كتيب " رسالة حجاب " للشيخ محمد بن عثيمين

[طالبه رضا الله 8]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

احبتى اخوات طريق الاسلام

لقد يشرفنى ويسعدنى ان اكتب لك كتيب " رسالة حجاب " للشيخ محمد بن صالح العثيمين

وذلك ليسهل على الاخوات قراءة هذا الكتيب عن طريق النت لانه قد يصعب على البعض ان يجدوه ؛ وبعضهن لا يعرفونه ؛؛؛ فاردت ان اكتبه لكن بالكامل حتى ينفعنى واياكم ويسهل لنا معرفة ما هو الحجاب الشرعى بادلته الشرعية

 

 

 

ملحوظة :

احبتى فى الله ؛ انى احبكن فى الله

اريد ان اطلب منكن طلب :closedeyes:

انا بكون فى غاية السعادة برودكن على اى موضوع باكتبه

ولكن

افضل ان تكون الرسالة كلها على بعض حتى تسهل على القارئات قراءة الموضوع كله متواصل

وخاصة انى قد لا استطيع ان اكتب الموضوع فى رسالة واحدة

وانتظر ردودكن بعد ان انتهى من كتابة الرسائل كلها

لا تزعلوا منى :closedeyes:

احبكن فى الله :wub:

 

لا تنسونى فى الدعاء

وجزاكن الله خيرا

[طالبه رضا الله 8]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

ستتكون الرسالة ايتها الاخوات من :

 

1) مقدمة

 

 

2) ادلة القران

 

 

3) ادلة السنة

 

 

4) ادلة القياس

 

 

5) ادلة المبيحين لكشف الوجه

 

 

6) الرد على هذة الادلة

[طالبه رضا الله 8]

اولا : المقدمة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ؛ ونعوذ به من شرور انفسنا وسيئات اعمانا 0 من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ؛ ونشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له ؛ وان محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسانوسلم تسليما كثيرا 00

 

اما بعد 00 فلقد بعث الله تعالى محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد ؛ بعثه الله لتحقيق عبادة الله تعالى وذلك بتمام الذل والخضوع له تبارك وتعالى بامتثال اوامره واجتناب نواهيه وتقديم ذلك على هوى النفس وشهواتها ؛ وبعثه الله متمما لمكارم الاخلاق داعيا اليها بكل وسيلة ؛؛ وهادما لمساوئ الاخلاق محذرا عنها بكل وسيلة فجاءت شريعته - صلى الله عليه وسلم - كاملة من جميع الوجوه لا تحتاج الى مخلوق فى تكميلها او تنظيمها فانها من لدن حكيم خبير عليم بما يصلح عباده رحيم بهم

 

وان من مكارم الاخلاق التى بعث محمد - صلى الله عليه وسلم - ذلك الخلق الكريم ؛ خلق الحياء الذى جعله النبى - صلى الله عليه وسلم - من الايمان وشعبة من شعبه ؛ ولا ينكر احد ان من الحياء المأمور به شرعا وعرفا احتشام المرأة وتخلقها بالاخلاق التى تبعدها عن مواقع الفتن ومواضع الريب 0

وان مما شك فيه ان احتجابها بتغطية وجهها ومواضع الفتنة منها لهو من اكبر احتشام تفعله وتتحلى به لما فيه من صونها وابعادها عن الفتنة 00

 

ولقد كان الناس فى هذه البلاد الباركة بلاد الوحى والرسالة ةالحياء والحشمة كانوا عن طريق الاستقامة فى ذلك فكان النساء يخرجن متحجبات متجلبات بالعباءة او نحوها بعيدات عن مخالطة الرجال الاجانب ؛؛ ولا تزال الحال كذلك فى كثير من بلدان المملكة ولله الحمد

لكن لما حصل ما حصل من الكلام حول الحجاب ورؤية من لايفعلونه ولا يرون باسا بالسفور صار عند بعض الناس شك فى الحجاب وتغطية الوجه هل هو واجب او مستحب او شئ يتبع العادات والتقاليد ولا يحكم عليه بوجوب استحباب فى حد ذاته ؛ ولا ازالة هذا الشك وجلاء حقيقة الامر احببت ان اكتب ما تيسر لبيان حكمه راجيا من الله تعالى ان يتضح به الحق وان يجعلنا من الهداة المهتدين الذين راوا لبحق واتبعوه ورأوا الباطل باطلا فاجتنبوه فاقول وبالله التوفيق :

 

اعلم ايتها المسلمة ان احتجاب المرأة عن الرجال الاجانب وتغطية وجهها امر واجب دل على وجوبه كتاب ربك تعالى وسنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - والاعتبار الصحيح والقياس المطرد

