اذهبي الى المحتوى
امة من اماء الله

•°o.O شرح الحديث الثالث O.o°•

المشاركات التي تم ترشيحها

post-33797-0-41998800-1338293193.gif

 

3- باب الصبر :

وعن أنسٍ رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله "صلى الله عليه وسلم" : (( إِذَا أَرَادَ الله بعبدِهِ الخَيرَ عَجَّلَ لَهُ العُقُوبَةَ في الدُّنْيا ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبدِهِ الشَّرَّ أمْسَكَ عَنْهُ بذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يومَ القِيَامَةِ

)) .

وَقالَ النَّبيُّ "صلى الله عليه وسلم" : ((إنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ ، وَإنَّ اللهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ قَوْماً ابْتَلاَهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ

)) رواه الترمذي ، وَقالَ: (( حديث حسن )).

post-28298-0-44805300-1364504546.gif

الشرح

 

 

 

-الصبر لغة : الحبس , وشرعا : حبس النفس على ثلاثة أمور : الأول طاعة الله. والثاني: عن محارم الله . والثالث : على أقدار الله المؤلمة

 

الأمور كلها بيد الله عز وجل وبإرادته ، لأن الله تعالى يقول عن نفسه)( َفعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)

(البروج: 16 ) ، ويقول( إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء)(الحج: من الآية 18 ) ، فكل الأمور بيد الله .

 

والإنسان لا يخلو من خطأ ومعصية وتقصير في الواجب ؛ فإذا أراد الله بعبده الخير عجل له

 

العقوبة في الدنيا : إما بماله ، أو بأهله ، أو بنفسه ، أو بأحد ممن يتصل به ؛ لأن العقوبات تكفر

السيئات ، فإذا تعجلت العقوبة وكفر الله بها عن العبد ، فإنه يوافي الله وليس عليه ذنب ، قد

طهرته المصائب والبلايا ، حتى إنه ليشدد على الإنسان موته لبقاء سيئة أو سيئتين عليه ، حتى

يخرج من الدنيا نقيا من الذنوب ، وهذه نعمة ؛ لأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة .

لكن إذا أراد الله بعبده الشر أمهل له واستدرجه وأدرَّ عليه النعم ودفع عنه النّقم حتى يبطر

والعياذ بالله ويفرح فرحا مذموما بما أنعم الله به عليه ، وحينئذ يلاقي ربه وهو مغمور

بسيئاته فيعاقب بها في الآخرة ، نسأل الله العافية . فإذا رأيت شخصا يبارز الله بالعصيان وقد وقاه

الله البلاء وأدر عليه النعم ، فاعلم أن الله إنما أراد به شرا ؛ لأن الله أخر عنه العقوبة حتى يوافى بها يوم

القيامة .

post-28298-0-44805300-1364504546.gif

ثم ذكر في هذا الحديث : (( إن عظم الجزاء من عظم البلاء )) يعنى أنه كلما عظم البلاء عظم

الجزاء . فالبلاء السهل له أجر يسير ، والبلاء الشديد له أجر كبير ، لأن الله عز وجل ذو فضل

على الناس ، إذا ابتلاهم بالشدائد أعطاهم عليها الأجر الكبير ، وإذا هانت المصائب هان الأجر .

(( وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضى ومن سخطا فله السخط )) .

وهذه أيضا بشرى للمؤمن ، إذا ابتلى بالمصيبة فلا يظن أن الله سبحانه يبغضه ، بل

قد يكون هذا من علامة محبة الله للعبد ، يبتليه سبحانه بالمصائب ، فإذا رضي الإنسان وصبر

واحتسب فله الرضى ، وإن سخط فله السخط .

وفي هذا حث على أن الإنسان يصبر على المصائب حتى يكتب له الرضى من الله عز

وجل . والله الموفق .

 

 

post-33797-0-97713800-1338293219.gif

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×