اذهبي الى المحتوى
سُندس واستبرق

✿ المحاضرة الأولى : المقدمة وذكر الطرق التي يكون عليها طلب العلم كيف تكون ✿

المشاركات التي تم ترشيحها

16-1.png

 

بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله خاتم الأنبياء وصفيّ الله أما بعد :

أنّ العلم الشّرعيّ يحتاج من طالب العلم أو يحتاج فيه طالب العلم إلى ثلاثة أمورٍ يحتاج فيه:

 

أولاً: الإعانة من الله -سبحانه وتعالى- وإذا لم يكن من الله عونًا للفتى فأول مايقضي عليه اجتهادهم.

 

 

الأمر الثّاني: الّذي يحتاجه طالب العلم: يحتاج إلى تقوى الله -سبحانه وتعالى- في السّرّ والعلن {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ} [البقرة: 282].

الأمر الثّالث: يحتاج طالب العلم: إلى الطّريقه الّذي يسير فيها في هذا العلم الشّرعيّ.

c7H06454.png

الطّرق الّذي يسير عليها طلبة العلم في أخذ العلم الشّرعيّ تختلف يعنى ذكاء الأشخاص يتفاوت من شخص إلى آخر، الحبّ يتفاوت من شخص إلى آخر، قدرة وقوة الفهم تختلف من شخص إلى آخر، لكن يتبقى أن هناك أصول وقواعد معينة يتفق عليها الجميع ويسير عليها الجميع ويُحصّل مرادهم بإذن الله -سبحانه وتعالى-، ولكم أن تتخيلوا كم خسرنا من طلاب العلم الأقوياء بسبب أنهم اصطدموا بحياتهم بعثراتٍ علميةٍ لم يستطيعوا من خلالها أن يكملوا المسيرة، ولو أكملوا المسيره لكانوا أعلامًا يشار إليهم يشار إليهم بالبنان.

 

 

c7H06454.png

 

العلم الشّرعيّ أيّها الأخوة من أعظم القروبات ومن أفضل الطّاعات الّتي يتقرب بها المسلم إلى ربّه -سبحانه وتعالى-، الله -عزّ وجلّ- امتن على أنبيائه -عليهم الصّلاة والسّلام- وهم قدوة الخلق وأفضلهم، امتن عليهم بمننٍ وبنعمٍ عظيمةٍ من بين هذه النّعم وهذه المنن أنّ الله -سبحانه وتعالى- امتن عليهم بالعلم الشّرعيّ، فقال الله -عزّ وجلّ- عن يوسف -عليه السّلام-: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} [يوسف: 6]، وقال الله -عزّ وجلّ- عن يعقوب: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ} [يوسف: 68]، وقال الله -سبحانه وتعالى- عن محمد -عليه الصّلاة والسّلام-: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النّساء: 113]، إذاً فضل العلم لاينكره أحد، وحينما فسر الحسن البصري -رحمه الله تعالى-، وتعلمون الحسن البصري حينما كانوا يقولون كان يتحرى الحكمه حتى أوتيها -رحمه الله تعالى-، أم المؤمنين عائشه -رضى الله عنها- سمعت الحسن البصري وهو يحدث الناس فقالت: "من هذا من هذا الّذي أوتي الحكمة؟"، لما قرأ هذه الآيه قول الله -سبحانه وتعالى-: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]، قال: "الحسنة في الدّنيا العلم الشّرعيّ -الحسنة في الدّنيا الّتي يسأل المسلم ربّه ويطلبه إيّاها قال الحسنة في الدّنيا العلم الشّرعيّ- والحسنة في الآخرة {جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ} [القمر: 54-55]"، الإمام مالك -رحمه الله تعالى رحمةً واسعةً- ورد إليه رسالةٌ وكتابٌ من أحد العباد في زمانه وهو الإمام عبدالله العمرى -رحمه الله تعالى- رأى انشغال الإمام مالك بتعليم العلم وبالتّدريس وبالإفتاء فأرسل إليه خطابًا ينصحه فيه يقول في هذا الخطاب يعني يحثّه على الإنفراد والعمل وترك الإنشغال بتدريس النّاس فقال الإمام مالك كلامًا يسطر بمداد الذّهب يجب أن نحفظه وأن تعيه قلوبنا وأن تحفظه عقولنا، قال -رحمه الله تعالى-: "إنّ الله -عزّ وجلّ- قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فربّ رجلٍ فتح الله -عزّ وجلّ- له في باب الصّلاة ولم يفتح له في باب الصّيام، فربّ رجلٍ فتح له في باب الصّيام ولم يفتح له في باب الصّدقة، وربّ رجلٍ فتح له في باب الصّدقة ولم يفتح له في باب الصّلاة، وأنا قد فتح الله -عزّ وجلّ- لي باب العلم، وما أظنّ ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير" إذاً العلم الشّرعيّ لايستطيع أحدٌ أن يُجهل صاحبه أو أن يعاتب صاحبه؛ لأنّ صاحب العلم يقوم بكتاب الله وبسنّة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- ويبلغ هذا الدّين العظيم لجميع المسلمين.