[طالبه رضا الله 8]

ادلة القرأن

 

فمن ادلة القران :

 

الدليل الاول : قوله تعالى

﴿ ( وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولايبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن او ابنائهن او اباء بعولتهن او ابنائهن او ابناء بعولتهن او اخوانهن اة بنى اخوانهناة بنى اخواتهن او نسائهن او ما ملكت ايمانهن اة التابعين غير اولى الاربة من الرجال او الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون) ﴾

 

وبيان دلالة هذه الاية على وجوب الحجاب على المراة عن الرجال الاجانب من وجوه :

 

1) ان الله تعالى امر المؤمنات بحفظ فروجهن ؛ والا مر بحفظ الفرج امر به ربما يكون وسيلة اليه ؛ ولا يرتاب عاقل ان من وسائله تغطية الوجه لان كشفه سبب للنظر اليها وتأمل محاسنها والتلذذ بذلك ؛ وبالتالى الى الوصول والاتصال وفى الحديث : " العينان تزنيان وزناهما النظر " الى ان قال : " والفرج يصدق ذلك او يكذبه " 0

فاذا كان تغطية الوجه من وسائل حفظ الفرج كان مأمورا به لان الوسائل لها احكام القاصد 0

 

2) قوله تعالى : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) ؛؛ فان الخمار ما تخمر به المرأة راسها وتغطيه به كالغدقة ؛ فاذا كانت مأمورة بأن تضرب الخمار على جيبها كانت مأمورة بستر وجهها اما لانه لازم ذلك اوبالقياس فانه اذا وجب ستر النحر والصدر كان وجوب سترالوجه من باب اولى لانه موضع الجمال والفتنة 00 فان الناس يتطلبون جمال الصورة لا يسألون الا عن الوجه فاذا كان جميلا لم ينظروا الى ما سواه نظرا ذا اهمية

ولذلك اذا قالوا فلانة جميلة لم يفهم من هذا الكلام الا جمال الوجه فتبن ان الوجه هو موضع الجمال طلبا وخبرا فاذا كان ذلك فكيف يفهم ان هذه الشريعة الحكيمة تأمر بستر الصدر والنحر ثم ترخص فى كشف الوجه

 

3) ان الله تعالى نهى عن ابداء الزينة مطلقا الا ما ظهر منها وهى التى لابد ان تظهر كظاهر الثياب ولذلك قال الا ما ظهر منها لم يقل الا ما اظهرن منها ثم نهى مرة اخرى عن ابداء الزينة الا لمن استثناهم فدل هذا على ان الزينة الثانية غير الزينة الاولى 0

فالزينة الاولى هى الظاهرة التى تظهر لكل احد ولا يمكن اخفاؤها ؛؛ والزينة الثانية هى الزينة الباطنة التى يتزين بها ولو كانت هذه الزينة الجائزة لكل احد لم يكن للتعميم فى الاؤل والستثناء فى الثانية فائدة معلومة

 

4) ان الله تعالى يرخص بابداء الزينة الباطنة للتابعين غير اولى الاربة من الرجال وهم الخدم الذين لا شهوة لهم ؛؛ و للطفل الصغير الذى لم يبلغ الشهوة ولم يطلع على عورات النساء فدل هذا على امرين :

احدهما : ان ابداء الزينة الباطنة لا يحل لاحد من الاجانب الا لهذين الصنفين

الثانى : ان علة الحكم ومدراه على خوف الفتنة بالمرأة والتعلق بها ولا ريب ان الوجه مجمع الحسن وموضع الفتنة فيكون ستره واجبا لئلا يفتتن به اولو الاربة من الرجال

 

5) قوله تعالى: ( ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن )

يعنى لا تضرب المرأة برجلها فيعلم ما تخفيه من الخلاخيل ونحوها وما تتحلى به للرجل فاذا كانت المرأة منهية عن الضرب بالارجل خوفا من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها ونحوه فكيش بوجه الوجه

فأيما أعظم فتنة ان يسمع الرجل خلخالا بقدم امرأة لا يدرى ما هى وما جمالها لا يدرى اشابه هى ام عجوز ؛ ولا يدرى اهى اشوهاء هى ام حسناء ؛ ايما اعظم فتنة هذا او ان ينظر الى وجه سافر جميل ممتلئ شبابا ونضارة وحسنا وجمالا وتجميلا بما يجلب الفتنة ويدعو الى النظر اليها

ان كل انسان له اربة فى النساء ليعلم اى الفتنتين اعظم واحق بالستر والاخفاء ؟؟

[طالبه رضا الله 8]

