اذهبي الى المحتوى
سُندس واستبرق

✿ܔ المحاضرة الرابعة : أدب طالب العلم مع شيخه وأثناء الدّرس✿ܔ

المشاركات التي تم ترشيحها

أدب طالب العلم مع شيخه وأثناء الدّرس

post-36649-0-01494200-1352267305.png

أدب الإخلاص، وهو أن يكون طالب العلم يبتغي بعلمه وجه الله -سبحانه وتعالى-، لايريد به رياءً ولا سمعةً ولا يريد به شيئًا من أمور الدّنيا؛ وإنّما يريد به رضا ربّه -سبحانه وتعالى-.

ذكرنا مسألة في غاية الأهمية وهي مسألة ما حكم العمل إذا خالطته أو ما حكم النّيّة اذا خالطه الرّياء؟ القضية لها الحالات التّالية:

الحالة الأولى: أن يكون العمل رياءً محضًّا، من بداية العمل لا يقصد به وجه الله -سبحانه وتعالى- فهذا العمل لا شكّ أنّه باطلٌ ولا يكاد يصدر من مؤمنٍ أصلًا؛ لأن هذه من صفات المنافقين، {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النّساء: 142].

الحالة الثّانية: نيّة الرّياء تشارك العمل، فإذا شاركته من أصله فهذه باطلةٌ، وإن كانت خاطرةً ودفعها فلا شيء عليه، وإن استرسل معه هذا الرّياء فإنّه يجاز على أصل نيته، والله أعلم أن هذا هو القول الرّاجح.

السّؤال الثّاني: ما هو ضابط الإخلاص؟

أولًا: أن يَنوي به هذا العلم التّقرب الى الله، ثانيًا: أن يَنوي به رفع الجهل عن نفسه، ثالثًا: أن يَنْوي به رفع الجهل عن أمّة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-.

post-36649-0-31413400-1352267307.png

الأدب الثّاني: هو العمل بالعلم:

في مقدمة الكتاب ثلاثة الأصول للامام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- ذكر كلامًا نفيسًا فقال: "اعلم -رحمك الله- إنّه يجب علينا تعلم أربع مسائل، الأولى: العلم، والثّانية: العمل، والثّالثة: الدّعوة إليه، والرّابعة: الصّبر على الأذى فيه، والدّليل قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1-3]".

يقول الإمام الشّافعيّ -رحمه الله-: "لو ما أنزل الله حجةً على خلقه إلا هذه السّورة لكفتهم"،

وإذا لم يعمل بعلمه فسيكون وبالًا عليه، يقول -صلّى الله عليه وسلّم-: "لن تزول قدم عبدًا يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به"

العمل بالعلم له آثارٌ عظيمةٌ، أول هذه الآثار:إنَّ من عمل بعلمه أورثه الله -عزّ وجلّ- علم ما لا يعلم، "من عمل بعلمه أورثه الله -سبحانه وتعالى- علمًا لم يعلمه"، والدّليل على هذا، قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمّد: 17{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا} [محمّد: 17] يعني عملوا واهتدوا بهداية الله -عزّ وجلّ- زادهم هدًى وفوق هذا {وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمّد: 17].

 

post-36649-0-31413400-1352267307.png

الثّمرة الثّانية من ثمار العمل بالعلم: إنّ في هذا ثباتٌ للعلم وحفظٌ له، الّذي يسأل يقول كيف أحفظ العلم؟ نقول من أسباب حفظ العلم وثباته واستقراره في قلبك أن تعمل بهذا العلم، ولهذا يقول العلماء: "العمل بالعلم يوجب ثباته" في المقابل الّذي لا يعمل بالعلم فإنّه يؤدي إلى عدم البركة هذا العلم الّذي يحمله، يقول الله -سبحانه وتعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة: 13].

 

 

post-36649-0-31413400-1352267307.png

أيضًا من آثار العمل بالعلم: النّجاة من عذاب الله -سبحانه وتعالى-، في الحديث الصّحيح عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- يقول سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: "يؤتى بالرّجل يوم القيامة فليقي في النّار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدورُ الحمارُ بالرّحى، فيلتفت حوله أهل النّار فقولون يا فلان مالك ؟ ألم تكُ تأمرُ بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ قال: بلى قد كنت آمرُ بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه" (

[1]) -والعياذ بالله عزّ وجلّ-.