c7H06454.png

 

 

 

هذه الدّوره سبب اختيارها يعود إلى أسباب وهذه الدّروس تحديدًا:

  1. السبب الأول: فضل العلم وسيأتي تفصيله فيما بعد .

c7H06454.png

  1. السّبب الثّاني: خطر الجهل، من أعظم الأسباب الّتي يحرم بها الإنسان من خيرى الدّنيا والآخرة هو الجهل، "الجهل من أعظم أسباب الحرمان" كما يقول ابن القيم -رحمه الله تعالى-، الإمام الشّافعي -رحمه الله-: كان إذا رأى شيخًا كبيرًا قرب منه فسأله في الحديث وسأله في الفقه وسأله في بعض أحكام الصّلاة، فإن وجد عنده إجابة تركه، وإن لم يجد عنده شيئًا قال له: "لاجزاك الله عن نفسك خيرًا، ولا جزاك الله عن الإسلام خيرًا فقد ضيعت نفسك وضيعت الإسلام"؛ لأنّه لم يتعلم علم الشّريعة، علي بن أبي طالب -رضى الله عنه- قال كلمةً جميلةً"كفي بالعلم شرفًا أن يدّعيه من لا يحسنه ويفرح إذا نسب إليه، وكفي بالجهل ذمًّا أن يتبرأ منه من هو فيه".

وبالجهل قبل الموت موتٌ لأهله***وأجسامهم قبل القبور قبور

وإن أمرأ لم يحيا بالعلم ميتُ***فليس له حتى النّشور نشور

 

c7H06454.png

 

السّبب الثالث: أنّ من المحبين الّذين يقبلون على علم الشّريعة من يقبل عليه إقبالًا عظيمًا ثمّ بعد فترة يبدأ الكسل والملل يدخل إلى جوفه فتستلم نفسه لهذا الكسل فإذا به يودع العلم ويتركه، ولو وجد من يعينه ويكشف له بعض الأمثال وبعض القصص وبعض الأخبار الّتي من شأنها أن تُنشط قلبه وأن تدفعه أن يتعلم العلم بجدٍّ وإجتهاد؛ لوجد في ذلك نفعًا عظيمًا، ولعلنا إن شاء الله في خلال هذه اللقاءات أن نذكر لكم أمثلةً كثيرةً لصبرٍ وجلدٍ وجدٍّ وإجتهادٍ العلماء في تحصيل العلم الشّرعيّ.

 

c7H06454.png

السّبب الرّابع: أ نّ الفترة الأخيرة لاشك أن هناك ابتعادٌ وإعراضٌ لا أقول بشكلٍ كبيرٍ لكنه موجودٌ عن مجالس العلم الشّرعيّ والمجالس الّتي يُدرّس فيها كلام الله ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم- وحصل اختلاف بين مايسمى بالفكر الإسلاميّ وبين ما يسمى بالعلم الشّرعيّ، ولذلك إذا دخلت المكتبات الآن تجد أنّ الانكباب الكثير هى على كتب الرّوايات وعلى كتب الفكر ونحو ذلك،

 