تابع ادلة القران

 

الدليل الثانى : قوله تعالى

 

{ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [ النور/60]

 

وجه الدلالة من هذة الاية الكريمة ان الله تعالى نفى الجناح وهو الاثم عن القواعد وهن العواجز اللاتى لا يرجون نكاحا لعدم رغبة الرجال بهن لكبر سنهن ؛؛ نفى الله الجناح عن هذه العجائز فى وضع ثيابهن بشرط ان لايكون الغرض من ذلك التبرج بالزينة 00 ومن المعلوم بالبداهة انه ليس المراد بوضع الثياب ان يبقين عاريات ؛؛ وانما المراد وضع الثياب التى تكون فوق الدرع ونحوه مما لايستر ما يظهر غالبا كالوجه والكفين فالثياب المذكورة المرخص لهذه العجائز فى وضعها هى الثياب السابقة التى تستر جميع البدن وتخصيص الحكم بهؤلاء العجائز دليل على ان الشوائب اللاتى يرجون النكاح يخالفنهن فى الحكم ولو كان الحكم شاملا للجميع فى جواز وضع الثياب ولبس درع ونحوه لم يكن لتخصيص القواعد فائدة 00

ومن قوله تعالى { غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ } دليل اخر على وجوب الحجاب على الشابة التى ترجو النكاح لان الغالب عليها اذا كشفت وجهها انها تريد التبرج بالزينة واظهار جمالها وتطلع الرجال ومدحهم اياها ونحو ذلك ؛؛ ومن سوى هذه نادرة والنادر لا حكم له

 

 

الدليل الثالث : قوله تعالى

 

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [ الأحزاب/59]

 

قال ابن عباس - رضى الله عنه - : امر الله نساء المؤمنين اذا خرجن من بيوتهن فى حاجة ان يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلاليب ويبدين عينا واحدة وتفسير الصحابى حجة بل قال بعض العلماء انه فى حكم المرفوع الى النبى - صلى الله عليه وسلم -

وقوله - رضى الله عنه- ويبدين عينا واحدة انما رخص فى ذلك لاجل الضرورة والحاجة الى نظر الطريق فاما اذا لم يكن حاجة فلا موجب لكشف العين

والجلباب هو الرداء فوق الخمار بمنزلة العباءة 00 قالت ام سلمة - رضى الله عنها - : لما نزلت هذه الاية ( خرج نساء الانصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة وعليهن اكسية سود يلبسنها )

وقد ذكر ابو عبيدة السلمانى وغيره ان نساء المؤمنين كن يدنين عليهن الجلاليب من فوق رءوسهن حتى لايظهر الا عيونهن من اجل رؤية الطريق

 

 

الدليل الرابع : قوله تعالى

 

لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً } [ الأحزاب/55]

 

قال ابن كثير رحمه الله : لما امر الله النساء بالحجاب عن الاجانب بين ان هؤلاء الاقارب لا يجب الاحتجاب عنهم كما استثناهم فى سورة النور عند قوله تعالى : ( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ )

 

 

الايه فهذه اربعة ادلة من القران الكريم تفيد وجوب احتجاب المرأة عن الرجال الاجانب

[طالبه رضا الله 8]

ادلة السنة

 

ومن ادلة السنة فمنها :

 

الدليل الاول :

قوله - صلى الله عليه وسلم - : " اذا خطب احدكم امرأة فلا جناح عليه ان ينظر منها اذا كان انما ينظر اليها لخطبة وان كانت لا تعلم " رواه احمد "

 

قال فى مجمع الزوائد : ورجاله رجال الصحيح

وجه الدلالة منه ان النبى - صلى الله عليه وسلم - نفى الجناح وهو الاثم على الخاطب خاصة اذا نظر من مخطوبته بشرط ان يكون نظره للخطبة فدل هذا على ان غير الخاطب آثم بالنظر الى الاجنبية بكل حال ؛؛ وكذلك الخاطب اذا نظر لغير الخطبة مثلا ان يكون غرضه بالنظرالتلذذ والتمتع به نحو ذلك 0 فان قيل ليس فى الحديث بيان ما ينظر اليه 0 فقد يكون المراد بذلك نظر الصدر والنحر فالجواب ان كل احد يعلم ان مقصود الخاطب المريد للجمال انما هو جمال الوجه وما سواه تبع ولا يقصد غالبا ؛؛ فالخاطب انما ينظر الى الوجه لانه المقصود بالذات لمريد الجمال بلا ريب

 

 

الدليل الثالنى :

ان النيى - صلى الله عليه وسلم - لما امر باخراج النساء الى مصلى العيد قلن : يا رسول الله احدانا لا يكون لها جلباب ؛؛ فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - : " لتبلسها اختها من جلبابها "