حكيم هذه الأمّة، أبو الدّرداء -رضي الله عنه وأرضاه له- كلام في غاية النّفاسة، كلامٌ نفيسٌ وجميلٌ، يقول -رحمه الله-: "إنّما أخاف أن يقال لي يوم القيامة أَعَلِمْت أم جَهِلْت؟ فأقول: عَلِمْت، يقول: فلا تبقى آية من كتاب الله -عزّ وجلّ- آمرةً أو ناهيةً إلا وجاءتني تسألني فريضتها، فتسألني الآمرة هل ائتمرت؟ وتسألني الزّاجرة هل ازدجرت؟ فأعوذ بالله من علمٍ لا ينفع"، وهذا الّذي كان يستعيذ منه النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، كان يستعيذ بالله -عزّ وجلّ- من علمٍ لا ينفع.

 

post-36649-0-31413400-1352267307.png

 

الثّمرة الرّابعة: أن العمل بالعلم يكون مع صاحبه قبول، فهو أدعى لئن يقبل النّاس من دعوته ومن كلامه ومن حديثه؛ ولهذا يقول السلف: "إنَّ العالم إذا لم يعمل بعلمه زلَّت موعظته عن القلوب كما تزلُّ القطرة عن الصّفا"، (الصّفا: الحجر الأملس)، فسرعة نزول القطرة منها يقول فتزلُّ "إنَّ العالم إذا لم يعمل بعلمه زلَّت موعظته عن القلوب كما تزل القطرة عن الصّفا".

يا واعظَ النّاس قد أصبحت متهمًا***إذ عِبْت منهم أمورًا أنت تأتيها

.

 

post-36649-0-31413400-1352267307.png

الثّمرة الخامسة والأخيرة من ثمار العمل بالعلم:أنّه علامةٌ على القبول، على قبول الله -عزّ وجلّ- لعبده، الحسن -رحمه الله- كان يقول: "كان طالب العلم يطلب العلم فلا يلبث أن يُرَى ذلك في تَخَشُّعِهِ وفي هَديهِ وفي لِبسِه وفي لسانهِ وفي بصرهِ وفي بِرّه"، خلاص هو داخل إلى عالم طالب العلم الشّرعيّ، لا بد أن يتميز فكانوا يرون الرّجل منذ أن يبتدأ في طلب العلم قد تغيرت حياته وحسنت سلوكه؛ لأنّه سيسلك طريقًا جديدًا في حياته وهو طلب العلم الشّرعيّ، ولهذا أم سفيان الثّوريّ -رحمه الله- كانت تقول لابنها: "يا بنيّ إذا كتبت عشرة أحرف فانظر هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك؟، فإن لم ترى فلا تتعني يا بني فإنّه لا ينفعك"، وهذا من فقهها -رحمها الله تعالى رحمةً واسعةً-.

 

 

 

post-36649-0-31413400-1352267307.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-36649-0-31413400-1352267307.png

 

الأدب الثّالث: يجب أن يكون في طالب العلم خلق التّواضع، التّواضع محمودٌ من النّاس وهي صفةٌ جميلةٌ، التّواضع من صفات المؤمنين ومن صفات عباد الرّحمن -عزّ وجلّ- كما قال الله -سبحانه-: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63]يقول -صلّى الله عليه وسلّم-: "وإنّ الله اوْحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحدٌ على أحد" ، ويقول -صلّى الله عليه وسلّم-: "لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر"

 

أيضًا من التّواضع: التواضع مع العلماء، نحن سنفرد بابا خاصاً في الأدب مع المشايخ والعلماء؛ لكن هنا سنتحدث عن التواضع مع العلماء بشكل عام، عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "تعلموا العلم وعلموه النّاس وتواضعوا لمن تتعلمون منهم"، طالب العلم لن يتحقق له التواضع في هذا الأمر إلا بثلاثة أمورٍ:

أولًا: لا يحقر من دونه في العلم.

ثانيًا: لا يحسد من فوقه في العلم.