السّبب الخامس: أنّه حصل أيضًا اختلاط بين ما يسمى العلماء والوعاظ والدّعاة، لاشك أن الله -سبحانه وتعالى- قد يمنّ على البعض فيكون لديه الإسلوب الحسن ويكون لديه الوسيلة الجيدة في ايصال المعلومه للنّاس، لكن أيضًا يجب أن نعلم أن هناك فرق بين العلم من جهة وبين الوعظ، وهناك أيضًا فرق بين العلماء وبين الوعاظ، الفرق بين العلم والوعظ الوعظ لاشك أنّه مطلوب القرآن كلّه موعظة للنّاس وكلّه شفاءٌ وبيانٌ لما في الصّدور، لكن هناك فرق بين العلم

 

 

والوعظ يقول ابن الجوزى -رحمه الله تعالى-: "المواعظ: سياقٌ تضرب بها القلوب فكما أن أثر السّوط في البدن -يكون متى يكون وقت الضّرب- ثم يتلاشئ شيئًا فشيئًا حتى يختفي الألم فكذلك أثر الموعظة فقد يتأثر الإنسان بالموعظة إذا إستمع إليه في وقته فيبكى ويتألم وتجد منه الأثر العظيم والإقبال على الله لكنّها أيضًا شيئًا فشيئًُا حتى يتلاشى".

 

c7H06454.png

 

السّبب الأخير:وهو من الأسباب المهمّه وأرجو أن ترعوا له أسماعكم، هناك إقبالٌ من بعض طلبة العلم وحرصٌ شديدٌ عليه، لكنّه أحيانًا يصطدم بأنّه لايُزيد السّير بطريقٍ صحيحٍ في تعلم علم الشّريعة، وبالمثال يتضح المقال، أحد علماء مصر وهو من العلماء المعروفين المُبرزين في علم الشّريعة بدأ هذا العالم العلم الشّرعيّ فحفظ القرءان وهو لم يبلغ الحُلم بعد، فلمّا حفظ القرآن كان والده فلاحًا مزارعًا، فقال له: يابني أنت تطلب العلم وأنا أعولك بهذه المزرعة وهذا البستان فاذهب وتعلم علم اللغة العربية، وعلم اللغة العربية من العلوم المهمه لطالب العلم وهو يعني يختلف من كتاب إلى كتاب فبدأ بتعلم علم النحو لكنّه لم يوفق في الطّريقه الصحيحه فبدأ بتعلم علم النّحو بتعلم شرح الأجرومية وهو شرح الشّيخ الكفراوي -رحمه الله تعالى- وهذا من أصعب الشّروح على الإطلاق أول درس فيه بسم الله الرّحمن الرّحيم الباء حرف جر واسم: اسم مجرور بينما الآن لو رأيتم علم اللغة يعلم على أنّ الكلمه اسم وفعل وحرف، وكلّ خصائص الاسم والفعل وخصائص الحرف وهكذا فحاول أن يفهم ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، أصبح عمره خمسة عشرة سنّة ومكثّ يتعلم علم النّحو سنه ونصف ولم يستطع أن يفقه فيه شيئًا فقال لوالده: لا أريد أن أتعلم علم النحّو أريد ان أعمل معك في المزرعه فقال: إلّا أن تتعلم علم النّحو فحاول مع والده في النهاية، أضطر إلى هذا الشّاب أن يهرب من قريته إلى قريةٍ أخرى فذهب، فبدأ يعمل في مزارع الآخرين فمرّ عليه أحد العلماء وهو يعمل في الحقل فصافحه وقال: يابني إن هذا الوجه وهذه اليد ليست يد مزارعٍ وهذا الوجه هو وجهٌ عالمٍ، فأخبره بخبره قال خبري كذا وكذا وكذا قال: إنّ السّبب أنّك بدأت بشرح الشّيخ الكفراوي فلو بدأت بشرح الشّيخ خالد الأزهري لكان الأمر عليك سهلًا فبدأ فيه فخلال ستة أشهر فاستطاع أن يُحكم وأن يتعلم قواعد اللغة العربية، فقال أحد العلماء الّذين ترجموا لهذا العالم قال: لولا أنّ الله أراد به خيرًا لكان مثله مثل سائر الفلاحين يكتب اسمه في دفتر المواليد ثم في دفتر الوفيات، ولم يكتب اسمه في دفتر الحياة؛ لأنه لم يستطع أن يتعلم علم الشّريعه بالطّريقة الصّحيحة التّي رسمها العلماء.