رواه البخارى ومسلم وغيرهما

 

فهذا يدل على ان المعتاد عند نساء الصحابة الا تخرج المرأة الا بجلباب وانها عند عدمه لا يمكن ان تخرج ؛؛ولذلك ذكرن - رضى الله عنهن - هذا المانع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينما امرهن الخروج الى مصلى العيد فبين النبى - صلى الله عليه وسلم - لهن حل هذا الاشكال بان تلبسها اختها من جلبابها ولم يأذن لهن بالخروج بغير جلباب مع ان الخروج الى مصلى العيد مشروع مأمور به للرجال والنساء

فاذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يأذن لهن بالخروج بغير جلباب لخروج غير مأمور به ولا محتاج اليه 00 بل هو التجول فى الاسواق والاختلاط بالرجال والتفرج الذى لافائدة منه 0 وفى الامر بلبس الجلباب دليل على انه لا بد من التستر 0 والله اعلم

 

 

الدليل الثالث :

ما ثبت فى الصحيحين عن عائشة - رضى الله عنها - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن الى بيوتهن ما يعرفن احد من الغلس 0 وقالت : لو رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد كما منعت بنو اسرائيل نساءها00 وقد روى هذا عبدالله بن مسعود - رضى الله عنه -

 

 

والدلالة فى هذا الحديث من وجهين :

احدهما : ان الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون واكرمها على الله عز وجل واعلاها اخلاقا وادابا واكملها ايمانا واصلحها عملا فهم القدوة الذين رضى الله عنهم وعمن اتبعهم باحسان كما قال تعالى : { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [ التوبة/10]فاذا كانت تلك طريقة نساء الصحابة فكيف يليق بنا ان نحيد عن تلك الطريقة التى فى لتبعاها باحسان رضى الله تعالى عمن سلكها واتبعها وقد قال الله تعالى : { َمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً } [ النساء/115

الثانى : ان عائشة ام المؤمنين وعبد الله بن مسعود - رضى الله عنهما - وناهيك بهما علما وفقها وبصيرة فى دين الله ونصحا لعباد الله اخبرا بأن رسول - صلى الله عليه وسلم - لو رأى من النساء ما رأياه لمنعهن من المساجد وهذا فى زمان القرون المفضلة تغيرت الحال عما كان عليه النبى - صلى الله عليه وسلم - الى حد يقتضى منعهن من المساجد فكيف بزمننا هذا بعد نحو ثلاثة عشر قرنا وقد اتسع الامر وقل الحياء وضعف الدين فى قلوب كثير من الناس

وعائشة وابن مسعود - رضى الله عنهما - فهما ما شهدت به نصوص الشريعة الكاملة من انكل ما يترتب عليه محذور فهو محظور

[طالبه رضا الله 8]

تابع ادلة السنة

 

الدليل الرابع :

ان النبى - صلى الله عليه وسلم - قال : " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة " فقالت ام سلمة : فكيف يصنع النساء بذيولهن ؟ قال : " برخينه شبرا " قالت : اذن تنكشف اقدامهن 0 قال : " يرخين ذراعا ولا يزدن عليه "

 

ففى هذا الحديث دليل على وجوب ستر قدم المرأة وانه امر معلوم عند نساء الصحابة - رضى الله عنهن - والقدم اقل فتنة من الوجه والكفين بلا ريب . فالتنبيه بالادنى تنبيه على ما فوقه وما هو اولى منه بالحكم والحكمة والشرع تأبى ان يجب ستر ما هو اقل فتنة ويرخص فى كشف ما هو اعظم منه فتنة . فان هذا من التناقض المستحيل على حكمه الله وشرعه

 

 

الدليل الخامس :

قوله - صلى الله عليه وسلم - : " اذا كان لاحداكن مكاتب وكان عنده ما يؤدى فلتحتجب منه "

رواه الخمسة الا النسائى وصححه الترمذى

 

وجه الدلالة من هذا الحديث انه يقتضى ان كشف السيدة وجهها لعبدها جائز ما دام فى ملكها فاذا خرج منه وجب عليها الاحتجاب لانه صار اجنبيا فدل على وجوب الاحتجاب لانه صار اجنبيا فدل على وجوب احتجاب المرأة عن الرجل الاجنبى

 

 

الدليل السادس :

عن عائشة - رضى الله عنها - قالت : كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - فاذا حاذونا سدلت احدانا جلبابها على وجهها من رأسها 0 فاذا جاوزونا كشفناه 0

رواه احمد وابن داود وابن ماجه

 