ثالثًا: لا يأخذ على علمه ثمنًا.

ولهذا يقول العلماء: "المتواضع من طلاب العلم أكثر النّاس علمًا، كما أنَّ المكان المنخفض أكثر مكانٌ يمتلئ فيه الماء".

العلم حربٌ للفتى المتعالي***كالسّيل حربٌ للمكان العالي

 

ومن هنا نحذر طلبة العلم مما يسمى الشِّبِر في العلم، تعلمون ما هو الشِّبر في العلم؟

يقول العلماء: العلم ثلاثة أشبار، من دخل الشبر الأول تكبر وانتفخ وظنّ أنّه إمام الدّنيا، فيُخَطِّئ هذا ويصَحِّح هذا، ويرى نفسه أنّه في مصاف الأئمة والعلماء، وتبدأ قضية قلتُ وأرى وهذا الامر لي رأيٌ فيه ولي تحفظ، وأنا اسكت عليه، فتاتيه هذه الأمور، وهي أمورٌ نفسيةٌ يجدها الإنسان في نفسه.

قال: فإذا دخل الشّبر الثّاني: رأى أن القضية (العلم) يكبر، قال: تواضع، فاذا دخل في الشّبر الثّالث: عَلِمَ أنه لم يؤتى من العلم إلا قليلًا، {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85].

 

post-36649-0-31413400-1352267307.png

 

الأدب الرّابع: اتّباع السّنّة، وهذا أيضًا فردٌ من أفراد العمل بالعلم، ينبغي كما يقول ابراهيم الحربي -رحمه الله-: "ينبغي للرّجل إذا سمع شيئًا من أدب النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أن يُنَفِّذ هذا الأمر ويعمل به"؛ حتّى يكون متبعًا للمصطفى -صلّى الله عليه وسلّم-، بل أنَّ سفيان الثّوريّ -رحمه الله- يقول: "لو استطعت إلا تَحُكَّ رأسك الا بأَثَرٍ فافعل"

 

post-36649-0-31413400-1352267307.png

الأدب الخامس: ترك الذّنوب:

خَلِّي الذّنوب صغيرها *** وكبيرها ذاك التُّقى

واصنع كماش فوق أرض *** الشّوك يحذر ما يرى

لا تَحْقِرَنَّ صغيرةً *** إنَّ الجبال من الحصى

طالب العلم إذا أراد العلم، وإذا أراد أن يشرح الله صدره للعلم، وإذا أراد أن يبارك له الله -عزّ وجلّ- في علمه، وفي قوله وفي فعله فليجتنب كبائر الذّنوب وليجتنب صغائرها، وليسر إلى الله -سبحانه وتعالى- بين الخوف والرّجاء مُتَّخِذًا زاد التّقوى الى الله -سبحانه وتعالى-: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197].

العلماء يقولون: "والله إنا لنحسب الرّجل ينسى بالعلم بالخطيئة يعملها

post-36649-0-31413400-1352267307.png

الأدب السّادس: وهو من الأداب العظيمة، الّتي يجب على طالب العلم أن يُهيِّء نفسه بها، وهو أن يكون نقي القلب، سليم الصّدر لا يحسد، ولا يحقد ولا يغش، كيف يكون طالب العلم طالبًا للعلم؟ وهو يحيك المؤامرات على أخوانه، ويحسدهم ويغش -، القلب إذا طُيِّب وطُهِّر، فإنّه يكون قابلًا للعلم، كالأرض إذا نُظِّفَت فإنّها تكون قابلةً للزّراعة، يقول -صلّى الله عليه وسلّم-: "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فاي قلب أُشْرِبَها نُكِتَتْ فيها نكتة سوداء، وأيّ قلبٍ أنكرها نُكِتَتْ فيه نكتة بيضاء، قال: فتصير على قلبين، على أبيض مثل الصّفا، لا تضرّه فتنةٌ ما دامت السّماوات والأرض، وعلى أسود مربادًّا كالكوز مُجَخِّيَا، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكرًا الا ما أُشْرِبَ من هواه"