 

c7H06454.png

 

 

يتبع بإذن الله ~

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فضل العلم الشرعى لايحتاج منّي إلى تبليغ ولا إلى تأكيدٍ ففضله معلوم وشرفه مركوم وهو كالشّمس في رائعة النّهار، وهذا الأمر لا يختلف فيه اثنان ولكنّ سأذكركم ببعض الأحاديث والآيات العظيمة التّي تبين مكانة العلماء ومكانة العلم وفضل العلماء وفضل العلم وأهله أول هذه النّصوص في كتاب الله -عزّ وجلّ- يقول الله -سبحانه وتعالى-: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18]، فتأمل أخي -رعاك الله- :

 

 

أولاً: الله -سبحانه وتعالى- يكرم شهادة العلماء من بين سائر البشر بشهادته -عزّ وجلّ- وبشهادة ملائكته، فهذا يدل على فضلهم وعلى مكانتهم.

 

 

c7H06454.png

 

الأمر الثّاني: أنّ الله -سبحانه وتعالى- استشهدهم على أعظم مشهودٍ وهو توحيد الله -عزّ وجلّ-: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} [آل عمران: 18].

 

 

c7H06454.png

الدّليل الثّاني من القرآن يقول الله -سبحانه وتعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة: 7-8]، من يستطيع أن يبين لنا وجه الشّاهد من هذه الآية على فضل العلم؟ القراضي -رحمه الله- وهو من أئمة المالكية يقول في كتابه الذّخيرة يقول: خير البريّة من يخشَ الله؛ لأنّه قال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 7] وقال في آخرها: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة: 8]، قال -رحمه الله-"خير البريّة من يخشَ الله وكلّ من يخشَ الله فهو عالم فينتج عنه أن خير البريّة هو العالم وهذا هو معنى قول الله -سبحانه وتعالى-: {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]"

 

 

c7H06454.png

السّنّة النّبويّة فيها أدلةٌ كثيرةٌ تدل على فضل العلم وعلى مكانته سأختار منها ثلاثة فقط أول هذه النّصوص في الحديث الصّحيح يقول -صلّى الله عليه وسلّم-: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدّين" ، إذا أراد الله -عزّ وجلّ بعبده الخير تجده من أهل العلم تجده في حلة الذّكر تجده يعلم العلم ويُقرأ القرءان ويَقرأ القرآن ويُعلم الشّريعة ويتعلم الشّريعة فمعنى هذا مفهوم المخالفه في الحديث أن من لم يفقهه الله -عزّ وجلّ- في الدّين لم يرد الله -عزّ وجلّ- به خيرًا ولهذا ورد في بعض الأحاديث فيما يروى عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدّين ومن لم يرد الله -عزّ وجلّ- به خيراً لم يبالي به"، قال الحافظ بن حجر -رحمه الله-: "الزّيادة ضعيفةٌ لكن المعنى صحيح".

ولهذا لما دعى النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لعبدالله بن عباس بن عمه إلى ما أوتي به إلى النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فحنكه فقال -عليه الصّلاة والسّلام-: "اللهمّ فقه في الدّين وعلمه التّأويل" ([3])، هنا لفتةٌ سريعةٌ فائدةٌ العلماء يقولون إنّ الفقه والعلم ليس فقط بكثرة القراءة وبكثرة الاطلاع ولكنّه مع هذا فتوحٌ من الله -عزّ وجلّ- وتوفيق من الله -سبحانه وتعالى- لعبده، النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم" قال: "من يرد الله به خيرًا" فنسب الإرادة إلى الله -سبحانه وتعالى- إذًا هذا يستلزم من طالب العلم أن يحسن علاقته بالله -عزّ وجلّ- وأن يكون في علاقته مع الله -سبحانه وتعالى- أكثر من غيره؛ لأنّه هو الّذي يحمل همّ هذه الشّريعة وتبليغ هذه الشّريعة، فطالب العلم يجب أن يكون في ليله قائم وفي نهاره صائم وأن يترفع عمّا عليه العوام والسّفهاء من النّاس.