ففى قولها : " فاذا حاذونا " تعنى الركبان " سدلت احدانا على وجهها " دليل على ستر وجوب ستر الوجه لان المشروع فى الاحرام كشفه فلولا وجود مانع قوى من كشفه حينئذ لوجب بقاؤه مكشوفا حتى الركبان 00

وبيان ذلك ان كشف الوجه فى الاحرام واجب على النساء عند الاكثر من اهل العلم والواجب لا يعارضه الا ما هو واجب فلولا وجوب الاحتجاب وتغطية الوجه عند الاجانب ما ساغ ترك الواجب من كشف حال الاحرام وقد ثبت فى الصحيحين وغيرها ان المرأة المحرمة تنهى عن النقاب والقفازين0 قالف شيخ الاسلام ابن تيمية : وهذا مما يدل على ان النقاب والقفازين كانا معروفين فى النساء الاتى لم يحرمن وذلك يقتضى ستر وجوههن وايديهن

 

 

فهذة ستة ادلة من السنة على وجوب احتجاب المرأة وتغطية وجهها عن الرجال الاجانب اضف اليها ادلة القران الاربعة تكن عشرة ادلة من الكتاب والسنة

[طالبه رضا الله 8]

ادلة القياس

 

الدليل الاول

الاعتبار الصحيح والقياس المطرد الذى جاءت به هذه الشريعة الكاملة وهو اقرار المصالح ووسائلها والحث عليها ؛؛ وانكار المفاسد ووسائلها والزجر عنها 0 فكل ما كانت مصلحته خالصة او راجحة على مفسدته فهو مأمور به امر ايجاب او امر استحباب ؛؛ وكل ما كانت مفسدته خالصة او راجحة على مصلحته فهو نهى تحريم او نهى تنزيه 0

وذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الاجانب وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة وان قدر فيه مصلحة فهى يسيرة منغمرة فى جانب المفاسد 0

 

فمن مفاسده :

1) الفتنة : فان المرأة تفتن نفسها بفعل ما يجمل وحهها ويبهيه ويظهره بالمظهر الفاتن ؛ وهذا من اكبر دواعى الشر والفساد

 

2) زوال الحياء عن المرأة الذى هو من الايمان ومن مقتضيات فطرتها 00 فقد كانت المرأة مضرب المثل فى الحياء : ( احى من العذراء فى خدرها ) ؛؛ وزوال الحياء عن المرأة نقص فى ايمانهالا وخروج عن الفطرة التى خلقت عليها

 

3) افتتان الرجال بها لا سيما اذا كانت جميلة وحصل منها تملق وضحك ومداعبة فى كثير من السافرات وقد قيل : ( نظرة فسلام فموعد فلقاء ) 0 والشيطان يجرى من ابن ادم مجرى الدم 00

فكم من كلام وضحك وفرح اوجب تعلق قلب الرجل بالمرأة وقلب المرأة بالرجل فحصل بذلك من الشر ما لا يمكن دفعه نسأل الله السلامة

 

4) اختلاط النساء بالرجال فان المرأة رأت نفسهل مساويه للرجل فى كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياء ولا خجل من مزاحمة ؛؛ وفى ذلك فتنة كبيرة وفساد عريض ؛ وقد خرج النبى - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال فى الطريق فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - " استأخرن فانه ليس لكن ان تحتضن الطريق ؛ عليكن بحافات الطريق " فكانت المرأة تلصق الجدار هتى ان ثوبها ليتعلق به من لصوقها 00 ذكره ابن كثير عند تفسير قوله تعالى ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ )

 

وقد نص شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله على وجوب احتجاب المرأة عن الرجال الاجانب فقال فى الفتاوى المطبوعة اخيرا ( ص 110 ج 2 من الفقه ؛؛ 22 من المجموع ) : ( وحقيقة الامر ان الله جعل الزينة زينتين زينة ظاهرة وزينة غير ظاهرة ؛؛ ويجوز لها ابداء زينتها الظاهرة لغير الزوج وذوات المحارم ؛ وكانوا قبل ان تنزل ايه الحجاب كان النساء يخرجن بلا جلباب يرى الرجل وجهها ويديها وكان اذ ذاك يجوز لها ان تظهر الوجه والكفين ؛؛ وكان حينئذ يجوز النظر اليها لانه يجوز لها اظهاره 0

ثم انزل الله تعالى ايه الحجاب بقوله :( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ) :icon15: ( حجب النساء عن الرجال )

 

