، أختي الوالدة:

• لا تسْتحي أن تقولَ: لا أعلم، بل أظهر السعادة بالسُّؤال، وأخبر طفلك أنك ستبحثُ له عن الإجابة، والأفضل أن تجعلَه يُشاركك البحث؛ كأن تقول له: تعالَ نبحث في الموسوعة، أو نقرأ في هذا الكتاب، وسوف تشعر بمدى سعادته، وهو يشاركك البحث، ويطرح أفكاره لتوقُّع الإجابة، وهذا لا يعيبك أو ينتقص من قدرك، أو يهز صورتك أمامه، بل الأفضل أن يدرك الطفلُ أنَّ هذا الوالد أو المربِّي لا يعلم كلَّ شيءٍ في الدنيا - كما يظنُّ بعض الأطفال - بل لديه علمٌ محْدود، وهذا لا يتنافَى مع كونه أعلم بلا شكٍّ من الطفل، وأكثر خِبرة منه.

 

ويجدر لفت انتباه المربِّي لنقطة هامة، وهي أن بعض الأطفال لا يقتنع بسهولة، ولكن قد يكون على درجة من الذكاء، بحيث يشعر أن سؤاله يؤرِّق المسؤول، فيتظاهر بالاقتناع؛ حتى لا يثقل عليه، وفي حقيقة الأمر لَم تزده الإجابة إلا تحيُّرًا.

 

فتنبَّه لهذه النقطة، وأظهرْ له الرغبة في المزيد من الحديث حول ما يسأل، وأن ذلك يسعدك، ولا يسبب لك ضيقًا.

• جميل أيضًا أن نساعدَ الطفل عند السؤال على ترتيب أفكاره، وأن نعوِّده على طريقة الأسئلة الصحيحة، فعلى سبيل المثال: قد يسأل الطفل والده أو والدته قائلاً: هل سنسافر اليوم إلى الطائرة؟

 

فيوضح له المربِّي: تقصد: هل سنسافر اليوم بالطائرة إلى مكان كذا؟

 

• حاولِ الإكثار مِنْ ضَرْب الأمثلة، ولا تكتفِ بالإجابة عن السؤال، فذلك ينمِّي ذكاء طفلك، ويوسِّع مداركه، ويعينه على فَهم الإجابة، وحسن استيعابها؛ فإذا سألك الطفل مثلاً: ماذا يعني طويل؟

 

فقل له: هل تعرف الشخص الفلاني؟ هذا طويل، وهل تعرف الشخص العِلاَّني؟ هذا قصير.

 

حسنًا: هل تعرف الثوب الفلاني؟ هذا طويل، وهل تعرف الثوب العلاني؟ هذا قصير.

 

حسنًا: هل تعرف الطريق الفلاني؟ هذا طويل، وهل تعرف الطريق العلاني؟ هذا قصير.

 

حسنًا: هل تعرف البيت الفلاني؟ هذا طويل، وهل تعرف البيت العلاني؟ هذا قصير.

 

وهكذا بكثرة ضرب الأمثلة، يكون الاستيعاب أقوى.

 

حاول أنْ تجعلَ الإجابة مركَّزة وواضحة، ولا تجعلها متشعِّبة، ولا تحتوي على كثير من المعلومات، فتتشعب الأفكار، ويَتَشَتَّت انتباه الصغير، ولعلَّه ينسى ما كان يسأل عنه، ولا يشعر أنه قد استفاد شيئًا.

 

ما الأسئلة التي قد يطرحها الطفل؟ وكيف تكون الإجابةُ عنها؟

 

كما أسلفنا الإجابة تكون على حسب عُمر الطفل، فمن غير المناسب أن نخوضَ في مسائل العقيدة مع طفل الثالثة، في حين أنَّ طفل العاشرة يحتاج لمزيد من التوضيح.

 

نماذج يسيرة لبعض أسئلة الأطفال الشائعة، واقتراحات للإجابة عنها:

 

1- ما الله؟

 

الله هو ربُّنا، وهو خالق البشر، وخالق هذا الكون بأَسْره، وهو المدبِّر لأرزاقنا، وهو الذي يجازي المحسن على إحسانه، والمسيء على إساءته.