 

 

 

c7H06454.png

 

الدّليل الآخر: ما رواه أبو داود -رحمه الله تعالى- عن أبي الدّرداء -رضى الله عنه وأرضاه- يقول -صلّى الله عليه وسلّم-: "منْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًى بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب" هذا من الأحاديث العظيمة وقد دلّ هذا الحديث على فضل العلم من خمس أوجه:

الوجه الأول: أن الّذي يتعلم علم الشّريعة ويسلك طريق العلم ويحضر حلق العلماء فإنّه يسلك بابًا من أبواب من أبواب الجنّة، ويسلك طريقًا من الطّرق التّي تلج به في النّهاية إلى جنّات النّعيم بإذن الله -عزّ وجلّ- الجنه التّي جميعًا نسأل الله -عزّ وجلّ- ليلًا ونهارًا وسرًّا وجهارًا أن يجعلنا من أهلها هذا بابٌ من أبوابها، فمن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا فإنّه يسلك بابًا من الأبواب وطريقاً من الطّرق التّي تؤدي به إلى جنّات النّعيم.

 

الوجه الآخر: في الّذي يدل على فضل العلم في هذا الحديث أنّه قال وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًى بما يصنع، ما معنى هذا الحديث؟

العلماء اختلفوا في معنى لتضع أجنحتها على خمسة أقوال:

القول الأول: أنّه بمعنى أنّ الملائكة تتواضع لطالب العلم.

الأمر الثّاني: معناه أن الملائكه تُعظم طالب العلم.

المعنى الثّالث: أنّ الملائكة تحمله عليها فتعينه على بلوغ قصده.

والقول الرّابع: أنها تبسط أجنحتها بالدّعاء لطالب العلم.

الخامس والأخير: أنّ معنى تضع أجنحتها أيّ تكفُّ عن الطّيران وتجلس في مجالسِ وفي وفي حلق العلم والذّكر، وهذا لاشك أنّه يدل على فضل طلبة العلم وعلى فضل العلماء وعلى فضل المتعلمين؛ فوضع الملائكه أجنحتها؛ تواضعًا وتعظيمًا وإكرامًا لما يحمله من العلم الشّرعيّ وهو يدل على المحبة والتّعظيم؛ لأن بينهما تناسب فالعالم يبلغ علم الشّريعة إلى النّاس وينفعهم بالقرآن والسّنّة، وكذلك الملائكه فإنّها من أنفع مخلوقات الله لبني آدم.

 

 

 

c7H06454.png

 

الوجه الثّالث: قال: "وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في جوف الماء" يستغفر له من في السّماوات ومن في الأرض يقول ابن الجماعة -رحمه الله تعالى- في سلسلة السّامع والمتكلم يقول: "وهذا يدل على فضل العلم ومكانة أهله، فإذا كان يُنافس في دعاء الرّجل الصّالح -الناس يتنافسون في دعاء الرّجل الصّالح أو من يظنّ صلاحه- فكيف بدعاء الملائكه الكرام الكاتبين الّذين لايعصون الله ماأمرهم ويفعلون مايؤمرون" ما هو الدّليل على أنّ الملائكة تدعو للمسلمين يقول الله -سبحانه وتعالى-: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [غافر: 7-9]، فالملائكه ملائكة الرّحمن -عزّ وجلّ- تدعو لمعلم النّاس الخير ولمتعلم العلم الشّرعيّ، ولهذا ورد أيضًا هذا الحديث قال: "حتى الحيتان في جوف الماء" ([7]) وفي رواية: "حتى النّملة في جُحرها" ([8]) هذا فضلٌ عظيمٌ يا إخواني لمن تعلم علم الشّريعة ولمن بذله، العلماء هنا تساءلوا ما الّذي يحمل النّملة والحيتان في جحرها تدعو لمعلم النّاس الخير؟ قالوا؛ لأن العالم هو الّذي يعلّم الإحسان إلى الحيوان، ويعلّم النّاس ما يحلّ منها ما يحل منها وما يحرم.

 

 

c7H06454.png

 

الوجه الرّابع: في هذا الحديث الّذي يدل على فضل العلم قال: "وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب" هنا أيضًا سنتحدث في خمس مسائل :-

الأولى: في الحديث تشبيهٌ مطابقٌ لحال القمر ولحال الكوكب، فالقمر يضيء الآفاق للعالم وكذلك العالم، والكوكب يضيء لنفسه وإن تجاوز فإنّه يتجاوز غير بعيدٍ وكذلك العابد الّذي عبادته تنفعه في نفسه وتنفع النّاس المحيطين به، لكن العالم كالقمر ليلة البدر كما قال النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.