ثم قال : ( والجلباب هو الملاءة ؛ وهو الذى يسميه ابن مسعود وغيره الرداء ؛ وتسمية العامة الازار الكبير الذى يغطى رأسها وسائر بدنها ؛ ثم قال : فاذا كن مأمورات بالجلباب لئلا يعرفن وهو ستر الوجه او ستر الوجه بالنقاب كان الوجه واليدان من الزينة التى امرت ان لا تظهرها لالاجانب فما بقى يحل للاجانب النظر الى الثياب الظاهرة فابن مسعود ذكر اخر الامرين وابن عباس ذكر اول الامرين الا انه قال : ( وعكس ذلك الوجه واليدان والقدمان ليس لها ان تبدى ذلك للاجانب على اصح القولين بخلاف ما كان قبل النسخ بل لا تبدى الا الثياب )

 

وفى ( ص 117 ؛ 118 ) من الجزء المذكور : ( واما وجهها ويداها وقدماها فهى انما انهيت عن ابداء ذلك للاجانب لم تنه عن ابدائه للنساء ولا لذوى المحارم

 

وفى( ص 152 ) من هذا الجزء قال : ( واصل هذا تعلم ان الشارع له مقصودان :

احدهما : الفرق بين الرجال والنساء ؛؛؛؛ والثانى : احتجاب النساء

 

وهذا كلام شيخ الاسلام ؛ وما كلام غيره من فقهاء لصحاب الامام احمد فأذكر المذهب عند المتأخرين ؛؛ قال فى المنتهى : ( ويحرم نظر خصى ومجبوب وممسخ الى اجنبية )

وقال فى الاقناع : ( ويحرم نظر خصى وجبوب الى اجنبية )

وفى موضوع اخر من الاقناع ( ولا يجوز النظر الى الحرة الاجنبية قصدا ويحرم نظر شعرها )

وقال فى متن الدليل :

( والنظر ثمانية اقسام 00الاول : نظر الرجل البالغ ولو مجبوبا للحرة البالغة الاجنبية لغير الحاجة فلا يجوز له نظر شئ منها حتى شعرها المتصل ) 0

 

واما كلام الشافعية فقالوا : ان كان النظر لشهوة او خيفت الفتنة به فحرام قطعا بلا خلاف ؛ وان كان النظر بلا شهوة ولا خوف فتنة ففيه قولان حكاهما فى شرح الاقناع لهم وقال : ( الصحيح يحرم كما فى المنهاج كأصله ووجهه الامام باتفاق المسلمين على منع النساء من الخروج سافرات الوجوه وبأن النظر مظنة للفتنة ومحرك للشهوة

وقد قال الله تعالى : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ) واللائق بمحاسن الشريعة سد الباب والاعراض عن تعفاصيل الاحوال ) 0 كلامه فى نيل الاوطار شرح المنتقى ( ذكر اتفاق المسلمين على منع النساء ان يخرجن سافرات الوجوه لا سيما عند كثرة الفساق )

[طالبه رضا الله 8]

ادلة المبيحين لكشف الوجه

 

ولا اعلم لمن اجاز نظر الوجه والكفين من الاجنبية دليلا من الكتاب والسنة سوى ما يأاتى :

 

الاول :

قال تعالى : ( ولاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا )

حيث قال ابن عباس رضى الله هنه : هو وجهه وكفاها والخاتم قال الاعمش عن سعيد بن جبير عنه : وتفسير الصحابى حجة كما تقدم

 

الثانى :

ما رواه ابو داود فى سننه عن عائشة رضى الله عنها ان اسماء بنت ابى بكر دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال : " يا اسماء ان المرأة اذا بلغت سن المحيض لم يصلح ان يرى منها الا هذا وهذا " واشار الى وجهه وكفيه

 

الثالث:

ما رواه البخارى وغيره عن ابن عباس - رضى الله عنهما - ان اخاه الفضل كان رديفا للنبى - صلى الله عليه وسلم - فى حجة الوداع فجاءت امرأة من خثعم فجعل الفضل ينظر اليها وتنظر اليه فجعل النبى - صلى الله عليه وسلم - يصرف وجه الفضل الى الشق الاخر ففى هذا دليل على ان هذه المرأة كاشفة وجهها

 

 

الرابع :

ما اخرجه البخارى وغيره من حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه فى صلاة النبى - صلى الله عليه وسلم - بالناس صلاة العيد ثم وعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى اتى النساء فوعظهن وذكرهن وقال : " يا معشر النساء تصدقن فانكن اكثر حطب جهنم فقامت امرأة من وسط النساء يعفاء الخدين .."