وحتّى يكون القلب نقيًّا والسّريرة صافيةً، فإن من أعظم الأمور أن يجتنب طالب العلم ثلاثة أمورٍ: أن يجتنب العوائد، وأن يجتنب العوائق، وأن يجتنب العلائق، هذه الأمور الثّلاثة هي الّتي تفسد القلب، (العوائد: هي الأمور الّتي اعتاد عليها النّاس، وجعلوها بمنزلة الشّرع وهي بعيدةٌ عن كتاب الله وعن سنّة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-؛ لكنَّه قد تعلق بها واعتاد عليها، فتجد أنّه من الصّعوبة أن يخرج منها.

post-36649-0-31413400-1352267307.png

الأمر الثّاني: العوائق الّتي تعيق القلب في سيره الى الله -سبحانه تعالى- ويجمعها ثلاثة: الشّرك بالله -عزّ وجلّ- وهو أعلاها، والأمر الثّاني: البدع، والأمر الثّالث: المعاصي، فيجتنبها طالب العلم حتي يصفو قلبه ويقطع هذه العوائق الّتي تعيقه عن السّير إلى الله وإلى الدّار الآخرة.

 

الأمر الثّالث: العلائق وهي التّعلق بالدّنيا وهمومها والتّعلق بالدّنيا وشهواتها وملاذها وغير ذلك، يجب أن يقطع العبد قلبه أن يتعلق بغير الله -سبحانه وتعالى-.

post-36649-0-31413400-1352267307.png

 

المسألة السّابعة: محاسبة النّفس، طالب العلم يكون مُنْهَمِكاً في العلم الشّرعيّ، مشتغلًا به، في ليله وفي نهاره فيكون هذا العلم يأخذ منه الوقت الكثير، وقد يكون مع هذا التعّلم قد يكون معه أيضًا دعوة إلى الله، ومعه أيضًا اهتمام وعمل واهتمام بشؤون أهله ومنزله، فيغفل بعض طلبة العلم عن أن يجلس الواحد منهم ليحاسب نفسه، يحاسب نفسه في العلم الّذي تعلمه، هل هو لله؟ أم شابه النّيّة ما شابه، يحاسب نفسه هل هو يعمل بهذا العلم أم لا يعمل به؟ يحاسب نفسه ماذا قدم لأمّته؟ يحاسب نفسه في العلم الّذي يقدمه هل هو علمٌ صحيحٌ مأخوذ من ميراث محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- أم أنَّ فيها ما فيها؟! يراجع نفسه في أقواله وفي أعماله وفي أفعاله، وهذا الّذي جعل مثل الامام الشّافعيّ -رحمه الله- يكون له مذهبين، مذهب قديم ومذهب جديد، وبعض العلماء تكون له فتاوى قديمة ويقال في آخر حياته تراجع عن هذا القول؛ لأنّه دائم المحاسبة لنفسه، جلس يومًا سفيان الثّوري والفضيل بن عياض -رحمهما الله-، فجلسوا يتحدثون ويتذاكرون فسفيان الثّوري -رحمه الله- قال: "والله إنّي لأرجو الله أن يكون مجلسنا هذا أكبر مجلسٍ جلسته بركة، وخير مجلس جلسته علمًا"، فقال الفضيل بن عياض: "ولكن أَلَسْتُ نظرتَ إلى خير ما عندي فقدمته لك، ونظرتُ إلى ما هو خير عندك فقدمته لي"، قال: بلى، قال: "أخشى أن يكون عملنا لغير الله"، فأخذ يبكي وأبكى سفيان -رحمهما الله تعالى رحمةً واسعةً-، إذًا طالب العلم بحاجةٍ الى مراجعة نفسه وإلى محاسبتها قبل أن يحاسب و قبل أن يوزن.

 

post-36649-0-31413400-1352267307.png

 

والأدب الثّامن الّذي يجب على طالب العلم أن يتميز به، أن يكون دائم الذّكر لله -سبحانه وتعالى-الذّكر هو تحصين لطالب العلم من شياطين الأنس ومن شياطين الجنّ، فإذا أكثر الإنسان من ذكر الله -عزّ وجلّ- فهذا دليل على محبته لله، ومن أحب شيئًا أكثر من ذكره كما يقول العلماء، ولهذا يقول ابن القيم: "الإقبال على الله والإنابة والرّضى بما كتبه الله -سبحانه وتعالى- والسّرور الّذي يجده في الإنسان في قلبه، هذه بشرى للمؤمن في هذه الحياة وتعجيلٌ من الله -سبحانه وتعالى- للخير الّذي أعدّه له في جنّات النّعيم.