 

 

c7H06454.png

المسأله الثّانيه: أنّ في هذا الحديث تشبيهٌ للعالم والعابد كالقمر والكوكب وفي معناه أيضًا تشبيهٌ للجاهل بالليل في ظلمته.

 

 

 

c7H06454.png

المسأله الثّالثة:لماذا شبه النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- العالم بالقمر ولم يشبهه بالشّمس مع أن نور الشّمس أقوى السّبب يعود لأمرين: الأمر الأول: أنّ نور العالم مستفادٌ من غيره، القمر يستفيد ضوئه من ماذا؟ من الشّمس، فكذلك العالم يستفيد علمه من النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هذه مسأله أو هذا وجه، الوجه الآخر: أن الشّمس لا يلحقها اختلاف من أول الشّهر إلى آخره لكن القمر يلحقه اختلاف فتارةً يكون بدرًا، وتارةً يكون هلالًا، وتارةً يزيد وتارة ينقص وكذلك العلماء فمنهم من هو في علمه كالبدر في تمامه ومنهم من هو أقل من ذلك بليلةٍ ومنهم من أقل بليلتين ومنهم من هو أقل بثلاث وهكذا فالعلماء يختلفون في علمهم وفي فهمهم وفي فقههم لهذه الشّريعة.

 

 

c7H06454.png

المسأله الرّابعة: في هذا وفي قوله: "فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب" قال: كفضل القمر ليلة البدر قلنا القمر يختلف لكنه شبهه بليلة البدر لماذا؟ قالوا؛ لأن العالم إنّما يكمل إتباعه بقدر إتباعه للنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كالشّمس كما قال الله -عزّ وجلّ-: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45]، فكذلك العالم يأخذ علمه من النّبيّ صلى الله عليه وسلّم- فكلما أخذ من النّبيّ كلما ازداد ضوئه وكمل وأصبح بدرًا فإذا نقص فإنّه يُنقص، فإن أعرض عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-فإنّه يكسف حاله إذا حال بينه وبين الشّمس وبين القمر حائلٌ فإن القمر ينكسف فكذلك طالب العلم إذا أعرض عن سنّة النّبيّ وعن شريعته فإنه يكسف حاله ويذهب بلا رجعه؛ لأنه أعرض عن سنّة محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، أيضًا ورد تشبيه العلماء بالنّجوم؛ السّبب أنّ النجوم يهتدى بها في ظلمات البرِّ والبحر وكذلك العلماء يهتدى بهم، النّجوم زينةٌ للسّماء وكذلك العلماء زينةٌ للأرض، النّجوم رجومٌ للشّياطين وكذلك العلماء رجومٌ لشياطين الإنس والجنّ.

 

 

c7H06454.png

الوجه الخامس: في هذا الحديث الّذي يدل على فضل العلم قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: "وإنّ العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولادرهمًا وإنّما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافرٍ" وهذا من المناقب العظيمة لأهل العلم، أنّ الأنبياء هم خيرة خلق الله -عزّ وجلّ-، فكذلك ورثتهم هم خيرة العباد بعد الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام، وفيه الأمر من طاعة العلماء والتّحذير من الإساءة إليهم، ولهذا يقال إن أعرابيًا دخل في حلقة ابن مسعود -رضي الله عنه- فرأى النّاس قد تحلقوا على ابن مسعود -رضي الله عنه وأرضاه- فقال لابن مسعود: ماذا يريدُ هؤلاء؟ علام اجتمع هؤلاء، قالوا: "اجتمعوا على ميراث محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-"،

 

 

العلم ميراث النّبيّ كما أتى***بالنّص والعلماء هم وراثه

ما خلف المختار غير حديثه*** فينا فذاك متاعه وأثاثه

 

أبوهريره -رضي الله عنه وأرضاه- دخل يومًا إلى السّوق فوجد النّاس يبيعون ويشترون فعلًا فيهم وقال: "أيّها النّاس أنتم ها هنا تبيعون وتشترون وميراث النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقسم في مسجده" فهرع النّاس إلى مسجد النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فوجدوا النّاس هذا يتلو القرءان وهذا يتعلم علم الشّريعة وهذا يحفظ وهذا يصلّي ويسجد، فقالوا: أين ميراث النّبيّ؟ قال: "هذا هو ميراث محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-".