الحديث ولولا ان وجهها مكشوف ما عرف انها سعفاء الخدين

 

هذا ما اعرفه من الادلة التى يمكن ان يستدل بها على جواز كشف الوجه للاجانب من المرأة

[طالبه رضا الله 8]

الرد على هذه الادلة

 

 

1) ولكن هذة الادلة لا تعارض ما سبق من ادلة الوجوب ستره وذلك لوجهين :

احدهما : ان ادلة وجوب ستره ناقلة الاصل ؛ وادلة جواز كشفه مبقية على الاصل ؛ والناقل عن الاصل مقدم كما هو معروف عند الاصولين . وذلك لان الاصل بقاء الشء على ما كان عليه .

فاذا وجد الدليل الناقل عن الاصل دل ذلك على طروء الحكم على الاصل وتغييره له .. ولذلك نقول : ان مع الناقل زيادة علم

وهو اثبات تغيير الحكم الاصلى والثبت مقدم على النافى . وهذا الوجه اجمالى ثابت حتى على تقدير تكافؤ الادلة ثبوتا ودلالة

 

الثانى : اننا اذا تاملنا ادلة جواز كشفه وجدناها لا تكافئ ادلة المنع ويتضح ذلك بالجواب عن كل واحد منها بما يلى :

 

1) عن تفسير ابن عباس ثلاثة اوجه :

احدهما : محتمل ان مراده اول الامرين قبل نزول اية الحجاب كما ذكره شيخ الاسلام ونقلنا كلامه انفا

الثانى : يحتمل ان مراده الزينة التى نهى عن ابدائها كما ذكره ابن كثير فى تفسيره ويؤيد هذين الاحتمالين تفسيره - رضى الله عنه -لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )كما سبق فى الدليل الثالث من ادلة القران

الثالث : اذا لم نسلم ان مراده احد هذين الاحتمالين فان تفسيره لا يكون حجة يجب قبولها الا اذا لم يعارضه صحابى اخر ؛ فاذا عارضه صحابى اخر اخذ بما ترجحه الادلة الاخرى وابن عباس رضى الله عنهما قد عرض تفسيره ابن مسعود رضى الله عنه حيث فسر قوله الا ما ظهر منها بالرداء والثياب وما لابد من ظهوره فوجب طلب الترجيح والعمل بما كان راجحا فى تفسيرهما

 

 

2) وعن حديث عائشة بانه ضعيف من وجهين :

احدهما : الانقطاع بين عائشة وخالد ابن دريك الذى رواه عنه كما اعلمه بذلك ابو داود نفسه حيث قال : خالد بن دريك لم يسمع من عائشة وكذلك اعله ابو حاتم الرازى

 

الثانى : ان فى اسناده سعيد بن بشير النصرى نزيل دمشق تركه ابن مهدى وضعفه احمد وابن معين وابن المدينى والنسائى وعلى هذا فان الحديث ضعيف لا يقاوم ما تقدم من الاحاديث الصحيحة الدالة على وجوب الحجاب : وايضا فان اسماء بنت ابى بكر رضى الله عنهما كان لها حين هجرة النبى صلى الله عليه وسلم - سبع وعشرون سنة فهى كبيرة فيبعد ان تدخل على النيى - صلى الله عليه وسلم - بثياب رقاق تصف منها ما سوى الوجه والكفين ؛ والله اعلم . ثم على تقدير الصحة يحمل على ما قبل الحجاب لان نصوص الحجاب ناقلة عن الاصل فتقدم عليه

 

 

3) وعن حديث ابن عباس بانه لا دليل فيه على جواز النظر الى الاجنبية لان النبى - صلى الله عليه وسلم - لم يقر الفضل على ذلك بل حرف وجهه الى الشق الاخر ولذلك ذكر النووى فى شرح صحيح مسلم بان من فوائد هذا الحديث تحريم النظر الى الاجنبيه ؛؛

وقال الحافظ بن حجر فى فتح البارى فى فوائد هذا الحديث : وفيه منع النظر الى الاجنبيات وغض البصر .

قال عياض وزعم بعضهم انه غير واجب الا عند خشية الفتنة ؛ قال : وعندى ان فعله - صلى الله عليه وسلم - اذ غطى وجه الفضل كما فى الرواية .

فان قيل : فلماذا لم يأمر النبى - صلى الله عليه وسلم - المرأة بتغطية وجهها ؟

الجواب : ان الظاهر انها كانت محرمة والمشروع فى حقها ان لا تغطى وجهها اذا لم يكن احد ينظر اليها من الاجانب او يقال لعل النبى صلى الله عليه وسلم امرها بعد ذلك . فان عدم نقل امره بذلك لا يدل على عدم الامر ؛

اذ عدم النقل ليس نقلا للعدم .