 

2- لماذا نموت؟ وهل الله لا يحبُّنا حتى يميتنا؟

 

الموت لا يعني النهاية، وإنما هو انتقال الإنسان المؤمن إلى حياة أفضل، وانتقال الشرير إلى مُلاقاة جزائه، والله عندما يُميتنا لا يعني ذلك أنه لا يحبُّنا، بل يميتنا؛ لنعيش في جواره، في جنات رائعة لا نستطيع تخيُّلَ جمالها.

 

ولتتَّضح الصورةُ لك تذكَّر عندما تكون أو أحدُ إخوانك مريضًا، ماذا نفعل معك؟

 

نعطيك الدواء ولو كان مرًّا، لماذا؟ لأن فيه الشفاء بإذن الله!

 

3- كيف يرانا الله، ونحن داخل البيت؟

 

الله ليس كمثله شيء؛ فهو ليس كالبشر يحجبه البنيان عن الرؤية، فلا يُمكن أنْ يكونَ الخالق كالمخلوق.

 

وإذا كان الطبيب مثلاً يستطيع ببعض الأجهزة أن يرى الجنين، أو ما في داخل الإنسان، فكيف بالله خالق الخَلْق؟!

 

4- كيف جئت للدنيا؟

 

خلقك الله في بطن أمِّك، ثم خرجتَ منها في موعد الولادة المحدد.

 

5- لماذا نمرض؟

 

الله يختبر كلَّ إنسانٍ: هل سيصبر على المرض أو سيغضب؟

 

والله - تعالى - يكافئ مَن يصبر مكافأة كبيرة، لو علمها لما حَزِنَ من أجل المرض.

 

6- لماذا يتزوج الرجل امرأة؟

 

خلق الله الرجل والمرأة؛ ليتعاونا في تربية الأبناء، وكلٌّ منهم له عمله؛ فالمرأة تعمل في البيت وتربِّي الأبناء، في حين يعمل الأب خارج البيت؛ ليحصل على الرزق، وكلٌّ منهم له عمله في الحياة، وله عمله الذي يصعب على غيره القيام به؛ فكلُّ واحدٍ منهم يعتبر مكملاً للآخر.

 

7- هل الله مثلنا؟

 

الله - تعالى - ليس كمثلِه شيء؛ فهو ليس مثلنا، ولا مثل أيِّ شيءٍ مما خلق؛ فهو خالق كل شيءٍ.

 

قد يعترض الطفل هنا ويبدي عدم اقتناع قائلاً: كيف ليس كمثله شيء؟

 

وهنا يجب إقناعه بهدوء: إن عقولنا مهما كبرتْ وفهمتْ تبقى عقولاً بشريَّة قاصرة، تعلم ما يشاء الله أن تعلمه، وتجهل ما سواه، فمنَ المستحيل أن نتعلمَ كلَّ شيءٍ؛ لأننا نبقى بشرًا.

 

8- لماذا لا أتزوج أختي؟

 

كما اتفقنا عزيزي، الله الذي خلقنا هو أعلم بما يصلح لنا، وما لا يصلح، وهو - تعالى - عندما خلق لنا إخوة وأخوات؛ ليكونوا عَوْنًا لنا في الحياة، فيساعد الأخ أخته وأخاه في الكثير من الأمور، وهو أعلم أنَّ الزواج من الأخت لا يصلح لأمور كثيرة قد نعلم بعضها ونجهل غيره.

 

فعلى سبيل المثال: أثبت الطب أنَّ الزواج من الأقارب كلما كانوا أقرب كان له أضرار كثيرة؛ كأن يولد الأبناء ضعافًا، وتكثرُ احتمالات إصابتهم بالأمراض، فكيف بالأخت؟!

 

وللحديث تتمة إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه،،

 

بارك الله فيكِ أمومة الحبيبة، موضوع في غاية الأهمية

واصلي بارك الله فيكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

بورك في مرورك درصوفة

 

للأسف لم اجد تكملة الموضوع بالرغم من انه كت منذ سنتين تقريبا، ان شاء الله لو وجدته سأنشره

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وفيكِ بارك الله ياغالية

لا بأس، ففيما نقلتِ من الفائدة الكثير (:

لا حرمكِ الله الأجر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×