 

 

c7H06454.png

الدّليل الأخير: الّذي نختم به هذا اللقاء أنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقةٍ جاريةٍ أوعلمٍ ينتفع به أو ولدٌ صالحٍ يدعو له" ، كيف الاستنباط أو كيف نستنبط فضل العلم من هذاالحديث يقول ابن الجماعه -رحمه الله تعالى- في تذكرة السّامع والمتكلم يقول: "وهذا الحديث يدل على فضل العلم ومكانة أهله، فإنّك إذا رأيت هذه الأمور الثّلاث تجد أنّها مجتمعه في معلم النّاس العلم" كيف؟ قال: "أولًا: قال صدقةٍ جاريةٍ فأعظم صدقة جاريه يخلفها الإنسان بعد موته هو العلم الشّرعيّ"، قال: "أو ولدٌ صالح يدعو له من أعظم من أعظم الأمور التّي يجدها طالب العلم أن يجد من يدعوا له" ولهذا تأملوا الآن إذا ذكرنا شيخ الإسلام بن تيميه- رحمه الله وغفر الله-، منذ متى؟ منذ أن توفي -رحمه الله- إلى يومنا هذا والجميع يترحم عليه ويدعو الله -سبحانه وتعالى- له، ومنهم من يسأل الله أن يحشره شيخ الإسلام ابن تيميه في زمرة محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته، تأمل العلماء الّذين من بعده كابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب وقبلهم الامام أحمد والشّيخ عبد العزيز ابن باز وابن العثيمين والشّيخ محمد ابن إبراهيم وغيرهم من أئمة الهدى والدّين، ومن يدعوا لهم؟ يدعوا لهم طلبة العلم وفيهم الأخيار وفيهم من لو أقسم على الله لأبره، فهذا يدل على فضل فضل طلبة العلم وأهله وحتى ولو لم يرزق بأبناء لوجد من طلاب العلم وتلاميذه ومحبيه يدعو له ليلًا ونهارًا وسرًا وجهارًا أن يغفر الله -عزّ وجلّ- له، قال: "أوعلمٍِ ينتفع به" وهذه واضحه في العلم الّذي يخلفه العالم للنّاس".

 

c7H06454.png

المحاضرة مختصرة

ومن يحب أن يحمل المحاضرة ويقرأها مباشرة :

 

_____________________________________________________.doc

 

رابط لسماع المحاضرة :

 

https://ar.islamway.net/lesson/62179

تم تعديل بواسطة سُندس واستبرق
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،

 

سبحان الله !

بارك الله فيكِ ونفع بكِ ـ أعجبتني جدًا القصة في آخر الموضوع

 

نتابعكِ ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سأكمل الجزء الثاني بإذن الله

ألا يوجد محاضرة صوتية يا غالية ؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك على التذكير نبض الحبيبة

وضعت المحاضرة الصوتيّة لمن يحب الاستماع .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ

اللهم ارزقنا العلم النافع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا سندس الحبيبة

محاضرة قيمة سأكمل بالإستماع لها بإذن الله

جعلها ربي بميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك غاليتي

سأستمع إليها إن شاء الله =)

 

وفيكِ بارك الرحمن حواء الحبيبة ()

أسعدني مروركِ .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ

اللهم ارزقنا العلم النافع

 

وأنت من أهل الجزاء أم جومانا ()

تسعدني متابعتك وهمتكِ أسعدكِ الإله .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا سندس الحبيبة

محاضرة قيمة سأكمل بالإستماع لها بإذن الله

جعلها ربي بميزان حسناتك

 

وأنت من أهل الجزاء وأشرقت ()

تسعدني متابعتكِ أسعدكِ الإله .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

رائع بارك الله فيك ياغالية

وجعلها الله في ميزان حسناتك

 

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

الأروع مرورك مرام ()

آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×