 

post-36649-0-31413400-1352267307.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-36649-0-31413400-1352267307.png

 

وهو الأدب التّاسع: الحذر من مجالسة السّفهاء، يجب على طالب العلم أن يترفع عن مُجالسة السفّهاء إلا أن يكون داعيًا لهم إلى الله -سبحانه وتعالى-؛ لأنّ السّفيه لا يَقْدُر العالم حق قدره، وقد يوقعه في إحراجٍ يكون طالب العلم في غنًى عنه

post-36649-0-31413400-1352267307.png

الأدب العاشر: الصّدق، يُقبح من القبيح أن يكون طالب العلم كذاب، النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قالوا: يا رسول الله أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم، أيكون المؤمن بخيلًا؟ قال: نعم، أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: لا، ما يجتمع الإيمان والكذب

"عليكم بالصّدق، فإنّ الصّدق يهدي إلى البرّ، والبرّ يهدي الى الجنّة وما يزال الرّجل يصدق ويتحرى الصّدق حتى يكتب عند الله صديقًا" (

[1]).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التّوبة: 119]،

 

post-36649-0-31413400-1352267307.png

أيضًا من الأخلاق: النّهي عن المراء والنّهي عن الجدال، إذا أراد الله -سبحانه وتعالى- بعبده خيرًا فتح له باب العمل وأغلق عنه باب الجدل، واذا أراد بعبده شرًّا فتح له باب الجدل وأغلق عنه باب العمل والنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا"

post-36649-0-31413400-1352267307.png

 

الأدب الثّاني عشر ونختم به هذه الدّرس: الدّعوة إلى الله -سبحانه وتعالى-، من ضمن الاستبيان الّذي وُزِّع بين بعض الرّاغبين في العلم دائمًا، السّؤال أيهما أُقَدِّم الدّعوة أم طلب العلم الشّرعيّ؟ هنا نجيب عليه بمشيئة الله، الدّعوة الى الله -سبحانه وتعالى- من أعظم الأعمال الّتي يقوم بها طالب العلم، بل هي العمل للدّراسة الّتي كان يدرسها، الآن يقال فلان يدرس في الطّب حتّى يكون طبيب، طالب العلم يدرس العلم حتى يكون داعٍ الى الله وحتّى يكون معلمًا الخير للنّاس، الدّعوة إلى الله -سبحانه وتعالى- هي وظيفة الأنبياء -عليهم الصّلاة والسّلام-، فهي من خير الوظائف وأعظمها وأكرمها في هذه الحياة، وهي من العبادات العظيمة والجليلة الّتي يتقرب بها العبد إلى ربّ البَريَّات وخالق الأرض والسّماوات -سبحانه وتعالى-، وأيضًا حينما تحدثنا عن العمل بالعلم وذكرنا أنَّ أصول النّجاة أربعة: العلم، العمل، الدّعوة الى الله -سبحانه وتعالى-، "ومن كتم علمًا ألجمه الله -سبحانه وتعالى- بلجام من نارٍ يوم القيامة"

 

post-36649-0-31413400-1352267307.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

المحاضرة مختصرة لمن أرادت قرائتها مباشرة فلتتفضل هنا :

 

 

 

ولمن أرادت الاستماع فلتتفضل هنا :

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

 

 

بارك الله فيكِ مشرفتي الحبيبة

اللهم ارزقنا العلم الشرعي والعمل به واجعلنا داعيات إلى الهدى يارب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

< إنّ من أجمل ما تُهدى إليه القلوب في زمن الفتن أن تُذكَّر بالله، وأن تُعادَ إلى أصلها الطاهر الذي خُلِقت لأجله. فالروح لا تستقيم بالغفلة، ولا تسعد بالبعد، ولا تُشفى إلا بالقرب من الله؛ قريبٌ يُجيب، ويعلم، ويرى، ويرحم

×