وروى مسلم وابو داود عن جرير بن عبد الله البجلى - رضى الله عنه - قال : سالت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نظرة الفجاءة فقال : " اصرف بصرك " او قال : فامرنى ان اصرف بصرى

 

 

 

4) وعن حديث جابر بأن لم يذكر متى كان ذلك فاما ان تكون هذه المرأة من القواعد اللاتى لا يرجون نكاحا فكشف وجهها مباح ؛ ولا يمنع وجوب الحجاب على غيرها ؛ او يكون قبل نزول ايه الحجاب فانها كانت فى صورة الاحزاب سنة خمس او ست من الهجرة ؛ وصلاة العيد شرعت فى السنة الثانية من الهجرة

واعلم اننا انما بسطنا الكلام فى ذلك لحاجة الناس الى معرفة الحكم فى هذه المسألة الاجتماعية الكبيرة التى تناولها كثير ممن يريدون السفور . فلم يعطوها حقها فى البحث والنظر مع ان الواجب على كل باحث يتحرى العدل والانصاف وان لايتكلم قبل ان يتعلم .

وان يقف بين ادلة الخلاف موقف الحاكم من الخصمين فينظر بين العدل ويحكم بطريق العلم ؛ فلا يرجح احد الطرفين بلا مرجح بل ينظر فى الادلة من جميع النواحى ؛ ولا يحمله اعتقاد احد القولين على المبالغة والغلو فى اثبات حججه والتقصير والاهمال لادلة خصمه ..

ولذلك قال العلماء : ينبغى ان يستدل قبل ان يعتقد ليكون اعتقاده تابعا للدليل لا متبوعا له لان من اعتقد قبل ان يستدل قد يحمله اعتقاده على رد النصوص المخالفة لاعتقاده او تحريفها اذا لم يمكنه ردها .

ولقد رأينا ورأى غيرنا ضرر استتباع الاستدال للاعتقاد حيث حمل صاحبه على تصحيح احاديث ضعيفة .

او تحميل نصوص صحيحة ما لاتتحمله من الدلالة تثبيتا لقوله واحتجاجا له . فلقد قرأت مقالا لكاتب حول عدم وجوب الحجاب احتج بحديث عائشة الذى رواه ابو داود فى قصة دخول اسماء بنت ابى بكر على النبى - صلى الله عليه وسلم وقوله لها : " ان المرأة اذا بلغت سن المحيض لم يصلح ان يرى منها الا هذا وهذا " واشار الى وجهه وكفيه ؛ وذكر هذا الكاتب انه حديث صحيح متفق عليه ؛ اى ان العلماء متفقون على صحته ؛ فليس كذلك ايضا ؛ وكيف يتفقون على صحته وابو داود راويه اعله بالارسال واحد رواته ضعفه الامام احمد وغيره من ائمة الحديث .

 

ولكن التعصب والجهل يحمل صاحبه على البلاء والهلاك قال ابن القيم :

 

وتعر من ثوبين من يلبسهما

يلقى الردى بمنزلة وهوان

ثوب من الجهل المركب فوقه

ثوب التعصب بئس الثوبان

وتحل بالانصاف افخر حلة

زينت بها الاعطاف والكتفان

 

وليحذر الكاتب والمؤلف من التقصير فى طلب الادلة وتمحيصها والتسرع الى القول بغير علم فيكون ممن قال الله فيهم : ( َفمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [ الأنعام/144]

او يجمع بين التقصير فى طلب الدليل والتكذيب بما قال عليه الدليل فيكون منه شر على شر ويدخل فى قوله تعالى : ( َفمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ } [ الزمر/32]

 

 

نسأل الله تعالى ان يرينا الحق حقا ويوفقنا لاتباعه ويرينا الباطل باطلا ويوفقنا لا جتنابه ويهدينا صراطه المستقيم ويهدينا صراطه المستقيم انه جواد كريم وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وعلى اله واصحابه واتباعه اجمعين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

انتهت الرسالة

بفضل الله

[طالبه رضا الله 8]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

احبتى فى الله :cry:

 

لقد انهيت رسالة الحجاب بفضل الله

 

منتظرة ردودكن حبيباتى

 

احبكن فى الله

تم تعديل 10 سبتمبر, 2006 بواسطة طالبه رضا الله

[¯`ღ سماح ღ´¯ 42]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

^-^

جزاكِ الله الجنة اختي

طالبه رضا الله

جعله الله في ميزان حسناتك

 

^-^

احبك الدي احببتنا فيه

بوركتِ

[طالبه رضا الله 8]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

وجزاك الله الجنة

 

سموحة

 

بارك الله فيك

 

اسعدتى بمرورك الجميل